المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الاقتصاد والحاجة إلي تعاليم الإسلام



احمد عبد الرشيد عبد الباقي
16/11/2008, 02:06 PM
الأزمة الاقتصادية العالمية والحاجة إلي تعاليم الإسلام

- بعد الأزمة المالية الطاحنة التي اجتاحت العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه فاجأنا العديد من أصحاب الرأسمالية وسدنتها من خبراء ومتخصصي الاقتصاد في الغرب بالدعوة لإيجاد نظام اقتصادي جديد ، وهي دعوة واضحة صريحة لتطبيق أنظمة الشريعة الإسلامية في الأنظمة الغربية .. فكتبت مجلة تشالينجز في افتتاحيتها مقالا ً بعنوان " البابا أو القرآن" ، قال فيه الكاتب " أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلاً من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود "

- وفي نفس السياق طالب رولان لاسكين رئيس تحرير لوجورنال دفينانس بتطبيق الشريعة الإسلامية في الأنظمة الاقتصادية والمالية، وأشار في مقالة بعنوان "هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟" إلى ضرورة الإسراع في إيجاد أنظمة بديلة وأكثر رقابة وفي مقدمتها تطبيق الشريعة الإسلامية .

- وأشارت الكاتبة الإيطالية لووريتا نابليوني في كتابها "اقتصاد ابن آوى" إلى أهمية الاقتصاد الإسلامي ودوره في إنقاذ الاقتصاد الغربي

والحق الذي لا محيد عنه ولا مهرب منه هو أن النظام المالي الذي تقوم دعائمهً على الربا وبيع الديون قد فشل فشلاً ذريعاً وقد ثبت يقيناً وبما لا يدع مجالاً للشك أن نظام الاقتصاد الإسلامي هو الذي به حل مشكلات العالم ومعضلاته الاقتصادية وغير الاقتصادية .

- وبات الآن علماء الاقتصاد في الغرب يطالبون بضرورة ربط الاقتصاد بالأخلاق والقضاء على الفائدة الربوية التي تعتبر من أهم أسس الاقتصاد الرأسمالي .

- وقد سبق الإسلام كل هؤلاء العلماء بأن جعل الشريعة الإسلامية هي الحاكمة للنشاط الاقتصادي وطالب منذ 1500 عام بإلغاء الربا التي اكتشف علماء الغرب مؤخرا أنه السبب في الكساد والتضخم وارتفاع الأسعار .

- ومن العجيب أن رجال المال في بلادنا غير مقتنعين بأن المخرج لأزماتنا الطاحنة لا يتم إلا عبر الإسلام وما زالوا مبهورين مخدوعين بآلة الإعلام الغربية الجبارة وما تسوقه من وجباتها الرأسمالية السريعة المتواصلة وانهزموا نفسياً أمامها مع أنهم يملكون أسباب الازدهار الاقتصادي والتقدم بين أيديهم إذا عادوا إلى تعاليم الإسلام في شتى المجالات ومنها المجال الاقتصادي لكنهم للأسف يمموا وجوههم شطر الغرب بدلاً من الإسلام وركزوا جهودهم على الدعوة لمبادئه.. والفرصة الآن سانحة ليقوم رجال المال وخبراء الاقتصاد في وطننا الإسلامي الكبير لإظهار مبادئ وتطبيقات الإسلام في المناحي الاقتصادية مع الدعوة لتطبيق مبادئه تطبيقاً عملياً يتماشى مع روح العصر الذي تواكبه الشريعة الإسلامية .

- وقد سئل أحد خبراء الاقتصاد في الغرب عن سبب ظهور البنوك الإسلامية التي تحرم الفوائد الربوية عند المسلمين فقط رغم أن تحريم الربا موجود في اليهودية والمسيحية فكان رده أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي به فقه الاجتهاد فأعطى ميزة لأتباعه بمواكبة العصر .

- فأهم ما يميز الاقتصاد الإسلامي هو تحريم الربا وفوائده التي يطلق عليها توليد النقد بالنقد، إضافة إلى محاربته للغش والخداع والصفقات الوهمية والاحتكار وبيع الغرر والجهالة بخلاف النظام الاقتصادي العالمي الرأسمالي الذي يصفه المفتونون به بأنه نظاماً تجارياً حراً فإن نظام الاقتصاد الإسلامي به الحرية المقيدة بقيود شرعية تمنع الضرر عن جميع الأطراف.

- وعلم الاقتصاد الإسلامي يتميز عن سائر المدارس الاقتصادية الوضعية المطبقة في الشرق والغرب من شأن تطبيقه تحقيق الكفاية الإنتاجية والعدالة الاجتماعية وتنظيم الموارد .

- يقول الدكتور عبد الحليم عمر : الاقتصاد الإسلامي يستمد مرتكزاته وأصوله من 4 آلاف موضع في القرآن الكريم والسنة النبوية تنظم المعاملات الاقتصادية ، فهناك أكثر من 1000 آية قرآنية تتحدث عن الإنفاق في سبيل الله والحث على الصدقات وضرورة إعطاء المال لذوي الحاجات، ومن هنا فإذا أردنا علاج الأزمات الاقتصادية المعاصرة التي تعاني منها البلدان الإسلامية فليس هناك علاج سوى العودة للشريعة الإسلامية وتطبيق الاقتصاد الإسلامي المنبثق عنها .

- ويقول مفتي عام المملكة العربية السعودية في تعليقه حول الأزمة المالية العالمية وطرق الحل الصحيحة لها : "في ما شرع الله وأنزل حل للمشكل ، الآن الاشتراكية سقطت وانتهى دورها في الحياة وجاء دور الرأسمالية وها هو الآن يتداعى والآن ينكشف عوره ويظهر شره ويبدو لكل ذي لب ما فيه من المفاسد والأضرار فلم يبق إلا الاقتصاد الإسلامي الذي يعطي الحرية المقيدة في المال ويبيح التصرف فيه بمشروعية وينهى عن الغش والظلم والربا ويرشد لتعاون رأس المال مع الأيدي والعقول النيرة ليتعاون الجميع وتكون نهضة للجميع تعاوناً وتفاهماً وتنهض الزراعة والصناعة ويكثر الخير ويعم .

- وأما أن تكون الأمة تتبع الربا وتنساق وراءه فالربا ممحق للبركة والله قد حكم على الربا بمحق البركة ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) والمحق إما أن يكون عقوبة فيجعل الله المرابي فقيرا ً بعد غناه وذليلا ً بعد عزه وضعيفا ً بعد قوته أو يمحق الله بركته فلا يوفق فيه لعمل صالح " .

- فها هو النظام الرأسمالي قد أطل على العالم برأسه القبيح وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه يحمل بذور فنائه وبات معلوماً لمن بعقله ذرة من إنصاف أن صمام الأمان للمجتمعات العربية والإسلامية بل والعالم أجمع يكمن في إرساء قواعد النظام الإسلامي في الاقتصاد وغيره وهذا ما أدركه أخيراً خبراء المال والاقتصاد في الغرب .
" منقول لعموم الفائدة "