الدكتور زياد زنبوعة
08/01/2009, 07:37 PM
العربي المتخاذل
العالم لا يحترم الضعيف ونحن أمة ضعيفة ليس بإمكانياتها الكامنة، وإنما بقياداتها التي إما متخاذلة، أو عميلة ومتواطئة تبحث عن مصالح شخصية أو آنية.
لا يُعرف معدن الإنسان إلا في الأزمات.
في هذه الأثناء التي يباد فيها أخوة لنا في غزة، ينام الكثير من القادة العرب ملئ الجفون وكأن من يُقتل ليس من العرب، أو حتى لا يمت بصلة للإنسانية، أوهم حشرات ضارة يفضل إبادتها. أي أن هؤلاء القادة بلا نخوة ولا ضمير ولا إنسانية. والأدهى في الأمر هو أن نسمع أصوات الاستنكار للعدوان الإسرائيلي من مختلف جهات الأرض ولا نسمعه من الأخوة وأولاد العم والأهل؟! أليس من المخزي أن يتواطأ الأخوة على قتل الأخ في الوقت الذي يستنكر ذلك الأجنبي.
لن أتكلم عن الموقف الإيراني الداعم للقضية الفلسطينية الآن وسابقاً، لكي لا يقال أن لإيران أهداف إستراتيجية أو استعمارية في المنطقة ترسم لها وغير ذلك من الإدعاءات التي لن أخوضها الآن، لذا لنترك إيران جانباً. ولننظر إلى موقف فنزويلا التي قررت طرد السفير الإسرائيلي وثلة من موظفيه في السفارة الإسرائيلية في كراكاس في موقف معبر عن مناصرة الفلسطينيين في غزة. كما أن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز دعا إلى إحالة الرئيس الإسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب هذه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في غزة. أليس من الخزي أن يفعل ذلك الأجنبي بينما الأخ العربي يتفرج وربما يستمتع بقتل أخيه!
انظروا أيضاً إلى الموقف التركي المناصر لعرب غزة، المظاهرات التي جرت في تركيا لم تجرِ في مكان آخر! ومؤخراًً فإن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عبر عن احتجاجه بالكلمة والمساعي التي يبذلها وأخير برفض الرد على مكالمة من رئيس الوزراء الصهيوني أيهود أولمرت, وأرجو ألا يقال أن لتركيا أيضاً مصالح استعمارية في المنطقة تمهد لها.
قارنوا هذه المواقف المحترمة لقادة عالميين مع موقف النظام المصري (الأخ الكبير) الذي يطالب بتصفية حماس أو على أقل تقدير منعها - بأي شكل ولو بالقتل- من الخروج منتصرة على إسرائيل؟!
قارنوها أيضاً بالموقف السعودي الضبابي.
قارنوها بمواقف كل الدول العربية التي تحوي السفارات الإسرائيلية لا بل تعمل على حمايتها من الجماهير الغاضبة على تخاذل قادتها, باستثناء موريتانيا التي طردت السفير الإسرائيلي بنخوة وإباء نتمنى أن يتحرك لدى الآخرون.
إن صورة العرب في العالم ستسود بعد هذه الأيام المريرة أكثر مما هي مسوَّدة سابقاً، والسبب في ذلك يكمن في فرقتهم وترك أخوانهم يذبحون وهم إما صامتين أو متآمرين على أخوتهم وياللعار واستقواء بعضهم على بعض من جهة وتخاذل العديد منهم أمام العدو واستجدائه والتمسح بحذائه.
دمشق 8/1/2009
العالم لا يحترم الضعيف ونحن أمة ضعيفة ليس بإمكانياتها الكامنة، وإنما بقياداتها التي إما متخاذلة، أو عميلة ومتواطئة تبحث عن مصالح شخصية أو آنية.
لا يُعرف معدن الإنسان إلا في الأزمات.
في هذه الأثناء التي يباد فيها أخوة لنا في غزة، ينام الكثير من القادة العرب ملئ الجفون وكأن من يُقتل ليس من العرب، أو حتى لا يمت بصلة للإنسانية، أوهم حشرات ضارة يفضل إبادتها. أي أن هؤلاء القادة بلا نخوة ولا ضمير ولا إنسانية. والأدهى في الأمر هو أن نسمع أصوات الاستنكار للعدوان الإسرائيلي من مختلف جهات الأرض ولا نسمعه من الأخوة وأولاد العم والأهل؟! أليس من المخزي أن يتواطأ الأخوة على قتل الأخ في الوقت الذي يستنكر ذلك الأجنبي.
لن أتكلم عن الموقف الإيراني الداعم للقضية الفلسطينية الآن وسابقاً، لكي لا يقال أن لإيران أهداف إستراتيجية أو استعمارية في المنطقة ترسم لها وغير ذلك من الإدعاءات التي لن أخوضها الآن، لذا لنترك إيران جانباً. ولننظر إلى موقف فنزويلا التي قررت طرد السفير الإسرائيلي وثلة من موظفيه في السفارة الإسرائيلية في كراكاس في موقف معبر عن مناصرة الفلسطينيين في غزة. كما أن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز دعا إلى إحالة الرئيس الإسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب هذه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في غزة. أليس من الخزي أن يفعل ذلك الأجنبي بينما الأخ العربي يتفرج وربما يستمتع بقتل أخيه!
انظروا أيضاً إلى الموقف التركي المناصر لعرب غزة، المظاهرات التي جرت في تركيا لم تجرِ في مكان آخر! ومؤخراًً فإن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عبر عن احتجاجه بالكلمة والمساعي التي يبذلها وأخير برفض الرد على مكالمة من رئيس الوزراء الصهيوني أيهود أولمرت, وأرجو ألا يقال أن لتركيا أيضاً مصالح استعمارية في المنطقة تمهد لها.
قارنوا هذه المواقف المحترمة لقادة عالميين مع موقف النظام المصري (الأخ الكبير) الذي يطالب بتصفية حماس أو على أقل تقدير منعها - بأي شكل ولو بالقتل- من الخروج منتصرة على إسرائيل؟!
قارنوها أيضاً بالموقف السعودي الضبابي.
قارنوها بمواقف كل الدول العربية التي تحوي السفارات الإسرائيلية لا بل تعمل على حمايتها من الجماهير الغاضبة على تخاذل قادتها, باستثناء موريتانيا التي طردت السفير الإسرائيلي بنخوة وإباء نتمنى أن يتحرك لدى الآخرون.
إن صورة العرب في العالم ستسود بعد هذه الأيام المريرة أكثر مما هي مسوَّدة سابقاً، والسبب في ذلك يكمن في فرقتهم وترك أخوانهم يذبحون وهم إما صامتين أو متآمرين على أخوتهم وياللعار واستقواء بعضهم على بعض من جهة وتخاذل العديد منهم أمام العدو واستجدائه والتمسح بحذائه.
دمشق 8/1/2009