المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيهما الصادق.. وأيهما الكاذب



احمد عبد الرشيد عبد الباقي
06/12/2008, 01:11 PM
أيهما الصادق.. وأيهما الكاذب أمام الشعب الأميركي.. بوش أم مدير الاستخبارات جورج تينيت؟ يتجدد السؤال بمناسبة ما ورد على لسان الرئيس الأميركي في تبريره لقراره الخطير بشنّ الحرب على العراق، فقد قال أنه تلقى معلومات «خاطئة» من وكالة الاستخبارات المركزية بأن عراق صدام يمتلك أسلحة دمار شامل. قول الرئيس يأتي مناقضاً تماماً لقول مدير استخباراته السابق جورج تينيت بقوله إنه واثق من أنه قدّم إلى الرئيس معلومات صحيحة.. أين الحقيقة؟ ولماذا لم يأمر الرئيس بإحالة مدير الاستخبارات إلى لجنة تحقيق، إذا افترضنا أن بوش صادق في ادعائه بأنه تلقى معلومات خاطئة؟!
سواء كانت الكذبة من صنع وكالة الاستخبارات أم البيت الأبيض، فإن التاريخ المعاصر للإدارات الأميركية المتعاقبة يفيد بأن التلفيق المعلوماتي نهج ثابت لدى مؤسسة السلطة الأميركية، خاصة فيما يتعلق بالقرارات الرئاسية بشنّ عمل حربي خارجي ليس له مبرر مشروع. فتختلق قصة كاذبة لإقناع الشعب الأميركي بمشروعية الحرب. - في منتصف ستينات القرن المنصرم كذب الرئيس ليندون جونسون على الكونغرس لاستصدار قرار بشن الحرب على فيتنام الشمالية. - في منتصف الثمانينات أعلن الرئيس رونالد ريغان كذبة كبرى لتبرير قراره بدخول الولايات المتحدة في حرب ضد النظام اليساري الحاكم في نيكاراغوا. وكان فحوى الرواية التي سردها جونسون على الكونغرس هو أن زوارق حربية فيتنامية أطلقت نيراناً على سفينة حربية أميركية في المياه الدولية وكانت تلك انطلاقة التورط الأميركي في الحرب الفيتنامية التي امتدت لعشر سنوات. - ريغان خاطب الشعب الأميركي مباشرة من مكتبه في البيت الأبيض من خلال بث تلفزيوني حي، واتهم في خطابه قادة السلطة العليا في نيكاراغوا بالتورط في أنشطة سرية منظمة لتصدير المخدرات إلى السوق الأميركية، ما يبرر شن حرب للإطاحة بالنظام النيكاراغوي.
مضمون هذا المنهج المتجدد واضح: يتخذ الرئيس قرار شن الحرب أولاً، ثم بعد ذلك يأتي دور البيت الأبيض والاستخبارات لابتكار رواية ملفقة لتبرير القرار.
بقلم الأستاذ: احمد عمرابي ..
منقول لعموم الفائدة