المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معبد بن عزرا



عمرو زكريا خليل
23/12/2008, 05:47 PM
معبد بن عزرا هو أحد المعابد اليهودية المصرية ،، و يقع في منطقة الفسطاط ( حي مصر القديمة ) و يعد واحد من أكبرها و أهمها ، و خصوصا مع تولي الحكومة المصرية له بالرعاية و ترميمه ، و تحويلة لأثر و مزار سياحي ، و نظرا لاحتواء مكتبته على نفائس الكتب و الدوريات اليهودية التي تؤرخ لوجود هذه الطائفة في مصر ،

المعبد في الأساس كان كنيسة تسمى "كنيسة الشماعين" و قد باعتها الكنيسة الأرثوذكسية للطائفة اليهودية ، عندما مرت بضائقة مالية نتيجة لزيادة الضرائب التي فرضت عليها وقتها ، و سمي المعبد بهذا الإسم نسبة إلى ""عزرا الكاتب " أحد أجلاء أحبار اليهود ، و يسمى أحيانا بمعبد الفلسطينيين ، أو معبد الشوام. و يعرفه الباحثون و اليهود المحدثين بمعبد الجنيزا نسبة إلى مجموعة وثائق الجنيزا الشهيرة التي وجدت به عام ١٨٩٠.

يعد المعبد هو أقدم معابد القاهرة التي لا تزال باقية ، و تروي قصص يهودية أن موسى عليه السلام كان قد اختار موضعا للصلاة بجوار النيل فيما عرف بعد ذلك بالفسطاط ، و لكن وفقا للمقريزي فإن معبد الشوام كان في الأصل كنيسة مسيحية ، و بيعت في وقت ما لليهود ، و الاستناد لذلك يعود إلى أخبار رويت عن كنيسة باسم القديس ميخائيل في نفس البقعة ، و لا أثر لها اليوم ، و تشير المصادر إلى أنهها بيعت في عام ٨٨٢ م لليهود في سبيل جمع مبلغ ما من المال ، كان قد فرضه أحمد بن طولون على المسيحيين. و قد دفع فيه "ابراهام بن عزرا" النازح من فلسطين وقتها مبلغ ٢٠.٠٠٠ دينار. و مؤرخ أن المعبد كان قد هدمه الحاكم بأمر الله عن آخره ، و أعيد بناؤه مرة أخرى ، و ساءت حالة المبنى كثيرا حتي قررت الطائفة هدمه تماما و بناؤه من جديد عام ١٨٩٠. و ساءت أحواله مرة أخرى مع أفول نجم الطائفة اليهودية بالقاهرة ، إلى أن جددته الحكومة المصرية بالاشتراك مع المركز الكندي للعمارة عام ١٩٩١ ، و تحول إلى مزار سياحي معروف.

يروي اليهود أن هذه البقعة هي مكان كان موسى عليه السلام قد استخدمه للصلاة بعد أن أصاب البلاد الطاعون وفقا للقصة المعروفة. ، و تروي قصص أخرى أن النبي إيليا (إلياهو) كان قد تجلى للمصلين هناك أكثر من مرة ، و أن المعبد يحوي رفات النبي أرميا ، فضلا عن قصة مخطوطة التوراة القديمة التي كانت فيه و التي قام بنسخها عزرا الكاتب ، و يقال أن هذه النسخة هي التي تم بها ضبط و تنقيح نسخ التوراة الحالية. و قد استخدمت المعبد على مر التاريخ غالبية طوائف اليهود في مصر ، فاستخدمه اليهود العراقيين ، و البهود الشاميين ، و الأشكناز ، و السفرديم ، و انتهى به الحال كمعبد لليهود الربانيين العرب الذين يتحدثون العربية كلغتهم الأصلية.

[الجنيزا]] هي مجموعة الورق و الوثائق التي لا يجوز إبادتها أو إهمالها وفقا للديانة اليهودية ، و خصوصا إذا ضمت اسم الله بين ثناياها، و إنما يتم تخزينها في غرفة معزولة في الكنيس أو المعبد لأجيال ، و اشتقت من هذه الكلمة كلمة جنازة بالعربية ، أي الدفن أو الدفينة. لأنه يجب بهد كل مدة جمع هذه الوثائق و دفنها في المقابر. و قد عثر في هذا المعبد على مجموعة من الوثائق غاية في الندرة و التي يمكن منها تأريخ أوضاع اليهود المعيشية لقرون طويلة ، و أحوال مجتمعهم ككل. و تقسم لمصدرين : مصادر وثائقية ، و مصادر أدبية. و تم إخراج الوثائق من مصر ، و انتشرت في متاحف العالم.

المعبد مكون من طابقين شأن عدد كبير من المعابد و المحافل اليهودية ، الأول يستخدم للمصلين من الرجال و الثالني لصلاة السيدات ، و المعبد يستقبل القدس ( مثل القبلة في المساجد) ، و يحوي صفين من الأعمدة الرخامية ذات التيجان البديعة ، و ينقسم إلى ٣ أقسام ، أكبرهم هو الأوسط الذي تعلوه (شخشيخة) أو فتحة الإنارة و التهوية و في وسطه منصة الوعظ و حولها مقاعد المصلين، و الهيكل في الجانب الشرقي ، و يحوي تابوت العهد و لفائف التوراة. و لا زال هناك إقبال كبير على زيارة المعبد من مختلف سياح العالم ، على اختلاف دياناتهم و اتجاهاتهم ، لما له من قيمة جمالية ، و تاريخية.

http://www.marefa.org/index.php/%D9%85%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%B2 %D8%B1%D8%A7