المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زيتنـــا أحمـــر



بسام نزال
09/01/2007, 01:16 PM
زيتنا أحمر

بقلم : خالد منصور*

في محاولة من مندوب التسويق في الاغاثة الزراعية الفلسطينية لاقناع بعض تجار العرب لشراء الزيت الفلسطيني ، واثناء مواجهة ذلك المندوب العقبة تلو العقبة ، في إقناع أولئك التجار بشراء كميات وافرة من زيتنا بسعر معقول ، يساوي الجهد العظيم الذي يبذله فلاحنا في رعاية هذه الشجرة المباركة وحمايتها من غول المستوطنين وعسف جيش الاحتلال ، ويعادل الثمن الباهظ الذي يدفعه من دمه وعرقه ومن أعصابه لقطف هذا الزيتون وجمعه وعصره ..

وبعد أن رأى ذلك المندوب المسكين عدم تأثرهم بكل شروحاته ، وحتى مناشداته لهم لاعتبار شرائهم لزيتنا الفلسطيني كجزء من تضامنهم معنا كاخوة لهم في العروبة والإسلام ، نكابد الويلات ونواجه الأهوال والمحن ، ونصبر ونقاوم ، ونصمد في وجه عدو العرب والمسلمين أجمعين ..

وبعد أن رأى إصرارهم على التعامل مع الموضوع كله بلغة الصفقات التجارية المجردة وبمعادلة الربح والخسارة ..

عندها تفتقت عبقرية هذا المندوب الفلسطيني سفير شعب الجبارين عن حيلة ، حاول من خلالها التأثير على عقول وقلوب هؤلاء التجار الباردة الصماء ، فقال لهم : ألم تلاحظوا أن هناك فرق كبير بين لون زيتنا الفلسطيني ولون كل الزيوت المنتجة في باقي البلدان .؟؟ ألم تلاحظوا أن لون زيتنا غامق وثقيل جدا بالقياس بتلك الزيوت ..؟؟ ألم تلاحظوا أن زيتنا أحمر ….!!؟؟

فدهش التجار كثيرا ، وقالوا له وكيف ذلك ..؟؟

فأجابهم : إن زيتوننا مروي بدماء الشهداء .. وانه لكثرة الدم المراق على أرضنا ، فان جذور أشجار الزيتون تمتصه ممزوجا بالماء ، ويصعد مع العصارة إلى العروق والأوراق ، ليتم إفرازه مع الزيت من جديد في داخل حبات الزيتون ....

لكن الحيلة لم تنطلي على التجار وهزوا رؤوسهم ، واستمروا على مواقفهم الرافضة شراء الزيت الفلسطيني بادعاء أن سعره مرتفع .


من الطبيعي لغير الفلسطينيين اعتبار الحديث عن تغير لون زيتنا من الأصفر إلى الأحمر مبالغة يرفضها العقل .. ومن المؤكد أن مندوب التسويق في الإغاثة الزراعية كان يدرك أن حيلته لن تمر ولن يجري تصديقها من قبل هؤلاء التجار ، أو من غيرهم من المشغولين بأنفسهم وبحياتهم اليومية ، والذين تراجع إحساسهم العميق بالاخوة العربية وبالتضامن العربي ، الذين لم يعيشوا التجربة الفلسطينية ولم يمروا بنفس الظروف ..

كيف يصدقون وهم لا يعرفون إلا ما تنقله لهم بعض الفضائيات ، من نتف عن أخبار هذا الشعب الصابر الصامد ، الذي يتعرض لحرب إبادة حقيقية منذ عقود من السنين ، كان وما زال يسقط فيها الشهداء يوميا بالعشرات ، وان دماء هؤلاء الشهداء الطاهرة الزكية لو تجمعت لسالت كالأنهار ، حيث يمكن القول - وهذا حقيقي وغير مبالغ فيه - أن كل شبر من أرضنا شهد سقوط شهيد أو اكثر .. وان ترابنا لو تم تحليله في المختبرات لظهر اختلاطه الواضح بالدماء .
ولكننا نحن الفلسطينيون نصدق ذلك ، ونجزم بأنه سيأتي يوم يتحول فيه لون زيتنا ولون كل نباتاتنا إلى الأحمر ، من كثرة الدماء التي تسيل على أرضنا ، والتي ويجري امتصاصها مع الماء من قبل جذور كل النباتات .. فكم من شهيد سقط في كروم الزيتون .. وكم من فلاح سقط وهو يحتضن أشجار زيتونه ويدافع عنها كي لا تدمرها الجرافات الإسرائيلية .. وكم من مزارع طارده المستوطنين في أرضه وفي كرومه أثناء موسم القطاف ، وقتلوه بدم بارد ، وسلبوا منه أدوات القطاف من ( جدادات وسلالم وشوادر ) واستولوا على ما كان قد جمعه من محصول .. كم من قرية مثل بيت فوريك وحوارة وسلفيت وبورين بل وعشرات ومئات القرى ، التي تحرم سنويا من قطف كروم زيتونها المجاورة للمستوطنات ، ويتحول موسم القطاف بها إلى موسم للنضال والتحدي وموسم للشهادة ..

هل سمع أحد في العالم بقصة الزلموط ذلك الفلاح الفوريكي ذو الثمانين من العمر الذي تربص له مستوطنو ايتمار وطاردوه في حقل زيتونه كما يطارد الصيادون الفرائس في الغابات ، وعندما حاصروه انهالوا عليه بالضرب وبالرجم حتى هشموا وسحقوا جمجمته ..


نعم إن شجرة الزيتون مباركة ، ولكنها في بلادنا مباركة اكثر ، وهي رمز عروبة هذه الأرض ، ورمز من رموز التحدي للغاصبين الصهاينة ، ولذلك هي دائما مستهدفة ، فيتم قطعها من قبل المستوطنين ، وتدميرها بجرافات جيش الاحتلال ، والأخطر من ذلك هو تلك القوانين والقرارات الظالمة ، التي أخذت تصدرها سلطات الاحتلال سنويا ، وتحدد فيها أوقات دخول الفلاحين إلى أراضيهم المجاورة للمستوطنات والطرق الالتفافية ، وتسمح لهم في هذه الأوقات - والتي لا تتعدى بضعة أيام - بالقيام بعملية قطف الزيتون .. وهي القرارات التي ينظر إليها الفلسطينيون على أنها مقدمة لمصادرة تلك الأراضي ، فيخرقوها ويخاطروا بأرواحهم ويدخلوا أراضيهم في غير تلك الأوقات - كشكل من أشكال التحدي والرفض للقرارات الصهيونية .
فبوركت أيادي هؤلاء الفلاحين الجبابرة ، وبوركت أيضا سواعد المتطوعين من الأصدقاء الأجانب ، الذين يحافظون على تقليد سنوي ، يأتون فيه إلى بلادنا ويتحملوا المعاناة معنا ، ويعرضوا أنفسهم في أحيان كثيرة للتنكيل وحتى للقتل ، ليساعدونا في قطف زيتوننا ، وخصوصا في مناطق الخطر المحاذية للمستوطنات ، ومعسكرات الجيش الإسرائيلي والطرق الالتفافية ..


وبوركت كل الجهود الرامية لتسويق زيتنا الفلسطيني في الخارج ، والتي ما من شك في أنها جهود تعزز صمود فلاحينا في أراضيهم ، وتحفظ لهم ثمرة تعبهم ، وتجعل للأرض قيمة اقتصادية إلى جانب قيمتها الوطنية السامية .


* خالد منصور /كاتب فلسطيني /
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب - مخيم الفارعة – نابلس – فلسطين
نشرت هذه المقالة بتاريخ : 15/10/2004



--------------------------------------------------


زيتوننا ... الحبة تسوى بلاد !
http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/607462image.jpeg

الحبة تسوى بلاد!!!


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/567169image.jpeg

!! زيتوننا !!


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/239115image.jpeg


!!! قطوفه الرائعة !!!


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/827image.jpeg


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/21image.jpeg

تحت أشعّة الشمس.. يتلألأ


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/404890image.jpeg


زيتوننا



http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/915879image.jpeg

http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/460image.jpeg

زيت الخراج الرائع : .. يُدق الزيتون ها هُنا.. لينزفَ عصيراً عذباً شهيّاً.. وبلَونِ الذهب!!!1


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/32394image.jpeg


-------------------------------------------------------
http://www.ourintifada.com/feda01.jpg

منقول من المجموعات البريدية

بسام نزال
09/01/2007, 01:18 PM
نور الله في المصباح

خلاصة الزيتون.. زيتٌ لذيذٌ وملئٌ بالفوائدِ.. تطيبُ به الأطعمة !!1


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/77image.jpeg
هبة الله للإنسان


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/604image.jpeg


عصير الزيتون الشّهيّ



http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/839image.jpeg



سبع زيتونات.. يَعْدِلْنَ بيضةً واحدة.. بقيمتها الغذائية


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/61image.jpeg


تصنيع منزلي

http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/238426image.jpeg

للتّزيين


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/799627image.jpeg


الله يطرح البرَكَة


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/892184image.jpeg


كروم الزيتون

هي الشجرة الحبيبة والمباركة


http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/95170image.jpeg


وكرمُنا الغالي في فلسطيننا الحبيبة.. ولكن..!!!1

http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/22image.jpeg



هكذا فَعَلَتْ بها اليدُ السّوداء.. كما استشهد الكثير من ابناء شعبنا.. على يد القطعان الضّالة.. وذنبهم كان:1

فرحتهم بقطف الزويتون من كرومهم.. والتي كم سقوها من عرقهم وجهدهم.. ثمَّ......1

يزيدونها من دمائهم رَيَّانا...!!

http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/waraqaton/images/239image.jpeg

لتنموا تحت أقدامها... شقائق النُّعمان

محمد حسن يوسف
09/01/2007, 01:34 PM
الأخ الكريم بسام
بارك الله في زيتونكم وأعاد الله لكم أرضكم وطرد منها عدوكم ... اللهم آمين

غالب ياسين
09/01/2007, 01:39 PM
جزاك الله كل خير سيدي الفاضل اخي بسام نزال
رجعتنا لايام زمان بهذه الصور الجميله المعبره
دعوة إلى دعم القطاع الزراعي وشراء زيت الزيتون المنتج محلياً


نابلس -وفا- دعا المهندس فارس الجابي، خبير الزيتون الفلسطيني، امس، الدول العربية والدول الصديقة غير المنتجة لزيت الزيتون، إلى دعم القطاع الزراعي المدمر في فلسطين، وذلك من خلال إعطاء الأولوية لشراء زيت الزيتون الفلسطيني.
وأوضح الجابي، في تصريح صحفي، أن منتج زيت الزيتون يعتبر أحد ركائز الاقتصاد الوطني الفلسطيني الرئيسة.
وأشار الجابي، إلى أنه يعتاش من هذا المنتج أكثر من 150 ألف عائلة، بالإضافة إلى أن هذا الفرع الزراعي الهام يستوعب سنوياً ما يقارب الأربعة ملايين يوم عمل، وتستثمر في هذا الفرع أيضاً ما يزيد عن 100 مليون دولار في معاصر الزيت ومصانع تعبئة الزيت وصناعة الجفت والخشب.
وأكد الجابي، على أن شراء الزيت الفلسطيني من قبل الدول العربية والصديقة غير المنتجة للزيت، يساهم في كسر الحصار المفروض علينا، خاصة وأن الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة هذا العام ستؤثر بشكل سلبي حاد على القطاع الزراعي، وأن الخروج من مأزق الحصار المالي يمكن أن يتأتى من خلال شراء المنتوج الفلسطيني كحل جزئي.
وحذر الجابي، من أن الفائض الكبير المتوقع في زيت الزيتون هذا الموسم سيؤدي إلى تدهور الأسعار وتدمير الاقتصاد والمزارعين، إذا لم يتم التدخل لحل هذه المشكلة.
ونوه إلى أن هناك ضعفاً في عملية الترويج للزيت الفلسطيني في الأسواق العالمية والمحلية، كما أن هناك ضعفاً في ثقافة المستهلك في العديد من الدول العربية غير المنتجة للزيت حول زيت الزيتون، والفرق بين الزيت البكر والزيت المكرر وفوائد زيت الزيتون، موضحاً أن زيت الزيتون المكرر الذي يسوق في دول الخليج لا توجد له فائدة علاجية، بينما توجد مثل هذه الفوائد العلاجية والشفائية في زيت الزيتون البكر فقط.
وأفاد الجابي، بأن زيت الزيتون الفلسطيني له قدرة أكبر في حماية الجسم من أمراض القلب والسرطان، نتيجة احتوائه على كمية أكبر من المواد المضادة للأكسدة بفضل أصناف الزيتون المنتج منها هذا الزيت، وطريقة التعامل مع الثمار بعد القطف، وكذلك للبركة التي حباها الله سبحانه وتعالى لأرض فلسطين، فالبركة في الأرض وفي كل ما يخرج منها.
وركز الجابي، على ضرورة رفع معدل استهلاك الفرد من زيت الزيتون في الأسواق المحلية، للحفاظ على صحة جيدة ودعماً للاقتصاد، حيث يوصي خبراء التغذية بأن لا تقل كمية الزيت المستهلك سنوياً من قبل الفرد عن 10% من وزنه، أي ما يقارب 7- 8 كغم للشخص البالغ سنوياً، بينما انخفض معدل استهلاك زيت الزيتون في الأراضي الفلسطينية في السنوات الأخيرة إلى حوالي 4 كغم، وهذا بسبب ضعف القوة الشرائية للمستهلك نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تسود فلسطين.
وذكر، أن معدل استهلاك الفرد لزيت الزيتون في معظم دول العالم المنتجة وغير المنتجة للزيت، قد ارتفع بشكل كبير نتيجة وعي هذا المستهلك لفوائد زيت الزيتون، فالولايات الأمريكية أصبحت تستهلك أكثر من 200 ألف طن زيت زيتون سنوياً لوحدها، بعد أن كانت هذه الولايات تستهلك عشرات آلاف الأطنان فقط كل عام.
يذكر، أن محصول الزيتون يساهم بما مقداره 140 مليون دولار في السنة الجيدة وبالأسعار الحالية من الدخل الزراعي.

غالب ياسين
09/01/2007, 01:42 PM
وبحسب التحليلات من قبل العديد من الخبراء ، فان منتج زيت الزيتون الفلسطيني يتميز بأنه عالي الجودة ومن أفضل المنتجات في العالم ، داعيا المزارعين والتجار إلى عدم التخوف من انخفاض سعره .
وكانت تقارير زراعية ، قد أوضحت بان زراعة الزيتون في فلسطين حققت العام أرقاما قياسية ، حيث بلغ إجمالي الأشجار المزروعة نحو 11 مليون شجرة في هذا العام ، مؤكدة في الوقت ذاته ، بان إنتاج زيت الزيتون لهذا العام يعتبر إنتاج "سنة ماسية" ، على حد وصفها.

غالب ياسين
09/01/2007, 01:45 PM
نحو تنظيم حملة وطنية

لجعل موسم الزيتون آمناً وطنياً وزراعياً





َشكّل الزيتون ولا زال عاملا هاما في الاقتصاد والحضارة الوطنية الفلسطينية، وساهم محصول الزيتون بشكل مميز في رفع مستوى مساهمة الزراعة بشكل عام في الموارد الأقتصادية الذاتية للشعب الفلسطيني. وأمام كل الحروب التي مرت بها أرض فلسطين، وكذلك تعرضها للأحتلال الأجنبي لأكثر من مرة عبر تاريخها الطويل، الا أن شجر الزيتون المبارك صمد وجذّر نفسه على جبال وتلال فلسطين. فشجرة الزيتون تتميز بقدرة صمود غير اعتيادية، بحيث لم تستطع ضربات الطبيعة وسنوات المحل أو اهمال العناية بها أن تضرها. ناهيك عن قدرة الزيتون على التجدد الذاتي وحماية نفسه من الانقراض، ولا غرابة في ذلك فالزيتون شجرة مباركة من الله تعالى، وهي التي ورد ذكرها أيضا كرمز للسلام والطمأنينة في الكتب السماوية. وما زالت تتوالى الاكتشافات العلمية الطبية التي تؤكد أهمية زيت الزيتون لصحة الانسان وقيمته الغذائية الكبيرة، فهو أفخر الزيوت النباتية ويشهد سعره على ذلك الذي يبلغ ضعف أو أكثر سعر أي زيت نباتي آخر. وفي معرض دولي للغذاء أقيم في باريس عام 1982 علق الشعار "زيت الزيتون هو صديق لصحتك" وفي العام 1984 تبين نتيجة لأبحاث طويلة أن معدل الوفيات الناتجة عن أمراض أجهزة الدم تقل كلما زاد معدل استهلاك زيت الزيتون. ولا بد من التذكير هنا أن استعمال الزيتون لا يقتصر في بلادنا على ناتجه من الزيت، فأيضا تصنع من خشبه التحف كتذكارات من الأراضي المقدسة، اضافة الى أهمية زيته في صناعة الصابون المعروف بجودته العالية .

كما يبدو أن الاحتلال الاسرائيلي أدرك كل هذه النعم التي حباها الله للأرض المقدسة "فلسطين" ولأهلها، فكان الاحتلال الأول الذي يحارب هذه الشجرة ويعتدي عليها غير آبه بما جاء في التوراة عن قيمتها الدينية وبركتها . وما زال هذا الاحتلال يعتدي بشكل يومي على هذه الشجرة ويقلعها بجرافاته العاتية، ويدوس ثمرها المبارك، ويحرق المستوطنون أغصانها رمز السلام وعلامته، معبرين بذلك عن معاداتهم لكل ما هو سلام وطمأنينة. وتخسر حقول الزيتون الفلسطينية يوميا أشجار الزيتون التي يزيد عمرها أحيانا عن ألف سنة وكل ذلك بذريعة الأمن أو توسيع المستوطنات أو اقامة الجدار الواقي. ولم تثن كل هذه الممارسات المزارع الفلسطيني عن الأستمرار في زراعة هذه الشجرة والاهتمام بها ورعايتها وتعهدها حتى تبقى بركة هذه الشجرة في هذه الأرض المباركة والمقدسة.

ولكن الاعتداء على المزارع الفلسطيني وأهله وعماله كان الحلقة الثانية في ممارسات الاحتلال وجيشه ومستوطنيه، فقد أسفرت الاعتداءات على المزارعين في مواسم الزيتون السابقة عن سقوط الشهداء والجرحى من المزارعين وعائلاتهم، وكان لذلك أسوأ نتيجة بحيث اضطر الكثير من المزارعين الى ترك المحصول السنوي الذي طالما انتظروه ولم يستطيعوا جمعه خشية على حياتهم وحياة أطفالهم وأبناء عائلاتهم.

ومع دخول الأنتفاضة عامها الثالث، يقترب موعد موسم قطف الزيتون الذي يتميز هذا العام بجودته كما ونوعا . ولا بد من مؤازرة المزارع الفلسطيني ومساعدته في الوصول الى أرضه والى تأمين حياته أثناء العمل في الحقل من خطر الجيش الأسرائيلي والمستوطنين، ليتسنى للأسرة الفلسطينية التي تعاني من وضع اقتصادي خانق وغاية في التردي وعدم قدرتها على تلبية الأحتياجات الأساسية للعائلة استثمار الموسم الحالي بالشكل الأفضل والآمن. ويقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والحملة الشعبية الدولية واللجان النسائية والشبابية دور هام في التنسيق وتنظيم حملة وطنية لجني ثمار الزيتون وتأمين وصول المزارع وأهله لأرضه ونقل محصوله وكذلك توفير الحماية له أثناء العمل.وعلينا أن ننظر للاشتراك بفاعلية في هذه الحملة تأكيدا على الانتماء الوطني وترسيخا لمقاومة الاحتلال. ومن الضروري والمفيد أن يتم التنسيق مع الوزارات المعنية وخاصة وزارة التربية والتعليم العالي ووازرة الزراعة ووزارة الشباب والرياضة لتوسيع دائرة المشاركة الشعبية في مثل هذه الحملة والاستفادة من التجمع - العمل على شكل جماعات - فهو الوسيلة الفطرية للحماية ومنع الاعتداء وكذلك تقليل الوقت اللازم لجني المحصول. وفي هذا السياق لا بد أن تنشط الحملات التطوعية الشعبية وتنظيمها وتوجيهها خاصة في المناطق التي تعتبر أكثر خطورة من غيرها وسبق وأن تعرض المزارعون فيها للاعتداء واستشهد وجرح فيها بعض المزارعين أو أحد أفراد عائلاتهم. على أمل أن يصار الى الاعلان عن حملة وطنية لقطف موسم الزيتون الحالي، أرجو أن أذكر بأهم النصائح الهامة التي يجب اتباعها في عملية القطف وجني المحصول للحصول على أفضل النتائج من ناحية الكمية والنوعية . اول ما يجب الحديث عنه هو موعد بدء القطف الذي حددته وزارة الزراعة الفلسطينية حسب المناطق المختلفة في فلسطين بمواعيد تبدأ بعد العاشر من تشرين أول "أكتوبر" مع ملاحظة ضرورة التأخير عن هذا الموعد في المناطق الوسطى والجنوبية من فلسطين. ويمكن الاستدلال على نضج الثمر من مظهره الخارجي ولونه، فالزيتون للكبيس يُنصح بقطفه عندما يكتمل حجم الثمار ويتغير لونها من الأخضر الى الأخضر الفاتح، أما القطف للعصر والحصول على الزيت فمن الأفضل أن ُيقطف بعد أن يتلون الثمر بنسبة عالية -60% من الثمر _ باللون الأسود.

وللحصول على زيت ذي جودة عالية وصالح للخزين من الضروري الاهتمام بالملاحظات التالية :

· جمع الثمار الساقطة على الأرض والمصابة وعصرها لوحدها مبكرا، وعدم خزن الزيت الناتج منها بل استهلاكه مباشرة.

· تنظيف الثمار من كل العوالق كالأوراق والقش ، واستعمال المفارش منعا لحدوث الرضوض والخدوش عند سقوط الثمار على الأرض أثناء عملية القطف.

· يجب تجميع الثمار بصناديق أو أكياس ذات تهوية جيدة ، ومن الأفضل تقليل وقت التخزين في هذه الأوعية والاسراع في عملية العصر.

· عدم استعمال العصي للقطف لما لذلك من أضرار جسيمة على الأشجار والمواسم القادمة ويستحسن استعمال السلالم الآمنة أو الآلات نصف الآلية ان توفرت.

· التقليم أثناء القطف مفيد جدا، وهو من أهم العمليات الزراعية في حقول الزيتون ويمكن من خلال التقليم التحكم بالمنتوج وحجم الثمار والوقاية من الآفات الزراعية وزيادة القدرة الانتاجية، ويدعم ذلك القول الدارج " من يقلم الزيتون يجبره على عمل المنتوج " وللتقليم أهداف في الحفاظ على التوازن بين النمو الخضري – هيكل الشجرة – وشبكة الجذور، وكذلك منع العلو غير المناسب والذي يجعل القطف صعبا وللتقليم أهمية في التهوية ودخول الضوء . ويجب القيام بالتقليم دون ايذاء جسم الشجرة وعدم الاقتراب أكثر من اللازم للقاعدة، ويستحسن التقليم كل سنتين.

· لتخزين الزيت أهمية بالغة في المحافظة على جودته ومذاقه ومظهره، وتعتبر أواني الزجاج المعتمة هي الأفضل للحفظ ويليها أواني البلاستيك. ويجب أن تتم عملية الحفظ في مكان بارد وجاف ومن الضروري أن ُتعبأ الأواني بشكل كامل لعدم ترك كمية هواء منعاً للتفاعلات غير المحبذة.

واخيرا لا ضيم أن نستنهض كل القوى الجماهيرية والشعبية والحركات الطلابية والعمالية للمشاركة في حملة وطنية مميزة للمساعدة في جني ثمار الزيتون والعمل بكل السبل على حماية المزارع الفلسطيني في حقله وكذلك حماية أشجار وحقول الزيتون من الاعتداءات الأسرائيلية وضرورة اعادة تشجير ما نالت منه أيديهم الآثمة. ونحن في جمعية الحياة البرية في فلسطين سنبادر الى المساهمة في هذه الحملة من خلال شبكة أندية حماية الطبيعة في المدارس وبمشاركة أعضاء الجمعية كل في موقعه وحسب قدرته ونرحب بكل من يود التنسيق في هذا الصدد لبلوغ الهدف المنشود.
http://www.wildlife-pal.org/ArticleaAra1.htm

غالب ياسين
09/01/2007, 01:51 PM
زيــت الزيتــون أسـرار وإعجــاز

--------------------------------------------------------------------------------

لأول مرة في التاريخ اجتمع ستة عشر من أشهر علماء الطب في العالم في مدينة روما في الحادي والعشرين من شهر أبريل عام 1997 م ليصدروا توصياتهم وقراراتهم الموحدة حول موضوع ( زيت الزيتون و غذاء حوض البحر المتوسط‎ ) .

وأصدر هؤلاء العلماء توصياتهم في بيان شمل أكثر من ثلاثين صفحة استعرضوا فيها أحدث الأبحاث العلمية في مجال زيت الزيتون وغذاء حوض البحر المتوسط .ونقتبس هنا بعضا مما جاء في تلك التوصيات والقرارات،إضافة إلى أحدث الأبحاث العلمية.

وأكدوا في بيانهم أن تناول زيت الزيتون يسهم في الوقاية من مرض شرايين القلب التاجية وارتفاع كولسترول الدم ، وارتفاع ضغط الدم ، ومرض السكر ،والبدانة ، كما أنه يقي من بعض السرطانات .

فحتى عام 1986 لم يأبه أحد من الباحثين الأمريكيين والأوروبيين بزيت الزيتون ، وما أن طلع علينا الدكتور غرندي في دراسته التي ظهرت عام 1985 ، والتي أثبت فيها أن زيت الزيتون يخفض كولسترول الدم حتى توالت الدراسات والأبحاث تركز اهتمامها حول فوائد زيت الزيتون ، وتستكشف يوما بعد يوم المزيد من أسرار هذا الزيت المبارك الذي أتى من شجرة مباركة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ‎" صحيح الجامع الصغير 4498

وكيف لا تكون الشجرة مباركة ، وقد أقسم الله تعالى بها أو بأرضها - على اختلاف بين المفسرين - في قوله تعالى :

" والتين والزيتون ‎* وطور سينين ‎"

وكيف لا تكون مباركة ، وقد شبه الله تعالى نوره بالنور الصادر عن زيتها حين قال :

" يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية‎ "

فالشجرة مباركة .. والزيت مبارك .. ولكن كثيرا من الناس عنه غافلون .

فزيت الزيتون هبة السماء للإنسان . عرف القدماء بعضا من فوائده ، وأدرك الطب الحديث - منذ سنوات معدودات - بعضا آخر منها .

عرفنا حديثا أن زيت الزيتون يقي من مرض العصر .. جلطة القلب ، ويؤخر من تصلب الشرايين. وتلاشت الأسطورة التي كانت تقول أن زيت الزيتون يزيد كولسترول الدم ، ذلك الشبح الذي يقض مضاجع الكثيرين . وتبين للعلم الحديث أن زيت الزيتون عدو للكولسترول ، يحاربه أنى كان في جسم الإنسان .

والحقيقة أن الأمريكان يغبطون سكان حوض البحر الأبيض المتوسط على غذائهم ، فهم يعرفون أن مرض شرايين القلب التاجية أقل حدوثا في إيطاليا وأسبانيا وما جاورهما مما هو عليه في شمال أوروبا والولايات المتحدة . ويعزو الباحثون ذلك إلى كثرة استهلاك زيت الزيتون عند سكان حوض البحر المتوسط ، واعتمادهم عليه كمصدر أساسي للدهون في طعامهم بدلا من السمنة ( المرجرين ) والزبدة وأشباهها .

يقول كتاب ‎Heart Owner Handbook الذي أصدره معهد تكساس لأمراض القلب حديثا : "إن المجتمعات التي تستخدم الدهون اللامشبعة الوحيدة (وأشهرها زيت الزيتون) في غذائها كمصدر أساسي للدهون تتميز بقلة حدوث مرض شرايين القلب التاجية ، فزيت الزيتون عند سكان اليونان وإيطاليا وإسبانيا يشكل المصدر الأساسي للدهون في غذائهم ، وهم يتميزون بأنهم الأقل تعرضا لمرض شرايين القلب وسرطان الثدي في العالم أجمع . وليس هذا فحسب ، بل إن الأمريكيين الذين يحذون حذو هؤلاء يقل عندهم حدوث مرض شرايين القلب‎" .

زيت الزيتون .. و‎ الكولسترول :

من المعروف أن سكان جزيرة كريت هم من أقل الناس إصابة بمرض شرايين القلب التاجية في العالم ، و من المعروف أن معظم الدهون التي يتناولونها في طعامهم مصدرها زيت الزيتون الذي ثبت أنه يقلل من معدل الكوليسترول الضار في الدم ، و بالتالي يقي من تصلب الشرايين ومرض شرايين القلب التاجية.

ومن المعروف أن أكسدة الكولسترول الضار أمر مهم في إحداث تصلب الشرايين وتضيقها. وقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن زيت الزيتون يلعب دورا هاما في منع تلك العملية .. إضافة إلى أن زيت الزيتون يلعب دورا مضادا للأكسدة أيضا ، حيث أن زيت الزيتون يحتوي على فيتامين ‎E المعروف بدوره المضاد للأكسدة ،كما يحتوي على مركبات البولي فينول ، ومن ثم يمكن أن يقي من حدوث تصلب الشرايين‎.

وتعزى الفوائد الصحية لزيت الزيتون إلى غناه بالأحماض الدهنية اللامشبعة الوحيدة ، وإلى غناه بمضادات الأكسدة . وقد أكدت الدراسات العملية بما لا يدع مجالا للشك أن زيت الزيتون يخفض مستوى الكولسترول الكلي والكولسترول الضار ، دون أن يؤثر سلبا على الكولسترول المفيد‎.

وليس هذا فحسب ، بل إن دراسة حديثة نشرت في مجلة ‎Atherosclerosis عام 1995 أكدت على أهمية تناول زيت الزيتون البكر الممتاز‎oil Extra Virgin ، وهو زيت العصرة الأولى ، وقد وجد الباحثون أن زيت الزيتون البكر يحتوي على كمية جيدة من مركبات البولي فينول ‎Polyphenolic Compounds التي تمنع التأكسد الذاتي للزيت ، وتحافظ على ثباته . كما وجد هؤلاء الباحثون أن هذه المركبات تمنع أكسدة الكولسترول الضار‎ LDL في أنابيب الاختبار ، وبالتالي يمكن لها أن تقي من حدوث تصلب الشرايين ، وتلعب دورا هاما في وقاية الجسم من خطر المركبات السامة للخلايا مثل " البيروكسايدز‎" Lipid Peroxides وغيرها من المواد الضارة‎ .

وأكدت هذه المعطيات دراسة أخرى نشرت في شهر فبراير 1996 في مجلة ‎Atherosclerosis.

هل لزيت الزيتون تأثير على تجلط الدم ؟

و لكن السؤال هل هناك أيضاً تأثير آخر لزيت الزيتون يمارس عن طريقة فوائده في الوقاية من تصلب الشرايين ؟

ففي دراسة نشرت في شهر ديسمبر عام 1999 في مجلة ( ‎Am J clin Nutr ) ، أظهر الباحثون أن الغذاء الغني بزيت الزيتون ربما يضعف التأثير السيء للدهون المتناولة في الطعام على تجلط الدم ، وبالتالي ربما يقلل من حدوث مرض شرايين القلب التاجية .

زيت الزيتون .. ومعدل الوفيات :

وقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة اللانست الشهيرة في 20 ديسمبر 1999 أن معدل الوفيات في أفقر بلد في أوروبا ألا وهي ألبانيا المسلمة تمتاز بانخفاض معدل الوفيات فيها ، فمعدل الوفيات في ألبانيا عند الذكور كان 41 شخصا من كل 100.000شخص ، وهو نصف ما هو عليه الحال في بريطانيا .

ويعزو الباحثون سبب تعمير الناس في ألبانيا ذات الدخل المحدود جدا إلى نمط الغذاء عند الألبانيين ، وقلة تناولهم للحوم ومنتجات الحليب ، وكثرة تناولهم للفواكه والخضار والنشويات وزيت الزيتون . فقد كان أقل معدلات الوفيات في الجنوب الغربي من ألبانيا في المكان الذي كانت فيه أعلى نسبة لاستهلاك زيت الزيتون والفواكه والخضراوات .

الغذاء الغني بزيت الزيتون ينقص من جرعات أدوية ضغط الدم :

ففي بحث قام به الدكتور ألدو فرارا في جامعة نابولي الإيطالية ونشر في

مجلة‎ Archives of Internal Medicine

بتاريخ 27 مارس 2000 تمت دراسة 23 مريضا مصابا بارتفاع ضغط الدم بمعدل يقل عن 104 / 165 ملم زئبقي ويتناولون أدوية لارتفاع ضغط الدم. وضع النصف‎ الأول من المرضى على غذاء غني بزيت الزيتون البكر ، أما المجموعة الأخرى فوضعت على غذاء غني بزيت دوار الشمس‎ Sun flower oil وبعد ستة أشهر ، عُكس نمط الغذاء بين المجموعتين لستة أشهر أخرى . وأظهرت نتائج الدراسة انخفاض ضغط الدم بمقدار 7 نقاط عند الذين تناولوا زيت الزيتون ، في حين لم يحدث أي انخفاض في المجموعة الأخرى . وقد استطاع المرضى الذين كانوا يتناولون الغذاء الغني بزيت الزيتون خفض جرعات أدوية ضغط الدم إلى النصف ، وذلك تحت إشراف الأطباء بالطبع ، كما أن ثمانية من المرضى المصابين بارتفاع خفيف في ضغط الدم لم يعودوا بحاجة إلى الدواء خلال تلك الدراسة ، في حين لم يحدث أي تغير يذكر في جرعات الدواء عند المرضى الذين كان غذاؤهم غنيا بزيت دوار الشمس . ولا بد من التنبيه إلى ضرورة الالتزام بإرشادات الطبيب ، فلا ينبغي أن يفهم من هذا أن باستطاعة المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم تناول زيت الزيتون وإيقاف أدويتهم ، فهذا أمر في غاية الأهمية ، ولا بد من المراقبة الدورية من قبل الطبيب‎ .

زيت الزيتون .. والسرطان‎ :

يعتبر السرطان مسؤولا عن خمس الوفيات في البلدان الأوروبية ، ولكن الغريب في الأمر أن هناك اختلافات واضحة في معدلات الوفيات من السرطان بين الدول الشمالية والغربية من أوروبا ، وبين دولها الجنوبية المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط ، وهناك أدلة قوية إلى أن هذا الاختلاف منشؤه - إلى حد كبير - نوعية الغذاء المتناول .

ويعزو الباحثون سبب انخفاض معدل الوفيات من السرطانات في حوض البحر الأبيض المتوسط إلى غذاء سكان هذه البلاد الذي يشتمل على زيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون ، وعلى الخضراوات والفواكه والبقول .

ما هو دور زيت الزيتون في الوقاية من السرطان ؟

أظهر العديد من الدراسات الوبائية أن هناك تناسبا عكسيا بين زيت الزيتون وبين حدوث عدد من السرطانات . وأكثر تلك الدراسات تؤكد العلاقة الوثيقة بين تناول زيت الزيتون وانخفاض معدل حدوث سرطان الثدي والمعدة . وليس هذا فحسب ، بل إن عددا آخر من الدراسات العلمية يوحي - كما يقول البروفيسور آسمان رئيس معهد أبحاث تصلب الشرايين في جامعة مونستر بألمانيا ، وهو من أبرز الباحثين في العالم في مجال تصلب الشرايين - بأن تناول زيت الزيتون يمكن أن يقي من عدد آخر من السرطانات ، ومنها سرطان القولون ، وسرطان الرحم ، وسرطان المبيض ، على الرغم من أن عدد هذه الدراسات مازال صغيرا .

زيت الزيتون .. وسرطان الثدي :

شاءت إرادة الله تعالى أن يختص النساء ببعض من بركات هذا الزيت المبارك ، فتوالت الدراسات العلمية في السنوات القليلة الماضية تشير إلى أن زيت الزيتون يقي من سرطان الثدي ، ومن سرطان الرحم .

فقد أكدت دراسة نشرت في شهر نوفمبر 1995 ، وأجريت على 2564 امرأة مصابة بسرطان الثدي أن هناك علاقة عكسية بين احتمال حدوث سرطان الثدي ، وبين تناول زيت الزيتون ، وأن الإكثار من زيت الزيتون ساهم في الوقاية من سرطان الثدي .

وأكدت دراسة نشرت في مجلة ‎Archives of Internal Medicine في عدد أغسطس 1998 أن تناول ملعقة طعام من زيت الزيتون يوميا يمكن أن تنقص من خطر حدوث سرطان الثدي بنسبة تصل إلى 45‎ % .

وقد اعتمدت هذه الدراسة على بحث نوعية الغذاء لدى أكثر من 60.000 امرأة ما بين سن الأربعين والسادسة والسبعين من العمر ، وبعد ثلاث سنوات وجد الباحثون أن النساء اللواتي لم يصبن بسرطان الثدي كن يتناولن كميات وافرة من زيت الزيتون في طعامهن . ويقول الباحثون أن زيت الزيتون يعتبر الآن أحد أهم العوامل التي تقي من سرطان الثدي ، رغم أنه لا تعرف حتى الآن بدقة الآلية التي يمارس بها زيت الزيتون ذلك التأثير .

زيت الزيتون .. وسرطان الرحم‎ :

وأما عن سرطان الرحم ، فقد نشرت " المجلة البريطانية للسرطان " في شهر مايو 1996 دراسة أجريت على 145 امرأة يونانية مصابة بسرطان الرحم . قارن فيها الباحثون النسوة بـ 289 امرأة غير مصابة بالسرطان . فتبين للباحثين أن النساء اللواتي كن يكثرن من تناول زيت الزيتون كن أقل تعرضا للإصابة بسرطان الرحم . فقد انخفض احتمال حدوث هذا السرطان بنسبة وصلت إلى 26‎ % .

زيت الزيتون .. وسرطان المعدة :

أظهر عدد من الدراسات العلمية الحديثة أن تناول زيت الزيتون بانتظام يمكن أن يقلل من حدوث سرطان المعدة ، رغم أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات العلمية ..

زيت الزيتون .. وسرطان القولون :

هناك أيضا دراسات وبائية تشير إلى أن تناول الفواكه والخضراوات وزيت الزيتون تلعب دورا هاما في الوقاية من سرطان القولون .

زيت الزيتون .. وسرطان الجلد القتامي ‎Melanoma :

نشرت مجلة‎Dermatology Times في عددها الصادر في شهر آب أغسطس 2000 دراسة أشارت إلى أن الإدهان بزيت الزيتون موضعيا بعد السباحة والتعرض للشمس ، ربما يقي من حدوث سرطان الجلد القتامي‎ Melanoma .

ومن المعروف أن هذا النوع من السرطان ينتشر عند الغربيين من ذوي البشرة البيضاء الذين يتعرضون للشمس لفترات طويلة وخاصة عقب السباحة ، وذلك بسبب تأثير الأشعة فوق البنفسجية ، وقد أجريت هذه الدراسة في جامعة ‎Kobe اليابانية على الفئران. فقد عرّض الباحثون الفئران لضوء شمسي ثلاث مرات في الأسبوع ، ودهنت الفئران بزيت الزيتون لمدة خمس دقائق عقب كل جلسة ، وبعد 18 أسبوع تبين أن الأورام بدأت تظهر عند الفئران التي لم تدهن بزيت الزيتون . وتظل هذه الدراسة دراسة بدئية تحتاج إلى المزيد من الدراسات .والرسول عليه السلام يقول ‎: ( وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة‎ )

زيت الزيتون .. و قرحة المعدة‎:

قدم الدكتور " سموت " من جامعة " هاوارد " الأمريكية بحثاً في المؤتمر الأخير للجمعية الأمريكية لأمراض جهاز الهضم و الذي عقد في شهر أكتوبر 2000، أظهر البحث أن الزيوت غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت دوار الشمس وزيت السمك ، يمكن أن تمنع نمو جرثومة تدعى ‎Helicobacter Pylori في المعدة . و هذه الجرثومة مسؤولة عن العديد من حالات القرحة المعدية و عدد من حالات سرطان المعدة ، و أكد الدكتور " سموت " أن الغذاء الحاوي على هذه الزيوت ربما يكون له تأثير مفيد في الوقاية من سرطان المعدة ، و الإقلال من نكس القرحة المعدية‎ .

زيت الزيتون .. والإرضاع:

وأما ذلك المخلوق الجديد الذي خرج لتوه إلى هذه الحياة ، فإنه يتغذى بما تغذت به أمه . فإن هي أحسنت اختيار غذائها منحته مما اختارت الخير الكثير ، وأنشأته على الغذاء السليم .

ففي دراسة حديثة نشرت في شهر فبراير 1996 من جامعة برشلونة الإسبانية ، وأجريت على 40 مرضعا ، أخذت منهن عينات من حليب الثدي ، وجد الباحثون أن معظم الدهون الموجودة في حليب الثدي كانت من نوع " الدهون اللامشبعة الوحيدة " ‎Monounsaturated Fats . ويعتبر هذا النوع من الدهون بحق من أفضل الدهون التي ينبغي أن يتناولها الإنسان . وهو النوع الذي يشتهر به زيت الزيتون .

ويعزو الباحثون سبب تلك الظاهرة إلى كثرة تناول النساء في إسبانيا لزيت الزيتون .

زيت الزيتون .. والتهاب المفاصل نظير الرثوي ‎Rheumatoid arthritis :

التهاب المفاصل نظير الرثوي مرض تصاب فيه مفاصل اليدين والقدمين وغيرها.

وقد افترض العلماء وجود علاقة عكسية بين تناول بعض الأغذية وحدوث هذا المرض .فقد نشرت مجلة ‎Am J clin Nutr في عددها الصادر في شهر نوفمبر 1999 دراسة أجريت على 145 مريضا مصابا بداء المفاصل نظير الرثوي في جنوب اليونان ، وقورنت هذه المجموعة بـ 108 شخص سليم .

وأظهرت الدراسة أن تناول زيت الزيتون يمكن أن يسهم في الوقاية من حدوث هذا المرض فالذين يتناولون كميات قليلة جدا من زيت الزيتون في طعامهم كانوا أكثر عرضة للإصابة من أولئك الذين كان غذاؤهم غنيا بزيت الزيتون ، ويعزو الباحثون سبب ذلك إلى الدهون غير المشبعة ، ومضادات الأكسدة التي يحتوي عليها زيت الزيتون . كما أظهرت الدراسة ذاتها أن الذين كانوا يكثرون من الخضراوات المطهية كانوا أيضا أقل عرضة للإصابة بهذا المرض .

زيت الزيتون يقتل قمل الرأس :

أشارت أحدث الإحصائيات المنشورة في مجلة ‎Infectious diseases in Children في شهر أبريل 1998 أن قمل الرأس قد عاد ليصيب أمريكا بشكل وبائي من نيويورك إلى لوس أنجلوس‎ ، وأنه يصيب حوالي 12 مليون أمريكي معظمهم من الأطفال . وأظهرت الدراسات التي أجريت في جامعة‎ Hebrew University الأمريكية وفي المعهد الأمريكي لقمل الرأس أن وضع زيت الزيتون على الرأس المصاب بالقمل لعدة ساعات يقتل القمل الموجود في الرأس . وأكد الباحثون من جامعة ماسوتشيتس الأمريكية أن المركبات التي كانت فعالة في القضاء على قمل الرأس لم تعد فعالة جدا ، وأن قمل الرأس عاد إلى الظهور بشكل أقوى من ذي قبل‎ .

واقترح الباحثون خطة علاجية لقمل الرأس المعاند على خمس خطوات وتستمر لمدة ثلاثة أسابيع . ففي المرحلة الأولى تعالج الحالة بمركبات ‎Permethrin أو الـ ‎Pyrethium . وهذه يمكن أن تقضي على معظم القمل ولكن لا تقتلها جميعا . وهنا يأتي دور زيت الزيتون على الرأس قبل النوم مباشرة مع وضع غطاء الاستحمام ( ‎Shower Cap ) على الرأس . أما المرحلة الثالثة وهي مرحلة هامة جدا : حيث ينبغي تمشيط الرأس بمشط معدني خاص قبل غسل الرأس من زيت الزيتون .

وأما المرحلة الرابعة فتكون بالتأكد من عدم وجود القمل في البيئة المحيطة وذلك باستخدام السيشوار الساخن .

والمرحلة الخامسة تكون بالتأكد بالعين مباشرة من خلو فروة الرأس من أية بيوض للقمل وذلك باستعمال مشط خاص يزيل هذه البيوض ويجب التأكد من سلامة الرأس من القمل خلال مدة ثلاثة أسابيع .

وبعد فهذا غيض من فيض ما نشر من أبحاث حول زيت الزيتون خلال الأعوام القليلة فطوبى لمن نال من خيرات هذه الشجرة المباركة ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " كلوا الزيت وادهنوا به ، فإنه من شجرة مباركة " . وهنيئا لمن نال تلك البركات .



نقلاً عن رسالة من الأخ زهير البدري