مسرحية حاجز التفاح7

[بهائي راغب شراب]

مسرحية حاجز التفاح7
بهائي راغب شراب


المشهد الرابع

أبو محمود وأم محمود يسيران جنباً إلى جنب قادمين من بيت " فرحة " حيث كانا يقدمان التهنئة لأهلها باستشهادها ..
أم محمود : الله يصبر أمها كانت " فرحة " وردتها الأثيرة
أبو محمود : مكتوب علينا مكتوب
أم محمود : إلى متى نظل في هذا الحال ..إلى متى نبقى أسرى للعدوان وللخوف وللحصار
أبو محمود : مكتوب علينا مكتوب ..
أم محمود : لكن إلى متى .. كان يمكن أن يكون محمود هو الشهيد ..
أبو محمود : مكتوب علينا مكتوب
أم محمود : اصحَ يا زلمه .. اصحَ ، ماذا حدث لك وماذا أصابك ليس في لسانك إلا هذه الكلمة
أبو محمود : مكتوب علينا مكتوب
أم محمود : كان محمود معهم وإلى الآن لم يعد للدار ، اذهب وابحث عنه ..
أبو محمود : مكتوب علينا مكتوب
أم محمود : يازلمه يكفيك ذهولاً ، اصح وأفق ، ورُحْ دوِّر على ابنك محمود ..
أبو محمود : مكتوب علينا مكتوب
أم محمود : أقول لك .. لا فائدة مما تفعله ، غيابك لا يفيد ، وسفرك الأن غير مسموح به ، ورُحْ دوِّر على ابنك ..
ابو محمود : مكتوب علينا مكتوب .. مكتوب علينا مكتوب
( يصلان إلى دارهما المدمرة وينظران إليها بحسرة وحزن .. ويبدآن معاً في رفع الأنقاض ليعيدا بناء بيتهما من جديد وأثناء ذلك ينضم الناس إليهما يساعدونهما في اعادة البناء .. بينما صوت إطلاق الرصاص والمدافع يدوي من حولهم وفي القرب مع انطلاق أصوات سيارات الاسعاف والدفاع المدني وهي تتحرك بسرعة ذهاباً وإياباً )
**

يرتفع صوت طفلة صغيرة من بعيد اسمها " فرحة " :
مكتوب علينا مكتوب
مكتوب نعيش ونموت
مكتوب علينا الفرحة تفتح مثل الصبح على وجوهنا
ومكتوب دمعتنا تجري على خدودنا
مكتوب علينا مكتوب
مكتوب علينا العذاب والألم
مكتوب علينا نبعد عن الأرض والوطن
مكتوب علينا نحلم كتير كتير
ومكتوب علينا نمشي ونمشي في خط طويل
لكن ما تنسوش كمان مكتوب علينا نتحدي ونقاوم العدوان
ومكتوب علينا نصرخ بقوة ونعلن العصيان
مكتوب علينا نضل نغني ونغني
ونتفتح مثل الازهار ونملأ البستان
وكمان مكتوب علينا
نحيا ونحيا ونحيا
ونحافظ على الانسان ..
ونحافظ على الانسان ..
ونحافظ على الانسان ..
يعني زي ما بنموت
بننولد في كل مكان
وفي كل زمان
علشان يحيا فوق أرضنا الانسان
……

ويسدل الستار قبل أن تنتهي الحكاية
2000
:emo_m6::emo_m6::emo_m6:

[الشاعرمحمدأسامةالبهائي]

الأخ الفاضل / بهائى راغب شراب
أولا أحييك على تلك المبادرة بالإقدام على فكرة الكتابة للمسرح وهذا شئ بلا شك طيب ويستحق الثناء والتقدير فالنص الذى بين أيدينا يعبر عن واقع نشاهده يومياً عبر التلفاز هنا وهناك من خلال نشرات الأخبار اليومية التى تنقل الحدث وقت حدوثه للتطور الهائل لوسائل الإعلام وهذا مانتفق عليه دون جدال.
وتأتى جدلية حول النص المسرحى وبخاصة أننا لمسنا تطوراً ملحوظاً فى كل الفنون حتى المستويات الدنيا منها طورت من اشكالها واساليب تقديمها للمتلقى ففى الغناء منذ زمن الفن الجميل كانت هنالك حركة مسرحية راقية موازية بجانب السينما ومع مرور الوقت نقف الأن ونقول أن كل ماتم تقديمه فى الستينات مثلا جدير بالأشادة فى مصر والعراق وسوريا ولبنان و(بلاد المغرب العربى المتأثر بالثقافة الفرنسية بالدرجة الأولى) وإذا مانظرنا للمسرح الآن فى لبنان وسوريا ومصر ووبلاد المغرب نراه نتاج لخبرات تراكمت فى محاولات كثيرة للبحث عن ذاتية المسرح العربى ونقول العربى طالما يتبنى لغتنا وقضايانا فما تكون له غير المسرح العربى.
ومن هنا على المبدع أن يساهم وبشكل أساسى وأولى فى هذا المجال ( المسرح العربى ) وهو ملم بكل ماسلف على الأقل ليقدم الجديد .. وحاجز التفاح هنا لم تقدم المرغوب فيه لدعم مسيرة المسرح العربى المأمول ولكنها تقدم نصاً مسرحياً للناشئة ومع تعديلات طفيفة فى اللغة والثبات على نهج هل ستقدم بالفصحى أم بالعامية الدارجة ؟ واختيار لغة الممثلين ضرورية لدعم العمل ومضمونه وهناك أيضا أحتياج لتعديلات طفيفة على تكنيك الكتابة المسرحية ومراعاة أن النص المسرحى يقدم فى العلبة ( خشبة المسرح الثابتة ) ويتبقى شئ أخير بالنسبة للأغانى المسرحية فى الغالب تتطلب جمل تلغرافية كالومضة تعبر عن الحدث أو تكون مكملة للحدث المقدم على المسرح ويجوز أستخدامها كمعلق على الأحداث لتدعم التواصل والتلاحم وجمهور النظارة ( المتلقى ) داخل صالة العرض.
وكما ذكت فى البداية أخى بهائى .. أحييك على تلك المبادرة بالإقدام على فكرة الكتابة للمسرح وهذا شئ بلا شك طيب ويستحق الثناء والتقدير
تقبل كل التحية
اخوك
محمداسامة البهائى
مصر

[بهائي راغب شراب]

سيدي وأستاذي القدير / محمد اسامة البهائي
كم سعدت لنقدك البناء الطيب ،
ما جئت به هو ما يجب ان يكون فالمسرح يمثل للإنسانية حالة خاصة ومتميزة بفنيتها العالية ، ولذا فهي تحتاج إلى مزيد من التركيز في اللغة وفي الفكرة ،
ربما تعلم أستاذي ان مسرحية حاجز التفاح هي مجرد محاولة لإبداع نص مسرحي يتعامل مع واقع الحدث اليومي الفللسطيني ، ولذا فهو يستمد حروفه ومعانيه من هذا الحدث ، ولأنه أيضا لا يجوز له الفكاك او التملص من هذا الواقع الحي الذي يعيشه الفلسطينيون إلى اليوم ..
واقع التشرد واللاجئين .. وما يحدث من محاولات لإلغاء حق العودة وبالتالي إسقاط الحقوق العربية الإسلامية في فلسطين
والواقع الثاني هو واقع الجهاد والمقاومة .. التي تتعرض اليوم لحملة شرسة عدوانية خارجية بدعم وللأسف من بعض القوى الداخلية

ولعلك تعلم سيدي .. ان العمل المسرحي في قطاع غزة غير منظم ، ولا توجد مؤسسة خاصة به لرعايته والأخذ بيده ، وكل ما يوجد إنما محاولات فردية لبعض المجموعات الشبابية او الفرق الفنية التي وجدت في المسرحية ملاذا للتعبير عن أفكارها ورؤاها ولتوصيل رسالتها إلى المجتمع ...

ولعلك تستغرب لو أخبرتك ان مسرحيات كثيرة تعرض على مدى العام على الجمهور الفلسطيني .. وذلك من خلال الفرق الفنية التي تحي الأفراح .. فما من فرح تحييه فرقة فنية إلا ويكون من فقراتها عرض لإحدى المسرحيات التي يمتد عرضها بين ساعة واحدة إلى ساعتين ..
العديد من هذه المسرحيات نالت شهرة كبيرة في الشارع الفلسطيني وأذكر على سبيل المثال مسرحية " عطا " التي تميزت بالأداء العالي النصي والفني رغم الإمكانيات البسيطة في هذا المضمار .. ربما في مرة قادمة انزلها في هذا المنتدى إذا كانت الأدوات تسمح بذلك ( صوت وصورة - فيديو )
أعرف اننا نحتاج إلى الكثير من الخبرات والتي أعلم ان أفضلها موجود في وطننا مصر الحبيبة .. التي تأصل فيها الأدب مع الفن مع الأداء العالي الملتزم ..

أشكرك كثيرا على ملاحظاتك النقدية ..
وأعدك أني سأحاول إن شاءالله الأخذ بها عند كتابتي لنص مسرحي قادم .. والفكرة موجودة لدي وتلح علي لأفعل ..

ودمت
بهائي راغب شراب

:fl::fl::fl:

[الشاعرمحمدأسامةالبهائي]

الأخ الحبيب بهائى
بعد التحية
أشكرك على ماقدمته من رد أثلج صدرى وجعلنى متشوق لمتابعة كل جديد لكتابتك المسرحية وسيتم بمشيئة الله تعالى .
يقام فى مصر سنويا مهرجانات للمسرح العربى متعددة ومختلفة وحبذا لو وقتك يسمح لك بالسفر لحضور مهرجان المسرح التجريبى بالقاهرة وستجد أعمالاً مسرحية يقدمها شباب فلسطسنيين ياتون من فرنسا وكنداً وأميريكا .
واهم مايميز المسرح التجريبى أنه يقدم أعمالا تخوض فى التجريب ومحاكاة مفردات المسرح بأبتكارات خلاقة تعتمد على العناصر البشرية بتطويع كل مامن شأنه خلق فرجة مسرحية مختلفة ومبتكرة .
وأنا أعلم مدى ماعليه الحال فى قطاعات السلطة
ولكن أخى الحبيب حاول أن تتبنى فكرة عمل مسرحى تشاركون به بمهرجان خارج غزة بالقاهرة أو دمشق أو تونس... لأنها هى .. الدول المداومة على عقد مهرجاناتها سنوياً ويكون لنا الشرف لو شرفتونا

وأهلا ومرحباً بكم فى بلدكم الثانى مصر