المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سر حذف ياء إبراهيم عليه السلام في سورة البقرة



أبو مسلم العرابلي
09/01/2009, 10:53 AM
المبحث الثامن في حذف الياء وإثباتها
بسم الله الرحمن الرحيم
إثبات الياء وحذفها في اسم إبراهيم عليه السلام
ورد اسم إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم؛ (69) مرة، وقد أثبتت ياء إبراهيم في سائر القرآن ماعدا سورة البقرة؛ حيث ورد اسم إبراهيم عليه السلام فيها (15) مرة، قد حذفت الياء فيها جميعًا. وكان سبب الحذف عائدًا إلى نفس السبب في استعمال الياء.
وقد بينا في الأبحاث السبعة السابقة أن استعمال الياء للدلالة على التحول، وأن التحول يفيد الانقطاع، وحذفها يفيد الاستمرار.
واستعمال الياء دال على مرحلة سابقة تحول عنها، ومرحلة لاحقة تحول إليها.
وقد تميز ذكر إبراهيم عليه السلام في سورة البقرة عن بقية سور القرآن، بأن له السبق والأوَّلية في أمور عديدة لا سابق له قبلها، في أول سور القرآن بعد فاتحة الكتاب.
والسبق والأوَّلية يتنافى مع معنى التحول الذي يفيده استعمال الياء؛ لذلك كان حذف ياء إبراهيم عليه السلام في أول ذكر له، في أول سورة يذكر فيها، في أول صفات يحملها ابتداء دون سابق له.
1 – فإبراهيم عليه السلام هو أول من ابتلى بفتن عظيمة، فلم يجعل بينه وبين الله شيئًا؛ أب تبرأ منه، وأرض كُفْر ولد فيها في قوم كافرين فهجرها وهجرهم، وزوجه وولده الذي أتى بعد طول انتظار له أبعدهما إلى واد غير ذي زرع، لأمر يريده الله تعالى، وبلاء عظيم في أمر فيه ذبح ابنه الوحيد يومها، فلم يتردد في تنفيذ أمر الله.
بعد ثبات إبراهيم عليه السلام في هذه الابتلاءات، وإتمام أمر الله له فيها، بغير تردد ولا نقصان؛ جعله الله تعالى أول إمام للناس. وأهل الكتاب ينافسون المسلمين في جعل إبراهيم عليه السلام إمامًا لهم إلى يوم الدين؛ بادعائهم أنه كان يهوديًا أو نصرانيًا.
فلما لم يكن لإبراهيم عليه السلام تحول عن أمر الله مع عظم ما يبتلى به، وثبات إمامةٍ دائمة له غير مسبوقة؛ حذفت الياء من اسمه الدالة على التحول؛
قال تعالى: (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِـ(ي)ـمَ رَبُّهُ بِكَلِمَـاـتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّـاـلِمِينَ(124) البقرة.
2 – ومقام إبراهيم عليه السلام هو المقام الوحيد الذي استمر بقاؤه لنبي، وبقاؤه من بقاء بيت الله الحرام إلى يوم القيامة؛ فهو أول من عبد الله تعالى في هذا البيت، لذلك حذفت ياء التحول لأجل ذلك.
قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِـ(ي)ـمَ مُصَلًّى(125) البقرة.
3 – وإبراهيم عليه السلام هو أول من عُهِد إليه بتطهير بيتًا لله من الشرك والأصنام؛ لأن هذا البيت هو أول بيت وضع للناس، فكان هو أول من طهر بيتًا لله في الأرض، وإسماعيل عليه السلام كان تبعًا له؛ وعلى ذلك كان حذف الياء من اسمه عليه السلام؛
قال تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِـ(ي)ـمَ وَإِسْمَـاـعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَـاـكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(125) البقرة.
4 - وهو أول من غرب زوجه وولده إلى مكان خلاءٍ؛ واد غير ذي زرع، رغبة بوجود أمة بعيدة عن أرض الشرك والأصنام، وعن الانشغال بالزرع والضرع، لتفرغ نفسها لله برسالة الإسلام التي ستكلف بها، وكانت مكة أول قرية تنشأ على حياة التجارة، ولا تعتمد على الزراعة والرعي، ودعا الله أن يجعل ذلك المكان بلدًا آمنًا، فاستجاب الله له، واستمرت مكة بلدًا آمنًا وامتازت بالأمن على سائر البلدان، وكان دعاؤه أول دعاء لله في هذا الوادي، ليكون أكثر وأعظم مكان يدعى الله تعالى فيه؛ وعلى ذلك كان حذف الياء من اسمه عليه السلام.
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِـ(ي)ـمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا ءامِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(126) البقرة.
وهذا غير دعائه عليه السلام في سورة إبراهيم بعد استجابة الله له، وأصبح ذلك المكان بلدًا آمنًا بعد أن كان واديًا قفرًا؛
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ ءامِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ(35) إبراهيم، فثبتت فيه الياء، لأن هذا الدعاء لاحق وليس ابتداءً.
5 – وإبراهيم عليه السلام هو أول من رفع قواعد أول بيت لله في الأرض، وإسماعيل عليه السلام كان تبعًا له في ذلك ومساعدًا له، واستمرت القواعد مرفوعة بهذا البناء، وستستمر بإذن الله إلى آخر أيام الدنيا؛
قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِـ(ي)ـمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَـاـعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) البقرة.
وهذا غير الوارد في قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(26) الحج.
فلأن رفع القواعد بالبناء من عمل إبراهيم عليه السلام، والقواعد ليست من عمله،
وثانيًا: أن القواعد سابقة للبناء الذي رفع على هذه القواعد.
وثالثًا: أن ما رفع هو الذي ظل ظاهرًا للناس، والقاعد عادة مستورة تحت البناء.
وقد قيل أن البيت بني في زمن آدم وطمرت قواعده بعد تهدمه بالطوفان، وهذا أمر لا يعرف إلا بالوحي، وليس ذلك مذكورًا في كتاب الله تعالى، ولا ذكر في رواية مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم.
ولو أردنا من باب التوفيق بين الأمرين نقول؛ إن القواعد هي التي طاف حولها آدم عليه السلام، وإبراهيم عليه السلام هو الذي رفع القواعد، فقد رُفع البيت على ثلاث مراحل؛ ثلث من إبراهيم عليه السلام، وثلث بعد ذلك من قريش، والثلث الأعلى من عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، وحكمه كحكم المسجد الأقصى الذي كان ساحة مكشوفة، ثم بني فيه المسجد المراوني الذي بني عليه المسجد الأقصى، وبني فيها كذلك قبة الصخرة.
ولكن هذا يتنافي مع كون دعاء إبراهيم عليه السلام هو أول دعاء في هذا الوادي، بالإضافة إلى عدم وجود وحي صحيح يثبت ذلك لآدم عليه السلام.
6 – وملة إبراهيم عليه السلام هي أول ملة كانت، واستمرت، والخروج عنها أو العدول إلى غيرها يعد عند الله سفهًا؛
قال تعالى: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِـ(ي)ـمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَـاـهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنْ الصَّـاـلِحِينَ(130) البقرة.
7 – وملة إبراهيم عليه السلام هي الملة التي أوجب الله تعالى اتباعها، وجعل الهدى في اتباعها، فهي أول ملة مهدية؛
قال تعالى: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِـ(ي)ـمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (135) البقرة.
8 – وإبراهيم عليه السلام هو أول من وصى أبناءه بألا يموتوا إلا مسلمين، وهو الذي سماهم مسلمين من قبل، واستمر حمل هذا الاسم، وهم الأكثر عددًا في الأرض من اليهود والنصارى؛
قال تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِـ(ي)ـمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَـاـبَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(132) البقرة.
9 – وإبراهيم عليه السلام هو أول من عُمَل بوصيته لبنيه بالإسلام؛ وكان ذلك في قول أبناء يعقوب عليه السلام، واستمر الاتباع على نفس الحنيفية المسلمة من قبل هذه الأمة.
قال تعالى: (كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـاـهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِـ(ي)ـمَ وَإِسْمَـاـعِيلَ وَإِسْحَـاـقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(133) البقرة.
10- وإبراهيم عليه السلام هو أول وأسبق نبي أُمرنا أن نؤمن بما أنزل عليه من بين الأنبياء، وأول المذكورين في الآية، وأمرنا أن لا نفرق بينهم, وأن نسلم لله حيث جميع الأنبياء مسلمون؛
قال تعالى: (قُولُوا ءامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِـ(ي)ـمَ وَإِسْمَـاـعِيلَ وَإِسْحَـاـقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(136) البقرة.
أمَّا ما ورد في سورة آل عمران التي ثبتت فيها ياء إبراهيم عليه السلام؛
في قوله تعالى: (قُلْ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَـاـعِيلَ وَإِسْحَـاـقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(84) آل عمران،
فقد قدم ذكر النبي على ذكر إبراهيم عليهما السلام لأن الخطاب موجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام؛ (قُلْ ءامَنَّا بِاللَّهِ)، وهو متأخر عنه، ومن ذريته،
أما في آية البقرة فقد كان الخطاب موجهًا للمسلمين؛ (قُولُوا ءامَنَّا بِاللَّهِ)، وإبراهيم عليه السلام يقارن بأنبياء مثله عليهم الصلاة والسلام.
ومثل هذا التقديم جاء في آيات كثيرة في غير سورة البقرة؛ مما لم يجعل لإبراهيم السبق والأوَّلية الذي ذكرناها سببًا؛ ميز ذكر إبراهيم في سورة البقرة عن بقية السور، حيث لم يقدم فيها ذكر أحد من الأنبياء عليه.
11- وإبراهيم عليه السلام هو أول من برأه الله من الأنبياء الذين برأهم الله من أن يكون يهوديًا أو نصرانيًا؛ لأن التوراة والإنجيل لم تنزل إلا من بعده، وأهل الكتاب هم الذين يسمون بهذين الاسمين، واستمر وصف إبراهيم عليه السلام حنيفًا مسلماً باتباع هذه الأمة لملته؛
قال تعالى: (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِـ(ي)ـمَ وَإِسْمَـاـعِيلَ وَإِسْحَـاـقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ ءَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(140) البقرة.
12+13+14- وإبراهيم عليه السلام هو أول من أقام الحجة على مدعٍ للألوهية، وأخرسه، وحجته صالحة للرد على أي مدعٍ للألوهية في أي زمن كان؛
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِـ(ي)ـمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَـاـهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِـ(ي)ـمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِـ(ي)ـمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّـاـلِمِينَ (258) البقرة.
15- وإبراهيم عليه السلام هو أول من رأى كيف يحيي الله الموتى؛ ولم يتحقق ذلك لأحد من قبله، وقد رأى بنوا إسرائيل إحياء موتى بعده؛ في زمن موسى وعيسى عليهما السلام، وإحياء حمار الذي مر على القرية؛
في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِـ(ي)ـمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) البقرة.
وكذلك رأى الرجل الذي مر على القرية إحياء حماره بعد أن أصبح عظامًا بالية.
وخلاصة الحديث أن في إثبات لفظ الياء من اسم إبراهيم عليه السلام لإثبات الأوَّلية والسبق في الأمور التي أشارت إليها الآيات، وحذف صورتها لاستمراره إماما في هذه الأمور كلها.
أبو مُسْلِم / عبد المَجِيد العَرَابْلِي

المبحث التاسع / حذف إحدى الياءين

أبو مسلم العرابلي
15/01/2009, 03:39 PM
أشكرك أخي الكريم،

اذكر فيما قرأت أن ما ثبت رسمه في المصحف بإثبات الياء من كلمة إبراهيم فهو متفق على قرائته بالياء ، وما حذفت ياؤه فتقرأ عند بعض القراء إبراهام..



بارك الله فيك
وأحسن الله إليك
القراء العشرة قرأوا (إبراهيم) إلا ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان قرأ (إبراهام)
بعض مواضع الرسم القرآني تعلل باختلاف القراءات فيكون الرسم صالحًا لها
وهذا ليس قاعدة تعلل عليها جميع المواضع
فقد قرأ هشام (إبراهام) فقط ، والباقي (إبراهيم) ولم تحذف الياء
في ثلاثة عشر موضعًا :
النساء 125
النساء 163
التوبة 114
إبراهيم 35
النحل 120
النحل 123
مريم 41
مريم46
العنكبوت 31
الشورى 13
الذاريات 24
النجم 37
الممتحنة 4
فالتعليل بسب اختلاف القراءات غير دقيق
فما ينطبق على ما ورد سورة البقرة يجب أن ينطبق على جميع ما في القرآن

أبو مسلم العرابلي
15/01/2009, 03:45 PM
إن الباحث عن أسباب حذف ياء ابراهيم في سورة البقرة ليقرأ العجب مما لا يستوعبه العقل ولا يقبل به

فجزاك الله كل خير أستاذنا الكريم وأحسن إليك على هذا المبحث القيم الذي فيه الإجابة الكافية بإذن الله لكل باحث وسائل ..


وأستئذنك أخي بسؤال ..

يقول الله سبحانه وتعالى ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )

فهل هناك من سبق نبي الله ابراهيم عليه السلام بوصف الأمة وإن لم يكن فإلام يشير إثبات الياء هنا .. ؟!

وجزاك الله كل خير ..

بارك الله فيك وجزاك الله بكل خير على اهتمامك
ما ورد في سورة البقرة تعلق بإبراهيم عليه السلام وشيء آخر معه
فمثلاً دعاؤه عليه السلام بأن يكون هذا البيت آمنًا؛ استمر أثر هذا الدعاء إلى يومنا هذا
أما ما ورد في سورة النحل فهو خاص بصفات خاصة لإبراهيم عليه السلام بأنه كان قانتًا لله ولم يك مشركًا به، فهي غير متعلقة بأمر آخر غير نفسه ، واستمرار الصفات يكون باستمرار وجود صاحبها ،
ولما ينتهي أجله ويفارق الدنيا تذهب معه هذه الصفات لعدم وجود صاحبها التي تظهر عليه؛ لذلك تثبت ياء التحول الدالة على الانقطاع في مثل هذا الوضع، ولا تحذف.