المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاعدة الذهبية للأخلاق



مبارك بخيت
11/05/2009, 02:07 PM
الآخرون Others

في اللغة اللاتينية، كلمة الآخرون هي تغير (ألتر alter)، والكثير من الكلمات الإنكليزية القيمة تستند على هذه الجذر.

الإيثار (ألترازمAltruism) (ăl'trū-ĭz'əm) ، هي الفلسفة التي يمارسها الإثاريون، ونحتت هذه الكلمة من عدة تهجيات أخرى للكلمة اللاتينية تغير alter. الآخرون.

الإثارية (ألتريس تيك Altruistic) (al'tru·is'tic) أفعال موجه إلى منفعة الآخرين. إذا كنت تتعاقب مع (ألترنية)، فأنت تقفز الأول وتأخذ الآخر، إذا جاز التعبير، كما تلعب الجولف يوم السبت بعد القادم.

وتستخدم كلمة ألترنية alternate (ôl'tər-nāt) التي ندرسها، في المنافسات (الرياضية مثلا)، أو العرف للشخص البديل الذي سيتولى المهمة إذا لم يتمكن الشخص المكلف من الحضور. وإذا لم يكن لديك خيار (ألترناتيف alternative) (ôl-tûr'nə-tĭv, ăl)، فليس لديك أي خيار آخر.

الإيثار Altruism

القاعدة الذهبية للأخلاق

لكلمة الإيثار (ألترزم)، مفهوم في الفلسفة وعلم النفس يتولى مصالح الآخرين بدلا من أن يحفز الذات الفردية. اخترعت الكلمة في القرن التاسع عشر تقريبا، والفيلسوف الفرنسي أوغست كومتي هو الذي ابتدعها لتكون عكس كلمة الذاتية {ايقو إزيم، المذهب الأخلاقي القائل بأن أساس قواعد السلوك وأخلاقه هي المصالح الذاتية}. واستحسن هربرت سبينسر وجون ستيوارت ميل الإنكليزيان من معاصري كومتي، قيمه الإيثار وأكدا أن المغزى الحقيقي يجب أن يكون الهدف هو رعاية المجتمع وليس الأفراد.

هذا مقال عن الإيثار كعادة. وفيما يتعلق بمذهب أخلاقي بالاسم نفسه، انظر الإيثار (الأخلاق)

الإيثار هو عادة وضع الآخرين قبل الذات. فهو بحكم التقليد في كثير من الثقافات، ومحور العديد من التقاليد الدينية. وهذه الفكرة غالبا ما توصف في الإنكليزية، بالقاعدة الذهبية للأخلاق. وفي البوذية تعتبر هي الفضيلة الأساسية للطبيعة البشرية.

أما المفهوم فله تاريخ طويل في الفكر الفلسفي والمبادئ الأخلاقية، وفي الآونة الأخيرة أصبح الشغل الشاغل لعلماء؛ علم النفس، والاجتماع، والبيولوجيا التطورية، وعلم طبائع البشر. فبينما الأفكار عن الإيثار من ميدان ما يمكن أن يكون لها تأثير على ميادين أخرى، تؤدي الأساليب المختلفة والتركيز على هذه الحقول إلى وجهات نظر مختلفة على الإيثار.

يمكن تمييز الإيثار من الشعور بالولاء والالتزام الأخلاقي بالواجب. فالإيثار يركز على الالتزام الأخلاقي نحو البشرية جمعاء، بينما يركز الواجب على الالتزام الأخلاقي بالعمل نحو فرد بعينه (مثل الله، الملك)، خاصة المنظمة مثل الحكومات، أو مجرد مفهوم (مثل دولة وما إلى ذلك). قد يؤمن أو يعتقد بعض الأفراد بالإيثار وبالالتزام بالواجب على حد سواء، والبعض الآخر لا يؤمن بذلك.

الإيثار في (الفلسفة الأخلاقية)

المقال الرئيس: الإيثار (مذهب أخلاقي)

كلمه "إيثار" (بالفرنسية التروي سمي من أوتراي: "أناس آخرين"، مستمده من الكلمة اللاتينية ألتر "الآخر") صاغها أوغست كومت، المؤسس الفرنسي للفلسفة الوضعية: {فلسفة أوغست كومت التي وجدت لتحل محل علم اللاهوت وعلم ما وراء الطبيعة وتعتمد هذه الفلسفة على سلسلة من العلوم ابتداءً من علم الرياضيات وبلوغاً إلى علم الاجتماع (فلسفة)}، حتى يتسنى له وصف نظرية المبادئ الأخلاقية التي يؤيدها. وأعرب عن اعتقاده بان من واجب الأفراد الأخلاقي العمل من أجل مصلحة الآخرين أو "لخير" الإنسانية. يقول كومت في الكاتشيسمي بوسيتيفيستي: {مجموعة مبادئ أو تعاليم فلسفة الوضعية} "من [هذه] الناحية وجهة النظر الاجتماعية لا تقبل مفهوم حقوق هذه الفكرة لاعتمادها علي الفردية.

ولدنا تحت عبء التزامات من كل نوع، على أسلافنا ، وخلفائهم، ومعاصرينا. وزادت بعد ولادتنا هذه الالتزامات أو تراكمت، على مر الزمن قبل أن نتمكن من إعادة أي خدمه.... للـ["العيش للآخرين"]، وهي الصيغه النهائية للأخلاقيات الإنسانية، التي تعطي مرسوم مباشر حصري لغرائزنا لإيثار الكرم أو الخيرية: {المأثرة: النزعة إلى تقديم أعمال الخير}، والمصدر المشترك للسعادة والالتزام الأخلاقي بالواجب. [يجب أن يعمل الرجل من أجل] الإنسانية، التي هي نحن تماما. "مثلما اسم النظرية الأخلاقية "الإيثار،" أي عمل ما نص عليه المذهب الأخلاقي أيضا يشار إلى أن تعبير "الإيثار" لخدمه الآخرين من خلال وضع مصالحهم فوق المصلحة الذاتية.

قال الفلاسفة الذين يؤيدون مذهب الذاتية: {(١) المذهب الأخلاقي القائل بأن أساس قواعد السلوك وأخلاقه هي المصالح الذاتية، (٢) المذهب القائل بأن الفرد ومصالحه الذاتية أساس السلوك الإنساني كله} بان الإيثار مهين للفرد وليس هناك التزام أخلاقي بمساعدة الآخرين في الواقع. كما أكد نيزش أن الإيثار يفترض أن الآخرين أهم من الشخص ذاته وان هذا الموقف هو محقر: {محط من القدر} ويهين (نفسه). وهو يدعي أيضا أنه من النادر جدا، في أوروبا أن تراعى فضيلة التضحية بالمصالح الشخصية من أجل الآخرين حتى بعد ظهور المسيحية. يقول عين راند إن الإيثار هو التضحية المتعمدة في قيم الشخص، ويمثل اتجاه الأخلاق لان مجرد ترشيد أخلاق الأنانيه يسمح بالنضال لكسب القيم اللازمة لحياه الإنسان.

أكد مناصري الإيثارية كنظرية أخلاقيه ترى أن الشخص ينبغي أن يتصرف أو يمتنع عن التصرف بحيث تعم المنفعة أو الفائدة للآخرين، وإذا كان ذلك ضروريا استبعاد مصالحه الذاتية (علما أن الامتناع عن قتل شخص مثلا ليس من الإيثار لأنه لا يتلقى أعانه أو مساعده، كما بقية له حياته؛ وستصل إلى نفس النتيجة إذا تجاهلت شخص ما).

الإيثار في علم الطبائع البشرية وفي البيولوجي التطورية

ينسب الإيثار في علم الطبائع البشرية (دراسة السلوك)، إلى السلوك الفردي الذي يزيد لياقة فرد آخر بينما يخفض لياقة الفاعل. هذا يبدو غير بديهي إذا يفترض أن الانتخاب الطبيعي يَسُدّ مسدّ الفردية. فالانتخاب الطبيعي، من ناحية أخرى، يعمل على المعلومات الجينية: {المعلومات الجينية الكلية التي تتوارث في فئة وتعداد بيولوجي في الكائنات التي تتكاثر جِنْسِيًّا} وليس في كل موضوع على حده. قدمت التطورات الأخيرة في التحليل الرياضي: {يقرر أصلح السياسات وتستخدم في السياسة والاقتصاد والتخطيط الحربي} بعض التفسيرات الواضحة للإيثار، وكذلك التحليلات التقليدية المتطورة.

بين الآليات المقترحه

سلوك التلاعب للمصلحة الشخصية (مثل بعض الطفيليات التي يمكن أن تغير سلوك المضيف)

تحد العقلانية (على سبيل المثال، هيربرت سايمو)

الضمير: {(١) الوعي للمظهر الأخلاقي لتصرف الشخص مع حافز لتفضيل الصحيح على الخطأ، (٢) جزء من الأنا أو الذات العليا في التحليل النفسي الذي يحكم على الطبيعة الأخلاقية لأعمال الشخص وأفكاره ومن ثم ينقل أحكامه إلى الأنا أو الذات}

التبادل أو المعاملة بالمثل غير المباشر (مثل السمعة الحسنة)

اختيار القريب ومنها: المجتمع الحسن

بالذكر {كالقرآن الكريم} (للتأثير علي السلوك لتفضيل انتشار العقيدة، مثل الدين

الإيثارية المتبادلة، هي التعاضد

الاختيار الجنسي

التبادل المتطرف

مبارك بخيت
11/05/2009, 02:17 PM
كانت دراسة الإيثار الدافع الأساسي وراء جورج آر برايس لتطوير معادلة برايس وهي المعادلة الرياضية المستخدمة لدراسة التطور الجيني. ومن الأمثلة المثيرة عن الإيثار موجود في خلية الفطر الغروي: أي من المتعضيات (الكائنات الحية العضوية مثل ديكتيوستيليوم موكورويدس {نبات فطري ذو فلقتين مستدق الأطراف}. فهذه الفراطيس تعيش: أي من المتعضيات (الكائنات الحية العضوية} وحيدة الخلية}حياه الأميبات المتمورة الفردية: {كائن وحيد الخلية من الأميبات ليس له شكل محدد ويتحرك بمساعدة أقدام كاذبة} حتى تموت جوعا، وفي مرحلة ما يتكدس في {بيئة متخصصة في إنتاج الأبواغ خاصة للفطر} مشكل خلية متعددة كثمرة توت العليق: {تتكون من ثمار صغيرة متأصلة من مبايض منفصلة في زهرة واحدة ومتكونة على قرص زهرة مشترك (زراعة)} حيث تضحي بعض الخلايا بأنفسها من أجل بقاء خلايا أخرى في الحاضنة. يتشارك السلوك الاجتماعي والإيثار في التشابه كثيرا في التفاعلات بين أجزاء كثيرة (الخلايا، أو الجينات) للكائن الحي، لكنها تتميز بقدرة كل فرد على التناسخ إلى أجل غير مسمى دون الحاجة الماسة لجيرانه.

الإيثار في علم النفس وعلم الاجتماع

إذا أدى الواحد عملا مفيدا للآخرين بغية كسب بعض المنفعة الشخصية، فهو ليس من دوافع العمل بإيثار. هناك عده وجهات نظر مختلفة حول كيف ينبغي تحديد "الاستفادة" (أو "المصالح"). أي المكسب المادي (مثل المال، عائد مادي، {العائد من أداء أو تصرف مطلوب (علم نفس)}، وهو واضح نوعا من الفائدة، والبعض الآخر يحدد ويدرج المكاسب المادية وغير المادية (المودة، والاحترام، والسعادة، والرضا إلى آخر القائمة) التي هي منافع نفسية متماثلة فلسفياً.

وفقا للأنانية النفسية، قد يظهر الناس السلوك الإيثاري، إلا أنه لا يمكن أن يكون عندهم دوافع لتفضيل الآخرين على الذات. فالأنانيون النفسيون يقولون إنهم قد يمضون حياتهم لنفع الآخرين دون منفعة مادية (أو خسارة مادية صافية) لأنفسهم، فأبسط دافع للقيام بذلك دائما لخدمه مصالحهم الخاصة. فعلى سبيل المثال، سيكون من المفترض أن الدافع الأساسي وراء الشخص للتصرف بهذه الطريقة هو النهوض بنفسياتهم ("حسن الشعور").

وغالبا ما يرفض منتقدو هذه النظرية بحجه أنها غير قابلة للتحريف؛ وبعبارة أخرى، هي مصممه بحيث يستحيل إثباتها أو نفيها - لان المكاسب غير المادية شيء مثل "الشعور الجيد" لا يمكن قياسه أو إثبات وجوده في جميع الذين يقومون بأعمال إيثارية. كما اتهمت الأنانيه النفسية باستخدام منطق التعميم : "إذا كان الشخص يقوم بعمل بطيب خاطر، هذا يعني أنه يستمد المتعة الشخصية منه؛ لذلك، فالناس يقومون بالأعمال الشخصية التي توفر لهم المتعة فقط". هذا البيان فيه لف ودوران لان النتيجة مماثلة إلى فرضيته (ويفترض أن الناس يقومون فقط بأعمال تمنحهم المتعة الشخصية، ويستنتج منطقياً أن الناس يقومون فقط بأعمال تمنحهم المتعة الشخصية).

في مقابل الأنانيه النفسية، تنص نظرية أو فرضية الإيثار التعاطفي علي أنه متى أبدى الفرد تعاطفه اتجاه شخص في حاجة، عندئذ يصبح هذا الفرد مدفوع إيثارياً لمساعدة هذا الشخص؛ وهذا يعني، أن الفرد مهتم أساسا عن سد حاجة هذا الشخص، وليس إشباع حاجته أو حاجتها.

بصوره مشتركة اللهجة، عادة ما يعني الإيثار مساعدة شخص آخر دون توقع جزاء مادي من ذلك أو من أشخاص آخرين، رغم أنه قد يتبع كنتيجة حتمية المأثرة "الذاتية" على نحو مرض لذلك "الشعور الحسن،" الشعور بالرضا، والاعتداد بالنفس، وإنجاز الواجب أو الالتزام الأخلاقي (سواءً فرضها الدين أو الأيديولوجية أو ببساطه ضمير المرء)، أو ما شابه ذلك. بهذه الطريقة لا يحتاج المرء للتكهن بدوافع المأثرة في هذه المسألة.

لا يحصر البشر مآثرهم اتجاه أفراد الأسرة، أو مآثرهم السابقة، أو ما قد يحدث في المستقبل للحلفاء أو المتعاونون، ولكن يمكن أن يكون مؤثر تجاه الناس الذين لا يعرفهم وربما لن يوافيهم أبداً. فعلى سبيل المثال، يتبرع الإنسان للمنظمات الخيرية الدولية ويطوع جل وقته لمساعده الناس الأقل حظاً في المجتمع.

إن الضغوط تعطي انطباعا خادعاً للحقيقة للادعاء بان مأثرة المؤثر تقوم على أمل مقابلة الإحسان بالإحسان. وفي تحليل التحليل الرياضي للإستراتيجية فقط في حالة**حيث المبدأ سيكون اعمل دائماً على مساعدة الجميع في حالة حاجتك لإستحظار مصلحتك بالمقابل'، وهي بالتأكيد استراتيجية غير-مثالية، حيث صافي التكلفة للجهد (المبذول) أكبر من صافي الأرباح أو العوائد عندما تدفع أحيانا للـ(محتاج).

ويشير البعض، إلى أنه من الصعب تصديق أن هذه التصرفات ليست سوى تفسير عقلاني للأنانية غير المباشره، سوءً مقصودة أو دون وعي. وتفيد الصيغ الرياضية في اختيار الصديق، على غرار رواية السجين المعضلة، بقدر ما تمضي؛ ولكن تفسير التمويه في التحليل الرياضي هو أنه سلوك إيثاري يمكن أن يعزى إلى ظاهره تبدو غامضة، هي الضمير. أحد الاقتراحات الأخيرة، الذي اقترحه الفيلسوف دانيال دينيت، طور مبدئياً عند النظر في مشكلة ما يسمى 'بالانتهازيون' في مأساة العامة، على نطاق واسع رواية السجين المعضلة.

في العلاقات المتبادلة في التحليل الرياضي، الانتهازي هو العميل الذي يربح من منافع المجتمع التعاوني دون تقديم أي مساهمة. وفي حالة واحد-لكل-واحد، يمكن أن يصاب الانتهازي بسهوله بالإحباط من استراتيجية الثأْر. لكن في المجتمعات الواسعة النطاق، حيث المشاركة وتبادل المساهمات والمنافع، يمكن التخلص منه بدرجة صعبة.

تخيل مجتمع تعاوني بدائي من الكائنات الحية. تتفاعل فيه العوامل التعاونية مع بعضها البعض، ويساهم كل منها في ضخ الموارد والاعتماد علي الصالح العام. تصور الآن النزاهة الزائفة للانتهازي، كالعميل المستفيد من خدمة ("شيليني وأشيلك") ثم يرفض لاحقاً رد الخدمة بالمثل أو بالمقابل. المشكلة أن الانتهازيون دائما هم المستفيدون كأفراد على حساب المجتمع. لذا كيف يمكن أن يتصرف جيدا ذلك الموظف الذي يبدي تعاونه لتجنب خدعنا؟ منذ عده أجيال، من الواضح الحل المشترك تطوير قدرة المتعاونيين على كشف الانتهازيون المحتملون مقدماً ورفض دخولهم في ترتيبات متبادلة. لذا فرد الانتهازيون النمطي هو تطوير أساليب أكثر إقناعا وخداعاً لإخفاء مشاركة العاملين في العمل بعدما شارك الجميع. ويمكن أن تؤدي إلى نظرية الصراع البشري، والذي أصبحت أكثر تطورا للتخفي واقوي تطوراً للكشف.

كيف يمكن إقناع أحد في نظرية الصراع البشري بأن أحد رفاقه أفضل حقا منه بالمشاركة، وليس كالانتهازي المتخفي؟ الجواب هو في الحقيقة وضع نفسه كمشارك حقيقي، بإقامة الحواجز النفسية لينتهك الوعود، وبإعلان هذه الحقيقة لكل إنسان. وبعبارة أخرى، فإن الحل المناسب هو أن الكائنات تطور الأشياء التي يعلم الجميع انها سوف تضطرهم إلى المشاركة فيها - وجعلها واضحة لهم ليطور هذه الأشياء. هذا التطور سوف ينتج كائنات مخلصة أخلاقياً وقلوبهم على اربابهم. باختصار هذه النظرية تؤدي إلى ظاهره الضمير.

هذه النظرية، بالإضافة إلى أفكار اختيار القريب ونظرية تقاسم المنافع الثنائية، قد يفسر كيف يمكن أن تنتج نظرية الأنانية العمياء اساسيا شكل من حقيقي غير ساخرة من الإيثار الذي يمكن أن يثير الضمير الإنساني.

يشير نقاد نظرية التحليل الرياضي الفني إلى أنه يبدو أن ننسي أن الإنسان كائن عاطفي وعقلاني. يفترض عند تحليل السلوك الإنساني بدون تحليل انفعال الإنسان بالضرورة الضيقة واقعي، وتعامل البشر وكأنهم مجرد آلات، تسمي أحيانا الاقتصاد البشري. اعتراض آخر هو أن الناس عادة يتبرعون للمجهول، مما يجعل من المستحيل تحديد ما إذا كانوا حقا مارسوا عمل المؤثر.

بدأ بفهم أن على البشر الاستفادة من العيش في عالم لطيف، منطقياً يتبع ذلك كسب البشر لارتياح عاطفي كبير من الأعمال التي تصور جعل العالم مكانا أفضل.

مقارنة بين الإيثار والثأْر

في دراسة الاستراتيجية البسيطة "الثأر" في مشكلة رواية ورطة السجين المكررة، ترى نظرية التحليل الرياضي أن "الثأر" حقق مزيدا من النجاح في ترسيخ تعاون مستقر بين الأفراد بدلاً من الإيثار، عرّف بالتعاون غير المشروط، كما يمكن أن يكون.

يبدأ "الثأر" بالتعاون في الخطوة الأولى (مثل الإيثار) ثم يبدأ يقلد سلوك شريكه خطوه بخطوه. فإذا تعاون الشريك، تتم مكافأته لتعاونه، والعكس يتم عقابه بعدم التعاون معه في المرة التالية.

بمجابهتها مع العديد من الاستراتيجيات التي تحاول استغلال أو إساءة معامله الآخرين، أثبتت الاستراتيجية البسيطة بأعجوبة بأنها الأكثر نجاحاً (انظر تطور التعاون). وكانت أكثر نجاحا من تلك الاستراتيجيات المعارضة، بينما كانت نظرية التعاون غير المشروط، (الإيثار) واحده من أهم الاستراتيجيات غير الناجحة.
مقارنة مع سلوك المؤثر، فنظرية الثأر يتعذر تميزها من الإيثار الخالص. أوضح روبرت اكسيلرود وريتشارد داوكينس أن الإيثار يمكن أن يلحق ضررا بالمجتمع بتغذيته بالمستغلين والمختلسين (وجعلهم أكثر فأكثر قوة حتى يمكن أن يحملوا الجميع علي التعاون غير المشروط، وهو ليس كذلك "الثأر". (انظر أيضا مقارنة بين رجل أعمال و الإيثار الخالص).

في إطار البيولوجيا "للثأر" تدعى الاستراتيجية الإيثاريه المتبادلة أو العون المتبادل (من أقرب أنصارها باعتبارها سلوك أساسي طبيعي بيتر كروبوتكين).

الإيثار في السياسة

ينادي بعض معارضي نظرية الإيثار الأخلاقيه (بأن الناس لديهم التزام أخلاقي لمساعدة أو تقديم الرفاهية لغيرهم) والقول بأنها عقيدة خطيرة حيث أنها تؤدي إلى انتهاكات الحرية الفردية إذا كانت الدولة تطبق هذا المبدأ. فعلى سبيل المثال، يقول ديفيد كيلي، "إذا كانت التضحية بالنفس هي المثل--فأن منهج خدمة الآخرين هو اعلي، وأكثر شرفاً--*لماذا لا تجبر الناس على التصرف على هذا النحو؟" ويعتقد أن هذا يمكن أن يؤدي في النهاية لاضطرار الدولة إلى اجبار كل شخص للإندماج في نظام سياسي اشتراكي: {الجماعية: مبدأ مبني على سيطرة الشعب على جميع وسائل الإنتاج والتوزيع collectivism}.

بالنسبة إلى الاحكام السياسية، يمكن تقسيم المؤثرون الى مجموعتين أساسيتين: أولئك الذين يعتقدون الإيثار هو مسالة اختيار شخصي (وبالتالي يمكن بل يجب التغاضي عن الأنانيه، والذين يعتقدون أن الإيثار هو دعم معنوي مثالي والذي يجب أن يحترم، وإذا أمكن، من جميع البشر.

ومن أبرز الأمثلة السابقة للفرع المكون لفكر السياسي المؤثر ليساندر سبونر الذي كتب في القانون الطبيعي، ويقول : "يدين الرجل، بلا شك، بالعديد من الواجبات الأخلاقية لزملائه الرجال؛ مثل إطعام الجائع، وكساء العاري، وإيواء المشردين، ورعاية المرضى، وحماية العزل، ومساعده الضعيف، وتنوير الجاهلين. لكن هذه مجرد الواجبات الأخلاقية، فكل رجل يجب أن يكون قادرا على تحكيم عقله في كل حاله، وهل، وكيف، وكم، وهل يستطيع، أو يقدر القيام بها." أشياء مثل قانون افساح العربات للطريق للسماح لسيارات الإسعاف بالمرور يمكن تبريره اللجوء إلى خلق الإيثار. أخيرا، قد يتمادى المؤثرون المتطرفون {الراديكاليون} في هذا الفرع ويناصرون بعض انوع الدعوة الجماعية أو الطائفية.

وعلي حد متصل بالإيثار، غالبا ما يشار إلى الإيثارية - حتى من غير المؤْثرون أو الغيرييون - بأنها نوع من الأخلاق التي تحكم تصرفات الساسة وغيرهم من الأشخاص في مراكز السلطة. مثل هؤلاء عادة ما يتوقع منهم أن يضعوا جانباً مصالحهم الذاتية لخدمة مصالح الشعب. وعندما لا يلتزمون بهذا الجانب الأخلاقي، يمكن أن ينتقدوا لعجزهم أو تقصيرهم عن أداء ما يعتقد انه التزام أخلاقي لوضع مصالح الآخرين فوق مصالحهم.

الإيثار في الفلسفة الحديثة

ويري بعض الفلاسفة المعاصرون، وبالأخص في البلدان الغربية، أن الإيثار ربما يشتمل على غرض آخر في وقت ما. ويعتقدون أن أحد الخاصة إلى الشخص (صديق العائلة، أو شخص آخر.) قد يحصل علي نوعاً من الاستفادة من هذا العمل، مما يجعل من المنطقي أن تفعل ذلك.

الإيثار والدين
كل الديانات الكبرى في العالم تؤيد الإيثار لأنه ذو قيمه معنوية في غاية الأهمية. كما تؤكد المسيحية والبوذية بشكل خاص على منزلة الإيثار على الأخلاق، على النحو المشار إليه أعلاه ، بل أن اليهودية، والإسلام، والهندوسية، وغيرها من الأديان أيضا تشجع السلوك الإيثاري. والإيثار هو محور تعاليم يسوع في الإنجيل.

مبارك بخيت
11/05/2009, 02:26 PM
المجتمع والقيم

لا زال مقال «الأعمال الخيرية الأميركية »، الذي كتبه روبرت اتش برمنر، كجزء من كتاب «تاريخ شيكاغو للحضارة الأميركية»، يُشكِّل المرجع الأساسي حول هذا الموضوع. يُعرّف برمنر هدف الأعمال الخيرية في مُقدمة كتابه بأنها ”تحسين نوعية الحياة الإنسانية... لتعزيز الرفاه، والسعادة، والثقافة للجنس البشري“.
لكن ما هو الدور الذي تلعبه الأعمال الخيرية في المجتمع الأميركي؟ مجدداً، وفقاً لبرمنر، ((لعب الإحسان الطوعي دوراً كبيراً وأدّى وظائف ذات شأن في المجتمع الأميركي ... فقد شكّل إحدى السبل الأساسية للتقدّم الاجتماعي ... إن سجل الأعمال الخيرية الأميركية مثير للإعجاب ويحتاج لعدة مجلدات طويلة لتعداد إنجازاته)).

كتب برمنر

في وصفه لمجال جهود الأعمال الخيرية في الولايات المتحدة، كتب برمنر:

جميعنا، إلى حدٍ ما، نستفيد من الأعمال الخيرية في كل مرة نذهب فيها إلى الكنيسة، أو إلى الجامعة، أو نزور المتاحف أو قاعات الحفلات الموسيقية، أو نستقر ض كتبًا من المكتبات، أو نخضع للمعالجة في المستشفيات، أو نقضي ساعات فراغ في الحدائق العامة. معظمنا. يستعمل، أو تسنح له الفرصة لأن يستعمل، المؤسسات والخدمات المدعومة ضريبيًا اليوم، والتي نشأت كمشاريع خيرية في الأصل. وما زلنا نعتمد على الأعمال الخيرية لدعم الأبحاث العلمية، ولإجراء التجارب حول العلاقات الاجتماعية، ولنشر المعارف في كافة فروع المعرفة.

العطاء الخيري في الولايات المتحدة

كيف تمكنت الأعمال الخيرية من أن تلعب مثل هذا الدور الرئيسي في توفير عناصر أساسية للحياة في الولايات المتحدة؟ وفقاً لمجلس المؤسسات الخيرية، فإن العطاء الخيري في الولايات المتحدة، ((متجذر بقوة في المعتقدات الدينية، في تاريخ المساعدة المتبادلة، في المبادئ الديمقراطية للمشاركة المدنية، في اعتماد المقاربات التعددية لحل المشاكل، وفي التقاليد الأميركية للاستقلالية الفردية، كما في التقييدات على سلطة الحكومة.))

لائحة بالمشاهير

تُظهر قائمة المؤسسات الخيرية الأميركية والمحسنين الرئيسيين وكأنها تدرج «لائحة بالمشاهير» في التاريخ الأميركي، وفي المجتمع، والصناعة. فالروّاد في حقول الأعمال، والصناعة، والترفيه، والرياضة يستعملون شهرتهم وثروتهم الشخصية لإنشاء وتعهد مشاريع خيرية في جميع أنحاء العالم.

وفي حين توزع المؤسسات الكبرى آلاف الملايين من الدولارات على القضايا الإنسانية عبر الولايات المتحدة والعالم، يتبرع بانتظام أفراد المجتمع الأميركي بأكثر من هذه المؤسسات بسبع مرات، عبر الهدايا الشخصية، والتوريث، والمساهمات في قضايا هم أنفسهم يختارونها. الأمثلة عن ذلك تتضمن العطاء المنظم ضمن مكاتب الشركات والمؤسسات، و صناديق جمع التبرعات على طاولات بيع مؤسسات الأعمال الصغيرة، وجمع الأموال لعائلة محلية محتاجة، وتعليم الأطفال الشعور القوي بأن المساعدة تحقق فرقاً من خلال مشاريع خيرية لمدارسهم أو نواديهم.

تاريخ وتنوع هذه الناحية من نواحي المجتمع الأميركي

بدءاً من التدفقات العفوية الصغيرة لدعم قضية إنسانية مُعيّنة، ووصولاً إلى المنظمات التي تعجّ بالموظفين والهيكليات التي تنافس فيها الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات، هناك العديد من التنوع في الأعمال الخيرية في الولايات المتحدة الأميركية.

هذا العدد من المجلة الإلكترونية، إي جورنال يو اس أيه، يبحث في تاريخ وتنوع هذه الناحية من نواحي المجتمع الأميركي، ويقدم بعض الأمثلة الرئيسية حولها، كما ويساعد في شرح ظاهرة يُنظر إليها بفخر من جانب الأميركيين كقوة مجتمعية مهمة تمنح المواطنين ميزة التواصل مع، والتحكم في، هذه البرامج التي لو غابت لكانت سوف تضطر الحكومة لتحمّل مسؤوليتها.

مُساعدة الآخرين تشجيع الحكومة للجهود التطوعية

“لمحنا بسرعة الشكل الذي سوف تكون عليه الثقافة الجديدة للمسؤولية. نرغب في أن نكون دولة تخدم أهدافًا أكبر من ذاتها.”
الرئيس جورج دبليو بوش

أظهر الأميركيون لوقتٍ طويل، منذ تأسيسهم للمكتبات العامة زمن الاستعمار، ودوائر مكافحة الحريق التطوعية، حماسهم لبناء المؤسسات العامة ومساعدة مواطنيهم من طريق التبرّع بوقتهم، وعملهم، و أموالهم. الحكومات الفدرالية وحكومات الولايات والحكومات المحلية تُقيّم هذه الجهود عالياً وتشجع بشكل متزايد الأميركيين على مواصلة وتوسعة نشاطاتهم التطوعية.

تخفيف النقص في الغذاء خلال الحرب

خلال الحرب العالمية الثانية، حثّت وزارة الزراعة الأميركية الأميركيين على تخفيف النقص في الغذاء خلال الحرب عن طريق زراعة حدائق الخضار والفاكهة الخاصة بهم. استجاب لهذا الطلب حوالى 20 مليون مواطن، وبحلول العام 1943 أنتجت ”حدائق النصر“ هذه ما يقارب 40 بالمائة من الخضار المزروعة في الولايات المتحدة. وبفضل زراعة الباحات الخاصة، وسطوح البنايات في المدن، والأراضي التي قدمتها المصانع، قام هؤلاء المزارعون المتطوعون بأداء قسطهم لجهود الحرب.

وخلال فترة الحرب الباردة اللاحقة، اعتبرت القيادات القومية أن وفرة المواهب، والطاقات، وروح المحبة للغير لدى الفرد الأميركي هي طريقة قيّمة وحقيقية لكسب احترام الشعوب الأخرى. وعن طريق تنظيمها ودعمها بشكل مناسب، فقد ت ساعد جهود الأميركيين مواطنين من الدول الناشئة حديثاً عن طريق تخفيف الفقر، وتحفيز التنمية الاقتصادية. فيتمكنوا بذلك أيضاً من تحسين المجتمع الأميركي وجعله نموذجاً للآخرين.

التطوعية الممولة على يد الحكومة

من غير المستغرب في مجتمع متنوّع، أن يتبنى الرؤساء الأميركيون عدداً من الوسائل لتشجيع الجهود التطوعية لمواطنيهم. كان إحداها إنفاق أموال الحكومة على برامج تطوعية مُعيّنة. و“فيلق السلام“ Peace Corps أحد هذه الأمثلة. في حفل تنصيبه في العام 1961، أصدر الرئيس جون اف كينيدي نداءاً قال فيه: ”لا تسأل ما يستطيع بلدك أن يقدمه لك، بل إسأل ما يمكنك أن تقدم لبلدك“. هذه الجهود التطوعية، قال كينيدي، ”يمكنها بالفعل إنارة العالم“. ولاحقاً في تلك السنة، أنشأ كينيدي فيلق السلام. درب الفيلق المتطوعين على مهارات مطلوبة في حقل الصحة والتعليم، والمشاريع الزراعية، ومن ثم تمت مطابقتها مع متطلبات الحكومات الأجنبية. وبحلول العام 1966، كان حوالى 15000 أميركي يخدم في حوالى 48 دولة. تعهد الرئيس جورج دبليو بوش بمضاعفة حجم فيلق السلام.

المبادرات الحكومية لتشجيع جهود المتطوعين

خليفة كينيدي، الرئيس ليندون بي جونسون، أدخل عدداً من المبادرات الحكومية لتشجيع جهود المتطوعين والاستفادة منها. من ضمنها كان برنامج المتطوعين في خدمة أميركا (VISTA) الذي كان يسمى أحياناً فيلق السلام المحلي، وبرنامج المتطوعين المتقاعدين وكبار السن (RSVP) الذي طابق بين متطوعين ب أعمار 55 و أكبر وبين فرص لتقديم الخدمات تشمل مجالات متعددة بدءاً من بناء المنازل مروراً بتلقيح الأطفال ضد الأمراض ووصولاً إلى حماية البيئة. اليوم، أصبح برنامج المتطوعين المتقاعدين وكبار السن RSVP وبرنامجان آخران يؤلفون معاً فيلق كبار السن(Senior Corps)، فيوفرون الفر ص لأكثر من نصف مليون متطوع. أما البرنامجان الآخران المشتركان في الفيلق فهما برنامج الجدود بالتبني، الذي يطابق بين المتطوعين الكبار السن مع الشباب المعرضين للأخطار الذين يحتاجون إلى رعاية ودعم، وبرنامج مرافقة كبار السن، حيث يقوم المتطوعون بمساعدة الأميركيين الكبار في السن الذين يجدون صعوبة في إنجاز المهام اليومية مثل التسوق والعمل الروتيني اليومي الخفيف.

ارتبط اسم عدد من الرؤساء بهذه المقاربة في العمل. وبدءاً من وكالة ”العمل“ (اكشين) للرئيس ريتشارد نيكسون وصولاً إلى الفيلق الأميركي (أميريكورب) للرئيس بيل كلينتون، استخدم الرؤساء الحكومة لتوجيه قدرات الأعمال الخيرية الأميركية للخير العام.

الحكومة تعزز التطوعية

برغم أن العديد من الأميركيين يناصرون البرامج التطوعية التي تُديرها الحكومة، يعتقد العديد غيرهم أن دور الحكومة يجب أن يقتصر على تزويد المعلومات للمنظمات الخاصة والمتطوعين الفرديين من أجل تحديد حاجات المجتمع. فهؤلاء يجادلون أن الأميركيين الذين يملكون روح الخدمة العامة يستطيعون تنظيم أنفسهم بأنفسهم. في العام 1981، أنش أ الرئيس رونالد ريغان مكتب البيت الأبيض لمبادرات القطاع الخاص الذي عمل على تشجيع مؤسسات الأعمال والقطاع الخاص كي ينظموا فرص التطوع.

في خطابه إلى الأمة في العام 1991، قال خلف ريغان، جورج هربرت بوش (بوش الاب)، ”يُمكننا أن نجد معنىً ومكسباً في خدمة هدف أسمى من ذاتنا، هدفاً ساطعاً، إضاءة الآلاف من نقاط النور“. اليوم، أصبحت مؤسسة نقاط النور (Points of Light)، وهي منظمة لاربحية، لاحزبية، لاحكومية، تقوم بقيادة المواطنين إلى فرص العمل التطوعي. وهي تملك شبكة تطوعية قومية 1-800-volunteer.org ومجموعة متنوعة من البرامج والخدمات الأخرى لتشجيع الناس ومؤسسات الأعمال من كافة مجالات الحياة للتطوع بجهودهم لمساعدة مجتمعاتهم ومواطنيهم.

مبارك بخيت
11/05/2009, 02:37 PM
أخلاقيات العمل الجاد وروحية الاهتمام بالآخرين

في خطابه عن حال الأمة في كانون الثاني/يناير 2002 ،طلب الرئيس جورج دبليو بوش من جميع الأميركيين تخصيص سنتين على الأقل، أي ما يعادل 4000 ساعة عمل، في خدمة مجتمعاتهم وبلدهم والعالم. يعمل فيلق الحرية الأميركي الذي أنشأه الرئيس بوش في تعزيز القطاع اللاربحي، وإيجاد المتطوعين، ومساعدة ربط الأفراد مع الفرص التطوعية.

وبغض النظر عن جهة تطوعهم عبر برنامج تديره الحكومة أو منظمة من القطاع الخاص، فالأميركيون يحملون معهم إلى مهامهم التطوعية نفس أخلاقيات العمل الجاد وروحية الاهتمام بالآخرين. إننا نجد هذه الروحية في كلمات المتطوع بيرنسي ويلش، من مندنهول بولاية مسيسيبي، العضو في فيلق المتطوعين الكبار السن:

” إنني متطوع في برنامج المتطوعين المتقاعدين وكبار السن rsvp لمقاطعة سمبسون منذ حزيران/يونيو 2001 ، حيث أعمل في مركز بيرل لاجتماعي ودار كوبيا الحية للرعاية الصحية. خلال إعصار كاترينا، انقطع التيار الكهربائي. لحسن الحظ، تم استعادته بسرعة، وعندما عاد، وصلت ثلاث ثلاجات لعائلات أخرى بمقبس الكهرباء في منزلي. وباستعمال طباخي الذي يعمل على الغاز، أعددت الطعام أيضًا لعدة عائلات، وغسلت الملابس ل 21 شخصًا، وذهبت إلى مركز الإطفاء المحلي للحصول على الثلج والمياه ووجبات الإغاثة الجاهزة mre (وجبات موضبة ومجهزة في الأصل للقوات العسكرية) لتسليمها إلى العائلات، ووهبت الملابس إلى أولئك الذين فقدوا كل شيء، وزّودت المرطبات للعاملين في مرافق الخدمات. انضممت أيضًا إلى مجموعة من الآخرين ف أعددنا كرنفالًا احتفاليًا للمجتمع المحلي. ورغم كل هذا، تمنيت لو أنني استطعت فعل المزيد.“

التطوعية كإحدى أمجاد الحياة الأميركية

في حين يقدم الرؤساء الأميركيون وجهات نظر مختلفة حول كيف يمكن للحكومة أن تُشجع المبادرات الفردية، إلاّ أنهم جميعهم يتبنون التطوعية كإحدى أمجاد الحياة الأميركية. ولا يختلف أحد منهم مع كلمات رونالد ريغان في العام 1986، الذي أطلق على عمل المتطوعين، ”وجه من وجوه الشخصية الأميركية الأساسية في حياتنا، مثلها مثل حرية الكلمة، والتجمّع، والعبادة“.

مبادرات الولايات والمبادرات المحلية

في حين توفر المبادرات الفدرالية العديد من الفرص، تبقى التطوعية في الغالب ظاهرة تخص حكومات الولايات والمجتمعات المحلية. رغم سفر بعض الأميركيين في كامل أنحاء المعمورة لمساعدة المحتاجين، فإن العديد منهم يركز جهوده على عائلاته، وأصدقائه، ومجتمعه المحلي. وقد صاغت العديد من حكومات الولايات والحكومات المحلية عدداً من المبادرات لمساعدة هؤلاء الأميركيين الكرماء على إيجاد المنافذ المناسبة لكرمهم.

فولاية وست فرجينيا، على سبيل المثال، أنشأت هيئة الخدمة القومية والمجتمعية. تشجع الهيئة مواطني تلك الولاية على جعل الحياة حولهم أغنى و أفضل عبر تبرعهم بالوقت والجهد. توفر الهيئة التدريب، وبرنامج لمطابقة التنظيم التطوعي، وخدمات أخرى. وفي كاليفورنيا، توجه شبكة من 28 مركزا تطوعيا أكثر من 650,000 متطوع كل سنة إلى حوالى 40,000 منظمة من المجتمعات المحلية.

”إذا أردت مساعدة نفسك، ساعد غيرك.“

البلديات المحلية تبحث باستمرار عن مساعدة المتطوعين، ويّسر العديد من المواطنين المشاركة فيها للحصول على مهارات قيّمة، والتعرف إلى أصدقاء جُدد، أو لمجرد المساعدة فقط. فمدينة لوفلاند، بولاية كولورادو (عدد سكانها 58,000 نسمة)، تجري مقابلات مع المتطوعين المحتملين حول أهدافهم، ومهاراتهم العملية، وخبراتهم التطوعية. يرسل المتطوعون إلى منتزهات المدينة، ودوائر الاستجمام، والمكتبات العامة، ومراكز الإطفاء التطوعي والأقسام الأخرى من فروع حكومة المدينة. أعضاء متطوعي ”لوفلاند سنو سكواد“، على سبيل المثال، يجرفون الثلوج من ممرات منازل المواطنين لكبار السن والمعوقين.

بإمكاننا ان ندرج أمثلة عن التطوعية تماثل بعددها مجمل عدد المجتمعات الأميركية بل أكثر. إن الاندفاع للمساعدة يبقى جزءاً حيوياً من الحياة الأميركية. فالأميركيون يعتبرون كلمات المُعلّم بروكر تي واشنطن مبدأ تنظيمياً لحياتهم: ”إذا أردت مساعدة نفسك، ساعد غيرك.“

المؤسسات الخيرية مهندسة التغيير الاجتماعي

عبر مُجمل تاريخ الولايات المتحدة، كان المواطنون يجتمعون طوعاً لتلبية الحاجات الحيوية لمجتمعاتهم. هذا الكرم، وهذه الإرادة للعمل معاً نحو هدف مشترك، هو طابع مميز للشخصية الأميركية. الأعمال الخيرية متجذرة بقوة في المعتقدات الدينية، في تاريخ المساعدة المتبادلة، في المبادئ الديمقراطية للمشاركة المدنية، في المقاربات التعددية لحل المشاكل، وفي التقاليد الأميركية للحكم الذاتي والحكومات المحدودة السلطة.

إن المشقات التي واجهها المستوطنون الأوائل في أميركا الشمالية، عندما كانت الحكومة ضعيفة وبعيدة، أجبرت الناس على التضامن سوية لحكم أنفسهم بأنفسهم، لمساعدة بعضهم البعض، والشروع في الأعمال الاجتماعية، مثل بناء المدارس والكنائس ومراكز مكافحة الحرائق. نما من هذه الخبرات تقليد اتخاذ المواطن للمبادرة والقيام بالجهد الفردي لتعزيز الخير العام.

دعم المهاجرون اللاحقون مجتمعاتهم عن طريق التبرع عبر الكنائس لمساعدة الفقراء وتشكيل مجموعات لمساعدة بعضهم البعض في وطنهم الجديد. سكان أميركا الأصليون والأميركيون الأفارقة كانوا يملكون أيضاً مبادرات عطاء متجذره بعمق.

وكان القادة الدينيون يشجعون منذ أمد طويل أعضاء رعيتهم على إعطاء الفقير وعلى التبرع إلى الأعمال الخيرية لكنائسهم.

أن الإنسان الثري هو نتيجة الانتقاء الطبيعي لقوى المنافسة

فالعطاء للناس المحتاجين في مجتمعاتهم، إلى الفقراء في البلاد الأخرى، إلى ضحايا الكوارث الطبيعية، و إلى كنائسهم كان واجباً شعر به بقوة العديد من الناس، ولا زالت هذه المعتقدات الدينية تُشكِّل دافعاً هاماً للمشاركة في الأعمال الخيرية.

بنجامين فرانكلين ( 1706 – 1790) ، المخترع ورجل الدولة في فترة الاستعمار الأميركي، كان من أوائل عاملي الخير. فقد أعطى لتحسين مجتمعه ولتوفير الفرص للناس لمساعدة أنفسهم. أنشأ منظمات مدنية محلية، مثل وحدة مكافحة الحريق التطوعية الأولى في فيلادلفيا، ومؤسسات مثل مستشفى بنسلفانيا، وجامعة بنسلفانيا، والمكتبة العامة في فيلادلفيا.

لكن لم يبد أ الأفراد بوجه عام استعمال أعمالهم الخيرية حتى بداية القرن العشرين للسعي في سبل مكافحة المشاكل، و إجراء الأبحاث، وتعزيز العلوم. أحد أوائل المناصرين للأعمال الخيرية العصرية كان آندرو كارنيغي، رجل الأعمال الثري. فقد اعتبر أن الإنسان الثري هو نتيجة الانتقاء الطبيعي لقوى المنافسة. وبكسبه الثروة، يصبح هذا الإنسان وكيلاً للحضارة، وتصبح الأعمال الخيرية أداة لتحسين الحضارة وتحل كبديل عن الإصحلات الجذرية. شملت الأعمال الخيرية لكارنيغي إنشاء المكتبات العامة والوكالات الأخرى التي يمكن أن توفر ((المصاعد التي تمكن أصحاب الطموح من تسلقها)).

عصر التفاؤل والإيمان في قدرة العلم والمنطق على حل المشاكل الإنسانية

كارنيغي وعدة قيادات أخرى في قطاع الأعمال والمجتمع المدني، ومن ضمنهم جون دي روكفلر ومارغريت أوليفيا سايج، نظموا أعمالهم الخيرية في شكل جديد، شبيه بشركات الأعمال الكبرى، التي كانت ناجحة في حينها. و أيضاً في ذلك الوقت، أنشأ المصرفي فردريك اتش غوف المؤسسة الخيرية الأولى الاجتماعية في كليفلاند، بولاية أوهايو. هذه ((المؤسسات الخيرية)) الجديدة، الخاصة والمجتمعية، لم تكن مصممة لمساعدة أولئك الذين هم بحاجة مباشرة، فانشئوا بدلاً من ذلك أدوات للإصلاح وحل المشاكل، بحيث تعالج هذه الأدوات الأسباب الأساسية للفقر، والجوع، والمرض عن طريق إعطاء الأموال، والمعروفة ((كمِنَح))، إلى أولئك الناس والمنظمات الأفضل تجهيزاً لمعالجة المشاكل المُعيّنة. وفكرة الأعمال الخيرية المنهجية والعلمية هذه كانت نتاج عصر التفاؤل والإيمان في قدرة العلم والمنطق على حل المشاكل الإنسانية. وهي الأساس المنطقي لمعظم المؤسسات الخيرية الأميركية في يومنا هذا.

واليوم، ما تزال معظم الأعمال الإحسانية تُنفّذ أعمالها من أموال تُمنح بهذه الطريقة.

العمل الخيري كتصميم هندسي

يمكن اعتبار الأعمال الخيرية كتصميم هندسي للاستثمارات الاستراتيجية التي تُعزز الخير العام. ومثلها مثل المهندسين المعماريين المحترفين، تحلل المؤسسات الخيرية التحديات والحلول التصميمية الوظيفية لإتاحة الاستفادة القصوى من الموارد المتوفرة من طريق التركيز على النتائج. والمؤسسات الخيرية غير مُقيدة بهوامش الربح كالصناعة، وغير مُقيدة بسياسات الحكومة، ويمكنها تحمّل كلفة المخاطر لتنفيذ الأبحاث الهامة وأعمال التطوير المطلوبة لدراسة الهيكليات الاجتماعية، ومراجعة النماذج المعروفة، ومواجهة التحديات التي قد تؤدي إلى أزمات.

المؤسسات الخيرية مُتوفرة بعدة أشكال: المؤسسات العائلية المرتكزة إلى موارد العائلة، والمؤسسات الاجتماعية المنظمة لتحسين نوعية المجتمعات، والمؤسسات المستقلة الموجهة نحو مهام معينة تضعها مجالس الأمناء. لكن هذا فصل واحد فقط من الأعمال الخيرية. فتبرع الشركات الكبرى هو عنصر أساسي آخر في جهودنا لإعادة ما أعطانا إياه المجتمع.

البصيرة، والإلهام، والابتداع

المؤسسات الخيرية تجمع معاً خبرة الصناعة، والحكومة، والأكاديميات، والمجموعات المجتمعية، والأفراد لمعالجة المسائل الضاغطة و إيجاد الحلول الناجعة. وهو تماماً هذا النوع من التعاون، على سبيل المثال، الذي أدى إلى شراكة عامة – خاصة بين المؤسسات الخيرية ومكتبة الكونغرس الأميركي لإطلاق مبادرة بناء المكتبة الرقمية العالمية، التي ستجمع مواد أساسية مبعثرة من الحضارات العالمية المتنوعة في مواقع موحدة على شبكة الإنترنت لكل حضارة على حدة. فالمكتبة الرقمية العالمية تملك إمكانيات ضخمة لزيادة التفاهم العابر للحضارات.

ومن خلال البصيرة، والإلهام، والابتداع، قدمت المؤسسات الخيرية مساهمات مهمة ودائمة في مجال الصحة، والتعليم، والبيئة، وتطوير الشباب، والفنون. كما كانت فعّالة في إعادة إحياء وتأهيل الأحياء الداخلية للمدن، والحفاظ على النسيج الاجتماعي للمجتمعات عبر الولايات المتحدة وعبر العالم.

التعليم أيضاً يشكل تركيزاً أساسياً للأعمال الخيرية

فمثلاً، العديد من المؤسسات الخيرية اليوم تُعالج مشاكل مرض الايدز/نقص المناعة المكتسبة، والمالاريا، والسل، وتُنفق ملايين الدولارات على الأبحاث والمشاريع لتوسعة برامج التلقيح التي تستهدف أمراض الأطفال في الدول الفقيرة في العالم. تُنفق مؤسسة بيل ومليندا غيتس الخيرية أكثر من مليار دولار سنوياً، تقريباً بحجم إنفاق منظمة الصحة العالمية، على جهود رفع الوعي العام واستئصال الأمراض السابقة الذكر. العديد يعتبر أن مؤسسة غيتس، إحدى أجدد وأكبر المؤسسات الخيرية التي دخلت قطاع الأعمال الخيرية، أصبحت المنظمة الأكثر تأثيراً في الصحة العالمية اليوم.

التعليم أيضاً يشكل تركيزاً أساسياً للأعمال الخيرية، حيث تقوم العديد من المؤسسات الخيرية الأميركية بتوسيع التمويل والأبحاث لدعم التعليم العالي في سائر أنحاء العالم. لهذا الهدف، اجتمعت سوية مؤسسة جون دي. وكاثرين تي ماكارثر، ومؤسسة فورد، ومؤسسة روكفلر، ومؤسسة كارنيغي في نيويورك، ومؤسسة وليام وفلورا هيوليت، ومؤسسة أندرو دبليو ميلون في الشراكة للتعليم العالي في أفريقيا. قدمت هذه المؤسسات الخيرية مجتمعة أكثر من 150 مليون دولار وتعهدت إنفاق 200 مليون دولار إضافية خلال خمس سنوات لدعم جامعات منتقاة في غانا، وموزمبيق، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا، وتنزانيا، و أوغندا، وكينيا، وهي جامعات تعتبر بأنها تشكل عناصر للتقدم الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي.

الأعمال الخيرية في القرن الحادي والعشرين

تتعرض حالياً طبيعة وممارسة الأعمال الخيرية في الولايات المتحدة لتغيير مذهل يُحركه بغالبيته نمو حجمه وتبدل طبيعته. فقد أدى الازدهار الاقتصادي الى تكاثر درامتيكي في المؤسسات الخيرية. فمن بضعة الآلاف من المؤسسات الأميركية التي كانت تُقدّم المِنَح ما بعد الحرب العالمية الثانية ازدادت اليوم إلى أكثر من 65,000 منظمة في كامل أنحاء العالم، ما يشهد على النمو العميق في الأعمال الخيرية ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل على المستوى العالمي أيضاً. يبلغ مجموع موجودات هذه المؤسسات الخيرية الآن أكثر من 500 مليار دولار، مع تبرعات سنوية مرتفعة لا سابق لها قدرها 33.6 مليار دولار. فهذا، من نواح كثيرة، وقت التفاؤل والإبداع حيث يكتشف الناس أنظمة جديدة لإعادة الثروات الخاصة إلى المجتمع الذي استمدتها منه لفائدة الخير العام.

تعيش الولايات المتحدة وتزدهر ضمن اقتصاد عالمي. ونتيجة لذلك، ف إن الأعمال الخيرية الأميركية تصبح أكثر عالمية. وبينما تنمو الثروات في اقتصاديات السوق الجديدة، يتم التشديد على تقاليد العطاء. عالمياً، هناك العشرات من المؤسسات الخيرية الجديدة في أفريقيا و آسيا و أميركا الجنوبية و أوروبا.

يقدر «تقرير الوضع العالمي للمؤسسات الاجتماعية لعام 2005 أن هناك على الأقل 1188 مؤسسة اجتماعية في 46 دولة خارج الولايات المتحدة، مع وجود 150 مؤسسة أخرى على الأقل قيد التأسيس حول العالم.

شراكة بنّاءة مع الزملاء في الأعمال الخيرية

الانخراط في ذلك المجتمع العالمي يجب أن يتضمن شراكة بنّاءة مع الزملاء في الأعمال الخيرية في كافة أنحاء العالم. أنشئ مجلس المؤسسات الخيرية، المنظمة الدولية التي يشارك فيها أكثر من 2000 عضو من المؤسسات والشركات التي توفر البرامج وتقدّم المِنَح، في العام 1949، وهو ملتزم بزيادة الامتداد العالمي التعاوني للأعمال الخيرية ويُنظم حالياً أحد أكبر تجمّع لقيادات مؤسسات الأعمال الخيرية في التاريخ. خلال هذه القمة، المقرر عقدها خلال عام،2008 سيدعو المجلس الزملاء الأميركيين والعالميين للتجمع في واشنطن العاصمة، للمشاركة في محادثات أساسية عبر كافة المسارات، لنتمكن من التعامل بشكل أفضل مع الدور الجوهري للأعمال الخيرية في القرن الواحد والعشرين.

إن التحدي الذي يواجه الأعمال الخيرية هو إنجاز الأعمال التي هناك أمس الحاجة لها حيث لا يقدر أو لا يرغب الغير القيام بها: في أماكن التربة الصلبة حيث يتجذر العنف، في خضم الظروف المروعة حيث البطالة سائدة، وفي تلك المجازفات التي يصعب على الحكومات القيام بها بسبب الضغوط السياسية. يجب أن تركز الأعمال الخيرية أعمالها على الاتجاهات والميول التي تتوقع عناوين أخبار الغد. وقد يكمن الإرث الأكثر ثباتاً للأعمال الخيرية عبر العقود في مبادرة العطاء نفسها، في التبرعات التي تشكل مثالاً للغير، إن كان ذلك، عن طريق إنشاء مؤسسة خيرية، أو مساعدة منظمة إحسانية، أو تلبية حاجة إنسان.

الثروات تنمو وتختفي، لكن يستطيع المجتمع الاعتماد دوماً على دوام ابتكارات الأعمال الخيرية، وتعاونها، والنتائج التي تحققها من أجل الصالح العام.

أمور لا تحدث من تلقاء نفسها

الأسس الإرشادية، والدعائم، ومهنة إدارة المؤسسات اللاربحية

إن نطاق الأعمال الخيرية التي يقوم بها المواطنون في الولايات المتحدة مدهشة في تنوعها. ومن الواضح أن الأعمال التطوعية غير الرسمية والعفوية، وكذلك الأعمال الخيرية، لا زالت تتسارع بوتيرة مُشجعة. إلاّ أن قطاع الأعمال الخيرية بصفته ميدان عمل قائم على الجهد والمسعى، تطور إلى حد أن هذه المؤسسات والمنظمات الخيرية أصبحت تُدار على يد هيئة موظفين محترفين ومدربين على الأنظمة المختصة بهذا العمل.

المهمات التي يتولاها المدراء في الخدمات التطوعية

المهمات التي يتولاها المدراء في الخدمات التطوعية تشمل اجتذاب، و إدارة، وتدريب، وشكر المتطوعين. قد يكون المدراء أعضاء في منظمات محترفة متخصصة أو قد تكون لديهم إجازات متخصصة أو شهادات جامعية في معرفة دعم هذه الأعمال. وطِبقاً لتقرير ((تعليم إدارة المؤسسات اللاربحية – التقديمات الحالية في البرامج القائمة))، كان هناك في العام 2002 حوالى 255 كلية وجامعة تقدم دورات دراسية في إدارة المؤسسات اللاربحية وكذلك برامج شهادات لطلاب المراحل الجامعية الأولى والعليا.

إن فن وعلم تحويل الأموال إلى قضايا احسانية من خلال المِنح أصبح أيضاً عملاً معقداً بالنسبة لكل من المنظمات التي تقدم مقترحات المِنَح، وتحصل على التمويل، وتحضر التقارير عن أعمالها، كما بالنسبة إلى المؤسسة الخيرية التي تستلم وتصدر القرارات حول المقترحات المقدمة وتراقب المِنَح، وفي نهاية المطاف ترفع التقارير إلى مجلس الإدارة والمتبرعين، أو إلى الجهات المعينة الأخرى.

أصبح لدى كل من الواهبين والمؤسسات الخيرية اهتمام كبير بالطريقة التي تتولى فيها المؤسسات الخيرية إدارة أموالها وبرامجها، وخصوصاً بالنتائج التي تحصل عليها وبمدى الحذر التي تدير مواردها فيها. تُصنّف مجموعات الإشراف المؤسسات الخيرية حسب نتائجها وطِبقاً لنسبة الأموال التي تصل الى المجموعات المخدومة، مقارنة مع النسبة التي تدفعها للنفقات الإدارية العامة. المتبرعون يختارون المؤسسات الخيرية التي يؤيدونها بجزء منها وفق هذه التراتبية.
ومن الطبيعي أن تكون طرق تحضير تقارير هذه المؤسسات أيضاً مهمة جداً بالنسبة إلى كل الجهات المعنية أعلاه.

وبطرق عدة، أصبح قطاع إدارة المؤسسات اللاربحية يدقق نفسه بنفسه. المؤسسات والمنظمات الخيرية والاحسانية تحضر التقارير المالية وغيرها من التقارير حول نتائجها وممارساتها الإدارية ثم تقوم المنظمات، كمجلس المؤسسات الخيرية ومركز المؤسسات الخيرية، باستخدام هذه المعلومات لرفع تقارير شاملة. بينما تقوم مجموعات أخرى بتصنيف المؤسسات وفقاً لأدائها.

المراجع
العودة للجذور ”دراسة للعادات الاجتماعية“
مجلة إيجورنال الأمريكية ”المجتمع والقيم عدد مايو 2006“

amr abdelnaby
12/05/2009, 11:33 AM
جزاك الله خيرا أخ مبارك لقد قلت فأوفيت! كتابة طيبة في موضوع أثير!

مبارك بخيت
17/05/2009, 09:16 AM
شكرا لكلماتك الرقيقة الصادقة أخي العزيز
اسعدني مرورك العطر

نضال سيف الدين خالد
17/05/2009, 09:22 AM
لعل من أفضل ما قيل في الإيثار:
تقضي الرجولةُ أن نمُدَ جسومنا **** جسراً فقل لرفاقنا أن يعبروا
و تفضلوا بقبول تحياتي
نضال سيف الدين خالد