المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو الناقد الأدبي؟



حسام الدين نوالي
28/12/2006, 07:13 PM
من هو الناقد الادبي؟ هل هو المثقف الرقيب؟ هل هو الوسيط "أو الدخيل" بين النص ومتلقيه؟ هل هو المرآة التي تحيل النص إلى أشكال ودوائر ومبيانات؟ هل هو مجفف النص يحول العنب زبيبا حلوزا لذيذا لكن لا ماء فيه؟ أم هو العالم بخبايا الابداع وزموجهها الذي لا غنى عنه مثل المدرب الرياضي؟

ثم هل نحتاج فعلا لناقد أدبي يقودنا إلى مغارات النص ويضيء منه الكثير أم ليتلاركْنا النقاد نخلق علاقاتنا مع النصوص ونستكشفها كلاٌّ حسب قدراته في الغوص؟؟
أيها القراء هل تذكرون ناقدا أوصلكم يوما إلى لب عميق في حقيقة النص؟
وأيها المبدعون هل أضاف ناقد يوما شيئا لنصوصكم ومواهبكم؟
وأيها é"النقاد" هل يوجد بحق "ناقد أدبي" أم هناك فقط "سوسيولوجي مشتغل بالأدب" و "سياسي مشتغل بالأدب".. وهلموا جرا..؟؟
وهلموا حوارا..

محمد أسليم
29/12/2006, 12:09 AM
أخي العزيز حسام الدين نوالي،
مثل هذه المواضيع كبيرة وشاسعة جدا، بالتالي من الصعب الرهان على العثور على أجوبة نهائية لها في ساحة تفاعلية مثل التي تجمعنا الآن.
مثلما للأدب نظريته للنقد نظريته، بل ونظرياته. والوقوف على معالم هذه النظريات يقتضي (وهو ما يتم القيام به منذ قرون عديدة) التخصص الدقيق والتسلح بترسانة من الأدوات...
مع ذلك، أجازف بتبني القول الذي أورده جان كوكتو في كتابه la difficulté de l'être، ومفاده أن «نقاد الأدب يتقدون الأعمال الأدبية، ولكنهم ينسون أن هذه الأعمال تحاكمهم»..
في انتظار عودة أكيدة لهذا الموضوع الهام
محبتي

حسام الدين نوالي
29/12/2006, 02:07 AM
الأستاذ الجليل محمد أسليم تحية لك..
بعض ما أردته من هذا الموضوع أن أقف على دور النقاد في "واتا"، هناك زخم كبير من النصوص الابداعية أتساءل من يتابعها دراسة، تفكيكا، ونقدا..؟ جل التعليقات مجاملات اخوانية وأحيانا أخرى لا تعليق.. ثم -على الاقل في منتدى القصة الذي أدمنه- لم تثر أية قصة حوارا بالمعنى التفاعلي الحق.. إذ لا يكرر تعليقه في الغالب الأغلب إلا صاحب القصة نفسها فيما يشبه ردا للجميل إزاء بصمات العابرين.. ثم إن كل التعليقات لا تفتأ تناقش المادة الحكائية فقط ومن ثمة تصنيف مواقف الشخصيات إلى خيرين وأشرار..
لذلك أتساءل أليس بيننا نقاد يضيؤون النصوص والسبل للقراء والمبدعين على السواء؟

ماجدولين الرفاعي
29/12/2006, 04:03 AM
أخي العزيز حسام الدين نوالي،
مثل هذه المواضيع كبيرة وشاسعة جدا، بالتالي من الصعب الرهان على العثور على أجوبة نهائية لها في ساحة تفاعلية مثل التي تجمعنا الآن.
مثلما للأدب نظريته للنقد نظريته، بل ونظرياته. والوقوف على معالم هذه النظريات يقتضي (وهو ما يتم القيام به منذ قرون عديدة) التخصص الدقيق والتسلح بترسانة من الأدوات...
مع ذلك، أجازف بتبني القول الذي أورده جان كوكتو في كتابه la difficulté de l'être، ومفاده أن «نقاد الأدب يتقدون الأعمال الأدبية، ولكنهم ينسون أن هذه الأعمال تحاكمهم»..
في انتظار عودة أكيدة لهذا الموضوع الهام
محبتي
الزميل حسام الدين
اسعد الله أوقاتك
سأجيبك من خلال سرد حادثة بسيطة
في ختام جلستنا في صالون أدبي بدمشق
طلب مني إعداد دراسة أدبية لمجموعة قصصية كتبتها كاتبة صديقة لي وقدموا لي المجموعة لقراءتها خلال أسبوع ثم وضع الدراسة، وعندما قرأتها لم تعجبني مطلقا واحترت كيف سأكتب
فاستعنت بأصدقاء من كتاب وطبلت منهم قراءتها وإبداء الرأي واجمع الكل على أنها مجموعة سيئة
في يوم قراءة الدراسة جاءت الكاتبة ومعها ثلاثة من كبار النقاد
وعلى الفور قال احدهم:أبشركم بولادة كاتبة عظيمة!!!!!!
ودمتم سالمين

حسام الدين نوالي
29/12/2006, 02:45 PM
العزيزة ماجدولين الرفاعي..
المسافة النقدية التي غدتْ ترسم في الكثير من الحالات هي مسافة "اخوانية"، وعدد من الأعمال النقدية صارت قالبا من المجاملات التي تتكرر، لدرجة أن الكثير مما أضحت الملاحق والجرائد والمواقع الثقافية مما يقال عنه "دراسة نقدية لـ.." أو "دراسة عاشقة" أو غيرهما لا تعدو أن تكون قوالب جامدة، لدرجة أنك لو غيّرت فيها إسم الديوان موضع الدراسة لربما لن يتغير شيء.. أو على الأقل لا يتغير الكثير.

صبيحة شبر
29/12/2006, 03:18 PM
الاخ العزيز حسام الدين نوالي
منتدى القصة في واتا يزخر بقصص كثيرة
اكثرها لاتحظى بنقد حقيقي
كل الانطباعات شخصية للمجاملة فقط
وهذا سبب ما نراه من تأخر الناحية الابداعية عندنا
اغلب الكتاب يغضبون ان تحدثت بصراحة عن الجوانب السلبية في قصصهم
ولكن هذا لايعني ان بعضهم لايرحب بالنقد النزيه المنصف
وكما قلت اخي العزيز اننا نجد قصصا رائعة لاتجد من ينصفها
في الوقت الذي نجد فيه قصصا هزيلة يجمع الجميع انها في قمة الادب
التعميم في هذه الامور لايخدم الادب في شيء
لاننا نجد احيانا نقدا نزيها منصفا يسلط الضوء على الابداعات
والمشكلة عامة ، العالم العربي كله انحسر فيه النقد الايجابي
الانطباعات الان تركز على الجانب الاخلاقي
حين نعرض حالة الرجل مخطيء او المراة او اي احد من الناس
يأتينا السؤال ، اليس من الظلم ان يبدو البطل الفلاني ظالما ؟
وهذا لايجوز في النقد
الادب ليس تاريخا

حسام الدين نوالي
29/12/2006, 06:11 PM
العزيزة صبيحة..
أتفق معك إلى أبعد حد..
وأملي أن لا يكرر منتدى واتا منتديات عديدة موجودة على النت..
فماذا لو فكرنا في آلية ما -على الأقل في منتدى القصة- للانفتاح على التفاعل الحق؟
وشخصيا أقترح ما يلي:
- خلق ورشة لتطوير كتاباتنا القصصية في تداريب جماعية
- اختيار نص قصصي شهريا من أجل حلقة نقاش شاملة حوله تتجاوز الحكاية
- اختيار كاتب لمدة معينة قصد مساءلته والانفتاح على عوالمه الطقوسية والابداعية
مع خالص التحية

صبيحة شبر
29/12/2006, 07:42 PM
العزيزة صبيحة..
أتفق معك إلى أبعد حد..
وأملي أن لا يكرر منتدى واتا منتديات عديدة موجودة على النت..
فماذا لو فكرنا في آلية ما -على الأقل في منتدى القصة- للانفتاح على التفاعل الحق؟
وشخصيا أقترح ما يلي:
- خلق ورشة لتطوير كتاباتنا القصصية في تداريب جماعية
- اختيار نص قصصي شهريا من أجل حلقة نقاش شاملة حوله تتجاوز الحكاية
- اختيار كاتب لمدة معينة قصد مساءلته والانفتاح على عوالمه الطقوسية والابداعية
مع خالص التحية
الاخ العزيز حسام الدين نوالي
اتفق معك تمام الاتفاق
وسوف اختار النقطة الاخيرة
اود ان اقترح القاص المبدع الحواصلي
كي يكون ضيفا على منتدى القصة
ارجو من الاستاذ الحواصلي ان يضع سيرته هنا
وكل منكم اعزائي يتقدم للمبدع القاص ببعض الاسئلة

عبدالودود العمراني
29/12/2006, 08:37 PM
المترجم/ة ناقد/ة أدبي/ة ؟؟

السلام عليكم،
يجوز أيضاً أن نتناول المسألة من منظور مختلف.
موضوع النقد بصفة عامة والنقد الأدبي على وجه الخصوص من منظور المترجم.

تتحول -في الكثير من الأحيان- عملية ترجمة نص من لغة إلى لغة إلى عملية تفكيكية، تفسيرية، نقدية.
وقد ذكرت في منتدى الأديب حسن توفيق (رجاء نقر الوصلة (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=3733#top)) أمثلة من بعض الصعوبات التي ألاقيها لترجمة نصه إلى الفرنسية، وخاصة لدى نقل المعاني المتسترة بين سطور مقاماته إلى قارئ فرنسي.

فأول مشكلة يلاقيها المترجم هي تحديد المتلقّي:
- هل أترجم للأطفال ؟
- هل أترجم للجمهور العريض ؟
- هل أترجم للمهتمّين بالثقافة العربية ؟
- هل أترجم لنخبة المثقفين ؟
...

وكما تعلمون إخوتي وأخواتي الكرام، لكل فئة من الفئات المذكورة آنفاً لغتها، وأسلوبها، ورموزها، وخلفيتها الثقافية والفكرية.
من الواضح أن أفضل حلّ هو إيجاد الصيغ والجمل التي يمكن فهمها بعدة أوجه وعلى عدة مستويات. إلا أن هذا الأمر غير سهل، بل لم تعد الترجمة عندئذ مجرد نقل للمعاني، إنما هي إبداع جديد بلغة جديدة انطلاقاً من النص المصدري.

بعض الخواطر مع شكري لرحابة صدركم
والسلام عليكم،
عبدالودود

حسام الدين نوالي
29/12/2006, 09:05 PM
الاخ العزيز حسام الدين نوالي
اتفق معك تمام الاتفاق
وسوف اختار النقطة الاخيرة
اود ان اقترح القاص المبدع الحواصلي
كي يكون ضيفا على منتدى القصة
ارجو من الاستاذ الحواصلي ان يضع سيرته هنا
وكل منكم اعزائي يتقدم للمبدع القاص ببعض الاسئلة

الأستاذة صبيحة
شكرا لاهتمامك، وأرحب باقتراحك على أن الأستاذ الحواصلي قد وضع سيرته فيما أعتقد مرتين، يمكن الرجوع إليها على الرابط :
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=3520

و أقترح أن نفتح موضوع الحوار -بعد استشارة الحواصلي طبعا- في منتدى شؤون القصة.
وتحياتي.

حسام الدين نوالي
29/12/2006, 09:23 PM
المترجم/ة ناقد/ة أدبي/ة ؟؟

السلام عليكم،

تتحول -في الكثير من الأحيان- عملية ترجمة نص من لغة إلى لغة إلى عملية تفكيكية، تفسيرية، نقدية.
وقد ذكرت أمثلة من بعض الصعوبات التي ألاقيها لترجمة نصه إلى الفرنسية، وخاصة لدى نقل المعاني المتسترة بين سطور مقاماته إلى قارئ فرنسي.

فأول مشكلة يلاقيها المترجم هي تحديد المتلقّي:
مع شكري لرحابة صدركم
والسلام عليكم،
عبدالودود

الأستاذ عبد الودود
أعتقد أن مسألة تحديد المتلقي هي شأن إبداعي عام ليس حكرا على الناقد أو على المترجم أو على غيرهما، والقارئ المفترض الذي يحدَّد سلفا هو خطو أول في أي تواصل غير مباشر.
وبخصوص الترجمة، فيتّسع أفق أفق الاشتغال فيها صعوبة حين يكون المترجم إزاء "ذاكرة ما"، المقامة ذاكرة عربية، فحين يقرأ فرنسي أو انجليزي الهمذاني مثلا هل يقرؤه كما تقرؤه أنت؟ الأكيد لا.. أنت تحشد تاريخك وحضارتك قرائيا،.. الأجنبي يحتاج لكلام خارج النص قبل القراءة.
هل المترجم ناقد؟
ربما.. لكن في الحد الأدنى الذي يكون فيه أي مبدع ناقدا يشتغل حذفا وإضافة في المسودات.
مع محبتي

صبيحة شبر
29/12/2006, 09:55 PM
الأستاذة صبيحة
شكرا لاهتمامك، وأرحب باقتراحك على أن الأستاذ الحواصلي قد وضع سيرته فيما أعتقد مرتين، يمكن الرجوع إليها على الرابط :
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=3520

و أقترح أن نفتح موضوع الحوار -بعد استشارة الحواصلي طبعا- في منتدى شؤون القصة.
وتحياتي.
الصديق العزيز حسام الدين نوالي
ارسلت للقاص المبدع الحواصلي خبرا بشان الحوار
سوف نتناقش معه حول امور المبدع
ولهذا وضعت الموضوع في منتدى القصة القصيرة
اشكرك كثيرا ايها العزيز
ودمت بخير

عبدالودود العمراني
31/12/2006, 05:53 PM
الأستاذ عبد الودود
...
هل المترجم ناقد؟
ربما.. لكن في الحد الأدنى الذي يكون فيه أي مبدع ناقدا يشتغل حذفا وإضافة في المسودات.
مع محبتي
الأستاذ حسام الدين،
شكراً على ردك الكريم لإيضاح وجهة نظرك.
حسناً، لقد حصلنا كمترجمين على الحد الأدنى (المعيشي) :rolleyes: ، ونحمد الله على كل حال.
وبنفس الحد الأدنى، يُعتبر المترجم طبيباً عندما يترجم وثيقة قد تكون سبباً في إزهاق روح المريض أو نجاته؛ ويُعتبر قاضياً لدى ترجمته لأدلة تُدين المتهم أو تيرؤه من المؤبد؛ وهو حلقة الوصل بين شعبيْن يتفاوضان على الحرب والسلام...
هذا الحد الأدنى;)

أما وبما أننا كمترجمين لدينا طموحات أكبر، فلا بد أن أُبيّن أن ما أوردته في مداخلتي الأولى بالنسبة للمٌتلقّي لم يكن إلا مثالاً توضيحياً، لا يمكن الاعتماد عليه لبناء نظرية أو وجهة نظر طولاً وعُرضاً. وللمزيد من التوضيح أنسخ بعض الخواطر جالت بذهني عندما قمت بمحاولة متواضعة لترجمة نص للأديب إبراهيم درغوثي، ويمكن الاطلاع على المداخلة كاملة بالنقر على هذا الوصلة، (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=4351#top)مشكوراً.

"خواطر مبدئية حول ترجمة ابراهيم درغوثي:
- قراءة النص أكثر من مرة، والتشبع بروحه. لأن إيقاع النصوص يختلف من واحد للآخر؛
- عدم ترجمة المجاز والصور التعبيرية (من المستوى الثاني فما فوق) على حالها إلا عند الضرورة، بل البحث عن مجازات وصور تعبيرية مماثلة في اللغة المترجم إليها. وأقصد بـ 'الضرورة' عدم وجود مجاز/صورة شبيهة أو عدم قناعة المترجم بأداء الصورة/المجاز للوظيفة التي قصدها المؤلف؛
- الأعمال أدبية، وعليه يتوجب استخدام اللغة الأدبية في اللغة المترجم إليها؛
- إضافة الحواشي بالنسبة إلى الأعلام الخاصة بالثقافة العربية، وبيان قصد المؤلف من وراء ذكرها؛
- الاطلاع على أكبر قدر من أعمال المؤلف فلإحاطة بأسلوبه والمسائل التي يتناولها وكل ما له علاقة بمسرده وأفكاره؛
- الاطلاع على الأدبيات النقدية لأعمال المؤلف وما كتبه النقاد حول إنتاجه (أي ما كتبه هو عن أعماله وكردود على نقاده، وما كتبه النقاد أصلاً)؛
- وضع مسرد خاص يحتوي على المصطلجات الخاصة بالمؤلف، مما يسمح بتساوق الترجمة في نفس الترجمة ومن ترجمة إلى أخرى؛
- العمل والتفاعل مع المؤلّف وطرح أكبر عدد ممكن من الأسئلة عليه لتوضيح الرؤى والمعاني والمقاصد؛
..."

مع صادق الأخوة المشاكسة:)
عبدالودود

حسام الدين نوالي
01/01/2007, 05:59 PM
الأستاذ عبد الودود كل سنة وأنت بخير..
مداخلتك شرفة على بعض الصعوبات التي يواجهها المترجم، أشكرك عليها، وبالمناسبة دعني أسألك:
1- باعتبارك للمترجم كناقد، ولكونك مترجما، ما الذي يوجه اختيارتك نحو نصوص بعينها؟
2- أين تموقع حوار القارئ المتخصص مع انجازاتك في الترجمة؟ أو بعبارة أعم كيف ترى الشأن النقدي المتتبع "للترجمات" عربيا؟

مع مودتي

حسام الدين نوالي
05/12/2008, 06:01 PM
ما أحوجنا لفكر نقدي متين داخل المنتديات..
وما أحوجنا لمشاريع قراءة النصوص الجيدة في منتديات الابداع..

باسين بلعباس
05/12/2008, 09:30 PM
أخي حسام الدين ..
لقد طرحتَ موضوعا من الأهمية ..لما له من أثر جلي..ونفع واضح في دفع عجلة الأدب والإبداع إلى الأمام..
وقد كتبتُ في مطلع التسعينيات موضوعا..عن الناقد المزيف..عندما بدأت الطحالب تخرج من بين الأشجار الباسقات..وأرادت أن تتواجد بالقوة (المؤثرة) في الساحة الإبداعية..فانبرى أشباه الكتاب والنقاد بالمديح..والثناء..
ورأوا فيها القوة الإبداعية القادمة..وراحت الصحف الخاصة بالمنوعات ،تحتوي كتاباتهم..وتنشر تفاهاتهم ،باسم القصة..والقصيدة..حتى أن بعضهم جمع ما (نشر)..وطبع في المطابع الخاصة الديوان والمجموعة..بالمال ، ولا يهم إن كانت تمت الى الإبداع بصِلة أو لا..
أحببت أن أنشر هنا..هذا المقال:
......................الناقد المزيف:
إن الناقد المزيف كالعراف الذكي الذي يتلاعب بعواطف رواده.
فالناقد يقول لك عن النص : إن صاحبه كتبه في ظروف كذا و كذا ..
وأراد بقوله كذا.. كذا وكذا من القول ..وإنه لقادر على أن يقول كذا وكذا ..بدل كذا وكذا ..
ولكنه لم يقله ، لأنه لم ينتبه إليه.. ولو انتبه اليه لقاله..ويقول لك غير هذا كثير..
كالعراف تذهب اليه ،فيقول لك : إن بك كذا وكذا من الأمر ..
ويتهيأ لك كالرجل كذا وكذا .. وما هو بالأمر (!!)ولا المتهيأ كالرجل ..
وقد حدث لك كذا وكذا .. وما حدث لك من ذاك شيء..
ولكنك تكلمه من وراء حجاب..ويقول لك إنك تخشى كذا فتقول نعم ..
وتحب كذا فتقول نعم..وتشرب الماء فتقول نعم ..
وتأكل الخبز فتقول نعم..وتتنفس الهواء فتقول نعم..!!
وهي كما ترى أمور ليست فيك وأخرى لا يمكنها إلا أن تكون فيك..
فجعلتَ التي ليست فيك ،فيك لأنك قابل أن تجعلها فيك ..
والتي فيك لا تحيا الا بها فقبلت ان تجعلها فيك وهي فيك..
وهو لا يرى فيك الا البضاعة التي تدر عليه المال الوفير ، والربح الكثير..
إن الناقد - وأقصد العراف الذكي - في بلادنا ..
يرى ما أنتجه الآخرون سلعة قابلة للتجارة ..
إذا روّج لها ببعض الكليمات في جرائد (الحمص /والكاوكاو)
فيتكلم ببعض الطلاسم التي جعلها على لسانه .. من كتب السابقين ..
ويكلمك برطانة ما أنزل الله بها من سلطان.. وتقبلها منه ،
لأن العقل فيك معوج يستقيم عندك كل كلام يقوله..وتؤمن بكل طلسم يوحي به إليك ..
وإني لا ألوم العراف الذكي ولا الناقد المزيف ..
ولكني ألوم المتلقي الغبي..والسامع البهلول.. والجاهل الغفول..
فلو كانت لنا الأذن التي تسمع والعين التي ترى ..
والعقل الذي يميز الغث من السمين ..لعاد لأدبنا الصول الذي كان والجول الذي أفل ..
والبريق الذي يبهر .. والبهرج الذي يسحر..
لكننا كالهُمّل ، نتبع دون رأي ، ونأخذ دون لأي ،
فهل العراف هو الملوم؟؟ أم اللوم على النؤوم؟؟
إن الأمر واضح ، الا إذا أردنا له التناطح. فالذنب ذنب المذنب .. والحذق حذق الحاذق..
العراف حاذق اللسان ، لئيم الكيان، صاحب بيان .. ومصدقه غبي شقي .