المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نهدم مصر



حسين راشد
13/12/2008, 05:36 PM
كيف نهدم مصر

بفكر حسين راشد

لا شك أن كل من سيقرأ العنوان سيقول أن أحداً غيري هو كاتب المقال .. و بالطبع فهذا العنوان الاستفزازي لكل محبي المعمورة ,هذه الأرض التي جعلها الله كنانته في الأرض , و جعلها الحصن الحصين لأنبيائه و مرسليه , و قدر لها أن تكون منبر الحضارة على مر العصور , و جعل أبنائها سهام الكنانة خير جند الأرض لما بينهم من ترابط إلى يوم الدين , كل هذا ينفي تماماً هذا العنوان , ولكن .
يترأى للبعض أنه بمجرد أن كتاباته بعض السطور أو تجاوره من شخصيات معروفة عنها أنها وطنية أنه أصبح بذلك مثال للوطنية الذي يجب أن يحتذي به الجميع بل و يفرض عليهم سياساته التي يؤمن بها هو .. ويجب على الجميع أن يكونوا تحت السمع والطاعة . ولنبدأ في النقاط الأساسية ل – كيف نهدم مصر -!!!
فمن أهم العوامل التي تهدم بها الأمم هي ما يحدث الآن على الساحة السياسية والفكرية والشعبية أيضاَ , والكل مسئول بلا استثناء . ألا وهي:-
نزع الانتماء الداخلي لأفراد الشعب و إخراج مكبوتاته و عدوانيته لسياسات خاطئة في وجه البلاد بدلاً من أن يخرجوها في وجه الظلم والطغيان فتحدث الطامة الكبرى ( بلعنه البلاد) و تمني أفراد الشعب أن ينتسبوا لأي بلد غير بلادهم لما لاقوه من تهميش و إذلال في وطنهم الأم .
ثانياً : تهميش دور المثقف الوطني و إظهار المشتتين فكرياً ليكونوا الأداة الفعلية ومعاول الهدم الحقيقية .. وهؤلاء لا يقدمون نصائح بل ينمون الغوغائية حتى لا تسمع أصوات الوطنيين الحق . و تكون الغلبة لحفنة من الجهلاء و الأدعياء و المرتزقة الذين يسوقون البلاد إلى حتفها . تفعيلاً للمثل الصهيوني الذي يقول ( إذا سحب أعمى أعمى مثله فمصيرهم في أول حفرة في طريقهم).
ثالثاً :- إغلاق كل الطرق أمام الشعب وفتح فتحة صغيرة كالنفق الذي لا يدري من على بدايته ما هو آخره حتى يكون المفر الحتمي بين أحضانهم أو بين أيديهم . فيفعلون ما يحلو لهم .
ونقاط كثيرة لا تستوعب مقالة واحدة سرد ها ولكن سنقف على بعض ما قدمت وما يحدث على أرض الواقع .
حين تكون هناك ندوة تحمل أسم ( مستقبل مصر) لا أشعر سوى بروحي تسحبني إلى حيث المكان .. وخاصة إذا كان هذا المكان حزب سياسي ودعوة رسمية لمناقشة وثيقة (مستقبل مصر) المعروفة للجميع , ولن نخوض كثيراً فيها الآن بل سأركز على الحوار الذي دار وطريقة إدارة الفكر في هذه الندوة .خاصة وأني كنت ذاهب فقط لاستمع إلى هذا الفكر الوطني الذي يبحث عن مستقبل أعرق وأعظم دولة في تاريخ البشرية .
وفي جو المحاضرة صعقت أذني إشكالية طرحها المناقش تقول أن هناك ثلاث سيناريوهات تنتظر مصر في الفترة القادمة .. الأولى الاستسلام للحكم الصهيوني وتسليم مصر (لإسرائيل) والثانية – الفوضى أما الثالثة فهي إقامة دولة مدنية .. ولا أعلم هل مصر دولة مهلبية .. وهل العيب في مصر أم في حكام مصر .. لا أدري !!! , بعد أن فرغ المحاضر من محاضرته .. و تداخل البعض بأسئلتهم التي لم تكن أسئلة بل كل يغني على ليلاه .. وجدت أن هناك مساحات فارغة يجب أن تملاً و يجب ألا أكون شيطان أخرس في مثل هذه الحوارات التاريخية -في نظري-
كانت مداخلتي تهتم في المقام الأول والأخير بأن يجب أن يكون هناك وعياً شعبياً .. وأن تعود النخبة لمهامها في إظهار خفايا السياسة للشعب البسيط و إشراكه في الهم الأكبر .. لا أن يستغل البعض حماس الجماهير دون وعي . فيقودهم من يدمرهم بهم .. و أن وثيقة كهذه وهي لا تحمل من الرؤى غير المتعارف عليه و الحيادية في أمور لا حياد بها .. و أنني لاحظت أن لغة الخطاب السياسي واحد في كل المحافل وإن دل هذا فيدل على شيء واحد وهو إما أن السياسيين المتواجدين لا يفقهون شيئاً عن السياسة أو أن الشعب كله سياسي وهذا مستحيل . فالحديث هنا يختلف عن الحديث في السوق أو في الشارع أو في المصنع .. لأن لكل من هذه الشرائح لغته الخاصة التي يتعامل بها .. ويفهمها
وبأسلوب جس نبض المتواجدين ألقى المناقش سؤال وقع على الأسماع كالصاعقة .. فقال اختاروا من بينكم رئيساً لمصر .. فقام أخي صديقي و زميلي الدكتور سامي فرنسيس بترشيحي بحماس .. فيما كنت انتظر الغرض من السؤال أو الاستبيان !! .. ثم قذف السؤال ؟ فجره تفجيراً .. قال من منكم لو أصبح رئيساً سيلغي معاهدة كامب ديفيد ؟ لم يكمل سؤاله حتى وجدت قلبي ومشاعري و فكري يجتمعوا ليلفظوا بضمير المتكلم – أنا- فوجدته يقول وهذا يدل على أنك لست ديمقراطياً .. قلت له ومن قال لك هذا؟ فالديمقراطي الأول بمصر أبرم المعاهدة مع الصهاينة دون استفتاء شعبي ومع هذا فلو استفتيت شعب مصر الآن لوجدت نسبة تخولني مرات ومرات لأنفض هذه المعاهدة عن كاهل مصر .و تبعاتها التي كسرت ظهر مصر وأبعدتها عن دورها الطبيعي الذي فقدته بتلك المعاهدة الغير شرعية .
بالطبع فهنا كان يريد أن يظهرني بمظهر الديكتاتور الوصي على العقول ونسي المناقش والمحاضر أن هناك مبادئ أساسية وواجبات للحاكم له أن يقرر فيها طالما هذا في خدمة بلاده .. على أن يستفتي الشعب أو يسوق بضاعته أما في هذه الحالة خصيصاً فلسان حال الشعب يقول ما أقوله .. ولا تعني هنا السياسة شيئاً سوى الانبطاح .
مع علمي الكامل أن هذه النقطة خاصة لها تبعات قد تكون تدميرية .. و أن هناك عالم متربص بمثل تلك المسألة وأن الصهيونية العالمية تنتظر أن تلتهم مصر بحرب تشنها عليها تحت أي ذريعة من الذرائع كما فعلت بالعراق الشقيق .. ولكني أعلم أيضاً أن مصر وشعبها ومحبيها قادرون على معاركة العالم أجمع .. وأن حرب كهذه يمكن أن تجعل مصر هي الدولة العظمى الجديدة بما تملكه من مقومات جغرافيه و تاريخية و بشرية مؤمنة بدورها الرئيسي في استقرار هذا العالم الذي أفسد استقراره صهاينة لا دين لهم ولا وطن .
و أن كنا قد عنونا المقال - كيف نهدم مصر- .. فإننا نستطيع في نهاية المقال أن نقول أنه يجب ألا ننسى تلك الأسباب وما سيأتي ذكره في مقالات أخرى كي نتجنب هذا الفخ الذي ينصب في الخفاء كي يقع الشعب المصري فيه ليدمر هو بنفسه أغلى ما يحبه ويعتقد تحت بند التمرد الأعمى ..
و إن كنا نختلف من أجل سياسات فليتأكد العالم أننا لن نبيع مصر .. ولن نتخلى عن شبر في أراضيها بصكوك صهيونية أو ننجرف تحت شعارات غوغائية .. لان شخصية مصر هي شخصية البناء الحضاري والإنساني .. ويبقى الوعي هدف أولي يجب الوصول إليه .. ثم تأتي درجات الوعي والتفاعل على سلم الانتماء و الوطنية ..
و للحديث دائما بقية
حسين راشد
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
وأمين لجنة الإعلام
رئيس تحرير جريدة مصر الحرة الإلكترونية
رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني

نورهان عادل
22/12/2008, 08:24 PM
حروفك مقدسة وحكيمة استاذ حسين وكل عام وانت بخير

حسين راشد
24/12/2008, 05:26 AM
الاخت الفاضلة الاستاذة نورهان عادل
أشكرك على هذه المجاملة الرقيقة .. ,اتمنى أن يكون الوعي بالفعل هو ما نقدسه في زمن أصبحت الأفكار (هدامه) و الرؤى ( ظلمة) و الإنتماء ( عمالة)
رحمنا الله وأياكم

أيمن جمعة
24/12/2008, 10:06 PM
أخي الفاضل حسين
- نكأت والله جرحا غائرا في قلوب المصريين بل وكل العرب المخلصين.
- كثيرا ما أشعر أن مؤامرات ضرب نهضة الامة العربية والاسلامية تستهدف أساسا مصر.. فهي قلب هذه الامة.
وعندما تقوى، تقوى الامة كلها.. وعندما تضعف فان الامة كلها تتعرض لمثل ما نحن فيه الان.
ولذا فقد فطن الاعداء الى أن أسهل طريقة للنيل من هذه الامة هي هدم مصر..

- مصر لها أخطاء .. شعبا ونظاما .. والكل -ونحن في مقدمتهم- على علم بها.. ولا أحد ينكرها.
لكن صدقني أخي حسين أن الاشد ايلاما، أن تجد بعض الموتورين -وبعضهم للاسف من بني جلدتك العربية- ينتهز هذه الثغرات ليبث منها أحقاده للسب والنيل من مصر ومكانتها واظهار عقده النفسية تجاه مصر وشعبها.

- مصر الان في مرحلة ضعف لا أحد ينكر ذلك.. ولكن هذه هي سنة الحياة.
فدورات الضعف والقوة معروفة طوال التاريخ لكل الامم العريقة..
وما نشهده الان من هوان، مرحلة ربما سبق وأن مرت بها الامة الاسلامية ابان الحرب الصليبية وهجمة المغول. وسبحان الله فقد خرج النصر في كل مرة من القاهرة.

- مصر تبدو لي كحصان جميل يقود قافلة بأكملها.. ولكن للاسف فإن سائق هذا الحصان رجل غبي.
وبسبب قرارات هذا السائق الغبي تعثر الحصان ووقع في الارض.
وعندها سقطت عربات القافلة .. بدأت الامم تتداعى علينا.. تسرق وتقتل..
وعندما حاول الحصان أن يقف ليواصل مسيرته، وأن ينفض عن نفسه التراب .. فاذا به يجد بدلا من ذلك من يسارع بكيل التراب والطين عليه بل ويدفعه ليظل في كبوته.

مع وافر الشكر

الحاج بونيف
24/12/2008, 10:40 PM
وتبقى مصر دائما في الطليعة، ولن يستطيع المتربصون بها بلوغ أهدافهم الهدامة..
مصر عظيمة بشعبها وتاريخها وحضارتها وهي أم الدنيا شاء الأعداء أم أبوا.. وما يتنكر لها إلا لئيم خسيس..
قادت حروبا وتصدت للدفاع وضربت أروع الأمثلة في الشهامة والبطولة، ودماء أبنائها الزكية لا زالت شاهدة في حروبها ضد الصهاينة دفاعا عن فلسطين ومصر وغيرهما.. مواقفها إبان الثورة الجزائرية معروفة، فهي من كانت تمد الثورة بالسلاح والمال سرا وعلنا..
إن ما تعيشه اليوم مصر وكل البلاد العربية هو انتكاسة حقيقة، بسبب ابتلائنا بحكام مهزومين، لم يكونوا في مستوى شعوبهم .. أو أننا شعوب رضيت بالذل والهوان فسلط الله علينا حكاما ظالمين.
الحل في توعية الشعوب بمسؤولياتها الوطنية التي يجب أن تتحملها كاملة، ولن يكون ذلك سوى بالديمقراطية التي يجب أن تسود..
لا نريدها ديمقراطية كالتي جاء بها بوش المجرم للعراق، ولكن الشعب هو الذي يجب أن يختارها بخروجه للشارع معبرا عن رفضه لهؤلاء الذين التصقوا بالكراسي.
لا بد من خروج الشعوب العربية للشوارع لرفض الذين بقوا في الحكم أكثر من 10 سنوات.
تحيتي الخالصة.

حسين راشد
25/12/2008, 12:48 AM
أخي الفاضل الأستاذ أيمن جمعة
أشكرك شكراً عميقاً على هذه المداخلة القيمة .. وهذه الرؤى الصديقة التي تنم عن وعي أصيل .
لا شك أننا في مرحلة من أهم مراحل النهضة الحقيقية .. وهذه النهضة يجب علينا أن نرى أنفسنا بها جيداً وأن نحدد فيها من هو المفسد ومن المصلح حتى لا يختلط الحابل بالنابل
ولا شك أن مصر تاريخياً و عقائدياً هي حصن العرب والعروبة ولا أجامل حين أقول أنها حصن العالم أجمع بما حباها الله من موقع قلب العالم
لهذا كله فأنا مؤمن أننا اليوم على باب نهضة جديدة .. و إفاقة أتمنى أن تكون في الاتجاه السليم فكلما خرج الفأر من جحره كلما سهل على القط اصطياده
وها هم الاعداء يخرجون من جحر الصداقة معلنين عدائهم .. ونحن ننظر إليهم دون تحرك ..
علينا أن نتحرك بوعي .. و بخطة طويلة المدى .. فالتاريخ قد تصنعه لحظة ولكن اللحظة يجب أن تسبقها أيام وشهور وسنوات ..
دمت أخ كريم وأشكرك على التفاعل البناء
مع خالص تقديري

حسين راشد
25/12/2008, 01:03 AM
أخي العزيز الاستاذ الحاج بونيف
المحترم
صدقت أخي وصدقت رؤيتك في أن الحل في الوعي
و لا ديمقراطية في الوعي .. لأن الوعي يذهب إلى فاقدي الوعي .. فهل تنتظر أن يكون بين الجاهل والعالم سجال .. و إذا كانت الديمقراطية تعني حكم الاغلبية ألا يدل هذا على أن هذه الاغلبية الجاهلة هي التي يجب أن تحكم .. و تدار البلاد بنفس الهمجية والجهل الذي يدار به الآن ؟
إن الوعي وهو مقابل الغيبوبة يعني أن نتحمل نحن هذه المبادرة لتوعية الشعب العربي بمخاطر هذا الوهن .. فعلى الكتاب والمفكرين والعلماء واجب يجب أن يؤدى وإلا فلا يستحقوا هذه المكانة . و يكونوا كالحمار الذي يحمل اسفاراً ..
يجب ألا ينتظر المثقف العربي أن تدعمه حكومة هي في الاساس ليس لها حكم على نفسها بل محكومة بالهيمنة الصهيونية ..
يجب على المثقف العربي ان يحمل اللواء و يتوغل داخل العقول المغيبة لينيرها و ينزع (ثقافة الاستسلام الحقيرة) التي يحاولون تثبيتها في العقول البسيطة تحت شعارات السلام و الاخوة و العدالة الاجتماعية وهذه الشعارات التي تكتب ولا يعمل بها
نحن في حاجة لثورة فكرية أدبية خالصة لوجه الله
وبارك الله فيك و في جميع محبي المحروسة التي إن كانت كذلك لأن لها في قلوب العرب (الأصل) مكانة بها تحرس وبها ستعود لمكانتها الطبيعية كأم للعرب و حصنها الحصين
مع خالص تقديري