المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطع ووصل: منْ مَا



أبو مسلم العرابلي
04/01/2009, 09:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة الثانية: قطع من ماقطعت "من ما" في ثلاث مواضع، ووصلت في (122) موضعًا، ولبيان سبب القطع نقارن مواضع القطع بالمواضع المثيلة لها في الوصل:
الموضع الأول :في قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَـاـتِ الْمُؤْمِنَـاـتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـاـنُكُمْ مِنْ فَتَيَـاـتِكُمْ الْمُؤْمِنَـاـتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَـاـنِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَءاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (25) النساء.
يبين الله تعالى لمن لم يستطع أن ينكح المحصنات المؤمنان، أن ينكح مما ملكت الأيمان، ولكن مما ملكت يمين غيره، وليس مما ملكت يمينه هو، فهي مقطوعة عنه؛ ولأن وضع ملك اليمين هو كوضع الزوجة، ولو كانت متصلة به لما كان الخطاب موجهًا له، لذلك قطعت في الرسم كما هي مقطوعة عنه في الواقع.
أما وصلها في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَـاـبَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَـاـنُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَءاتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي ءاتَـاـكُمْ (33) النور
فهذا مما ملكت يمين المخاطب في هذه الآية من الفتيان وليست من الفتيات، وأراد أن يكاتب مولاه على التحرر من العبودية؛ فوصلت لما كان هذا مما ملكت يمينه هو، وملك يمينه موصول به. فجاء الرسم موافقًا للحال الذي عليه ملك اليمين مع المخاطبين بشأنه.
الموضع الثاني: في قوله تعالى: (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـاـنُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَـاـكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَـاـتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ(28) الروم
فهذا سؤال: هل يوجد مُلك يمين شريكاً لمالكه في ملكه؟
فكيف يكون شريكًا له وهو مُلك لصاحبه؟!
فهل يقبل مالك أن يكون مُلك يمينه شريكًا له؟
لذلك قطعت في هذا الموضع لعدم وجود مالك يقبل ذلك.
فكيف يكون لله شريكًا له من عبيده إذا كان البشر لا يقبل شراكة عبيدهم لهم؟!
فقطعت لذلك في الرسم كما هي مقطوعة في الواقع.
الموضع الثالث: في قوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَـاـكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّـاـلِحِينَ(10) المنافقون.
يطلب سبحانه وتعالى في هذه الآية من عباده الإنفاق مما رزقهم الله قبل مجيء الموت، فيندم على عدم إنفاقه، فيطلب تأخير أجله لكي يتصدق من المال الذي تركه خلفه، وانفصل عنه بالموت ... وهيهات أن يؤخر الأجل له؛ (إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) نوح،
فجاءت "من ما" في هذه الآية مفصولة؛ لأن طلب الإنفاق كان من المال الزائد عن الحاجة، المفصول عنه بالموت، والباقي بعده لمن لا يدري في أي باب خير أو شر ينفق.
أمّا اتصالها في قوله تعالى: (فَلْيُنفِقْ مِمَّا ءاتَـاـهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا ءاتَـاـهَا (7) الطلاق
وقوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ(7) الحديد،
وقوله تعالى: (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَـاـهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً (29) فاطر
وغير ذلك من المواضع فكلها فيها طلب الإنفاق من المال الذي بين أيدينا، ومتصل بنا، غير مقطوع عنا، ولم يربط بذكر الموت؛ فجاء الرسم فيها متصلاً لاتصال المال المنفق منه بمالكيه.

طلال الدبعي
08/01/2010, 01:59 PM
شيخنا الغالي الفاضل أبو مسلم

الله يحفظك

الله ينور بصيرتك

الله يطول عمرك وينفع بك

الله يديم عليك نعمته ويدفع عنك نقمته

أحببتك في الله يا سيدي ، ومدين لك بعلم كنت أجهله ويجهله الكثيرون

نور الله دربك وأحاطك بعنايته ورعايته وسدد خطاك وجعل ما تقدمه لنا في ميزان حسناتك يوم العرض عليه

مصطفى توفيق ابراهيم
08/01/2010, 02:13 PM
ماشاء الله تبارك الله فيما رزقك من نعمة تُحسدُ عليها يا شيخنا الفاضل

لقد أعجبني توضيحك واسهابك فيما تطرقت اليه فألف شكر للإفادة

أبو مسلم العرابلي
08/01/2010, 02:29 PM
شيخنا الغالي الفاضل أبو مسلم
الله يحفظك
الله ينور بصيرتك
الله يطول عمرك وينفع بك
الله يديم عليك نعمته ويدفع عنك نقمته
أحببتك في الله يا سيدي ، ومدين لك بعلم كنت أجهله ويجهله الكثيرون
نور الله دربك وأحاطك بعنايته ورعايته وسدد خطاك وجعل ما تقدمه لنا في ميزان حسناتك يوم العرض عليه
بارك الله فيكم ولكم يا أخي الكريم طلال الدبعي
وأحسن الله إليكم وزادكم الله من فضله وعلمه.
وتقبل الله تعالى دعواكم وآتاكم، مثلها وخير منها.
ولقد نشرت 116 بحثًا في مسائل الرسم القرآني وفاء بالوعد الذي قطعناه على أنفسنا؛ بأن ننشر مائة بحث على الأقل في كل علم من العلوم الثلاثة التي نشرتها في " ميلاد ثلاثة علوم جديدة (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=31738)"
وجزاكم الله بكل خير على محبتكم لكتاب الله تعالى، وأحبكم الله الذي أحببتي فيه .

أبو مسلم العرابلي
08/01/2010, 02:38 PM
ماشاء الله تبارك الله فيما رزقك من نعمة تُحسدُ عليها يا شيخنا الفاضل
لقد أعجبني توضيحك واسهابك فيما تطرقت اليه فألف شكر للإفادة
بارك الله فيكم يا أخي الكريم مصطفى إبراهيم
وزادكم الله من فضله وعلمه
ونفعنا الله تعالى وإياكم بما نقرأ ونكتب

الحاج بونيف
17/12/2010, 10:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
ومضات مشرقة، نوّر الله علينا وعليكم، وزادنا وإياكم من علمه.
وفقكم الله أستاذنا أبا مسلم.

أبو مسلم العرابلي
21/04/2011, 03:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
ومضات مشرقة، نوّر الله علينا وعليكم، وزادنا وإياكم من علمه.
وفقكم الله أستاذنا أبا مسلم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أرحب بطلعتكم المباركة على الموضوع
والتي جاءت في هذه الظروف التي تعصف بالأمة
وأشغلت كل الناس وأشغلتنا عن الكتابة
فبارك الله فيكم وجزاكم الله بكل خير وزادكم الله من علمه وفضله

فريد التميمي
04/05/2014, 09:44 AM
جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم
كل الاحترام لأهل القران وعلومه

كرم زعرور
21/07/2014, 09:49 PM
.. بارك الله بك أستاذنا الجليل ابو مسلم العرابلي ،

جعله الله في ميزان حسناتك .