المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كوكا كولا



محمد مزكتلي
11/11/2008, 11:16 PM
الكوكا كولا
حدث في احد الأيام, حينما كان الشعب نيام.
أن بثت إحدى القنوات الفضائية, خبرا باللغة العبرية.
ومفاده أن سمو الأمير ترك سهرته_على غير العادة_مبكرا.
وسار في الطريق على قدميه _على غير العادة_مفكرا.
ويبدوا انه قد مل من ليالي الغناء والطرب, وأخذ يفكر مليا بأحوال العرب.
وبينما هو في تجاذب بين اليقظة والسكر,الم بلحظة بكل عوالم الفكر.
فقالها جملة أختصر بها مئات السنين والحقب, وهو يرتجف من شدة الغضب:(باكر يومكم يا عرب )
وما أن أشرقت شمس الصباح, وسكتت الملاهي عن الرقص المباح.
حتى تهافتت الفضائيات العربية على هذا الخبر ,لتحلله وتستخلص منه الدروس والعبر ونزل سموه ضيفا على إحدى المحطات المحظية.
مرتديا لباسه كاملاُ على الطريقة البدوية.
وقبل أن تبدأ مضيفته بالكلام, ترك سموه مقعده وقام.
واستل من غمده سيفه الصمصام,وأخذ يصرخ ويزأر كالأسد الضرغام:
(اليوم يومكم يا عرب, كفانا راقصات وطرب, ولا بد بها ليوم ما نبلغ الأرب).
ثم أخذ يصول ويجول,ضارباً الهواء بسيفه المسلول.
وبدا أنه قد فقد أعصابه, وهو يدور ويدور على أعقابه, حتى وقع من على رأسه عقاله.
وقبل أن يقع سموه على الأرض, تداركته المضيفة وأعلنت نهاية العرض.
بعد هذا اللقاء الواضح والصريح, وما تفوه به سموه من إرشادات وتصاريح.
قامت الدنيا ولم تقعد, وبدأت سماء العرب تبرق وترعد.
فاستنفرت كل الفضائيات العربية, وأوقفت عرض المسلسلات المكسيكية.
وقامت ببث البرامج التوجيهية.
التي تهدف إلى إيقاظ الشعوب العربية من غفوتها.
وتحثها على دحر الامبريالية وكسر شوكتها.
وبدأت تظهر صور الأبطال الصناديد, وهم يتبارون في كسر الحجارة وثني الحديد.
ولقطات أخرى تصور الفرسان المغاوير, راكبين ظهور الخيل والبغال والحمير.
وهم يحيّون أمامهم سمو الأمير.
وبدأت الاستعراضات العسكرية تملأ الشاشات.
وخرج من تحت الأسرّة أبطال اشاوس مرفوعي الهامات.
يؤدون رقصت السيف والترس,وكأنهم في وليمة أو عرس.
راكبين ظهور دوابهم وهي تعدو أمام الأمير,يزأرون بصرخات الموت لعدوهم الحقير.
وبأنهم سيعدون لسموه من دمائه خمرا, وأنهم سيشيدون لسموه من عظامه قصرا.
وهبت الشعوب العربية تهتف بحيات سموه, وبأنهم يجلون فيه سموه وعلوه.
وعاهدوه على أنهم سائرون على درب أسلافهم الخالدين.
أمثال سعد وعمر وخالد وصلاح الدين.
فاحتشدت الحشود,وشكلت الوفود,وعقدت المؤتمرات في الشوارع والساحات.
وتسابق الشعراء إلى تأليف الأغاني الوطنية, فاستنفذوا بذلك كل المعاني التي في اللغة العربية.أما كتاب الملاحم البطولية فحدث ولا حرج.
لقد كانت بضائعهم كاسدة وها قد جاءهم الفرج.
و انتشرت الثورة في أرجاء الوطن العظيم,كما تنتشر النار في الهشيم.
في ظل هذه الظروف,بات من الواضح والمعروف.
أن يقوم أصحاب المعالي والجلالة والفخامة,ويدلوا بدلوهم في هذه القيامة.
فأعلنوا متكافلين متضامنين, بأنهم على درب الثورة سائرين.
وأعلنوا أيضا أنهم في يوم الثلاثاء, سيعقدون اجتماعا يضم كل الرؤساء.
والدعوة عامة لمن أراد وشاء.
وقرروا أن الاجتماع في هذه المرة سيكون في الجامع العربي.
ليمنعوا الشيطان من الحضور فالاجتماع هذه المرة جدي.
وحينما أتى هذا اليوم المشهود, أتت معه آلاف الحشود.
ينتظرون بفارغ الصبر ما سيقرره قادتهم, ويبتهلون إلى الله أن يبدل لهم عادتهم.
مستبشرين بحذف تلك التاء المربوطة, التي جعلت قضاياهم كلها مخلوطة.
وأقبل الرؤساء والملوك والأمراء,يجرجرون أقدامهم واحدة للأمام آخرى للوراء.
واجتمعوا تحت قبة الجامع وجلسوا القرفصاء.
وجوه متجهمة,نظرات متهكمة.
مذهولين بما صار من أحداث, يضربون أخماس بأسداس.
خيم عليهم صمت مطبق,وكأن الموت لسهامه قد أطلق.
جو من الكآبة رهيب, لا تدري أيهم العدو وأيهم الحبيب.
وهنا هدم كبيرهم جدار الصمت,وتحدث من جوفه وكأنه يخاطب الموت:
(الحقيقة يا أهل الخير,خلونا نفلت هالطير.
الوضع ما عاد يحتمل التأخير, وتخدير الشعب ما عاد له تأثير).
وتشجع القوم,فأستيقظ أحدهم من النوم:
(الحقيقة يا هالربع الشعب ما عاد يكفيه الربع.
خلونا ننطيه الثلاث أرباع ,وكفانا احني تخمة و أشباع).
وعلق ثالث رافض هذا الكلام, غير عابئ بالملام:
(يا أخواني اسمعوني شو بدي قول,الشعب بدو كرابيج ومعمول.
اصملا عليه شو بي الفول,بسكر الدماغ وبعلم الأصول).
وانبرى آخر وهو أيضا معترض,يعلل في المسألة ويفترض:
(يا جماعة لازم نفتح شويه أيدينا,دحنا نعرف اللي لينا وما نعرفش اللي علينا.
الشعب ده لازم نديه حته,برضوه هو محسوب علينا).
وصفق خامس بيديه ,عساه يلفت الانتباه إليه :
(إن النجوم التي على أكتافنا هي حق لنا مقدس.
ولازم نحفر هالعبارة على طالغات المسدس.
وندخلها في رأس المواطن لننقذه من الجهل, وهذا الأمر جدا علي سهل).
وتدخل سادس وهو عابس:
(كل واحد فيكن خايف على عرشه, ومحاوط بأسنانه على ماله وقرشه .
الجماهير قايمة وما هي طرشه, والحالة باينة خطيرة برشه).
وهكذا أخذت المناقشات زمنا طويلا, ثم تحولت إلى مناوشات وصارت أصواتهم عويلا.
فأختلف القوم, وتبادلوا اللوم.
فصار كل منهم يتهم الآخر بأنه سبب الهزائم, وتحولت عبارتهم إلى شتائم.
وأخيرا تشابكوا بالأيدي والرؤوس,وأخذوا يتراشقون الأطباق والكؤوس .
وفيما هم على هذه الحالة, من الخسة الرذالة.
أنتفض كبيرهم وتأهب,شاهراً بيده سيفه المذهب,ووجه نحوهم رأسه المدبب:
(الويل ويلكم يا غبيان,شنو تركتم للصبيان.
هالسوالف كلها ما هي بأيدكم,والويل ويله من يعلن العصيان.
اللي يمانع ما رح أعمل حساب لقدره,وبضربة رح خلّي راسه يجثم على صدره).
وتوقف القوم وجلس كل واحد في مكانه, خوفاً من العجوز أن ينفذ كلامه.
وعاد الصمت من جديد,وتوقفت عبارات السب والتهديد.
وهنا ارتأى العجوز أن يرطب الأجواء,مذكراً إياهم بأنهم أصدقاء.
فلا يدعوا لهذه العبارات الغبية, أن تفسد لهم في الود قضية.
وخاطبهم بلهجة الأب الحنون:(كفوا يا أبنائي عن هذا الجنون.
وارموا وراء ظهوركم هذه الأمور الثانوية.
وتذكروا أن المعركة الحقيقية هي مع الامبريالية .
فيجب علينا أن نوحد صفوفنا ضد الاستعمار, ونصب عليه الزيت المغلي ونكويه بالنار.
شو رأيكم نسجل عليهم جول,ونقطع عنهم دفق البترول.
هيا يا أبطال شو رأيكم بهذا القول).
فهزوا جميعهم رؤوسهم موافقين,فهم من السيف الذي في يده ما زالوا خائفين.
وأردف العجوز قائلاً, والسيف الذي بيده صار مائلاً:
(يلا خلونا من هالقضية نخلص,ونأخذ رأي صديقنا _الحاج مخلص_).
وهنا انبرى قزماً من بين الحضور, يضع على رأسه طرطور.
وتحدث بلهجة مهذبة وديعة,كأنه يغازل حبيبته المطيعة:
(الحقيقة يا أهل السلام, هذا الكلام أضغاث أحلام ,لقد نسيتم خاطر عمو سام).
فاستدرك أحدهم هذا الأمر وقال:
(فلنؤجل قطع أمداد النفط إلى مرحلة لاحقة.فلا ينبغي الآن أن تكون الضربة ساحقة.
ومن الحكمة الآن أن نكون معتدلين, حتى لا نبدو أمام المجتمع الدولي معتدين.
ما رأيكم بأن نكتفي الآن بسحب تراخيص الشركات الأجنبية.
ونرخي قبضتنا عن الشركات الوطنية.
وندعها تنتج ما هو لها مخصص, فتتوازن الأسواق وتصبح البضائع أرخص.
ما رأيك في هذا الكلام يا حاج مخلص؟).
(الحقيقة يا أهل السلام,هذا الكلام لا يبدو على ما يرام.
لقد نسيتم خاطر أبن عم عمو سام).
(فلندع الشركات الأجنبية تواصل عملها, ونبتهل إلى الله أن يستوفي هو أجلها.
أعتقد بأننا يجب أن نطرد الخبراء الأجانب, فخبرائنا العرب في كل في كل جانب.
فنقضي بذلك على مشكلة البطالة,ولو أننا سنخسر قومسيون العمالة.
هيا يا حاج مخلص, خلينا بقا نخلص؟).
(الحقيقة يا أهل السلام,هذا الكلام ليس تمام,لقد نسيتم خاطر ابن خال عمو سام).
(من الخطأ علميا أن نطرد الخبراء بشكل فوري, فوجودهم معنا الآن هو أمر ضروري.
لا يجب أن نرمي شعوبنا في التهلكة, من أجل تحقيق شعارات مستهلكة.
ما رأيكم في دعم الصناعات الإستراتيجية, على أن تقوم على تشغيلها كوادر وطنية.
فالمال في أيدينا كثير والحمد لله,فنضمن لأجيالنا القادمة العز والجاه.
ما رأيك يا حاج مخلص في هذا الكلام؟).
(الحقيقة يا أهل السلام,هذا الكلام كلام في كلام,لقد نسيتم خاطر أبن أخت عمو سام).
(اتركونا يا جماعة من هذا الكلام الفاضي, فهو سيزعج أصدقاءنا على الفاضي.
سنوقف استيراد السيجار والفتيات والبراندي ,ونعيش في تقشف كما كان المهاتما غاندي
فمن اجل الخلاص ونصرة القضية, لابد أن نقوم بتضحية حقيقية.
خلصنا بقا يا حاج مخلص).
(الحقيقة يا أهل السلام,هذا الكلام يا سلام ,لكنكم نسيتم خاطر صهر عمو سام).
(لا داعي الآن لذكر محاسن ذلك الهندي, فتاريخنا حافل بالعظماء من أمثال الكندي.
وخصوصا بان الوضع الآن جدا حساس, والأمور كلها مقلوبة من الأساس.
سنعلن لشعوبنا بزوغ شمس الديمقراطية, وأننا نسعى لتحقيقها بعزيمة قوية.
وهذه القضية لا تخص سوى شعبنا الهمام,لادخل لأحد بها لا عمو سام ولا عمو حام.
هيا يا حاج مخلص, هل أعجبك هذا الكلام؟).
(الحقيقة يا أهل السلام ,هذا الكلام مجرد أوهام لقد نسيتم خاطر ابنه بالتبني لعمو سام).
(لا يمكننا الآن التحدث عن الديمقراطية, فشعوبنا لا تزال تعد للان من الشعوب الغبية
ولقد أتعبتنا جدا هذه القضية, فأرحنا يا حاج مخلص بأفكارك الذكية؟).
(كلمة حلوة رح قولة,ما رأيكم بالكوكاكولا؟.
صنعت زجاجاتها مصانع الرجعية ,وعبأت مياهها من ينابيع الامبريالية.
فالنعلن على الكوكاكولا حربا ساحقة,ونؤجل باقي القضايا إلى اجتماعات لاحقة.
ما رأيك في هذا الكلام يا أصحاب المنجزات الشامخة؟؟).
(ياسلام :ياسلام على هذا الكلام ,هذا الكلام هو تمام التمام,وكلنا سائرين معك إلى الأمام
وتنفس الجميع الصعداء, خصوصا بأنهم تعبوا وحان وقت الغداء.
وصفقوا طويلا للحاج مخلص تكريما لعقليته المتوقدة.
التي لولاها ما ستطاعوا أبدا حل مشاكلهم المعقدة .
وطلب منهم الرئيس أن يوقعوا على محضر الجلسة, فتقدموا نحوه في تؤدة وخلسة.
ولم يشأ أي واحد منهم أن يقرا ما وقع عليه في ورقته .
مخافة أن يرى فيها سوءته وعورته.
ووقعوا مسرعين على عجل, دون أن يعتريهم أي خجل أو وجل!!.
وعندما هم القوم بالخروج, ممنين أنفسهم بأكل الكباب والفروج.
رأوا في الخارج مشهدا جمد الدم في عروقهم, آلاف مؤلفة من أبناء شعوبهم.
احتشدوا منتظرين على أحر من الجمر, ما سوف يصل إليه قادتهم في هذا الأمر.
فتسمروا في أماكنهم مذعورين, وبان على وجوههم كأنهم مخمورين.
ويبدو أن هذه الحشود الهادرة.قد علمت بقرارات قادته الغادرة.
وشعر القادة كيف ينظر اليهم الجماهير بغضب,وتهيأ إليهم بان الموت منهم قد اقترب.
وبدأ كل واحد منهم يتحسس رقبته, ويبدو أن البلل قد وصل إلى ركبته.
ليس لديهم ما يقولوه لهذا الشعب,فتماهوا في أماكنهم من شدة الرعب .
كيف يفهموا هذا الشعب الذي لا يفقه شيئا عن السياسة.
حول الأسباب التي سوغت لهم بأن يجعلوا الذئب هو كلب الحراسة.
وفي غمار هذه اللحظات البائسة, استنجدوا بالحاج مخلص بكلمات يائسة.
(أية أنت يا حاج مخلص,اوجد لنا من الهلاك مخلص!؟).
فرد عليهم الحاج مخلص بتهكم:(لا تخافوا أيها السادة فالأمور تحت السيطرة والتحكم).
وتقدم الحاج مخلص نحو الجماهير, يلوح بيديه عاليا كما يفعل المشاهير.
(أيها الشعب العظيم,أبطال اليرموك وحطين,رددوا ورائي بعزيمة لا تلين.
يا شعبي قولا قولا,نحن ضد الكوكا كولا.
ياشعبي قولا قولا.نحن ضد الكوكا كولا).
ردد الحاج مخلص هذه العبارة عدة مرات, بمختلف شداة الصوت والنبرات.
فلاحظ في هذه المرة أن تصرف الشعب كان غريب.
لقد أطبق الصمت عليهم ولا أحد يردد أو يجيب.
فاستشعر بجلاء غضب الشعب, واقشعر بدنه من شدة الرعب.
فأفل راجعا يجرجر أذياله,واختفى مختبئا بين أرجل أزلامه .
بدأ زحف الشعب المسكين,الذي تسلح بما وجده بالمطبخ من عصي وسكاكين.
وهو عازم بكل تصميم وإرادة, على أن يطرد أخيرا هؤلاء القادة.
الذين ادعوا أن المشكلة برمتها تكمن في زجاجة.
لأصبح الموت أمام الزعماء أمر واقع لم يجدوا له مهربا أو دافع.
فنظر أحدهم إلى ما بين رجليه وهو ينازع:
(أين أنت يا حاج مخلص وأين عمو سام,هل ستتركوننا هكذا ليصبح أولادنا أيتام!؟).
اشتعلت عينا الحاج مخلص بنار العنصرية, وخطرت على باله فكرة جهنمية:
(ما دمنا يا سادة قد أعلنا الحرب على الكوكا كولا,فلتكن..وهيا لنلعب اللعبة على أصولها
ولنضرب هذا الشعب بزجاجات الكوكاكولا.
فنسلم بذلك من طول لسان,منظمات حقوق الإنسان.
فنحن لم نضرب احد بالرمح أو بالسيف ,بل سنطفئ ظمأهم في حر هذا الصيف).
وأعلن أطلاق النار, تحت شمس النهار.
صارت الزجاجات ترمى,ورؤوس الشعب تدمى.
وأخذت المدافع ترمي الزجاجات,وتنقل بين الحشود هادم اللذات.
وأصبح القصف واسع وشديد ,وعبأت الزجاجات بكرات من الحديد.
وقبل أن يدرك الشعب أي ذنب أرتكب, كان الدم قد صار إلى الركب.
ويا للأسف!..لقد انتصر الحاج مخلص في هذه المعركة بجدارة.
فالقوة في أغلب الأحيان تهزم الجسارة.
لم يقوى أحد على الصمود ,فتفرقت الحشود,وغيّب الشهود.
ولم يبقى في ساحة المعركة سوى الجنود, وتحول من كانوا أرانب إلى أسود.
فهنئوا بعضهم على النجاة والسلامة , على أنهم مرة أخرى مرروا الخيانة.
وأقسموا على أن يحكوا شعوبهم إلى يوم القيامة.
وقبلوا بحرارة رأس ذلك القزم, الذي لولاه لكانوا الآن في دنيا العدم.
(الله عليك وعلى أفكارك التي هي أغلى من الدرر.
لا شيء في هذه المعركة ضاع أو أنهدر,فقد حققنا نصرين وضربنا عصفورين بحجر).
وما أن انتهت أحداث هذه المسرحية حتى أعلنت في كل البلاد الأحكام العرفية.
وقام الزعماء برفع أسوار حصونهم أمتار عديدة.
تمشياً مع متطلبات المرحلة الجديدة.
وفي صباح اليوم التالي, ولكي يعلم القاصي والداني.
نشر في الصحف الرسمية وغير الرسمية, الخبر التالي.
في البارحة حدثت مؤامرة إرهابية, حاكتها أيادي قوى الرجعية.
حيث اندست عناصر قوى الامبريالية بين صفوف المسلمين.
لتحرضهم على الانقلاب على قادتهم المؤمنين.
لكن هيهات هيهات أن تصبو الامبريالية إلى ما تريد.
فالشعب الملتف حول قادته كواهم بالنار والحديد .
وتم بعون الله ونصره المبين, سحق هؤلاء المرتدين.
وكشفت التحقيقات التي أجريت في ما بعد.
والتي بُذل لتحقيق شفافيتها كل الجهد.
أن هؤلاء الشراذم السفلى المندسين,ما هم إلا قطاع طرق و قتلى مأجورين.
دفعت لهم شركة الكوكا كولا,واتحاد سباقات الفور مولا.
وهكذا تم طي صفحة ذالك اليوم, فأحوال العرب هكذا كل يوم.
أما يا أصدقائي, فالحساب الحقيقي والعسير.
فقد كان صاحبه ذالك المراهق الأمير.
الذي أقام الدنيا بهلوساتة,ولم يقعدها بعنترياته.
فجاؤوا إليه الزعماء غاضبين,يطالبونه بتفسير لفعله المشين.
وما الذي دعاه لأن يفعل ذالك, رامياً بأخوته وأولاد عمه في المهالك.
فأطرق الأمير الشاب رأسه نادماً, فهو لم يكن يدرك كم سيكون فعله هذا هادماً.
فالقصة بكل صراحة وبساطة.
انه كان في أحد النوادي الليلية يلعب القمار.
مع عدد من المقامرين البلغار, فخسر أمامهم سبعة آلاف دولار.
فنقحت عليه كرامته,وهو المشهود له ببراعته.
فخرج من الملهى وهو ممتقع من خسارته.
وأضطر للسير على قدميه لأنه خسر سيارته.
وقال ساعتها ما قال بدلا من أن تفقع مرارته.
وهنا تدخل والده صاحب الجلالة, طلبا من أصحاب المعالي و الفخامة.
أن يجدوا العذر لسمو الأمير على هذه الهفوة.
فإن لكل جواد عربي أصيل كبوة.
ويا شعبي قولا قولا ,نحن ضد الكوكا كولا







ويا شعبي قولا قولا ,نحن ضد الكوكا كولا

محمدجمعة
12/11/2008, 03:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وهكذا هم حكام جزر الواق الواق العربية

عبدالقادربوميدونة
12/11/2008, 06:54 PM
COLOR="Blue"]
الأخ محمد مزكتلي المحترم :تحية حارة حارة اجتماع عربي لم يعقد بعد
هذه المقامة الفنية الرائعة ..تزلزل كيانات العاروالخيانة كأنها عليهم قد أقامت القيامة ..لقد أحطت بكل جوانب القضية ..قضية العرب الأبدية ..وما أراها إلا الجامعة العربية.. واجتماعاتها الهزلية ..لا قزم فيهم ولا عملاق.. فكلهم لعمهم سام أبواق..والله لن ينفع معهم من الشعب إلا الطلاق ..فرطوا في فلسطين والصومال واليوم العراق ..لقد عريتهم يا رجل.. مقامتك بها من العلم والتاريخ والسياسة والفن والأدب ما تستحق عليها جائزة كبرى ..لا يسلمك إياها إلا نظيرك في السخرية السياسية مبارك مجذوب المبارك ..فما رأيه ورأي الإخوة الكرام في " واتا " في هذا السوط المسلط على جلود هؤلاء اللوط ؟
شكرا لك .[/COLOR

محمد مزكتلي
12/11/2008, 07:09 PM
شكرا لك يا سيد محمد مزكتلي على هذه المقالة الرائعة وهي تدل على أحوال العرب اليوم

عبدالقادربوميدونة
12/11/2008, 07:32 PM
الأخ محمد مزتلي أحييك.. لقد حيرتني يا رجل كيف تشكرنفسك بمشاركة ؟
أم هوخطأ غير متعمد ؟
على كل.. سأنقل مقامتك الجميلة إلى منتدى الأدب الساخر ..

محمد مزكتلي
13/11/2008, 03:59 PM
الأستاذ عبد القادر بوميدونة:
اولاً:
اشكرك جداً على إطرءك الجميل الخلاق,الذي عبر عن ثقافه ثرة وفكر خلاق.
وأشكرك اكثر من جداً على مجهودك الشاق,في صبرك على أحداث المقالة التي لا تطاق.
فإن كانت مقالتي قد أعجبتك ونالت منك المديح,فهذا لأنها تصور واقعاً عربياً مراً قبيح.
وكم كنت اتمنا لو ان العكس هو الصحيح.
ثانياً:
أما ردي عل نفسي ومدحي لنفسي فهو خطأ مقصود,فابني الصغير أراد ان يثبت بأنه موجود.
ويبدوا أنه _ويا للأسف_قرر أن يسير على خطى ابيه,ظاناً بأن القلم لعبة يمكن أن تسليه.
ثالثاً:
لك الحرية في نقل مقالتي إلى أي مكان تريد,فمقالتي هي ملك لكل عربي مفكر صاحب رأي سديد.
أدب ساخرأو أدب زاجر او حتى أدب تاجر لا يهم,المهم أن نوقذ نيامنا ليفكروا من جديد.