المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى توجان فيصل ...واحسرتاه



مبارك مجذوب المبارك
11/03/2009, 02:20 PM
كتبت توجان فيصل:
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=426982&version=1&template_id=24&parent_id=23

وهذا نص المقال كما هو منقول من الرابط

قضية البشير .. وإعادة الاعتبار للعقل

بقلم : توجان فيصل (كاتبة أردنية ) .. لكثرة ما جرى من لغط حول مطالبة محكمة الجنايات الدولية بتسليم الرئيس السوداني عمر البشير ليحاكم على جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في دارفور، فإنه يستحيل الإحاطة بالموضوع في مقال واحد.. ولكن لكثرة ما غاب العقل والمنطق عن معظم ما كتب وقيل، فإننا سنركز في مقالتنا هذه على بعض اوجه غياب العقل والمنطق، او تغييبه بالأحرى كون الحملة المؤيدة للرئيس البشير ليست عفوية ولا مجانية كما يشاع او يظن.
وإذا كان رجل الشارع المسحوق جراء غياب كل اشكال العدالة عنه، بات يقبل على نفسه السير في مظاهرة منسقة طمعا في رضى مسؤول وبعض فتات موائده الغنية وحدها في بلد المجاعات.. فإن انتقال العدوى للنخب لترفع الشعارات ذاتها المدافعة عن العصا التي لا يزال البشير يلوح بها - بحكم العادة المتأصلة وبما ينفي أية مراهنة على تغيير ولو براغماتي لنهجه - حتى في خطاباته المطالبة بتأييد الشعب له في أزمته الحالية.. انتقال العدوى للنخب هكذا أمر مؤسف ويعطي المبرر للعالم لينظر إلينا على اننا دون سوية البشر، واننا بالتالي لا نستحق حقوق الإنسان ذاتها التي تتاح للإنسان الغربي.
هذا الغرب الذي تميز علينا بحيث اقتنع، في شقه المتغول علينا، اننا دونه في سلم البشرية، أو الذي بتنا نعيش على رحمة ونجدة شقه الآخر المتمتع بالحس الإنساني، وهو بمجموعه الغرب الذي أورث نخبنا قبل عامتنا تلك العقدة التي أفقدتهم ليس فقط منطقهم السليم بل وايضا تأهلهم لقيادة أوطانهم بدلا عن الطغمة الحاكمة التي تعتاش على زعم ان لا بدائل لها كلما بدت سوءاتها اوضح أمام شعوبها وامام العالم.. اهم ما يميز هذا الغرب عنا هو انه تجاوز حكاما كحكامنا وكهنوتا متحالفا أو متنافسا مع هؤلاء الحكام ككهنوتنا (أنظروا لثنائية البشير والترابي كعينة) ليخرج من عصور ظلمته إلى ما سمي بعصر النهضة، وذلك بالعودة للعقل .
وإعادة الاعتبار للعقل هو ما أعاد الاعتبار للإنسان، أي إنسان وكل إنسان، باعتباره كائنا عاقلا. ومن هنا كان أهم إنجازين للأوروبيين منذ عصر النهضة هما: الإنجاز العلمي الذي فاقونا فيه بمراحل لأن عقولهم لم تعد تقمع على يد زاعمي حق الحكم الإلهي، والإنجاز الديمقراطي الذي يتيح لهم، بل ويحتم عليهم، أن يبدلوا حتى أحسن زعمائهم إن هبطوا بنسبة بسيطة في سلم تقييم شعوبهم لهم، دون السقوط في زعم ان لا بديل لهؤلاء الزعماء إن رحلوا !! وكلهم راحل في النهاية لأن البشر الأفراد يفنون ولكن الشعوب والأمم والجنس البشري بعامته هو الباقي.
ونذكر نخبنا أنها دأبت على تلقيننا ان العرب كان لهم فضل في دخول أوروبا لعصر النهضة وذلك بنقلهم لهذا التراث العلمي العقلاني الذي استمد من تراجم عن الإغريق بشكل رئيسي وأضاف له العرب في عصور ازدهارهم .
فإذا كان هذا ما نباهي به ونحل به بعض عقدنا، فلماذا استغنينا عن اهم مكون في هذا الذي نقل عنا او عن طريقنا، ولماذا لم نؤسس، بل ولا نؤسس عليه الآن رغم تأزم حاجتنا لهذا، سياسيا وعلميا؟
ولنأت لاستنهاض العقل في هذه الأمة، بدءا برفض الأحكام العامة والقسمة العسفية لأبيض وأسود ومعسكر خير ومعسكر شر ومعنا وضدنا، وهو ما أدنا به وادان به العالم، والأمريكان انفسهم في انتخاباتهم الأخيرة، الرئيس بوش وإدارته. فلا مجال للقول إن الرئيس البشير كالرئيس صدام او كعبد الناصر .
فالذي وفر لشعبه تأمينا صحيا اعترف الغرب المعادي نفسه انه كان بسوية التأمين في البلاد الإسكندنافية لا اقل، ومثله النقلة في مجال العلم الذي سهل ترويج امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، والذي وحّد العراق ففرط عقده بإسقاطه، بل والذي جرى تحاشي إحالته لمحكمة الجنايات الدولية لضمان تصفيته بالإعدام في محكمة صورية غير شرعية خوفا من بقائه حيا حتى وراء القضبان، ومع ذلك بقي حيا في وقفته الشجاعة أمام حبل المشنقة .. هو ليس البشيرعلى محاسن الأخير أو سيئاته .
والذي أمّم القناة وأعاد للفلاح المصري كرامته واجترح معجزة السد العالي لإطعام جياع شعبه وخاض حربا مع جيوش ثلاث دول لتحقيق الإنجازين التاريخيين، ونقل مصر من عصر الإقطاع لعصر الصناعة ومات عن أقل من ثلاثة آلاف جنيه هي كل رصيده المالي.. هو حتما ليس البشير الذي يحكم منذ عقدين أرضا توصف بأنها " سلة العالم الغذائية "، ومع ذلك يموت أهلها من المجاعة.. إضافة لميتات أخرى أودت بالسودان لنفق أودى بدوره للمحكمة .
مقولة استهداف الغرب لنا وقسمتنا على اساسها هي أول ما يجب أن يعقلن . فلو أطلقت النار من البندقية ذاتها على حمار أحدهم وعلى والده، فإن هذا لا يجعل والده حمارا .. ولكن إصراره على أن البندقية أزالت أي فرق بينهما هو الأقرب لأن يجعله هو (....) وابن ( .... ).
أما مقولة ان المحكمة الجنائية الدولية غير مختصة بمحاكمة رئيس دولة " وهو في سدة الحكم"، فهو دليل على جهل مدقع . فهي مقولة تتناسى أحد أهم أسباب إنشاء المحكمة، وهو رفع الحصانة عن رؤساء الدول إن هم ارتكبوا ايا من الجرائم التي تختص بها المحكمة .
ثم هل يصبح حاكم عربي " خارج سدة الحكم " إلا بثورة أو انقلاب يطيح به فيحاكم محليا ما يغني عن المحكمة الدولية، او بموته؟ ونص نظام المحكمة الذي يجهله او يغفله أساتذة قانون عرب، يكفي الباحث المهتم، ولكن لمنفعة القارىء غيرالمختص نذكر بقصة سعي أمريكا بوش المكرر والناجح، مقابل مبالغ من المال، لتستخلص من حكومات بلا سيادة ومجالس نواب مزورة، اتفاقيات ثنائية بعدم تسليم العسكريين والسياسيين الأمريكان المتهمين بجرائم ضد الإنسانية لمحكمة الجنايات الدولية .
فمم تخاف امريكا غير الموقعة على نظام المحكمة، بل والتي قاومت صدوره كما قاومته إسرائيل، إلا علم كليهما يقينا أن مجرمي الحروب من قادتهما سيساقون إلى تلك المحكمة في النهاية؟
أما إصرار بعض العرب على أن المحاكمة لن تطال قادةإسرائيليين وأمريكان، كون أي منهم لم يقدم للمحكمة للآن رغم الجرائم التي ارتكبت في غزة ولبنان والعراق وقبلها.. فالرد كان يجب ان يأتي من القانونيين ،وهو ان أوراق قضية دارفور قدمت للمحكمة كاملة العام الماضي ورفعها المدعي العام للمحكمة في أغسطس 2008، وقد قبل قضاة المحكمة القضية والتهم المسندة للبشير باستثناء واحدة هي " الإبادة الجماعية "، وبناء عليه اصدرت مذكرة الاعتقال الآن. بقي أن يسير المحامون المترافعون عن غزة (وكلهم غربيون او عرب مغتربون بينما العرب العاربة منشغلون بالخطابات النارية غير ذات الصلة بالإجراءات المحكمية) في القضية وتقديم أوراقها وبيناتها للمحكمة .. وإن رفضتها المحكمة نتحدث حينها عن ازدواجية معايير، ولكننا لا نجهض محكمة كلفت جمعا من شرفاء العالم جهد سنوات، بل نطالب حينها بإصلاح المحكمة وتغيير قضاتها او مدعيها العامين أو حتى بمحاكمتهم.. تماما كما نطالب بإصلاح قضائنا العربي الذي اشتهر بتقافزه بين كل المعايير او حتى بالاستغناء عن أي معيار قانون أو عدالة.. ومع ذلك لا نطلب إلغاء قضاءنا بل إصلاحه، مع انه أمر أصعب بآلاف المرات من إصلاح قضاء دولي.
أما العالم الإسلامي الذي يستنفر للدفاع عن تخلفه، فنذكره بأمرين هما في قمة الحكم الإسلامي إن طبق . الأول، ان حقوق الناس، بل وحق فرد واحد، أمر لم يعط الخالق لنفسه حق غفرانه، مع أن مغفرته وسعت كل شيء .
هذا لمن اعطوا انفسهم، دون الخالق جل جلاله ، الحق في أن يغفروا للبشير حقوق اناس قتلوا ونساء اغتصبن واطفال ماتوا من المجاعة .. أما زعم أن هذا التفريط بحق الملايين من جهة، والتأليه لحفنة حكام ومتنفذين من جهة اخرى، بأنه دفاع عن سيادة الأمة، فيرد عليه بقوله صلى الله عليه وسلم: إنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق منهم الشريف (ويقصد ذو المكانة وليس العفيف) تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد .
رئيس حكومة أردني سابق واجهته الصحافة بممارسات لا تقبل الدحض، فأجاب: " نحن مع كرامة المواطن، ولكن ليس عندما تتعارض مع هيبة الدولة " !! وقوله هذا تصدر الصحف الرسمية باعتباره الرد المفحم والقول الفصل، ولم ينقل عنه سرا!!
الأمة بلا كرامة ،ولكن هيبة دولها محفوظة.. بقي ان نقنع العالم بتلك الهيبة التي تعقد ألسنة شعوب او تنطقها ما يناقض منطق العقل البشري السليم .. وإن لم يقتنع هذا العالم، فالعصا - بحكم العادة - تؤشر إلى حيث ينتهي كل مشكك او معارض، وإلى حيث انتهت حقوق ملايين البشر، بل وانتهت قوانين وقضاة ومحاكم : إلى ما تحت الجزمة!! لهذا تحديدا استوجب قيام محكمة جنايات دولية


بعد التوكل على الله نقول:
بدات الكاتبة مقالها بالحديث عن تغييب العقل والمنطق في قضية الرئيس البشير, ولا شك أن من يتحدث عن غياب العقل والمنطق لا شك ان القراء ينتظرون منه عقلا ومنطقا يقنعهم أن هناك غياب حقيقي للعقل والمنطق المزعوم, وقد كثر الحديث عن العقل والمنطق وفقدان البعض لذلك, ف اصبحنا كلما ذكر عقل أومنطق تحسسنا رؤوسنا
غير أننا لم نجد منطقا في اقوال الكاتبة كما سنرى:
لقد ساد تقسيم روجت له الدوائر الغربية ومن ينطقون باسمها في منطقتنا العربية أن المعتدل هو من يستخدم العقل والمنطق وأن المقاوم هو من لايستخدم لا عقلا ولا منطقا بل عاطفة لا تفيد, ولكن برجوعي الى كتابات السيدة توجان فيصل فقد وجدت أنها من أنصار التيار المقاوم, أى أنها مصنفة حسب الرؤية الغربية باعتبارها ممن لا يستخدمون المنطق والعقل, وهو تصنيف يحق لها أن تفخر به, لا أن تدعو للعكس كما الحال في قضية البشير لذا فمنهجنا في هذا الرد هو اثبات تناقضها الفكري وعدم التزامها خطا فكريا في قضايا متشابهة ومحاول تغليف ذلك باستخدام العقل والمنطق حسب الفهم الغربي له.وهاكم نماذج لما كتبته
http://www.arabrenewal.org/articles/17975/1/Ba-EUiiNE-YiaC-IiNE/OYIE1.html

عن المقاومة الفلسطينية واللبنانية
الفضل في إطلاق سراح هؤلاء يعود لمحور المقاومة والممانعة.. وتحديدا لحزب الله وحماس، لا باعتبارهما طالبا بهؤلاء المحررين تحديدا، ولكن لأن تكتيك حزب الله في أسر جنود إسرائيليين او احتجاز جثامينهم لأغراض المقايضة، والذي اقتبسته حماس حين اختطفت الجندي شاليط، أثبت جدواه بأبعد من عملية التبادل هذه. فهو أولا وحد ما بين الأسرى العرب، فوحد بالتالي جبهة النضال والمقاومة العربية، حين لم يقصر حزب الله مطالباته على أسرى حزبه ولا حتى على الأسرى اللبنانيين، ومثله فعلت حماس حين ادرجت أسرى فتحاويين ومن فصائل أخري وعلى رأسهم مروان اليبرغوتي على قائمتها رغم محدودية القائمة وكثرة أسراها!.
نشر في 22/8/2008 موقع التجديد العربي
وعن العراق
ففي العراق الذي أريد لاحتلاله ان يكون بوابة تركيع العالم العربي بأسره، توالت هزائم الأمريكان وانتصارات المقاومة الشعبية بكل اطيافها الإسلامية السنية والشيعية كما ثبت ولا يحتاج مني لتفصيل ما هو معلوم لكل عربي. وفي فلسطين صمدت المقاومة تحت ظروف احتلال لم يخرج من غزة إلا ليمهد لحصارها، وعلى طريقة حصار العراق اللا إنساني.. وفشل مثله، ومن هنا وباتعاظ بالدرس اللبناني بعد العراقي، تخشى إسرائيل إعادة اجتياح غزة.
وعن لبنان
أما ما تحقق في لبنان من هزيمة لإسرائيل ولأمريكا وحلفائها الأوروبيين، فقد تجاوز المتوقع والمألوف في التاريخ، سواء في الحروب النظامية أو في حروب المقاومة التي تخوضها الشعوب المحتلة أرضها. فالأخيرة محتم انتصار الشعوب فيها، ولكن ما جرى في لبنان كان أشبه بالمعجزة..
إذن الكاتبة و حسب تصنيف الاعتدال والعاطفة المزعوم تصنف بأنها من أنصار المقاومة ايا كانت في العراق أو لبنان أو فلسطين, لكن ما يحيرنا هو لماذا تنصلت الكاتبة فجأة من خطابها المقاوم وهي تكتب عن السودان؟؟ أليس القوى الغربية التي تعبث في العراق ولبنان وفلسطين هي نفس القوى التي تتآمر على السودان؟؟ أم أن هناك فرق بين العابثين المتآمرين؟؟
تقول الكاتبة أن المظاهرات والحملة المؤيدة للبشير ليست عفوية ولا مجانية كما يشاع أو يظن.. هذا قولها ولكن نسالها لماذ نشيع ونظن؟؟ هل كلفت نفسها بالنظر الى الفضائية السودانية (إن كانت تعلم بوجود مثل هذا الكائن) وهل رأت الجماهير وهي تعترض طريق البشير وهو عائد من جفل تخريج ضباط طيارين بعد ساعة من إعلان أوكامبو مذكرته, ثم تقوم هذه الجماهير بانزاله البشيرمن عربته والسير معه في مظاهرة عفوية ؟؟ هل رأت هذا المنظر؟إن لم تشاهده فسنطلب من القناة السودانية إعادة بثه لها فليس من رأى كمن سمع.
ونسألها من هو الرئيس العربي الذي يسير وسط شعبه آمنا مطمئينا ويخطب في مواكب مكشوفة؟؟ هل رأت هذا المنظر؟؟
تقول الكاتبة:

وإذا كان رجل الشارع المسحوق جراء غياب كل اشكال العدالة عنه، بات يقبل على نفسه السير في مظاهرة منسقة طمعا في رضى مسؤول وبعض فتات موائده الغنية وحدها في بلد المجاعات..
نتوقف عند بلد المجاعات, ونسألها هل شاهدت مجاعة في عهد البشير, المجاعات كانت في عهود سابقة حين كان القوم (يستخدمون العقل والمنطق) ولم يرفعوا شعار نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع, وهو شعار اثبت جدواه في ظل حصار اقتصادي صارم من الغرب وحصار مالي من العرب وفي ظل هذا الحصار لم تحدث مجاعة واحدة في عهد البشير وهي فترة ناهزت عشرين عاما..ربما أنك تتحدثين عن بلد آخر غير السودان, أو ربما كان مرجعك إجهزة الإعلام الغربية
وعلى كل فما العيب في إستخدام الشارع ليرى الغرب تماسك الجبهة الداخلية, اليس هذا هو عين (العقل) .على أى حال هاكم رأى الكاتبة في الشارع العربي:

والثاني محلي شعبي بكل معنى الكلمة التي تعيد الفضل في فعل التغيير "للشارع" في كل المناطق التي جرى فيها هذا التغيير بلا استثناء، وبما يؤكد على هوية ذلك الشارع القومية أو الدينية او الثقافية بما ألزم الكبار الذين يقودون التحركات الدولية على الاعتراف بهذه الهويات والبحث عن طرق للتعايش مع خصوصياتها..
إذن لماذا رأت في الشارع السوداني مجموعة من الجوعى الذين يبحثون عن فتات الموائد؟؟
المصدر نفس الموقع السابق


تقول الكاتبة وهي تنتقل من الهجوم على الجمهور الى الهجوم على النخب:

انتقال العدوى للنخب هكذا أمر مؤسف ويعطي المبرر للعالم لينظر إلينا على اننا دون سوية البشر، واننا بالتالي لا نستحق حقوق الإنسان ذاتها التي تتاح للإنسان الغربي.
يا سادتي, العدوي التي تتحدث عنها الكاتبة هي التاييد لشعارات البشير طمعا من هذه النخبة في فتات مائدة مسئول, ولا أدرى من اين سيأتي البشير بكل الأموال ليدفع لهذه الجموع الغفيرة؟؟ وهل يشمل هذا الدفع للإحزاب المعارضة التي خرج مثقفوها لتأييد البشير؟؟ ولمعلومية الكاتبة فإن كل القوى السياسية في السودان والحركات الدرافورية الموقعة على اتفاقيات السلام وهي القوى الرئيسية في دارفور واهل الجنوب وحزب الأمة وحزب الميرغني والناصريون والبعثيون والشيوعيون كلهم اتفقوا على تاييد البشير, فلماذا التعامي عن هذه الحقائق ووصفهم بقبض الرشوة ؟؟ وهذا الحكم الجائر من هذه الكاتبة يعنى أن على مثقفينا سودانيين كانوا أم عرب الأ يؤيدوا البشير لأنهم في هذه الحالة سيكونوا في نظر الغرب دون سوية البشر ولا يستحقون حقوق الأنسان المتاحة للانسان الغربي؟؟؟...الخطير في هذا القول أننا لن نستحق حقوق الإنسان إلا اذا اصبحنا (عقلاء) حسب الوصف الغربي لكلمة عاقل, وغير ذلك فاننا نستحق ما يجرى علينا من جانب حكامنا الظالمين...لكن يا سيدتي الفاضلة من يدعم هؤلاء الحكام الظالمين, اليس الغرب نفسه ؟؟؟
ولم تحدثنا الكاتبة عن المثقفين الذين يقبضون ما خف حمله وغلا ثمنه من الغرب..أم أن الغرب ديمقراطي ومن ذوى العفة والنزاهة ولا يبذل المال للمرتشين وبائعي ضمائرهم؟؟ ربما أن الجنيه السوداني نجس ورجس من عمل الشيطان بينما الدولار الأمريكي طاهر نقي ويمكن (بله وشرب مائه)
على كل حال لم تشرح لنا الكاتبة ما هي نوعية هذه الشعارات المدافعة عن العصا التي يلوح بها البشير والتي تلوم المثقفين على الدعاية لها؟؟
هاك بعض من شعارات البشير كما نراها على الفضائيات هي:
لن نذل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان
خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود
(الرد الرد..السد السد) الرد على مناوشات اوكامبو كان بافتتاح اكبر سد في افريقيا والشرق الوسط لتوليد الطاقة الكهربائية
سير سير يا بشير نحن جنودك للتعمير
هذا هو بعض من هذه الشعارات. أما المواقف البشيرية فهي التأييد المستمر لقضية الشعب الفلسطيني, والأنحياز لجانب حزب الله في حربه ضد اسرائيل, وتاييد المقاومة في العراق وافغانستان, سيدتي أليست الشعارات التي يلوح بها البشير ويرفع من اجلها عصاه, هي الشعارات التي تجعل الغرب يرانا دون سوية خلق الله؟؟ وإن كان الأمر كذلك فهل هذا ينطبق عليك يا سيدتي وأنت تكتبين عن حزب الله والعراق وفلسطين وقضايا المقاومة وهم يترجمون لن نذل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان على أرض الواقع؟؟ لماذا هي في حالة البشير شعارات بغيضة تسلتزم الإتيان براسه وفي كتاباتك عن المقاومة أمر جيد؟؟

تقول السيدة الفاضلة:

بتنا نعيش على رحمة ونجدة شقه الآخر المتمتع بالحس الإنساني، وهو بمجموعه الغرب الذي أورث نخبنا قبل عامتنا تلك العقدة التي أفقدتهم ليس فقط منطقهم السليم بل وايضا تأهلهم لقيادة أوطانهم بدلا عن الطغمة الحاكمة التي تعتاش على زعم ان لا بدائل لها كلما بدت سوءاتها اوضح أمام شعوبها وامام العالم.. اهم ما يميز هذا الغرب عنا هو انه تجاوز حكاما كحكامنا وكهنوتا متحالفا أو متنافسا مع هؤلاء الحكام ككهنوتنا (أنظروا لثنائية البشير والترابي كعينة) ليخرج من عصور ظلمته إلى ما سمي بعصر النهضة، وذلك بالعودة للعقل .
لكن هذا لطرح الجميل جدا عن الغرب وديمقراطيته واحتفائه بحقوق الأنسان وخروجه عن عصور الظلام, هذا الحديث يسقط في مزبلة التاريخ ويضع الغرب في موقف الإنتهازي والمنافق حين تعلم هذه السيدة أن الغرب هو من يدعم حكامنا الطغاة ويحميهم ولا يسمح باى ديمقراطية لشعوبهم وبالتالي فهو لا يرى أن من يخرج في مظاهرة تاييد لهم مارقا ودون سوية خلق الله, بل يراه عاقلا لبيبا حصيفا حاذقا اريبا .
لهذا يا سيدتي لا ينطبق وصف (دون سوية خلق الله),إلا على المثقف الذي يؤيد الحاكم الخارج عن طوع الغرب (المارق) المصنف أنه من محور الشر ووفقا لهذ الفهم فإن كل مثقف أو مواطن يقف مع هذا الحاكم المارق لا يستحق حقوق الأنسان, وعليه أن يذهب إلى لاهاي للمثول امام أوكامبو
تقول الكاتبة

ثم هل يصبح حاكم عربي " خارج سدة الحكم " إلا بثورة أو انقلاب يطيح به فيحاكم محليا ما يغني عن المحكمة الدولية، او بموته؟
ونقول لها لن يصبح أى حاكم عربي خارج سدة الحكم إذا أطاع الغرب, وإذا لم يطع فعليه تحمل نتائج ذلك وسيكون مصيره الشق الثاني من جملتك ( ثورة أو أنقلاب أو محكمة دولية), ونسيت الكاتبة أن تضيف (غزوا أجنبيا امريكيا) كما أن كملة موته التي ذكرتها الكاتبة تلطيف لكلمة (شنقه) ونسالها إذا ما جدوى حديثك وتمجيدك للمقاومة العراقية ودفاعك عن صدام وقولك (ومع ذلك بقي حيا في وقفته الشجاعة أمام المحكمة).

تقول الكاتبة (
فلا مجال للقول إن الرئيس البشير كالرئيس صدام او كعبد الناصر) . فالبشير حسب قولها (الذي يحكم منذ عقدين أرضا توصف بأنها " سلة العالم الغذائية "، ومع ذلك يموت أهلها من المجاعة.. إضافة لميتات أخرى أودت بالسودان لنفق أودى بدوره للمحكمة .)
لقد شرحنا لها فيما مضى أن السودان لم يعاني أى مجاعة في عهد البشير, ونفق المحكمة الجنائية ليس بسبب شفقة الغرب على اهل درافور, أين هذه الشفقة الزائدة والحنان الأبوى من مليون شخص قتلوا في العراق؟؟ اين هو من أهل غزة, أين هو من أهل قانا ومن العزل في افغانستان؟؟
هل تصدقين ايتها السيدة الفاضلة أن جريمة السودان هي موت الناس في دارفور. هل سمعت أن الفرنسيين قتلوا 45000 الف شخص في يوم واحد في الجزائر؟؟
إن كنت تصدقين أن جريمة البشير هي موت الناس فس دارفور فوحسرتاه على (المنطق والعقل)
جريمة البشير يا سيدتي هي في الآتي:
1- استخراج البترول دون الرضوخ للشروط الغربية
2- شبكة هائلة من الطرق والجسور ربطت بلد بحجم قارة
3- تقدم ضخم في وسائل الاتصال واصبح الموبايل والانترنت في متناول عدد ضخم من (الجوعى)
4- انشاء اكثر من ثلاثين جامعة في البلاد
5- حل مشكلة الكهرباء حلا نهائيا بانشاء سد مروى
6- مضاعفة الرقعة الزراعية المزروعة عشرات الأضعاف فلم تحدث مجاعة في زمن البشير (راجعي ذلك وتاكدي بنفسك)
7- حل مشكلة الجنوب حلا نهائيا
8- استقلالية القرار فالقرار يصنع في الخرطوم وليس واشنطن او لندن أو باريس
9- التعاون مع الصين وإيران وروسيا وسوريا ودعم المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان
هذه هي بعض الاسباب فموت بعض اهل دارفور ليس السبب بل ذريعة
أما تفاؤل الكاتبة بمستقبل محكمة الجنايات الدولية وأنها ستطال يوما ما قادة اسرئيل وامريكا فيبدو لنا أن لأمر ليس أكثر من محاولة تجميل ما هو قبيح وهذا بعد أن تنصلت الكاتبة عن تاريخها المقاوم واصبحت الآن (عاقلة )


نامل من الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب المساعدة في إيصال هذا الرد للدكتورة توجان فيصل