المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حل المشاكل



ناجح سلهب
11/11/2008, 02:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

حل المشاكل

الحلقة الأولى

لا شك أن العبقري هو إنسان عاقل يمتلك تميزا وإبداعا في حل المشاكل والتوصل لحلول ناجحة ونافعة لما يعترضه من عقبات وعراقيل.

وعندما ندرك أن العلوم جميعها تسعى إلى تحقيق أهداف العلم الثلاثة المتمثلة في:
1 التفسير والشرح
2 التنبؤ والتوقع
3 التحكم والضبط

وذلك بتبني الأسلوب العلمي الذي يتميز بالدقة والموضوعية ، وبوضع وإنزال الحقائق تحت الفحص والتجريب, عندها نعلم أين تنصب الجهود وإلى أي الأهداف العامة لتحقيق التقدم العلمي.

ولما كان فهم المشكلة يشكَل ثلثي الطريق لحلها, فيعتبر توضيح المشكلة وصياغتها في قوالب مختلفة ومن مناظير مختلفة خطوة جيدة في عملية إيجاد الحل.

إن طبيعة المشكلة وتعريفها يختلف باختلاف الحقل الذي تتواجد فيه, فالمشكلة في التطبيقات التكنولوجية تختلف عن المشكلة الإجتماعية تختلف عن مشكلات التفسير العلمي للظواهر الطبيعية وهي بطبيعتها تختلف عن المشكلات الإجتماعية, إلا أنه هناك إطارا عاما واتفاقا على الهدف والغاية وهو إيجاد حل للمشكلة. والتعريف العام الذي أعتمده هو أن:

المشكلة: عبارة عن عقبات وعراقيل تقف في وجه تلبية وتحقيق الحاجات والرغبات والأهداف.

ولا شك أن تعريف المشكلة مع إعطاء الأمثلة في بعض الحقول سوف يكون له أثر جيد في الفهم وفي تحديد المنهج والآلية المستخدمة في التغلب عليها.

المشكلة والعلوم الإدارية

يعجبني تعريف الإدارة الذي يقول:

الإدارة هي الوظيفة التي يتم عن طريقها الوصول إلى الأهداف بأفضل الطرق وأقلها تكلفة وفي وقت مناسب وذلك باستخدام الإمكانيات المتاحة.

والمدير هو الذي يقوم بعملية الإدارة تلك, وعليه فعلى الجميع أن يلعب دور المدير في ظرف من الظروف أو حال من الأحوال لأن علينا جميعا أن ندير شيئا ما في وقت من الأوقات.

تعريف المشكلة في العلوم الإدارية:

المشكلة: هو وضع جديد غير مرغوب فيه، نتيجة تغير يطرأ على طريقة العمل أو بسبب ظرف معين.

مثلا: مشكلة تأخر الموظفين عن القدوم إلى دوامهم في الوقت المناسب.

وفي العلوم الإدارية فإن منهج حل المشكلة يقوم على مراحل هي :

تحديد المشكلة
فتصنيف المشكلة
ثم البحث عن حلول للمشكلة ( عدة بدائل إن أمكن)
ثم اختيار أنسب الحلول.

ولا ننسى أنه في الأنظمة الإدارية الجيدة فإن هناك تخطيطا مسبقا لما يمكن أن يقع من مشكلات وبالتالي تنفيذ إجراءات وقائية تمنع حدوث المشكلة من أساسها.

إن الوعي بوجود المشكلة يعد أهم شيء في عملية حلها, لأنك لن تحل مشكلة لا تعترف بوجودها أو لا تشعر بحصولها أو حتى تنكر وقوعها.

ولتحديد أي مشكلة والتعرف عليها, يجب التساؤل عن النشاط أو العمل الذي لم يتم القيام به على النحو المطلوب، ولماذا حدث ذلك؟، وهل النتيجة الجديدة مقبولة أم غير مقبولة؟، وما الغاية المرجوة من حل المشكلة القائمة؟.

وعملية تحديد المشاكل الإدارية تتم من خلال عدة مناظير منها:

- النقد الداخلي والخارجي لمنظومة العمل.
- المقارنة بين الإنجازات الحالية وسير العملية الراهنة من جانب في مقابل النتائج المتوقعة والأهداف التي تم التخطيط لها على الجانب الآخر.
- المقارنة مع منظومات إدارية مشابهة.
- السجل التاريخي للمشكلات التي تمت مواجهتها.

تصنيف المشكلة

يتم تصنيف المشكلة اعتمادا على درجة الخطورة التي تمثلها المشكلة, وما مدى أهمية المشكلة وأولويتها في سلم العلاج الإداري. كما يؤخذ بعين الإعتبار الموارد والإمكانيات المتاحة والمتوفرة لحل المشكلة.

الحلول البديلة

بعد التعرف على طبيعة المشكلة وتصنيفها, تبدأ عملية البحث عن الحلول البديلة. وتتم هذه العملية بالطريقة التقليدية وذلك بالنظر للماضي والبحث عن الحلول التي تم اقتراحها لحل مشكلة مماثلة حدثت في وقت سابق. أو يتم اتباع منهج علمي أو أسلوب رياضي أو منهج جديد للتوصل إلى حل. كما يمكن استخدام العصف الذهني لإيجاد أكبر قدر ممكن من الحلول البديلة. وفي هذه المرحلة يجب عدم الحكم على أي من الحلول، حتى تكتمل عملية الإقتراح والطرح. وعندها نستخدم المنطق والتجربة والتحليل الموضوعي لتحديد أيها أصلح.

الحل المختار

يتشكل الحل المختار أساسا من عملية تمحيص دقيق للبدائل المتوفرة وذلك حسب قدرتها على الحل اعتمادا على الإمكانيات الموجودة. وقد لا يصل أي حل من الحلول المطروحة إلى درجة تزيل المشكلة جذريا، بحيث قد يزيل معظم الأضرار والآثار التي تسببت بها المشكلة، لكن يجب التركيز على البدائل التي تحقق ما يلي:

– إزالة أو تقليل الأضرار بأقصى ما يمكن.
– تجنب تعطيل وعرقلة نشاطات العمل الأخرى.
– أن تكون ذات فعالية جيدة ضمن الموارد المتوفرة.

ويمكن لكل بديل من تلك البدائل أن يؤدي إلى حل، وقد يحقق كل منها النتائج المطلوبة في إطار الإمكانيات المتوفرة، إلا أن اختيار أفضل البدائل يعتمد على فعالية العلاج الممكن للموقف المطروح. ومن ناحية أخرى قد يتطلب حل من الحلول المطروحة توظيف موارد وإمكانات غير متوافرة أو باهظة الثمن، وعليه يمكن وضع قائمة معايير عامة للحلول المقبولة.

فالحل المناسب:
- يحقق أقصى ما يمكن من النتائج المطلوبة.
- ألا يتطلب الحل تكاليف أو موارد (احتياجات الحل) أكثر مما يمكن توفيره ويتناسب مع أهمية المشكلة.

يجب القيام بعمل منظم لحل المشكلات كلما أمكن ذلك، وذلك بالقيام بتسجيل وتوثيق المشاكل وتفاصيل طريقة التعامل معها وآلية حلها مما يعمل على تكوين رصيد مسجل يمكن الرجوع إليه إذا نشأت أوضاع مشابهة في المستقبل مما يمنح توفير الوقت والجهد اللازم لحل المشاكل.

يتبع إن شاء الله

المشكلة من منظور الظواهر الطبيعية

هشام يوسف
16/11/2008, 11:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الحبيب : ناجح سلهب، بارك الله فيك وبك، وجزاك الله خيرا وأثابك أحسن الثواب على هذه الدرر الثمينة ذات الألوان المتعددة والتي تنثرها على العديد من الصفحات.
أرجو أن يتسع صدرك لهذه المداخلة البسيطة.

ولما كان فهم المشكلة يشكَل ثلثي الطريق لحلها, فيعتبر توضيح المشكلة وصياغتها في قوالب مختلفة ومن مناظير مختلفة خطوة جيدة في عملية إيجاد الحل.
أرى أيها الأخ المفضال أن أخطر المشاكل وأساسها هو عدم الإدراك بوجود مشكلة أصلا، وهذه المشكلة الكبرى تصيب الأفراد والمجتمعات على حد سواء، فقل لي بربك كيف يفهم (فرد أو جماعة أو مجتمع) المشكلة وهو لا يدرك ولا يعترف بوجودها أصلا، وأقرأ معي قول الله الحكيم الخبير جل وعلا في آياته الكريمة في مثل هؤلاء وحالهم:
{فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} المؤمنون( 53)

{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ * مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } الروم

{ أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً * قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } الكهف

فهل ترى أن أمتنا في وقتنا هذا تعاني من هذه المشكلة الأساسية؟؟
في حفظ الله ورعايته

ناجح سلهب
18/11/2008, 02:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الحبيب : ناجح سلهب، بارك الله فيك وبك، وجزاك الله خيرا وأثابك أحسن الثواب على هذه الدرر الثمينة ذات الألوان المتعددة والتي تنثرها على العديد من الصفحات.
أرجو أن يتسع صدرك لهذه المداخلة البسيطة.
.
أرى أيها الأخ المفضال أن أخطر المشاكل وأساسها هو عدم الإدراك بوجود مشكلة أصلا، وهذه المشكلة الكبرى تصيب الأفراد والمجتمعات على حد سواء، فقل لي بربك كيف يفهم (فرد أو جماعة أو مجتمع) المشكلة وهو لا يدرك ولا يعترف بوجودها أصلا، وأقرأ معي قول الله الحكيم الخبير جل وعلا في آياته الكريمة في مثل هؤلاء وحالهم:
{فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} المؤمنون( 53)

{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ * مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } الروم

{ أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً * قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } الكهف

فهل ترى أن أمتنا في وقتنا هذا تعاني من هذه المشكلة الأساسية؟؟
في حفظ الله ورعايته


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ هشام يوسف - حفظك الله -

تعاني الأمة العربية الإسلامية من عشرات المشاكل وإن تشخيص هذه المشاكل وحلولها موجودة في كتاب الهداية الشامل أي القرآن الكريم وفي السنة النبوية العطرة.

ولا شك أن عدم ادراك المشاكل هو من الغفلة.

" وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ". سورة الأنبياء الآية 97.

--------------------------------------------------------------------------------

85679 - سيصيب أمتي داء الأمم : الأشر و البطر و التكاثر و التشاحن في الدنيا ، و التباغض و التحاسد ، حتى يكون البغي
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3658
خلاصة الدرجة: حسن


60504 - يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت
الراوي: ثوبان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4297
خلاصة الدرجة: صحيح.



--------------------------------------------------------------------------------

82023 - تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة ، والنصارى مثل ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 260
خلاصة الدرجة: صحيح

175472 - كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير . وكنت أسأله عن الشر . مخافة أن يدركني . فقلت : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر . فجاءنا الله بهذا الخير . فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال ( نعم ) فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال ( نعم . وفيه دخن ) . قلت : وما دخنه ؟ قال ( قوم يستنون بغير سنتي . ويهدون بغير هديي . عرف منهم وتنكر ) . فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال ( نعم . دعاة على أبواب جهنم . من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . فقلت : يا رسول الله ! فقلت : يا رسول الله ! صفهم لنا . قال ( نعم . قوم من جلدتنا . ويتكلمون بألسنتنا ) قلت : يا رسول الله ! فما ترى إن أدركني ذلك ! قال ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال ( فاعتزل تلك الفرق كلها . ولو أن تعض على أصل شجرة . حتى يدركك الموت ، وأنت على ذلك ) .
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1847
خلاصة الدرجة: صحيح

في رعاية الله وحفظه