المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سر حذف الياء الأصلية في الأفعال والأسماء في الرسم القرآني



أبو مسلم العرابلي
17/11/2008, 11:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سر حذف الياء في الرسم القرآني (الياء الأصلية)

حذف الياء يفيد الدوام والاستمرار بصفة عامة
الياء تفيد "التحول" كما يظهر استعمالها في لوحة معاني الحروف الهجائية،
وحذفها يفيد إلغاء التحول؛ وإلغاء التحول يفيد دوام الشيء واستمراره.
وقد تبين من جميع المواضع التي حذفت فيها الياء؛
أن حذفها بني على موافقة رسم الكلمة لواقع الاستمرار والدوام الذي دل عليه الحذف.


الياء التي حذفت في الرسم القرآني ستة أنواع؛
النوع الأول : الياء الأصلية.
وهي التي تقع لامًا للكلمة، وتجيء ثالثة، وتكون أصلية؛ مثل: الداعي، الجواري، يؤتي، يغني،
وحكمها أنها تحذف في سبعة أفعال، وثلاثة عشر اسمًا.


الأفعال السبعة التي حذفت فيها الياء

الفعل الأول: يُؤْتِ
في قوله تعالى: (وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(146) النساء.
حذفت ياء يؤتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن عطاء الله تعالى للمؤمنين في الآخرة عطاء دائم، لا ينتهي ولا ينفد.
أما إثباتها في قوله تعالى: (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى(18) الليل.
فلأجل أن المزكي يتزكي إذا ملك المال، ويخرج الزكاة إذا ملك نصاب الزكاة، وتحقق فيه الشروط الشرعية، وإذا لم يكن له مال فلا زكاة عليه، فإخراج الزكاة لا يتصف بالدوام.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَـاـهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(247) البقرة.
فلأجل أن إتيان المُلْك من عطاء الله في الدنيا، وقابل لأن ينزع منه، أو الموت عنه.
أما إثباتها في قوله تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا(269) البقرة؛
فلأجل أن إتيان الحكمة من الأمور التي يصلح الله بها عباده في الدنيا، ولا حاجة لهم بها في الآخرة.
وغير ذلك فهي محذوفة بسبب الجزم؛ مثل: (وَءَاتَـاـكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَـاـلَمِينَ(20) المائدة.


الفعل الثاني: يَأْتِ
في قوله تعالى: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ(104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود.
حذفت ياء يأتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن اليوم الآخر إذا جاء لا يرد ولا ينتهي؛ فمن شقي شقي شقاءً دائماً، ومن سعد سعد سعادة دائمة (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ(105) هود.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّـاـلِمِينَ(258) البقرة.
فلأن الإتيان بالشمس من المشرق يتكرر وينتهي بالمغيب كل يوم، ثم يؤتى بها من المغرب كعلامة كبرى لمجيء الساعة، ونهاية الحياة الدنيا، فلا استمرار لإتيانها من المشرق، ويوم القيامة تكور وينتهي إشراقها.
أما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَواةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَـاـهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ(31) إبراهيم.
فلأجل أن العمل ينقطع في الآخرة؛ (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ)، فجاء التحذير لإقامة الصلاة، والإنفاق في سبيل الله قبل مجيء ذلك اليوم. فلا استمرار للإنسان فيه لكسب ما يدفع الضرر عن نفسه.


الفعل الثالث: يسر
في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ(4) الفجر.
يقسم الله تعالى بالليل إذا ذهب وسار، وأي الليل الذي أقسم الله تعالى به ؟
أهو ليل الأيام؟ أم ليل آخر أيام الدنيا؟
فالليل في أيام الدنيا يذهب ويعود، وأما يوم القيامة فيذهب بلا عودة؛ فلا ليل يأتي على أصحاب الجنة، ولا نوم فيها عن نعيمها، ولا ليل يأتي على أصحاب النار، ولا راحة لهم من عذابها.
والليل الذي المقسم به هو الذاهب من غير عودة، وذلك يوم القيامة، وهذا حدث عظيم، والقسم به هو قسم بنفس يوم القيامة؛ لأنه حدث من أحداث الله العظام، أما ليل الأيام فيتكرر بالذهاب والعودة.


الفعل الرابع: ننج
في قوله تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ(103) يونس
حذفت ياء ننجي الثانية لأن هذا الإنجاء هو من فعل لله، وصفته الدائمة في إنجاء المؤمنين لقوله سبحانه وتعالى: (كذلك حَقًّا عَلَيْنَا) فلم يقيد الإنجاء بحدث أو بالدنيا، فهو يشمل الإنجاء في الآخرة أيضًا.
أما إثباتها في الموضع الأول من الآية فلأجل أن هذا الإنجاء يكون عند إهلاك الله الأمم المكذبة لرسلها.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّـاـلِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا(72) مريم
فلأجل أن هذا الإنجاء يقع في حدث محدود؛ عند المرور على الصراط إلى الجنة.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـاـهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ(88) الأنبياء
فلأجل أن الله تعالى يفعل في إنجاء المؤمنين بإخراجهم مما يحيط بهم من الكرب؛ كما أنجى يونس عليه السلام بإخراجه من بطن الحوت.
وهذا الموضع ليس كالموضع الذي حذفت فيه الياء في الآية الأولى؛ لأنه أطلق القول فيها بالاتصاف بما أوجب على نفسه، ولم يقيده بالحدث. وكانت سبل نجاة الرسل عديدة، وقيده في هذه الآية بربطه بما حدث ليونس عليه السلام.


الفعل الخامس: تغن
في قوله تعالى: (حِكْمَةٌ بَـاـلِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ(5) القمر.
حذفت ياء تغني لأجل أن فيها نفيًا دائمًا لنفع النذر، فهم معرضون عن كل آية تأتيهم؛ ومتبعون أهواءهم بعد مجيء ما يزجرهم، فقد جاء قبلها؛ (وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ(2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ(3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ(4) القمر
وأما حذفها أيضًا في قوله تعالى: (ءَأََتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَـاـعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23) يس.
لأن فيها نفيًا دائمًا لنفع شفاعة ما أشركوا به من آلهة مزعومة.
أما إثباتها في قوله تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَـاـوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَـاـعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى(26) النجم.
فللاستثناء الوارد (إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى)، فلم يكن النفي ساريًا على الجميع.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَـاـوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَـاـتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ(101) يونس.
فلأجل أن طلب النظر إلى آيات السموات والأرض كان عامًا، والمبلغ لهذا الطلب هو النبي صلى الله عليه وسلم، فأغنت من آمن بها، ولم تغن من لم يؤمن بها، ثم تحول من بقي من المبلغين إلى الإيمان بعد الفتح.
وما بقي من مواضع الحذف فبسبب الجزم كما في قوله تعالى: (فَجَعَلْنَـاـهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ (24) يونس.


الفعل السادس: يناد
في قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ(41) ق.
حذفت الياء في نداء المنادي في الآخرة ليقوم الناس أحياء بعد أن كانوا أمواتًا، (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ(42) ق، فكان النداء لحياة لا موت بعدها، واستمرار لا توقف له.
أما إثباتها في قوله تعالى: (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَـاـنِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ(193) آل عمران.
فلأجل أن النداء إلى الإيمان خاص في الحياة الدنيا، ولأن هذا النداء يتوقف عند حصول الاستجابة من المنادى إليه، فأثبتت الياء لانقطاع استمرارية النداء، أو التحول عنه.


الفعل السابع: نبغ
في قوله تعالى: (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى ءاثَارِهِمَا قَصَصًا(64) الكهف
حذفت ياء نبغي في قول موسى عليه السلام؛ لأن فقدان الحوت هو العلامة الموصلة إلى الرجل الصالح؛ لينطلق معه متعلمًا منه مما علمه الله، ولأن لقاء الرجل الصالح ليس هو نهاية البغية؛ بل هو بداية الاستمرار في المصاحبة، فلأجل ذلك كان حذف الياء.
أما إثبات الياء في قول أخوة يوسف؛ (قَالُوا يَـاـأَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَـاـعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا (65) يوسف.
فلأجل أن بغية أخوة يوسف انتهت بالحصول على بضاعة يبادلونها في مصر، فلما وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم؛ قالوا قولهم هذا، وفي التفسير قالوا لأبيهم: ما نبغي منك شيئاً لقد وجدنا بضاعتنا ردت إلينا، وافتقارهم إلى البضاعة بان في تعليل يوسف عليه السلام لردها عليهم؛ (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(62) يوسف.
وكذلك وصفهم لسوء حالهم وبضاعتهم وطلب التصدق عليهم؛ (قَالُوا يَـاـأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَـعَةٍ مُزْجَـاـةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ(88) يوسف.


الفعل الثامن: يقص
في قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَـاـصِلِينَ(57) الأنعام.
ذكر هذا الفعل زيادة عن الأفعال السبعة لوجود قراءة أخرى له؛ وقد حذفت الياء على قراءة من قرأ (يَقْضِ) بدلاً من (يقصُّ)؛ لأن حذفها يجعل الرسم صالحاً للقراءتين معاً ... هذا من جانب، ومن جانب آخر؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقضي بالحق دائمًا، ولهذا المعنى يصلح حذف ياء يقضي أيضاً، ولو لم يقرأ إلا بها.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

أبو مسلم العرابلي
21/11/2008, 03:13 PM
الأسماء الثلاثة عشر التي تحذف فيها الياء

الاسم الأول : المتعال
في قوله تعالى: (عَـاـلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَـاـدَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ(9) الرعد
حذفت الياء في صفة الله "المتعالي" لأنها صفة علو لله تعالى، وهي صفة دائمة لله عز وجل لا تحول عنها.



الاسم الثاني: الداع
في ثلاث مواضع؛
في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186) البقرة.
حذفت ياء (الداعي) في هذا الموضع لاشتمال الاستجابة كل داعٍ، وكل دعاء، ولا تقف عند داعٍ بعينه أو دعوة خاصة لأحد.
أما حذفها في قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ(6) القمر.
وفي قوله تعالى: (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَـاـفِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ(8) القمر.
فلأجل أن الداعي فيهما يدعو إلى جزاء للكافرين دائم لا تحول له.
أما إثباتها في قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا(108) طه.
فلأجل أن الداعي يدعو إلى موقف الحساب، ويقودهم إليه، وليس هذا بموقف دائم، وله زمن محدد ينتهي عنده، وما بعده إما إلى الجنة وإما إلى النار.



الاسم الثالث : صَالِ
في قوله تعالى: (فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَـاـتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ(163) الصافات.
حذفت ياء (صالي) لإفادة الديمومة في دخول النار، ومقاساة حرها وعذابها الذي لا يتوقف ولا ينقطع.



الاسم الرابع : المهتد
في قوله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَـاـتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) الكهف.
وفي قوله تعالى: (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَـاـهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَـاـهُمْ سَعِيرًا(97) الإسراء.
حذفت ياء (المهتدي) في الموضع الأول والثاني لمن ثبتت له الهداية الدائمة، ويقابل من ضل ضلالاً دائمًا لا يجد له وليًا مرشدًا، ومأواه جهنم كلما خبت زادهم سعيرًا.
أما إثباتها في قوله تعالى: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَـاـسِرُونَ(178) الأعراف.
فلبيان أن المهتدي بما أعطاه الله من الآيات والبينات قد يقع في الفتنة والغواية، وينسلخ من آيات الله، ويكون من الضالين، وقد سبق هذه الآية من كان مثالا على ذلك؛ في قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَـاـهُ آَيَـاـتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَـاـنُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) ....(177) الأعراف، فكانت الآية تعقيبًا على من لم يستمر على الهداية، وتحول عنها، فثبتت ياء التحول ولم تحذف.


الاسم الخامس: الباد
في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَـاـهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَـاـكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(25) الحج
الباد في هذه الآية كل من لم يكن من أهل مكة، وبلده خارجها أو بعيدة عنها، وهذا حال لكثير من الناس بصفة دائمة، لذا حذفت ياء البادي، فلن تخلو الأرض يومًا من ساكن فيها خارج مكة، وهم الأكثر والسواد الأعظم إلى يوم القيامة


الاسم السادس : واد
في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَـاـأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَـاـكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَـاـنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ(18) النمل
النمل من الحشرات التي لا تكاد تخلو أرض من نوع من أنواعها التي تتخذ الأودية مساكن لها، وهذا من الأمور الدائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فناسب ذلك حذف الياء، وكذلك إضافة الوادي إلى النمل فصار علمًا دائمًا للنمل.



الاسم السابع : الواد
ذكر الواد في أربع مواضع:
في قوله تعالى: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12) طه.
وفي قوله تعالى: (فَلَمَّا أَتَـاـهَا نُودِي مِنْ شَـاـطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَـاـرَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَـاـمُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَـاـلَمِينَ(30) القصص.
وفي قوله تعالى: (إِذْ نَادَـاـهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(16) النازعات.
وفي قوله تعالى: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ(9) الفجر.
الأودية التي ذكرت في هذه الآيات وآية النمل إنما هي أودية خاصة، والأودية من المواضع الدائمة المستمرة في جغرافية الأرض، والتي تزداد ولا تنقص في معظمها، فحذف ياء الوادي أنسب لها.



الاسم الثامن : كالجواب
في قوله تعالى: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَـاـرِيبَ وَتَمَـاـثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَـاـتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ(13) سبأ
الجفان :القدور، والجواب : الحياض الكبيرة التي يجمع فيها الماء للإبل، أو التي في الجبال يجتمع فيها ماء المطر، وهذه الجوابي جمع جابية من الأشياء التي لا يستغني عنها الناس لما وضعت له، وإن لم يصنعها من الطين والحجارة صنعها من المعادن، وشبهت الجفان بها لبيان ضخامة حجمها، وطول عمرها الذي ناسب حذف الياء منها، ودائمًا المشبه؛ أقصر أحدث عمرًا من المشبه به، والحذف كان في المشبه به.



الاسم التاسع : التلاق
في قوله تعالى: (رَفِيعُ الدَّرَجَـاـتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ (15) غافر
يوم التلاقي هو يوم القيامة، يوم الخلود، يوم يلاقي كل واحد عمله فيه فيخلده؛ إما في الجنة، أو يهوي خالدًا في النار، فحذفت ياء التلاقي ليتعاضد الرسم مع المعنى في بيان خلود ذلك اللقاء بين الإنسان وعمله وفي هذا نذارة عظيمة.



الاسم العاشر : التناد
في قوله تعالى: (وَيـاَـقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ(32) غافر.
حذف الياء في التنادي كحذفها في التلاقي، إذ يوم التنادي هو يوم القيامة؛ فمن نودي لرحمة الله فهو في رحمة دائمة لا يخرج منها، ومن نودي لعذاب الله فهو في عذاب لا يفارقه، لا العذاب ينتهي ولا هو يموت فيفارقه.
أما إذا أريد بيوم التناد يوم ينادي بعضهم بعضًا للتجمع أو الهرب من العذاب يوم وقوعه، وهذا ما يبينه بعدها القول المفسر له؛ (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) غافر، ولا إدبار لأحد يوم البعث. وقد كان منهم التنادي للخروج للحاق ببني إسرائيل، وجاءهم الهلاك بهذا الخروج، ولم يكن لهم عاصم من الله يوم أغرقهم أجمعين.
والتخويف من العذاب الأقرب أولى من التخويف من العذاب الأبعد لقوم لا يؤمنون، وقد خوفهم بما حدث لمن سبقهم؛ (وَقَالَ الَّذِي ءامَنَ يَـاـقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ (31) غافر.



الاسم الحادي عشر : الجوار
في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَـاـتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَـاـمِ(32) الشورى
وفي قوله تعالى: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَـاـمِ(24) الرحمن.
حذفت ياء (الجواري) لأن السفن لا تتوقف في البحر، والذي يمنع حركتها هو تثبيتها بالمرساة، وتظل الأمواج والمد والجزر يحركها باستمرار، ويقوي ذلك استعمال حرف الجر (في) البحر؛ الذي لا يستخدم إلا مع وجود الحركة؛ والجواري هي تسمية للسفن في حال الحركة والجريان، وقد ناسب حذف الياء استمرار السفن في جريها، وسيرها في حاجة الناس، وحاجة الناس دائمًا في ازدياد لها.
أما حذفها في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ(16) التكوير.
فلأجل أن النجوم لا تتوقف في سيرها، وإن غلب ضوء الشمس ضوءها في النهار فتعذر رؤيتها، فناسب الحذف استمرار النجوم في سيرها الذي لا يتوقف.



الاسم الثاني عشر : المناد
في قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ(41) ق.
حذفت الياء في (الفعل ) و (الاسم) معاً لما يترتب على نداء المنادي من إجابة لحياة مستمرة لا مثيل لها، ولا غياب لأحد عنها، ولا انصراف ولا رجوع بعدها؛ إجابة للبعث الدائم والحياة الجديدة التي لانهاية لها، ولا موت يأتي عليها.



الاسم الثالث عشر : هاد
في قوله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(54) الحج.
الهداية في الموضع الأول من الله، والله هو الهادي إلى صراط مستقيم، وهدايته دائمة، فحذفت لذلك الياء.
وأما حذفها في قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَـاـدِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَـاـلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَـاـتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ(53) الروم
فلأجل أن أصل الهداية ليست من الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هي من الله تعالى، وإنما على الرسول الدعوة والبلاغ، وإقامة الحجة عليهم، .
وأما إثباتها في قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَـاـدِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَـاـلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَـاـتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ(81) النمل
فلأجل أن النفي لم يدم في كثير من الناس الذين دعاهم الرسول إلى الهداية، إذ أنهم بعد عدم استماعهم للرسول، وعداوتهم لله ورسوله؛ تحولوا بعد هداية الله لهم إلى جند مدافعين عن الإسلام، ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى قبلها لرسوله: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) وتوكل الرسول على الله في دعوته لهم إلى الإسلام، وترك ما هم عليه من الكفر والشرك؛ واستمراره بالدعوة لهم، ومجاهدتهم؛ جعل الجزيرة كلها تدخل برحمة الله قبل موته صلى الله عليه وسلم في دين الله أفواجا.
والعمي في آية الروم من النوع الذي لا يريد الإبصار، فيعجز عن هديهم، ويموتون على عماهم.
والعمي في آية النمل من النوع الذي لم يعرف النور من قبل، ويؤمل في هديهم مع الاستمرار في دعوته.
بهذا ينتهي النوع الأول في حذف الياء الأصلية في الأفعال والأسماء

أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

ريمه الخاني
21/11/2008, 05:32 PM
اغلب الاحكام استاذنا مبنيه كما اراها على الرسم القراني بوركت وسلمت
تحيتي ونتابع معك

الحاج بونيف
21/11/2008, 10:50 PM
إننا نستمتع بما تكتب ونستفيد فواصل حفظك الله وأيدك وأعانك.
لك منا كل التقدير.

أبو مسلم العرابلي
21/11/2008, 11:37 PM
اغلب الاحكام استاذنا مبنيه كما اراها على الرسم القراني بوركت وسلمت
تحيتي ونتابع معك

شكرًا للأخت ريمة الخاني على هذا المرور الكريم
لقد تعلمت من الرسم القرآني ما لم أكن أعلم
وكشف لي الرسم ونبهني إلى معانٍ كثيرةٍ لا يلتفت إليها
فأحمد الله تعالى على ذلك.
ولك من أخيك كل احترام وتقدير

أبو مسلم العرابلي
21/11/2008, 11:50 PM
إننا نستمتع بما تكتب ونستفيد فواصل حفظك الله وأيدك وأعانك.
لك منا كل التقدير.

بارك الله فيكم أخي الكريم الحاج بونيف
وأشكركم على ملاحظاتكم ومتابعاتكم واهتمامكم
ولكم من أخيكم كل الود والمحبة

م . رفعت زيتون
21/11/2008, 11:52 PM
..
.

كعادتك

تبهرنا بما تقدم

ولا نكاد نغوص في أعماق موضوع

حتى يكون لنا موضعا آخر فيه ما لا نعلم

وما لا يخطر على بال والملفت للإنتباه

أن هناك أفعالا قد حذفت منها الياء

دون جزم ولم نتنبه لها يوم

اسمحي لي كعادني

أحتفظ بها

.
.

أحمد محمد مصطفى
22/11/2008, 03:11 AM
بارك الله فيك على هذه الافادة
نتابع معك فضيلة الشيخ

أبو مسلم العرابلي
22/11/2008, 10:03 AM
..
كعادتك
تبهرنا بما تقدم
ولا نكاد نغوص في أعماق موضوع
حتى يكون لنا موضوعا آخر فيه ما لا نعلم
وما لا يخطر على بال والملفت للإنتباه
أن هناك أفعالا قد حذفت منها الياء
دون جزم ولم نتنبه لها يوم
اسمحي لي كعادتي
أحتفظ بها
.


أخي الحبيب والمرابط على أرض فلسطين العزيزة
يسعدني مروركم واهتمامكم ومتابعتكم
وأرجو أن نكون عند حسن ظنكم
وأن نحسن فيما نقدم لما نرجوه عند الله تعالى من الإحسان
فبارك الله فيكم وفي مروركم
وزادكم الله تعالى من علمه وفضله وإحسانه

أبو مسلم العرابلي
22/11/2008, 10:07 AM
بارك الله فيك على هذه الافادة
نتابع معك فضيلة الشيخ


بارك الله فيكم يا أخي الكريم
وبارك الله لكم في مروركم
وسعدت بأن مشاركتكم هي من أوائل المشاركات
في هذا الصرح الثقافي العظيم
وأحسن الله إليكم بكل فضل

ناجح سلهب
22/11/2008, 10:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الفاضل أبو مسلم العرابلي - حفظك الله -

تقول :
" الياء تفيد "التحول" كما يظهر استعمالها في لوحة معاني الحروف الهجائية،
وحذفها يفيد إلغاء التحول؛ وإلغاء التحول يفيد دوام الشيء واستمراره. "

فهل أوضحت لنا مشكورا مأجورا - بإذن الله- لا مأمورا مجبورا " ما هي لوحة معاني الحروف الهجائية"؟, وما هو المنهج الذي استخدم في استنباطها وعلى أي أصول علمية من علوم العربية تستند؟


تقبل تحياتي

في رعاية الله وحفظه

أبو مسلم العرابلي
22/11/2008, 11:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل أبو مسلم العرابلي - حفظك الله -
تقول :
" الياء تفيد "التحول" كما يظهر استعمالها في لوحة معاني الحروف الهجائية،
وحذفها يفيد إلغاء التحول؛ وإلغاء التحول يفيد دوام الشيء واستمراره. "
فهل أوضحت لنا مشكورا مأجورا - بإذن الله- لا مأمورا مجبورا " ما هي لوحة معاني الحروف الهجائية"؟, وما هو المنهج الذي استخدم في استنباطها وعلى أي أصول علمية من علوم العربية تستند؟
تقبل تحياتي
في رعاية الله وحفظه



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ناجح سلهب
بارك الله فيكم وفي مروركم
تجدون مفاتيح معاني الحروف الهجائية
على الرابط التالي وهو في المواضيع الثابة

ميلاد ثلاثة علوم جديدة (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=31738)

وقد تعهدت بنشر مائة بحث في كل علم

وها أنا أركز على الرسم القرآني أولاً
لأتفرغ لما بعده
والأمر فيه مشقة
ويحتاج إلى زمن ليس بالقصير
فنسأل الله تعالى أن يتمم لنا هذا الأمر ويعيننا عليه
حتى ننجزه على خير ما يقدره الله تعالى لنا
ويكون لنا فيه أجرًا عظيمًا عليه نرجوه عند الله تعالى

ناجح سلهب
22/11/2008, 02:22 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ناجح سلهب
بارك الله فيكم وفي مروركم
تجدون مفاتيح معاني الحروف الهجائية
على الرابط التالي وهو في المواضيع الثابة

ميلاد ثلاثة علوم جديدة (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=31738)

وقد تعهدت بنشر مائة بحث في كل علم

وها أنا أركز على الرسم القرآني أولاً
لأتفرغ لما بعده
والأمر فيه مشقة
ويحتاج إلى زمن ليس بالقصير
فنسأل الله تعالى أن يتمم لنا هذا الأمر ويعيننا عليه
حتى ننجزه على خير ما يقدره الله تعالى لنا
ويكون لنا فيه أجرًا عظيمًا عليه إن شاء الله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الفاضل أبو مسلم العرابلي - لا حرمك الله من الأجر والثواب على جهودك تلك-

هنالك عندي بعض الملاحظات أيها الأستاذ أرجو أن تجد عندك صدرا واسعا منشرحا.

تقول :
" تعريف فقه استعمال الجذور:
هو العلم الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها،
ويحدد الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها. "

وهذا ما نجده عند كثير من علماء العربية الأوائل - رحمهم الله جميعا- فكل له نظر في تلك الظواهر اللسانية حينما شعروا بأن تفرع الإشتقاق وتفرع المعاني يدور على جذر واحد فانتبهوا إلى وجود معاني كلية وعامة ترسم فضاء وفلك تقلبات الجذر الواحد ونجد مثل هذا مثلا لا حصرا عند:

أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري (100هـ - 173 هـ): في معجمه العين

أبو الفتح عثمان بن جني المشهور بـابن جني (322 هـ - 392 هـ) في كتابه " الخصائص", وسماه الاشتقاق الأكبر أما الكثير من المعاصرين فيسمونه الاشتقاق الكبير, وقد أشار ابن جني - رحمه الله- أن أستاذه أبا علي الفارسي ( توفي 377 هـ) قد فطن إلى هذه الروابط.

أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي (329-395 هـ) المشهور بابن فارس, والذي يظهر معرفته وجهده في توضيح تلك الروابط ومعاني الجذور في معجمه "المقاييس".

حتى أن البعض قد أرجع المعاني العامة إلى أصول جذرية ثنائية وأن الحرف الثالث يفصل المعنى وتستطيع أن تراجع في ذلك ( أبحاث ثنائية ألسنية، للأب مرمرجي الدومينيكي، (ثلاث كتب صغيرة), القاهرة,1937 ,1947, 1950م.).

وأنقل لك باب الاشتقاق الأكبر من كتاب الخصائص لابن جني :

باب في الاشتقاق الأكبر

هذا موضع لم يسمه أحد من أصحابنا غير أن أبا علي رحمه الله كان يستعين به ويخلد إليه مع إعواز الاشتقاق الأصغر‏.‏ لكنه مع هذا لم يسمه وإنما كان يعتاده عند الضرورة ويستروج إليه ويتعلل به‏.‏ وإنما هذا التلقيب لنا نحن‏.‏ وستراه فتعلم أنه لقب مستحسن‏.‏ وذلك أن الاشتقاق عندي على ضربين‏:‏ كبير وصغير‏.‏ فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم كأن تأخذ أصلا من الأصول فتتقراه فتجمع بين معانيه وإن اختلفت صيغه ومبانيه‏.‏ وذلك كتركيب ‏"‏ س ل م ‏"‏ فإنك تأخذ منه معنى السلامة في تصرفه نحو سلم ويسلم وسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم‏:‏ اللديغ أطلق عليه تفاؤلا بالسلامة‏.‏

وعلى ذلك بقية الباب إذا تأولته وبقية الأصول غيره كتركيب ‏"‏ ض ر ب ‏"‏ و ‏"‏ ج ل س ‏"‏ و ‏"‏ ز ب ل ‏"‏ على ما في أيدي الناس من ذلك‏.‏ فهذا هو الاشبقاق الأصغر‏.‏ وقد قدم أبو بكر رحمه الله رسالته فيه بما أغنى عن إعادته لأن أبا بكر لم يأل فيه نصحا وإحكاما وصنعة وتأنيسا‏.‏

وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه وإن تباعد شيء من ذلك عنه رد بلطف الصنعة والتأويل إليه كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد‏.‏

وقد كنا قدمنا ذكر طرف من هذا الضرب من الاشتقاق في أول هذا الكتاب عند ذكرنا أصل الكلام والقول وما يجيء من تقليب تراكيبهما نحو ‏"‏ ك ل م ‏"‏ ‏"‏ ك م ل ‏"‏ ‏"‏ م ك ل ‏"‏ ‏"‏ م ل ك ‏"‏ ‏"‏ ل ك م ‏"‏ ‏"‏ ل م ك ‏"‏ وكذلك ‏"‏ ق و ل ‏"‏ ‏"‏ ق ل و ‏"‏ ‏"‏ و ق ل ‏"‏ ‏"‏ و ل ق ‏"‏ ‏"‏ ل ق و ‏"‏ ‏"‏ ل و ق ‏"‏ وهذا أعوص مذهباً وأحزن مضطربا‏.‏ وذلك أنا عقدنا تقاليب الكلام الستة على القوة والشدة وتقاليب القول الستة على الإسراع والخفة‏.‏ وقد مضى ذلك في صدر الكتاب‏.‏ لكن بقي علينا أن نحضر هنا مما يتصل به أحرفا تؤنس بالأول وتشجع منه المتأمل‏.‏

فمن ذلك تقليب ‏"‏ ج ب ر ‏"‏ فهي أين وقعت للقوة والشدة‏.

منها جبرت العظم والفقير إذا قويتهما وشددت منهما والجبر‏:‏ الملك لقوته وتقويته لغيره‏.‏

ومنها رجل مجرب إذا جرسته الأمور ونجذته فقويت منته واشتدت شكيمته‏.‏

ومنه الجراب لأنه يحفظ ما فيه وإذا حفظ الشيء وروعى اشتد وقوى وإذا أغفل وأهمل تساقط ورذى‏.‏

ومنها الأبجر والبجرة وهو القوى السرة‏.‏

ومنه قول علي صلوات الله عليه‏:‏ إلى الله أشكو عجري وبجري تأويله‏:‏ همومي وأحزاني وطريقه أن العجرة كل عقدة في الجسد فإذا كانت في البطن والسرة فهي البجرة والبجرة تأويله أن السرة غلظت ونتأت فاشتد مسها وأمرها‏.‏ وفسر أيضاً قوله‏:‏ عجرى وبجرى أي ما أبدى وأخفى من أحوالي‏.‏

ومنه البرج لقوته في نفسه وقوة ما يليه به وكذلك البرج لنقاء بياض العين وصفاء سوادها هو قوة أمرها وأنه ليس بلون مستضعف ومنها رجبت الرجل إذا عظمته وقويت أمره‏.‏

ومنه رجب لتعظيمهم إياه عن القتال فيه وإذا كرمت النخلة على أهلها فمالت دعموها بالرجبة وهو شيء تسند إليه لتقوى به‏.‏

والراجبة‏:‏ أحد فصوص الأصابع وهي مقوية لها‏.‏

ومنها الرباجي وهو الرجل يفخر بأكثر من فعله قال‏:‏ وتلقاه رباجيا فخورا تأويله أنه يعظم نفسه ويقوي أمره‏.‏

ومن ذلك تراكيب ‏"‏ ق س و ‏"‏ ‏"‏ ق و س ‏"‏ ‏"‏ و ق س ‏"‏ ‏"‏ و س ق ‏"‏ ‏"‏ س و ق ‏"‏ وأهمل ‏"‏ س ق و ‏"‏ وجميع ذلك إلى القوة والاجتماع‏.‏

منها القسوة وهي شدة القلب واجتماعه ألا ترى إلى قوله‏:‏ يا ليت شعري والمنى لا تنفع هل أغدون يوما وأمري مجمع أي قوى مجتمع ومنها القوس لشدتها واجتماع طرفيها‏.‏

ومنها الوقس لابتداء الجرب وذلك لأنه يجمع الجلد ويقحله ومنها الوسق للحمل وذلك لاجتماعه وشدته ومنه استوسق الأمر أي اجتمع ‏"‏ والليل وما وسق ‏"‏ أي جمع ومنها السوق وذلك لأنه استحثاث وجمع للمسوق بعضه مستوسقات لو يجدن سائقا فهذا كقولك‏:‏ مجتمعات لو يجدن جامعا فإن شد شيء من شعب هذه الأصول عن عقده ظاهرا رد بالتأويل إليه وعطف بالملاطفة عليه‏.‏

بل إذا كان هذا قد يعرض في الأصل الواحد حتى يحتاج فيه إلى ما قلناه كان فيما انتشرت أصوله بالتقديم والتأخير أولى باحتمال وأجدر بالتأول له‏.‏

ومن ذلك تقليب ‏"‏ س م ل ‏"‏ ‏"‏ س ل م ‏"‏ ‏"‏ م س ل ‏"‏ ‏"‏ م ل س ‏"‏ ‏"‏ ل م س ‏"‏ ‏"‏ ل س م ‏"‏ والمعنى الجامع لها المشتمل عليها الإصحاب والملاينة‏.‏

ومنها الثوب السمل وهو الخلق‏.‏

وذلك لأنه ليس عليه من الوبر الزئبر ما على الجديد‏.‏

فاليد إذا مرت عليه للمس لم يستوقفها عنه جدة المنسج ولا خشنة الملمس‏.‏

والسمل‏:‏ الماء القليل كأنه شيء قد أخلق وضعف عن قوة المضطرب وجمة المرتكض ولذلك قال‏:‏ حوضا كأن ماءه إذا عسل من آخر الليل رو يزى سمل وقال آخر‏:‏ وراد أسمال المياه السدم في أخريات الغبش المغم ومنها السلامة‏.‏

وذلك أن السليم ليس فيه عيب تقف النفس عليه ولا يعترض عليها به‏.‏

ومنها المسل والمسل والمسيل كله واحد وذلك أن الماء لا يجري إلا في مذهب له وإمام منقاد به ولو صادف حاجزا لاعتاقه فلم يجد متسرباً معه‏.‏

ومنها الأملس والملساء‏.‏

وذلك أنه لا اعتراض على الناظر فيه والمتصفح له‏.‏

ومنها اللمس‏.‏

وذلك أنه إن عارض اليد شيء حائل بينها وبين الملموس لم يصح هناك لمس فإنما هو إهواء باليد نحوه ووصول منها إليه لا حاجز ولا مانع ولا بد مع اللمس من إمرار اليد وتحريكها على الملموس ولو كان هناك حائل لاستوقفت به عنه‏.‏

ومنه الملامسة أو لامستم النساء أي جامعتم وذلك أنه لا بد هناك من حركات واعتمال وهذا واضح‏.‏

فأما ‏"‏ ل س م ‏"‏ فمهمل‏.‏

وعلى أنهم قد قالوا‏:‏ نسمت الريح إذا مرت مراً سهلا ضعيفا والنون أخت اللام وسترى نحو ذلك‏.‏

ومر بنا أيضاً ألسمت الرجل حجته إذا لقنته وألزمته إياها‏.‏

قال‏:‏ لا تلسمن أبا عمران حجته ولا تكونن له عونا على عمرا فهذا من ذلك أي سهلتها وأوضحتها‏.‏

واعلم أنا لا ندعى أن هذا مستمر في جميع اللغة كما لا ندعي للاشتقاق الأصغر أنه في جميع اللغة‏.‏ بل إذا كان ذلك الذي هو في القسمة سدس هذا أو خمسه متعذرا صعبا كان تطبيق هذا وإحاطته أصعب مذهبا وأعز ملتمسا‏. ‏بل لو صح من هذا النحو وهذه الصنعة المادة الواحدة تتقلب على ضروب التقلب كان غريباً معجباً‏.‏ فكيف به وهو يكاد يساوق الاشتقاق الأصغر ويجاريه إلى المدى الأبعد‏.‏ وقد رسمت لك منه رسماً فاحتذه وتقيله تحظ به وتكثر إعظام هذه اللغة الكريمة من أجله‏.‏ نعم وتسترفده في بعض الحاجة إليه فيعينك ويأخذ بيديك ألا ترى أن أبا علي رحمه الله كان يقوى كون لام أثفية فيمن جعلها أفعولة واواً بقولهم‏:‏ جاء يثفه ويقول‏:‏ هذا من الواو لا محالة كيعده‏.‏ فيرجح بذلك الواو على الياء التي ساوقتها في يثفوه ويثفيه‏.‏ أفلا تراه كيف استعان على لام ثفا بفاء وثف‏.‏ وإنما ذلك لأنها مادة واحدة شكلت على صور مختلفة فكأنها لفظة واحدة‏. وقلت مرة للمتنبئ‏:‏ أراك تستعمل في شعرك ذا وتا وذي كثيراً ففكر شيئاً ثم قال‏:‏ إن هذا الشعر لم يعمل كله في وقت واحد‏.‏ فقلت له‏:‏ أجل لكن المادة واحدة‏.‏ فأمسك البتة‏.‏

وكذلك

باب في تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني



هذا غور من العربية لا ينتصف منه ولا يكاد يحاط به‏.‏ وأكثر كلام العرب عليه وإن كان غفلا مسهواً عنه‏.‏

وهو على أضرب‏:‏ منها اقتراب الأصلين الثلاثيين كضياط وضَيْطار ولُوقةٍ وأَلوقةٍ ورخْو ورِخْوَدٍّ ويَنْجُوج وأَلَنْجُوج‏.‏ وقد مضى ذكر ذلك‏.‏

ومنها اقتراب الأصلين ثلاثياً أحدهما ورباعياً صاحبه أو رباعيا أحدهما وخماسياً صاحبه كدمث ودمثر و سبط وسبطر ولؤلؤ ولآل والضبغطى والضبغطرى‏.‏

ومنه قوله‏:‏ قد دَرْدَبَتْ والشيخ دَرْدَبِيس وقد مضى هذا أيضاً‏.‏

ومنها التقديم والتأخير على ما قلنا في الباب الذي قبل هذا في تقليب الأصول نحو ‏"‏ ك ل م ‏"‏ و ‏"‏ ك م ل ‏"‏ و ‏"‏ م ك ل ‏"‏ ونحو ذلك‏.‏ وهذا كله والحروف واحدة غير متجاورة‏.‏

لكن من وراء هذا ضرب غيره وهو أن تتقارب الحروف لتقارب المعاني‏.‏ وهذا باب واسع‏.‏

من ذلك قول الله سبحانه‏:‏ {‏‏أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} أي تزعجهم وتقلقهم‏.‏ فهذا في معنى تهزهم هزا والهمزة أخت الهاء فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين‏.‏ وكأنهم خصوا هذا المعنى بالهمزة لأنها أقوى من الهاء وهذا المعنى أعظم في النفوس من الهز لأنك قد تهز ما لا بال له كالجذع وساق الشجرة ونحو ذلك‏.‏

ومنه العسف والأسف والعين أخت الهمزة كما أن الأسف يعسف النفس وينال منها والهمزة أقوى من العين كما أن أسف النفس أغلظ من التردد بالعسف‏.‏ فقد ترى تصاقب اللفظين لتصاقب المعنيين‏.‏

ومنه القرمة وهي الفقرة تحز على أنف البعير‏.‏

وقريب منه قلمت أظفاري لأن هذا انتقاص للظفر وذلك انتقاص للجلد‏.‏

فالراء أخت اللام والعملان متقاربان‏.‏ وعليه قالوا فيها‏:‏ الجرفة وهي من ‏"‏ ج ر ف ‏"‏ وهي أخت جلفت لقلم إذا أخذت جُلْفته وهذا من ‏"‏ ج ل ف ‏"‏ وقريب منه الجنف وهو الميل وإذا جَلَفت الشيء أو جرفته فقد أملته عما كان عليه وهذا من ‏"‏ ج ن ف ‏"‏‏.‏

ومثله تركيب ‏"‏ ع ل م ‏"‏ في العلامة والعلم‏.‏

وقالوا مع ذلك‏:‏ بيضة عرماء وقطيع أعرم إذا كان فيهما سواد وبياض وإذا وقع ذلك بأن أحد اللونين من صاحبه فكان كل واحد منهما علما ما زلن ينسبن وهنا كل صادقةٍ باتت تباشر عراما غير أزواجِ حتى سَلَكن الشوى منهن في مسكٍ من نسل جوابة الآفاقِ مهداج

ومن ذلك تركيب ‏"‏ ح م س ‏"‏ و ‏"‏ ح ب س ‏"‏ قالوا‏:‏ حبست الشيء وحمس الشر إذا اشتد‏.‏ والتقاؤهما أن الشيئين إذا حبس أحدهما صاحبه تمانعا وتعازا فكان ذلك كالشر يقع بينهما‏.‏

ومنه العَلْب‏:‏ الأثر والعَلْم‏:‏ الشقّ في الشفة العليا‏.‏

فذاك من ‏"‏ ع ل ب ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ع ل م ‏"‏ والباء أخت الميم قال طرفة‏:‏ كأن عُلوب النسع في دأياتها موارد من خلقاء في ظهرٍ قردد ومنه تركيب ‏"‏ ق ر د ‏"‏ و ‏"‏ ق ر ت ‏"‏ قالوا للأرض‏:‏ قَرْدَد وتلك نباك تكون في الأرض فهو من قرد الشيء وتقرد إذا تجمع أنشدنا أبو علي‏:‏

أهوى لها مشقصٌ حشر فشبرقها وكنتُ أدعو قذاها الإثمد القردا

أي أسمي الإثمد القرد أذى لها‏.‏ يعنى عينه وقالوا‏:‏ قرت الدم عليه أي جمد والتاء أخت الدال كما ترى‏.‏

فأما لم خص هذا المعنى بذا الحرف فسنذكره في باب يلي هذا بعون الله تعالى‏.‏

ومن ذلك العلز‏:‏ خفة وطيش وقلق يعرض للإنسان وقالوا العلوص لوجع في الجوف يلتوي له.

ومنه الغَرب‏:‏ الدلو العظيمة وذلك لأنها يغرف من الماء بها فذاك من ‏"‏ غ ر ب ‏"‏ وهذا من ‏"‏ غ ر ف ‏"‏ أنشد أبو زيد‏:‏

كأن عيني وقد بانوني غربان في جدول منجنون

واستعملوا تركيب ‏"‏ ج ب ل ‏"‏ و ‏"‏ ج ب ن ‏"‏ و ‏"‏ ج ب ر ‏"‏ لتقاربها في موضع واحد وهو الالتئام والتماسك‏.‏

منه الجبل لشدته وقوته وجبن إذا استمسك وتقف وتجمع ومنه جبرت العظم ونحوه أي قويته‏.‏

وقد تقع المضارعة في الأصل الواحد بالحرفين نحو قولهم‏:‏ السحيل والصهيل قال‏:‏

كان سحيله في كل فجر على أحساء يمؤود دعاء

وذاك من ‏"‏ س ح ل ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ص ه ل ‏"‏ والصاد أخت السين كما أن الهاء أخت الحاء‏.‏

ونحو منه قولهم سحل في الصوت وزحر والسين أخت الزاي كما أن اللام أخت الراء‏.‏

وقالوا [من مضارعة الأصلين] جلف وجرم فهذا للقشر وهذا للقطع وهما متقاربان معنى متقاربان لفظاً لأن ذاك من ‏"‏ ج ل ف ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ج ر م ‏"‏‏.‏

وقالوا‏:‏ صال يصول كما قالوا‏:‏ سار يسور‏.‏

نعم وتجاوزوا ذلك إلى أن ضارعوا بالأصول الثلاثة‏:‏ الفاء والعين واللام‏.‏

فقالوا‏:‏ عصر الشيء وقالوا‏:‏ أزله إذا حبسه والعصر ضرب من الحبس‏.‏

وذاك من ‏"‏ ع ص ر ‏"‏ وهذا من أزل والعين أخت الهمزة والصاد أخت الزاي والراء أخت اللام‏.‏

وقالوا‏:‏ الأزم‏:‏ المنع والعصب‏:‏ الشد فالمعنيان متقاربان والهمزة أخت العين والزاي أخت الصاد والميم أخت الباء‏.‏

وذاك من أزم وهذا من ‏"‏ ع ص ب ‏"‏‏.‏

وقالوا‏:‏ السلب والصرف وإذا سلب الشيء فقد صرف عن وجهه‏.‏

فذاك من ‏"‏ س ل ب ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ص ر ف ‏"‏ والسين أخت الصاد واللام أخت الراء والباء أخت الفاء‏.‏

وقالوا‏:‏ الغدر كما قالوا الختل والمعنيان متقاربان واللفظان متراسلان فذاك من ‏"‏ غ د ر ‏"‏ وهذا من ‏"‏ خ ت ل ‏"‏ فالغين أخت الخاء والدال أخت التاء والراء أخت اللام‏.‏

وقالوا‏:‏ زأر كما قالوا‏:‏ سعل لتقارب اللفظ والمعنى‏.‏

وقالوا‏:‏ عدن بالمكان كما قالوا‏:‏ تأطر أي أقام وتلبث‏.‏

وقالوا‏:‏ شرب كما قالوا‏:‏ جلف لأن شارب الماء مفن له كالجلف للشيء‏.‏

وقالوا‏:‏ ألته حقه كما قالوا‏:‏ عانده‏.‏

وقالوا‏:‏ الأرفة للحد بين الشيئين كما قالوا‏:‏ علامة‏.‏

وقالوا‏:‏ قفز كما قالوا‏:‏ كبس وذلك أن القافز إذا استقر على الأرض كبسها‏.‏

وقالوا‏:‏ صهل كما قالوا‏:‏ صهل كما قالوا‏:‏ زأر‏.‏

وقالوا‏:‏ الهتر كما قالوا‏:‏ الإدل وكلاهما العجب‏.‏

وقالوا‏:‏ كلف به كما قالوا‏:‏ قرب منه

وقالوا‏:‏ تجعد كما قالوا‏:‏ شحط وذلك أن الشيء إذا تجعد وتقبض عن غيره شحط وبعد عنه ومنه قول الأعشى‏:‏

إذا نزل الحي حل الجَحِيش شقيا غويا مبينا غيورا

وذاك من تركيب ‏"‏ ج ع د ‏"‏ وهذا من تركيب ‏"‏ ش ح ط ‏"‏ فالجيم أخت الشين والعين أخت الحاء والدال أخت الطاء‏.‏

وقالوا‏:‏ السيف والصوب وذلك أن السيف يوصف بأنه يرسب في الضريبة لحدته ومضائه ولذلك قالوا‏:‏ سيف رسوب وهذا هو معنى صاب يصوب إذا انحدر‏.‏

فذاك من ‏"‏ س ي ف ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ص و ب ‏"‏ فالسين أخت الصاد والياء أخت الواو والفاء أخت الباء‏.‏

وقالوا‏:‏ جاع يجوع وشاء يشاء والجائع مريد للطعام لا محالة ولهذا يقول المدعو إلى الطعام إذا لم يجب‏:‏ لا أريد ولست أشتهي ونحو ذلك والإرادة هي المشيئة‏.‏

فذاك من ‏"‏ ج و ع ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ش ي أ ‏"‏ والجيم أخت الشين والواو أخت الياء والعين أخت الهمزة‏.‏

وقالوا‏:‏ فلان حلس بيته إذا لازمه‏.‏ وقالوا‏:‏ أرز إلى الشيء إذا اجتمع نحوه وتقبض إليه ومنه إن الإسلام ليأرز إلى المدينة وقال‏:‏ بآرزة الفقارة لم يخنها قطاف في الركاب ولا خلاء فذاك من ‏"‏ ح ل س ‏"‏ وهذا من ‏"‏ أ ر ز ‏"‏ فالحاء أخت الهمزة واللام أخت الراء والسين أخت الزاي‏.‏

وقالوا‏:‏ أفل كما قالوا‏:‏ غبر لأن أفل‏:‏ غاب والغابر غائب أيضاً‏.‏ فذاك من ‏"‏ أ ف ل ‏"‏ وهذا من ‏"‏ غ ب ر ‏"‏ فالهمزة أخت الغين والفاء أخت الباء واللام أخت الراء‏.‏

وهذا النحو من الصنعة موجود في أكثر الكلام وفرش اللغة و إنما بقي من يثيره ويبحث عن مكنونه بل من إذا أوضح له وكشفت عنده حقيقته طاع طبعه لها فوعاها وتقبلها‏.‏

وهيهات ذلك مطلبا وعز فيهم مذهبا‏!‏ وقد قال أبو بكر‏:‏ من عرف ألف ومن جهل استوحش‏.‏

ونحن نتبع هذا الباب باباً أغرب منه وأدل على حكمة القديم سبحانه وتقدست أسماؤه فتأمله تحظ به بعون الله تعالى‏.‏

ناجح سلهب
22/11/2008, 02:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما عن معاني حروف العربية فقد بحثها عدد من علماء العربية قديما وحديثا ومن المحدثين الأستاذ حسن عباس في كتابه الجميل "خصائص الحروف العربية ومعانيها"1998م , تستطيع تنزيله من الرابط المرفق أدناه

http://www.awu-dam.org/book/98/study98/189-h-a/ind-book98-sd001.htm

ولا شك أن المتبحرين من العلماء أصحاب النظرية الفطرية في الأصل اللساني قد انتبهوا وحاولوا تفسير تلك الظاهرة.

- النظرية الفطرية -تقول: إن أصل "اللغة" فطري، ومما جاء على ألسنة أصحابها أن اللفظة قد اقتبست من الطبيعة بالمحاكاة، وأن الألفاظ بدأت بتقليد الأصوات في الطبيعة، وأن ثمة علاقة ذاتية بين الفكر والكلمة. وهكذا إلى المزيد من التعاريف التي يمكن ضمها تحت لواء المدرسة الواقعية القائلة "اللغة جزء من الواقع الطبيعي" (المرجع السابق ص15).
فممن قال بها من العرب: ابن جني -الفراهيدي وتلميذه سيبويه- ابن سينا- عبّاد ابن سليمان الضيمري الكرملي. محمد فارس الشدياق في كتابه (سهر الليال في القلب والابدال). العلايلي في كتابه (مقدمة اللغة العربية) الأرسوزي في مؤلفاته جميعاً. عبد الحق فاضل في كتابه مغامرات لغوية. وصحيح ما قالوه.
وممن قال بها من الغرب: أفلاطون. القديس أوغسطنوس- القديس غريغوريوس- ديولاند- همبولدت دونيس سكوت- فيكو وكذلك الشعراء الرمزيون كما أسلفنا وغير صحيح ما قالوه.


في رعاية الله وحفظه

أبو مسلم العرابلي
22/11/2008, 10:38 PM
الأخ ناجح سلهب
بارك الله فيك وأحسن الله إليك
ما نقلته شيء جميل
ولم أكن غافلا عنه
وأجزاء الخصائص الثلاثة لابن جني تزين مكتبتي
ولكن ما ذكرته ليس هو فقه استعمال الجذور
والأمثلة التي ذكرتها كثيرة
والرد عليها يحتاج إلى شرح طويل جدًا
ولي فيه كلام كثير ... وله وقته المناسب إن شاء الله تعالى
وكتاب عباس حسن قرأته من قريب
لقد جرت محاولات للتوسع في فقه اللغة
لكن لم تكن منهجًا واضحًا
ولا يعتمد على ركائز ثابتة
وإنما هي ملاحظات وبعض المقارنات ، وقد تكون بين مفردات بين جذور مختلفة
هذه قد تعين على تحديد استعمال الجذر
ولكن يبقى استعمال الجذر مبنيًا على معاني الحروف وما يؤديه اجتماعها، واستعمال العرب لها
وأي بحث للعلاقات بين الجذور يجب أن يسبقه تحديد استعمال الجذور ومعاني الحروف المؤلفة منها
وتركيزي الآن على الرسم القرآني وبيان المعاني الذي قام عليها
قبل أن الانتقال إلى معاني الحروف الهجائية
وفقه استعمال الجذور
وعندها سيظهر هذا العلم بما يتيسر إن شاء الله تعالى من بيان حقيقته واختلاف نتائجه عن تلك المحاولات والملاحظات.
ولكم منا كل شكر وتقدير.. واعتذار عن الدخول في التفاصيل لأجل محدود إن شاء الله تعالى

أحمد الحاج محمود الحياري
24/11/2008, 10:34 PM
أخي الباحث الإسلامي في علوم القرآن واللغة أبو مسلم العرابلي ..

أشكرك على الإنارات ولدي سؤال وجدت نفسي لا أحسن جوابه فيما عرضت من بيان :

في التالي الذي تفضلتم به :

" في قوله تعالى: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ(104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود.
حذفت ياء يأتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن اليوم الآخر إذا جاء لا يرد ولا ينتهي؛ فمن شقي شقي شقاءً دائماً، ومن سعد سعد سعادة دائمة (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ(105) هود.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّـاـلِمِينَ(258) البقرة.
فلأن الإتيان بالشمس من المشرق يتكرر وينتهي بالمغيب كل يوم، ثم يؤتى بها من المغرب كعلامة كبرى لمجيء الساعة، ونهاية الحياة الدنيا، فلا استمرار لإتيانها من المشرق، ويوم القيامة تكور وينتهي إشراقها.
أما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَواةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَـاـهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ(31) إبراهيم.
فلأجل أن العمل ينقطع في الآخرة؛ (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ)، فجاء التحذير لإقامة الصلاة، والإنفاق في سبيل الله قبل مجيء ذلك اليوم. فلا استمرار للإنسان فيه لكسب ما يدفع الضرر عن نفسه.

"

اليوم الآخر:

مرة قلت عن مقطع الآية " يوم يأت " .. لأن اليوم الآخر إذا جاء لا يردولا ينتهي.
ومرة قلت عن مقطع الآية "من قبل أن يأتي يوم " فلأجل أن العمل ينقطع في الآخرة

فما حجة تصريف الفعل مرة لليوم الآخر ومرة إلى العمل ؟ وظاهر الفعلين منصرف إلى اليوم الآخر؟

وجزاك الله خيرا.

أبو مسلم العرابلي
24/11/2008, 11:51 PM
أخي الباحث الإسلامي في علوم القرآن واللغة أبو مسلم العرابلي ..

أشكرك على الإنارات ولدي سؤال وجدت نفسي لا أحسن جوابه فيما عرضت من بيان :

في التالي الذي تفضلتم به :

" في قوله تعالى: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ(104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود.
حذفت ياء يأتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن اليوم الآخر إذا جاء لا يرد ولا ينتهي؛ فمن شقي شقي شقاءً دائماً، ومن سعد سعد سعادة دائمة (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ(105) هود.

أما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَواةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَـاـهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ(31) إبراهيم.
فلأجل أن العمل ينقطع في الآخرة؛ (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ)، فجاء التحذير لإقامة الصلاة، والإنفاق في سبيل الله قبل مجيء ذلك اليوم. فلا استمرار للإنسان فيه لكسب ما يدفع الضرر عن نفسه.

"

اليوم الآخر:

مرة قلت عن مقطع الآية " يوم يأت " .. لأن اليوم الآخر إذا جاء لا يردولا ينتهي.
ومرة قلت عن مقطع الآية "من قبل أن يأتي يوم " فلأجل أن العمل ينقطع في الآخرة

فما حجة تصريف الفعل مرة لليوم الآخر ومرة إلى العمل ؟ وظاهر الفعلين منصرف إلى اليوم الآخر؟

وجزاك الله خيرا.

أخي الكريم أحمد الحياري
بارك الله فيك ولك في مرورك
الشيء قد يحمل أكثر من اسم، ويحمل أكثر من صفة، ويكون فيه أكثر من عمل.
فلو قلنا إن النهار قد طلع
فهو يفيد انتشار الضوء والنهوض للعمل
ويفيد انتهاء الليل وظلمته مع أن الليل لم يصرح باللفظ به.
فهذه مسألة وهذه مسألة

وكذلك اليوم الآخر
إذا جاء لا يرد ولا عودة للدنيا مرة أخرى ولا إلى العودة للأعمال التي كانت في الدنيا
وهذا حقيقة في اليوم الآخر
وله صفة أخرى أنه فيه فوق ذلك؛ الحكم على أعمال الناس ومحاسبتهم عليها؛ فيشقى من يشقى ويسعد من يسعد ... فهذه مسألة أخرى غير الأولى. واليوم هو اليوم.
في الآية التي طلب الله عز وجل فيها؛ إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، جاء إثبات ياء يأتي؛ لأن هذه الأعمال لن يدوم الزمن الذي تقدرون فيه على فعلها، وسيأتي اليوم الآخر ويقطع هذه الأعمال وأنتم يومئذ أشد حاجة للأجر الذي عليها .. ولن يكون هناك بيع ولا خلال كما هو اليوم عندكم في الدنيا.
فقوله تعالى "من قبل أن يأتي" أي احرصوا على العمل قبل أن يأتي هذا اليوم الذي يتحول فيه كل شيء عما كان يعرف قبله؛ فأثبتت ياء التحول لذلك.
فهذه الآية تتحدث أمر أمر خاص
وأما الآية التي حذفت فيها ياء يأتي
فيبين الله تعالى فيها الحكم على العمل، والآية الأولى كانت تتحدث عن نهاية العمل؛ فيشقى بالحكم فيها من يشقى ويسعد من يسعد؛ لذلك يؤخرة رحمة بالعباد لما سيكونون عليه يوم القيامة.
أرجو أن يكون الأمر الآن أكثر وضوحًا.
وجزاك الله بكل خير وأحسن الله إليك

أحمد الحاج محمود الحياري
25/11/2008, 01:05 AM
أستاذي الكريم

لقد وضحت الصورة وأعتذر عن إزعاجك ، جزاك الله خيرا على التبصرة وأسأل الله تعالى أن ألتقيك في الجنة ولو كان مر علينا مليون عام ونحن لم نلتق فيها بسبب بعد المسافات هناك وربما لكثرة الخلق وانشغالك فاكها بنعيم الجنة ، أسأل الله أن يجزبك كل خير وأن يتم علينا برضوانه وبرحمة من الله لنا جميعا أن يجعل الجنة لنا مآبا وثوابا.

أبو مسلم العرابلي
25/11/2008, 08:16 AM
أستاذي الكريم

لقد وضحت الصورة وأعتذر عن إزعاجك ، جزاك الله خيرا على التبصرة وأسأل الله تعالى أن ألتقيك في الجنة ولو كان مر علينا مليون عام ونحن لم نلتق فيها بسبب بعد المسافات هناك وربما لكثرة الخلق وانشغالك فاكها بنعيم الجنة ، أسأل الله أن يجزبك كل خير وأن يتم علينا برضوانه وبرحمة من الله لنا جميعا أن يجعل الجنة لنا مآبا وثوابا.

أخي الكريم أحمد الحاج محمود الحياري
أحسن الله إليكم بكل خير
لقد أبدى سؤالك يا أخي مدى اهتمامك
وهذا أمر لم يزعجي بل أنا سعيد بذلك
فما غمض في أول الأمر عليك قد يغمض على كثير
كما غمض علي من قبل
وهذا يدفعني إلى مراجعة ما كتبته
ولا يخفى الأخ الطيب من طيب أسلوبه
فجزاكم الله بكل خير
وزادكم الله تعالى من علمه وفضله