المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهروب من الحرية ؟



كفاح محمود كريم
07/02/2009, 04:02 PM
الهروب من الحرية!



حدثني ذات مرة احد الرعاة عن الذئب حينما يستفرد قطيعا من الشياه، والراعي غافل أو نائم، وكيف ينقاد له القطيع دونما إرادته إلا إرادة الاستكانة والخوف، فالذئب مهما بلغ لا يحتمل كل القطيع في افتراسه !
واستطرد الراعي قائلا:
رأيته يجرجر إحدى النعاج بعد أن قتلها، بينما تتبعه العشرات وهن صاغرات، حتى داهمته فهرب وبقيت النعاج تتبعه وهو هارب منكفئ!
لست هنا بصدد الخوض في سيكولوجية الحيوان ونظرية الأقوى والابقى في عالم الحيوانات بقدر لفت النظر الى موضوعة الانجرار الى الخلف والتقهقر وسيكولوجية الخوف والاستكانة التي تراكمت في تركيباتنا الباطنية حتى تكلست وغدت سلوكا غريبا ورهيبا أيضا.
دعونا نتذكر بألم وأحيانا باستغراب أو ربما باستهجان ، ظاهرة التعاطف مع المجرم حينما يتم تنفيذ حكم الإعدام به مثلا، ولعل إعدام الرئيس السابق والكيفية التي تم بها إخراج عملية الإعدام وفبركتها بالشكل الذي يتماشى أو يتناغم مع تلك الأوتار التي تعزف التعاطف مع الجلاد الذي يحين موعد تنفيذ استحقاقات بعض العدالة النسبية معه أو مع بعض من رفاقه.
وحتى مع كثير من المجرمين العاديين الذين كانت الدولة تتمتع أو تعتقد بأنها تربي الآخرين بتنفيذ حكم الإعدام بهم أمام الناس وفي الساحات العامة، وكيف كانت الأكثرية تتعاطف مع الضحية هنا، بصرف النظر عن شرعية الحكم من عدمه. ولعلنا نتذكر جيدا تلك العقلية الساذجة التي تحملت أسطورة رؤية الزعيم الأوحد على وجه القمر بعد إعدامه على أيدي البعثيين في شباط 1963، وكاد التاريخ أن يعيد نفسه في نفس هذه العقلية برؤية القائد الضرورة على وجه القمر في عمان وطرابلس الغرب وضواحي دمشق والرقة، وبزيه العسكري المعروف، مع الفارق الكبير بين الزعيم عبدالكريم قاسم ورئيس النظام السابق صدام حسين.
عشرات السنين بعد عملية إعدام الزعيم وما زالت الجموع ترسم صور قادتها على وجه القمر! وربما مئات السنين وهي تتلذذ بإيذاء ذواتها حزنا أو انتقاما أو هروبا إلى العبودية والانكفاء بين صفحات الظلام والخشية من الضياء والحرية!
عشرات أو ربما مئات الظواهر التي تعكس هذه التركيبات النفسية المتراكمة منذ عقود طويلة من الدكتاتورية المستبدة وإلغاء الآخر حتى تقزيمه وسلبه إرادته وتشويه إنسانيته، وبالتأكيد الآخر هنا في بلادنا هو كل الشعب منقوصا نه جموع الانتهازيين والمنافقين وتجار السياسة في كل الحقب والأنظمة، حتى يظن المرء أن دكتاتورية الظلام افضل من
أنوار الحرية التي ربما تعمي الأبصار فتحيل الأحذية إلى سلالم للمجد والانعتاق!

كاظم عبد الحسين عباس
07/02/2009, 05:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاسقاط في علم النفس ان ترى في الناس ماهو فيك حتى لو لم يكن في الناس منه مثقال ذرة ...الذي يرى الشعب قطيعا هو مجرد ذئب يتلذذ بتمزيق مشاعر الناس بغض النظر عن نوع تلك المشاعر .....
لايمكن للناس ان تبكي الا لمن دخل قلوبها وعقولها وضمائرها بالف فعل طيب ..خالد ..سرمدي ...والناس لاتبكي زعيما الا ان كان فيه ملامح وطنية ..او شجاعة ..او كرم نفس ....او :كل السجايا القيادية الطيبه .وعبد الكريم قاسم رحمه الله : كان رمز تغيير صورة العراق كلها ..حتى لو انه رحمه الله كان دكتاتورا اوحدا ....
المجرم هو من يرى بقيادة صدام حسين رحمه الله وانجازاته التاريخية العملاقه للعراق والامة والانسانية ......مجرما ....

جان حنا قاسم
09/02/2009, 05:06 PM
الاخ الكريم.....كفاح محمود كريم
أحببت أسلوبك الأنيق ولغتك الراقي
من يعرف الحرية يفهم ما كتبته يا صديقي
مشكلة نصك مطروحة بلباقة إنسانية نبيلة،
الإنسان العربي الذي من الصعب أن يجد لنفسه مكاناً في هذا العالم
هل تعرف، حين تحرر العراق من ديكتاتور كنت أظن أن كل مشاكل انتهت ولكني ...........
أصبح المطلوب منك أن تكون منسلخ الكيان، أن تكون نسخة عن بعثين وعن تفكيرهم، المشكلة تجاوزت يا صديق..........

كفاح محمود كريم
10/02/2009, 12:33 AM
الاخ الكريم.....كفاح محمود كريم
أحببت أسلوبك الأنيق ولغتك الراقي
من يعرف الحرية يفهم ما كتبته يا صديقي
مشكلة نصك مطروحة بلباقة إنسانية نبيلة،
الإنسان العربي الذي من الصعب أن يجد لنفسه مكاناً في هذا العالم
هل تعرف، حين تحرر العراق من ديكتاتور كنت أظن أن كل مشاكل انتهت ولكني ...........
أصبح المطلوب منك أن تكون منسلخ الكيان، أن تكون نسخة عن بعثين وعن تفكيرهم، المشكلة تجاوزت يا صديق..........


الراقي
جان حنا قاسم

شكرا من الاعماق اخي المكرم جان مرورك الرفيع واخلاقك النبيلة
واكثر ما شدني الى مروركم العطر هو تعبيركم البليغ
(من يعرف الحرية يفهم ما كتبته)
وهنا تكمن المشكلة بين من يفهم الحرية واخلاقياتها الرفيعة وبين من يتصورها هبوطا وفوضى يدفع اليها ما يختزنه من سلوك بدائي ومفردات تدلل على نمط تربيته واسلوب تعاطيه مع الآخر المختلف.

حقا لم تنته مشاكل بلادنا بعد لكنها تتقهقر مع انهيار ذلك النموذج المتخلف وهزيمته المخزية
صحيح ان البلاد تواجه مشاكل كثيرة لكنها ايضا تشق طريقها الى الشمس
ثق اننا نتقدم وفي الاتجاه الصحيح والمسألة بتقديري مسألة وقت ليس الا
فالعراق بلد عظيم وشعبه من الشعوب الاصيلة في جذورها وتاريخها
وسينهض عملاقا ثقافيا واقتصاديا وحضاريا

مرة أخرى اشكر لك مداخلتك