المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصهيوبيشمركة تعتقل السفير علاء الجوادي



صباح البغدادي
11/11/2008, 01:14 AM
أحداث في الأروقة السرية لوزارة الخارجية ( العراقية ) ... ميليشيات الصهيوبيشمركة تعتقل السفير علاء الجوادي !!! ؟؟؟


عديدة هي اللقاءات الأخوية التي جمعتني مع بعض أبرز الشخصيات الدبلوماسية الوطنية لغرض التحاور حول ما يجري في العراق المحتل من كوارث وماسي حلت به بسبب السياسات الرعناء المقصودة من قبل الاحتلال البغيض وجعل حفنة من الأحزاب العائلية التي عرف عنها بترويجها للمشروع الطائفي والمذهبي البغيض منذ الأيام الأولى لدخولها خلسة خلف دبابات الغزاة لتحكم العراق وجعل من المحاصصة الحزبية والعائلية أمر مفروغ منه تمامآ فقد طغى نظام الحكم هذا حتى على مستوى المناصب والدرجات الوظيفية الصغيرة ولم تشذ أي وزارة أو مؤسسة عراقية أو دائرة حكومية عن هذا المنهج الذي يكرس البغضاء والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد وينفث في داخلهم سموم التفرقة والعنصرية .
تعتبر اليوم وزارة الخارجية ( العراقية ) في ظل الوزير هوش يار زيباري ـ خال مسعود البرزاني ـ من أتعس وأفشل الوزارات ( العراقية ) فقد تربع هذا الزيباري على عرش الخارجية في غفلة من الزمن بسبب إصرار مسعود البرزاني منذ الأسابيع الأولى لاحتلال العراق وتأسيس مجلس الحكم الانتقالي سيئ السمعة والصيت على تولي هذا الزيباري منصب وزير الخارجية , وإلا سوف لن يوافق على أي قرار سياسي أو اقتصادي ولن يشارك في هذا المجلس وغيرها من التهديدات المبطنة والعلنية وكان له ما أراد بعد أن رضخت زمرة الأحزاب القادمة مع الاحتلال لتهديداته.
اليوم تسيطر ميليشيات الصهيوالبيشمركة على جميع مرافق ودوائر وزارة الخارجية ( العراقية ) ولديها جهاز استخباري وأمني سري يقوم بالتجسس على جميع الموظفين والأكثر غرابة من ذلك أن يقوم المتنفذين في هذا الجهاز الأمني بابتزاز الموظفين والدبلوماسيين والعاملين في وزارة الخارجية من خلال عمولات مادية يحصلون عليها ومسائل أخرى غير أخلاقية بالمرة مع الموظفات بحيث وصلت إلى درجة لا يمكن السكوت أو التغاضي عنها بعد اليوم .
وفي عودتنا إلى موضوع مقالنا حول قيام ميليشيات البيشمركة باعتقال السفير الدكتور الجوادي , فقد ذكر لي قبل أيام قليلة أثناء حديث معه حول الكوارث والمصائب والفساد والمحسوبية الذي ينخر جسد الوزارة والدبلوماسية العراقية , وهو أحد الشخصيات الوطنية الدبلوماسية وبمنصب رفيع المستوى بوزارة الخارجية أنه رأى ما جرى أمامه وسط ذهول لا يصدق وقبلها كان يسمع فقط من السفراء والموظفين بقوله لنا وهو يذكر لنا الحادثة بتفاصيلها المفجعة " بتاريخ يوم الأحد المصادف الثاني من شهر تشرين الثاني 2008 وعند الساعة الثالثة عصرآ كان السفير الدكتور علاء الجوادي رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية يسير في داخل أروقة الوزارة عند مأرب السيارات وللذهاب إلى مكتبه الشخصي , وفي تلك الأثناء قامت مفرزة أمنية من الصهيوبيشمركة بتوقيفه ومنعه من الحركة بشكل مهين وسيئ وغير أخلاقي لرجل معروف لهم بسبب أن سيادة وزير الخارجية هوش يار زيباري في طريقه إلى بناية وزارة الخارجية مع موكب سيارات الحماية الخاص به , لذا يمنع على جميع الموظفين التحرك من أماكنهم ومهما كانت مناصبهم في الوزارة لحين دخول سعادة الوزير الزيباري مع موكب سيادته لمكتبه , وما كان من السفير الدكتور الجوادي بعد عملية توقيفه المخجلة والمشينة بالنسبة لمركزه الوظيفي , وأقول فما كان منه إلا أن يفقد أعصابه ويقوم بالصراخ بأعلى صوته وبشكل هستيري ويتلفظ بكلمات وعبارات مهينة لهذه الميليشيات من قبيل ـ أنعل أبوكم ... يابو الجابكم علينه ... هو ألي جابكم علينه أتعس منكم ... أنتم الأكراد تتحكمون بينه نحن العرب أهل الدار ... أني دكتور وسفير ومدير دائرة يعتقلوني مثل المجرمين هيج ... ما عدكم أخلاق ... ما عدكم شرف ... غيره ماكو ... سوف أقدم شكوى عند رئيس الوزراء عنكم وعن هذا وزيركم ـ ويضيف لنا الدبلوماسي العراقي " أن حالة العصبية والهسترية التي سيطرت على الدكتور الجوادي وانفعاله نتيجة توقيفه بهذا الشكل المهين بسبب أن الوزير يريد أن يدخل الوزارة ويذهب من الباب المخصص له شخصيآ " ويضيف الدبلوماسي لنا كذلك " أن تعامل هذه الميليشيات بهذه الصورة الوقحة بسبب تعليمات الوزير زيباري لهذه الميليشيات بعد احترام أحد وإذا حدث وأن أعترض عليهم أي شخص أو موظف مهما كان درجته الدبلوماسية أو منصبه قول له أنها تعليمات أمنية أو إجراءات أمنية للحفاظ على الوزير والوزارة وغيره من الكلام الفارغ من أي محتوى حقيقي " ويضيف لنا الدبلوماسي الوطني " أن المقدم فؤاد النقشبندي الذي يحكم قبضته الأمنية والأستخبارية على وزارة الخارجية ( العراقية ) بسبب علاقته الشخصية المثيرة للريبة والشك مع الوزير زيباري حيث أن المقدم النقشبندي كان في زمن حكومة الرئيس العراقي الراحل مجرد سائق سيارة أجرة يعمل بين منطقة كسرة وعطش ومنطقة باب المعظم وقد حمل رتبة مقدم دفعة واحدة , والأخر أسمه سمير وقد وضع رتبة مقدم علمآ أنه راسب في الصف الثاني المتوسط ( متوسطة الإخاء الأهلية في منطقة الحيدر خانة للعام الدراسي 84 / 1985 ) وهو المرافق الشخصي لزوجة الوزير زيباري ومقدم سمير يستغل وظيفته وقربه من الوزير ولديه عصابة أمنية خاصة تأتمر بأوامره مباشرة في وزارة الخارجية دائرة تصديق الشهادات والوثائق في الخارجية , وتقدم له الإتاوات ومبالغ مالية يتم أستحصالها من الموطنين البسطاء والضعفاء المراجعين لوزارة الخارجية لغرض تسهيل تصديق وثائقهم وشهاداتهم والتقارير الطبية وغيرها من الوثائق التي تحتاج ختم تصديق وزارة الخارجية ( العراقية ) ويضطر المواطن العراقي المراجع إلى دفع الرشاوى لهذه العصابة بهدف عدم أعاقة التصديق أو إهمال معاملاتهم لكي يهربوا بجلودهم من نعيم الديمقراطية في عراقهم الجديد للوصول إلى الدول الدكتاتورية .

السفير الدكتور علاء الجوادي تم ترشيحه بصفة وتوصية شخصية من رئيس الوزراء نوري ( المالكي ) ليكون بمنصب سفير ( العراق ) بسوريا ليأخذ مكان القائم بالإعمال في السفارة ( العراقية ) بدمشق حسن سوادي عبد العزيز والذي تم رفع درجته الدبلوماسية وتسميته سفير مؤخرآ بتوصية شخصية كذلك .

الدكتور الجوادي كان الممثل والمساعد الشخصي للشيخ عبد العزيز ( الحكيم ) بسوريا , وفي أثناء تواجده بلندن قبل أحتلال العراق كان مدير معهد الدراسات العربية والإسلامية وصاحب إعلان تأسيس ( المجلس الشيعة العراقي ـ الذي كان يراد له أن يكون مشروع لغرض مصادرة القرار الشيعي وسحب البساط من تحت زمرة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وحالة التصادم والاقتتال السياسي والديني بين أبناء البلد الواحد لغرض الوصول إلى كرسي الحكم والسلطة والأيام أثبتت فشل ذريع لمثل تلك التوجهات والمنحى الطائفي المذهبي البغيض ) إضافة إلى تمثيله للشيخ محمد بحر العلوم بصفة شخصية في مجلس ما يسمى بالحكم الانتقالي سيئ السمعة والصيت وقد صدر بعد ذلك أمر تعينه بصفة سفير ومدير الدائرة العربية في وزارة الخارجية ( العراقية ) في 15 تموز 2004 .

هذه أحدى الأحداث المأساوية التي تحدث كل يوم في الوزارة من مجموع العشرات من الأحداث والشواهد والوثائق والأدلة التي وصلتنا خلال الفترة الماضية من خلال مجموعة من الموظفين الدبلوماسيين الخيريين في داخل أروقة وزارة الخارجية الذين لا صوت لهم أو حتى أي اعتراض خوفآ من الطرد من الوظيفة تحت حجج واهية وسخيفة وقطع لقمة عيشهم ... وعهدآ نقطعه على أنفسنا أمام جميع العراقيين الشرفاء وقسمآ بنخل العراق ودجلة والفرات سوف لم ولن يهدأ لنا بال أو يصيبنا الملل واليأس إلا ونكون شوكة في العيون العوراء لحكومة الطغمة الفاسدة ... والأيام بيننا وما خفي كان أعظم وأدهى ...



سياسي عراقي مستقل
باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com