المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محنة الأسلام



محمد مزكتلي
28/03/2009, 08:10 PM
إن من أهم وأخطر المشاكل التي ظهرت في الآونة الاخير هي مشكلة دين الاسلام.
ومعاذ الله أن يكون الدين قاصراً أو أن عيب فيه,فالمشكلة كلها تكمن بمن يشتغلون فيه.
وكاتب هذه السطور ليس عالما أزهريا مشهور,ولا خطيباً منبريا مأجور,بل هو مؤمن غيور.
غيور على دينه الذي لم يتعلمه لا في المدارس ولا الجامعات,ولا في المعاهد ولا الكليات.
ولم يتحصل فيه على الماجستير أو الدكتورا وما سوى ذلك من الشهادات.
بل علمه إياه ربه الذي خلقه وسواه,أمرا إياه بالقراءة واستعمال القلم والدواة.
(أقرأ بسم ربك الذي خلق*خلق الإنسان من علق*أقرأ وربك الأكرم*الذي علم بالقلم*علم الإنسان مالم يعلم).
لم يتعلم دينه من الكتب والمجلدات التي ألفها له أنداده.
ولا من الروايات والحكايات التي نقلها له أجداده.
ولا من التفاسير والشروحات التي خطها له أسياده.
ناهيك عن موسوعات والمخطوطات والمعاجم,والمطبوعات والمنشورات وكتب التراجم.
لقد قرأ كتاب واحد,واحد أوحد,شامل كامل,جامع مانع.
أوحى به رب العالمين إلى نبيٍّ هو أشرف المرسلين.
كتاب سهل العبارة,بيّن الإشارة,بسيط في التراكيب,مفحم في التراتيب.
واضح في المعاني,معجز في المباني.
منهجه ملموح,وأهدافه تامة الوضوح,حلاله مشروح,وحرامه مفضوح.
وهل من شك أو ريب في قدرة الله على التعليم,وهو النور اليقين العالم العليم.
(حم*تنزيل من الرحمن الرحيم*كتاب فصلت أيآته قرآنا عربيا لعلكم تعقلون).
لقد أنزل الله القرآن على كل البشر,أمرا بقرائته لأستخلاص الدروس والعبر.
ولم يأمر الله عباده بأكثر من ذلك,رحمة منه وليجنبهم الوقوع في المهالك.
ولم يخص به أحد من خلقه,لا زيد ولا عمر,بأن يتصب نفسه معلما ويتحمل هذا الوزر.
لا مانع من أن يبشر بالقرآن ويطلع الناس على مضمونه,أما أن يتمادى ويشتغل في التعليمفهذا أمر خارج مفهومه.
رغم هذا جاء المشتغلون بالدين ليجعلوا من القرآن لغز الالغاز,لا يقدر على فك طلاسمه إلا من نال الشهادات وصار مجاز.
وصاروا يعبثون بالأسلام وهو في الاصل عقيدة روحية ودين,وحولوه إلى علم دنيوي ووضعوا له الانظمة والقوانين.
أنزلوه من علياءه وهو نوراً مشرقا يلامس الروح والفؤاد والضمير,وجعلو منه ظلا ثقيلا وتركوه بين دفات الكتب الباردة أسير.
ولا يمكن لأحد أن يفهم ما دوّن في هذه الكتب,إلا من فتح الله عليه.
وعلى المؤمن التائه أن يحترم المقامات ويأتي سائلا إليه.
وعملوا على جعل دين الاسلام أكثر صعوبة,ليضمنوا المؤمن التائه أن يستمر في أيديهم العوبة.
فتسابقوا وتزاحموا وتنافسوا على هذا الدين,فقطعوه ثم نشروه ثم بعد ذلك فصلوه.
وقسموه إلى مسائل صغيرة وكبيرة,وسموا إنجازهم هذا بعلم الشريعة.
وصار هذا الدين على أيديهم علما دنيوياً قائما بحد ذاته,له أصوله وفروعه وأساسياته.
وأقيمت له المراكز والمؤتمرات والكل يدون فيه أبحاثه,وشرح تحت المباضع والمجاهر والكل يسجل أكتشافاته.
وصار لهذا العلم أصول وفروع وشعب وأقسام وأبواب,وعم الخير الوفير فلكل مجتهد ثواب.
فإبتداءً من علم الفقه و البلاغة,الذي صار لهم حرفة وصناعة.
مروراً بعلم الناسخ والمنسوخ,الذي أعتبر بضاعة نفيسة يحتكرها الشيوخ.
أنتهاءً بعلم الفقه والسنة,الذي أبدعوا فيه وصتبطوا منه ألف ملة.
لقد أوقع المشتغلين بالدين بانفسهم في ورطة كبيرة,وخصوصا في الاسنوات العشر الاخيرة,وبات الخروج منها مهمة عسيرة.
فهم من خلال محاولاتهم العبسية من اجل السيادة و الامساك بذ مام الامور,وفي لجمهم لأعنة عباد الله ومنعهم التحدث في المحظور
هذا المحظور الذي هو فقط لهم,وهم وحدهم أصحابه وهو ملعبهم.
وهو السبيل الوحيد لضمان سموهم وعلوهم.
وهو المصدر الوحيد لكسب قوتهم و زقهم.
فألويل لهم ثم الويل من أهوال يوم القيامة,من تحدث في أمور الدين دون ان يضعوا على رأسه عمامه.
انه تمنطق وتزندق ولم يطلب لنفسه السلامة.
فيجب على كل مؤمن صالح يريد أن يحافظ على دينه ودنياه,أن يهب روحه ونفسه لشيخ ذو عمامه كي يقدوده على هاواه.
ولتمام دين المؤمن عليه ان يغدق على شيخه من اموال الصدقات والزكاة .
فمن لا شيخ له فإن شيخه الشيطان,فإنه ضل وتاه حتى وإن كان يقرأ القرآن.
فقراءة القرآن لا تفضي إلى كمال الدين,فسد النواقص لا يكون إلا على ايدي هؤلاء المعتمّين.
والعياذ بالله من هذا الجنون وتعالى الله عما يصفون .
أعودوا فأقول إن هذه المحولات العبثية,والتي اثبت عقمها عصر التقدم العلمي وثورة المعلوماتية.
قد أوقعت المشتغلين بالدين في فخ مزدوج,وفي هذه الايام بالذات صاروا يتخبطون من شدة الحرج.
فهم مابين سعيهم المحموم لتحقيق أهواؤهم ,وحرصهم المعهود على ارضاء حكامهم,قد وقعوا في نفس الحفرة التي وقع فيها اسلافهم.
فعهد تخدير العقول قد ولى, وعهد كم الأفواه قد ولى,وعهد تورية الحقيقة أيضاً ولى.
وعهد من تمنطق فقد تذندق ايضا ولى.
فكتب التراث الاسلامي والتي كانت ممنوعة من اللمس إلا من قبل أصحاب العمامات.
صارت الان تقرأ من قبل الملايين وتعرض على الشاشات.
فإنفضح المستور, وانكشف المستور,وسقط القناع عن عبارة ما ذهب إليه الجمهور.
وفي ظل هذه الظروف بات من الواضح و المعروف.
أن المشتغلين بالدين قد فقدوا مصداقيتهم فألقرآن الحق أظهر زيفهم وكشف عوراتهم.
فسارعوا مجبريين إلى البحث عن اوراق التين ,وتنازلوا عن مرتبه من مراتب الألقاب وهم مرغمين .
فقبلواعلى مضض,لقب رجال للعلمبدلا من رجال الدين.
ونظراً لظروفهم التي صارت مأساويه,وإنقاذاً لهيبتهم وقداستهم الألهيه .
نزلو أخيرا مم أبراجهم العاجية وجلسوا على موائد التلفزيون والقنوات الفضائية.
اللواتي فتحن لهم اذرعتهن , لملئ اوقات الفراغ الصباحية و المسائية.
وهذا ما كان , وامتلأت الشاشات بفطاحل هذا الزمان.
وأختلط الحابل بالنابل ,فواحد يصر واخر يماطل .
وهاذا يعارض وذاك يفاوض,وثالث يقول يجوز ورابع يقول لا يجوز.
وصاحب عمامه كبيرة يصدر فتوى ثم يلغيها ويعتذر ,وأخر عمامته صغيرة يتحدث وهو متوجس وحذر.
ومرةًًًًًً حشرت إحدى المذيعات احدهم _كما يقولون_ في الزاوية.
فلم يجد سبيلا امامه سوى الهروب متعللا بحجج واهية وكم رثيت لهذا المشتغل بتلدين الذي طالما تبجح وتفاخر.
لقد وضعته المذيعة أمام امرين كل واحد منهما أمر من الاخر .
فكان لزاما عليه ان ينقض كل ما قاله, لكن كبريائه وعنته دفعاهُ إلى تقديم الاستقالة.
ويؤسفني القول بأن المشتغلين بالدين قد كسبوا مرة آخرى هذه الجولة,فما زالت شكيمتهم قوية يدعمهم الساسة ورجال الدولة.
فألبسوا دينهم عباءة عصرية تتماشى مع موضة هذه الأيام, وسايروا الأوضاع بكل دينامكية وأشتغل المفسرون بتفسير الاحلام.
وجلس فقهائهم أمام الكميرات يسردون القصص ويحكون الحكايات,تحت عنوان رمزي وهو المواعظ والأرشادات.
وخلعوا العمامة والجبة والقفطان,وأرتدوا بدلا عنها السراويل والقمصان.
وشذبوا لحاهم لتنسجم مع معطيات هذا العصر,وبذلوا الغالي والنفيس من أجل كسب المعركة وتحقيق النصر.
ويبدو ان هذا الاسلوب قد أعجب السادة المشاهدين,ولفتوا إليهم أنظار أصحاب رأس المال والممولين.
فتهافت عليهم أهل الشطارة والتجار,وفتحوا لهم القنوات التلفزيونية على جميع الاقمار.
رحم الله أجدادنا وأيامهم الخوالي,إنهم صاروا درراً أمام هذا الواقع الحالي.
فالمشتغلين بالدين المحدثين ودعوا منابرهم وجلسوا على موائد التلفزيون والمقاهي.
ومن يعش يرى.. ما زال الكثير في جرابك يا حاوي.
أجمع ثلاث علب فارغة من حليب مونبلان, واحصل مجانا على مجموعة CD للداعية فلان.
أتصلي على 17017 وتحدثي مع الشيخ المبروك,حول قضايا التبرج ولبس البنطال وأكل المعروك.
وفي قمة أنفعالات الشيخ وإرهاصاته الفكرية,يمتنع فجأة عن الكلام بسبب الوقفة الاعلانية.
أرسلsmsإلى الرقم المدون على الشاشة أمامك, وحمّل أدعيت كبار المشايخ على جوالك.
وحسبي الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد أدرك المشتغلين بالدين المحدثين خطأ أسلافهم, وتعلموا منهم الدروس في سبيل تحقيق اهدافهم.
فقوضوا الحواجز التي كانت بينهم وبين الرعية, ونزلوا إلى الشارع وخالطوا الناس بكل اريحية.
وألغوا مبادئ كانت في ما مضى جوهرية, فصار لا مانع من أن يحضر احدهم فيلمً سينمائيً أو مسرحية.
واخترعوا منهج جديداً في الدين وهو منهج الوسطية.
فلا أصولية بعد اليوم ولا سلفية, وهذا ما تحبذه حكوماتهم العلامنية.
وابدعوا في العزف على الوتر الذي يطرب له العباد, ناسين أو متناسين أن جوهر مهمتهم هو النصح والارشاد.
واخترعوا الفتاوى المطاطية التي تصلح لكل المسائل,وصارت الفتوى تمط على حسب قياس السائل.
يتعللون بأستحالت السباحة بعكس التيار,وإن هم فعلوا غير ذلك فإن دينهم سوف ينهار.
فهذه سائلة تقول بأنها تصلي ولكن لا ترتدي حجاب,فهل صلاتها مقبولة وإن الله لها قد أستجاب.
فيترفق بها سماحت العلامة الجليل ويبارك صلاتها فربما. ربما في يوم ما ستهديها إلى سواء السبيل.
وسائل أخر يسأل عن مشروعية البنوك ومقدار نصاب الذكاء في الدجاجات والديوك.
فيطمأنه الشيخ إلى أن البنك لا تسريب عليه,فهو شخصياً يمتلك بنكاً ويشرف عليه.
أما بالنسبة إلى الديوك و الدجاجات, فألامر معقد جداً يحتاج إلى مناقشات.
فلا يجب ان يرد على السائل بما لايحب ولا يهوى ,وإلا سوف يترك هذه القناة ويتجه إلى أخرى.
فتطفيش الزبائن أمر فيه مخاطرة, فصاحب الفضيلة يقبض نسبته عن كل مخابرة.
فكلما زاد عدد الاتصالات, تزداد شهرة هذه القناة فتزداد عليها الاعلاناتوتمتلئ جيوب أصحابها بأليورو و الدولارات.
وفي النهاية يسعد الجميع بهذه الافتائات.
والعمل في القناة لا يخلوا من بعض المشاكل,فقد يحرجهم احد المتنورين بإحدى المسائل.
فيتلعثم ويرتبك الشيخ ثم يعلن عن فاصل اعلاني ,فقد جابهه هذا المشاهد الفظ بنص قرأني.
يا الله ماجمل الفواصل الاعلانية,إنها هبة من السماء ورحمة ربانية.
وبعد الفاصل يعود الشيخ وقد أستجمع اوصاله وبكل براءة يسأل عن المشاهد.
فيخبروه بأنهم فقدوا أتصاله.
ومنهم من لا يتبع أسلوب الفرار. فهو واثق من نفسه قوي العزيمة صاحب قرار.
فيبدأ بالألتفاف حول السؤال ,ثم يخرج عن المضوع ناشد الاشعار.
سأورد لكم حادثة تظهر بجلاء بشاعة الحقيقة, جرت أحداثها على قناة أقرأ الدينية العريقة.
في برنامج قبل أن تحاسبوا الذي تقدمه المذيعة بسمة وهبة.
وعرضت هذه الحلقة في رمضان من عام ألفان وستة .
وكان موضوع الحلقة (الرق في الاسلام),فقلت أنا في نفسي هه ياسلام؟.
وكان ضيفا الحلقة أثنان من كبار المشتغلين بالدين الاجلاء,واسمحوا لي هنا أن أغفل الاسماء.فلا أريد أن أصبح واحد من السجناء.
واحتدمت بينهما وبين المذيعة المناقشات, وأختلفوا جميعا حول تفسير الايات.
وبدأ المشتغلان بالدين يتفوهان بالترهات.
وأليكم ما قاله صاحب الفضيله الاول الذي أعماه الغضب وأصابه بألعطب.
حينما طالبته المذيعة بالرد على الاسئلة ,وأن يدعمها بالبراهين ويورد لها الامثلة.
سانقل لكم كل ما قاله بحرفيه, وبالهجة المصرية.
(مش أي سؤال يترد عليه) .
ففغرت المذيعة فاها وهي مذهولة, من هذه المقولة, وقالت معقوله)!!؟.
فنتبهوا وأحذروا أيها السادة وأحسنوا أختيار السؤال,فصاحب الفضيلة لن يرد عليكم إذا لم يعجبه السؤال.
وأنا على الزعم من صغر مقامي امام هذا العملاق, اتوجه إليه بنصيحة لخشيتي عليه من الاملاق.
أنه بإمكانه أن يحضر معه في المرة القادمة الاسئلة التي يشاء,ويقعد لوحده ويجيب عليها كما يشاء.
فيريحنا ويرتاح,هه هه صديقوني هذا جد وليس مزاح!!.
أما الشيخ الاخر فكان رابط الجأش وأعصابه حديدية,وهو مشهور جداً يصول ويجول على كافة القنوات الفضائية.
فإن ما قاله لم يكن أبداً في الحسبان,وظني بأنه ما قال ما قال بإرادته بل أنطقه شيطان.
فبينما كانت المذيعة تحاوره حول موضوع ملكات اليمين,وأن هذا الكلام لم يعد يتفق الأن مع الأنظمة و القوانين.
فاجئنا صاحب الفضيلة العالم العلامة,بكلام يستحيل أن يقوله من كان في منصبه أومقامه.
وسأنقل لكم ما قاله بحرفية,وبالهجة المصرية.
(بقى علشان أنا أجمل الدين,والدين ده يبقى دين جميل.
أعملك ايه في الاية دي:أمحيها بأستيكة؟)!!؟.
فما رأيكم بما قاله أيها القراء,أليس دين الاسلام من هذا الكلام براء!؟.
وتعليقاًعلى ما قالاه هاذان المشتغلان بالدين أقول.
إن القراّن الكريم وهو الحق المبين يقف لهؤلاء الادعياء الجهلة بالمرصاد.
ليسقط أقنعتهم ويعريهم ويفضحهم أمام الملايين من العباد.
هؤلاء الذين صنعوا ديناً على هواهم وهوى من يرد,لا يمت إلى الاسلام بصلى لا من قريب ولا من بعيد.
ديناً لا يتعارض مع أهداف المنظمات الدولية,ويتضافر ويتناغم مع توجهات حوكماتهم المركزية.
فجناب العلامة الوقور كان ذكياً حينما أبتلع إجابته لأنه لو فعل غير هذا لخلعوا عنه عمامته.
أما الشيخ الثاني فقد اعترف جهاراً بأن دينه قبيح,وكم أثلج صدري هذا الاعتراف الصريح.
فحينما تيقن سعادته بأنه تعثر وذل,فصار يستجدي المذيعة لترشده إلى الحل.
فجهله المدقع لم يدعه يعترف بأنه غلطان,بل قام بكل رعونه ووقاحة بألقاء اللوم على القراّن.
ومما يخيف أنه اليوم قالها قولاً,فما أدرانا غداً من أن يفعلها فعلاً.
لقد أراد أن يجمل الدين الذي شوهه هو و أمثاله,من أجل أن يسكن القصور و يدور على جواريه وغلمانه.
لكن مايجعلني مطمأن غير عابئ بما يفعله هؤلاء المفسدون,هو قوله تعالى(إن نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
ماأوردته في هذه المقالة أيها الأصدقاء هو غيض من فيض,فالمشتغلين بالدين تكاثروا كالجراد وهم لم يفقسوا بعد من البيض.
وأخيراً بعد كل ما جاء, يبرز السؤال الهام الكبير, الحق على من ومين هو المسؤل عن هذا الانحراف الخطير؟.
هل الحق على رجال الدين الحقيقيين؟,لقد غيّبوا وهمّشوا وعزلوا وهم الأن مقيدين.
هل الحق على القنوات الفضائية؟,إن جلّ همها ينحصر في جني الارباح المالية.
هل الحق على الحكومات العربية؟,التي لا حول لها ولا قوة أمام الأملائات الغربية.
إن الحق كل الحق يقع على جمهور المشاهدين,الذين يتابعون هؤلاء الدجالين وهم مستمتعين.
واستمرؤا حديث هذا الذي نصًب نفسه بديلا عنهم ووكيل,مجنبا أياهم مغبة التعب في تعلم دينهم من منبعه الأصيل.
لماذا يخاف الناس من القراّن ويديرون له ظهورهم,وهو الحق والخير والجمال ورافع همّ صدورهم.
انه الكتاب الوحيد الذي نجا من عبث المشتلغيين بالدين,لانه تعهده بالحفظ صاحبه الحافظ الأمين.
لاتستمعوا إلى ما يقوله هؤلاء من دجل واكاذيب وخرافات.من أن في القراّن رموز وطلاسم لا يفكها إلا اصحاب الكرامات.
اقرؤا القراّن من دون خوف,وأنظروا جلياً في مبانيه وفكروا ملياً في معانيه.
ابدؤاا مع القراّن من جديد,واعتبروا بأنكم ستقرؤن هذا الكتاب لأول مرة في حياتكم.
وانسوا ما فات,وما أنجزتم من ختمات ,وما قرأتم من الأيات على ارواح امواتكم.
منذ اليوم ابدؤا مع القران بعلاقة جديدة,ورموا له حبال الود لإرساء صداقة وطيدة.
أفتحوا له الأبواب.كل الأبواب,أبواب عقولكم وأبواب قلوبكم .
وعانقوا النور القراّني الطاهر ليقضي على العفن الذي أكل صدوركم.
وأطفئوا ظمأكم الأبدي,من نبع القراّن السرمدي.
انهلوا من ينابيع القرّن الصافية العطرة ,واتركوا السواقي التي كدرتكم بمياهها الكدرة.
وحينما ستفعلون ذلك , ستلاحظون بكل تأكيد الفارق.
ستكتشفون كم أن القراّن عطوف وودود,محب لكم إلى أبعد الحدود.
يهمس في اّذانكم دون أن يزعجها,ويدغدغ قلوبكم دون أن يتعبها,وينيرعقولكم دون أن يربكها.
ستجدونه مرحاباً ومتفائل,وسيغنيكم عن كل البدائن,ويحل لكم أصعب المسائل.
ستجدونه دائما ينبوع الحنان,راخيا لكم العنان,فاتحا لكم أبواب الجنان.
اقبلوا على القران وسيقبلكم قبل أن تقبلوه,وسيحبكم قبل ان تحبوه,وسيفهمكم قبل ان تفهموه,وسيعنكم دون ان تعينوه.
وأنا واثق بأنكم سوف تحبوه,وحينما تحبوه,فإنكم سوف تفهموه.
وحينما تفهموه,أكون أنا قد دللتكم إلى طريق السلامة.
دون أن اضطر إلى أن أضع على رأسي عمامة.
اللهم إن كنت قد أخطأت فأنت الذي لا يخطئ,وإن كنت قد أصبت فأنت الذي يجزئ.
اللهم أسألك أن تجعل هذا في ميزان حسناتي وتعينني على دنياي وترحمني في مماتي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته