محمد سيف الدين-طالب ترجمة
08/01/2009, 04:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد/
فهذه بعض تعليقات على ترجمة الأخ الأستاذ القدير/ عبد الودود العمراني لكتاب القضية المشتركة لفيليب آغران. لك شك أن الأخ عبد الودود قد بذل الكثير من الجهد في سبيل إخراجها على ما هي عليه. ولكن قلما يخلو جهد بشري من عثرة أو بعضها. وإني إذ أورد ملاحظاتي هذه فلعله أن يستدرك ما قد يتفق عليه منها في طبعة لاحقة ولعلها أن تكون خطوة لمزيد من التصحيح أو التنقيح لهذا العمل. داعياً له كذلك بمزيد التوفيق والنجاح. ولعله أن يعذرني إن التمس في بعض جهدي الخطاً وما توفيقنا إلا بالله..
على بركة الله..
( ملاحظة: هذه الملاحظات – وهي ليست كثيرة- ليست على كامل الترجمة بل على جزء منها كنت بدءته ولمّا أكمل قراءة الكتاب بعد، حتى ص 12 في النص العربي، وحتى ص 22 في النص الفرنسي).
الملاحظة الأولى:
عنوان الكتاب بالفرنسية
cause commune
l’information entre bien commun et propriété
كانت ترجمته كالتالي:
القضية المشتركة
المعلومة بين الملكية المشاعية والملكية الخاصة
كما جاء في مطلع الفصل الأول :
النص الفرنسي:
Deux mondes en un
« commun : qui appartient à tous ; à quoi tous en droit ou part »
الترجمة:
عالمان في واحد
"مشاع: ما هو ملك للجميع؛ ما للجميع حق أو قسط فيه"
التعليق هنا على ترجمة كلمة commun:
فقد ترجمت تارة بـ: مشترك، وتارة بـ: مشاع، وتارة أخرى بـ: مشاعي.
1. العنوان: القضية المشتركة.
2. تابع العنوان: الملكية المشاعية.
3. مطلع الفصل الأول: مشاع: ما هو... .
ترجم العنوان بـ : القضية المشتركة، بينما ترجمت كلمة commun تحتها مباشرة بـ: مشاعية، وعرفت في بدء الفصل الأول بـ: مشاع.
فلماذا لا تكون ترجمة العنوان : القضية المشاعية، أو المشاعة، بدلاً من المشتركة وهي ترجمة قد تبناها المترجم في الأصل؟
أو لماذا لا تكون الترجمتان الأخريتان: الملكية المشتركة، ومشترك، بدلاً من مشاعية ومشاع، وهي قد تبناها المترجم أصلاً كما هو واضح في ترجمة العنوان؟
فأيها أصح إذن: مشاع أو مشاعي، أم مشترك؟
للوقوف على ذلك أنقلكم معي إلى المعني الوارد لكل في معجم مختار الصحاح للرازي، والطبعة التي بين يدي هي الطبعة الصادرة عام 2005 من دار الكتاب العربي ببيروت، تحقيق أحمد إبراهيم زهوة:
الوارد في معنى مشاع: ص 178، باب الشين، مادة: ش ي ع:
ش ي ع- (شَاعَ) الخبر يشيع (شَيْعوعَةً) ذاع. وسهم (مُشاعٌ) و(شائِعٌ) أي غير مقسوم. و(أَشَاعَ) الخبر أذاعه. و(شَيًّعَهُ) عند رحيله (تَشْييعاً). و(شِيعَةً) الرَّجُلِ أتباعه وأنصاره. و(تَشَيَّعَ) الرجُلُ اْدَّعَى دَعْوَى (الشِّيعةِ). وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعضٍ فهم (شِيَعٌ). وقوله تعالى:" كما فُعٍلَ بأَشْيَاعِهِم من قبلُ" أي بأمثالهم من الشِّيَعِ الماضية.
أما المعنى الوارد في كلمة مشترك: ص170، باب الشين أيضاً، مادة ش ر ك فهو كما يلي:
ش ر ك- جمعُ (الشَّرِيكِ شُرَكاءُ) و(أَشْرَاكُ) مثل شَرِيفٍ وشُرَفَاءَ وأَشْرَافٍ. والمرأةُ (شريكةٌ) والنساء (شَرَائِكَ). و(شَارَكَهُ) صار شريكه. و(اْشْتَرَكا) في كذا و(تَشَاركَا). و (شَرِكَهُ) في البيع والميراثِ يَشْرَكُهً مثلُ عَلِمَهُ يَعْلَمُهُ (شَرِكَةً) والاسم (الشِّرْكُ) وجمعه أَشْرَاكٌ كَشِبْرٍ وأَشبارٍ. و(الشِّرْكُ) أيضاً الكُفْرُ و (أشرك) بالله فهو (مُشرك). وقوله تعالى:" وأَشْرِكْهُ في أمري" أي اجعله شريكي فيه. و(أَشْرَكَ) نَعْلَهُ و (شَرَّكَها تَشْرِيكاً) أي جعل لها (شِرَاكاَ). و(الشَّرَكُ) بفتحتينِ حبالة الصائِدِ الواحدةُ (شَرَكَةٌ).
في التعريفين السابقين نجد مشاع – وليس مشاعي(وهي الصفة من شاع) في مادة ش ي ع ، ومعنى مشترك في مادة ش ر ك.
في مادة ش ر ك: نجد معى الاشتراك واضحا من غير لبس.
أما مادة ش ي ع: فمشاع فيها اشتراك وفرقة معاً.
فالذين تشايعو فقد أصبحو شيعة أي جماعة واحدة ينصر بعضها بعضاً، ولكنهم افترقو عن غيرهم حيث غيرهم غير داخل في شيعتهم أي جماعتهم. فتجد شيعة هاهنا وشيعة هناك، هذه تؤيد مذهبا وتلك تؤيد آخر. كأنك تقول حزبا هاهنا وحزباً هناك. فالتحزب (وإن كان اجتماع لأعضاء) فهو في الأصل افتراق، فهم افترقو عن الباقين بانضماهم لحزب ليس الآخرون جزءاً منه. كما يقول تعالى في كتابه العزيز:"إن الذين فرقو دينهم وكانو شيعاً لست منهم في شيء" الآية 159 من سورة الأنعام، وفي آية أخرى:" مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " الآية 32 من سورة الروم.
فالشيع كما واضح مفترقون وليسو جماعة بل جماعات، وليسو مشتركين بل مختلفين وإلا لكانو شيئاً واحدا وهم ليسو كذلك.
والمشاع أيضاً كما في القاموس أعلاه، غير مقسوم، بينما المشترك إنما هو قسمة بين الشركاء لكل شريك جزء أو قسم منه كما جاء في تعريف الكلمة في مطلع الجزء الأول من الكتاب.
وعليه فالصحيح، وليس الأصح، هو استخدام مشترك أو مشتركة لترجمة الكلمة الفرنسية commun أو commune، تذكيراً وتأنيثاً. ولعله لو قال اشتراكية لكان أقرب لولا ما في هذه الكلمة من إشارة إلى الكلمة التي تعني مذهباً بعينة أو فئة بعينها. ولا ننسى أن المستخدم في مقابل الملكية الخاصة هو تعبير الملكية العامة.
إذا فترجمة الجزء الأول من العنوان بـ: القضية المشتركة، إنما هي ترجمة موفقة. وما ترجم بمشاع ومشاعية فأرى أن المترجم قد اجتهد في ذلك ولم يصب وله أجر إن شاء الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد/
فهذه بعض تعليقات على ترجمة الأخ الأستاذ القدير/ عبد الودود العمراني لكتاب القضية المشتركة لفيليب آغران. لك شك أن الأخ عبد الودود قد بذل الكثير من الجهد في سبيل إخراجها على ما هي عليه. ولكن قلما يخلو جهد بشري من عثرة أو بعضها. وإني إذ أورد ملاحظاتي هذه فلعله أن يستدرك ما قد يتفق عليه منها في طبعة لاحقة ولعلها أن تكون خطوة لمزيد من التصحيح أو التنقيح لهذا العمل. داعياً له كذلك بمزيد التوفيق والنجاح. ولعله أن يعذرني إن التمس في بعض جهدي الخطاً وما توفيقنا إلا بالله..
على بركة الله..
( ملاحظة: هذه الملاحظات – وهي ليست كثيرة- ليست على كامل الترجمة بل على جزء منها كنت بدءته ولمّا أكمل قراءة الكتاب بعد، حتى ص 12 في النص العربي، وحتى ص 22 في النص الفرنسي).
الملاحظة الأولى:
عنوان الكتاب بالفرنسية
cause commune
l’information entre bien commun et propriété
كانت ترجمته كالتالي:
القضية المشتركة
المعلومة بين الملكية المشاعية والملكية الخاصة
كما جاء في مطلع الفصل الأول :
النص الفرنسي:
Deux mondes en un
« commun : qui appartient à tous ; à quoi tous en droit ou part »
الترجمة:
عالمان في واحد
"مشاع: ما هو ملك للجميع؛ ما للجميع حق أو قسط فيه"
التعليق هنا على ترجمة كلمة commun:
فقد ترجمت تارة بـ: مشترك، وتارة بـ: مشاع، وتارة أخرى بـ: مشاعي.
1. العنوان: القضية المشتركة.
2. تابع العنوان: الملكية المشاعية.
3. مطلع الفصل الأول: مشاع: ما هو... .
ترجم العنوان بـ : القضية المشتركة، بينما ترجمت كلمة commun تحتها مباشرة بـ: مشاعية، وعرفت في بدء الفصل الأول بـ: مشاع.
فلماذا لا تكون ترجمة العنوان : القضية المشاعية، أو المشاعة، بدلاً من المشتركة وهي ترجمة قد تبناها المترجم في الأصل؟
أو لماذا لا تكون الترجمتان الأخريتان: الملكية المشتركة، ومشترك، بدلاً من مشاعية ومشاع، وهي قد تبناها المترجم أصلاً كما هو واضح في ترجمة العنوان؟
فأيها أصح إذن: مشاع أو مشاعي، أم مشترك؟
للوقوف على ذلك أنقلكم معي إلى المعني الوارد لكل في معجم مختار الصحاح للرازي، والطبعة التي بين يدي هي الطبعة الصادرة عام 2005 من دار الكتاب العربي ببيروت، تحقيق أحمد إبراهيم زهوة:
الوارد في معنى مشاع: ص 178، باب الشين، مادة: ش ي ع:
ش ي ع- (شَاعَ) الخبر يشيع (شَيْعوعَةً) ذاع. وسهم (مُشاعٌ) و(شائِعٌ) أي غير مقسوم. و(أَشَاعَ) الخبر أذاعه. و(شَيًّعَهُ) عند رحيله (تَشْييعاً). و(شِيعَةً) الرَّجُلِ أتباعه وأنصاره. و(تَشَيَّعَ) الرجُلُ اْدَّعَى دَعْوَى (الشِّيعةِ). وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعضٍ فهم (شِيَعٌ). وقوله تعالى:" كما فُعٍلَ بأَشْيَاعِهِم من قبلُ" أي بأمثالهم من الشِّيَعِ الماضية.
أما المعنى الوارد في كلمة مشترك: ص170، باب الشين أيضاً، مادة ش ر ك فهو كما يلي:
ش ر ك- جمعُ (الشَّرِيكِ شُرَكاءُ) و(أَشْرَاكُ) مثل شَرِيفٍ وشُرَفَاءَ وأَشْرَافٍ. والمرأةُ (شريكةٌ) والنساء (شَرَائِكَ). و(شَارَكَهُ) صار شريكه. و(اْشْتَرَكا) في كذا و(تَشَاركَا). و (شَرِكَهُ) في البيع والميراثِ يَشْرَكُهً مثلُ عَلِمَهُ يَعْلَمُهُ (شَرِكَةً) والاسم (الشِّرْكُ) وجمعه أَشْرَاكٌ كَشِبْرٍ وأَشبارٍ. و(الشِّرْكُ) أيضاً الكُفْرُ و (أشرك) بالله فهو (مُشرك). وقوله تعالى:" وأَشْرِكْهُ في أمري" أي اجعله شريكي فيه. و(أَشْرَكَ) نَعْلَهُ و (شَرَّكَها تَشْرِيكاً) أي جعل لها (شِرَاكاَ). و(الشَّرَكُ) بفتحتينِ حبالة الصائِدِ الواحدةُ (شَرَكَةٌ).
في التعريفين السابقين نجد مشاع – وليس مشاعي(وهي الصفة من شاع) في مادة ش ي ع ، ومعنى مشترك في مادة ش ر ك.
في مادة ش ر ك: نجد معى الاشتراك واضحا من غير لبس.
أما مادة ش ي ع: فمشاع فيها اشتراك وفرقة معاً.
فالذين تشايعو فقد أصبحو شيعة أي جماعة واحدة ينصر بعضها بعضاً، ولكنهم افترقو عن غيرهم حيث غيرهم غير داخل في شيعتهم أي جماعتهم. فتجد شيعة هاهنا وشيعة هناك، هذه تؤيد مذهبا وتلك تؤيد آخر. كأنك تقول حزبا هاهنا وحزباً هناك. فالتحزب (وإن كان اجتماع لأعضاء) فهو في الأصل افتراق، فهم افترقو عن الباقين بانضماهم لحزب ليس الآخرون جزءاً منه. كما يقول تعالى في كتابه العزيز:"إن الذين فرقو دينهم وكانو شيعاً لست منهم في شيء" الآية 159 من سورة الأنعام، وفي آية أخرى:" مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " الآية 32 من سورة الروم.
فالشيع كما واضح مفترقون وليسو جماعة بل جماعات، وليسو مشتركين بل مختلفين وإلا لكانو شيئاً واحدا وهم ليسو كذلك.
والمشاع أيضاً كما في القاموس أعلاه، غير مقسوم، بينما المشترك إنما هو قسمة بين الشركاء لكل شريك جزء أو قسم منه كما جاء في تعريف الكلمة في مطلع الجزء الأول من الكتاب.
وعليه فالصحيح، وليس الأصح، هو استخدام مشترك أو مشتركة لترجمة الكلمة الفرنسية commun أو commune، تذكيراً وتأنيثاً. ولعله لو قال اشتراكية لكان أقرب لولا ما في هذه الكلمة من إشارة إلى الكلمة التي تعني مذهباً بعينة أو فئة بعينها. ولا ننسى أن المستخدم في مقابل الملكية الخاصة هو تعبير الملكية العامة.
إذا فترجمة الجزء الأول من العنوان بـ: القضية المشتركة، إنما هي ترجمة موفقة. وما ترجم بمشاع ومشاعية فأرى أن المترجم قد اجتهد في ذلك ولم يصب وله أجر إن شاء الله.