المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «وَدَاعًا لِضِحْكَةٍ تهبُّ كَحَرِيقْ!»



عزُ الدينْ جوهري
02/01/2009, 10:16 PM
«وَدَاعًا لِضِحْكَةٍ تهبُّ كَحَرِيقْ!»
إلى/ حريق عمري الواسع كالمدى
فقط أصواتٌ تغسلني وأغسلهَا
ورموش لصباح كئيب
وأمواجٌ خجلى من عَرَقِ الكلام
خذ الوقت بعيداً
شعلة الحنين انطفأت
ماعاد للهدير معنى
ولا للمطر ضجيجه العارم
سنوات تأتي وأخرى تغيب
أصوات تحضر
ثم تتلاشى في الصقيع
غير حليب أنثى يأتي ولا يغيب
سهوا أبحث عن مدني التائهة تحت المدى
وسهوا أمشط وجهي في الطرقات
فقط أبواب موصدة وأخرى للنُّباح
لا وقت للتحية
ولا وقت لعبور يقتحم الناي
ويعزف أنشودة الحب العارم
لا حمامات تتلو نشيدي الجارف
لا وجه يريني المدى
غير عمى يدخلني في الليل
ويزفُّ النبض تيها
إلى أرض الغياب
سهواً أسقط في الفجر
وسهواً أدخل ممراتك العذبة
للدم رائحة مرة
وللصوت ضجيج صامت
واليد التي تطوقني
تذكي رائحة عفن من غياب
يا بحر خذ أمواجك بعيداً
والقها في الضفاف
لا صديق يصدق الوعد
ولا خريف امرأة
يتحول في لحظة
إلى طفل يسكن براءة الأيام
لا مدينة تهبني عطرها
وتزجُّني عنوةً في دمها
غير أمكنة تهرب من نفسها
تتدثر بمدن أخرى
لتهب ولادات عسيرة
الكل يهرب إلى الكل
والناس يرسمون التحية عبثا
والأضواء تزيد من العتمة قليلا
وتفتح آفاقا نحو الخراب
لا وقت للوقت
ولا يد تمتد نحوي لتهبني
الوقت..المدن..الأمنيات
فوداعا لضحكة تهب كحريق
وداعا لثغر لا يلدغ ثغراً آخر إلاَّ تيها
وداعا لنبض لا يحرض الدم على اللهيب
وداعا لامرأةٍ نتنة كرخام
وداعا لوجهها مرُّ ومالح!
هنيئا لأنفاسي على الطاغوت
هنيئا لجلاّليات يحضرن دائما
ليدهشنني بالغياب
هنيئا لها
تتلاشى في نبضي
وتهديني حريق عمر واسع كالمدى!