ناصر عبد المجيد الحريري
16/03/2009, 07:47 AM
سابدأ مباشرة دون مقدمات من خلال طرح تساؤل مهم ، لأن الاعلام هو الأداة الأكثر فتكاً في العالم .
ما هو المطلوب من الإعلام في ظل ما نشهده كل يوم من اجتياحات باسم الثقافة والتطور ؟؟؟
وهل وسائل الإعلام مجرد أدوات لإضاعة الوقت والتسلية ؟؟
أم أن الإعلام وسيلة لجمع المال والثراء ؟؟
أم تراه أداة لنشر الرذيلة والانحلال ؟؟
أسئلة إذا استطعنا الإجابة عليها بصدق حولنا الإجابة إلى واقع ملموس في التربية والتوجيه والتعليم ومساعدة المجتمع الذي نعيش فيه, حتى يصبح الإعلام وسيلة للتغيير والإصلاح .
ولذلك يحتاج التعامل مع وسائل الإعلام إلى فطنة وحذر كبيرين ، ولا نستثني .. من ذلك صحفاً ومجلات وإذاعات وقنوات تلفزيونية تتحدث بالعربية وتتغنى ليل نهار بأمجاد الأمة وتقسم أنها تمثل ضمير هذه الأمة النابض وعقلها المفكر ، لكنها تعمل – عن قصد أو بدونه – على دمار الأمة و هدم هويتها .
إن حملات التسفيه والتسطيح وتلميع النجوم الزائفة وتقديمه للأجيال على أنه حقيقي ، فهذا أمر يسهل كشفه.
لكن الأخطر من ذلك تزييف الحقائق وتسميتها بغير اسمها الحقيقي ، ومع التكرار المستمر تغيب الحقيقة وتفسح مكانها لعكسها المزيف .
فمثلاً ، المنطقة العربية الإسلامية تسمى ( الشرق الأوسط ) وهو مصطلح حديث أريد به باطلاً وهو موغل في العنصرية ، فهو يتخذ من أوروبا والغرب مقياساً نصبح نحن شرقاً أوسط لهم واليابان شرقاً أقصى ، ولا معنى لهذا المصطلح إلا أن تنسى الناس أن المنطقة عربية إسلامية لتبرير إدخال إسرائيل إليها طالما أصبحنا مجرد رقعة جغرافية بلا هوية تميزها .
فتركستان ( الشرقية والغربية ) تسمى وسط آسيا ولا يشار إلى إسلاميتها ، حتى أسماء المدن الإسلامية تدفن وتستبدل بها أسماء أجنبية يرددها الإعلام العربي كالببغاء ،
فأباظيا تصبح أبخازيا
والدار البيضاء تصبح كازابلانكا
و" خوجة علي " تصبح كوجالي وهكذا .
الأدهى من ذلك تلك المصطلحات التي تستهدف تدجين الأمة ومحو ذاكرتها ،
ففلسطين المحتلة أصبحت بالكاد ( الضفة وغزة )
والعدو الإسرائيلي أصبح ( إسرائيل )
والأراضي المحتلة غدت ( أراضي متنازعاً عليها )
والمتمسكون بالإسلام غدو ( أصوليين ) أو ( إرهابيين ).
قد يفهم البعض أن يتجه الإعلام الغربي إلى اتخاذ هذا المنحى فتلك هي الرسالة التي أقيم على أساسها ، وتلك طريقة الغرب في التعامل مع العرب ، لكن أن يحذو حذوهم نفر من بني جلدتنا فذلك من قواصم الظهر .
أرأيتم تحريفاً للكلم عن مواضعه أكثر من هذا ؟
من أعظم الفتن في هذا الزمن فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس .
فالشاشة لها النصيب الأكبر ، والمجلات والصحف لها تأثير بالغ الناس. والروايات نخرت في الأمة بحسن السبك وقوة العاطفة ، أما الإذاعة والسينما والمسرح وغيرها فلها رواد كُثر .
لقد قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس ..
إلى سنوات قريبة بدأ الغزو المكثف لإزالة حاجز التقاء الرجل مع المرأة لقاءمحرماً. .. فزين الأمر بأنها علاقة شريفة وصداقة حميمة وحب صادق ! وإذا وقع المحظور فهو نتيجة طبيعية للمشاعر الفياضة بين الطرفين .
حتى أنك لم تعد تسمع بكلمة الزنا والزاني والزانية في وسائل الإعلام البتة ! بل زين الأمر حتى للمرأة البغي التي تعرض نفسها على الرجال الأجانب فسميت بائعة الهوى وصاحبة الحب المتدفق !
صُرِف الشاب عن الطاعة والدعوة والجهاد إلى مشاهدة الأفلام والمسلسلات ، والبرامج التي تبعده عن قيمه واصلته فأصبح أكثر تشبهاً بالغرب ، تقليداً أعمى !
وصرفت الفتاة إلى الأزياء والحلي والعري والخلاعة ..
والمجال خصب والمرتع وخيم ، فهناك شهوات تؤجج ونيران تتقد بحثاً عن الحرام ! ومع هذا الانصراف نجد الموافقة في الغالب من المربين آباء وأمهات ! ولهذا انتشرت العلاقات المحرمة وهدرت الطاقات وضيعت الأوقات !
لم يكتف الإعلام بهذا بل سارع إلى إيقاد نار العداوة والبغضاء وأصلّ لكره مفتعل يين الرجل والمرأة ، وبين الزوج وزوجته ، وبين الأب وأبنائه !
فقيل للابن أنت حر ، وقيل للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك !
ورغبة في الإلهاء وإرضاء الغرور والتغرير بدأت العبارات الرنانة تتكرر كل يوم
أنتِ جميلة وفاتنة وراقية وصاحبة ذوق !
وأصبح الحديث كله عن الحب المزعوم في حلة ملطخة بالعهر ولذنوب .
واستمر التحريض ليصل العداوة على الوالدين والزوج والأخ حتى وصل إلى ذروة الأمر فحرضت المرأة على الشريعة !
فالحجاب قيدُ أغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد !
أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف ، وخدمته جبروت وقسوة !
في سنوات قليلة صدق بعض النساء الأمر فتمردن على الزوج وحددن النسل بطفل أو اثنين !
وسارت المرأة في طريق مظلم ليس فيه إلا عواء الذئاب والهاوية تقترب !
وتكبرت الزوجة على أم الزوج حتى جعلتها شبحاً مخيفاً وبعبعاً قادماً !
أما المطلقة فهي في نظرهم صاحبة جريمة لا تغتفر إذ هي مطلقة !
وإن كان هذا هو واقع الإعلام بشكل عام ، فالسؤال الأكثر إلحاحاً ،
ماذا نحن فاعلون ؟؟؟؟
و ما حالنا معه؟؟؟ !
ما هو المطلوب من الإعلام في ظل ما نشهده كل يوم من اجتياحات باسم الثقافة والتطور ؟؟؟
وهل وسائل الإعلام مجرد أدوات لإضاعة الوقت والتسلية ؟؟
أم أن الإعلام وسيلة لجمع المال والثراء ؟؟
أم تراه أداة لنشر الرذيلة والانحلال ؟؟
أسئلة إذا استطعنا الإجابة عليها بصدق حولنا الإجابة إلى واقع ملموس في التربية والتوجيه والتعليم ومساعدة المجتمع الذي نعيش فيه, حتى يصبح الإعلام وسيلة للتغيير والإصلاح .
ولذلك يحتاج التعامل مع وسائل الإعلام إلى فطنة وحذر كبيرين ، ولا نستثني .. من ذلك صحفاً ومجلات وإذاعات وقنوات تلفزيونية تتحدث بالعربية وتتغنى ليل نهار بأمجاد الأمة وتقسم أنها تمثل ضمير هذه الأمة النابض وعقلها المفكر ، لكنها تعمل – عن قصد أو بدونه – على دمار الأمة و هدم هويتها .
إن حملات التسفيه والتسطيح وتلميع النجوم الزائفة وتقديمه للأجيال على أنه حقيقي ، فهذا أمر يسهل كشفه.
لكن الأخطر من ذلك تزييف الحقائق وتسميتها بغير اسمها الحقيقي ، ومع التكرار المستمر تغيب الحقيقة وتفسح مكانها لعكسها المزيف .
فمثلاً ، المنطقة العربية الإسلامية تسمى ( الشرق الأوسط ) وهو مصطلح حديث أريد به باطلاً وهو موغل في العنصرية ، فهو يتخذ من أوروبا والغرب مقياساً نصبح نحن شرقاً أوسط لهم واليابان شرقاً أقصى ، ولا معنى لهذا المصطلح إلا أن تنسى الناس أن المنطقة عربية إسلامية لتبرير إدخال إسرائيل إليها طالما أصبحنا مجرد رقعة جغرافية بلا هوية تميزها .
فتركستان ( الشرقية والغربية ) تسمى وسط آسيا ولا يشار إلى إسلاميتها ، حتى أسماء المدن الإسلامية تدفن وتستبدل بها أسماء أجنبية يرددها الإعلام العربي كالببغاء ،
فأباظيا تصبح أبخازيا
والدار البيضاء تصبح كازابلانكا
و" خوجة علي " تصبح كوجالي وهكذا .
الأدهى من ذلك تلك المصطلحات التي تستهدف تدجين الأمة ومحو ذاكرتها ،
ففلسطين المحتلة أصبحت بالكاد ( الضفة وغزة )
والعدو الإسرائيلي أصبح ( إسرائيل )
والأراضي المحتلة غدت ( أراضي متنازعاً عليها )
والمتمسكون بالإسلام غدو ( أصوليين ) أو ( إرهابيين ).
قد يفهم البعض أن يتجه الإعلام الغربي إلى اتخاذ هذا المنحى فتلك هي الرسالة التي أقيم على أساسها ، وتلك طريقة الغرب في التعامل مع العرب ، لكن أن يحذو حذوهم نفر من بني جلدتنا فذلك من قواصم الظهر .
أرأيتم تحريفاً للكلم عن مواضعه أكثر من هذا ؟
من أعظم الفتن في هذا الزمن فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس .
فالشاشة لها النصيب الأكبر ، والمجلات والصحف لها تأثير بالغ الناس. والروايات نخرت في الأمة بحسن السبك وقوة العاطفة ، أما الإذاعة والسينما والمسرح وغيرها فلها رواد كُثر .
لقد قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس ..
إلى سنوات قريبة بدأ الغزو المكثف لإزالة حاجز التقاء الرجل مع المرأة لقاءمحرماً. .. فزين الأمر بأنها علاقة شريفة وصداقة حميمة وحب صادق ! وإذا وقع المحظور فهو نتيجة طبيعية للمشاعر الفياضة بين الطرفين .
حتى أنك لم تعد تسمع بكلمة الزنا والزاني والزانية في وسائل الإعلام البتة ! بل زين الأمر حتى للمرأة البغي التي تعرض نفسها على الرجال الأجانب فسميت بائعة الهوى وصاحبة الحب المتدفق !
صُرِف الشاب عن الطاعة والدعوة والجهاد إلى مشاهدة الأفلام والمسلسلات ، والبرامج التي تبعده عن قيمه واصلته فأصبح أكثر تشبهاً بالغرب ، تقليداً أعمى !
وصرفت الفتاة إلى الأزياء والحلي والعري والخلاعة ..
والمجال خصب والمرتع وخيم ، فهناك شهوات تؤجج ونيران تتقد بحثاً عن الحرام ! ومع هذا الانصراف نجد الموافقة في الغالب من المربين آباء وأمهات ! ولهذا انتشرت العلاقات المحرمة وهدرت الطاقات وضيعت الأوقات !
لم يكتف الإعلام بهذا بل سارع إلى إيقاد نار العداوة والبغضاء وأصلّ لكره مفتعل يين الرجل والمرأة ، وبين الزوج وزوجته ، وبين الأب وأبنائه !
فقيل للابن أنت حر ، وقيل للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك !
ورغبة في الإلهاء وإرضاء الغرور والتغرير بدأت العبارات الرنانة تتكرر كل يوم
أنتِ جميلة وفاتنة وراقية وصاحبة ذوق !
وأصبح الحديث كله عن الحب المزعوم في حلة ملطخة بالعهر ولذنوب .
واستمر التحريض ليصل العداوة على الوالدين والزوج والأخ حتى وصل إلى ذروة الأمر فحرضت المرأة على الشريعة !
فالحجاب قيدُ أغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد !
أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف ، وخدمته جبروت وقسوة !
في سنوات قليلة صدق بعض النساء الأمر فتمردن على الزوج وحددن النسل بطفل أو اثنين !
وسارت المرأة في طريق مظلم ليس فيه إلا عواء الذئاب والهاوية تقترب !
وتكبرت الزوجة على أم الزوج حتى جعلتها شبحاً مخيفاً وبعبعاً قادماً !
أما المطلقة فهي في نظرهم صاحبة جريمة لا تغتفر إذ هي مطلقة !
وإن كان هذا هو واقع الإعلام بشكل عام ، فالسؤال الأكثر إلحاحاً ،
ماذا نحن فاعلون ؟؟؟؟
و ما حالنا معه؟؟؟ !