مفرادات الرياضيات في المؤسسات العربية ماهي الا مجارة ومحاكاة للدول المتقدمة

[دكتور أحمد سلامة]

منذ دخول الرياضيات الحديثة وتجريبها في المراحل المختلفة وهناك ملاحظات عديدة فمن خلال المحاضرات واللقاءات مع طلاب المدارس والكليات يتضح أن مقررات الرياضيات الحديثة في نظرهم لاتعد أكثر من مجرد مقرر يدرس ويحفظ وتدعم ذلك أساليب التدريس التقليدية المتبعة وحتى القائمين بالتدريس يرون أن مقررات الرياضيات الحديثة الذين يقومون بوضع مفرداتها ماهي إلا تجديد أو تحديث أو مجاراة للتطور السريع لعصر ثورة المعلومات ومحاكاة الدول المتقدمة في تدريسها للرياضيات دون النظر إلى واقع البيئة التي تقبل هذه المفردات بالإضافة إلى أن القائمين علي التدريس يلتزمون التزاماً شديداً بما هو موجود في مفردات المقررات ويخافون أي حيود عنها مما جعل من الرياضيات في مجتمعاتنا مادة تدرس بطريقة تقليدية وبعيدة كل البعد عن طبيعتها وكذلك الدارسين يشعرون بأن مقررات الرياضيات الجامعية التي يدرسونها بعيدة عما سوف يقومون بتدريسه فيما بعد وهذا يعني أنهم لا يدركون أهميتها ومن ثم فإنهم لم يتمكنوا من الاستفادة من مفاهميها وطرقها المختلفة في تدريسهم فلابد أن يقتنع المدرس والطالب بأهمية ودلالة الرياضيات التي يتعامل معها وهذا لا يتأتي عن طريق إتقانه ومعرفته الحرفية لما يقوم بتدريسه لا عن طريق تزويده بالمعلومات العالية منفصلة لا يستطيع ربطها بما يدرسه فلابد من إعادة النظر في مقررات الرياضيات وخاصة بالنسبة للكليات والجامعات التي تقوم بتخريج المعلمين والمعلمات حيث يتطلب الاهتمام والإلمام بالمفاهيم الأولية للطلاب وهذه المفاهيم الأولية هي مفاهيم أساسيات الرياضيات فيجب التركيز علي تدريس مراحل فهم وتكوين الأساسيات من مفاهيم العدد والمفاهيم الهندسية القديمة و من المفاهيم الحديثة المفاهيم التوبولوجية فلابد من وجود برنامج تحضيري ثابت وليكن فصل دراسي ثابت يذكر طلاب الكليات بالأساسيات والمفاهيم السابق دراستها في الرياضيات وسأتناول شيء من تخصصي وهو التو بولوجي حيث هناك أبحاث تتحدث عن الإبداع التو بولوجي في التربية وهو أحد الاتجاهات الحديثة في التدريس. وعلم التو بولوجي من العلوم الحديثة حيث بدأ منذ القرن التاسع عشر ونعلم أن الهندسة التقليدية تتناول دراسة الأشكال التي يقال عنها أشكال متماسكة علي سبيل المثال المثلث والمربع …. وتعتبر هذه الأشكال من التي لها أضلاع متماسكة أي لا تنثني ولا تتمدد وهذا يفسر سبب استخدام المثلثات والمربعات في كثير من الإنشاءات مثل الكباري والأبراج أما التو بولوجي فلا يعتبر الأشكال متماسكة ولكن يمكن مطها أو ضغطها لكي تتخذ أشكالاً أخري مختلفة (منها ما يسمي بالهندسة المطاطية ) والأشكال البسيطة المغلقة مثل المربعات والدوائر والمثلثات تعتبر متكافئة توبولوجياً لأنه يمكن مطها أو ضغطها أو تحويلها لتكوين بعضها بعض علي سبيل المثال يمكن تحويل المربع إلى مستطيل ويمكن ضغط الدائرة وتحويلها إلى قطع ناقص وتسمي هذه الأشكال بالمنحنيات المغلقة البسيطة والمنحني المغلق البسيط هو أي رسم يبدأه وينتهي عند نفس النقطة مع عدم لمس آية نقطة أخري والمثلث كما يراه الطفل الصغير لأول مرة ليس كما يراه الذي في عمر الرشد فعندما يطلب من طفل عمره 3 سنوات رسم صورة طبق الأصل لمثلث أو مربع معروض عليه فإنه يرسم دائرة وهذا أمر صحيح من الجهة التوبولوجية ولكن نعرف في الهندسة أن المثلث له شكل معين ولكن ليس كذلك في التو بولوجي فلابد من غرس المفاهيم التوبولوجية في نفوس أبنائنا والتركيز عليها قبل أي مفاهيم أخرى لكي نصل بأبنائنا إلى ما يسمي بالإبداع التوبولوجي علي سبيل المثال ( وضع الفيل داخل صندوق صغير ).
إن شاء الله في العدد القادم ( مقالة بعنوان شكوي الرياضيات من تعامل البشر) وهي في الحقيقة ملخصها في عجالة قضية في محكمة تقدمت بها الرياضيات تشتكي فيها المعلم والطالب في الدول العربيةوكل من بتعامل معها

[أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي]

هذا من نكد الدنيا على هذه الأمة، فقد سادت (الفهلوة)، وتم تفريغ التعليم من محتواة، وأصبح وسيلة وليس هدفا لرقي الأمة والمجتمع، وهو ضرورة وليس تقليدا ومحاكاة للكبار، أو مجاراة لعصر العولمة، العلم هدف وغاية، ولن ترقى الأمم إلا برقي ونهضة العلم والعلماء وتكريمهما من كل فئات المجتمع.
أحمد الشافعي