المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديمقراطية المحاصصة الطائفية



مصطفى عثمان
15/03/2009, 02:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ادناه مقال كتبه احد الصحفيين العراقيين يوضح الاساليب الديمقراطية الجديدة التي وضعت اسسها في العراق الجديد
عراق القتل والنهب والسرقة
ليطلع عليها الدعاة المدافعون عن ما يجري في العراق من قبل مؤسسات الدولة واخص منهم د فائد اليوسفي من اليمن اريه ان يطلع ليعرف مدى عمق الجرح العراقي وكيف وصل الحال في الجامعات العراقية



الجامعة المستنصرية تتحول إلى بؤرة لمافيا الفساد واختلاس الأموال العامة والتصفيات الجسدية التابعة لطغمة الأحزاب الدينية الحاكمة - 1



كتابات - صباح البغدادي



في لقاء سابق مع قناة العربية الإخبارية صرح موفق الربيعي مستشار ما يسمى بالأمن القومي لهذه الطغمة الحاكمة بأننا " نحاول قدر الإمكان بالعودة بالوضع التعليمي بكافة مراحله الابتدائية والثانوية والجامعية إلى فترة السبعينات والثمانينات " وهذا الاعتراف الصريح العلني من قبل احد ابرز الذين دخلوا خلسة واحتموا خلف دبابات الغزاة يعترف علنآ بأن مستوى التعليم في كافة مراحله في العراق في تلك الفترة من نظام الحكم السابق كان من أفضل مستوى تعليم موجود في ظل هذا الحكم , بل يذهب البعض أكثر من هذا ويعتبر أن مستوى التعليم العالي في تلك الفترة أفضل بكثير من دول الجوار العراقي , ولا يستطيع احد أن ينكر أن فترة الحكم تلك كانت متوفرة أحدث وسائل التعليم الجامعي والهيئات التدريسية العلمية الأكاديمية المتمكنة من عملها , بحيث تم تخريج مئات والآلاف من الطلاب ومن كلا الجنسيين وتم إرسال المئات من المتفوقين إلى بعثات على حساب الدولة العراقية لغرض تكملة دراساتهم العليا في مختلف الاختصاصات العلمية والفنية والتربوية والإنسانية , ولذلك تكون جيش من العلماء والباحثين والتقنيين على أحسن مستوى علمي , وهذا ليس تلميع بنظام حكم سابق حكم العراق طيلة مدة أكثر من 35 سنة وكان له مساوئه وايجابياته , على الرغم من أن نظام الحكم لا يتدخل بأمور الناس الشخصية ويفرض عليهم أشياء مثلما نراه اليوم في الجامعات والوزارات , ولكن الحقيقة في هذا المقام يجب أن تقال لان الكل يعرفها وعاش إحداثها لحظة بلحظة حول واقع التعليم العالي في تلك الفترة , صحيح أن هناك تدهور حصل للواقع التعليمي بمختلف مراحله بعد أحداث 1991 وفترة الحصار الظالم والجائر الذي طحنت أطياف وطبقات واسعة من الشعب العراقي تحت دواليب العقوبات الدولية , ولكن لم يكن ذلك التدهور في فترة الحصار كما هو موجود الآن في ظل ( الديمقراطية ) وعراقهم الجديد حسب ما يدعونه ضمن العملية التربوية الجامعية , التي بعد مرور ما يقارب ستة سنوات يشهد واقع التعليم الجامعي تدهور خطير جدآ وغير مبرر على كافة المستويات والأصعدة في ظل ديمقراطيتهم الدموية المزعومة البائسة , بحيث أدت إلى نتيجة بتحويل الحرم الجامعي إلى مرتع خصب للتأجيج الروح القبيحة المتمثلة بالطائفية والمذهبية والقومية والحزبية على حساب مصلحة التعليم العالي , وسيطرتها الكلية على المسار العملية التعليمية وأصبحت الميليشيات الدينية والحزبية الإجرامية هي المسيطر الفعلي على واقع التعليم العالي في كافة الجامعات العراقية لتخريج الطلاب الذين ينتمون لتلك الميليشيات الإجرامية وإعطائهم أسئلة الامتحانات لضمان حصولهم على أعلى الدرجات على حساب الطالب المثابر والمواظب , بل الأخطر على حساب بقية الطلاب من المذاهب والطوائف الأخرى .

جاء قانون اجتثاث البعث سيئ السمعة والصيت ليحرق الأخضر بسعر اليابس , وبدون أن تكون هناك أي دراسة أكاديمية علمية تستطيع من خلاله فرز من كان له سجل سيئ , ومن كان له سجل نظيف وقد انظم إلى حزب البعث لغرض الاستمرار بوظيفته وحصوله على المناصب العالية , ولو أن هذه الجزئية تم رفعها كلافتة لغرض ادعاء مظلومية زائفة لاني اعرف أشخاص لم ينتمون لحزب البعث طيلة حياتهم ومع هذا استلموا مناصب وظيفية عالية في بعض الوزارات الخدمية والجامعات وحتى على مستوى وزارة الخارجية والمضحك في الأمر ألان ليس لهم أي عمل وتم طردهم من وظائفهم من قبل من يدعون المظلومية , واتى هذا القانون الخبيث الطائفي لغرض طرد الكثير من أساتذة الجامعات من ذوي الخبرات الأكاديمية والعلمية والإدارية الممتازة الذين لا يتم تعويضهم بكل سهولة في ظل الظروف الصعبة التي يواجها العراق كدولة بعد الغزو والاحتلال البغيض , إضافة إلى عمليات التصفية الجسدية التي طالت العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات من مختلف الاختصاصات العلمية والفنية والتربوية والقسم الأخر الذي لم يطاوله يد الغدر والتصفية هاجر خارج العراق , وفقد بالتالي مفاتيح إعادة بناء العراق وتنميته على أسس علمية رصينة , وتم استبدال هؤلاء الأساتذة بآخرين ليس لهم أي دراية أو خبرة في مجال وعمل واقع التعليم العالي , وتم إعطائهم درجات ووظائف بمناصب عالية لمجرد أنهم ينتمون لأحزاب السلطة الدينية الفاسدة الحاكمة , حيث أثرت بشكل واضح على واقع التحصيل العلمي والمعرفي للطلاب ولجميع المستويات ومراحل التعليم الجامعي , ولم يختلف وضع جامعة بغداد أو المستنصرية عن واقع مثيلاتها من الجامعات والمعاهد في مختلف محافظات العراق كثيرآ , فالمحسوبية الشخصية والحزبية ما زالت قائمة وبقوة وتحدد مصير مستقبل الطلاب على الرغم من فشلهم الدراسي , وانتماء هؤلاء الطلاب لأحد الميليشيات الإجرامية سبب كفيل بإعطائهم أعلى الدرجات , على الرغم من أن الكثير منهم طلاب فاشلين , وأصبح لقب الطالب وانتمائه العشائري والقبلي يلعب دورآ مهم في نجاحه وتخرجه بتفوق ويمنح أعلى الدرجات وهنا تكمن الطامة الكبرى على مستقبل وواقع العراق , فكيف اذآ بطالب تخرج من الإعدادية بتفوق نتيجة غشه وسرقة أسئلة الامتحانات البكلوريا كما جرت خلال السنوات الماضية بعد غزو والاحتلال لنراه بعدها في كليات الطب والصيدلة والهندسة وهو نجح بالغش والتزوير بفضل انتمائه هو أو احد أفراد عائلته آو أقربائه لسلطة الأحزاب الدينية الفاشلة وليس بفضل نبوغه العلمي !!! هذا هو حقيقة بعض من الواقع المأساوي للتعليم العالي في جميع الكليات والمعاهد في ما يدعون ( عراقهم ) ( الديمقراطي ) الجديد .
الجامعة المستنصرية تعتبر من إحدى اعرق الجامعات العراقية التي تأسست عام 1963 كجامعة خاصة لنقابة المعلمين وبعدها تم نقل ملكيتها ومسؤوليتها للدولة , حيث تضم مختلف الكليات العلمية والإنسانية والتربوية والرياضية , وبعد الغزو والاحتلال سيطرة عليها ميليشيات الأحزاب الدينية الحاكمة , وحولتها من مجرد جامعة لتحصيل العلم والمعرفة والدراسات العليا بمختلف الاختصاصات , إلى مجرد حسينيات للطم والتطيير وبث روح التفرقة الطائفية والمذهبية بين طلابها , وكأن لم يكفي المئات من المساجد والحسينيات المنتشرة خارج الجامعة لغرض أن يتم تحويل حتى قاعات المختبرات إلى حسينيات تابعة لزمرة هذه الأحزاب الفاسدة , ولتتحول بالتدريج إلى بؤرة فساد واحتقان طائفي ومذهبي وتفرقة بين الطلاب حيث تسيطر كل ميليشيا حزبية على إحدى الكليات داخل الجامعة , وتجد بين قاعات جدرانها الدراسية انتشار ظاهرة لصق صور المعممين الأجانب الذين تحالفوا على تدمير العراق مع الغازي المحتل البغيض , وكذلك تجد خارج القاعات انتشار كثيف إلى اللافتات الدينية المكتوبة بشعارات طائفية ومذهبية بغيضة تؤكد كلماتها على التفرقة العنصرية والمذهبية بين أبناء البلد الواحد , ووصل الأمر حتى إلى إشاعة الرذيلة والفساد الأخلاقي بين الطلاب والطالبات تحت عناوين طائفية بالية مخلة بالآداب ومرفوضة بشكل قاطع من المجتمع , واستغلال واقع الطالبات ألمعاشي والعوز المادي الذي تعاني منه اليوم اغلب العائلات العراقية , وخصوصا العائلات الفقيرة المتعففة الذين ليس لهم مردود مالي من خلال وظائف حكومية أو أن يكون احد أبنائهم خارج العراق لغرض مساعدتهم في هذه الظروف العصيبة , ولم تعمل إدارة الجامعة المستنصرية بعميدها الحالي الفاسد المدعو تقي علي موسى الموسوي ألبعثي المخلص لمبادئ حزبه لحين أخر يوم من الغزو والاحتلال إلى المتلون الطائفي الحاقد حاليآ , بالحد من هذا الجو المكهرب المشحون بالنزاعات الطائفية والمذهبية والسياسية , بل على العكس قامت الجامعة وبتشجيع من عميدها الحالي سيئ السمعة والصيت بإشاعة هذه الظواهر الشاذة والمدانة وتأثيرها الخطير على الواقع التعليمي في المستقبل المنظور بتخريج طلاب لا يفقهون في العلم شيآ إضافة إلى صورة الفساد المالي والإداري البشعة وتزوير الشهادات الدراسية الجامعية التي يتمتع بها عميد الجامعة الحالي .

أراد الشهيد الأستاذ البروفسور الدكتور عبد السميع عبد الرزاق الجنابي عميد كلية العلوم / الجامعة المستنصرية في حينها بمنع تعليق صور رجال الدين المعممين ـ معظم هؤلاء كانوا مشهورين بالفساد ومجرمين لمساعدتهم بقتل وتعذيب الجنود العراقيين في حرب الثمانية سنوات التي تم فرضها على العراق ـ داخل القاعات الدراسية وعدم استعمال المختبرات وتحويلها إلى حسينيات للتطبير واللطم , وان مكان جميع هذه الفعاليات الدينية ليس الحرم الجامعي , وإنما المساجد والجوامع والحسينيات المنتشرة اليوم في جميع محافظات العراق ـ التي أصبحت كالفطر المسموم لا ترى في معظمها إلا التهريج الديني وإشاعة الاحتقان الطائفي والبغضاء والانتقام بين أبناء البلد الواحد بعد سيطرة هذه الأحزاب الدينية الفاسدة على مقاليد الحكم بفضل الاحتلال الأمريكي النازي البغيض ـ وقد كان الدكتور الجنابي يقوم بواجبه في تطبيق التعليمات التي صدرت من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمنع تعليق اللافتات الدينية والشعارات والإعلام السوداء , وبمنع استعمال الجامعات منابر لهذه المظاهر الدينية الشاذة خصوصآ بعد انتهاء الاحتفال بهذا الفلكلور الشعبي البائس ومطالبته برفع اليافطات من على السور الخارجي للكلية , وجوبه هذا العمل من قبله من خلال قيام الميليشيات الطلابية بتظاهرات طالبت بقطع راس من يرفع هذه اللافتات و إقامة مجالس العزاء واللطم ورفع العشرات من هؤلاء الطلاب السكاكين والعصي والسيوف في داخل الحرم الجامعي في تلك المظاهرات الطائفية البغيضة وحتى أن البعض رفع المسدسات ومختلف أنواع الأسلحة الرشاشة في حينها وطالبوا بطرد عميد كلية العلوم من منصبه لأنه ناصبي !!! ويكره الحسين ( ع ) !!! مما اضطر عميد الجامعة بعدها إلى الاختفاء عن الأنظار لحين أنجلاء هذا الموقف المخزي بناء على نصيحة وزارة التعليم العالي وسارع رئيس الجامعة المستنصرية في حينها الفاسد تقي الموسوي بتشكيل لجنة تحقيق بحق الدكتور الجنابي لقيامه بهذا العمل , وتم نقله بعد انتهاء هذا التحقيق الطائفي البغيض إلى الجامعة التكنولوجيا حيث قامت عناصر إجرامية من هذه الميليشيات الطلابية بملاحقته إلى مكان عمله الجديد , وتم اختطافه قرب ملعب الشعب الدولي بواسطة سيارتين نوع مونيكا حيث قتلوا حارسه وجرحوا السائق واقتادوا بعدها الدكتور الجنابي مع سيارته إلى جهة مجهولة , وبعد أيام وجود جثته على قارعة الطريق وقد تم تشويهها طعنآ بالسكاكين , وعمليات التعذيب البشعة كانت واضحة على جميع أجزاء جسده , حيث دفع هذا البروفسور في مجال اختصاصه النادر حياته ثمنآ عندما أراد أن يطبق الأوامر الصادرة له من الوزارة المسؤولة عن المعاهد والجامعات , ظنآ منه أنه في نظام حكم يقال عنه ويشاع في وسائل إعلامهم الصفراء الرخيصة بتطبيق النظام ( الديمقراطية ) المصيبة أن هذه الحكومة وعمادة جامعة التكنولوجيا لم تفتح حتى تحقيق بعملية الاغتيال مما أدى بنتيجة مثل تلك الفعال الإجرامية البشعة بحق الأساتذة إلى بث الرعب والخوف في معظم الطاقم التدريسي المتبقين بعد أن تم رفع اللافتات داخل كلية العلوم تبشرهم بالانتقام من الذي تجرأ على رفع تلك اللافتات , حيث فضل البعض منهم الخروج والهروب من العراق حتى لا يكون مصيره مثل زميله تلقى جثته مشوهة بالسكاكين على قارعة الطريق ... كلنا نحتفل بذكرى رحيل الأمام الحسين ( ع ) وكنا نسارع وما زلنا بعفوية في إحياء هذه المناسبة الأليمة على قلوب جميع المسلمين بطرق حضارية بعيدآ عن إشاعة روح التفرقة والعنصرية الطائفية , وفي الأماكن المخصصة لمثل تلك المناسبات الدينية , ولكن البعض من هؤلاء الشواذ أصبحوا يستغلون حتى الحرم الجامعي لإقامة مثل تلك الشعائر الدينية وخصوصآ منهم المنتمين للأحزاب السياسية الدينية , ليس حبآ بالحسين ( ع ) ولكن لغرض إرسال رسالة خائبة وسخيفة للطرف الأخر أنهم الآن هم الأقو داخل الساحة السياسية , وكل هذا يندرج تحت غطاء المتاجرة الرخيصة المبتذلة بأهل البيت ( ع ) ... فاصل ونعود إليكم غدآ ... مع خفايا وأسرار شبكة مافيا الفساد في داخل الجامعة المستنصرية وارتباطها الفعلي برئيس الجامعة الحالي ...



صحفي وباحث عراقي مستقل

sabahalbaghdadi@maktoob