المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة مفتوحة إلى جبران تويني



ghada
16/12/2006, 04:14 AM
عزيزي جبران
أقول عزيزي وأعنيها وإن كره المارقون، معك استهوتني الكتابة بصدر مفتوح، وقلب مفتوح، وحرف متّقد أفتقده وأفتقدك، ولا أملك إلا أن أتفقّد مخزونك الكبير في ذاكرتي مع إطلالة كل نهار وأنت تلوّح كقديس خالد يعتكف في محراب الشموخ والرفعة، لنستلهم منه معنى المُضيّ والإصرار حتى اللحظة الغادرة، بتر الله يد القتلة الذين حرموني لقاءك يوم أمس، فمن سواك يستطيع أن يحتفي برأسي المرفوع، وإن لمشنقة، وروحي الثائرة وإن ضمن حدود كفن، وقد تعوّدت أن أشرّع دمي للسفاحين ونزقي للدجالين وهم كثر
يا عزيزي نعم هم كثر أجزم أنك عرفتهم جيدا، والآن تدركهم دون ريب أكثر.
أتذكّرك جيدا يا عزيزي جبران، أتذكّر ملامح وجهك الجميل بأدقّ التعابير، لحظة بدأ التواصل الساخط بيننا ونحن نتبادل المواقف على مرأى ومسمع ما يزيد عن ألفي شخص احتشدوا وقتها في "الشاتو تريانو" لأجلك بالتأكيد لا لأجل التظاهرة "الشعرية " التي أردتها مهرجانا لا يُنسى، ولن يُنسى ليس لفرط الإبداع فيه، بل لحوار مفتوح بزغ بيننا فوق منصّة التظاهرة التي أزحنا من فوقها الشعر والشعراء، لتحضر النديّة بلا مُنازع وأنت تستنهض فيّ كل مفاتن الفروسيّة، وأنا استنهض فيك كل جاذبيّة المُناظرة،إلى أن احتدمنا بشراسة حينها، ولكنها كانت شراسة حميمة لا يُدركها إلا من يتمتّع بنبض حيّ، وروح أبيّة، وقامة عالية كقامتك، واستمر الحوار مفتوحا بيننا لأنك كما يشتهي الحوار أن تكون عفوي تلقائيّ صادق نزيه، واندلع احترامي لك وإعجابي الكبير، مع كلّ مُفاتحة ومُباشرة ومُطالبة ووضوح وأحقيّة في الاعتداد والاستقلال والسيادة والحرية والخصوصية كذلك، وبادلتني الاحترام والتقدير، وتواصل الحديث بيننا لعديد من اللقاءات شاهدها الأوحد صديقك المخلص وصديقي الراقي "وليد عبود " وعاودنا الوقوف ثانية على منصّة واحدة بنديّة وديّة مُتكافئة رغم اختلاف المظهر والإمكانات.
الإمكانات التي لم تعرها دائما غير التواضع والطيبة والأصالة والنبل، واحتفينا معا بولادة شاعر اقتحم الوسط الأدبي بإصدار جرىء يومها، ترددت بعدها في رغبتي باستعادة إشراقتي عبر صفحات النهار التي عرفتني لسنوات مضت ومعها الشاعر المُنصف "شوقي أبي شقرا " الذي كرّس لي ولكثيرين غيري مقامات عالية، تعملق من خلالها من تعملق ضاربا الآفاق الأدبية بعلاقات فخريّة ووشائج متينة لا تُحصى، بين الكلمة وأصحاب النفوذ والأموال والامتيازات الفادحة، حتى تاه الحرف وأرْبِكَت الكلمة وضاعت الأهداف وعلّقت القضايا في مهبّ المصافحات المُختلفة وما يليها! فما كان منك وأنت تصغي إلى تذمّري وهذياني تجاه الجدوى وانعدامها، إلا أن أوعزت للعزيز "وليد عبود" قائلا أعطها صفحة أسبوعية تعيث فيها ما تشاء، وفعلا كان منك لا قولا كما هو معهود لدى الغير.وشغلني إنقاذ الحرف، وإنهاض الكلمة، وتحفيز المواقف، إلى أن لم أترك لغربتي في الميدان سواي. وفاتني أنّ الأدب ليس نصّا صادقاً، وليس جملة مفيدة، وليس موقفا صريحا، بل هو مجموعة أرصدة لا أكثر نختارها بحنكة فائقة، منها ما يُودع في المصارف، ومنها ما يُوضع في الحسبان والوجاهة.
لعلني بالغت، نعم يا عزيزي جبران، أنا بالغت حتما حين تعفّفت عن هذا وذاك، وتذرّعت بعداواتي كي أ حفظ حرفي نظيفا من مُجاملةٍ أو تدليسٍ أو نِفاق، فالفضيلة مُبالغة ساذجة، والنزاهة خيار أحمق، يتصدّى له كل الأبالسة ليلعنوه، وهكذا استغنى التُقاة جميعهم عن شياطينهم ليتفرّدوا بتسديد اللعنة لي يوم ولدت، ويوم نطقت، ويوم كتبت، ويوم أموت نسيا منسيّا!
تصوّر يا عزيزي جبران أنّ ذاك المسؤول الذي قصدته في النهار أول أمس كان صعبا حقّا وهو يُصرّ أن يجرّعني غربتي وعزلتي وهامشيّتي، وهو يُصارحني وبكل وضوح من أنتِ على خريطة القمم الاقتصادية وخبرائها ونسبائها ومُتفاخريها ومُتبجّحيها؟ أجزم معه أنني رقم ناقص، لكنني حرف مكين، هكذا وجّهت وجهي شطر الروح وديمومتها، لا شطر الأرصدة وخيلائها الزائف والزائل، كيف برأيك يقتطع الأمناء على الحرف الذين تركتهم وراءك في مؤسسة لا تعرف غير الشمس، كامل أنفاسي وقد أورثتهم صلاحيات لا تُحصى أهمها أن يقرّون من يستحقّ انتباههم ، ومن يستحقّ إهمالهم، وأُهمِلتُ فعلا، بل كُدّتُ أتلاشى في مهبّ سطرين مجتزأين من سياق تام، كانا أشبه بمقصلة قضت على بقيّة ما فيّ من تفاؤل وأمل، وحملت انكساري أمام عظمة المكان وتعقيداته المُرهقة، وخرجت بكبريائي الذي لا أملك سواه رغم أنف كل الضفادع التي تملك "حرّية" النقيق، ولأنني أعرف كيف أرفع رأسي وجدتك هناك شامخا ودودا مُشرقا بهيّا أنيقا كالعادة، ووقفت أتأمّلك وأسألك، كيف أكون نكرة إلى هذا السخف والتجهيل المُتعمّد، وأنا أحاول أن أردّ مغبّة هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبه بحقيّ وبحقّ الإنسانية جمعاء ذاك الصحافي الفقيه / ع.ح / مُتسرّعا متهوّرا دون مُراعاةٍ لعواقب الأمور وإحدى الحريم التي تُناظر من خلف المساحيق وستائر القصور تتربّص بي وبأيّة فرصة سانحة للطم والشتم والنميمة بكل ما أوتيََتْ من استشقار وتصابي وإدّعاءات متهالكة!
عاودت عليك السؤال : هل حقّا أنا نكرة إلى هذا الحدّ؟ وأنا أملك ذاكرة وحضورا وأحداثا ومشاهد جمعتنا، جديرة بالتأكيد أن تكون امتيازا فخريا لي على الأقل، إذا استثنيت كل ما لدي من تميّزٍ وحضورٍ وبصماتٍ حادّةٍ حتى الآن.
سلام لروحك جبران التي ألهَمَتني بقليل من البوح، وكثير من الابتسام، الابتسام على هؤلاء الذين يظنون أنّهم يمتلكون الزمن والحياة والخلود.
و يا لي من بائسة يا جبران، نعم يا لي من بائسة حين أخذتني صفحات الورق وألهتني عن عشق رجل مثلك.. لكن لا عليك ، لا زال أمامي متّسع من الوقت لأفعل.أقبّل فيك جبهة أبيـــــــــــــــــــــــك العالية التي أبكتني بجنون وهي تنحني لوداعك بكلّ إكبار.
جبران تذكّر أننا نشـتاقك ما حيينا.[/b]
http://www.annaharonline.com/htd/MTAHK061210-3.HTM

معتصم الحارث الضوّي
16/12/2006, 02:06 PM
سيدتي الفاضلة .. أسعد بالإطلاع على ما تخطه أناملك من إبداع مرهف الحس .. و أتمنى لك المزيد من التوفيق و التحليق في سماء الشموخ ..
لدّي ملاحظة عابرة أتمنى الأ تضايقك .. الرابط إلى موقعك الشخصي لا يعمل للأسف .. أرجو تزويدنا نحن جمهورك المتعطش بالرابط الصحيح ..

فائق التقدير و الإجلال

ghada
16/12/2006, 08:43 PM
أخي الكريم معتصم أشكرك من جديد وأحيي حدقة النسر في بصيرتك
هكذا هم الذين يجيدون التحليق، يدركون جيدا
محاولاتنا المُبعثرة في أرجاء الهوامش
ثمّة تصويب صغير لو أذنت لي اسمي ثلاثي "غادا فؤاد السمان " ولست سواي
أمّا عن الرابط أعلاه لموقعي الشخصي اؤكّد لك أنه يعمل جيدا
فقد تفقدّته من خلال الصفحة هنا والتي أشكر واتا، والمتمثّلة
بجهود الأستاذ عامر العامر العظم، الذي يجعل المادّة قيد التداول بهذه السرعة القياسية
وفي حال تعذّر فتح الرابط أرجو أن يسعفك المستر "غوغل " على النت حيث بمحرك البحث
تستطيع العثور على الكثير من الروابط التي تؤدي إلى الموقع المطلوب
مع خالص التقدير

هالة السيد
17/12/2006, 05:49 AM
سيدتي الجميلة
بين غادة الشاعرة و غادة الاعلامية عشب من الكلام و ماء من الحزن و قلب يتسع لكل هذا الجرح اليومي. أحييك على هذه الرسالة المفتوحة و أحيي فيك هذا الشموخ الذي اسمه غادة فؤاد السمان
حياك الله عزيزتي

زاهية بنت البحر
17/12/2006, 06:02 AM
أهلا بالأديبة الجميلة غادا فؤاد السمان " قرأت عنك
ويسعدني أن أقرأ لك أهلا ومرحبًا بك نجمة من نجوم الحرف السني
أختك
بنت البحر

ghada
17/12/2006, 03:02 PM
العزيزة زاهية انتهزها فرصة لاقتبس من اسمك وهجا مضاعفا
وأن توليني هذا الاهتمام فبالتأكيد سأصير نجمة لأحلّق معك

ghada
17/12/2006, 03:04 PM
تجوالك بيني وبيني أيّتها الهالة
بالتأكيد سيرأب الصدوع والجروح والوحشة

د.سليم صابر
20/12/2006, 02:42 AM
نار البغضاء

مسحور هذا الشرق مسحور... أتعلمين كم باب فيه للشهادة مفتوح؟ مسكون هذا الشرق مسكون... تتنازعه نبضات الحيرة والبؤس والآهات، أوَتسمعين صدى النزاع؟ ممسوخ هذا الشرق ممسوخ... أتدركين كيف تجتاحه رياح البغضاء المسمومة؟ موسوم هذا الشرق موسوم... أترين معي أحلامه المنتحرة على عتبة الكوابيس؟ ويرتاح هذا الشرق على جثث وعظام! هكذا نحن لا نعرف مسافة وسطى ما بين الحب والحقد ونحشر النفَس ما بين الماء والنار! هو الشرق في منازلته للاغتصاب يقع في مغتصبات أشنع وأولها الحرية! ينازل الشرق جيوش الظلام... يصدّها في كل اتجاه وتعود تُغير. معادلة اليوم كمعادلة الأمس لا تتبدل. مواجهة تراوح مكانها ونُبحر بعكس التيار. أيكون التحرر بلا ضوابط، بلا حدود أخلاقية وبلا حوار؟ كل يريد السلطة ولا يتخلى عنها متى ما تحكّم بها. وباسم العروبة يُعذِّب ويهين ويغتال، وكأنه أعطي حقا إلهيا ولا جدال. ونحن الضالعين في أفكار وخيال نواجه أقسى ألوان التمييز والعذاب. ولا نكتفي بما نراه وتدركه على عتبة الآه، ويشتعل الإحساس وتلتهب الروح انفعالا وينتهي بنا الأمر إلى الاقتتال!
هو الشرق أيا مبحرة في دنيا الجمال والخيال... يُستهان ويُستباح وما من يسأل. وتمطر الأرض شهادة ننثرها كالأقحوان بياضا يعطر هذا السواد. هم الأحرار اسأليهم عن معناها... أيجيبون؟ منذ البداية وهذا الشرق ينزف الجراح... وتنزف أقلام الأحرار بيانات عصيان وإباء، ويبقى الشرق في مكانه ينازع ويساوم حق البقاء. بالانتظار يتساقط الشهداء وتتساقط الأقلام ويتساقط الضياء صريع المدى... مداه من معاناة هذا الشرق الأسير. وتتوالى النكبات، وتتوالى الأحزان، ويتوالى نزف الأحرار وتستقيم الشهادة بلا منازع وتَبعث عبير حرية في الأجواء. عبير أمل يبين من قبس فجر آتٍ، ووعد صارم ولا مناص بوجوب إكمال المشوار.
هو الشرق أيا غادة الريح الصاخبة... أترين كيف يتحرك في انكسار؟ تعتليه عواصف وتتنازعه تيارات موشومة بالأحقاد. وأشد أحقادنا تسقط على رؤوسنا نتيجة صراعات وهمية أساسها حب التسلط والاستئثار. هكذا نحن في هذا الشرق لا نعرف التأقلم مع أنفاس التغيير ولا نريد تفهم الآخر... والآخر ما هو إلا الذات! هكذا نحن لا نرضى أية مصالحة مع النفْس ونظل تكابر. هكذا نحن لا نقبل بأية حلول ولا نعرف منطقة وسطى ما بين الماء والنار! وننزلق... نغرق في أوحال الشرق، ويغرق الشرق زمنا تلو الزمن بلا أنقاس حرية تجاوره. هو الشرق لا تسأليني عنه، يحاكي الضياع، ومع ذلك يبقى لنا الأمل! أمل أحرار حملوا لنا الشهادة من صلب براكينه المتفجرة، من ماضيه وحاضره، ومن جلّ أنحائه الثكلى بالرفاة. شهداء أتوا ليزينوا مقابره بالريحان والطيب ورياح الحرية العاصفة. أتوا من كل اتجاه وفكر... أتوا التزاما بمبدأ التضحية في سبيل الإنسان. حملوا الشهادة لنا لإيمانهم الراسخ بالتغيير والتطور والتقدم مهما كانت الأثمان باهظة. بعضهم ذهب عن اقتناع، بعضهم رحل ولم يلحظ الغياب، بعضهم أدمانا غيابه والبعض لا يزال ينتظر ركب الدماء! فهذا الشرق لا يزال ينزف ولا تزال الأقلام تنزف ولا تزال الأرواح تتساقط على درب الغياب. أيا غادة القلم النبيل... دعي الدمع يتلو رتبة المساء فهو في انتهاء. هو الفجر أتٍ، فلا تدعي الألم يتساقط فوق الجراح، لا زال للحب في هذا الشرق مكان!
مسحور هذا الشرق مسحور... أتودين ولوج باب الدمع سخاء؟ مسكون هذا الشرق مسكون... تتنقاذفه أمواج السخط والأسى والأحزان، أوَتهمس لكِ أصداء الترحال؟ ممسوخ هذا الشرق ممسوخ... أتنزعين عنه ذاك الوشاح؟ موسوم هذا الشرق موسوم... أتتخيلين معي كم هي أحلامه مبتورة ومرصودة بالأوهام؟ ويرتاح هذا الشرق على جثث وعظام! هكذا نحن لا نعرف مسافة وسطى ما بين الحب والحقد، ونعتال النفْس دوما... غرقا في مياه الظلام الآسنة او اشتعالا في نار البغضاء!

ghada
25/12/2006, 04:43 PM
صابر وسليم ؟
يالها من نعمة فائقة أغبطك عليها عزيزي الدكتور سليم
مع أنّ المرارة ترشح من سطورك، وفي أعطاف كل حرف لديك تتموضع غصّة شرسة
ليس أمامنا سوى هذا الشرق، وليس لنا إلا أن نتعلّم كيف نحبه ونجلّه من جديد
وإذا كان لا بدّ من الآخر فليكن شرط ألا نتقدّم إليه زحفا بل على رؤوس الأصابع
ولا ننسى على الدوام أن نشاهر بروح الندية فينا.
دمت بخير وحرية وطمأنينة وسلام

ghada
25/12/2006, 05:39 PM
صابر وسليم ؟
يالها من نعمة فائقة أغبطك عليها عزيزي الدكتور سليم
مع أنّ المرارة ترشح من سطورك، وفي أعطاف كل حرف لديك تتموضع غصّة شرسة
ليس أمامنا سوى هذا الشرق، وليس لنا إلا أن نتعلّم كيف نحبه ونجلّه من جديد
وإذا كان لا بدّ من الآخر فليكن شرط ألا نتقدّم إليه زحفا بل على رؤوس الأصابع
ولا ننسى على الدوام أن نشاهر بروح الندية فينا.
دمت بخير وحرية وطمأنينة وسلام
غادا