المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور مدينة سانتافي في سقوط غرناطة (المدينة الإسبانية الوحيدة التي لم تطأها قط قدم مسلم)



هشام زليم
05/11/2008, 01:36 AM
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
أما بعد:
قبل أيام كنت قد طرحت موضوعا حول سيارة "هيونداي سانتافي" و ارتباط الجزء الثاني من اسم هذه السيارة "سانتافي " بمأساة سقوط غرناطة. و قد بينت بالدلائل على أن هذا الإسم اسم إسباني ذو دلالة صليبية حيث أن هذه الكلمة Santa fe تعني بالإسباني" الإيمان المقدس" وبينت من خلال اقتباس من تأريخ العلامة محمد عبد الله عنان لسقوط غرناطة أن هذه المدينة أُسست خصيصا لتشديد الحصار على المسلمين بغرناطة و إرغام أهلها على الإستسلام. ونقلت كلام أحد المؤرخين الغربيين الذي اعتبر مدينة سانتافي المدينة الوحيدة التي لم تطأها قدم مسلم. وقد كنت أعتقد أن هذه الدلائل كافية لإساءة الظن بهذا الإسم. غير أني تفاجأت من أن البعض قد نفوا أي صلة بين اسم سانتافي و سقوط غرناطة و اعتبروه مجرد اسم لمدينة تقع في الولايات المتحدة و في المكسيك...يعني اسم لا ينم عن أي عداوة ضد المسلمين. و ما قدّم هؤلاء من دليل غير أنهم اعتبروا أن كوريا منتجة السيارة سانتافي هي دولة بوذية وثنية و ليست صليبية ومحال أن تقصد جرح مشاعر المسلمين و هكذا فهي لا تعلم خلفية هذا الإسم.

و ليت هؤلاء الإخوة ما تعللوا بتبرئة كوريا من الصليبية و هي التي أصبحت من الدول المفرّخة للمبشرين بالنصرانية في العالم, و يكفي أن نذكّر هؤلاء باعتقال السلطات الأفغانية العام الماضي لعشرين مبشرا كوريا في أفغانستان و نفس الشيئ في العراق قبل سنوات.
من خلال هذا الموضوع أريد أن أضع النقاط على الحروف و أبين بالدليل التاريخي أن سانتافي لها دور كبير في سقوط غرناطة المسلمة و ذلك بتشديد الحصار عليها و قطع القوت عن أهلها و افتخار النصارى بهذه المدينة التي يعتبرونها "قاهرة المسلمين" و تذكرهم بطرد العرب من إسبانيا. و الدليل الجديد الذي سأذكره هو لتقوية الأدلة السابقة التي ذكرتها .
جاء في كتاب "أخبار سقوط غرناطة" للكاتب الأمريكي الشهير واشنطن إفرينج الذي عاش في القرن التاسع عشرو هو من قلائل المؤرخين الذين اهتموا بذكر أحوال غرناطة المسلمة في الفترة التي سبقت بقليل سقوطها بيد النصارى.


"الفصل السادس عشر
"بناء مدينة سانتافي و يأس العرب"
أغلق العرب على أنفسهم الأن حصون قلعتهم بكل حزن و أسى, ولم يعد بمقدورهم أن يقوموا بأي خروج جريء من أبوابها, وحتى الموسيقى العسكرية التي كانت تقرع بطبولها و أبواقها بصورة مستمرة من مدينة هؤلاء المقاتلين, صارت تُسمع بالنادر من مواقع القتال فيها و عاش الناس على أمل أن احتراق معسكر العدو سوف يُضعف من معنوياتهم, وبذلك ينتهي هذا الحصار بانتهاء الصائفة كما جرت العادة في الحروب السابقة, فينسحب العدو قبل حلول موسم الأمطار السنوية في الخريف, لكن الإجراءات التي اتخذها "فرناندو و إيزابيلا" ما برحت أن حطمت مثل هذه الأمال, فقد صدر أمريهما ببناء مدينة بدل المخيم و في موقعه, لإقناع العرب بأن الحصار لن يرفع قبل استسلام غرناطة, وتم تكليف تسع بلديات اسبانية للقيام بهذا الأمر, فاندفعوا يتنافسون بحماس لتحقيق هذه القضية التي تخدم قضيتهم, وعلّق "أغاييدا" كعادته على ذلك بقوله :"إنه يبدو وكأن معجزة تحققت لمساعدة أعمال هذه البلديات بظهور هذه المدينة الرائعة بتلك السرعة, بكل أبنيتها القوية المتينة و الجدران حولها, وما يطوقها من أبراج, في الأماكن التي لم يكن يظهر فيها سوى طرقات بين خيام, و قد قطع هذه المدينة طريقان رئيسيان على شكل صليب, بنهاية كل منهما بوابة على مواجهة الجهات الأربعة, ووسط تقاطع هذين الطريقين قامت ساحة كبيرة يمكن لكل الجيش أن يجتمع فيها, و اقترُح أن تسمى هذه المدينة باسم الملكة العزيزة جدا على الجيش و الأمة" و لكن هذه المرأة الأميرة الصالحة - أضاف أغاييدا -:" أعطتها اسم القديسة "في", أي مدينة الأيمان المقدس, لأنها تذكر بالهدف المقدس من هذه الحرب, وظلّت هذه المدينة قائمة بعد الحرب كنصب لهذا العمل الصالح, و لإظهار مجد مُلك الكاثوليك".
و هكذا عمل البناؤون بكل اتجاه معا, وكل يوم كانت قوافل البغال الطويلة تدخل و تحرج من مداخل هذه المدينة, وامتلأت الطرقات بالمتاجر المليئة بكل البضائع الثمينة و الرخيصة, وبدأ الإزدهار التجاري يبدو في هذه المدينة, بينما غرناطة التعيسة مقفلة أبوابها في عزلتها الخانقة.
و نتيجة لكل هذا بدأت المدينة المُحاصرة تشعر بالمجاعة, لأن كل مواد التموين قد قطعت نهائيا عنها, فالمركيز "أوف كاديز" كان يصادر كل مواد تموينية يحملها عرب "البقصارا" إلى المدينة, ويأتي بقوافلهم بكل عنجهية أسرى إلى المعسكر على مرأى من عرب المدينة المحاصرين. وحين جاء الخريف كان لا يوجد شيئ يمكن حصاده, وباقتراب الشتاء, كادت المدينة تخلو من أي مواد تموينية, فصار الناس يتشاءمون كثيرا و من كل شيئ..."
من كتاب" أخبار سقوط غرناطة" للأمريكي واشنطن إيرفنغ ترجمة هلاني يحي نصري. الصفحة 395و396.

فالله المستعان.

ثم لنفترض أن شركة هيونداي سمّت سيّارتها باسم سانتافي حتى تكسب سوق منطقة أمريكية بهذا الإسم (و هو احتمال معقول جدا) فمن حقنا كمسلمين أن نرفض هذا الاسم لأنه صليبي محض و يتباهى بمدينة رأت النور على حساب وأد مدينة إسلامية بل فخرها أنها وأدت مدينة غرناطة و قهرتها وعذبتها و اهلها شر تعذيب حتى يستسلموا.
فكيف يكون رد الفعل إذا طلعت غدا سيارة باسم هيونداي تل أبيب و سبب حملها هذا الإسم كسب السوق الإسرائيلية مثلا؟ أكيد لن تجد من يشتريها من المسلمين لأنها تحمل اسم مدينة يكفي ذكر اسمها لتذكر مأساة فلسطين ردها الله دار إسلام. فلماذا لا نعطي لغرناطة الإسلام جزءا بسيطا من غيرتنا؟


المدينة الإسبانية الوحيدة التي لم تطأها قدم مسلم

يقول محمد عبد الله عنان عن اللحظات الأخيرة قبل سقوط غرناطة : "ضرب فرديناند حول الحاضرة الإسلامية الحصار الصارم, وصمم على متابعته حتى تفتح أو تستسلم, وقرر تأكيدا لهذا العزم أن ينشئ لجيشه في المكان الذي عسكر فيه, مدينة مسورة تقيه برد الشتاءإذا ما حل, و تم بناء هذه المدينة الجديدة في ثلاثة أشهر, و أسمتها الملكة إيسابيلا (سانتا في)Fe Santa و بالعربية شنتفي أو الإيمان المقدس, وذلك تنويها بالمغزى الديني لهذه الحرب الصليبية, و مازالت هذه المدينة التاريخية تقوم حتى اليوم, في المكان الذي أنشأت فيه على قيد مسافة قريبة من جنوب غربي غرناطة. و يصفها المؤرخ الإسباني بأنها"المدينة الإسبانية الوحيدة التي لم تطأها قط قدم مسلم" (من كتاب "نهاية الأندلس" ص222.)

فالله المستعان.

و الحمد لله رب العالمين.

كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.

جمال الأحمر
05/11/2008, 08:58 AM
أخي الأستاذ المحترم: هشام بن محمد
السلام عليكم

1- لقد برهنتم هنا على أن سيارة "(هيونداي سنتا في)" تحمل خلفية حقد صليبي نصراني...وأوافقك بأن أدعو كل مسلم إلى تركها وعدم شرائها، عاجلا غير آجل...غيرة للأندلس...بل غيرة لدينه؛ لأن اسمها يمجد الصليبية المعاصرة.

2- أثبتم أن مدينة "إيمانهم المقدس لديهم" إنما كانت مركز الحصار على غرناطة، وهذا هو العلم المدعم بالفهم التاريخي العلمي...وكثير من الناس، بل المثقفين في زماننا يكتبون في مقالاتهم لأن غرناطة استسلم أهلها، رغبة منها في الخيانة، خيانة أنفسهم، وخرجوا من الأندلس دون أن يطلب منهم أحد ذلك...وهذه النظرة الخرافية تشيع في كثير من المنتديات...

3- أردت إبداء رأي بشأن عبارة "ان مدينة (سنتا في) هي المدينة الوحيدة التي لم تطأها أقدام المسلمين"، إنها عبارة تحمل كثيرا من المعاني السلبية، وتقفز على الحقيقة مستعينة بنصف الحقيقة الآخر...والصحيح هو "إن أرض هذه المدينة قد وطأتها أقدام المسلمين، بل سكنوها، وعمروها، وفلحوها، وجنوا غلالها وثمارها، وقضوا فيها أياما سعيدة، فلما احتلها الغزاة الوافدون من عدة دول أوربية، من الذين يسمون أنفسهم الأسبان، وبنوا فيها هذه القلعة العسكرية الاحتلالية، لم تطأها أقدام المسلمين؛ لأنهم لم يكونوا خونة"... هذا فخر للمسلمين...

تقبل تحية أخيك الأندلسي...