المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوعي العربي فشل أيديولوجي



تحسين أبو عاصي
11/09/2008, 02:33 AM
الوعي العربي فشل أيديولوجي



بقلم أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل –



----------------------------------------------------------

كثيرا ما تراودنا مجموعة من الأسئلة عن أسباب تخلف العرب ، رغم الإمكانيات والثروات التي يملكونها ، والتي توازي أو تفوق كثيرا من الدول المتقدمة .
وبعيدا عن شماعة أمريكا وإسرائيل والغرب ، والتي يسهل على الفاشلين تعليق ملابسهم القذرة عليها ؛ لتبرير عجزهم المتراكم وضعفهم الفاضح ولا مسئولياتهم المعيبة في تحمل مسئولية اتخاذ القرار ، متناسين بذلك ما نملك من طاقات وإمكانيات هائلة وعقول جبارة مبدعة .
فهل الأسباب الكامنة من وراء التخلف العربي ، هي أسباب متأصلة في طبيعة تكوين بنيتهم الذهنية والنفسية ، بحيث لا يمكن البتة التعامل معها ، وصرنا كما يقول المثل العربي : المائل عن المعوج معتدل ، فألفنا الاعوجاج لدرجة القناعة به ، أم أن هناك أسبابا أخرى لا بد من البحث عنها بحثا موضوعيا علميا جادا ، خاصة ونحن نرى الشباب العربي يقف اليوم على ناصية مفترق طرق خطيرة ، لا يتمكن من خلاله تحديد هدفه أو طريقه في مسيرة التوجه الفكري والمعتقدي ، أمام المشكلات ومظاهر العنف والتخلف والضياع ، وأمام التحديات التي تلعب بالوعي العربي وتهدد هويته ووجوده ، مقابل مظاهر التقدم والتطور والرخاء والبناء في كثير من دول العالم ؟ .
فما الذي يمنع الوعي العربي من الوثوب والنهضة واليقظة من سباته العميق وترنحه المذل ؟ وما الذي يحول بينهم وبين تقدمهم في جميع مجالات الحياة ؟ ، هل هو الوعي والفكرة ؟، وأية فكرة يمكن أن تنهض بالعالم العربي مع أن الغرب يحكمه تقريبا فكرة شبه واحدة ؟ .
لقد حكم العرب القوميون والاشتراكيون والعلمانيون ، وكان العرب في عهدهم يترنحون تخلفا .
المشكلات الأخلاقية في جميع دول العالم تقريبا متشابهة ، ولكنها لا تقف حائلا أمام التطور والنهوض في أوروبا وأمريكا وروسيا وتركيا والصين واليابان وسنغافورة والكيان الغاصب ، والوعي الذاتي لسكان تلك البلاد على سبيل المثال يدفعهم نحو التقدم نحو آفاق واسعة من الإبداع والازدهار .
وإذا كان الغرب هو سيد العالم اليوم ، فهو لا يقف حجر عثرة أمام تطوير الذات العربية والمجتمعية في كل هاربة وواردة وصغيرة وكبيرة ، كما يحلو للبعض تعليق عجزهم على شماعات غيرهم دائما ليبحثوا عن مبررات لفشلهم ولجهلهم ، ولا يمنع الغرب من بناء حضارة أو تشكيل حالة من الوعي تؤدي إلى النهوض والتقدم ، فلماذا يعجز العرب عن إنشاء المصانع ومحاربة التصحر ، وبناء المؤسسات والاكتفاء الذاتي على الأقل معتمدين على أنفسهم ، بدلا من الاعتماد على الغير من حبة القمح إلى الطائرة ، على الرغم من أن أرض السودان الزراعية وحدها تكفي لإطعام كل العالم العربي ، هل تمنع أمريكا السودان من الزراعة ؟ وهل تمنع أمريكا أي دولة عربية من بناء المصانع والسدود ، وإنشاء المصانع ؟ أم أن الوعي العربي لا يملك من مقومات الحركة ما يؤهله لتحمل مسئوليته ؟
ليس دفاعا عن أمريكا والغرب ، فسياساتهم واضحة معالمها ومعروفة للجميع ولكن سياساتهم لا يمكن أن تؤدي بنا إلى الطمس والتخلف على أيدينا أولا وقبل أيدي غيرنا .
لقد افتقر الوعي العربي إلى كل شيء حتى إلى التعامل الإنساني البسيط مع المواطن المسكين ، وامتلأت ملفاتهم في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان لأعلى النسب العالمية وفق تقارير مؤسسات هيئة الأمم المتحدة .
لقد برع الوعي العربي إلى درجة الامتياز مع مرتبة الشرف في مباريات الكأس النهائي ، وفي متابعة مسلسلات سنوات الضياع ، وباب الحارة و ليالي الصالحية ، وأعطى الوعي العربي كل وقته واهتمامه وتفاعله مع تلك المسلسلات ما لم تحظ به القضية الفلسطينية ، ويا ليته أعطى عشر اهتمامه ووقته في تلك المسلسلات لقضايا الأمة المصيرية وأمنها المستباح وكرامتها المهانة ، كل ذلك من أجل إلهاء الأمة عن قضاياها المركزية .
ثم لماذا تهاجر العقول المبدعة وأصحاب التخصصات النوعية إلى خارج الوطن ؟ وما معنى أن نجد كثيرا من الأحياء السكنية المنتشرة في طول الوطن العربي وعرضه بدون بنية تحتية ولا كهرباء ولا مياه ولا حتى تليفونا واحدا ؟ هذا هو الواقع في كثير من الدول العربية ، في المغرب وسورية والسعودية ، واليمن والسودان ولبنان ، والأردن وفلسطين والعراق حتى قبل احتلالها ، ورأيت بعضها بأم عيني وسمعنا عن الكثير حتى المواصلات المؤدية إليها قليلة ، والخدمات الطبية والتعليمية المقدمة ضعيفة ، فأين الوعي العربي هنا ؟ وهل تمنع أمريكا من ذلك كله ؟ ليس دفاعا عن أمريكا ولا حبا بها ، ولا اقتناعا بظلمها وغطرستها ، على الرغم من أن الجميع يدرك بأن الغرب هو وراء بناء السدود والقنوات ، والمصانع والموانئ والمطارات ، والمنشئات والأنفاق والأجهزة والآلات الكهربائية الموجودة الآن عند العرب ، وهل تمنعنا أمريكا من التجارة والصناعة والزراعة والتصدير والتطوير؟ أم أن الوعي العربي يفتقر إلى معرفة أسس ذلك كله وللأسف الشديد !!! .
ما الذي يمنع العرب من بناء معابر حدودية تليق ببني البشر؟ ما الذي يمنعهم من احترام آدمية الإنسان ؟ قارنوا على سبيل المثال لا الحصر بين معابر كل من فلسطين وليبيا والأردن وسوريا ومصر من جهة ، والمعابر الإسرائيلية من جهة أخرى مع الأسف الشديد ، ستجدوا العجب العجاب ، وعندئذ حدّث بما شئت ولا حرج عليك ، فهل لأن الوعي العربي غائب تماما كما قال شارون في مؤتمر صحفي عندما سؤل عن إتباع إسرائيل خطة هجوم على العرب سنة ( 1967 ) وهي نفس خطة الهجوم على العرب سنة ( 1956 ) قال وبالحرف الواحد : إنا نعتقد أن العرب لا يقرؤون وإذا قرؤوا لا يفهمون وإذا فهموا لا ينفذون !! .
أمام تراجع جميع النظريات والأفكار والمبادئ ، فالحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة ، وللنهوض بالوعي العربي من براثنه هو الإسلام على منهاج النبوة والخلافة الراشدة ، ويكفينا قانون واحد من رب السماوات والأرض وهو (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ))
Tahsseenn2010@hotmail.com

زيارتكم لمدونتي وتعليقاتكم عليها شرف كبير لي
www.tahsseen.jeeran.com (http://www.tahsseen.jeeran.com/) مدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين
tahsseen.maktoobblog.com قلب يحترق في واحة خضراء



= = = = = = = = = = = = = = =

حسان محمد السيد
12/09/2008, 04:46 AM
الاستاذ الفاضل

التخلف العربي موجود,واحد اهم اسبابه هي الانظمة العربية.ان المع وانبغ العقول في العالم,وفي كل العلوم والمجالات,اما من اصل عربي واما عرب جاؤوا من بلدانهم بعدما اوصدت الابواب بوجوههم.

أمريكا تتدخل فعلا وتساهم جذرا وقطعا في الحال,فعلى سبيل المثال,املت شروطا تدميرية على البنية التحتية والتنمية والاقتصاد المصريين ابان معاهدة كامب ديفيد المشؤومة,فانظر رحمك الله الى حال مصر قبل وبعد ذلك التاريخ الأسود.هذا لا يعني اننا نبرئ احدا او نلقي بما اقترفته ايدينا على عاتق الغير,انما حقيقة واقعة.

ليست العلمانية شرا,وليست الاشتراكية جحيما,انما عدم التطبيق النزيه والسليم من قبل الانظمة التي تبنتها ادت الى ما شوه صورتها ومنهجها,والأمثلة الناجحة امامنا من الدول التي تحكمها العلمانية الإشتراكية,بغض النظر وافقناها سلوكها الروحي ام لا.

كما ان الدول التي رفعت راية الإسلام اساءت اليه والى النبي عليه الصلاة والسلام,وهي غارقة في تخلف وعجز وامية وجهل مفزع ومدقع,لا علاقة للشرع الحنيف ولا ذنب بكل تلك الآفات والمصائب,ولم يقدهم احتكامهم الى الشرع نحو التقدم ونزع ثوب الهوان والإنحطاط,ذلك لسوء التخطيط والفقه والفهم وعدم الإخلاص.

بل ان بعض الدول العربية العلمانية,رغم كل هذا المشهد المجحف,حققت انجازات في الشق الإجتماعي,اكثر من تلك التي تحكم باسم الدين,فقارن مثلا مستوى التعليم وعدد الأميين في العراق وسوريا ولبنان ومصر,مع دول الخليج أو مع اية دولة ظنت انها تطبق الإسلام.

أرجو تقبل رأيي مع فائق التقدير والإحترام.

تحسين أبو عاصي
12/09/2008, 01:46 PM
الأخ المحترم حسان السيد كل التقدير والاحترام لما جئت به فالوعي العربي له علاقة ربط وثيقة بين الفكر والقراءة الصحيحية للواقع وما يجب أن كون
تقبل مودتي