المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى الرئيس بوش ...باراك



ضيف أبو أيهم
14/11/2008, 08:15 PM
رسالة إلى الرئيس بوش ...باراك .. من إنسان مغبون من الشرق.
سيدي الرئيس..وحدكم يحملكم التاريخ ذات يوم غبن الشرق و قهر الشرق وظلم الشرق لأنكم وحدكم تملئون الوجدان بالحقد وبالكره وبالمقت ،ولأنكم وحدكم تملئون الرؤوس بدوار جراء أن نفتش العالم عن ركن آمن ولحظة متسامحة في ذاكرة عفنتموها و أصلتم فيها كره الآخرين لكم ،و لأنكم وحدكم تملئون الأفواه مرارة وقيأ من عبثكم بالذمم و قتلكم لقيم حضارتكم ،فمسختم وجه الأرض.
سيدي الرئيس..إنكم حملتم شعار العدالة بلا حدود وعملتم على إقامة الحرب،فصنعتم الإرهاب.
إنكم لاتدرون حجم الظلم الممارس علينا...سلبتم حقنا في الحياة و مسحتم البسمة من على شفاهنا ،شوهتم وجوهنا ،إنكم تقتلوننا في اليوم ألفا وألف ،إنكم زرعتم الموت فينا.
إمنحوننا قليلا من العدالة ،لتكشفوا بأنكم رفعتم سياطا أذهبتم به جلودنا معها ،لتدركوا بأنكم بنيتم عالما صار معتقلا يدخله كل صاحب كلمة حرة واغتصبتم حلمنا الواعد بغد جميل.
سيدي الرئيس..إنه بحربكم من أجل عدالة بلا حدود حملتم شعوبا وزر أنظمة تدفع إلى الانتحار ونصبتم أنفسكم رعايا تمنعون كل تمرد لأجل التحرر.
إنا أصبحنا نتحسس الهواء الذي نتنفسه ،ونختلس الهمس ونسرق النظر ، إن المكان فقد أمنه و أمانه ،بل وفقدنا المكان.
سيدي الرئيس..إنكم لم تتركوا فرصة لأجل رسم صورة جميلة عن الحضارة الغربية ،لم تعطوا مساحة بيضاء من غير دم نتلوا فيها أنواركم.
إن ثمة احتقان كبير لمرارة يتجرعها كل الشرق ،وثمة عداء كبير يحمله لكم كل الشرق ،وكل من هو من الشرق إلا ويعدكم من معسكر الشر........لكن من المسئول عن هدا الحقد وهدا العداء وهدا الاحتقان؟بلا شك هو المنطق الذي يحكم الشرق بالغرب ،منطق الحرب ،وبوصفكم ا لأوصياء على الديمقراطية وثقافة الأنوار فإنكم تشكلون المسؤولية الأكبر ،دلك لأن الشرق يمثل الإنسان المقهور الذي أنهكته أوروبا لقرنين وتواصلون الآن قهركم له.
سيدي الرئيس ..إن الخوف الجاثم على النفوس والساكن في القلوب شوه الغرب و ملأ الرؤوس بصورة الغرب الحاقد ،تنتحر أمامه كل المبادئ السامية التي بشرت بها ثورتكم ،ثورة الأنوار والحريات.
سيدي الرئيس..نحن الشرق أفقنا مند عقود من ظاهرة الاستعمار ،استعمار أعطانا الكره للغرب ونصبنا العداء له ،لكن ليست لدينا مسؤولية دلك الكره ودلك الحقد.
إنا الذاكرة المليئة بالانكسارات ،إنا الذاكرة الشقية بحربكم ،إنا الوعي الزائف بحقيقتنا.
سيدي الرئيس..أعطونا فرصة لنتلو الغرب أنوارا،الغرب العدالة الشاملة ، الغرب الذي أعطى للكلمة منبرها وللحرية قدسيتها ، الغرب الذي حفظ للدين وجدانه ووده ونقاءه.
أعطونا فرصة لأجل نقد دواتنا ،كشف عوراتنا،لأجل علاج التشوه الحاصل فينا ،امنحونا لحظة الدعاء وممارسة طقس التلاوة والاستذكار لذاكرتنا ،دعونا نرتب رؤوسنا ،امنحونا قوة لنعيد دواتنا إلى دواتنا .
سيدي الرئيس..إنكم منحتمونا أنظمة غصبتنا إكراها وقتلت فينا كل مقاومة ،أنظمة صارت تتقوت من حربكم المعلنة،إنها تماهت مع حربكم وتناهت مع شعوبها.
إنكم منحتمونا أنظمة تمارس الإخصاء وتفعل فينا ،فأذهبت كل حياءنا وجعلت منا عراة ويبست كلماتهم في أجسادنا.
سيدي الرئيس ..اهبطوا أرضنا لتجدوا أنظمة عيونها حجارة ،لا تغفل عن همس وتقطف كل رأس.
اهبطوا أرضنا لتجدوا أنظمة قد احتوت كل المكان وكل الزمان وكل الكلمات.
اهبطوا أرضنا لتسمعوا إلى صرخاتنا ،إلى أصواتنا المسكونة داخلنا.
سيدي الرئيس..إن حربكم مدت في عمر البوليس عمرا آخر لاينته ،وسمحت لدولة اللاعقاب أن تمارس دكترتها دون مراقب ،وكبرت فينا الشعور بللا أمن.
إنا كفينا السؤال على الحريات في زمن الموت ،إنا صرنا نخشى ألسنتنا فشديناها عن الكلام واكتفينا بالصراخ صمتا،إنا صرنا نخشى النوم لأن نموت أيضا في المنام ،حيلتنا أن نمنعهم فرصة اغتصاب ليلنا.
سيدي الرئيس..إنا اختلفنا عند تبريرنا لغزوكم لنا ،قلنا دمارا وقلنا عمارة ،وقلتم جئنا لنحضر بداوتكم ونروض وحشية فيكم ونمدن العقل الخشن منكم ،لأنكم تملكون المعرفة فملكتم حق تقرير مصيرنا ..فمزجتم خبزنا بالدم و أرهقتم بطوننا جوعا و أفرغتم صدورنا وسرقتم اطمئنانا ودخلتم مضاجعنا وفضحتم حرمتنا .
سيدي الرئيس..إنكم ملكتم الأرض كلها ولكنكم ملكتم العداء كله أيضا..ترى كم طفل هو الآن يصرخ قسوتكم ،ترى كم عائل يصرخ تجويعكم ،ترى كم امرأة تصرخ اغتصابكم ،ترى كم حر يصرخ أغلالكم ،...بلا شك أنه صراخ يصم الأرض كلها.
سيدي الرئيس ..بوصفكم القوة والمالكة للمعرفة ،كم نود نحن المغبونين أن تحيلوا عنا دولة البوليس وتصدروا لنا أملاككم الحضارية ،كم كان سيشفع لكم التاريخ لو قضيتم عن أنانيتكم وشاركتمونا عدالتكم بينكم ،وحبكم لدواتكم ،وديمقراطيتكم.
سيدي الرئيس..إن ثمة صوت في الشرق يؤمن بأنواركم ،لكنه من أين يستمد الحجاج لقناع من لايرى في الغرب إلا صورتكم ،من أين له بالإجابة عما يفعله جندكم ،من أين له أن يمتلك صبرا ليرفع ظلمكم عن نور حضارتكم ومن أين له بالقوة وبالقدرة لأن يزيح زبانيتكم من على عيون عماها حقدكم الكبير.
إنا نتكلم كثيرا عن لحظات ود بين الشرق ،لحظات اجتمع فيها كل واحد بالآخر ،لحظات القديس الأكبر توماس الاكويني وتواصله مع الحكمة الرشدية ،لحظات تواصل ارنست رينان مع الفلسفة الإسلامية والعرفان الصوفي،لحظات تواصل قولد سيهر وبروكل مان مع العشق الالاهي والمتصوف الحلاج ....لحظات ولحظات مورس فيها الحوار ومكاشفة الذات مع الآخر.
سيدي الرئيس.إنهارسالة إنسان مغبون من الشرق خطب فيكم السياسي والعسكري والبراغماتي ليناجي فيكم الإنسان له القدرة في أن يمنح قليلا من العدالة وقليلا من الأمن فقط فقط لأجل أن نصنع رغيفا لايمتزج بالدم و لا بالدموع .