المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة قطع النسوة لأيديهن



أبو مسلم العرابلي
20/04/2009, 08:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يوسف المغلوب على أمره(2) .... والنسوة اللاتي قطع أيديهن


المنهج الصحيح في البحث
والتزام اللغة التي نزل بها القرآن
يحفظ من الزلل
والحق أولى بالاتباع

والسؤال الثاني: ما حقيقة قطع النسوة اللاتي خرج عليهن يوسف عليه السلام لأيدهن؟
بدا من سلوك امرأة العزيز أنها ذكية، وأنها تخطط جيدًا للعمل قبل تنفيذه.
- أنها لما أرادت مراودة يوسف عليه السلام ودعوته لنفسها؛ غلَّقت الأبواب لئلا يفتضح أمرها، وتفاجأ بمن يدخل عليها: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ... (23) يوسف.
والذي أفشل خطتها امتناع يوسف عليه السلام: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهـاـنَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف، والهم إحساس بالغم من الشعور بالعجز عن تنفيذ أمر ما يريده، لوجود حائل يحول بينه وبين ما يريد؛
أما الحائل الذي منع امرأة العزيز من نيل مرادها فهو امتناع يوسف عليه السلام،
وأما الحائل الذي حال بين يوسف والاستجابة لرغبة امرأة العزيز فهو برهان ربه،
وبرهان ربه يبينه القرآن بعيدًا عن الإسرائيليات؛
وهو مبينًا في قوله تعالى: (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّـاـلِمُونَ) يوسف؛
فالحائل كان تعوذه بالله من أن يضعف أمامها، فأعاذه الله تعالى منها،
وأنه استعظم أن يسيء إلى من أحسن له، واستأمنه على أهله، وأبدى رغبة واستعدادًا في اتخاذه ولدًا له، فحال ذلك بينه وبين الفاحشة،
وفي قول تعالى: (وهم بها) لبيان أنه سوي مثل الرجال، ويتأثر بما يتأثرون به، ولولا ذلك لقيل في سبب امتناعه هو ضعفه عن النساء، وليس بسبب تقوى الله تعالى، وبغضه للفاحشة والخيانة؛
فقد قال: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَـاـهِلِينَ(33) يوسف.
ولما انتشرت قصة امرأة العزيز، وسمعت بمكر النساء وحطهن من قدرها؛ باتهامها بالضعف والضلال،
كان القول من نساء عليا القوم؛
{وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز ترواد فتاها عن نفسه قد شغفها حبًا إنا لنراها في ظلـاـل مبين{30}
فدبرت أمرًا يظهرهن فيه أنهن أضعف منها، وأنهن لا يحتملن ما تحتمله هي من إغراء جمال يوسف عليه السلام، الذي يتحرك بين يديها ليل نهار، ويأتمر بما تأمره ... إلا هذه الفاحشة.

لقوله تعالى: (أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً(31) يوسف،....
ويظهر ذكاء امرأة العزيز مرة أخرى في موقفها مع النسوة، وأخذ الاحتياط اللازم قبل وقوعه،
أنها: (أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا) قبل قولها: (وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ)، يوسف.
لم تنس امرأة العزيز أن يوسف عليه السلام عبد قد اشتري من السوق بدراهم معدودة، فهو بضاعة تباع وتشترى بالإغراء؛ إما بسعر مضاعف، أو بالتخجيل، أو بقوة من يرغب فيه،
وهؤلاء النسوة هن نساء عليا القوم، ويملكن المال الكثير،
ويستطعن أن يدفعن في يوسف أضعافًا مضاعفة، ويأخذنه منها بالقوة،
وزوجها سيرحب بذلك، فهو لم يمانع من سجنه بعد ذلك ...
والحل هو إعطاء كل واحدة منهن سكينًا
تستخدمها أولاً لأكلها قبل خروج يوسف،
وتهدد ثانيًا بها عندما يقع الخلاف بينهن على يوسف عليه السلام ....
وقد كان.
قال تعالى: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ(31) يوسف،
وفي فهم "أكبرنه" أقوال،
وفهم الجذر " كبر" هو الذي يجليها؛
كبير القوم: هو أسن القوم، وأعلمهم وأقدرهم،
لأنه يرجع إليه في أمرهم وشؤونهم؛ إما لأنه أسنهم، فهو أكثرهم علمًا وتجربة،
وإما لعلمه، أو قوته،
ويسمى المعلم: الكبير، لأنه المرجع الذي يرجع إليه تلاميذه،
وكُبْر الرجل أكبر أبنائه من بعده،
لأنه يكون المرجع لهم بعد أبيهم،
والله تعالى أكبر: لأنه سبحانه وتعالى يُرجع إليه في كل شيء
ولا يرجع هو إلى شيء، وهو الكبير أيضًا،
وشهادة الله أكبر، لأنها يرجع إليها دون سواها، ولا يجوز تجاوزها إلى غيرها،
وأكبره؛ عظمه ووقره، أي جعل مرجعًا يرجع إليه،
وأكبرت الأنثى: حاضت: أي خرجت عن حد الصغر ودخلت في الكبر، ووجب تحجبها ولزوم بيتها،
فهي بعد ذلك تصلح لتكون أمًا يُرجع إليها بعد أن كانت ترجع هي لأمها،
وبها فسرت (أكبرنه): أي حضن، وهذا عجيب غريب
وكأن الحيض ليس له دورة، ويأتي متى شاء عند النساء،
والمرأة في الحيض أبعد ما تكون عن الغلمنة في هذا الموضع،

والكبيرة: الذنوب والآثام العظيمة الثقيلة التي فوق الذنوب الصغيرة، التي دونها في القبح
وفي حديث الإفك قال تعالى: (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ(11) يوسف،
أي ألزم نفسه بالإفك الذي كان، وجعله مرجعًا له لا يقبل غيره، فلا يخرج منه بعد بيان الله تعالى لما حدث بأنه إفك، وكذب على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،
والكِبْر والاستكبار، هو رؤية المتكبر لنفسه أن على الناس الرجوع إليه، وليس عليه الرجوع إليهم، محتقرًا لهم، ومقللا من شأنهم،
والشأن في ذلك الرجوع هو لله وحدة، ولا يجوز لأحد أن ينازع الله فيه، ....
راجع لسان العرب وغيره في مادة (كبر) للمزيد فالحديث فيها يطول.
ويفهم من كل ذلك أن أكبرنه، أي هن اللاتي أتينه فأحطنه وأقبل عليه، ولم يكن هو الذي رمى بنفسه بينهن، فالمراودة كانت منهن، وليست منه، وأنهن أثقلنه فأثبتنه في مكانه، وقد اختلفن عليه ...
فماذا حدث بعد ذلك؟ ....
(فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ(31) النور.
فقطعن عنه أيديهن التي امتدت إليه، باختلافهن عليه،
وتهديد بعضهن لبعض بالسكاكين التي وزعتها امرأة العزيز عليهن من قبل،
فلم يرضين أن تنفرد واحدة منهن به، وتذهب به دونهن،
والسكين سمي سكينًا لأنه المذبوح يسكن إذا ذبح به،
وقد فعلت السكاكين فعلها في تسكينهن، وترك يوسف عليه السلام.

القطع للأيدي هو البتر والفصل الكامل للأيدي، ومن ذلك قطع يد السارق،
وليس من معاني القطع في اللغة الجرح، أو قطع الأصابع أو أطرافها، ولم تقل به العرب ولا أحتمل القول به،
ومنهم من استعظم قطع الأيدي، فاستبعد القطع المعروف لذلك، وجعل دلالته بغير ما نطقت به العرب، توفيقًا منه بين مدلول الآية، وما استبعده من الفهم .... منهج أحذر منه أيما حذر، مخافة الزلل،
والذي قاد إلى هذا الفهم للحدث هو انحصار التوجه إلى معنى قطع الأيدي عن البدن،
وليس قطع الأيدي عما امتدت إليه الأيدي، وكله قطع.
لقد كان القطع عن بدن يوسف عليه السلام الذي امتدت أيديهن إليه،
وليس قطع أيديهن عن أبدانهن؛
يقال قُطعت رجله عن المكان، أي لم يعد يدخل فيه، وليس فصلها عن بدنه،
وقُطعت يده عن الوظيفة أو العمل، أي فصل عن أحدهما، ولم يعد يعمل فيه،
وقُطع لسانه عن القول أو الإساءة، أي لم يعد يسيء بلسانه، كما ذكر أن معاوية رضي الله عنه أراد مكافأة شاعر حتى لا يسيء إليه بشعره،
وكان رضي الله عنه يخشى ألسنة الشعراء،
فأمر أن يؤخذ الشاعر ويقطع لسانه،
فما كان ممن أخذه إلا أن طلب من الشاعر إخراج لسانه ليقطعه،
فقال له الشاعر: لم يرد أمير المؤمنين ذلك،
إنما أراد أن تكافئني مكافأة كبيرة أمدح لأجلها أمير المؤمنين، وأقطع كل إساءة عنه.
وقد فهم الملك من تقطيع النسوة أيديهن حصول المراودة منهن، فاتهمهن بذلك.
ولا يُعقل أن يكون يوسف عليه السلام أراد من قوله لرسول الملك: (.... ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّـاـتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) يوسف، أن النساء دهشن، وذهلن من جماله، ففقدن عقولهن، والإحساس بالألم، وهن يجرحن أيديهن، أو يقطعنها، أو يبترن جزءًا منها!
ولو كان الأمر كذلك فهل يعد ذلك مراودة؟!
وهل يتهمهن الملك بالمراودة وفعلهن لم يقع إلا على أنفسهن؟! بقوله: ((قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ(51) يوسف.
فأي فهم آخر لتقطيع أيديهن خلافًا لما ذكرناه لا يكون فيه مراودة،
حتى ولو كان هذا الفعل في ذلك الزمان يراد به قطع العهد على النفس على تنفيذ هذه الرغبة منهن، فلا دلالة فيه على المراودة.
هذا الفهم للحدث بلغة القرآن بكل تفاصيله، ولغة العرب التي يستبان بها الأمر، ويزول الخلاف،
لقد أظهر هذا الحدث حسن تدبير امرأة العزيز، فأظهرت ضعفهن فقالت لهن: (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ(31)، ولم تستح من الاعتراف أمامهن: (وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ(32) وللاختصار فقد ربطت سجنه ببراءتها وبراءته: (وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا ءَامُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّـاـغِرِينَ (32) يوسف .... فسجن، لتجعلهن شاهدات على براءتهما، (قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ(51) يوسف.
وقد أحسنت عندما اعترفت بفعلها: (قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّـاـدِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) واستغفرت ربها فأحسنت الاستغفار: (وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) يوسف.
أعتذر عن الإطالة، ولكن لم يكن منها بد ؛ لبيان الأمر بكل وضوح .... والله تعالى أعلم.

أ.هنداوي دوير
20/04/2009, 09:20 AM
الأخ الفاضل أبو مسلم حياك الله
وبارك الله فيك على هذا العرض الرائع الجميل و لا اقول سوى لا فوض فوك
والله انني استشعرت كل ما كتبت بسبب سهولة عرضك
جزاك الله كل خير

أبو مسلم العرابلي
20/04/2009, 11:18 AM
الأخ الفاضل أبو مسلم حياك الله
وبارك الله فيك على هذا العرض الرائع الجميل و لا اقول سوى لا فوض فوك
والله انني استشعرت كل ما كتبت بسبب سهولة عرضك
جزاك الله كل خير


وبارك الله فيكم يا أخي الكريم أ. هنداوي دوير
وجزاكم الله بكل خير وأحسن إليكم
وزادنا الله تعالى وإياكم من علمه وفضله

جمال الدين عثمان
20/04/2009, 01:46 PM
...
الأخ العزيز أبو مسلم
أكرمك الله بكل طيب وأزادك من نعمة الفهم والعقل والتوضيح.
شرح المتبصر وتحليلك المتعقل حفز أفكارنا وعقولنا على أن نتعامل مع كل شئ بأسلوبك المميز السهل .
وفقك الله وأطال لنا فى عمرك وأنعم عليك بالصحة والمغفرة

جمال الدين

أبو مسلم العرابلي
20/04/2009, 02:44 PM
...
الأخ العزيز أبو مسلم
أكرمك الله بكل طيب وأزادك من نعمة الفهم والعقل والتوضيح.
شرح المتبصر وتحليلك المتعقل حفز أفكارنا وعقولنا على أن نتعامل مع كل شئ بأسلوبك المميز السهل .
وفقك الله وأطال لنا فى عمرك وأنعم عليك بالصحة والمغفرة
جمال الدين

أكرمكم الله يا أخي الكريم جمال الدين عثمان
وأحسن الله إليكم بكل خير وفضل
وزادنا الله تعالى وإياكم من علمه وفضله وإحسانه

صغير خالد
11/06/2009, 09:33 PM
موضوع جميل بارك الله فيك و في علمك
أكبرنه كما قرأت إكبار الشأن و تعجب من جماله
و قطعن بالتشديد و الـتأكيد على فعل التقطيع
و قد سبقها إعتاد المتكأ و خروجه عليهن عليه السلام و هي أحداث مترابطة
و الله أعلم

أبو مسلم العرابلي
12/06/2009, 05:23 PM
موضوع جميل بارك الله فيك و في علمك
أكبرنه كما قرأت إكبار الشأن و تعجب من جماله
و قطعن بالتشديد و الـتأكيد على فعل التقطيع
و قد سبقها إعتاد المتكأ و خروجه عليهن عليه السلام و هي أحداث مترابطة
و الله أعلم
وبارك الله فيك يا أخي الكريم
وأحسن الله إليك
سواء إكبار الإعجاب أو قطع الأيدي عن أبدانهن لا يدل على المراودة التي أتهمهن بها الملك عند سماء القول بتقطيع أيديهن،
وقد تكون همزة أكبر هي همزة السلب
فبدلا من أن يكون هو من يرجع إليهن كما يفعل الخدم والعبيد لتلبية طلبهن والقيام على خدمتهن
فهن اللواتي رجعن إليه يطلبن منه الرضا بهن والقبول بعرضهن وخدمتهن له، وإغرائهن له ومراوته على نفسه

صلاح الدين علي
13/06/2009, 03:55 AM
برغم إجلالي وتقديري لعلمك أخي أبومسلم غير أن في نفسي شئ من هذا التفسيرالذي أرى فيه الكثير من التكلف والتعمق لأية جلية واضحة إتفقت جلة المفسرين بأن المراد بالقطع هو يأتي بمعاني عدة منها الحز والخدش, ولابد من أنك قد إطلعت على مجمل أقوال المفسرين في هذا الشأن ومنهم القرطبي على سبيل المثال حيث يفيدنا بأن هذه المعاني المندرجة تحت مفهوم القطع لاتفيد بالضرورة معنى القطع بمعنى الإستئصال أو البتر ولكنها قد تأتي للدلالة كما قلنا على الحز أو الخدش فقط , حيث قال نصا ( وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : حزا بالسكين قال النحاس : يريد مجاهد أنه ليس قطعا تبين منه اليد إنما هو خدش وحز وذلك معروف في اللغة أن يقال إذا خدش الإنسان يد صاحبه قطع يده ) . وأنا أستطيع أن أضيف وأقول لكل من يقرأ سورة يوسف أن يتأمل في سياق القصة وليتدبر قليلا في معنى ــ (قطعن) بتشديد الطاء والتي تفيد القطع أو الحز والخدش وليس قطعن دون تشديد الطاء والتي بمعنى قطع أيدي النسوة عن الوصول لمرادهن من يوسف ــ ثم لينظر ثم فليحكم . ثم أرجو منك المعذرة أخي أبومسلم فما أنا لك بند أو معاند ولكن محاور ومستفيد والسلام .

أبو مسلم العرابلي
13/06/2009, 07:13 AM
برغم إجلالي وتقديري لعلمك أخي أبومسلم غير أن في نفسي شئ من هذا التفسيرالذي أرى فيه الكثير من التكلف والتعمق لأية جلية واضحة إتفقت جلة المفسرين بأن المراد بالقطع هو يأتي بمعاني عدة منها الحز والخدش, ولابد من أنك قد إطلعت على مجمل أقوال المفسرين في هذا الشأن ومنهم القرطبي على سبيل المثال حيث يفيدنا بأن هذه المعاني المندرجة تحت مفهوم القطع لاتفيد بالضرورة معنى القطع بمعنى الإستئصال أو البتر ولكنها قد تأتي للدلالة كما قلنا على الحز أو الخدش فقط , حيث قال نصا ( وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : حزا بالسكين قال النحاس : يريد مجاهد أنه ليس قطعا تبين منه اليد إنما هو خدش وحز وذلك معروف في اللغة أن يقال إذا خدش الإنسان يد صاحبه قطع يده ) . وأنا أستطيع أن أضيف وأقول لكل من يقرأ سورة يوسف أن يتأمل في سياق القصة وليتدبر قليلا في معنى ــ (قطعن) بتشديد الطاء والتي تفيد القطع أو الحز والخدش وليس قطعن دون تشديد الطاء والتي بمعنى قطع أيدي النسوة عن الوصول لمرادهن من يوسف ــ ثم لينظر ثم فليحكم . ثم أرجو منك المعذرة أخي أبومسلم فما أنا لك بند أو معاند ولكن محاور ومستفيد والسلام .
أخي الكريم صلاح الدين علي
أولاً : أشكر لك مرورك وتفاعلك مع الموضوع
وأنا لا أحجر على أحد رأيه وإن خالفني
أهل اللغة لا يوافقون المفسرين في كل ما يقولون
اللغة لم تكن مجموعة في صدر الإسلام
وقد مرت ثلاثة قرون حتى تم جمعها وتبويبها
وعلم الصرف تولد لأجل هذه المهمة
وعلم النحو كذلك وتولدت علوم عديدة في اللغة لأجل فهم اللغة
والاستفادة من الفهم لها في الوقوف على مراد الله تعالى في القرآن ، وبيان الحجة في التراكيب والألفاظ في القرآن.
والتفسير بدأ منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم.
وقد أطلق ابن عباس رضي الله عنهما المجال واسعًا بكثرة استشهاده باللغة والشعر؛ وفتح الباب واسعًا لجمع اللغة وفهمها،
وذكر في مواقف له أنه لم يفهم بعض الآيات إلا بعد سماع العرب تستخدمها في أقوالهم.
واللغة قد وضعها العرب واستعملوها بالصورة التي عرفت عنهم.
فاستحداث معاني جديدة لأسماء ولأفعال ثم جعل ذلك تفسيرًا للقرآن فيه نظر ،
والله تعالى يقول: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف.
وقال تعالى : (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) الزخرف.
فإذا أردنا أن نعقل القرآن فعلينا بالعربية ونلتزم بها ، وهي اللغة التي كان العرب ينطقون بها.
ولا أعرف أن العرب تستعمل القطع بمعنى الحز والخدش، فهذه معان أُتي بها المفسرون لاستعظامهم حدوث البتر التام ، ولم تذكر إلا في تفسير الآية فقط،
وأخطر شيء في اللغة ان يدخلها فهم خاص لألفاظ في القرآن، لم تقل به العرب من قبل، ثم يرتد هذا الفهم على القرآن فيفسر به القرآن على أنه من لغة العرب.
فإن أنت ترضى القول بذلك، فلا أرضاه لنفسي؛ فأقول هذا القول وأنا أعلم أنه ليس من قول العرب، وغير مذكور في القواميس بأنه من كلام العرب، وكل واحد منا سيحاسب على قوله وعلمه عند ربه.
وحتى لو صح ذلك، ولا يصح عندي، فإنه لا يدل على مراودة، وقد فهم الملك من قول يوسف عليه السلام: (فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) أنهن راودن يوسف عليه السلام: (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) والخدش والحز وقطع اليد عن البدن وليس عن يوسف عليه السلام؛ لا تدل على مراودة ولا كيد، حتى يتهمهن الملك بالمروادة. وقد اعترفت امرأة العزيز بمراودتها ليوسف عليه السلام؛ وقد مدة يدها إليه وقدت قميصه من دبر.
اللهم لا أملك اكثر ذلك من البيان .. فإن شرحت صدر وقلب عبادك لهذا فذلك من فضلك علي وعليهم، وإن كانت الأخرى، فالأمر كله بيدك .

أبو مسلم العرابلي
13/06/2009, 07:21 AM
أخي الكريم صلاح الدين علي
هذا عمدة القواميس والمعاجم ؛ "لسان" العرب لابن منظور، الذي جمعه من خمسة قواميس لم يأت بذكر مادة قطع إلا في البتر التام والفصل والإبانة إلا ما نقل من تفسير للآية بالخدش، لأنه رأي في التفسير، ولم يذكره في غير ذلك. فهذا مما دخل من التفسير في القواميس، ولم ينقل من استعمال العرب لهذه المعاني

قطع
قطع : القَطْعُ: إِبانةُ بعض أَجزاء الـجِرْمِ من بعضٍ فَصْلاً . قَطَعَه يَقْطَعُه قَطْعاً و قَطِيعةً و قُطوعاً؛ قال: فما بَرِحَتْ، حتـى اسْتبانَ سقابها قُطُوعاً لِـمَـحْبُوكٍ من اللِّـيفِ حادِرِ و القَطْعُ: مصدر قَطَعْتُ الـحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع . و الـمِقْطَعُ، بالكسر: ما يُقْطَعُ به الشيء، و قطَعه و اقتطَعه فانقطَع و تقطَّع، شدد للكثرة . ^ و تقطَّعوا أَمرهم بـينهم زُبُراً ^ أَي تقَسَّمُوه . قال الأَزهري: وأَما قوله: ^ و تقطَّعوا أَمرهم بـينهم زُبراً ^ فإِنه واقع كقولك قَطَّعُوا أَمرهم؛ قال لبـيد فـي الوجه اللازم: وتَقَطَّعَتْ أَسْبابُها ورِمامُها أَي انْقَطَعَتْ حِبالُ مَوَدَّتِها، ويجوز أَن يكون معنى قوله: ^ و تقطَّعوا أَمرهم بـينهم ^ ؛ أَي تفرقوا فِـي أَمرهم، نصب أَمرهم بنزع فـي منه؛ قال الأَزهري: وهذا القول عندي أَصوب . وقوله تعالـى: ^ و قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنّ ^ ؛ أَي قَطَعْنَها قَطْعاً بعد قَطْعٍ وخَدَشْنَها خدْشاً كثـيراً ولذلك شدد، وقوله تعالـى: ^ و قطَّعْناهم فـي الأَرض أُمَـماً ^ ؛ أَي فرّقناهم فِرَقاً، وقال: ^ و تَقَطَّعَتْ بهم الأَسبابُ ^ أَي انْقَطَعَتْ أَسْبابُهم ووُصَلُهُم؛ وقول أَبـي ذؤيب: كأَنّ ابْنةَ السَّهْمِيّ دُرَّةُ قامِسٍ لها، بعدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح، وَهِيجُ أَراد بعد انْقِطاعِ النُّبُوحِ، والنُّبُوحِ: الـجماعات، أَراد بعد الهُدُوِّ والسكون باللـيل، قال: وأَحْسَب
ُ الأَصل فـيه القِطْع وهو طائفة من اللـيل . وشيءٌ قَطِيعٌ: مقطوعٌ . والعرب تقول: اتَّقُوا القُطَيْعاءَ أَي اتقوا أَن يَتَقَطَّعَ بعضُكم من بعض فـي الـحرب . و القُطْعةُ و القطاعةُ: ما قُطِعَ من الـحُوّارى من النُّـخالِة . و القُطاعةُ، بالضم: ما سقَط عن القَطْعِ . و قَطَعَ النـخالةَ من الـحُوّارَى: فَصَلَها منه؛ عن اللـحيانـي: و تَقاطَعَ الشيءُ: بانَ بعضُه من بعض، و أَقْطَعَه إِياه: أَذن له فـي قطعه . و قَطَعاتُ الشجرِ: أُبَنُها التـي تَـخْرُجُ منها إِذا قُطِعَت، الواحدة قَطَعَةٌ . و أَقْطَعْتُه قُضْباناً من الكَرْمِ أَي أَذِنْتُ له فـي قَطْعِها . و القَطِيعُ: الغُصْنُ تَقْطَعُه من الشجرة، والـجمع أَقْطِعةٌ و قُطُعٌ و قُطُعاتٌ و أَقاطِيعُ كحديثٍ وأَحاديثَ . و القِطْعُ من الشجر: كالقَطِيعِ، والـجمع أَقطاعٌ؛ قال أَبو ذؤَيب: عَفا غيرُ نُؤْيِ الدارِ ما إِنْ تُبِـينُه، وأَقْطاعُ طُفْـيٍ قد عَفَتْ فـي الـمَعاقِلِ و القِطْعُ أَيضاً: السهم يعمل من القَطِيعِ و القِطْعِ اللذين هما الـمَقْطُوعُ من الشجر، وقـيل: هو السهم العَرِيضُ، وقـيل: القِطْعُ نصل قَصِيرٌ عَريِضٌ السهم، وقـيل: القِطْعُ النصل القصير، والـجمع أَقْطُعٌ و أَقْطاعٌ و قُطُوعٌ و قِطاعٌ و مَقاطِيعُ، جاء علـى غير واحده نادراً كأَنه إِنما جمع مِقْطاعاً، ولـم يسمع، كما قالوا مَلامِـحَ ومَشابِهَ ولـم يقولوا مَلْـمَـحَةً ولا مَشْبَهةً؛ قال بعض الأَغفالِ يصف دِرْعاً: لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، وتَهْزَأُ بالـمَعابِلِ والقِطاعِ وقال ساعد بن جُؤَيَّةَ: وشَقَّتْ مَقاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَه، إذا يَسْمَعُ الصوتَ الـمُغَرِّدَ يَصْلِدُ و الـمِقْطَعُ و الـمِقْطاعُ: ما قَطَعْتَه به . قال اللـيث: القِطْعُ القضيبُ الذي يُقْطَعُ لبَرْيِ السِّهامِ، وجمعه قُطْعانٌ و أَقْطُعٌ؛ وأَنشد أَبـي ذؤَيب: ونَمِيمَةً من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ، فـي كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ قال: أَراد السِّهامَ، قال الأَزهري: وهذا غلط، قال الأَصمعي: القِطْعُ من النِّصالِ القصير العريضُ، وكذلك قال غيره، سواء كان النصل مركباً فـي السهم أَو لـم يكن مركباً، سُمِّيَ قِطْعاً لأَنه مقطوعٌ من الـحديد، وربما سَمَّوْه مقطوعاً، و الـمَقاطِيعُ جمعه؛ وسيف قاطِعٌ و قَطَّاعٌ و مِقْطَعٌ . وحبل أَقْطاعٌ: مقطوعٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه قِطْعاً، وإِن لـم يتكلـم به، وكذلك ثوب أَقْطاعٌ و قِطْعٌ؛ عن اللـحيانـي . و الـمَقْطُوعُ من الـمديد والكامل والرَّجَزِ: الذي حذف منه حرفان نـحو فاعلاتن ذهب منه تن فصار مـحذوفاً فبقـي فاعلن ثم ذهب من فاعِلن النون ثم أُسكنت اللام فنقل فـي التقطيع إِلـى فعْلن، كقوله فـي الـمديد: إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ، أُخْرِجَتْ من كِيسِ دِهْقانِ فقوله قانـي فعْلن، وكقوله فـي الكامل: وإِذا دَعَوْنَكَ عَمَّهُنَّ، فإِنَّه نَسَبٌ يَزِيدُكَ عِنْدَهُنَّ خَبالا
فقوله نَـخَبالا فعلاتن وهو مقطوع؛ وكقوله فـي الرجز: دار لِسَلْـمَى؛ إِذ سُلَـيْمَى جارةٌ، فَقْرٌ تُرى آياتها مِثْلَ الزُّبُرْ وكقوله فـي الرجز: القَلْبُ منها مُسْتَرِيحٌ سالِـمٌ، والقلبُ مِنِّـي جاهِدٌ مَـجْهُودُ فقوله مَـجْهُود مَفْعُولُنْ . و تَقْطِيعُ الشعر: وَزْنه بأَجزاء العَروُضِ وتَـجْزئته بالأَفْعالِ . وقاطَعَ الرجُلانِ بسيفـيهما إِذا نظرا أَيُّهما أَقْطَعُ؛ و قاطَعَ فلان فلاناً بسيفـيهما كذلك . ورجل لَطّاع قَطّاعٌ: يَقْطَعُ نصف اللُّقْمةِ ويردّ الثانـي، واللَّطّاعُ مذكور فـي موضعه . وكلامٌ قاطِعٌ علـى الـمَثَلِ: كقولهم نافِذٌ . و الأَقْطَعُ: الـمقطوعُ الـيَدِ، والـجمع قُطْعٌ و قُطْعانٌ مثل أَسْوَدَ وسُودانٍ . ويَدٌ قَطعاءُ: مقطوعةٌ، وقد قَطَعَ و قطِعَ قَطعاً . و القَطَعَةُ و القُطْعةُ، بالضم، مثل الصَّلَعةِ والصُّلْعةِ: موضع القَطْعِ من الـيد، وقـيل: بقـيّةُ الـيدِ الـمقطوعةِ، وضرَبه بقَطَعَتِه . وفـي الـحديث: أَنَّ سارِقاً سَرَقَ فَقُطِعَ فكان يَسْرِقُ بقَطَعَتِه، بفتـحتـين؛ هي الـموضعُ الـمقطوعُ من الـيد، قال: وقد تضم القاف وتسكن الطاء فـيقال: بقُطْعَتِه، قال اللـيث: يقولون قُطِعَ الرجلُ ولا يقولون قُطِعَ الأَقْطَعُ لأَنَّ الأَقْطَعَ لا يكون أَقْطَعَ حتـى يَقْطَعَه غيره، ولو لزمه ذلك من قبل نفسه لقـيل قَطِعَ أَو قَطُعَ، و قَطَعَ الله عُمُرَه علـى الـمَثَلِ . وفـي التنزيل: ^ فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظَلَـموا ^ قال ثعلب: معناه استُؤْصِلُوا من آخرهم . و مَقْطَعُ كل شيءٍ و مُنْقَطَعُه: آخره حيث يَنْقَطِعُ كمَقاطِعِ الرِّمالِ والأَوْدِيةِ والـحَرَّةِ وما أَشبهها . و مَقاطِيعُ الأَوديةِ: مآخيرُها . و مُنْقَطَعُ كلِّ شيءٍ: حيث يَنْتَهي إِلـيه طَرَفُه . و الـمُنْقَطِعُ: الشيءُ نفسُه . وشرابٌ لذيذُ الـمَقْطَعِ أَي الآخِر والـخاتِمَةِ . وقَطَعَ الـماءَ قَطْعاً: شَقَّه وجازَه . و قَطَعَ به النهرَ و أَقْطَعَه إِياه و أَقطَعَه به: جاوَزَه، وهو من الفصل بـين الأَجزاء . و قَطَعْتُ النهر قَطْعاً و قُطُوعاً: عَبَرْتُ . و مَقاطِع الأَنهار: حيث يُعْبَرُ فـيه . و الـمَقْطَعُ: غايةُ ما قُطِعَ . يقال: مَقطَعُ الثوبِ و مَقْطَعُ الرمْلِ للذي لا رَمْلَ وراءه . و الـمَقْطَعُ: الـموضع الذي يُقْطَعُ فـيه النهر من الـمَعابرِ . و مَقاطِع القرآنِ: مواضعُ الوقوفِ، ومَبادِئُه: مواضعُ الابتداءِ . وفـي حديث عمر، رضي الله عنه، حين ذَكَر أَبا بكر، رضي الله عنه: لـيس فـيكم مَنْ تَقَطَّعُ علـيه الأَعْناقُ مثلَ أَبـي بكر؛ أَراد أَن السابِقَ منكم الذي لا يَلْـحَقُ شَأْوَه فـي الفضل أَحدٌ لا يكون مِثْلاً لأَبـي بكر لأَنه أَسْبَقُ السابقـين؛ وفـي النهاية: أَي لـيس فـيكم أَحدٌ سابقٌ إِلـى الـخيراتِ تَقَطَّعُ أَعْناقُ مُسابقِـيه حتـى لا يَلْـحَقَه أَحدٌ مِثْلَ أَبـي بكر، رضي الله عنه . يقال للفرَس الـجَوادِ: تَقَطَّعَت أَعناقُ الـخيْلِ علـيه فلـم تَلْـحَقْه؛ وأَنشد ابن الأَعرابـي للبَعِيثِ: طَمِعْتُ بِلَـيْلـى أن تَريِعَ، وإِنّما تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِّجالِ الـمَطامِعُ وبايَعْتُ لَـيْلـى فـي الـخَلاء، ولـم يَكُنْ شُهُودي علـى لَـيْلـى عُدُولٌ مَقانِع
ُ ومنه حديث أَبـي ذر: فإِذا هي يُقَطَّعُ دونَها السَّرابُ أَي تُسْرِعُ إِسْراعاً كثـيراً تقدمت به وفاتت حتـى إِن السراب يظهر دونها أَي من ورائها لبعدها فـي البر . و مُقَطَّعاتُ الشيء: طرائقُه التـي يتـحلَّلُ إِلـيها ويَتَرَكَّبُ عنها كَمُقَطَّعات الكلامِ، و مُقَطَّعاتُ الشعْرِ و مَقاطِيعُه: ما تَـحَلَّل إِلـيه وترَكَّبَ عنه من أَجْزائِه التـي يسميها عَرْوضِيُّو العرب الأَسْبابَ والأَوْتادَ . و القِطاعُ و القَطاعُ: صِرامُ النـخْـلِ مثِلُ الصِّرامِ والصَّرامِ و قَطَعَ النـخـلَ يَقْطَعُه قَطْعاً و قِطاعاً و قَطاعاً؛ عن اللـحيانـي: صرَمه . قال سيبويه: قَطَعْتُه أَوْصَلْتُ إِلـيه القَطْعَ واستعملته فـيه . و أَقْطَعَ النـخـلُ إِقْطاعاً إِذا أَصرَمَ وحانَ قِطاعُه . و أَقْطَعْتُه: أَذِنْتُ له فـي قِطاعه . و انْقَطَعَ الشيءُ: ذهَب وقْتُه؛ ومنه قولهم: انْقَطَعَ البَرْدُ والـحرُّ . و انْقَطَع الكلامُ: وَقَفَ فلـم يَمْضِ . و قَطَعَ لسانه: أَسْكَتَه بإِحسانِه إِلـيه . و انْقَطَعَ لسانه: ذهبت سَلاطَتُه . وامرأَة قَطِيعُ الكلامِ إِذا لـم تكن سَلِـيطةً . وفـي الـحديث لـما أَنشده العباس بن مِرْداسٍ أَبـياته العينـية: اقْطَعُوا عنـي لِسانه أَي أَعْطُوه وأَرْضوُه حتـى يسكت، فكنى باللسانِ عن الكلام . ومنه الـحديث: أَتاه رجل فقال: إِنـي شاعر، فقال: يا بلال، اقْطَعْ لسانه فأَعطاه أَربعين درهماً . قال الـخطابـي: يشبه أَن يكون هذا مـمن له حق فـي بـيت الـمال كابن السبـيل وغيره فتعرّض له بالشعر فأَعطاه لـحقه أَو لـحاجته لا لشعره . و أَقْطَعَ الرجلُ إِذا انْقَطَعَت حُجَّتُه وبَكَّتُوه بالـحق فلـم يُجِبْ، فهو مُقْطِعٌ . و قَطَعَه قَطْعاً أَيضاً: بَكَّتَه، وهو قَطِيعُ القولِ و أَقْطَعُه، وقد قَطِعَ و قَطُعَ قَطاعةً . و أَقْطَعَ الشاعِرُ: انْقَطَعَ شِعْرُه . و أَقْطَعَت الدجاجةُ مثل أَقَفَّت: انْقَطَعَ بـيضُها، قال الفارسيّ: وهذا كما عادلوا بـينهما بأَصْفَـى . و قُطِعَ به و انْقُطِعَ و أُقْطِعَ و أَقْطَعَ: ضَعُفَ عن النكاح . و أُقْطِعَ به إِقْطاعاً، فهو مُقْطَعٌ إِذا لـم يُرِدِ النساءِ ولـم يَنْهَض عُجارِمُه . و انْقُطِعَ بالرجل والبعير: كَلاَّ . و قُطِعَ بفلان، فهو مَقْطُوعٌ به، و انْقُطِعَ به، فهو مُنْقَطَعٌ به إِذا عجز عن سفره من نَفَقَةٍ ذهبت، أَو قامَت علـيه راحِلَتُه، أَو أَتاه أَمر لا يقدر علـى أَن يتـحرك معه، وقـيل: هو إِذا كان مسافراً فأُبْدِعَ به وعَطِبَت راحلته وذَهَبَ زادُه وماله . و قُطِعَ به إِذا انْقَطَعَ رَجاؤُهُ . و قُطِعَ به قَطْعاً إِذا قُطِعَ به الطرِيقُ . وفـي الـحديث: فخَشِينا أَن يُقْتَطَعَ دُونَنا أَي يُؤْخَذَ ويُنْفَرَدَ به . وفـي الـحديث: ولو شئنا لاقْتَطَعْناهم . وفـي الـحديث: كان إِذا أَراد أَن يَقْطَعَ بَعْثاً أَي يُفْرِدَ قوماً يبعثُهم فـي الغَزْوِ ويُعَيِّنَهُم من غيرهم . ويقال للغريب بالبلد: أُقْطِعَ عن أَهله إِقْطاعاً، فهو مُقْطَعٌ عنهم و مُنْقَطِعٌ، وكذلك الذي يُفْرَضُ لنظرائه ويترك هو . و أَقْطَعْتَ الشيء إِذا انْقَطَعَ عنك . يقال: قد أَقْطَعْتُ الغَيْثَ . وعَوْدٌ مُقْطَعٌ إِذا انْقَطَعَ عن الضِّراب . و الـمُقْطَعُ، بفتـح الطاءِ: البعير إِذا جَفَرَ عن الضراب؛ قال النمر بن تَوْلَبٍ يصف امرأَته: قامَت
تَباكَى أَن سَبَأْتُ لِفِتْـيَةٍ زِقاًّ وخابِـيَةً بِعَوْدٍ مُقْطَعِ وقد أُقْطِعَ إِذا جَفَرَ . وناقةٌ قَطُوعٌ: يَنْقَطِعُ لبنها سريعاً . و القَطْعُ و القَطِيعةُ: الهِجْرانُ ضِدُّ الوصل، والفعل كالفعل والـمصدر كالـمصدر، وهو علـى الـمثل . ورجل قَطُوعٌ لإِخْوانه و مِقْطاعٌ: لا يثبت علـى مُؤاخاةٍ . و تَقَاطَعَ القومُ: تَصارَمُوا . و تَقاطَعَتْ أَرْحامُهُمْ: تَـحاصَّتْ . و قَطَعَ رَحِمَه قَطْعاً و قَطِيعةً و قَطَّعَها: عَقَّها ولـم يَصِلْها، والاسم القَطِيعةُ . ورجل قُطَعَةٌ و قُطَعٌ و مِقْطَعٌ و قَطَّاعٌ: يَقْطَعُ رَحِمَه . وفـي الـحديث: من زَوَّجَ كَرِيمَةً من فاسِقٍ فقد قَطَعَ رَحمها، وذلك أَن الفاسِقَ يطلقها ثم لا يبالـي أَن يضاجعها . وفـي حديث صِلَةِ الرَّحِمِ: هذا مقام العائذ بك من القَطِيعَةِ؛ القَطِيعَةُ: الهِجْرانُ والصَّدُّ، وهيَ فَعِيلَةٌ من القَطْعِ، ويريد به ترك البر والإِحسان إِلـى الأَهل والأَقارب، وهي ضدّ صِلَة الرَّحمِ . وقوله تعالـى: ^ أَن تفسدوا فـي الأَرض و تُقَطِّعُوا أَرحامَكم ^ ؛ أَي تَعُوادوا إِلـى أَمر الـجاهلـية فتفسدوا فـي الأَرض وتَئِدُوا البناتِ، وقـيل: تقطعوا أَرحامكم تقتل قريش بنـي هاشم وبنو هاشم قريشاً . ورَحِمٌ قَطعاءُ بـينـي وبـينك إِذا لـم توصل . ويقال: مَدّ فلان إِلـى فلان بِثَدْيٍ غير أَقْطَعَ ومَتَّ، بالتاء، أَي تَوَسَّلَ إِلـيه بقرابة قريبة؛ وقال: دَعانـي فلـم أُورَأْ بِه، فأَجَبْتُه، فَمَدّ بِثَدْيٍ بَـيْنَنا غَيْرِ أَقْطَعا و الأُقْطوعةُ: ما تبعثه الـمرأَة إِلـى صاحبتها علامة للـمُصارَمةِ والهِجْرانِ، وفـي التهذيب: تبعث به الـجارية إِلـى صاحبها؛ وأَنشد: وقالَتْ لـجارِيَتَـيْها: اذْهَبا إِلـيه بأُقْطُوعةٍ إِذْ هَجَرْ و القُطْعُ: البُهْرُ لقَطْعِه الأَنفاسَ . ورجل قَطِيعٌ: مَبْهُورٌ بَـيّنُ القَطاعةِ، وكذلك الأُنثى بغير هاء . ورجل قَطيعُ القـيام إِذا وصف بالضعف أَو السِّمَنِ . وامرأَة قَطُوعٌ و قَطِيعٌ: فاتِرةُ القِـيامِ . وقد قَطُعَتِ الـمرأَةُ إِذا صارت قَطِيعاً . و القُطْعُ و القُطُعُ فـي الفرس وغيره: البُهْرُ و انقِطاعُ بعض عُرُوقِه . وأَصابه قُطْعٌ أَو بُهْر: وهو النفَس العالـي من السمن وغيره . وفـي حديث ابن عمر: أَنه أَصابه قُطْعٌ أَو بهر فكان يُطْبَخُ له الثُّومُ فـي الـحَسا فـيأْكله؛ قال الكُسائي: القُطْعُ الدَّبَرُ ؛ وأَنشد أَبو عبـيد لأَبـي جندب الهذلـي: وإِنِّـي إِذا ما آنسٌ . . . مُقْبِلاً، يُعاوِدُنـي قُطْعٌ جَواه طَوِيلُ يقول: إِذا رأَيت إِنساناً ذكرته . وقال ابن الأَثـير: القُطْعُ انْقِطاعُ النَّفَسِ وضيقُه . و القُطْعُ: البُهْرُ يأْخذ الفرس وغيره . يقال: قُطِعَ الرجلُ، فهو مقطوعٌ، ويقال للفرس إِذا انْقَطَعَ عِرْقٌ فـي بطنه أَو شَحْمٌ: مقطوعٌ، وقد قُطِعَ . و اقْتَطَعْتُ من الشيء قِطْعةً، يقال: اقتَطَعْتُ قَطِيعاً من غنم فلان . و القِطْعةُ من الشيء: الطائفةُ منه . و اقْتَطَعَ طائفة من الشيء: أَخذها . و القَطِيعةُ: ما اقْتَطَعْتَه منه . و أَقْطَعَنـي إِياها: أَذِنَ لـي فـي اقْتِطاعِها . و اسْتَقْطَعَه إِياها: سأَلَه أَن يُقْطِعَه إِياها . و أَقْطَعْتُه قَطِيعةً أَي طائفة من أَرض الـخراج . و أَقْطَعَه نهراً: أَباحَه له . وفـي حديث أَبْـيَضَ بن
حَمّالٍ: أَنه اسْتَقْطَعَه الـمِلْـحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَه إِياه؛ قال ابن الأَثـير: سأَله أَن يجعله له إِقطاعاً يتملَّكُه ويسْتَبِدُّ به وينفرد، و الإِقطاعُ يكون تملـيكاً وغير تملـيك . يقال: اسْتَقْطَعَ فلان الإِمامَ قَطيعةً فأَقْطَعَه إِيّاها إِذا سأَله أَن يُقْطِعَها له وبـينها مِلْكاً له فأْعطاه إِياها . و القَطَائِعُ إِنما تـجوز فـي عَفْوِ البلاد التـي لا ملك لأَحد علـيها ولا عِمَارة فـيها لأَحد فـيُقْطِعُ الإِمامُ الـمُسْتَقْطِعَ منها قَدْرَ ما يتهيَّأُ له عِمارَتُه بإِجراء الـماء إِلـيه، أَو باستـخراج عين منه، أَو بتـحجر علـيه للبناء فـيه قال الشافعي: ومن الإِقْطاعِ إِقْطاعُ إِرْفاقٍ لا تملـيكٍ، كالـمُقاعَدةِ بالأسواق التـي هي طُرُقُ الـمسلـمين، فمن قعد فـي موضع منها كان له بقدر ما يَصْلُـحُ له ما كان مقـيماً فـيه، فإِذا فارقه لـم يكن له منع غيره منه كأَبنـية العرب وفساطِيطِهْم، فإِذا انْتَـجَعُوا لـم يَمْلِكُوا بها حيث نزلوا، ومنها إِقْطاعُ السكنى . وفـي الـحديث عن أُمّ العلاءِ الأَنصارية قالت: لـما قَدِمَ النبـيُّ لـم، الـمدينةَ أَقْطَع الناسَ الدُّورَ فطار سَهْمُ عثمانَ بن مَظْعُونٍ علَـيّ؛ ومعناه أَنزلهم فـي دُورِ الأَنصارِ يسكنونها معهم ثم يتـحوّلون عنها؛ ومنه الـحديث: أَنه أَقْطَعَ الزبـير نـخلاً، يشبه أَنه إِنما أَعطاه ذلك من الـخُمُسِ الذي هو سَهْمُه لأَنَّ النـخـل مالٌ ظاهِرُ العين حاضِرُ النفْعِ فلا يجوز إِقْطاعُه، وكان بعضهم يتأَوّل إِقْطَاع النبـيِّ لـم، الـمهاجرين الدُّورَ علـى معنى العارِيّةِ، وأَما إِقْطاعُ الـمَواتِ فهو تملـيك . وفـي الـحديث فـي الـيمين: أَو يَقْتَطِعَ بها مالَ امرىءٍ مُسْلِـمٍ أَي يأْخذه لنفسه متملكاً، وهو يَفْتَعِلُ من القَطْعِ . ورجل مُقْطَعٌ: لا دِيوانَ له . وفـي الـحديث: كانوا أَهلَ دِيوانٍ أَو مُقْطَعِينَ، بفتـح الطاء، ويروى مُقْتَطعِينَ لأَن الـجند لا يَخْـلُونَ من هذين الوجهين . و قَطَعَ الرجل بحبل يَقْطَعُ قَطْعاً: اخْتَنَقَ به . وفـي التنزيل: ^ فَلْـيَمْدُدْ بسبب إِلـى السماء ثم لـيَقْطَعْ فلـينظر ^ قالوا: لِـيَقْطَعْ أَي لِـيَخْتَنِقْ لأَن الـمُخْتَنِقَ يَمُدّ السبب إِلـى السقف ثم يَقْطَعُ نفسَه من الأَرض حتـى يختنق، قال الأَزهري: وهذا يحتاج إِلـى شرح يزيد فـي إِيضاحه، والـمعنى، وا أَعلـم، من كان يظن أَن لن ينصر الله مـحمداً حتـى يظهره علـى الدين كله فلـيمت غيظاً، وهو تفسير قوله ^ فلـيمدد بسَببٍ إِلـى السماء ^ ، والسببُ الـحبل يشدّه الـمختنق إِلـى سقفِ بـيته، وسماءُ كل شيء سقفه، ثم لـيقطع أَي لـيمد الـحبل مشدُوداً فـي عنقه مدّاً شديداً يُوَتِّرُه حتـى ينقطع فـيموت مختنقاً؛ وقال الفراء: أَراد لـيجعل فـي سماء بـيته حبلاً ثم لـيختنق به، فذلك قوله ثم لـيقطع اختناقاً . وفـي قراءة عبدا: ثم لـيقطعه، يعنـي السبب وهو الـحبل، وقـيل: معناه لـيمد الـحبل الـمشدود فـي عنقه حتـى ينقطعَ نفَسُه فـيموتَ . وثوبٌ يَقْطَعُكَ و يُقْطِعُكَ و يُقطّعُ لك تَقْطِيعاً: يَصْلُـح علـيك قميصاً ونـحوَه . وقال الأَزهري: إِذا صلـح أَن يُقْطَع قميصاً، قال الأَصمعي: لا أَعرف هذا ثوب يَقْطَعُ ولا يُقَطَّعُ ولا يُقَطِّعُنـي ولا يَقْطَعُنـي، هذا كله من كلام الـمولّدين؛ قال أَبو حاتم: وقد حكاه أَبو عبـيدة عن العرب . و القُطْعُ: وجَعٌ فـي البطن ومَغَسٌ . و التقطِيعُ: مَغَسٌ يجده الإِنسان فـي بطنه وأَمْعَائِه . يقال: قُطِّعَ فلان فـي بطنه تَقْطِيعاً . و القطِيعُ: الطائفة من الغنم والنعم ونـحوه، والغالب علـيه أَنه من عشر إِلـى أربعين، وقـيل: ما بـين خمس عشرة إِلـى خمس وعشرين، والـجمع أَقْطاعٌ و أَقْطِعَةٌ و قُطْعانٌ و قِطاعٌ و أَقاطِيعُ، قال سيبويه: هو مـما جمع علـى
غير بناء واحده، ونظيره عندهم حديثٌ وأحاديثُ . و القِطْعةُ: كالقَطِيع . و القَطِيعُ: السوط يُقْطَعُ من جلد سير ويعمل منه، وقـيل: هو مشتق من القَطِيعِ الذي هو الـمَقْطُوعُ من الشجر، وقـيل: هو الـمُنْقَطِعُ الطرَف، وعَمَّ أَبو عبـيد بالقَطِيع، وحكى الفارسي: قَطَعْتُه بالقَطِيع أَي ضربته به كما قالوا سُطْتُه بالسوط؛ قال الأَعشى : تَرَى عَينَها صَغْواءَ فـي جَنْبِ مُوقِها، تُراقِبُ كَفِّـي والقَطِيعَ الـمُـحَرَّما قال ابن بري: السوط الـمُـحَرَّمُ الذي لـم يُلـيَّن بَعْد . اللـيث: القَطِيعُ السوط الـمُنْقَطِعُ . قال الأَزهري: سمي السوط قَطِيعاً لأَنهم يأُخذون القِدّ الـمُـحَرَّمَ فـيَقْطَعونه أَربعة سُيُور، ثم يَفْتِلونه ويَلْوُونه ويتركونه حتـى يَـيْبَسَ فـيقومَ قِـياماً كأَنه عَصاً، سمي قَطِيعاً لأَنه يُقْطَعُ أَربع طاقات ثم يُلْوى . و القُطَّعُ و القُطَّاعُ: اللُّصوص يَقْطَعون الأَرض . و قُطَّاعُ الطريق: الذين يُعارِضون أَبناء السبـيل فَـيْقْطَعون بهم السبـيلَ . ورجل مُقَطَّعٌ: مُـجَرَّبٌ . وإِنه لـحسَنُ التقْطِيع أَي القَدِّ . وشيء حسن التقطِيعِ إِذا كان حسن القَدِّ . ويقال: فلان قَطِيعُ فلان أَي شَبـيهُه فـي قَدِّه وخَـلْقِه، وجمعه أَقْطِعاءُ . و مَقْطَعُ الـحقِّ: ما يُقْطَعُ به الباطل، وهو أَيضاً موضع التِقاءِ الـحُكْمِ، وقـيل: هو حيث يُفْصَلُ بـين الـخُصومِ بنص الـحكم؛ قال زهير: وإِنَّ الـحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ: يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ ويقال: الصوْمُ مَقْطَعةٌ للنكاح . و القِطْعُ و القِطْعةُ و القَطِيعُ و القِطَعُ و القِطاعُ: طائفة من اللـيل تكون من أَوَّله إِلـى ثلثه، وقـيل للفزاريِّ: ما القِطْعُ من اللـيل؟ فقال: حُزْمةٌ تَهُورُها أَي قِطْعةٌ تَـحْزُرُها ولا تَدْري كمْ هِيَ . و القِطْعُ: ظلـمة آخر اللـيل؛ ومنه قوله تعالـى: ^ فأَسْرِ بأَهلك بقِطْعٍ من اللـيل ^ قال الأَخفش: بسواد من اللـيل؛ قال الشاعر: افْتَـحى الباب، فانْظُري فـي النُّـجومِ، كَمْ عَلَـيْنا من قِطْعِ لَـيْلٍ بَهِيمِ وفـي التنزيل: ^ قِطَعاً من اللـيل مظلـماً ^ ، وقرىء: قِطْعاً، و القِطْعُ: اسم ما قُطِعَ . يقال: قَطَعْتُ الشيءَ قَطْعاً، واسم ما قُطِعَ فسقط قطْعٌ . قال ثعلب: من قرأَ قِطْعاً، جعل الـمظلـم من نعته، ومن قرأَ قِطَعاً جعل الـمظلـم قِطَعاً من اللـيل، وهو الذي يقول له البصريون الـحال . وفـي الـحديث: إِنَّ بـين يَدَيِ الساعة فِتَناً كقِطْعِ اللـيل الـمُظْلِـمِ؛ قِطْعُ اللـيلِ طائِفةٌ منه و قِطْعةٌ، وجمع القِطْعةِ قِطَعٌ، أَراد فتنة مظلـمة سوْداءَ تعظيماً لشأْنها . و الـمُقَطَّعاتُ من الثـيابِ: شِبْه الـجِبابِ ونـحوها من الـخَزِّ وغيره . وفـي التنزيل: ^ قُطِّعَتْ لهم ثـيابٌ من نار ^ ؛ أَي خِيطَتْ وسُوِّيَتْ وجُعِلَتْ لَبوساً لهم . وفـي حديث ابن عباس فـي صفة نـخـل الـجنة قال: نـخـل الـجنة سَعَفُها كِسْوةٌ لأَهل الـجنة منها مُقَطَّعاتُهم وحُلَلُهم؛ قال ابن الأَثـير: لـم يكن يَصِفُها بالقِصَر لأَنه عيب . وقال ابن الأَعرابـي: لا يقال للثـياب القِصار مُقَطَّعاتٌ، قال شمر: ومـما يقوِّي قوله حديث ابن عباس فـي وصف سَعَفِ الـجنة لأَنه لا يصف ثـياب أَهل الـجنة بالقِصَرِ لأَنه عيب، وقـيل: الـمقطَّعات لا واحد لها فلا يقال للـجُبّةِ القصيرة مُقَطَّعةٌ، ولا للقَمِيص
ِ مُقَطَّعٌ، وإِنما يقال لـجملة الثـياب القصار مُقَطَّعات، وللواحد ثوب . وفـي الـحديث: أَن رجلاً أَتـي النبـي لـم، وعلـيه مُقَطَّعاتٌ له؛ قال ابن الأَثـير: أَي ثـياب قصار لأَنها قُطِعَتْ عن بلوغ التمام، وقـيل: الـمُقَطَّع من الثـياب كلُّ ما يُفَصَّلُ ويُخاطُ من قميصٍ وجِبابٍ وسَراوِيلاتٍ وغيرها، وما لا يقطع منها كالأَردية والأُزُر والـمَطارِفِ والرِّياطِ التـي لـم تقطع، وإِنما يُتَعَطَّفُ بها مرَّة ويُتَلَفَّعُ بها أُخرى؛ وأَنشد شمر لرؤبة يصف ثوراً وحشيّاً: كأَنَّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا، مُخالِطَ التَّقْلِـيصِ، إِذْ تَدَرَّعا قال ابن الأَعرابـي: يقول كأَنَّ علـيه نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه، يقول: تـخال أَنه أُلْبِسَ ثوباً أَبـيض مقلصاً عنه لـم يبلغ كُراعَه لأَنها سُود لـيست علـى لونه؛ وقول الراعي: فَقُودُوا الـجِيادَ الـمُسْنِفاتِ، وأَحْقِبوا علـى الأَرْحَبِـيّاتِ الـحَديدَ الـمُقَطَّعا يعنـي الدروع . والـحديدُ الـمُقَطَّعُ: هو الـمتـخذ سلاحاً . يقال: قطعنا الـحديد أَي صنعناه دُروعاً وغيرها من السِّلاح . وقال أَبو عمرو: مُقَطَّعاتُ الثـياب والشِّعْر قِصارُها . و الـمقطَّعات: الثـياب القصار، والأَبـياتُ القِصارُ، وكل قصيرٍ مُقَطَّعٌ و مُتَقَطِّعٌ؛ ومنه حديث ابن عباس: وقتُ صلاةِ الضُّحى إِذا تقَطَّعتِ الظِّلالُ، يعنـي قَصُرَتْ لأَنها تكون مـمتدة فـي أَول النهار، فكلـما ارتفعت الشمسُ تَقَطَّعَتِ الظِّلالُ وقصرت، وسميت الأَراجيز مُقَطَّعاتٍ لقصرها، ويروى أَن جرير بن الـخَطَفـى كان بـينه وبـين رؤبة اختلاف فـي شيء فقال: أَما وا لئن سَهِرْتُ له لـيلة لأَدَعَنَّه وقلَّـما تغنـي عنه مقطَّعاته، يعنـي أَبـيات الرجز . ويقال للرجُل القصير: إِنه لَـمُقَطَّعٌ مُـجَذَّرٌ . و الـمِقْطَعُ: مثالٌ يُقْطَعُ علـيه الأَديم والثوب وغيره . و القاطِعُ: كالـمِقْطَعِ اسم كالكاهل والغارِبِ . وقال أَبو الهيثم: إِنما هو القِطاعُ لا القاطِعُ، قال: وهو مثل لِـحافٍ ومِلْـحَفٍ وقِرامٍ ومِقْرَمٍ وسِرادٍ ومِسْرَدٍ . و القِطْعُ: ضرب من الثـياب الـمُوَشَّاةِ، والـجمع قُطوعٌ . و الـمُقَطَّعاتُ: بُرود علـيها وشْيءٌ مُقَطَّعٌ . و القِطْعُ: النُّمْرُقةُ أَيضاً . و القِطْعُ: الطِّنْفِسةُ تكون تـحت الرَّحْلِ علـى كَتِفَـيِ البعير، والـجمع كالـجمع؛ قال الأَعشى: أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ فـي بُراها، تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطوعُ قال ابن بري: الشعر لعبد الرحمن بن الـحكم بن أَبـي العاص يمدح معاوية ويقال لِزِيادٍ الأَعْجَمِ؛ وبعده: 1 - 0 بأَبَـيضَ مِنْ أُمَيَّةَ مَضْرَحِيَ، كأَنَّ جَبِـينَه سَيْفٌ صَنِـيعُ وفـي حديث ابن الزبـير والـجِنِّـيِّ: فجاء وهو علـى القِطع فنَفَضَه، وفُسِّرَ القِطْعُ بالطِّنْفِسةِ تـحت الرَّحْلِ علـى كتفـي البعير . و قاطَعَه علـى كذا وكذا من الأَجْرِ والعَمَل ونـحوه مُقاطعةً . قال اللـيث: و مُقَطَّعةُ الشعَر هناتٌ صِغار مثل شعَرِ الأَرانِبِ؛ قال الأَزهري: هذا لـيس بشيء وأُراه إِنما أَراد ما يقال للأَرْنَبِ السريعة؛ ويقال للأَرنب السريعة: مُقَطِّعةُ الأَسْحارِ
و مقطِّعةُ النِّـياطِ و مقطِّعةُ السحورِ كأَنها تَقْطَعُ عِرْقاً فـي بطن طالبها من شدّةِ العَدْوِ، أَو رِئاتِ من يَعْدُو علـى أَثرها لـيصيدها، وهذا كقولهم فـيها مُـحشِّئةُ الكِلاب، ومن قال النِّـياطُ بُعْدُ الـمَفازةِ فهي تَقْطَعُه أَيضاً أَي تُـجاوِزُه؛ قال يصف الأَرنب . كأَنِّـي، إِذْ مَنَنْتُ علـيكَ خَيْري، مَنَنْتُ علـى مُقَطِّعةِ النِّـياطِ وقال الشاعر: مَرَطى مُقَطِّعةٍ سُحُورَ بُغاتِها مِنْ سُوسِها التَّوْتِـيرُ، مهْما تُطْلَبِ ويقال لها أَيضاً: مُقَطِّعةُ القلوب؛ أَنشد ابن الأَعرابـي: كأَنِّـي، إِذْ مَنَنْتُ علـيكَ فَضْلـي، مَنَنْتُ علـى مُقَطِّعةِ القُلُوبِ أُرَيْنِبُ خُـلَّةٍ، باتَتْ تَغَشَّى أَبارِقَ، كلُّها وَخِمٌ جَدِيب ويقال: هذا فرس يُقَطِّعُ الـجَرْيَ أَي يجري ضُرُوباً من الـجَرْيِ لِـمَرحِه ونشاطِه . و قَطَّعَ الـجَوادُ الـخيلَ تَقْطِيعاً: خَـلَّفَها ومضَى؛ قال أَبو الـخَشْناءِ، ونسبه الأَزهري إِلـى الـجعدي: يُقَطِّعُهُنَّ بِتَقْرِيبه، ويَأْوي إِلـى حُضُرٍ مُلْهِبِ ويقال: جاءت الـخيل مُقْطَوْطِعاتٍ أَي سِراعاً بعضها فـي إِثر بعض . وفلان مْنُقَطِعُ القَرِينِ فـي الكرم والسّخاء إِذا لـم يكن له مِثْلٌ، وكذلك مُنْقَطِعُ العِقالِ فـي الشرّ والـخُبْثِ؛ قال الشماخ: رأَيْتُ عَرابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو إِلـي الـخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرِينِ أَبو عبـيدة فـي الشِّياتِ: ومن الغُرَرِ الـمُتَقَطِّعةُوهي التـي ارْتَفَعَ بـياضُها من الـمَنْـخَرَيْنِ حتـى تبلغ الغُرّةُ عينـيه دون جَبْهته . وقال غيره: الـمُقَطَّعُ من الـحَلْـي هو الشي الـيسيرُ منه القلـيلُ، و الـمُقَطَّعُ من الذَّهَبِ الـيسِيرِ كالـحَلْقةِ والقُرْطِ والشَّنْفِ والشَّذْرةِ وما أشبهها؛ ومن هالـحديث: أَنه نَهى عن لُبْسِ الذهب إِلا مُقَطَّعاً؛ أَراد الشيء الـيسير وكره الكثـير الذي هو عادة أَهل السَّرَفِ والـخُيَلاء والكِبْر، والـيسيرُ هو ما لا تـجب فـيه الزكاة؛ قال ابن الأَثـير: ويشبه أَن يكون إِنما كره استعمال الكثـير منه لأَن صاحبه ربما بَخِـلَ بإِخراج زكاته فـيأْثم بذلك عند منْ أَوْجَب فـيه الزكاةَ . و قَطَّعَ علـيه العذابَ: لوَّنَه وجَزَّأَه ولَوَّنَ علـيه ضُرُوباً من العذاب . و الـمُقَطَّعاتُ: الدِّيارُ . و القَطِيعُ: شبـيه بالنظير . وأَرض قَطِعةٌ: لا يُدْرى أَخُضْرَتُهَا أَكثر أَم بـياضُها الذي لا نبات به، وقـيل: التـي بها نِقاطٌ من الكَلإِ . و القُطْعةُ: قِطْعةٌ من الأَرض إِذا كانت مَفْروزةً، وحكي عن أَعرابـي أَنه قال: ورثت من أَبـي قُطْعةً . قال ابن السكيت: ما كان من شيء قُطِعَ من شيء، فإِن كان الـمقطوعُ قد يَبْقـى منه الشيء و يُقْطَعُ قلت: أَعْطِنـي قُطْعةً، ومثله الـخِرْقةُ، وإِذا أَردت أَن تـجمع الشيء بأَسره حتـى تسمي به قلت: أَعْطِنـي قُطْعةً؛ وأَما الـمرة من الفِعْل فبالفتـح قَطَعْتُ قَطْعةً، وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول غَلَبَنـي فلان علـى قُطْعَةٍ من الأَرض، يريد أَرضاً مَفْروزةً مثل القِطْعَةِ، فإِن أَردت بها قِطْعةً من شيء قُطِعَ منه قلت قِطْعةً . وكل شيء يُقْطَعُ منه، فهو مَقْطَع . و الـمَقْطَعُ: موضع القَطْعِ . و الـمَقْطعُ: مصدر كالقَطْع . و قَطَّعْتُ الـخمر
بالـماء إِذا مَزْجْتَه، وقد تَقَطَّعَ فـيه الـماءُ؛ وقال ذو الرمة: يُقَطِّعُ مَوْضُوعَ الـحَدِيثِ ابْتِسامُها، تَقَطُّعَ ماءِ الـمُزْنِ فـي نُزَفِ الـخَمْر موضوعُ الـحديث: مَـحْفُوظُه وهو أَن تَـخْـلِطَه بالابْتِسام كما يُخْـلَطُ الـماءُ بالـخَمْرِ إِذا مُزِجَ . و أَقطَعَ القومُ إِذا انْقَطَعَتْ مِياهُ السماء فرجَعوا إِلـى أَعدادِ الـمياهِ؛ قال أَبو وَجْزةَ: تَزُورُ بـيَ القومَ الـحَوارِيّ، إِنهم مَناهِلُ أَعدادٌ، إِذا الناسُ أَقْطَعوا وفـي الـحديث: كانت يهودُ قوماً لهم ثمارٌ لا تُصِيبها قُطْعةٌ أَي عَطَشٌ بانْقِطاع الـماءِ عنها . يقال: أَصابت الناسَ قُطْعةٌ أَي ذَهَبَتْ مِياهُ رَكاياهُم . ويقال للقوم إِذا جَفَّتْ مِياهُهم قُطْعةٌ مُنْكَرةٌ . وقد قَطَعَ ماءُ قَلِـيبِكُم إِذا ذهَب أَو قلّ ماؤه . و قَطَعَ الـماءُ قُطُوعاً و أَقْطَعَ؛ عن ابن الأَعرابـي: قلَّ وذهب فانْقَطَعَ، والاسم القُطْعةُ، يقال: أَصابَ الناسَ قُطْعٌ و قُطْعةٌ إِذا انْقَطَعَ ماءُ بئرهم فـي القـيظ . وبئر مِقْطاعٌ: يَنْقَطِعُ ماؤها سريعاً . ويقال: قَطَعْتُ الـحوْضَ قَطْعاً إِذا مَلأْتَه إِلـى نصْفِه أَو ثُلثه ثم قطَعْتَ الـماء؛ ومنه قول ابن مقبل يذكر الإِبل: قَطَعْنا لَهُنَّ الـحوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُه بِشِرْبٍ غِشاشٍ، وهْوَ ظَمْآنُ سائِرُهْ أَي باقِـيه . و أَقْطَعَت السماء بموضع كذا إِذا انْقَطعَ الـمطر هناك وأَقْلَعَتْ . يقال: مَطَرَتْ السماءُ ببلد كذا و أَقْطَعَتْ ببلد كذا . و قَطَعَتِ الطَّيْرُ قَطاعاً و قِطاعاً و قُطوعاً و اقْطوطعَت: انْـحَدَرَت من بلاد البرد إِلـى بلاد الـحر . والطير تَقْطَعُ قُطُوعاً إِذا جاءت من بلد إِلـى بلد فـي وقت حر أَو برد، وهي قَواطِعُ . ابن السكيت: كان ذلك عند قَطاعِ الطير و قَطاعِ الـماءِ، وبعضهم يقول قُطُوعِ الطير و قُطوعِ الـماء، و قَطاعُ الطير: أَن يجيء من بلد إِلـى بلد، و قَطاعُ الـماء: أَن يَنْقَطِعَ . أَبو زيد: قطَعَتِ الغِرْبَانُ إِلـينا فـي الشتاء قُطُوعاً ورجعت فـي الصيف رُجُوعاً، والطير التـي تقـيم ببلد شِتاءَها وصَيْفها هي الأَوابدُ، ويقال: جاءَت الطير مُقْطَوْطِعات و قَواطِعَ بمعنى واحد . و القُطَيْعاءُ، مـمدود مثال الغُبَـيْراءِ: التمر الشِّهْرِيزُ، وقال كراع: هو صِنْفٌ من التمر فلـم يُحَلِّه؛ قال: باتُوا يُعَشُّون القُطَيْعَاءَ جارَهُمْ، وعِنْدَهُمُ البَرْنـيُّ فـي جُلَلٍ دُسْمٍ وفـي حديث وفد عبد القـيس: تَقْذِفُونَ فـيه من القُطَيْعاءِ، قال: هو نوع من التمر، وقـيل: هو البُسْرُ قبل أَن يُدْرِكَ . ويقال: لأَقْطَعَنَّ عُنُقَ دابتـي أَي لأَبـيعنها؛ وأُنشد لأَعرابـي تزوج امرأَة وساق إِلـيها مَهْرَها إِبلاً: أَقُولُ، والعَيْساءُ تَمْشي والفُصُلْ فـي جِلْةٍ منها عَرامِيسٌ عُطُلْ : قَطَّعَتِ الأَحْراحُ أَعناقَ الإِبلْ ابـــن الأَعـــرابـــــــي: الأَقْطَـــعُ الأَصم؛ قال وأَنشدنـي أَبو الـمكارم: إِنَّ الأُحَيْمِرَ، حين أَرْجُو رِفْدَه عُمُراً، لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ قال: الإِصْرانُ جمع إِصْرٍ وهو الـخِنَّابةُ، وهو شَمّ
ُ الأَنْفِ . والـخِنَّابَتانِ: مَـجْرَيا النفسِ من الـمَنْـخَرَيْنِ . و القُطْعَةُ فـي طَيِّءٍ كالعَنْعَنة فـي تَمِيمٍ، وهو أَن يقول: يا أَبا الـحَكا، يريد يا أَبا الـحَكَمِ، فـيَقْطعُ كلامه . ولبن قاطِعٌ أَي حامِضٌ . وبنو قُطَيْعَة: قبـيلة حَيٌّ من العرب، والنسبة إِلـيهم قُطَعِيٌّ . وبنو قُطْعةَ: بطن أَيضاً . قال الأَزهري: فـي آخر هذه الترجمة: كلّ ما مر فـي هذا الباب من هذه الأَلفاظ فالأَصل واحد والـمعانـي مُتَقارِبةٌ وإِن اختلفت الأَلفاظ، وكلام العرب يأْخذ بعضه برقاب بعض، وهذا دلـيل علـى أَنه أَوسع الأَلسنة .

jalalrai
06/07/2009, 02:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ أبو مسلم العرابلي المحترم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال : لقد أشكل علي تفسير قوله تعالى { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين } 52 هل هذا قول امرأة العزيز كما تشير الآية في نسقها ، أم هو قول رسول الله سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام . أريد التوضيح وجزاكم الله خيراً.
د. جلال راعي

محمد خلف الرشدان
06/07/2009, 03:18 AM
الأخ العزيز والذهب الإبريز والشيخ الجليل سيدي أبو مسلم العرابلي متعك الله بموفور الصحة وأطال في عمرك آمين آمين ، أسلوبك سهل ممتع يدخل القلب والعقل معاً ، زدنا من هذا البحر الزاخر من فيض علمك ، وسداد رأيك ، ونبضات قلبك ، ورجاحة عقلك ، ورباطة جأشك ، وحلاوة لسانك ، وثبات عزمك ، وأصالة منبتك ، وأريج عطرك ، ودماثة خلقك ، ووعورة دربك ، وحسن ردك ، وجم أدبك ، وعظم تفسيرك ، وقوة منطقك ، وسهولة اسلوبك ، وهدي قرأنك ، ومتانة روايتك ، وسند حديثك ،ورواية لنبيك ، وتعظيم لصحبك ، ومبلغ علمك ، وفصاحة لسانك ، ورتابة قولك ، ورد فعلك ، وعظم منزلتك ، ولطافة معشرك ، ونبل أخلاقك ، وكظم غيضك ، ونباهة عقلك ، وهدوء أعصابك ، ونيل مطلبك ، وحسن سريرتك ، وأناقة مظهرك ، وحصافة عقلك ، وحسن معشرك ، وعظم صبرك ، ووساعة صدرك ، وأخير مد الله في عمرك ،وبارك في ولدك وزوجك وأباك وأمك وجدك ، وعلى الحق ثبتك ، ونور مدخلك ، وأحسن خاتمتك ، وحشرك مع أحبتك ، آمين آمين

أبو مسلم العرابلي
06/07/2009, 05:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ أبو مسلم العرابلي المحترم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال : لقد أشكل علي تفسير قوله تعالى { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين } 52 هل هذا قول امرأة العزيز كما تشير الآية في نسقها ، أم هو قول رسول الله سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام . أريد التوضيح وجزاكم الله خيراً.
د. جلال راعي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم د. جلال راعي
بارك الله فيكم ولكم وأحسن الله إليكم
هذا القول قالته امرأة العزيز في حضرة الملك مع جمع من النسوة
ولم يحضر هذه الجلسة يوسف عليه السلام
وبعد الانتهاء من هذه الجلسة التي اتهم فيها الملك النسوة بمراوة يوسف عليه السلام
وكان يوسف عليه السلام في السجن ولم يزل فيه حتى طلبه الملك مرة أخرى؛
قال: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) يوسف.
وجزاكم الله بكل خير

أبو مسلم العرابلي
06/07/2009, 05:52 AM
الأخ العزيز والذهب الإبريز والشيخ الجليل سيدي أبو مسلم العرابلي متعك الله بموفور الصحة وأطال في عمرك آمين آمين ، أسلوبك سهل ممتع يدخل القلب والعقل معاً ، زدنا من هذا البحر الزاخر من فيض علمك ، وسداد رأيك ، ونبضات قلبك ، ورجاحة عقلك ، ورباطة جأشك ، وحلاوة لسانك ، وثبات عزمك ، وأصالة منبتك ، وأريج عطرك ، ودماثة خلقك ، ووعورة دربك ، وحسن ردك ، وجم أدبك ، وعظم تفسيرك ، وقوة منطقك ، وسهولة اسلوبك ، وهدي قرأنك ، ومتانة روايتك ، وسند حديثك ،ورواية لنبيك ، وتعظيم لصحبك ، ومبلغ علمك ، وفصاحة لسانك ، ورتابة قولك ، ورد فعلك ، وعظم منزلتك ، ولطافة معشرك ، ونبل أخلاقك ، وكظم غيضك ، ونباهة عقلك ، وهدوء أعصابك ، ونيل مطلبك ، وحسن سريرتك ، وأناقة مظهرك ، وحصافة عقلك ، وحسن معشرك ، وعظم صبرك ، ووساعة صدرك ، وأخير مد الله في عمرك ،وبارك في ولدك وزوجك وأباك وأمك وجدك ، وعلى الحق ثبتك ، ونور مدخلك ، وأحسن خاتمتك ، وحشرك مع أحبتك ، آمين آمين

أخي الكريم الفاضل محمد خلف الرشدان
بارك الله فيكم ولكم وأحسن الله إليكم بكل خير وفضل وإحسان
ولكم مثل دعواتكم الطيبة وخير منها وزيادة عليها
وجمعنا الله تعالى في رحمته
وكتب لنا اللقاء يوم غد في مؤتمر واتا في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
فإلى ذاك الوقت نستوعدكم الله تعالي
وأدام عليكم الصحة والعافية

رياض محمود محمد
06/07/2009, 06:19 AM
الاخ الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - نفعنا الله بعلمك - وزادك في العلم بسطه =

أبو مسلم العرابلي
06/07/2009, 07:14 AM
الاخ الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - نفعنا الله بعلمك - وزادك في العلم بسطه =

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم يا أخي الكريم وزاكم الله تعالى من علمه وفضله وإحسانه

نبيل الجلبي
12/07/2009, 10:41 PM
ما خاب من كان زاده القرآن فهو بحر عظيم لا تنقضي عجائبه الى يوم الدين
جزاك الله كل خير يا أستاذنا العزيز

نبيل الجلبي
12/07/2009, 10:47 PM
أستاذي الكريم
أين الجزء الأول من هذا الموضوع ؟؟
وشكرا

أبو مسلم العرابلي
13/07/2009, 12:21 AM
أستاذي الكريم
أين الجزء الأول من هذا الموضوع ؟؟
وشكرا
بارك الله فيك يا أخي نبيل الجلبي
وجزاك الله بكل خير
الجزء الأول
يوسف المغلوب على أمره وأمره ليس بيده (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=45917)
يوسف المغلوب على أمره(3) .. وحقيقة دين الملك (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=45923)
يوسف وسقاية الملك (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?p=412567#post412567)

خميس لطفي
18/07/2009, 01:10 PM
الحبيب أبا مسلم
جزاك الله خيراً على جهدك واجتهادك وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله
أميل إلى الرأي القائل بأن التقطيع هنا يعني الخدش والحز ، ولو كان قولك بأنه يعني ( إبعاد الأيدي ) عن جسد سيدنا يوسف الذي تكالبن عليه ، صحيحاً ، لما كان هناك أي لزوم للحديث عن السكاكين في الآية الكريمة ( وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا ) !
والله أعلم

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 01:34 PM
الحبيب أبا مسلم
جزاك الله خيراً على جهدك واجتهادك وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله
أميل إلى الرأي القائل بأن التقطيع هنا يعني الخدش والحز ، ولو كان قولك بأنه يعني ( إبعاد الأيدي ) عن جسد سيدنا يوسف الذي تكالبن عليه ، صحيحاً ، لما كان هناك أي لزوم للحديث عن السكاكين في الآية الكريمة ( وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا ) !
والله أعلم

أخي الكريم الفاضل الشاعر خميس لطفي
أشكركم على مرورك الكريم
الحز والخدش لا يدل على المراودة
والحز والخدش ليس من معاني اللغة التي نزل بها القرآن
والقطع والبتر عن بدن يوسف هو الدليل على المراودة
والقطع والبتر بالتهديد بالسكين أشد وأنكى من التهديد باللسان دون أداة تدعم التهديد وتجعله مخيفًا
وجزاكم الله تعالى بكل خير وفضل
وأحسن الله إليكم

خميس لطفي
18/07/2009, 02:24 PM
أخي الكريم الفاضل الشاعر خميس لطفي
أشكركم على مرورك الكريم
الحز والخدش لا يدل على المراودة
والحز والخدش ليس من معاني اللغة التي نزل بها القرآن
والقطع والبتر عن بدن يوسف هو الدليل على المراودة
والقطع والبتر بالتهديد بالسكين أشد وأنكى من التهديد باللسان دون أداة تدعم التهديد وتجعله مخيفًا
وجزاكم الله تعالى بكل خير وفضل
وأحسن الله إليكم
أرجو أن يتسع صدرك أخي الحبيب لقراءة ما أفهمه من سياق الآيات
النسوة جالسات ، كل منهن على متكئها الخاص بها ، وفي يدها سكين ، يدخل سيدنا يوسف ، عليه السلام ، وكأنه ملاك كريم ، جمال يفتك بالألباب ، وبحركات لا إرادية ، وغير واعية ، سببها الدهشة ، تخدش كل واحدة منهن يدها .
إلى هنا لا توجد عملية تكالب ولا هم يحزنون ، فما زال الجو جو دهشة وكلام ، بدليل ( وقلن حاشا لله ، ما هذا بشر ... إلى آخرة الأية )
ما زلن يتحدثن حتى بعد انتهاء عملية التقطيع ( الخدش اللا إرادي ) !
أنت أيها الحبيب افترضت وجود عملية ( تكالب ) على جسد سيدنا يوسف عليه السلام ، وعلى ذلك بنيت حجتك ورأيك ، وهي برأيي المتواضع عملية مستبعدة هنا ، ولو حدثت لأدت إلى مذبحة !!
بقي الآن أن نعرف ما معنى المراودة عن النفس ، وهل تكون دائماً مصحوبة بالتهديد والوعيد ؟
القواميس ليست عندي الآن ، وسأعود إن شاء الله ، إن كان لي نصيب !
أزكي التحايا لك ، وبارك الله بك

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 02:35 PM
أرجو أن يتسع صدرك أخي الحبيب لقراءة ما أفهمه من سياق الآيات
النسوة جالسات ، كل منهن على متكئها الخاص بها ، وفي يدها سكين ، يدخل سيدنا يوسف ، عليه السلام ، وكأنه ملاك كريم ، جمال يفتك بالألباب ، وبحركات لا إرادية ، وغير واعية ، سببها الدهشة ، تخدش كل واحدة منهن يدها .
إلى هنا لا توجد عملية تكالب ولا هم يحزنون ، فما زال الجو جو دهشة وكلام ، بدليل ( وقلن حاشا لله ، ما هذا بشر ... إلى آخرة الأية )
ما زلن يتحدثن حتى بعد انتهاء عملية التقطيع ( الخدش اللا إرادي ) !
أنت أيها الحبيب افترضت وجود عملية ( تكالب ) على جسد سيدنا يوسف عليه السلام ، وعلى ذلك بنيت حجتك ورأيك ، وهي برأيي المتواضع عملية مستبعدة هنا ، ولو حدثت لأدت إلى مذبحة !!
بقي الآن أن نعرف ما معنى المراودة عن النفس ، وهل تكون دائماً مصحوبة بالتهديد والوعيد ؟
القواميس ليست عندي الآن ، وسأعود إن شاء الله ، إن كان لي نصيب !
أزكي التحايا لك ، وبارك الله بك

أخي الحبيب الكريم الفاضل خمس لطفي
إعلم يا أخي ان صدري واسع جدًا
القطع بمعنى الخدش والجرح ليس من لغة العرب
وأنا غير مؤهل لأن أضع في اللغة ما ليس منها، ولا يحق لي فعل ذلك.
فلو كان القطع يعني الخدش والجرح في استعمال العرب؛ لانتهى الأمر ولا اعتراض لي عليه.
ولما سمع الملك بأنهن قطعن أيديهن اتهمهن بالمراودة؛ فلو أفاد القطع فعلاً في أنفسهن لما اتهمهن بالمراودة
وهن (أكبرنه، ثم قطع أيديهن) وبعد ذلك قلن (حاش لله ما هذا بشرًا إن هذا إلا ملك كريم).
وهؤلاء النسوة كن نساء عليا القوم
وتقشير الفاكهة لهن أكرم لهن من إعطاء كل واحدة منهن سكينًا للتولى تقشير الفاكهة أو فرم الملوخية بنفسها
ولكم كل محبة وتقدير من أخيكم
وبارك الله فيكم

خميس لطفي
18/07/2009, 02:45 PM
فلو أفاد القطع فعلاً في أنفسهن لما اتهمهن بالمراودة


ولكن هل يوجد تعارض هنا أخي الحبيب ؟
كان بإمكانهن مراودته حتى بعد أن (خدشن) أيديهين
أما فيما يتعلق بمعنى فعل ( قطع ) في العربية ، فسأبحث فيه إن شاء الله لمعرفة إن كان يعني الخدش والحز الخفيف أم لا .
بارك الله بك وجزاك خيرا

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 02:59 PM
ولكن هل يوجد تعارض هنا أخي الحبيب ؟
كان بإمكانهن مراودته حتى بعد أن (خدشن) أيديهين
أما فيما يتعلق بمعنى فعل ( قطع ) في العربية ، فسأبحث فيه إن شاء الله لمعرفة إن كان يعني الخدش والحز الخفيف أم لا .
بارك الله بك وجزاك خيرا
أشكرك أخي الفاضل بالاحتكام إلى لغة العرب
الآية لم تذكر المراودة؛ وهذا نصها: قال تعالى: (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) يوسف.
ولكن الملك هو الذي اتهمهن بالمراودة لما سمع بقطع أيديهن؛ فربط بين قطع الأيدي والمراودة؛
قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ [color="blue"]مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)

عبدالمنعم جاسم
18/07/2009, 03:19 PM
بوركت هذه الجهود ..
جعل الله ما تكتب في ميزان حسناتكم ..

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 03:50 PM
بوركت هذه الجهود ..
جعل الله ما تكتب في ميزان حسناتكم ..

وبارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
وزادكم الله من علمه وفضله وإحسانه

خميس لطفي
18/07/2009, 05:23 PM
أشكرك أخي الفاضل بالاحتكام إلى لغة العرب
الآية لم تذكر المراودة؛ وهذا نصها: قال تعالى: (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) يوسف.
ولكن الملك هو الذي اتهمهن بالمراودة لما سمع بقطع أيديهن؛ فربط بين قطع الأيدي والمراودة؛
قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ [color="blue"]مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)

يبدو أننا وصلنا إلى مربط الفرس !
ربْط الملك بين تقطيع الأيدي والمراودة وارد ومحتمل سواء كان التقطيع بالمعنى الذي تقوله أنت ، أو كان بمعنى الخدش والحز ، لكنه ليس وارداً أبداً لو كان يعني البتر والقطع النهائي ، وهذه النقطة لا خلاف عليها بيننا على ما أظن .

نقطة الخلاف الوحيدة إذن ، هي قولك بأن كلمة القطع في السياق لا يمكن أن تعني الخدش أو الحز
حسنا ..
لكن ماذا لو كان تفسيرنا الأقوى للآيات أعلاه ، والأقرب إلى المنطق والعقل ، يفترض أن يكون معنى القطع هو الخدش والحز ؟ هل سنبقى مصرين على أن كلمة قطع لا يمكن أن تعني خدش وحز لأن ذلك المعنى غير موجود في المعاجم ؟

دمتم بخير وعافية

طارق موقدي
18/07/2009, 05:59 PM
تحياتي للأستاذ الكريم
وإن كنت لا أتفق معك في كثير مما تطرح، وبعيد عن موضوعك هذا وغيره، لكن هناك كلمة كررتها تسع مرات في الموضوع وفي الردود، ولما قرأتها للمرة الأولى ظننتها خطأ مطبعيا،ألا وهي كلمة (إمرأت العزيز) .أعلم أنها وردت مفتوحة في القرآن الكريم في سبع مواضع، لكنك كتبت إمرأة العزيز بتاء مفتوحة (إمرأت) في حين ذكرها القرأن الكريم على هذا النحو (إمرأة العزيز) ( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا)
فهل كتبتها العرب على نحوين، وما هي القاعدة في كتابتها بالتاء المفتوحة ؟؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا



بسم الله الرحمن الرحيم
يوسف المغلوب على أمره(2) .... والنسوة اللاتي قطع أيديهن
والسؤال الثاني: ما حقيقة قطع النسوة اللاتي خرج عليهن يوسف عليه السلام أيدهن؟
بدا من سلوك امرأت العزيز أنها ذكية، وأنها تخطط للعمل قبل تنفيذه.
أنها لما أرادت مراودة يوسف عليه السلام ودعوته لنفسها؛ أغلقت الأبواب لئلا يفتضح أمرها، وتفاجأ بمن يدخل عليها: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ... (23) يوسف.
وقد أفشل خطتها امتناع يوسف عليه السلام: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهـاـنَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف، والهم إحساس بالغم من الشعور بالعجز عن تنفيذ أمر ما يريده، لوجود حائل يحول بينه وبين ما يريد؛
أما الحائل الذي منع امرأت العزيز من نيل مرادها فهو امتناع يوسف عليه السلام،
وأما الحائل الذي حال بين يوسف والاستجابة لرغبة امرأت العزيز فهو برهان ربه،
وبرهان ربه يبينه القرآن بعيدًا عن الإسرائيليات؛
وهو مبينًا في قوله تعالى: (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّـاـلِمُونَ) يوسف؛
فالحائل كان تعوذه بالله من أن يضعف أمامها، فأعاذه الله تعالى منها،
وأنه استعظم أن يسيء إلى من أحسن له، واستأمنه على أهله، وأبدى رغبة واستعدادًا في اتخاذه ولدًا له، فحال ذلك بينه وبين الفاحشة،
وفي قول تعالى: (وهم بها) لبيان أنه سوي مثل الرجال، ويتأثر بما يتأثرون به، ولولا ذلك لقيل في سبب امتناعه هو ضعفه عن النساء، وليس بسبب تقوى الله تعالى، وبغضه للفاحشة والخيانة؛
فقد قال: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَـاـهِلِينَ(33) يوسف.
ولما انتشرت قصة امرأت العزيز، وسمعت بمكر النساء وحطهن من قدرها؛ باتهامها بالضعف والضلال، كان القول من نساء عليا القوم؛
لقوله تعالى: (أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً(31) يوسف،....
فدبرت أمرًا يظهرهن فيه أنهن أضعف منها، وأنهن لا يحتملن ما تحتمله هي من إغراء جمال يوسف عليه السلام، الذي يتحرك بين يديها ليل نهار، ويأتمر بما تأمره ... إلا هذه الفاحشة.
ويظهر ذكاء امرأت العزيز مرة أخرى في موقفها مع النسوة، وأخذ الاحتياط اللازم قبل وقوعه،
أنها: (أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا) قبل قولها: (وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ)، يوسف.
لم تنس امرأت العزيز أن يوسف عليه السلام عبد قد اشتروه من السوق بدراهم معدودة، فهو بضاعة تباع وتشترى بالإغراء بسعر مضاعف؛ بالتخجيل، وبالقوة من قوي يرغب فيه،
وهؤلاء النسوة هن نساء عليا القوم، ويملكن المال الكثير، ويستطعن أن يدفعن في يوسف أضعافًًا مضاعفة، ويأخذنه منها بالقوة، وزوجها سيرحب بذلك، فهو لم يمانع من سجنه بعد ذلك ... والحل هو إعطاء كل واحدة منهن سكينًا تستخدمها؛ لأكلها قبل خروج يوسف، وتهدد بها عندما يقع الخلاف بينهن على يوسف عليه السلام .... وقد كان.
قال تعالى: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ(31) يوسف، وفي فهم "أكبرنه" أقوال، وفهم الجذر " كبر" هو الذي يجليها؛
الكبير: يوصف به أسن القوم، وأعلمهم وأقدرهم، لأنه يرجع إليه في أمرهم وشؤونهم؛ إما لأنه أسنهم، فهو أكثرهم علمًا وتجربة، وإما لعلمه، أو قوته، ويسمى المعلم: الكبير، لأنه المرجع الذي يرجع إليه تلاميذه، وكُبْر الرجل أكبر أبنائه من بعده، لأنه يكون المرجع لهم بعد أبيهم، والله تعالى أكبر: لأنه سبحانه وتعالى يُرجع إليه في كل شيء ولا يرجع هو إلى شيء، وهو الكبير أيضًا، وشهادة الله أكبر، لأنها يرجع إليها دون سواها، ولا يجوز تجاوزها إلى غيرها، وأكبره؛ عظمه ووقره، أي جعل مرجعًا يرجع إليه، وأكبرت الأنثى: حاضت: أي خرجت عن حد الصغر ودخلت في الكبر، ووجب تحجبها ولزوم بيتها، وبها فسرت (أكبرنه): أي حضن، وهذا عجيب غريب وكأن الحيض ليس له دورة، ويأتي متى شاء عند كل النساء، والمرأة في الحيض أبعد ما تكون عن الغلمنة في هذا الموضع، لكن إن أريد أنهن صغيرات سفيهات غير متزنات ولسن بثقيلات، ولا وقورات، فجائز؛ لأن إكبار المرأة هو أول سن المراهقة عندما تخرج بحيضها من حد الصغر.
والكبيرة: الذنوب والآثام العظيمة الثقيلة التي تقعد صاحبها، وتثقله فلم يخرج منها، بالتوبة والاستغفار، وطلب النجاة إلى الله،
وفي حديث الإفك قال تعالى: (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ(11) يوسف، أي ألزم نفسه بالإفك الذي كان، ولم يخرج منه بعد بيان الله تعالى لما حدث بأنه إفك، وكذب على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والكِبْر والاستكبار، هو رؤية المتكبر لنفسه أن على الناس الرجوع إليه، وليس عليه الرجوع إليهم، محتقرًا لهم، ومقللا من شأنهم، وهذا الشأن في الرجوع هو لله وحدة، لا يجوز لأحد أن ينازع الله فيه، .... راجع لسان العرب وغيره في مادة (كبر) للمزيد فالحديث فيها يطول.
ويفهم من كل ذلك أن أكبرنه، أي هن اللاتي أتينه وأقبل عليه، ولم يأت هو لهن، فالمراودة كانت منهن، وليس منه، وأنهن أثقلنه فثبتنه في مكانه، وهذا من اعتلائهن له، بسبب اختلافهن عليه ... فماذا حدث بعد ذلك؟ .... (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ(31) النور.
فقطعن عنه أيديهن التي امتدت إليه، باختلافهن عليه، وتهديد بعضهن لبعض بالسكاكين التي وزعتها امرأة العزيز عليهن من قبل، فلم يرضين أن تنفرد واحدة منهن به، وتذهب به دونهن،
لأن القطع للأيدي هو البتر والفصل الكامل للأيدي، ومن ذلك قطع يد السارق،
وليس من معاني القطع في اللغة الجرح، أو قطع الأصابع أو أطرافها، ولم تقل به العرب ولا أحتمل القول به،
ومن استعظم قطع الأيدي، فاستبعد القطع المعروف لذلك، وجعل دلالته بغير ما نطقت به العرب، توفيقًا منه بين مدلول الآية، وما استبعده من الفهم .... منهج أحذر منه أيما حذر، مخافة الزلل،
والذي قاد إلى هذا الفهم للحدث هو انحصار التوجه إلى معنى قطع الأيدي عن البدن، وليس قطع الأيدي عما امتدت إليه الأيدي، وكله قطع.
لقد كان القطع عن بدن يوسف عليه السلام الذي امتدت أيديهن إليه، وليس قطع أيديهن عن أبدانهن؛
يقال قُطعت رجله عن المكان، أي لم يعد يدخل فيه، وليس فصلها عن بدنه،
وقُطعت يده عن الوظيفة أو العمل، أي فصل عن أحدهما، ولم يعد يعمل فيه،
وقُطع لسانه عن القول أو الإساءة، أي لم يعد يسيء بلسانه، كما ذكر أن معاوية رضي الله عنه أراد مكافأة شاعر حتى لا يسيء إليه بشعره، وكان رضي الله عنه يخشى ألسنة الشعراء، فأمر أن يؤخذ ويقطع لسانه، فما كان ممن أخذه إلا أن طلب من الشاعر إخراج لسانه ليقطعه، فقال له الشاعر: لم يرد أمير المؤمنين ذلك، إنما أراد أن تكافئني مكافأة كبيرة أمدح لأجلها أمير المؤمنين، وأقطع كل إساءة عنه.
وقد فهم الملك من تقطيع النسوة أيديهن حصول المراودة منهن، فاتهمهن بذلك.
ولا يُعقل أن يكون يوسف عليه السلام أراد من قوله لرسول الملك: (.... ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّـاـتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) يوسف، أن النساء دهشن، وذهلن من جماله، ففقدن عقولهن، والإحساس بالألم، وهن يجرحن أيديهن، أو يقطعنها، أو يبترن جزءًا منها!
ولو كان الأمر كذلك فهل يعد ذلك مراودة؟!
وهل يتهمهن الملك بالمراودة وفعلهن لم يقع إلا على أنفسهن؟! بقوله: ((قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ(51) يوسف.
فأي فهم آخر لتقطيع أيديهن خلافًا لما ذكرناه لا يكون فيه مراودة،
حتى ولو كان هذا الفعل في ذلك الزمان يراد به قطع العهد على النفس على تنفيذ هذه الرغبة منهن، فلا دلالة فيه على المراودة.
هذا الفهم للحدث بلغة القرآن بكل تفاصيله، ولغة العرب التي يستبان بها الأمر، ويزول الخلاف،
لقد أظهر هذا الحدث حسن تدبير امرأة العزيز، فأظهرت ضعفهن فقالت لهن: (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ(31)، ولم تستح من الاعتراف أمامهن: (وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ(32) وللاختصار فقد ربطت سجنه ببراءتها وبراءته: (وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا ءَامُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّـاـغِرِينَ (32) يوسف .... فسجن، لتجعلهن شاهدات على براءتهما، (قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ(51) يوسف.
وقد أحسنت عندما اعترفت بفعلها: (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّـاـدِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) واستغفرت ربها فأحسنت الاستغفار: (وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) يوسف.
أعتذر عن الإطالة، ولكن لم يكن منها بد ؛ لبيان الأمر بكل وضوح .... والله تعالى أعلم.

د.محمد فتحي الحريري
18/07/2009, 06:30 PM
الاخ الاستاذ الكريم الكبير العرابلي
بخير وود وسلام :
مولاي ارى ان تأويلكم لتقطيع الايدي بهذا الشكل يلغي سباق النص الكريم ، والنص يؤخذ في تفسيره النقاط التالية :
* لغة العرب واشعارهم واستعمالاتهم
*يفضل حمل القرآن على القرآن او الحديث او اقوال الصحابة ،،،ما أمكن
*اسباب النزول
* اللجوء الى اقوال المفسرين -لا اقول بعدم الخروج عنها - انما اقول بغربلتها والمقارنة بينها والاحتكام الى لسان العرب وامثلتهم واشعارهم و و .....
*لنتذكر ان القرآن الكريم حمّـــــــــــــــــــــال أوجـــــه
*يفسّــــر السياق القرآني الكريم بما لا يتنافر مع السباق واللحاق
وعليه فتأويلكم يلغي العبارة القرانية (( وءاتت كل واحدة منهن سكينا ...))سورة يوسف /31
القران ليس كتاب قصة ولا تاريخ ولا سرد لوقائع ولا ... انما هو منهج ، وفي المنحى القصصي لايذكر كلمة الا ولها دلالاتها ، لقد ذكر ايتاء السكاكين في سباق النص فلماذا ؟
هل هو اتيان عبثي ؟! يستحيل ذلك ،،
اخي ، بدون فلسفات وبدون لوك للكلام ولف ودوران احيل الى :
- الزمخشري في اساس البلاغة وفي تفسيره الكشاف ( وهنا لا مجال للاعتزاليات المحذورة في الكشاف ، فالمسألة لغوية بحتة ......) .
- تفسير ابن كثير شيخ المفسرين بلا اشكال ولا ريب ابدا
- التفاسير اللغوية وعلى راسها تفسير النسفي والكبير للفخر الرازي
المعاجم اللغوية ومطولات اللغة وكتب فقههـــأ مثل : لسان العرب والمحيط ، ومحيط المحيط والعين للفراهيدي ومقاييس اللغة لابن فارس والخصائص لابن جني وجدلية الحرف العربي للشيخ عنبر والنهاية في غريب الحديث والاثر لابن الاثير الجزري ، واساس البلاغة والصحاح ، والاصل والظلال للشيخ المجدد اللغوي محمد عنبر ومن تريدون ، ثم لنلاحظ :
الـهـمّ : القصد والنية والميل الى الفعل وهو ما لم يحصل ، محور الكلام هنا هو (( لو لا )) حرف امتناع لوجود ...امتنع الهمّ لوجود البرهان الرباني ، كقولي لولا انشغالي لزرتك ، امتنعت الزيارة لوجود الشغل ،
القطع :تقول العرب : كنت اقطع اللحم فقطعت يدي ، القطع الاولى تفيد الابانة والفصل ، بينما الثانية تفيد الحز والخدش والجرح ، وقولنا ان العرب لم تستعمل القطع بهذا المعنى هو تحكم ومصادرة وتعسف مرفوض مالم يخيّـل للقائل انه يعيش في بلاد واق الواق حيث لم يفتق بالضاد الا مقولـــــــــــــه !!
وللقطع استعمالات واستخدامات كثيرة لا اريد ان أدوّخ القارئ بالنقل والشواهد فهذا الاسلوب التدويخي بات ممجوجا ممقوتـــــا يورث العنت ، ويدل على ضعف الحجة ، لكن لنتابع معا :
*مقطعات الثياب ، قصارها
*تقطعت اعناق الخيل عليه ، فلم تلحقه . ومنه الحديث عن الصديق((ليس فيكم من تقطع دونه الاعناق مثل ابي بكر )) اي في سباق الخيرات ..والشاهد ان القطع ليس للابانة والفصل دائما ، والعرب تقول : قاطعت الاجير والعامل اي شارطته ، والشرط له معنيان حسّــــي مادي ومعنوي ، الحسي هو الحز والخدش والجرح والمعنوي الاتفاق على شروط البيع وسائر العقود ..
والعرب تقول عن المغس ( المغص )تقطيعا اذا رافقه وجع في المصارين والمعدة ..
أكـبـرنـه :اعظمن شأنه وأجللن قدره،،
قال ابن كثير (التفسير 4/385 -ط / دار طيبة ) :قطعن ايديهن جرحنها دهشـــا برؤيته وهن يظنن انهن يقطعن الفاكهة بالسكاكين والمراد حززن ايديهن بها
هذا القول منسوب لابن عباس وابن جبير ومجاهد والحسن والســدّي ، وليس للحريري ولا العرابلي ، ورجّـحــه ابن كثير ونقل - بالطبع - اقوالا اخرى منها ما ذكرتم - فضيلتكم - ولكن قمتم بترجيح المرجوح وتأخير الراجح !!!
***وقال النسفي - ومثله الزمخشري والرازي - : أعتدت لهن متكأ والسكاكين في ايديهن................لأنّ المتكئ اذا بهت لشيء وقعت يده على يده !!!
وقال : قطعن ايديهن : جرحنها وخدشنـهـــا ( النسفي 2/ 219 - 220 )
*صحيح ان الجذر ( ق ط ع ) يفيد الابانة والصرم ، فصل شيء عن شيء ولكن للغتنا جوازاتها وكناياتها واستعمالاتها التي حباها الله تعالى ثم اختارها لتكون لغة البيان العظيم ،،
هذا ما احببت ان اشير اليه بعيدا عن التشنج والتعصب والله أعلم وهو الهادي الى ســـــــــــــــــواء الســـــــبيل وعليه التكلان وبه التوفيق ..

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 07:21 PM
يبدو أننا وصلنا إلى مربط الفرس !
ربْط الملك بين تقطيع الأيدي والمراودة وارد ومحتمل سواء كان التقطيع بالمعنى الذي تقوله أنت ، أو كان بمعنى الخدش والحز ، لكنه ليس وارداً أبداً لو كان يعني البتر والقطع النهائي ، وهذه النقطة لا خلاف عليها بيننا على ما أظن .
نقطة الخلاف الوحيدة إذن ، هي قولك بأن كلمة القطع في السياق لا يمكن أن تعني الخدش أو الحز
حسنا ..
لكن ماذا لو كان تفسيرنا الأقوى للآيات أعلاه ، والأقرب إلى المنطق والعقل ، يفترض أن يكون معنى القطع هو الخدش والحز ؟ هل سنبقى مصرين على أن كلمة قطع لا يمكن أن تعني خدش وحز لأن ذلك المعنى غير موجود في المعاجم ؟
دمتم بخير وعافية

أخي الكريم خميس
ذكرنا أنهن قطعن أيديهن عن يوسف عليه السلام، وهذا ما يوافق اللغة، والمقبول بمعنى القطع هو البتر التام،
أما عن قطع أبدنهن عن أبدانهن فغير مقبول، ولذلك حول إلى معنى غير موجود في اللغة بمعنى الجرح والخدش كما تقول
وأن اتهامهن من قبل الملك لأن أيديهن امتدت إليه وجعل القطع علامة للمراودة
أما خدش أنفسهن أو جرح أنفسهن فليس هو علامة للمراودة، ولا يفهم منه حصول المراودة وهذا اللفظ لم يرد في القرآن
أخي الكريم لغة العرب حفظت في المعاجم والقواميس فلا تطلب مني قبول معان للغة من خارجها
القرآن الكريم أنزله الله تعالى وجعله عربيًا لعلنا نعقله .. فلا يمكن أن نعقله بغير العربية ، وبشي خارج عن العربية مستحدث أو من لغة قوم آخرين
القواميس والمعاجم جاءت بعد جهد كبير من علماء الأمة في البحث والتدوين وأخذوا في جمعها ثلاثة قرون،
وابن عباس رضي عنهما أبدى في أكثر من موضع؛ أنه لم يفهم تفسير كلمات في القرآن إلا بعد سماع استعمال الأعراب لها .. فلماذا لو لم يسمعها؟!
فما فاته شيء كثير وهو منثور في البوادي والصحاري والقرى
ولم يقل أحد أنه وعى كل ما في العربية
وقالوا بأن اللغة لم تجمع إلا للنبي عليه الصلاة والسلام
والعربية لم تكن مجموعة في زمنه
وأكثر علوم اللغة لم تكن معروفة في زمنه
ويبقى له الفضل الكبير في اعتماد اللغة والاسشتهاد بالأشعار لتفسير القرآن الكريم
مما فتح الباب واسعًا لتسير الأمة خلف منهجه وتثمر هذه الجهود بالبحث عن أقوال وأشعار العرب وحفظها، والاستعمال اليومي لها، فتولدت لذلك العلوم المتعددة للعربية ونشأت هذه المعاجم الكبيرة التي وصلتنا.
وليس التفسير بالجرح والخدش مسألة خاضع للمنطق؛
هل هذه لغة أم ليس بلغة ؟
إن كانت لغة فلا يمكن ردها
وإن كانت ليست من اللغة فلا أحل لنفسي قبولها ، وأين عذري أمام الله تعالى بأني قلت في القرآن العربي بما لم يأت ذكره في لغة العرب .. وبنيت قولي على رأي ومنطق لم يبن على اللغة
هذا قولي لأحفظ به نفسي
وأنت حر فيما ترضاه لنفسك وتعتمده

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 07:35 PM
تحياتي للأستاذ الكريم
وإن كنت لا أتفق معك في كثير مما تطرح، وبعيد عن موضوعك هذا وغيره، لكن هناك كلمة كررتها تسع مرات في الموضوع وفي الردود، ولما قرأتها للمرة الأولى ظننتها خطأ مطبعيا،ألا وهي كلمة (إمرأت العزيز) .أعلم أنها وردت مفتوحة في القرآن الكريم في سبع مواضع، لكنك كتبت إمرأة العزيز بتاء مفتوحة (إمرأت) في حين ذكرها القرأن الكريم على هذا النحو (إمرأة العزيز) ( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا)
فهل كتبتها العرب على نحوين، وما هي القاعدة في كتابتها بالتاء المفتوحة ؟؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا

.


أخي الكريم طارق موقدي
بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
لقد تعودت كتابة امرأة المضافة بتاء مبسوطة
وقد عدلتها حتى لا يكون هناك إشكال في الكتابة
أما التي وردت في الآية بالتاء المقبوضة فهو خطأ وقد صوبته
والمصاحف التي تكتب بالإملاء الاصطلاحي تكتبها مقبوضة
وليس أمامي من النقل إلا منها
وأنا أصوب الكتابة لتكون بالرسم القرآني
وكثرة التصويبات يغفل بعضها عن بعض
فلكم الشكر وجزاكم الله بكل خير

خميس لطفي
18/07/2009, 07:48 PM
*يفسّــــر السياق القرآني الكريم بما لا يتنافر مع السباق واللحاق
وعليه فتأويلكم يلغي العبارة القرانية (( وءاتت كل واحدة منهن سكينا ...))سورة يوسف /31
ايتاء السكاكين في سباق النص فلماذا ؟
هل هو اتيان عبثي ؟! يستحيل ذلك ،،
..

هذا ما قلته في أول مشاركة لي في هذا الموضوع ، وهو أن تفسير أخي أبي مسلم لا يعطي أية أهمية لوجود السكاكين ، والتي يستحيل أن تكون عبثية ، أما القول بأن النسوة قد تكالبن على سيدنا يوسف واستعملن السكاكين لتهديد بعضهن أو ( تهديده هو ) ، بينما كن يبعدن أنفسهن عن بدنه ، هو غير مقنع ، فقد كان من الأولى أن تحدث مجزرة في حال حدوث مثل ذلك التكالب .
القرآن هو الأصل ، والمعاجم تابعة ، وإذا كانت المعاجم لم تورد كلمة( قطع) بمعنى خدش وحز ، فهذا لا يعني أنها لا تعني ذلك ، إذا كان سياق الآيات يتطلب أن تعني ذلك
هذا رأيي والله أعلم

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 10:58 PM
الاخ الاستاذ الكريم الكبير العرابلي
بخير وود وسلام : ..

وعليكم الخير والود والسلام
أخي الدكتور الحريري
أنت تخصصت بالدراسات الإسلامية بعد الصيدلة
وهذا عمل طيب منك ويدل على مدى اهتمامك بالإسلام وتوجهك إليه وعشقك له
وكنت أتمنى أن يكون ردًا علميًا أفضل من هذا
ويكون بدون التشنج الذي اتهمتني به في كل سطر مما كتبته واللف والدوران؛


مولاي ارى ان تأويلكم لتقطيع الايدي بهذا الشكل يلغي سباق النص الكريم ، والنص يؤخذ في تفسيره النقاط التالية :
* لغة العرب واشعارهم واستعمالاتهم
*يفضل حمل القرآن على القرآن او الحديث او اقوال الصحابة ،،،ما أمكن
*اسباب النزول
* اللجوء الى اقوال المفسرين -لا اقول بعدم الخروج عنها - انما اقول بغربلتها والمقارنة بينها والاحتكام الى لسان العرب وامثلتهم واشعارهم و و .....
*لنتذكر ان القرآن الكريم حمّـــــــــــــــــــــال أوجـــــه
*يفسّــــر السياق القرآني الكريم بما لا يتنافر مع السباق واللحاق
وعليه فتأويلكم يلغي العبارة القرانية (( وءاتت كل واحدة منهن سكينا ...))سورة يوسف /31
القران ليس كتاب قصة ولا تاريخ ولا سرد لوقائع ولا ... انما هو منهج ، وفي المنحى القصصي لايذكر كلمة الا ولها دلالاتها ، لقد ذكر ايتاء السكاكين في سباق النص فلماذا ؟
هل هو اتيان عبثي ؟! يستحيل ذلك ،،..

أشكرك على هذه النصائح، وأرجو أن تنتفع بها أولا
أي سياق تتكلم عنه يا أخي الكريم ؟
أين الأشعار والشواهد التي أتيت بها لتنقض كلامي
أين تفسير القرآن بالقرآن وأنت تهمل اتهام الملك للنسوة بالمراودة بعد معرفته بقطع أيديهن
فهل الخدش يا دكتور مراودة؟!
إذا كانت السكين قد سميت لأن الذبيحة تسكن عند ذبحها بها
وأرادت امرأة العزيز تسكين مراودتهن له بهذه السكاكين فلا تستطيع واحدة منهن أن تنفرد به من دونهن
فهل تقطيع الأترج كما جاء في النقل من الإسرائيليات هو التسكين
أي التفسيرين يناسب ذكر السكين؟! ........ وأترك لك الحكم وبالذي أوصيت به "دون لف ودوران"


اخي ، بدون فلسفات وبدون لوك للكلام ولف ودوران احيل الى :
- الزمخشري في اساس البلاغة وفي تفسيره الكشاف ( وهنا لا مجال للاعتزاليات المحذورة في الكشاف ، فالمسألة لغوية بحتة ......) .
- تفسير ابن كثير شيخ المفسرين بلا اشكال ولا ريب ابدا
- التفاسير اللغوية وعلى راسها تفسير النسفي والكبير للفخر الرازي
المعاجم اللغوية ومطولات اللغة وكتب فقههـــأ مثل : لسان العرب والمحيط ، ومحيط المحيط والعين للفراهيدي ومقاييس اللغة لابن فارس والخصائص لابن جني وجدلية الحرف العربي للشيخ عنبر والنهاية في غريب الحديث والاثر لابن الاثير الجزري ، واساس البلاغة والصحاح ، والاصل والظلال للشيخ المجدد اللغوي محمد عنبر ومن تريدون ،..

هلا أخي أحلت نفسك إلا هذه المراجع إذا كنت تعرفها جيدًا
فنقلت لنا شاهدًا لغويًا اعتمده أهل التفسير
فتقطع هذا اللف والدوران، وينحسم الأمر لك بالذي تقوله وتريده دون فلسفات ،


ثم لنلاحظ :
الـهـمّ : القصد والنية والميل الى الفعل وهو ما لم يحصل ، محور الكلام هنا هو (( لو لا )) حرف امتناع لوجود ...امتنع الهمّ لوجود البرهان الرباني ، كقولي لولا انشغالي لزرتك ، امتنعت الزيارة لوجود الشغل ،..


القطع :تقول العرب : كنت اقطع اللحم فقطعت يدي ، القطع الاولى تفيد الابانة والفصل ، بينما الثانية تفيد الحز والخدش والجرح ، وقولنا ان العرب لم تستعمل القطع بهذا المعنى هو تحكم ومصادرة وتعسف مرفوض ما لم يخيّـل للقائل انه يعيش في بلاد واق الواق حيث لم يفتق بالضاد الا مقولـــــــــــــه !!
وللقطع استعمالات واستخدامات كثيرة لا اريد ان أدوّخ القارئ بالنقل والشواهد فهذا الاسلوب التدويخي بات ممجوجا ممقوتـــــا يورث العنت ، ويدل على ضعف الحجة ، لكن لنتابع معا : ..
الإتيان بالشاهد يا أخي الكريم يحسم الأمر وليس تدويخًا
نقلت من كلام الزمخشري في الكشاف؛
"{ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } جرحنها، كما تقول: كنت أقطع اللحم فقطعت يدي، تريد: جرحتها"
وهو مذكور في أول المراجع التي أحلتني إليها
ولكنك جعلته من قول العرب مع أن الزمخشري توفي في القرن السادس الهجري (538 هـ)
"القطع :تقول العرب : كنت اقطع اللحم فقطعت يدي، "
إن لم تكن نقله من مصدر آخر .. فهل يجوز لك هذا التصرف ليوافقك فيما تريد من المعاني فتجعل قول الزمخشري أو غيره هو عين قول العرب وهو نفسه لم يقل بأنه قول العرب

لكنني أنقل لك خيرًا من هذا النقل، وأكثر دلالة، وذكر في أكثر من تفسير،
"وذلك معروف في اللغة كما قال النحاس، يقال: قطع يد صاحبه إذا خدشها."
قطع يد صاحبه التي امتدت إليه فقطعها عنه بما أصابها من خش أو جرح أو أي شيء آخر تقوله
القطع كان لليد عن جسده، والطريقة التي قطع يد صاحبه عنه كانت بهذا الخدش أو الجرح
وأنت يا أخي الكريم مطلع على التفاسير
فلا الزمخشري ولا القرطبي ولا غيرهما جاء بشاهد لغوي واحد على القطع بمعنى الجرح
مع أنهم أتوا بشواهد على شغفها ، ومتكأ، وأكبرنه، وغير ذلك ولا يتركون موضعًا يحتاج إلى شاهد إلا أتوا به ....


*مقطعات الثياب ، قصارها
*تقطعت اعناق الخيل عليه ، فلم تلحقه . ومنه الحديث عن الصديق((ليس فيكم من تقطع دونه الاعناق مثل ابي بكر )) اي في سباق الخيرات ..والشاهد ان القطع ليس للابانة والفصل دائما ، ..
ليتك فهمت ما ذكرت وأرحتني وذكرت ما بترته من انقطاع النفس من شدة التعب فينقطع لذلك سيرها


والعرب تقول : قاطعت الاجير والعامل اي شارطته ، والشرط له معنيان حسّــــي مادي ومعنوي ، الحسي هو الحز والخدش والجرح والمعنوي الاتفاق على شروط البيع وسائر العقود .. ..
لا حول ولا قوة إلا بالله ... لو نقل هذا النص غيرك لعذرته
فكيف حولت مشارطة الأجير إلى قطع الأيدي ومشارطة العامل على أجر مقطوع لا زيادة فيه ولا نقصان هو الداعي للقول قاطعت الأجير


والعرب تقول عن المغس ( المغص )تقطيعا اذا رافقه وجع في المصارين والمعدة ..
أكـبـرنـه :اعظمن شأنه وأجللن قدره،،
قال ابن كثير (التفسير 4/385 -ط / دار طيبة ) :قطعن ايديهن جرحنها دهشـــا برؤيته وهن يظنن انهن يقطعن الفاكهة بالسكاكين والمراد حززن ايديهن بها
هذا القول منسوب لابن عباس وابن جبير ومجاهد والحسن والســدّي ، وليس للحريري ولا العرابلي ، ورجّـحــه ابن كثير ونقل - بالطبع - اقوالا اخرى منها ما ذكرتم - فضيلتكم - ولكن قمتم بترجيح المرجوح وتأخير الراجح !!! ..
أرجو أن تأتي بمصدر هذا النقل للذين نسبته إليهم "وكذلك العرب تقول"


***وقال النسفي - ومثله الزمخشري والرازي - : أعتدت لهن متكأ والسكاكين في ايديهن................لأنّ المتكئ اذا بهت لشيء وقعت يده على يده !!!
وقال : قطعن ايديهن : جرحنها وخدشنـهـــا ( النسفي 2/ 219 - 220 )
النسفي (ت710) كان تبعًا للزمخشري (ت 538)

[quote=د.محمد فتحي الحريري;415751]*صحيح ان الجذر ( ق ط ع ) يفيد الابانة والصرم ، فصل شيء عن شيء ولكن للغتنا جوازاتها وكناياتها واستعمالاتها التي حباها الله تعالى ثم اختارها لتكون لغة البيان العظيم ،،
هذا ما احببت ان اشير اليه بعيدا عن التشنج والتعصب والله أعلم وهو الهادي الى ســـــــــــــــــواء الســـــــبيل وعليه التكلان وبه التوفيق ..
ألا ترى يا دكتور أنك ناقضت نفسك؛ فاتهمتني بالأخذ بالمرجوح وترك الراجح؛ ثم تقر في آخر كلامك أن الذي أخذته هو الراجع بأن القطع يفيد الابانة والصرم ، فصل شيء عن شيء ثم تستشني (ولكن...)
أشكر لكم مروركم الكريم
ووفقني الله وإياكم بما يحبه الله تعالى ويرضاه

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 11:15 PM
هذا ما قلته في أول مشاركة لي في هذا الموضوع ، وهو أن تفسير أخي أبي مسلم لا يعطي أية أهمية لوجود السكاكين ، والتي يستحيل أن تكون عبثية ، أما القول بأن النسوة قد تكالبن على سيدنا يوسف واستعملن السكاكين لتهديد بعضهن أو ( تهديده هو ) ، بينما كن يبعدن أنفسهن عن بدنه ، هو غير مقنع ، فقد كان من الأولى أن تحدث مجزرة في حال حدوث مثل ذلك التكالب .
القرآن هو الأصل ، والمعاجم تابعة ، وإذا كانت المعاجم لم تورد كلمة( قطع) بمعنى خدش وحز ، فهذا لا يعني أنها لا تعني ذلك ، إذا كان سياق الآيات يتطلب أن تعني ذلك
هذا رأيي والله أعلم

وأخي وحبيبي خميس
السكاكين التي تفصل الأمر وتقطع الخلاف وتمنع التمادي بالمراودة لا أهمية لها وتجعل ذكر ذلك عبثًا
والساكين التي تقطع فاكهة لم تذكر يكون لها الأهمية .. فيا عجبًا أن يكون هذا منك يا أخي يا خميس!!!!
وإذا كان عندك القرآن هو الأصل قبل المعاجم فمن أيت أتيت بالجرح والخدش ؟!
هل تقيم رأيك مكان الكلمات التي قالها تعالى بأن تجعل مكان القطع جرحًا وخدشًا من غير حجة لك بهذا الوضع ثم تدافع عنه وتبعد ما ثبته الله في كتابه ؟!! أنت تقول قولا خطيرًا ؟!!
عن ماذا تدافع ؟! عن رأيك وتبطل كلام الله ولغة العرب التي نزل بها القرآن؟!
وهل تتصور أيَصا مجزرة تحدث بأن تقاتل كل واحدة منهن جميع النسوة، وعددهن قد يكون بالعشرات كما جاء في بعض التفاسير وهي تعلم أن جميعهن يرغب فيما ترغب فيه ولن يسمحن لها بالإنفراد به
لو لم تكن معهن سكاكين لقطعن شعورهن ومزقن ملابسهن عليه وفضحن أنفسهن أكثر .
وهل تسمح امرأة العزيز أن تأخذه واحدة منهن، وهل لها القدرة على منعهن إلا بهذه الطريقة ؟

والله لا أتعصب لرأيي
ولا أرضى أن اتبنى رأيًا دون أن يكون لي حجة فيه
وأنا في غنى عن قول لا أؤجر عليه
وأنا ملتزم بما في القرآن الكريم
وباللغة العربية التي نزل بها القرآن
وأنا بريء من أي رأي يخرج عنهما أو يخالفهما

د.محمد فتحي الحريري
19/07/2009, 12:42 AM
الاخ العرابلي
بعد التحية
احسدكم على طريقة ردكم بشكل استفزازي يثير انسحاب الطرف الآخر بشكل يشي بفراره وانتصاركم ، وهذا ليس دأب العلماء يا مولاي ، اذا لم يكن الزمخشري حجة ولا الفخر الرازي ولا ابن كثير فمن ؟؟؟
كلمة اللف والدوران من اول ردي الى آخره ، لا تشير اليكم لا من قريب ولا من بعيد ، ولو امعنت النظر لأقررت بهذا ، فانا اعني نفسي اولا قبل ان اعنيك ، وكان خطابي لكم في منتهى الود والاريحية والاسلوب المهذب ، واحتكم معك الى القائمين على ادارة المنتدى والمتابعين للصفحة ..
وانت حريص على التشنج الذي يفسد للود كل قضية ،،،
لذلك انهي النقاش معك بهذا راجيا عدم الرد اطلاقا ، واذا ما صدر من حضرتكم ايّ رد فانا احتفظ بحقي الادبي في الرد ومخاطبة ادارة المنتدى ،
لك تحياتي وشكرا ..

أبو مسلم العرابلي
19/07/2009, 07:26 AM
الاخ العرابلي
بعد التحية
احسدكم على طريقة ردكم بشكل استفزازي يثير انسحاب الطرف الآخر بشكل يشي بفراره وانتصاركم ، وهذا ليس دأب العلماء يا مولاي ، اذا لم يكن الزمخشري حجة ولا الفخر الرازي ولا ابن كثير فمن ؟؟؟
كلمة اللف والدوران من اول ردي الى آخره ، لا تشير اليكم لا من قريب ولا من بعيد ، ولو امعنت النظر لأقررت بهذا ، فانا اعني نفسي اولا قبل ان اعنيك ، وكان خطابي لكم في منتهى الود والاريحية والاسلوب المهذب ، واحتكم معك الى القائمين على ادارة المنتدى والمتابعين للصفحة ..
وانت حريص على التشنج الذي يفسد للود كل قضية ،،،
لذلك انهي النقاش معك بهذا راجيا عدم الرد اطلاقا ، واذا ما صدر من حضرتكم ايّ رد فانا احتفظ بحقي الادبي في الرد ومخاطبة ادارة المنتدى ،
لك تحياتي وشكرا ..

الأخ الكريم الدكتور محمد فتحي الحريري
من حقك أن تنسحب فهذا شأنك
ولن اناقشك في الموضوع نفسه
وأنت لم تقبل مني تعقيبًا غلى ما جاء في ردكم الكريم
وردكم موجه لكاتب هذا الموضوع وليس لأحد غيره

لقد جاء في ردكم الكريم

لقد ذكر ايتاء السكاكين في سباق النص فلماذا ؟
هل هو اتيان عبثي ؟! يستحيل ذلك ،،..
هل أهملت أنا السكاكين في الموضوع وكأن اللفظ لا قيمة له عندي حتى تقول عبثيًا ؟
إذا كنت أنا وأنت لم نهمل ذكر السكاكين في الموضوع .. فما الداعي بالقول هل هو اتيان عبثي
وأبحاثي هذه أمامك أقف فيها على كل صغيرة وكبيرة

وقلتم والكلام موجه إلى َّ وليس لأحد غيري؛

اخي ، بدون فلسفات وبدون لوك للكلام ولف ودوران احيل الى :..
فهل هناك كلام أقصى من هذا الاتهام ... نحن يا سيدي نفهم المكتوب ... فهل هذا هو أسلوبي؟

وماذا عن وصفكم لقولي بالتعسف ... ومن هذا الذي يعيش في ببلاد الواق واق ؟!

وقولنا ان العرب لم تستعمل القطع بهذا المعنى هو تحكم ومصادرة وتعسف مرفوض مالم يخيّـل للقائل انه يعيش في بلاد واق الواق حيث لم يفتق بالضاد الا مقولـــــــــــــه !! ..
هذه الأقوال لكم يا أخي الكريم وليس لي
ولم أزد عليها بشيء من عندي غير تكرارها
فلا تلمني على شيء أنت بدأت به، واستخدامي لعبارات لم أكن البادئ بها
والكل يشهد بصبري وسعة صدري
ولست ممن يتهجم على أحد بغير
ومن حقي أنا أدافع عن رأيي
ولست ممن يحب مصادمة الناس وخلق العداوات معهم
وأحترم وأقدر كل من يكتب ردًا على موضوع لي
ولا اهمل الرد عليه احترامًا له

أشكركم على مروركم
وأتمنى أن تكون الردود بيننا مبنية على العلم والاحترام والمودة.
ولكم منا كل محبة وتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د.محمد فتحي الحريري
20/07/2009, 01:02 AM
السيد العرابلي
ارجو الالتزام بطلبي وهو عدم مخاطبتي في النص اطلاقا
انت في واد والبحث في واد
نقطة انتهى .

أبو مسلم العرابلي
20/07/2009, 05:20 AM
السيد العرابلي
ارجو الالتزام بطلبي وهو عدم مخاطبتي في النص اطلاقا
انت في واد والبحث في واد
نقطة انتهى .

لك ما تريد
وهذا خير لك ولي

جمال الدين عثمان
26/07/2009, 01:01 PM
..
أحبتى فى الله واساتذتى الأفاضل :
لقد أرتفعت درجة حرارة الردود الأخوية لبعضنا البعض وعلاها بعضآ من دخان الغضب.
لذا أدعو الله سبحانه أن ينزل علينا الهدوء والسكينة والرحمة...لأننا لسنا فى ساحة للتراشق والتغاضب.
فكلنا أخوان ونحب بعضنا البعض فى الله.
والمبتغى الأصلى والرئيسى لنا هو زيادة وتنمية معلوماتنا وتغذية عقولنا والأستفادة من كل رأى.
وأتمنى أن لا يكون بيننا خلاف.
لعنة الله على الشيطان.....فالنتوادد ونتحاب ونعود أخوانا.
غفر الله لي ولكم أجمعين

جمال الدين

أبو مسلم العرابلي
26/07/2009, 02:35 PM
..
أحبتى فى الله واساتذتى الأفاضل :
لقد أرتفعت درجة حرارة الردود الأخوية لبعضنا البعض وعلاها بعضآ من دخان الغضب.
لذا أدعو الله سبحانه أن ينزل علينا الهدوء والسكينة والرحمة...لأننا لسنا فى ساحة للتراشق والتغاضب.
فكلنا أخوان ونحب بعضنا البعض فى الله.
والمبتغى الأصلى والرئيسى لنا هو زيادة وتنمية معلوماتنا وتغذية عقولنا والأستفادة من كل رأى.
وأتمنى أن لا يكون بيننا خلاف.
لعنة الله على الشيطان.....فالنتوادد ونتحاب ونعود أخوانا.
غفر الله لي ولكم أجمعين
جمال الدين

بارك الله فيكم على هذه الكلمة الطيبة
وأحسن الله إليكم
ويسعدني كل مداخلة تثري الموضوع
وتنبه إلى الجوانب لم تأخذ حقها
والتصورات التي لم يلق لها بالا
أو جانب لم يوضح التوضيح الكافي
ونبقى طلاب علم حتى نتجاوزها سالمين إن شاء الله تعالى
وجزاكم الله بكل خير

طهر بنت الحمدي
14/12/2009, 07:35 AM
وقد أفشل خطتها امتناع يوسف عليه السلام: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهـاـنَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف، والهم إحساس بالغم من الشعور بالعجز عن تنفيذ أمر ما يريده، لوجود حائل يحول بينه وبين ما يريد؛
أما الحائل الذي منع امرأة العزيز من نيل مرادها فهو امتناع يوسف عليه السلام،
وأما الحائل الذي حال بين يوسف والاستجابة لرغبة امرأة العزيز فهو برهان ربه،
وبرهان ربه يبينه القرآن بعيدًا عن الإسرائيليات؛
وهو مبينًا في قوله تعالى: (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّـاـلِمُونَ) يوسف؛
فالحائل كان تعوذه بالله من أن يضعف أمامها، فأعاذه الله تعالى منها،
وأنه استعظم أن يسيء إلى من أحسن له، واستأمنه على أهله، وأبدى رغبة واستعدادًا في اتخاذه ولدًا له، فحال ذلك بينه وبين الفاحشة،
وفي قول تعالى: (وهم بها) لبيان أنه سوي مثل الرجال، ويتأثر بما يتأثرون به، ولولا ذلك لقيل في سبب امتناعه هو ضعفه عن النساء، وليس بسبب تقوى الله تعالى، وبغضه للفاحشة والخيانة؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذي الفاضل استسمحك عذرا وانا خجلة ولكن اريد بالاجابة على سؤالي
يوسف عليه السلام حسب ما اشارت اليه الآية انه همّ بإمرأة العزيز , لولا ان رأى برهان ربه .
هل هذا البرهان خاص بيوسف عليه السلام لتنزييه عن الخطأ والوقوع بمعصية الزنا ؟ واي رجل لا يتمكن من كبح جماح المعصية نفسها ؟
" لأنني دائما اقرأ واسمع الخلافات الاسرية عندما يسافروا ابناءهم للتعليم في الخارج" بأن تقول الأم او الزوجة انت لست يوسف عليه السلام منزه عن الخطأ ولديك برهان يحميك ؟
وخالص تقديري لشخصك

أبو مسلم العرابلي
14/12/2009, 08:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذي الفاضل استسمحك عذرا وانا خجلة ولكن اريد بالاجابة على سؤالي
يوسف عليه السلام حسب ما اشارت اليه الآية انه همّ بإمرأة العزيز , لولا ان رأى برهان ربه .
هل هذا البرهان خاص بيوسف عليه السلام لتنزييه عن الخطأ والوقوع بمعصية الزنا ؟ واي رجل لا يتمكن من كبح جماح المعصية نفسها ؟
" لأنني دائما اقرأ واسمع الخلافات الاسرية عندما يسافروا ابناءهم للتعليم في الخارج" بأن تقول الأم او الزوجة انت لست يوسف عليه السلام منزه عن الخطأ ولديك برهان يحميك ؟
وخالص تقديري لشخصك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
برهان يوسف عليه السلام كان بملازمة تقوى الله له في لحظات الفتنة، وملازمة الوفاء منه لسيده وعدم خيانته،
وهذا ليس موقوفًا على يوسف عليه السلام، وأمثلته في هذا الموقف لا يعدون من أهل التقوى والعفاف والعقل.
وجاء في الحديث ما يدل على كثرتهم؛
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ،
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله .
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)متفق عليه

خالد أولاد أحمد
21/02/2010, 11:58 PM
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
سيدي وأستاذي الجليل / أبو مسلم العرابلي
أرجو أن تقبلني تلميذاً يناقش في ما تفضلت به
كما أرجو منك العذر فقد أكون تلميذاً ذا شغب
اللهم وحد مبتغانا ، ووحد كلمتنا في الحق
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا أياه
وبسم الله نبدأ
أستاذي الكريم / من سياق الأيات يتضح لنا جلياً بأن أمرأة العزيز والتي هي زليخة قد نفدت لديها كل الطرق والوسائل لنيل مرادها من سيدنا يوسف عليه السلام ، الذي أسرها بجماله وأسر جوارحها ، وقد لجأت إلى حيلة عظيمة فيها من الكيد الكثير ، أرسلت ليوسف وطلبت منه أن يقوم ببعض الأمور في غرفتها ، وتوصلت إلى أن تغلق الباب وتضعه في الأمر الواقع ، قال تعالى : ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ ) ثم كشفت له عن مفاتنها محاولة أن تغريه بجمالها الفتان ، ظناً منها إنه لا يستطيع مقاومة كبريائه والأمتناع عنها ، ( وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ) أي بمعنى أنا لك ، هذا لك ، كلي لك ، أسرع إرادتي لك ، ( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) .
ومن بعد أن رأت فيه الكبرياء والعناد (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ) فهمت به أي هجمت عليه وهمت أن تأخذ مرادها منه ، وهو هم بها يدفعها عن نفسه ، والهم هنا من الهمة والهمام ، وليس كما تفضلت سيدي من الهم والغم ، فنقول هم فلان بضرب فلان ، أي قام له وأستعد لضربة بهمة ، والدليل إنه كان يهرب منها وهي تلحق به ( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ ) ، هنا يتضح لنا جلياً بأنه قد دار بينهم تعارك بسيط ، حيث كان يهرب منها وكانت هي تلحق به .
أما بخصوص هذا الأية ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ ) ، أكبرنه ، دهشنّ بجماله الرائع ، وقد ذهلهن بطلته البهية ، والكبر هنا من الدهشة والإعجاب ،وليس كما تفضلت سيدي ، بمعنى أتاهن الحيض أو بمعنى كبير القوم ، وذلك يحصل كثيراً في حياتنا عندما تصيبنا الدهشة من أمر يذهل عقولنا نشهق ونقول : ( الله أكبر ) أي رأينا شيء يفوق التصور .
أما بشأن هذه الأية ( وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ) ، أتفق مع كل من سبقوني بأن القطع هنا لا يعني البتر مطلقاً ، بل يعني الجرح والخدش ، والدليل من خلال سياق السورة أنهن كانن يقعدن على متكئ ، وكل واحدة منهن ممسكة بسكين ، وكانت قد وزعتها لهن بحيلة منها كي يقطعن بها الفاكهة التي قدمتها لهن ، وعندما خرج عليهن قطعن أيديهن لا أريادياً وهن مندهشات من هول ما رأن ، ولم يذكر القرآن الكريم أنهن قامن من مقامهن أو أي شجار قد حصل بينهن ، أو أي أثار للبتر والتقطيع ، بل كانت مجرد جروحاً بسيطة .
وهي عندما أرسلت لهن لم يكن قصدها بيعه مطلقاً لأنها كانت متمسكة به كثيراً ولم تسمح له بالخروج من القصر ، والدليل بأن نسوة المدينة لامنها على حبها له وتكلمن عنها ( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) ولم يكنّ يعلمن مدى روعة جماله لأنهن لم يرنه من قبل ، فقررت أن تريهن أياه ، وأن يحكمن لما هي مغرمة به ، والدليل على ذلك أن الله قد حدد مستقبله في بيت العزيز مسبقاً حيث قال : ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ) هنا تتضح نية الملك جلياً لما أشترى يوسف ، لم يقل عسى أن ننتفع منه ، ويبين نيته في بيعه مستقبلاً ، بل قال : عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ، ومن هنا ضمن الله مستقبل يوسف بأن يعيش مكرماً ببيت الملك ( وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ ) ، وهذا ينفي أن أمرأة العزيز كانت تخطط لعرضه أمام النسوة بغرض بيعه .
وعندما طلب يوسف من الرسول أن يرجع إلى الملك ويسأله ما بال النسوة الأتي قطعن أيديهنّ ، ( فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ) لم يكن يريد أن يقتص منهن حق ، وإنما أرادهن بأن يشهدن على برأته ، وأنهن لم يشتكن منه مطلقاً والدليل هنا ( قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ) هنا الملك يسألهن ما أمركن عند يوسف ؟ لأنه لم يكن يعلم بقصتهن معه ، ولم يكن البتر بادي عليهن أبداً ، وألا لما خفي ذلك عن الملك والناس ، ولم يقلنّ أنهن تشاجرن عليه وقطعت كل واحدة يد الأخرى وبترتها .
هذا وتقبل مداخلتي سيدي الفاضل ... ولك مني التحية والسلام

أبو مسلم العرابلي
22/02/2010, 11:37 AM
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
سيدي وأستاذي الجليل / أبو مسلم العرابلي
أرجو أن تقبلني تلميذاً يناقش في ما تفضلت به
كما أرجو منك العذر فقد أكون تلميذاً ذا شغب
اللهم وحد مبتغانا ، ووحد كلمتنا في الحق
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا أياه
وبسم الله نبدأ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بك أخ كريم وأشكرك لاهتمامك
وأعتب عليك أنك ابن العشرين وتضع صورة ليست لك ممن هو تجاوز الستين، وإن كان ذلك من محبتك وتقديرك لصاحب الصورة ..
لكن أين أنت في ذلك؟! اجعل ذلك في توقيعك إن أحببت



أستاذي الكريم / من سياق الأيات يتضح لنا جلياً بأن أمرأة العزيز والتي هي زليخة قد نفدت لديها كل الطرق والوسائل لنيل مرادها من سيدنا يوسف عليه السلام ، الذي أسرها بجماله وأسر جوارحها ، وقد لجأت إلى حيلة عظيمة فيها من الكيد الكثير ، أرسلت ليوسف وطلبت منه أن يقوم ببعض الأمور في غرفتها ، وتوصلت إلى أن تغلق الباب وتضعه في الأمر الواقع ، قال تعالى : ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ ) ثم كشفت له عن مفاتنها محاولة أن تغريه بجمالها الفتان ، ظناً منها إنه لا يستطيع مقاومة كبريائه والأمتناع عنها ، ( وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ) أي بمعنى أنا لك ، هذا لك ، كلي لك ، أسرع إرادتي لك ، ( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) .
أخي الكريم / الخيال الأدبي في شرح الآيات قد لا يليق، وخاصة إذا ترك المرء لنفسه العنان في ذلك، (أسرها بجماله، وأسر جوارجها) ؛ فكيف أسر جوارحها؟!
(انا لك، هذا لك، كلي لك)؛ باحتصار تعال فقد هيأت نفسي لك.
وثانيًا: أنها أغلقت الأبواب، وليس بابًا واحدًا (وغلقت الأبواب وقال هيت لك)
وتخيلت أنت الموقف: (أرسلت ليوسف وطلبت منه أن يقوم ببعض الأمور في غرفتها) فمن الذي أسلته إليه، فهل كان بعيدًا عنها؟ وهل بقي من أرسلته داخل الأبواب أم أخرجته خلف الأبواب؟!



ومن بعد أن رأت فيه الكبرياء والعناد (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ) فهمت به أي هجمت عليه وهمت أن تأخذ مرادها منه ، وهو هم بها يدفعها عن نفسه ، والهم هنا من الهمة والهمام ، وليس كما تفضلت سيدي من الهم والغم ، فنقول هم فلان بضرب فلان ، أي قام له وأستعد لضربة بهمة ، والدليل إنه كان يهرب منها وهي تلحق به ( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ ) ، هنا يتضح لنا جلياً بأنه قد دار بينهم تعارك بسيط ، حيث كان يهرب منها وكانت هي تلحق به .
من أين جئت بهمت به هجمت عليه؟! وهل هم تفيد لغة ذلك؟
الهم "اسم" وفيه غم وحرن، وفي الآية "همت" فعل وليس اسمًا، وفعل الهم إرادت الشيء ولكن يحول بينك وبين بلوغه حائل، وليس هو الغم والحزن نفسه، لقد ربطت مفردات الجذر ببعضها .. فأرجو أن يكون كلامي واضحًا.


أما بخصوص هذا الأية ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ ) ، أكبرنه ، دهشنّ بجماله الرائع ، وقد ذهلهن بطلته البهية ، والكبر هنا من الدهشة والإعجاب ،وليس كما تفضلت سيدي ، بمعنى أتاهن الحيض أو بمعنى كبير القوم ، وذلك يحصل كثيراً في حياتنا عندما تصيبنا الدهشة من أمر يذهل عقولنا نشهق ونقول : ( الله أكبر ) أي رأينا شيء يفوق التصور .
لم أقل أنه أتاهن الحيض ونفيت ذلك التفسير فنسبته إلي كأني أنا الذي قلته
وتفسيري لمفردات الجذر بأن الكبير هو الذي يرجع إليه ويجتمعوا عليه ليفهم أنهن اجتمعن عليه كل تريده لنفسها ، وليس لأنه كبير القوم.
ومقتضيات "فقه استعمال الجذور"أن تربط مفردات الجذر مع بعضها،وليس تفسير كل واحدة بغيرها، فلكل كلمة خصوصيتها بجانب المعنى الذي أخذته من استعمال جذرها.
وقولنا الله أكبر ؛ أي المرجع لنا في الدنيا والآخرة، وتعودت ألسنتنا على هذا اللفظ ؛ فنقوله تعجبًا وربطًا للسبب بالمسبب.



أما بشأن هذه الأية ( وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ) ، أتفق مع كل من سبقوني بأن القطع هنا لا يعني البتر مطلقاً ، بل يعني الجرح والخدش ، والدليل من خلال سياق السورة أنهن كانن يقعدن على متكئ ، وكل واحدة منهن ممسكة بسكين ، وكانت قد وزعتها لهن بحيلة منها كي يقطعن بها الفاكهة التي قدمتها لهن ، وعندما خرج عليهن قطعن أيديهن لا أريادياً وهن مندهشات من هول ما رأن ، ولم يذكر القرآن الكريم أنهن قامن من مقامهن أو أي شجار قد حصل بينهن ، أو أي أثار للبتر والتقطيع ، بل كانت مجرد جروحاً بسيطة .
فكيف تتفق مع يا أخي "بأن القطع هنا لا يعني البتر مطلقاً ، بل يعني الجرح والخدش " وأنا أقول خلافه، بل القطع هو البتر التام، ولكن ليس لليد عن بدن صاحبها، بل عن بدن من امتدت أيديهن إليه وهو يوسف عليه السلام،
وليس في اللغة القطع يفيد الجرح والخدش، ... فهل يحل لنا أن نحور في اللغة وندخل فيها ما ليس منها لنطوع الآيات واللغة لفهمنا كما نريد ؟!
وقولك "بل كانت جروحًا بسيطة" لأنك خالفت اللغة فاستعظمت الأمر فجئت من نفسك بما تخفف وطأت ذلك.



وهي عندما أرسلت لهن لم يكن قصدها بيعه مطلقاً لأنها كانت متمسكة به كثيراً ولم تسمح له بالخروج من القصر ، والدليل بأن نسوة المدينة لامنها على حبها له وتكلمن عنها ( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) ولم يكنّ يعلمن مدى روعة جماله لأنهن لم يرنه من قبل ، فقررت أن تريهن أياه ، وأن يحكمن لما هي مغرمة به ، والدليل على ذلك أن الله قد حدد مستقبله في بيت العزيز مسبقاً حيث قال : ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ) هنا تتضح نية الملك جلياً لما أشترى يوسف ، لم يقل عسى أن ننتفع منه ، ويبين نيته في بيعه مستقبلاً ، بل قال : عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ، ومن هنا ضمن الله مستقبل يوسف بأن يعيش مكرماً ببيت الملك ( وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ ) ، وهذا ينفي أن أمرأة العزيز كانت تخطط لعرضه أمام النسوة بغرض بيعه .
يا أخي الكريم؛ ومن قال أنها تخطط لبيعه ؟؟؟!!!
قلت بأنها تخشى أن يسحبنه منها ويرسلن ثمنه إليها لأنه عبد قد اشترته من قبل ، والعبد يباع ويشترى وأنها وزعت عليهن السكاكين ليسلم مما قد يفعلن ذلك به .... فهل يفهم من هذا أنه كانت تخطط لبيعه؟!
وهل هو كان في بيت العزيز أم في بيت الملك؟ .. مرة تقول العزيز ومرة الملك .. فهل هما عندك شخصين أم شخص واحد؟



وعندما طلب يوسف من الرسول أن يرجع إلى الملك ويسأله ما بال النسوة الأتي قطعن أيديهنّ ، ( فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ) لم يكن يريد أن يقتص منهن حق ، وإنما أرادهن بأن يشهدن على برأته ، وأنهن لم يشتكن منه مطلقاً والدليل هنا ( قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ) هنا الملك يسألهن ما أمركن عند يوسف ؟ لأنه لم يكن يعلم بقصتهن معه ، ولم يكن البتر بادي عليهن أبداً ، وألا لما خفي ذلك عن الملك والناس ، ولم يقلنّ أنهن تشاجرن عليه وقطعت كل واحدة يد الأخرى وبترتها .
أمر عجيب ... كيف يبرئ الملك يوسف عليه السلام قبل إحضار النساء وسؤالهن، ليشهدن على براءته ثم تقول وأنه لم يكن يعلم بقصتهن ...
يوسف عليه السلام قال : (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطع أيديهن ) ولم يقل يوسف عليه السلام أنهن راودنه،
ففهم من قول يوسف أن أيديهن امتدت إليه وأنه حصلت منهن مراودة بالفعل وليس بالقلب فقال لهن : (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ) فهذا اتهام لهن مباشرة، فلم ينكرن ذلك، ولكن برأن أنفسهن بأنهن ما علمنا عليه من سوء ، وكانت الأولى بالاتهام امرأة العزيز فكان قولهن أيضًا براءة لها لأنهن لو علمن عليه من سوء معها لكشفنه، ولكن سجنه كان علامة على أنه لم يطاوع امرأة العزيز في هواها عندما خاطبت امراة العزيز النساء.



هذا وتقبل مداخلتي سيدي الفاضل ... ولك مني التحية والسلام
أخي الكريم خالد أحمد
لقد تقبلت مداخلتك ورددت عليها بما يجب الرد عليه
أشكر لك اهتمامك ولكن يجب أن يبنى القول على قواعد ثابتة
وأن يدرس الموضوع ويفهم كما أراد الكاتب له بيانه
وأخطر الأقوال القول في كتاب الله
فآياته ليست مواضيع إنشاء، وتعبير ليقول فيها ما يشاء وله مطلق الحرية في ذلك
فاجعل ما تخطه يداك مما يسرك رؤيته يوم الوقوف بين يدي رب العالمين وأنت تسأل عنه.
ولكم منا كل تحية ودعوة بالخير صادقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبو مسلم العرابلي
22/02/2010, 11:50 AM
من لسان العرب
الهَمُّ: الـحُزْن، وجمعه هُمومٌ، و هَمَّه الأَمرُ هَمَّاً و مَهَمَّةً و أَهَمَّه فاهْتَمَّ و اهْتَمَّ به .
(الهم ليس هو الحزن ولكن الحزن بسببه، لأن حاصل عدم بلوغه للشيء وهو مصر عليه)
و هَمَّه السُّقْمُ يَهُمُّه هَمَّاً أَذابَه وأَذْهَبَ لَـحمه .
و هَمَّنـي الـمرضُ: أَذابَنـي . و هَمَّ الشحمَ يَهُمُّه هَمَّاً: أَذابَه؛
وكلُّ شيء ذائبٍ يسمَّى هاموماً .
ويقال: معنى ما أَهَمَّكَ أَي ما أَحْزَنَك، وقـيل: ما أَقْلَقَك، وقـيل: ما أَذابَك .
(لأن الهم يصرف عن الطعام، ويتعب الجسد فيذوب شحمه، فصار كل مذيب للشحم واللحم والماء همًا)
و الهِمَّةُ: واحدةُ الهِمَـمِ . (وهي ما تسبب الهم ولا تأتي بيسر وسهولة)
و الـمُهِمَّاتُ من الأُمور: الشدائدُ الـمُـحْرِقةُ .
و هَمَّت الشمسُ الثلـجَ: أَذابَتْه .
و انْهَمَّت البقُولُ إِذا طُبِخَتْ فـي القدر .
و هَمَّ بالشيء يَهمُّ هَمَّاً: نواه وأَرادَه وعزَم علـيه . (أقلقه نوال الشيء وغلب عليه نفسه)
و الهَمَّةُ و الهِمَّةُ: ما هَمَّ به من أَمر لـيفعله .
وتقول: إِنه لَعَظِيمُ الهَمّ وإِنه لصَغيرُ الهِمّة، وإِنه لبَعِيدُ الهِمَّةِ والهَمّةِ، بالفتـح .
و الهُمامُ: الـملكُ العظيم الهِمّة، ابن سيده: الهُمام اسمٌ من أَسماء الـملك لِعِظم هِمَّته، وقـيل: لأَنه إِذا هَمَّ بأَمر أَمْضاه لا يُرَدُّ عنه بل يَنْفُذ كما أَراد،
(لأنه يتطلع إلى المهمات العظيمة الشديدة المحرقة؛ فهو يقلق قومه وجنده في الوصول إلى مراده، ويقلق عدوه خشية من تطلعاته.)
و الهِمُّ، بالكسر: الشيخ الكبـيرُ البالـي الفني، وجمعه أَهْمامٌ . وحكى كراع: شيخٌ هِمَّةٌ، بالهاء، (لأن ضعف جسده يقعده ويعجزه عن بلوغ مطلبه، ويسبب قلقًا دائمًا لأهله لحاجته الدائمة إليهم)
الهامّة الـحيّةُ ،(لأنها تسبب القلق والخشية من الموت بسبب سمها)،
وأَما ما لا يَقْتُلُ ويَسُمُّ فهو السَّوامُّ، مشدَّدة الـميم، لأَنها تَسُمُّ ولا تبلُغ أَن تَقتل مثل الزُّنْبور والعقرب وأَشباهِها،
و الهَمْهَمة: الكلام الـخفـيّ الذي لا يفهم، تسمعه ولا تبلغ فهمه لخفائه,
فمادة همم كانت الرغبة الشدية لشيء لا تسطع او تقدر على الحصول عليه ، فيسبب ذلك غمًا وحزنًا،

هلال الفارع
22/02/2010, 11:58 AM
أشكرك أخي العلامة " أبو مسلم العرابلي " على ما تثري به منتدياتنا، وعلى هذه الجهود التي لا يكفيها إلا رضا الله تعالى وجزاؤه العظيم إن شاء الله. لقد استمتعت برأيك، واستأنست به، ولن أقبل ما ذهب إليه البعض من معنى القطع الحقيقي، والذي هو بمعنى الحز، أو الخدش. لكنني أقف إلى جانبك في كون هذه الكلمة لا تعطي الحز والخدش معنًى معجميًّا.
ثم إن الحز والخدش لا يستويان مع " قطَّع " بتشديد الدال، والتي هي على وزن فعّل، أي صيغة مبالغة، ولو كان المعنى المراد بها هو المعنى الحقيقي، لوجدت أيدي النسوة مقطّعة كلّيًّا في أكثر من موضع من الأيدي، ولوجدت تلك القطع متناثرة على المكان، على اعتبار أن القطع هو الفصل النهائي للمقطوع عن أصله، وهو ما يلائم الفعل " قطَّع " للتكثير في الفعل، وهذا ما لم يحدث، وما لم يأت به سياق الآيات التالية للحدث.
على كل حال، أود أن أشير إلى ما يؤكّد ما ذهبتَ إليه، في قولنا " سأقطع رجله " وهو ما يُراد به منعه من العودة إلى المكان، وسأقطع يده عن العمل، وهو ما يراد به كفُّها عنه، وإنهاء وجود صاحبها فيه، وليس قطعها بالمعنى الحقيقي.
أشكرك، وأحييك أخي الكريم، وجزاك الله الخير كله.

خالد أولاد أحمد
22/02/2010, 02:39 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بك أخ كريم وأشكرك لاهتمامك
وأعتب عليك أنك ابن العشرين وتضع صورة ليست لك ممن هو تجاوز الستين، وإن كان ذلك من محبتك وتقديرك لصاحب الصورة ..
لكن أين أنت في ذلك؟! اجعل ذلك في توقيعك إن أحببت
أخي الكريم / الخيال الأدبي في شرح الآيات قد لا يليق، وخاصة إذا ترك المرء لنفسه العنان في ذلك، (أسرها بجماله، وأسر جوارجها) ؛ فكيف أسر جوارحها؟!
(انا لك، هذا لك، كلي لك)؛ باحتصار تعال فقد هيأت نفسي لك.
وثانيًا: أنها أغلقت الأبواب، وليس بابًا واحدًا (وغلقت الأبواب وقال هيت لك)
وتخيلت أنت الموقف: (أرسلت ليوسف وطلبت منه أن يقوم ببعض الأمور في غرفتها) فمن الذي أسلته إليه، فهل كان بعيدًا عنها؟ وهل بقي من أرسلته داخل الأبواب أم أخرجته خلف الأبواب؟!
من أين جئت بهمت به هجمت عليه؟! وهل هم تفيد لغة ذلك؟
الهم "اسم" وفيه غم وحرن، وفي الآية "همت" فعل وليس اسمًا، وفعل الهم إرادت الشيء ولكن يحول بينك وبين بلوغه حائل، وليس هو الغم والحزن نفسه، لقد ربطت مفردات الجذر ببعضها .. فأرجو أن يكون كلامي واضحًا.
لم أقل أنه أتاهن الحيض ونفيت ذلك التفسير فنسبته إلي كأني أنا الذي قلته
وتفسيري لمفردات الجذر بأن الكبير هو الذي يرجع إليه ويجتمعوا عليه ليفهم أنهن اجتمعن عليه كل تريده لنفسها ، وليس لأنه كبير القوم.
ومقتضيات "فقه استعمال الجذور"أن تربط مفردات الجذر مع بعضها،وليس تفسير كل واحدة بغيرها، فلكل كلمة خصوصيتها بجانب المعنى الذي أخذته من استعمال جذرها.
وقولنا الله أكبر ؛ أي المرجع لنا في الدنيا والآخرة، وتعودت ألسنتنا على هذا اللفظ ؛ فنقوله تعجبًا وربطًا للسبب بالمسبب.
فكيف تتفق مع يا أخي "بأن القطع هنا لا يعني البتر مطلقاً ، بل يعني الجرح والخدش " وأنا أقول خلافه، بل القطع هو البتر التام، ولكن ليس لليد عن بدن صاحبها، بل عن بدن من امتدت أيديهن إليه وهو يوسف عليه السلام،
وليس في اللغة القطع يفيد الجرح والخدش، ... فهل يحل لنا أن نحور في اللغة وندخل فيها ما ليس منها لنطوع الآيات واللغة لفهمنا كما نريد ؟!
وقولك "بل كانت جروحًا بسيطة" لأنك خالفت اللغة فاستعظمت الأمر فجئت من نفسك بما تخفف وطأت ذلك.
يا أخي الكريم؛ ومن قال أنها تخطط لبيعه ؟؟؟!!!
قلت بأنها تخشى أن يسحبنه منها ويرسلن ثمنه إليها لأنه عبد قد اشترته من قبل ، والعبد يباع ويشترى وأنها وزعت عليهن السكاكين ليسلم مما قد يفعلن ذلك به .... فهل يفهم من هذا أنه كانت تخطط لبيعه؟!
وهل هو كان في بيت العزيز أم في بيت الملك؟ .. مرة تقول العزيز ومرة الملك .. فهل هما عندك شخصين أم شخص واحد؟
أمر عجيب ... كيف يبرئ الملك يوسف عليه السلام قبل إحضار النساء وسؤالهن، ليشهدن على براءته ثم تقول وأنه لم يكن يعلم بقصتهن ...
يوسف عليه السلام قال : (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطع أيديهن ) ولم يقل يوسف عليه السلام أنهن راودنه،
ففهم من قول يوسف أن أيديهن امتدت إليه وأنه حصلت منهن مراودة بالفعل وليس بالقلب فقال لهن : (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ) فهذا اتهام لهن مباشرة، فلم ينكرن ذلك، ولكن برأن أنفسهن بأنهن ما علمنا عليه من سوء ، وكانت الأولى بالاتهام امرأة العزيز فكان قولهن أيضًا براءة لها لأنهن لو علمن عليه من سوء معها لكشفنه، ولكن سجنه كان علامة على أنه لم يطاوع امرأة العزيز في هواها عندما خاطبت امراة العزيز النساء.
أخي الكريم خالد أحمد
لقد تقبلت مداخلتك ورددت عليها بما يجب الرد عليه
أشكر لك اهتمامك ولكن يجب أن يبنى القول على قواعد ثابتة
وأن يدرس الموضوع ويفهم كما أراد الكاتب له بيانه
وأخطر الأقوال القول في كتاب الله
فآياته ليست مواضيع إنشاء، وتعبير ليقول فيها ما يشاء وله مطلق الحرية في ذلك
فاجعل ما تخطه يداك مما يسرك رؤيته يوم الوقوف بين يدي رب العالمين وأنت تسأل عنه.
ولكم منا كل تحية ودعوة بالخير صادقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



بسم
الله الرحمن الرحيم



الحمد لله الذي جعل بيننا ناساً يفقهون من العلم وينورون لنا عقولنا



سيدي وأستاذي الفاضل / أبو مسلم العرابلي



شكراً لك على سعة صدرك الجميل


أستاذي أنا لست هنا بصدد محاجتك أو معارضة ما تفضلت به ، وإنما قصدت بأن تبين لي أين الخطأ فيما كنت أفهمه من الأيات وتفسيرها .


وقد طلبت منك سيدي في بداية حديثي بأن تقبلني تلميذاً بين يديك الكريمتين ( تلميذاً ) وأن تسمح لي بأن أناقشك في ما تفضلت به .


سيدي الفاضل أنا أبلغ من العمر 31 عاماً ولله الحمد ، وقد أحزنني كثيراً بأنك لم تتعرف على صاحب الصورة التي وضعتها في بطاقة عضويتي


ياسيدي ، هذه صورة السلطان قابوس بن سعيد / سلطان عُمان ، وقد وضعتها لمحبتي له في الله ، ومن الأحترام والعرفان له .


هنياً لي هذا الرد الشافي منك ، وقد وضحت لي أموراً كثيرة لي لم أكن أعلمها ، فشكراً لك من القلب أستاذي .


ومبارك لأسمي أن يقترن بإسمك ، وأن تعانق حروفي حروفك المباركة .


نسأل الله أن يلهمك النور والعلم والرأي السديد ، وأن يطول في عمرك ويبارك لك في أعمالك وحياتك .


أعذرني سيدي وأعذر حروفي ، وإنما كان من باب الأستفسار وكسب العلم والمعرفة .



قد أقتنعت بما تفضلت به وأنرت فكري



والقطع فعلاً كما تفضلت ، فكانت كل واحدة تحاول بتر يد الأخرى حتى لا تصل ليوسف قبل يدها /// فهل فهمي لكلامك في محله ؟؟؟



حفظك الله ووفقك دائماً



ولك مني التحية والسلام

أبو مسلم العرابلي
22/02/2010, 07:47 PM
أخي الكريم الفاضل خالد أحمد
بارك الله فيكم وزادكم الله من علمه وفضله
جملتك الأخير واضحة وبينة وفهمك صحيحًا
ولم تخف علي الصورة ولكني لا احب التصريح فقط.
وعمرك قدرته من تاريخ ميلادك وليس من تصريحك به (31) سنة
فأنت من مواليد 7/10/1987م كما ذكرت في ملفك
وهذا يعني أن عمرك 22سنة وثلاثة أشهر ونصف
فأنت إذن من مواليد 7/10/1978م
وليس كما ذكرت في ملفك وعليك تصحيحه إذا كان حسابي لتاريخ ميلادك صحيحًا .
ولكم منا المودة والتقدير
وجزاك الله بكل خير

أبو مسلم العرابلي
22/02/2010, 07:56 PM
أشكرك أخي العلامة " أبو مسلم العرابلي " على ما تثري به منتدياتنا، وعلى هذه الجهود التي لا يكفيها إلا رضا الله تعالى وجزاؤه العظيم إن شاء الله. لقد استمتعت برأيك، واستأنست به، ولن أقبل ما ذهب إليه البعض من معنى القطع الحقيقي، والذي هو بمعنى الحز، أو الخدش. لكنني أقف إلى جانبك في كون هذه الكلمة لا تعطي الحز والخدش معنًى معجميًّا.
ثم إن الحز والخدش لا يستويان مع " قطَّع " بتشديد الدال، والتي هي على وزن فعّل، أي صيغة مبالغة، ولو كان المعنى المراد بها هو المعنى الحقيقي، لوجدت أيدي النسوة مقطّعة كلّيًّا في أكثر من موضع من الأيدي، ولوجدت تلك القطع متناثرة على المكان، على اعتبار أن القطع هو الفصل النهائي للمقطوع عن أصله، وهو ما يلائم الفعل " قطَّع " للتكثير في الفعل، وهذا ما لم يحدث، وما لم يأت به سياق الآيات التالية للحدث.
على كل حال، أود أن أشير إلى ما يؤكّد ما ذهبتَ إليه، في قولنا " سأقطع رجله " وهو ما يُراد به منعه من العودة إلى المكان، وسأقطع يده عن العمل، وهو ما يراد به كفُّها عنه، وإنهاء وجود صاحبها فيه، وليس قطعها بالمعنى الحقيقي.
أشكرك، وأحييك أخي الكريم، وجزاك الله الخير كله.

وأنا سعيد بمروركم الكريم على الموضوع
يا أخي الشاعر الكبير هلال الفارع
وبارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
وأشكركم على التنبيه على صيغة المبالغة التي تنافى ما ذُهب إليه من الجرح والحز والخدش
ومهما بذل من جهد يا أخي هلال الفارع لتوضيح الأمور على حقيقتها فسيبقى من يظل مصرًا على فهم معين لا يريد أن يراجع صحته
وهذا ما أواجهه في موضوع "حقيقة انشقاق القمر، وأحسسته بعد محاضرتين لي فيه.
وجزاكم الله تعالى بكل خير.

خالد أولاد أحمد
23/02/2010, 08:59 AM
أخي الكريم الفاضل خالد أحمد
بارك الله فيكم وزادكم الله من علمه وفضله
جملتك الأخير واضحة وبينة وفهمك صحيحًا
ولم تخف علي الصورة ولكني لا احب التصريح فقط.
وعمرك قدرته من تاريخ ميلادك وليس من تصريحك به (31) سنة
فأنت من مواليد 7/10/1987م كما ذكرت في ملفك
وهذا يعني أن عمرك 22سنة وثلاثة أشهر ونصف
فأنت إذن من مواليد 7/10/1978م
وليس كما ذكرت في ملفك وعليك تصحيحه إذا كان حسابي لتاريخ ميلادك صحيحًا .
ولكم منا المودة والتقدير
وجزاك الله بكل خير



السلام عليك أستاذي الفاضل / أبو مسلم العرابلي


عفواً سيدي الفاضل إسمي هو خالد أولاد أحمد وليس خالد أحمد


أولاد أحمد هو إسم قبيلتي ،، بارك الله في علمك وحياتك


وشكراً على التنبيه ،، بالفعل كانت غلطة مطبعية في تاريخ ميلادي .



أستاذي لماذا تختلف تفاسير القرآن من مرجع إلى أخر ؟؟؟



فنجد تفسير بعض الأيات يختلف من مفسر إلى أخر ، وهنا نحتار أيهما نعتمده في الشرح ونتخذه مسنداً



فقد قرأت تفسير تلك الأيات التي تفضلت بها في موضوعك ، ووجدتها تختلف تماماً عما تفضلت به .


والمصدر الذي قرأته والذي هو الآن بين يدي :



بعون من الله وتوفيقه ، وبحقبة تزيد عن خمس سنوات والجهود المضنية من الكتابة والمراقبة والضبط والتدقيق تمت كتابة هذه النسخة الفريدة من القرآن الكريم بما يوافق أصح الأقوال التي أجمع عليها العلماء لرسم المصحف ، كما أثر عن سيدنا عثمان بن عفان ، وبما تعارف عليه الحفاظ وبرواية حفص عن عاصم وذلك بإشراف هيئة عليا من كبار علماء بلاد الشام :


سماحة المرحوم الطيب محمد أبو اليسر عابدين


فضيلة الأستاذ كريم راجح


فضيلة المرحوم عبد العزيز عيون السود


الأستاذ مروان سوار


الأستاذ عزيز عابدين


وقامت بتدقيق هذا المصحف الشريف ومنحت الإذن بطباعته :


ـ إدارة الإفتاء العام والتدريس الديني ـــ الجمهورية العربية السورية ، رقم 144 تاريخ 5 ـ 2 1977


ـ وزارة الإعلام ، مديرية الرقابة ،،، الجمهورية العربية السورية ،،، رقم 6444 تاريخ 27 ـ 2 ـ 1977


ــ إدارة البحوث الإسلامية والنشر في الزهر ،،،، جمهورية مصر العربية ،، رقم 313 تاريخ 3 ـ 6 ـ 1979


ــ رئاسة إدارات البحوث العلمية والأفتاء والدعوة والإرشاد ــ المملكة العربية السعودية رقم 1009/5 تاريخ 7ـ 10 ـ 1983


ـ وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ــ المملكة الأردنية الهاشمية رقم 3892/11 تاريخ 9 ـ 5 ـ 1979



وقد جاء فيه التفسير حسب الأتي :



ـ ( هيت لك ) أقبل ، أسرع ، إرادتي لك


ــ ( هم بها ) هم بدفعها وضربها ولم يفعل خشية أن يعود عليه ذلك بالتهمة .


ــ ( أكبرنه ) دهشن برؤية جماله الرائع .


ــ ( قطعن أيديهن ) خدشنها بالسكاكين لفرط ذهولهن ودهشتهن .



سيدي الفاضل ، هنا أجدني حائر فعلاً بين هذه التفاسير وبين ما تفضلت به .


فكيف للمسلم أن يتعلم ويعلم من بعده ، إن كان كل يوم يقرأ تفسير مختلف لبعض الأيات .



نورنا أستاذنا الفاضل ،، أنار الله دربك وحياتك



وكلي أذاناً صاغية لأسمع حديثكم المبارك



ولك مني التحية والسلام

أبو مسلم العرابلي
23/02/2010, 10:54 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الفاضل خالد أولاد أحمد
بارك الله لكم في اسمكم أولاً
وجعل الله تعالى جهودكم في ميزان حسناتكم
قال تعالى : (إنا انزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون (2) يوسف.
وقال تعالى: (إنا جعلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون (3) الزخرف.
فلا يمكن ان نعقل القرآن إلا بالعربية
والإحاطة بالعربية من رجل واحد لا يمكن
ولذلك بدأ السعي في جمع اللغة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
وأخذ ذلك ثلاثة قرون من حياة الأمة حتى تم جمع اللغة
وانبثقت علوم جديدة مثل النحو والصرف والبلاغة،
وتوقفت الجهود عند ذلك،
وبعد جمع اللغة في قواميس ومعاجم كان الذي يجب؛ هو أن تبدأ مرحلة بيان استعمالات الجذور أو فقه استعمال الجذور
وعرفته بأنه العلم الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها،
ويحدد الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها
وعُوِّض غياب فقه استعمال الجذور، بالاكتفاء بمعرفة الذوات التي تشير إليها الأسماء دون معرفة سبب التسمية،
وتم تفسير الأفعال بالمترادفات دون تحديد حدود الفعل وما يتميز به عن المترادفات؛ فلا يمكن أن يكون بينها تطابق.
ولذلك أدى غياب فقه استعمال الجذور ثغرة كبيرة ولم يحس بها أهل اللغة، لأن البحث فيها شاق وعسير.
ومن محاضراتي في عدة جامعات أن ينقسم الدكاترة إلى قسمين؛ قسم يدرك أن هذا العلم هو علم جديد، ومهمٌّ جدًا لفهم اللغة ،
وقسم لا يفهم إلا القديم، ويظن أن علم الصرف هو نفسه، ويظن أن فقه اللغة الذي يعدد سبب تسمية الأشياء بأكثر من اسم، وإطلاق الاسم على أكثر من شيء هو نفسه، وهذا مبلغ علمهم من الفقه.
ولي سنوات طويلة أنادي باعتماد "فقه استعمال الجذور" ، وأنه لا بد من مؤسسة يكون فيها عدد كبير لا يقل عن مائتين باحث ودارس، يقومون بجهد كبير، يحتاج إلى ثلاث سنوان لإعادة تعريف اللغة وفق فقه استعمال الجذور؛ حتى يخرجوا لنا فقهًا كاملاً شاملاً لكل استعمالات الجذور في اللغة، ويصبح كل اسم معروف سبب تسمية ، وكل فعل قد حدد استعماله؛ ... وهذا لو حصل سيكون ثورة كبيرة في اللغة، وانفجار معرفي لكوامن اللغة، وخصائصها، وعلو بيانها وبلاغتها .. فوق الذي عرف بكثير.
وهذا العلم محتاج لعلم معاني الحروف الهجائية أيضًا، لإدراك سبب اختيار حروف كل جذر.
وهذا ما بينته في "ميلاد ثلاثة علوم جديدة (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=31738)"
والوصول إلى فقه استعمال الجذور لا يكون إلا بدراسة كل المبنيات والمشتقات من كل جذر، ودراسة الاستعمال العالي البليغ لها في القرآن الكريم، وعلى إطلاقها في اللغة على المسميات، وتحديد استعمال الأفعال على الوجه البياني الفصيح لها،
وكل ما نشرته يعتمد على فقه استعمال الجذور، سواء صرحت به أم لم أصرح به.
والقرآن الكريم يراعي في كل استعمال للأفعال أو الأسماء سبب تسمية المسمات باسمائها، وعلى الاستعمال الذي وضع له الفعل.
والمفسرون هم ينقلون ما جمع في القواميس من غير تفسير للاستعمال ولا سبب تسمية المسمى بالاسم، أو تكرار أقوال السابقين. وتقديمها على الفقه اللغوي.
بل ويكثر الارتجال في وضع معاني لمفردات اللغة من الخواطر التي تبدو لهم من فهم النص بعيدًا على فقه استعمال الجذور.
وشيء جدير بالذكر والشكر لأصحاب القواميس واللغة؛ أنهم يحذرون من تفسيرات المفسرين مما لا وجود له في اللغة،
فإن من الأمور القاتلة للغة أن تتحول التفسيرات إلى لغة ثم يؤخذ بها على أنها حجة من اللغة على التفسير.
فمن ذلك الجرح والخدش لمعنى قطعن أيديهن .. فيخرج النص عن مضمونه، وإذا درست القصة بكل تفاصيها ستتضارب أحداثها .
ولذلك فإن الخروج عن معنى البتر التام والفصل للقطع؛ إلى أيجاد معاني واستعمالات جديدة بسبب القصور في فهم القصة، أو الجهل بفقه استعمال الجذور، أو عدم الالتزام بالوضع العربي للغة، أو الاعتماد على الإسرائليات؛ التي أكثرها باطلاً، ومشوشة للفهم الصحيح للآيات، وصارفة العقل عن التدبر؛ وذلك من أعظم الأمور التي تحجب أهل العلم بلوغ الحكمة والفهم الصحيح للآيات،
وليس ذلك يتعلق بكل ما في القرآن الكريم ؛ فأكثر ما في القرآن واضح بين وخاصة إذا كان الفعل هو نفسه الدال بوضوح على استعمال الجذر.
ففي محاضرتي اليوم عن "حقيقة انشقاق القمر (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=67756)" ومن قبل في اتحاد الكتاب، وفي رابطة الأدب الإسلامي ؛ فلم تكن هناك مشقة في إدراك أن الانشقاق هو انقسام الشيء في ذاته من غير انفصال جزء منه، وأن الشق هو الجانب الذي تراه وهناك شق آخر لا تراه، وهذه حالة خاصة للقمر ولم تعرف إلا بعد ألف سنة من نزول القرآن.
وهذا سبق إنباء وإخبار قبل تحصيل المعرفة به.
فيا أخي الكريم الأمر يرجع إليك في اعتمادك على المدون والمسجل، وإن كنت تدرك بعض الخلل فيه
وجزاكم الله بكل خير وزادكم الله من علمه وفضله.

خالد أولاد أحمد
24/02/2010, 04:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على نبينا المصطفى الأمين


شكراً لك أستاذي الفاضل / أبو مسلم العرابلي على هذا التوضيح الشافي


شكراً لأعطائي بعضاً من وقتك ، جزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك .


شرحك جميل جداً ومقنع وأتى بالأسباب ، وبلا شك سوف أتبع ما تفضلت به فهو الصحيح .


وإن شاء الله تعالى سوف تجدني في كل مواضيعك ، فقد دهشني كثيراً ما كتبت


وأكرر طلبي بأن تقبلني تلميذاً بين يديك الكريمتين


واسأل الله أن يرزقك الصحة والعمر المديد


ولك مني التحية والسلام

أبو مسلم العرابلي
10/08/2010, 03:18 PM
الحمد لله رب العالمين
فبعد الانقطاع الطويل بسبب الإنترنت وأمور أخرى؛ منها التأليف في فقه المعاني للرسم القرآني
أتيحت لي بعص الفرص لمراجعة بعض المواضيع والردود
ويسعدني ان أجد من يحسن الفهم والسؤال والإجابة والاستجابة
حتى أنني اكتشفت عبر الاتصالات من قرأ كل مواضيعي ونقل النقاش فيها إلى أجواء الفكر والعمل الذي يعمل فيه
ولله الحمد والمنة من قبل ومن بعد

محمد سمير عياد
29/08/2010, 03:20 PM
بسم الله والحمد لله والصلاةوالسلام علي رسول الله
شيخنا الكريم أبو مسلم العرابلي
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وزادكم نورا وفضلا
إن أبحاثك من الدقة ما يبهر العقول بحسن إستشفاف الدلائل والقرائن
تكون مقدمات سليمة ينتج عنها نتائج سليمة بفضل الله
نعم إن ما تخرج به من نتائج لا يستسيغة البعض لأنه ألف الموروث
ونسوا أننا مطالبون بالإجتهاد في كتاب الله كما اجتهد السلف
وأن اجتهادهم لا يعفينا من مسؤليتنا أمام كتاب الله
نعم لقد ترك الله للآخرين فضلا كما كان للاولين ولهم نصيب في الكتاب
ولكن مثل هذة العقول لن تلبث إلا إن تقتنع كلما قوي الدليل والحجة
أنت مأمور بالتبليغ والهداية من الله
أعانك الله علي تأدية أمانة العلم
سؤالي هو ( ما هي حقيقة السرقة التي اتُهم بها يوسف عليه السلام من اخوته ؟)
بارك الله لك وأسمعك خيرا

أبو مسلم العرابلي
30/08/2010, 01:06 AM
بسم الله والحمد لله والصلاةوالسلام علي رسول الله
شيخنا الكريم أبو مسلم العرابلي
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وزادكم نورا وفضلا
إن أبحاثك من الدقة ما يبهر العقول بحسن إستشفاف الدلائل والقرائن
تكون مقدمات سليمة ينتج عنها نتائج سليمة بفضل الله
نعم إن ما تخرج به من نتائج لا يستسيغة البعض لأنه ألف الموروث
ونسوا أننا مطالبون بالإجتهاد في كتاب الله كما اجتهد السلف
وأن اجتهادهم لا يعفينا من مسؤليتنا أمام كتاب الله
نعم لقد ترك الله للآخرين فضلا كما كان للاولين ولهم نصيب في الكتاب
ولكن مثل هذة العقول لن تلبث إلا إن تقتنع كلما قوي الدليل والحجة
أنت مأمور بالتبليغ والهداية من الله
أعانك الله علي تأدية أمانة العلم
سؤالي هو ( ما هي حقيقة السرقة التي اتُهم بها يوسف عليه السلام من اخوته ؟)
بارك الله لك وأسمعك خيرا
وبارك الله فيكم أخي محمد عياد
والحمد الله أن وصلكم ما كتبت وشرح الله صدركم له
ما سألت عنه أخي الكريم أشغلني طويلاً
وكنت أريد ان أفهمه بعيدًا عن الإسرائليات
فقولهم إنه سرق صنمًا لجده من جهة أمه هو اتهام لأمه بأنها بنت مشرك وأنها ليست من عائلة كريمة موحدة
وقولهم كان يسرق من مال أبيه ويتصدف به على الفقراء .. فهو اتهام ليعقوب عليه السلام بالبخل
وقولهم إن عمته ألبسته نطاقًا ورثته ثم اتهمته بالسرقة لتسترقَّه بسرقته، وإبقائه عندها بعد إبداء يعقوب عليه السلام رغبة قوية في استرداده منها
ولعل في هذه القصة أقرب تفسير لمقاربة فعل يوسف عليه الاسلام بأخيه بفعل عمته به من قبل
ويقوي ذلك أن هناك قراءة لابن عباس وغير (سُرِّق) أي انه لم يسرق ولكنه وضع في وضع السارق،
ولكن اتهامه بالسرقة أغضب يوسف عليه السلام مما قد يضعف هذه الرأي ..
إلا أن يكون هذا الفعل كان منهما لإرادة إبقاء يوسف عند عمته هربًا من إخوته
وإبفاء أخي يوسف عند عزيز مصر (يوسف) هربًا من إخوته أيضًا ...
ويقد يقوي ذلك إذا أحس إخوة يوسف حفاوة عزيز مصر (يوسف) بأخيهم أكثر منهم .. وأن أخاهم قد استحوذ على قلبه ، فيكون قد فعل فعلته لأجل البقاء عنده.
وقد يكون قد ظهر على أخيهم رضاه ببقائه عند عزيز مصر وسرور عزيز مصر أنه وجد السقاية في رحله دون غيره،
وربطوا ذلك بفعل يوسف عليه السلام لأجل البقاء عند عمته بعيدًا عنهم لما كا يعاني من سوء تعاملهم معه، إلى أن ماتت عمته ثم انتقل راجعًا عند والده بعد ذلك ... وقد استحوذ على حب أبيهم .. ففعلوا ما فعلوا به بسبب ذلك.
وقراءة (سُرِّق) هي قراءة بيان للمعنى وليس من القراءات المتواترة، وهي دالة على أنهم قد أحسوا بأن الأمر مدبر، ولكن لا يستطيعون المجاهرة بذلك لما فيه اتهام العزيز، وما يترتب على هذا الاتهام من مشقة ستقع عليهم.

ورأي آخر في التفاسير أنهم قد كذبوا في قولهم باتهامهما بالسرقة، وأشركوا يوسف مع أخيهم لبيان أن نزعة عرق قد جمعتهم على خلق واحد لأنهما من أم أخرى ، لتبرئة أنفسهم من خلق أخويهم، وأنهم ليسوا مثلهم وليسوا على خلقهم .
والله تعالى أعلم

كرم زعرور
08/09/2010, 12:29 PM
أيها العلاّمةُ الفاضلُ
ليس عندي ما أقولُهُ إلاّ أن أدعو لك بظهر ِالغيب ِ .
وجزاك اللهُ عنّا كُلّ َخير ٍ .

أبو مسلم العرابلي
09/09/2010, 12:28 PM
أيها العلاّمةُ الفاضلُ
ليس عندي ما أقولُهُ إلاّ أن أدعو لك بظهر ِالغيب ِ .
وجزاك اللهُ عنّا كُلّ َخير ٍ .


وجزاكم الله بكل خير
وأحسن الله إليكم
وتقبل الله طاعتكم
وكتب لكم الفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار
وكل عام وانتم بخير

وادي براك
16/09/2010, 01:50 PM
في النهاية..........


العبرة بالمعنى... سواء قطعن أيديهن حرفياً أم لا....

ونتعلم من القرآن أن لانتجاوز حدودنا.... الجسدية " والفكرية"..............




هل وصلت رسالتي؟

أبو مسلم العرابلي
16/09/2010, 07:41 PM
في النهاية..........
العبرة بالمعنى... سواء قطعن أيديهن حرفياً أم لا....
ونتعلم من القرآن أن لانتجاوز حدودنا.... الجسدية " والفكرية"..............
هل وصلت رسالتي؟

شكرًا لك أخي الكريم على مرورك وتعليقك
العبرة تكتمل إذا أخذت بعد فهم صحيح

أبو مسلم العرابلي
26/04/2016, 07:14 AM
نذكركم بضرورة تغيير المفاهيم الخاطئة
ونشر الصحيح الذي لا يختلط بالخواطر
ووضع معان للغة ليست منها
ولا تجبن في الحق

أبو مسلم العرابلي
07/07/2016, 03:50 PM
وأنا أراجع الموضوع بعد سنوات عديدة
أحسست في كثير من الردود كأني أقرأها لأول مرة
فسبحان من علم بالقلم ... علم الإنسان ما لم يعلم

أبو مسلم العرابلي
31/05/2017, 12:51 AM
أضيف إضافة مهمة بعد هذه السنوات من نشر الموضوع
الإضافة في الفعل " أكبرنه"
بعد اتساع دراستى لهمزة السلب
وهمزة السلب لها حوالي عشرة أوجه؛
منها سلب المعنى
الكبير يكون متبوعًا لا تابعًا
ودخول همزة السلب تقلب المعنى فيصير المتبوع تابعًا
ومعنى ذلك أن "أكبرنه" كانت كل واحدة تريده أن يكون تابعًا لها،
وهذا من أوضح الأمور الدالة على المراودة منهن ليوسف عليه السلام،
لأنه لا بد من مد الأيدي إليه ليكون تابعًا لكل واحدة منهن مدت يدها إليه،
ثم قطعن أيديهن عنه لأنه لا قدرة لواحدة منهن الانفراد به
وكل الحاضرات لن يسمحن لها بالانفراد به
أما بقاء يوسف فتى لامرأة العزيز فهو فتاها من قبل ذلك وما تغير حاله معها

أبو مسلم العرابلي
19/08/2018, 10:51 PM
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وعُيينة بن حصن والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك فقال عباس بن مرداس :
أتجعل قسْمِى وقسْم العُبيْد
بين عيينة والأقرع
وما كان حصن ولا حابس
يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهما
ومن تخفض اليوم لا يرفع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي اقطع لسانه فأخذه سيدنا أبو بكر وقال عباس بن مرداس : أو تفعل يرحمك الله فقال سيدنا علىّ : لم أكن أخالف أمر رسول الله وذهب به إلى حيث توجد الغنائم وقال له خذ ما تشاء . فأنظر إلى فهم سيدنا علي وفهم عباس بن مرداس فسيدنا علىّ فهم المراد من الخطاب : أى اعطه عطاءً يكفُ لسانه .

وأكثر الروايات تقول أن الذي أمر بقطع لسان ابن مرداس هو أبو بكر الصديق ، وأخرى تقول بلال

أبو مسلم العرابلي
20/08/2018, 06:45 AM
قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (3/ 8)
ومات أخو الوزير القاسم، فقال البسامي المذكور مخاطبا لأبي الوزير: [من مخلع البسيط]
قل لأبي القاسم المرزّا … قابلك الدهر بالعجائب (1)
مات لك ابن وكان زينا … وعاش ذو الشين والمعائب
حياة هذا كموت هذا … فلست تخلو من المصائب
يعني: أن حياة ابنك الوزير مصيبة، كما أن موت أخيه مصيبة، ودخل الوزير المذكور على المعتضد، والمعتضد ينشد هجاءه المذكور، فاستحيا المعتضد منه وقال: اقطع لسان ابن بسام، فخرج الوزير مبادرا لقطع لسانه، فاستدعاه المعتضد وقال: اقطع لسانه بالبر والشغل، ولا تعرض له بسوء، فولاه البريد وبعض الأعمال.

كتاب بغداد (ص: 107)
وَقَالَ قثم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان: أَخْبرنِي أَبُو عباد. قَالَ: بَينا أَنا فِي مجْلِس الْمَأْمُون إِذْ ذكر دعبل بن عَليّ الشَّاعِر فَقَامَ إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ جعلني اللَّهِ
فدَاك. أقطع لِسَانه، وأضرب عُنُقه فقد أطلق اللَّهِ لَك دَمه. قَالَ: وَبِمَ ذَاك: أهجاني؟ فوَاللَّه لَئِن كَانَ فعل ذَلِك فَمَا أَبَاحَ اللَّهِ دَمه بهجائي. فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: أقطع لِسَانه، وأضرب عُنُقه فقد أباحك اللَّهِ دَمه. فَأَعَادَ الْمَأْمُون كَلَامه الأول. فَقَالَ بعض من حضر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّه قد هجا إِبْرَاهِيم، فَقَالَ: هَات مَا قَالَ. فأنشده: -
(أَنِّي يكون وَلَا يكون وَلم يكن ... يَرث الْخلَافَة فَاسق عَن فَاسق)

(إِن كَانَ إِبْرَاهِيم مضطلعا بهَا ... فلتصلحن من بعده لمخارق)

(ولتصلحن من بعده فِي عثعث ... ولتصلحن من بعده للمارق)
قَالَ / فَقطع الْمَأْمُون عَلَيْهِ وَقَالَ: حَسبك فِي إِبْرَاهِيم مَالا يصبر عَلَيْهِ لَهُ وَلَا لَك.