المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة وردة ونور



عبير زوربا
07/05/2009, 12:31 AM
قصة وردة ونور
**************
أقص على مسامعكم هذه القصة الغريبة:
كان هناك وردة حباها الله سبحانه وتعالى برعاته وحفظه وحماها... وكانت محاطة بغيرها من الزهور والورود.... لا بل كانت محاطة بالاشواك ...... وكانت على وشك التفتح وكانت مع كل يوم يمر تكبر ...وتكبر.. وتكبر...... الى ان جاء موسم التفتح......
وفي احد ايام الربيع الجميل ...... والجو الرائع الجميل ومع نسمات الهواء العليل ...... حباها الله برعايته وحفظه وارسل لها من سنا نوره ليضيء عليها ويحميها......
وكان هذا النور لا يفارقها ابدا ً .... وكان ملازما ً لها ...... وكان لا ينزل على الارض الا لكي يرعاها ويصونها وبدات تلك الوردة بالتفتح فعلاً...... وبدات اوراقها المخملية تزهو وتحمر في كل يوم...... وكان هذا النور يفرح بها ...... يفرح مع كل يوم كانت تكبر فيه..... فقد كان يزور الارض ليزورها ويطمئن عليها ويحميها...... وهي كانت برؤيته رؤية هذا النور تكبر وتنظر الى الاعلى نحوه .
ونسيت ما كان يحيط بها من أشواك ...... نسيت البيئة والغابة المظلمة التي كانت تحيط بها ..... والتي تبددت تلك الظلمة بلحظة زيارته لها......
ولكن قدر الله ان يكون موسم الربيع قصيرا ً ليليه صيف حارق...... فخريف يهدم ما تم بناؤه في احلى ايام الربيع السابق..... ومن ثم شتاء عاصف ..مرعب...

نعم لقد انقضى الربيع وجاء الصيف الحارق ...... وحاول الخريف ان يهدم وينزع كل شئ جميل كان بتلك الوردة مستغلاً عدم مقدرة ذلك النور الوصول اليها......
لكنها صمدت وقاومت وتحدت الصعاب .. وكل الصعوبات ...... زاد عليها الضغط ...... وتغرزت بها الاشواك .. لكنها صبرت .. وباتت تناديه في كل ليالي الشتاء :
أين أنت يا نوري؟!
أين من كان يحميني ؟!
أين من كان يصونني ويرعاني؟!
وهي لا زالت تلمح طيف هذا النور يتغغلغل من بين الغيوم ...
تراه باحساسها دون ان يراه غيرها..
تناديه وتناجيه مع كل عاصفة لتستنجد به .. وهي واثقة ومقتنعة أن السحاب سينقشع يوما ً ما ...ليعود النور اليها ليحميها ...
فالرياح العاصفة التي جلبت السحاب وحجبت هذا النور عنها .. هي نفسها التي ستطرد هذا السحاب بعيدا ً عنها .. ليعود النور اليها من جديد......
هذا النور لم ينقطع عنها ابداً ..ولم تنقطع عنه ابداً أبداً ...
وانما الظروف التي بينهما هي التي ابعدته ... وسوف يعود .. سيعود مجددا ً ... فكما اذهب الصيف الربيع...
سيذهب الربيع الشتاء العاصف......
وسيعود النور الخجول المختبئ الآن بين السحب ...... سيعود ليرمي ببريق نوره على تلك الوردة ويرعاها ......ويحميها من كل الاشواك .....
سيحميها من نار الصيف الحارقة ومن برد الشتاء القارص......
وستبقى هي بانتظاره متأملة مهما واجهتها الصعوبات وتحملت من اجله العناء......