المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا خصوصية ثقافية في ظل تبعية لغوية



عبدالقادربوميدونة
13/05/2009, 07:54 PM
* لا خصوصية ثقافـيـة في ظل تبعـية لغـويـة *
إن التشويه اللغوي الذي اعترى الأسماء والأفعال العربية وقواعدهما، في مختلف مناحي الحياة بالجزائر والبلاد العربية في المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية والمهنية والشوارع والملاعب والإدارات، والمؤسسات وإشارات المرور، وأغلفة المنتوجات الغذائية، والمطبوعات الإدارية، الرسمية، وغيرالرسمية، وبعض الصحف الأسبوعية، والدوريات الإعلامية، لم يكن ليأتي هكذا عرضا واعتباطا، أوبحثا عن أسهل سبيل للتبليغ والإعلام والتواصل، أولتحريف غيرمقصود، إنما نجم عن نية مبيتة، ما تزال تضمرها أطراف عديدة، لها مصلحة في ذلك، وهي الحقيقة التي أضحت صارخة، وتدعو إلى الحسرة على مآل تلك الجهود الكبيرة التي بذلت فيما سبق، لتعريب المحيط العربي وتعميم استعمال اللغة العربية على المجالات كافة.
هذه اللغة التي تعرضت ومنذ فترة زمنية طويلة، إلى محاولات خبيثة متعددة ، ومتعمدة للنيل منها، ومسخ صورتها، بتوقيع أيدي وألسنة أولئك الذين كانت وما تزال تدفعهم حساسيتهم المفرطة، تجاه كل ما يتعلق بهذه اللغة المتميزة بالقدرة على الحياة والنماء عبرالحقب والعصور، وبالصمود والتحدي في مواجهة أعدائها.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإنه صارمن واجب كل من يملك مقدرة على الدفع ضد هذا التدهورأن يساهم بما استطاع من مقاومة، وأن يؤيد هذا الكلام ، أوربما يعترض عليه ولكن بمسوغات معقولة ومنطقية، وأن يدلي بدلوه في هذا الشأن، الذي بات يركن في دائرة من دوائرالمسكوت عنه، وربما تحريم الاقتراب منه ، أوالخوض فيه، بحجة حساسيته وخطورته.
أية حساسية هاته وأية خطورة ؟!
وقد بلغ الموسى العظم، في تشويه صورة لغة الشعب والأمة ، من خلال حصص وبرامج الإذاعات الرديئة وأطباق القنوات التلفزيونية التي وصل بعض منها في تدني مستوى الرسالة الإعلامية والتبليغية والتربوية إلى درجة الإسفاف، والتي لم تعد تشرف الشعب الجزائري والعربي عموما أبدا.
وذلك باعتماد اللغة الدارجة والعامية المطعمتين بفرنسية وانجليزية ركيكتين وتوسيع نطاق استعمالاتهما في إعلانات الجرائد والومضات الإشهارية التلفزيونية، وفي الأشرطة الغنائية التي لا ضابط لها ولا رقيب، وأشرطة الفيديو، وما تبثه من أفلام هابطة المستوى، وتضرب اللغة العربية في الصميم وذلك بحشوعقول الناشئة بخزعبلات ماهي بلغة ولا بلسان، والأقراص المضغوطة ومحتوياتها المشبعة بالأخطاء النحوية والصرفية والإملائية، وحجة من يقف وراء ذلك كله هو:
( أن هذه هي لغة الشعب ! لغة التبليغ والتواصل) وكأن هاته اللغة الممسوخة المليئة بالألفاظ المهرسة، والكلمات المفرنسة، والأفعال المرفسة، هي اللغة الرسمية للدولة الجزائرية للعرب، هذه اللغة الهجينة، التي تعرف دعما وتشجيعا كبيرين من قبل دوائر معينة، قد طالت كل شيء، في ظل تراجع اللغة العربية عن تأدية وظيفتها الحضارية وتقاعس المشرفين على حمايتها والدفاع عنها.
فهل صادف وأن شاهدتم أوسمعتم قناة إذاعية أوتلفزية فرنسية أو انجليزية محترمة واحدة ، حاورت شخصا ما باللغة العربية على أمواجها أوشاشاتها أوارتكب الناطقون بها أخطاء في حقها، حتى لوكانت بسيطة؟!
والله لوحدث ذلك لقامت قيامة فرنسا من أقصاها إلى أقصاها، لأن الفرنسيين أصحاب نيف وغيرة على لغتهم،التي يعتبرونها عنوانا لشخصيتهم الحضارية ومبعثا لفخرهم واعتزازهم.
إنه من حق ومن واجب كل مواطن حروشريف، ويغارعلى شرف وقداسة لغة بلاده، ويحترم بنود ونصوص دستورها، أن يرفع يديه حاملا يافطة طويلة عريضة، صارخا معترضا على هذا الإهمال واللامسؤولية، فيما طال اللغة العربية من مساس مهين ومذل، مدركا قبل كل شيء، أن هذا الأمرهو واجب وطني وديني وأخلاقي.
وعلى الرغم من كل تلك المحاولات اليائسة، التي تعرضت وما تزال تتعرض لها اللغة العربية، وبحيل متنوعة الوسائل، ومختلفة الأشكال، وعلى أصعدة وسلاليم وظيفية، يعرف كثيرمن الناس أصحابها، ها هي تؤدي دورها التعليمي والتربوي والحضاري في صبروجلد منقطعي النظير، شامخة كالطود الأشم، منتظرة من أولئك السياسيين أصحاب القرارالقادرين على تشريفها بالدخول إلى غرف البحوث المخبرية العلمية، لتنتعش أكثر، وإقحامها مكاتب الدراسات الهندسية والدفع بها إلى الورشات الميكانيكية دون عقدة ، واستضافتها في أبراج الأبحاث الفيزيائية، والمعامل الكيميائية والنوادي الفلكية، وفي جامعات الوطن للعلوم والتكنولوجية، لتشرفهم هي بدورها وهي أهل لذلك، وترفع معنويات الناطقين بها، وتكون سندا قويا للمتعاطفين معها، إثباتا للذات، وتحقيقا للاستقلالية اللغوية، وتميزا في الإبداع الأدبي والفني والفكري والثقافي الداعم لعناصرالهوية الوطنية.
وبهذا الصدد ينبغي التثمين عاليا ذاك القرارالسياسي الصادرمؤخرا عن مجلس الوزراء الجزائري ، الخاص بدعم اللغة العربية والذي أعطى بصيصا من أمل، ورؤية تقترب من الوضوح، لمستقبل اللغة العربية، لأن تتبوأ مكانتها التي تليق بجلالها ومجدها وعلى أرضها، ولكن أين وسائل متابعة تنفيذ محتوى القرار وتطبيق ما ورد فيه ؟!

* لغة الإدارة والاقتصاد والديبلوماسية *إلا أن القرارالصعب والجريء الذي ماتزال اللغة العربية في انتظاراتخاذه،هو ذاك القرارالتاريخي الذي يمكنها من أن تصبح لغة أولى للاقتصاد وللإدارة، وللديبلوماسية، على غراربقية لغات العالم السيدة.
فالألماني لا يتعامل أويتكلم إلا بلغته، مهما حاولت استدراجه لأن ينطق بغيرها! حتى ولوامتلك ناصية لغات العالم، وكذلك الفرنسي والأنجليزي والإيطالي والإسباني والياباني والصيني ..
فلماذا نجد فئة كبيرة من الجزائريين والعرب ـ وعلى الرغم من كون دستوربلادها ينص منذ عقود على أن اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية للدولة الجزائرية والعرب ـ تصرعلى التعامل بلغة غيرها، إن على المستوى الرسمي أوالشعبي؟!
ما تفسيرذلك لدى علماء النفس الاجتماعي واللغوي ؟!
وماهي الدوافع التي تجعل الإنسان الجزائري والعربي يتخلى طواعيةعن جزء من شخصيته وهويته ؟!
وما هي البواعث التي تدفعه أو تضطره إلى اعتماد هذا السلوك غيرالحضاري ؟!
ألا يعد ذلك انفصاما في الشخصية ؟! وطمسا متعمدا لعنصرهام من عناصرهويته ؟! وتشويها ـ بوعي أوبغير وعي ـ لذاتيته الجزائرية والعربية ؟!
فإن كانت المسألة تتعلق ( بغنيمة حرب ) ـ كما يدعي البعض ـ فلماذا لم تحتفظ الأندلس باللغة العربية كغنيمة حضارة ؟! وقد دامت فيها هذه الحضارة ما يربوعن الثمانية قرون ؟! بينما لم يدم الاستعمارالفرنسي ببلادنا سوى قرن ونيف وبعض البلدان العربية الأخرى لم تستعمر قط ، وقد فعلت لغته فينا كل هذه الأفاعيل؟!
فمادامت الأندلس قد أخذت قسطها من الحضارة العربية الإسلامية، ولم تحتفظ بلغة الفاتحين العرب والأمازيغ، لماذا على الجزائر أن تحتفظ بلغة هؤلاء الفرنسيين الذين ما عمروا بلادنا وما حضروها وما طوروها، بل آثارهم تدل عليهم.
( تخريب العقول وإكلام الأفئدة وتمزيق الشخصية الجزائرية والعربية ، و نشرسموم ثقافتهم الغربية التي لا تتماشى وأذواقنا الشرقية، تلك الثقافة التي من سماتها الأساسية بث روح التفرقة اللغوية، وإذكاء نارفتنة العنصرية النتنة، والتحريض على زرع بذورالجهوية المقيتة بين صفوف المواطنين الجزائريين والعرب ، وتمهيد الأرضية لتنامي ظاهرة أخطبوط الرشوة والفساد الإداري، والتلوث الثقافي، وتمييع الذوق الفني السليم للأمة، بحجة دواعي التحديث والتطوير، فهاهي النتيجة ـ كما يلاحظ الجميع ـ بعد استهلاك ثقافتهم واعتماد أنماط معيشتهم، وجعل لغتهم وسيلة للتسييروالإدارة، لما يربوعن نصف قرن نجد الأمة الجزائرية مكلومة في لغتها، مأزومة في ثقافتها، مهزومة في استقلاليتها،لا إنتاج غذائيا وطنيا وفيرا، ولا مصنوعات محلية للتصدير، ولم يبق من اهتمام الفرد الجزائري والعربي إلا الكدح اليومي، من أجل توفير لقمة العيش والبقاء على قيد الحياة لا غير)
( طبعا هناك فئة غيرقليلة من الطبقة المتوسطة وما فوقها ببلادنا وفي الوطن العربي ، مستفيدة من هذا الوضع، ولا ترضى بتغييره ، وقد يربكها ويقلص من حظوظها، وهي محقة في الدفاع عن مكاسبها، ولو على حساب الآخرين ).
أحترم التارقي حين يتكلم بتارقيته، والشاوي بشاويته، والقبائلي بقبائليته، والزناتي بزناتيته، والميزابي بميزابيته والكردي والتركماني والدرزي الخ..، لأنه يعبرعن ذاتيته الأصيلة، وهوفخوربانتمائه إلى أمته العربية الإسلامية، ولا أحترم ذاك الذي يتقعرويرطن بلغة مستعمره بالأمس القريب، أمام أبناء بلده ، دون حاجة ماسة لذلك، مزهوا مفاخرا، وكأنه وصل إلى زحل، أوخاض حروب حنابعل، أو شارك في معارك هرقل.
(أعرف أحد الجزائريين الذين درسوا في أمريكا وكندا، يجيد خمس لغات عالمية، نطقا وكتابة، ولم أسمع منه يوما كلمة واحدة باللغة الفرنسية في حواره مع أبنائه وأبناء وطنه إلا مضطرا.)
فهاهم الإخوة المسيحيون اللبنانيون والأقباط المصريون لا يتكلمون ولا يكتبون إلا بلغتهم الدستورية الواحدة، الجامعة لذلك التنوع اللغوي الثقافي لأمتيهما كبقية شعوب العالم المتحضرة.


* اللغة فكرأم وسيلة ؟ *ـ فإن كانت اللغة فكرا ، فإننا قد صرنا نفكرانطلاقا من مرجعيتين مختلفتين ومتاضدتين، كل منهما تدعي أنها على هدى، وأن سبيلها هوسبيل الخلاص والانعتاق من ربقة التخلف.
ألا تحتاج هذه الإشكالية القائمة ببلادنا وفي الوطن العربي والتي لها تأثيراتها السلبية المزمنة، إلى ندوة وطنية وعربية سياسية فكرية ثقافية لدراستها والبت فيها بصفة نهائية ؟
وذلك حتى لا نورث الجيل الحالي والأجيال القادمة هذا التطاحن اللساني والتنابزاللغوي، الذي سوف يفضي في نهاية المطاف إلى التخلف بأسمى صوره لا محالة؟! والدليل على هذا التخلف ما نعيشه منذ استرداد السيدة الوطنية من صراع لغوي حاد، معرقل لكل جهود التنمية، ومن فوضى ثقافية، أربكت أفراد المجتمع، وزادت في اتساع رقعة الشرخ الموجود بين الفصائل الثلاث للنخبة الوطنية ،
(المعربة والمؤمزغة والمفرنسة.. الخ ).
قلت فكرين مختلفين عربي إفريقي، وفرنسي أوروبي، تطبع وتأثركل منهما بطابع جغرافيا وتاريخ مختلفين، ونستعمل وسيلتين تؤديان وظيفتين مختلفتين أيضا ومتضادتين، إحداهما تدفع بالفرد الجزائري للغرق في بحيرة الاغتراب والاستغراب والاستلاب، وتوفيرعناصرالقابلية للاستعمار، (وهذا ثابت علميا وأظن أنه لامجال فيه للنقاش) ، والأخرى تدعوه للغطس في بحيرة الاستقلالية الثقافية عن الغرب، وإمداده بما يحصن ذاتيته، ويصون كرامته، ويحفظ وجدانه، من مخاطر الذوبان في الآخر.
وإن لم يكن الأمركذلك، فما الجدوى من مساعي أنصارنشرالفرنكفونية في ربوع العالم ؟
والعمل على توسيع مجالات استعمالها في فضاءات خارج وطنها الأم؟
إن لم تكن من أجل استيعاب الآخر، وشل قدراته الفكرية والوجدانية، ومن ثم الهيمنة والسيطرة عليه لابتلاعه!!
إن الحضارات دورات ودول، فالدورالعربي الإسلامي قادم لا محالة بإذن الله ، وتلك سنته في كونه.
فمنطق التاريخ يؤكد أن دورة الحضارة لا يمكن أن تستقرفي مكان وزمان واحد، (وتلك الأيام نداولها بين الناس).
إن ما يعرقل مسيرة وجهود المخلصين من أبناء هذا الوطن، التواق للتحررمن هيمنة الغرب الثقافية، هوهذه الخلافات الداخلية الطاحنة، السياسية منها والاجتماعية واللغوية بالخصوص.
( متى يبلغ البنيان يوما كماله * إذا كنت تبني وغيرك يهدم).
ـ أماإن كانت اللغة وسيلة فقط، فإننا نتناول طعامنا بملاعق لغة غيرنا، ونلبس سرابيلهم الفكرية الرثة، التي أثبتت التجربة عدم جدواها.
وبالتالي ها قد أضحينا بعد كل تلك التجارب المرة عراة مفضوحين، فلا مناسج لغتنا تركناها تكسونا، ولا أقمصة لغة غيرنا صارت تدفئنا.
ألم يصل الروائي الجزائري الكبيررشيد بوجدرة إلى طريق مسدود ـ بعد أن غامرلعدة عقود في رحلته اللغوية المعروفة، فعاد معترفا بعدم جدوى الإبحارفي يم لغة يعيش أهلها الأصليون أزمات فكرية حادة، وربما الإفلاس ؟!
وقد أدرك بحسه الحضاري في نهاية مطاف سفره ، وهو المتمكن الأمكن في ناصية اللغة الفرنسية، وبعد تجربة الكتابة الإبداعية بها وفيهاأن: (المكسي برزق الناس عريان؟!).
ها هويعود للكتابة بلغة الوطن، لغة الهوية الحضارية, لغة الانتماء، لغة الأمة والشعب، لغة الأنا الجماعي الحضاري للشعب الجزائري المتميزعن الحضارات الأخرى، شئنا أم ابينا.
وكذلك الكاتبة والروائية الجزائرية المعروفة آسيا جبار، التي فازت مؤخرا بإحدى الجوائزالأدبية، قد صرحت أنها نادمة أشد الندم عن عدم تعلمها اللغة العربية.
مرحبا بالأمازيغية لغة وطنية للتفكيروالإبداع الفني والثقافي ، وسحقا للغة عدوي الاستدماري بالأمس، وخصمي الحضاري اليوم، سحقا للغة امتدت أذرع أخطبوطها لتطال حتى قرى وسهول وجبال وصحارى الضفة الجنوبية من حوض المتوسط، ضفة الأحرارعربا وأمازيغ، محاولة التهامهم وعيونهم تنظر، وسواعدهم المفتولة تحاول الدفع ولكنها مغلولة، سحقا لمن لا غيرة له على دينه، وقدعلم أنه سوف يحاسب عن تفريطه في ذلك يوم القيامة، وسحقا لمن لا غيرة له على لغته الوطنية والرسمية، وقد أدرك أن الشهداء قد اطمأنوا عندما وضعوا الأمانة بين يديه، وبذلوا مهجهم رخيسة في سبيل تحريره واستقلالية شخصيته الثقافية والسياسية والاقتصادية، وتركوه ينعم بحرية وكرامة، وسحقا لمن لا غيرة له على انتمائه الحضاري المتميز ، سحقا لمن انسلخ عن جلده غصبا عنه، ولم يحاول الدفاع عن نفسه، أورضي عن طيب خاطر، وهويردد أن ذلك لم يضره في شيء ، محاولا بإصرار سلخ الآخرين معه، دونما حياء ولا وجل.
نقول هذا لا لشيء، إلا لكون اللغة العربية ما تزال تبحث عن صاحب قرار شجاع، قد يقضي بقراره ذاك على كثير من بؤرالتوترالاجتماعي والتطاحن السياسي، ويحقق أسمى معاني المصالحة الوطنية المتمثلة :
أولا في الذات الجزائرية المستقلة،
ثانيا في مسألة الانتماء الحضاري للأمة، وفض نزاعات إشكالية الهوية الثقافية،
ثالثا في تخليص الأمة الجزائرية من أذرع أخطبوط التبعية اللغوية للغرب.
هذا الغرب الذي لم يستطع حتى اللحظة التخلص من حنينه الاستدماري وعقدة الهزيمة لديه.
إن كل من يبحث له عن أعذارفي هذا الشأن هوواهم، ولم يستفد من دروس التاريخ شيئا.
( وما تكريم وتمجيد رموزالجريمة لليل الاستدمارسوى دليل على ذلك ).
نشر ب"صوت الأحرار" الجزائرية في 27. 11. 2005

جمال الأحمر
13/05/2009, 11:03 PM
أخي الأستاذ المحترم: عبد القادر بوميدونة
السلام عليكم

أحييكم على هذه الغيرة التي لم تخب فيكم ولا في الشعب الجزائري البطل، رغم المحن والنكبات المتتالية.

يرى بعض الجزائريين أن عهد اللغة الوحيدة ذات السيادة قد ولى؛ ويرون أننا نعيش عصر التعددية اللغوية.

وها هي الأمازيغية التي اخترعت فرنسا نصفها (أمازيغية: ثاقذوث وتيليللي)، قد صارت لغة، بل صارت رسمية في الجزائر. وصارت ضرة رسمية.

وها هي العربية تتقهقر إلى المرحلة التالية بعد آدابها، وصارت العربة تتقدم الثور الذي يجرها. وصارت الكليات عندنا تدرس الآداب وتهتم بها أكثر مما تهتم باللغة.

وها هي العامية تزاخم الفصحى في عقر دارها، وتُـفتح عندنا فروع متخصصة للأدب الشعبي، داخل كليات اللغة العربية وآدابها.

ووجدت في الجامعة الجزائرية من أساتذة العربية وآدابها من لا يحسن إعراب "لا إله إلا الله"!

وصار أناس منا لا يعتزون بأبي بكر وعمر وسعد، بل صاروا يعتزون بالكاهنة التي ماتت على الكفر، ويسمون أولادهم باسمها.

ويحنون إلى الجاهلية وأهلها من المشركين وأئمة الكفر؛ ومنهم من يسمى أبناءه باسم ابن الزنى (يوخرطة)، و(مَّا نيسا) حليف الرومان على إخوانه الفينيفيين الساميين، و(يوبا) الدمية الجزائرية العميلة للرومان.

وصاروا يدعون بدعوى الجاهلية، إذ لم يكفهم الإسلام...

وفي الجيل الجديد طوام نعيشها كل يوم جراء سياسيات حفيد القايد (بن بوزيد) و(ابن زائغ) المسمومة...

قد تود المحافظة على موضوع العربية صرفا،،،فاعذرني على إيراد الشماريخ مما لا بد منه لوسنان ويقظان.

دمت قلما منافحا عن المبادئ والأصول والثوابت...

تقبل تحياتي الأخوية الخالصة...والسلام عليكم

عبدالمنعم جاسم
14/05/2009, 12:59 PM
أستاذنا الكريم : تحية طيبة
أنت تضع يدك على الجرح يا سيدي ..
إن محاربة اللغة العربية هي المدخل لمحاربة القرآن الكريم ، هذا ما بدا لي وأنا أقرأ ما يحدث ، فهم مبيتون لما يفعلون ، وأنت على حق بما ذهبت إليه ، فقد حاولوا في البداية محاربة القرآن مباشرة فيئسوا من ذلك واستشعر بهم الغيورون على القرآن واللغة العربية أمثالكم ، فجاؤوا من ناحية أخرى .
جاؤوا من طريقين :
الأول : تشجيع اللغات الشعبية ، حتى أن بعض الصحف ( العربية ) صارت تكتب باللهجات العامية وتحقق رواجا كبيرا وتلاقي تشجيعا كبيرا ، وكذا تم بث المفردات الأجنبية بين فئات الشعب ، والنظر لمن يتلفظ بها بعين الإعجاب ..
أما الثاني : فكان أكثر ذكاء ً حيث محاربة الشعر العربي الحقيقي ، وذلك بتشجيع قصيدة النثر وتخصيص جوائز للمتشاعرين ، وقد قرأت عن شاعر اسمه ( رشدي الغدير) ، حبذا لو فتشت عنه في النت ، نال جائزة أفضل شاعر عربي من أحد المهرجانات في اسبانيا ، لو اطلعت على كتاباته لوليت منها فرارا ولملئت منها غيظا ..
........ وللحديث شجون

عبدالقادربوميدونة
21/05/2009, 04:40 PM
أخي الأستاذ المحترم: عبد القادر بوميدونة
السلام عليكم
أحييكم على هذه الغيرة التي لم تخب فيكم ولا في الشعب الجزائري البطل، رغم المحن والنكبات المتتالية.
يرى بعض الجزائريين أن عهد اللغة الوحيدة ذات السيادة قد ولى؛ ويرون أننا نعيش عصر التعددية اللغوية.
وها هي الأمازيغية التي اخترعت فرنسا نصفها (أمازيغية: ثاقذوث وتيليللي)، قد صارت لغة، بل صارت رسمية في الجزائر. وصارت ضرة رسمية.
وها هي العربية تتقهقر إلى المرحلة التالية بعد آدابها، وصارت العربة تتقدم الثور الذي يجرها. وصارت الكليات عندنا تدرس الآداب وتهتم بها أكثر مما تهتم باللغة.
وها هي العامية تزاخم الفصحى في عقر دارها، وتُـفتح عندنا فروع متخصصة للأدب الشعبي، داخل كليات اللغة العربية وآدابها.
ووجدت في الجامعة الجزائرية من أساتذة العربية وآدابها من لا يحسن إعراب "لا إله إلا الله"!
وصار أناس منا لا يعتزون بأبي بكر وعمر وسعد، بل صاروا يعتزون بالكاهنة التي ماتت على الكفر، ويسمون أولادهم باسمها.
ويحنون إلى الجاهلية وأهلها من المشركين وأئمة الكفر؛ ومنهم من يسمى أبناءه باسم ابن الزنى (يوخرطة)، و(مَّا نيسا) حليف الرومان على إخوانه الفينيفيين الساميين، و(يوبا) الدمية الجزائرية العميلة للرومان.
وصاروا يدعون بدعوى الجاهلية، إذ لم يكفهم الإسلام...
وفي الجيل الجديد طوام نعيشها كل يوم جراء سياسيات حفيد القايد (بن بوزيد) و(ابن زائغ) المسمومة...
قد تود المحافظة على موضوع العربية صرفا،،،فاعذرني على إيراد الشماريخ مما لا بد منه لوسنان ويقظان.
دمت قلما منافحا عن المبادئ والأصول والثوابت...
تقبل تحياتي الأخوية الخالصة...والسلام عليكم

ما ذكرته أنت أخي جمال الأحمرمن معلومات هو بحد ذاته يعد موضوعا مستقلا يجب مناقشة ما ورد فيه.. بجمل قصيرة أبحرت بنا عبرها إلى عمق التاريخ وضربت أمثالا شتى بشماريخ ..فالله يبارك فيك وفي معلوماتك الموسوعية ..

مصطفى عودة
21/05/2009, 04:50 PM
ثنائية التبعية اللغوية(طريقة التفكير والتخيل والافعال والاعتزاز) والعيش في الوطن الحر ذي السيادة والريادة وتمكين الاجيال من خلال الماضي والحاضر للانطلاق للمستقبل ،لا تلتقيان الا للاستلاب والدمار والخراب للوطن والمواطن ،ببساطة لانك تفكر بعقلية غيرك ومن ثم لاهداف غيرك واخلاقه ومبادئه.

الدولة هي المسؤلة الاولى (لان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).

عبدالقادربوميدونة
22/05/2009, 12:49 AM
أستاذنا الكريم : تحية طيبة
أنت تضع يدك على الجرح يا سيدي ..
إن محاربة اللغة العربية هي المدخل لمحاربة القرآن الكريم ، هذا ما بدا لي وأنا أقرأ ما يحدث ، فهم مبيتون لما يفعلون ، وأنت على حق بما ذهبت إليه ، فقد حاولوا في البداية محاربة القرآن مباشرة فيئسوا من ذلك واستشعربهم الغيورون على القرآن واللغة العربية أمثالكم ، فجاؤوا من ناحية أخرى .
جاؤوا من طريقين :
الأول : تشجيع اللغات الشعبية ، حتى أن بعض الصحف ( العربية ) صارت تكتب باللهجات العامية وتحقق رواجا كبيرا وتلاقي تشجيعا كبيرا ، وكذا تم بث المفردات الأجنبية بين فئات الشعب ، والنظرلمن يتلفظ بها بعين الإعجاب ..
أما الثاني : فكان أكثرذكاء ًحيث محاربة الشعرالعربي الحقيقي ، وذلك بتشجيع قصيدة النثروتخصيص جوائز للمتشاعرين ، وقد قرأت عن شاعر اسمه ( رشدي الغدير) ، حبذا لوفتشت عنه في النت ، نال جائزة أفضل شاعرعربي من أحد المهرجانات في اسبانيا ، لواطلعت على كتاباته لوليت منها فرارا ولملئت منها غيظا ..
........ وللحديث شجون

ها أنت أخي الكريم عبدالمنعم جاسم تجسم وتجسد المشكل بمعالمه الواضحة المرحوم بإذن الله عبد الحميد جودت السحارواضع سيناريوفيلم" الرسالة " له كتيب جميل جدا نسيت مع الأسف اسمه يقول فيه أن هؤلاء الذين أرادوا ضرب القرآن ولغته العربية قد انطلقوا في أول الأمرمن بحوث المستشرقين ثم دراسات علم النفس كفرويد ويونغ وغيرهما وتوغلوا في دراسة النفس البشرية حتى وصلوا إلى محاولة معرفة سر الحب لدى الطفل لأمه الليبيدو..وعقدة أوديب ومنها عمدوا لمعرفة عبقرية محمد الذي أنتج القرآن في اعتقادهم الفاسد.. فلم يفلحوا.. فعادوا واتجهوا اتجاهات أخرى وهي تطويردراسة الجنس ونشرثقافته بشكلها السلبي أي الحرية المطلقة والإباحية ثم تدرجوا إلى الزواج المثلي والشذوذ الجنسي وقعدوا له قواعد وقوانين ومع كل ذلك اصطدموا بصخرة صوان لن تفتت أبدا فهاهم قد دخلوا إلى البيوت عبر التكنولوجية وتشجيع أبناء العالم العربي والإسلامي على استعمالاتهما السلبية المدمرة بوسائل إغرائية ..الخ ..
لكن اللغة العربية باقية ببقاء القرآن والقرآن باق ببقاء من لا يموت ..شكرا لك .

عبدالقادربوميدونة
23/05/2009, 01:07 PM
ثنائية التبعية اللغوية(طريقة التفكيروالتخيل والافعال والاعتزاز) والعيش في الوطن الحرذي السيادة والريادة وتمكين الاجيال من خلال الماضي والحاضر للانطلاق للمستقبل ،لا تلتقيان الا للاستلاب والدمار والخراب للوطن والمواطن ،ببساطة لانك تفكربعقلية غيرك ومن ثم لاهداف غيرك واخلاقه ومبادئه.
الدولة هي المسؤولة الاولى (لان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).
نعم ..الدولة أخي الكريم هي المسؤولة وهي الأفراد والجماعات والجمعيات والحركات والأحزاب وكل الهيئات والمؤسسات والدورالمختلفة والشجروالحجروالبشر..
فلكل مسؤوليته التي يتحمل وزرتقصيره في أداء واجباتها تجاه أبنائه وتجاه أبناء بلده ..
لا مناص من تحريك الأموروالمبادرة والاحتجاج.. وإثارة الأغبرة والعجاج.. في كل الوهاد والفجاج.. وهو خيروسيلة وعلاج ..
شكرا لك .

عبد الرحيم لبوزيدي
15/06/2009, 04:48 PM
باسم الله الرحمان الرحيم
استاذنا الجليل السي عبد القادر حياك الله وبياك وكثر من امثالك الغيورين على لغتهم المتمسكين بهويتهم ،المتطلعين الى اعادة المجد لهذه اللغة العظيمة والمفخرة الكريمة لكل من يتذوقها بناء وتعبيرا وبلاغة وتوجيها ،لقد اثرت موضوعا تغافل عنه الكثيرمن الناس اما قصدا واما جهلا بمدى ما ينسجنه الاعداء من مكائد للعرب والمسلمين عبر تدمير رمز كينونتهم وعزهم اللغة العربية .
اللغة العربية هي عنوان كينونتنا ،فبها نستطيع ان نعيش وسط هذا السيل المتدفق من اللغات التي تمطرنا بها الصحون المقعرة ليل نهار وبدونها ننجرف مع هذا التيار القوي من الدعوات للتخلص منها بدعوى انها السر في تخلفنا عن الركب الحضاري الذي تعرفه البشرية من الشرق الى الغرب ،وفي تقديري البسيط ان معاول الهدم لهذه اللغة قد بدات من آواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من خلال البعثات الثقافية العربية التي ترددت على اروبا وانبهار العائدين منها بما وصل اليه الغرب من تقدم في الميدان العلمي والتكنلوجي ،وظنوا ان السر في تخلفنا وتقدم غيرنا هي هذه اللغة ويكفي التخلص منها حتى نتمكن من مسايرة الركب ،وما هم في ذلك الا مترجمين لما تشبعوا به من نظريات المستشرقين من الذين تاكد لديهم ان سر المسلمين في لغتهم على اعتبار انها لغة كتابهم الذي به انتصروا وبفضله قاوموا الاستعمار ،واذا ما اريد لهذه الشعوب ان تدجن فما عليهم الا ان يعملوا من اجل ابعادهم عن هذه اللغة .
عاد الطلبة المصريين من اروبا وكلهم امل في تغيير واقع مجتمعهم واخراجه من التخلف والجمود الذي يعاني منه هذا المجتمع وركزوا جهودهم على الية التواصل بينهم وبين ابناء جلدتهم وبداوا يبشرون بضرورة اعتماد العامية وسيلة للكتابة ،فكتبوا مؤلفات اثارت غضبا شعبيا وصل حد تكفير اصحابها مما اجبرهم على سحب هذه المؤلفات واعيدت صياغتها لتتلاءم وما يرضى الشعب الغاضب .
لم تبق معاول الهدم رهينة بالفئة المثقفة مسلمهم ومسيحييهم بل امتدت الى السياسين ،ومن لايعرف ما فعله اتاتورك بحق اللغة العربية فهوالذي ارغم الشعب التركي على تغيير الحروف العربية واستبدالها بالاحرف اللاتينية ،فضلا عن عمله على محاربة كل رمز يشير الى الجنس العربي بتركيا ،والعجيب في الامر ان الشاعر العربي ابتهج لما جاء به كمال اتاتورك وشبهه بخالد العرب .
ان انحسار اللغة العربية وانكماشها في المواد الدينية دليل على ضعف اهلها وتخليهم عنها وهاهي اللغة العربية تشكو الامها واحزانها على لسان الشاعر العربي حافظ ابراهيم:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي === = وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني=== = عقمت فلم اجزع لـــقول عداتي
ارى لرجال الغرب عزاومنعة=== = وكـــــم عزاقوام بعزلغـــــــاتي
هذه اطلالة عن ماعانته اللغة العربية سابقا،اما ماتعانيه في الوقت الراهن فما تحدث به الاساتذ عبدالقادر فيه ما يشفي الغليل ،ومايكشف المستور بيد ان هناك امورا اخرى وليدة البئة التي نعيشها في بلداننا العربية غير التي تمت الاشارة اليها ،ففضلا عن استنكافنا التحدث باللغة العربية امام الاجنبي تعبيرا منا على التحرر والتقدم فاننا نجد صعوبة كبيرة في التاقلم مع الوسط العائلي الذي نحن فيه اذا ما اردنا ان نجعل حديثنا كله باللغة العربية الفصيحة ،فحتى ونحن نمارس مهنة التعليم وعلينا المعول لبناء جيل معتزا بلغته متقناالتحدث بها نجد احيانا صعوبة في التعبير عن ما يختلج في ضمائرنا ومرد ذلك الى طبيعة تكويننا وما تحتله اللغة العربية في مناهجنا التعليمية ،هذه المناهج التي لاتولي اللغة العربية ما تستحقه من عناية مما يشير الى التدخل السافر للمستعمر في توجيه سياستنا التربوية والتعليمية ،فغالبا ما نجد معامل اللغات الاجنبية في كثير من الاحوال اكثر من معامل اللغة العربية ،واكثر من هذا فدراستنا لمواد الالة والتي بها تقوم السنتنا تتنتهي في المرحة الاعداية وفي احسن الحالات في المرحلة التاهيلية الثانوية ،هذا بالنسبة من اختار شعبة تدرس باللغة العربية اما من اختار شعبة علمية فانه يلقي بتحية الوداع على اللغة العربية بمجرد حصوله على شهادة الباكالوريا ..
فاذا كان الامر كذلك كيف يمكن لهذه اللغة ان تقوم لها قائمة ،ونعلم يقينا ان وزراء التربية والتعليم في البلدان العربية غالبيتهم متاثرون باثقافة الغربية اية ذلك عجزهم عن التحدث بالعربية بطريقة سليمة ،واذا ما تحدثوا فان هذه اللغة تكون رطينة ممزوجة بكلمات اجنبية ،وما ذلك عليهم بغريب اذا علمنا ان تكوينهم تم في البلاد الاروبية .
ومما يعمق في ازمة اللغة العربية هذه المؤسسات الخصوصية التي بدات تكتسح بلدنا على حساب المؤسسات العمومية ،وغالبية هذه المؤسسات تجعل الفرنسية والانجيزية مركز اهتمامها ،ظنا منها ان المستقبل في تعلم هذه اللغات وان اللغة العربية لاتفيد في شيئ وهذا بمباركة الدولة في شخص الوزارة الوصية ،وفي هذا الشان ايضا نجد هذه المؤسسات تدرس مقررات فرنسا على حساب القررات الوطنية ،والانكى والامر ان هذه المقررات تتخللها مجموعة من النصوص التي تتحدث عن صلب المسيح ،وبذلك يؤدي هذا المقرر دورا تخريبيا مزدوجا فهو من جهة يغلب اللغة الفرنسية ومن جهة اخرى يروج للديانة المسيحية في صفوف ناشئتنا.
ان الوضعية التي وصلت اليها اللغة العربية هي من مسؤولية كل عربي مسلم بالدرجة الاولى ،كما هي من مسؤولية علمائنا واهل الراي فينا ،ومن مسؤولية زعمائنا السياسين بالدرجة الاولى ،وعلى المسؤول الاول في بلده في البلاد العربية ان يكون قدوة في اتحدث باللغة العربية وبشكل سليم وهذا ما نفتقده للاسف الشديد ،واذا ما اردنا ان نعود بلغتنا الى سابق عهدها فينبغي ان تكون لدينا القناعة التامة بارتباطها بديننا ،ونشجع ناشئتنا عليها ونربيهم على التحدث بها وجعلهم يحسون بانتمائهم العربي والاسلامي .

عبدالقادربوميدونة
17/07/2009, 03:25 AM
باسم الله الرحمان الرحيم
استاذنا الجليل السي عبد القادر حياك الله وبياك وكثر من امثالك الغيورين على لغتهم المتمسكين بهويتهم ،المتطلعين الى اعادة المجد لهذه اللغة العظيمة والمفخرة الكريمة لكل من يتذوقها بناء وتعبيرا وبلاغة وتوجيها ،لقد اثرت موضوعا تغافل عنه الكثيرمن الناس اما قصدا واما جهلا بمدى ما ينسجنه الاعداء من مكائد للعرب والمسلمين عبر تدمير رمز كينونتهم وعزهم اللغة العربية .
اللغة العربية هي عنوان كينونتنا ،فبها نستطيع ان نعيش وسط هذا السيل المتدفق من اللغات التي تمطرنا بها الصحون المقعرة ليل نهار وبدونها ننجرف مع هذا التيار القوي من الدعوات للتخلص منها بدعوى انها السر في تخلفنا عن الركب الحضاري الذي تعرفه البشرية من الشرق الى الغرب ،وفي تقديري البسيط ان معاول الهدم لهذه اللغة قد بدات من آواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من خلال البعثات الثقافية العربية التي ترددت على اروبا وانبهار العائدين منها بما وصل اليه الغرب من تقدم في الميدان العلمي والتكنلوجي ،وظنوا ان السر في تخلفنا وتقدم غيرنا هي هذه اللغة ويكفي التخلص منها حتى نتمكن من مسايرة الركب ،وما هم في ذلك الا مترجمين لما تشبعوا به من نظريات المستشرقين من الذين تاكد لديهم ان سر المسلمين في لغتهم على اعتبار انها لغة كتابهم الذي به انتصروا وبفضله قاوموا الاستعمار ،واذا ما اريد لهذه الشعوب ان تدجن فما عليهم الا ان يعملوا من اجل ابعادهم عن هذه اللغة .
عاد الطلبة المصريين من اروبا وكلهم امل في تغيير واقع مجتمعهم واخراجه من التخلف والجمود الذي يعاني منه هذا المجتمع وركزوا جهودهم على الية التواصل بينهم وبين ابناء جلدتهم وبداوا يبشرون بضرورة اعتماد العامية وسيلة للكتابة ،فكتبوا مؤلفات اثارت غضبا شعبيا وصل حد تكفير اصحابها مما اجبرهم على سحب هذه المؤلفات واعيدت صياغتها لتتلاءم وما يرضى الشعب الغاضب .
لم تبق معاول الهدم رهينة بالفئة المثقفة مسلمهم ومسيحييهم بل امتدت الى السياسين ،ومن لايعرف ما فعله اتاتورك بحق اللغة العربية فهوالذي ارغم الشعب التركي على تغيير الحروف العربية واستبدالها بالاحرف اللاتينية ،فضلا عن عمله على محاربة كل رمز يشير الى الجنس العربي بتركيا ،والعجيب في الامر ان الشاعر العربي ابتهج لما جاء به كمال اتاتورك وشبهه بخالد العرب .
ان انحسار اللغة العربية وانكماشها في المواد الدينية دليل على ضعف اهلها وتخليهم عنها وهاهي اللغة العربية تشكو الامها واحزانها على لسان الشاعر العربي حافظ ابراهيم:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي === = وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني=== = عقمت فلم اجزع لـــقول عداتي
ارى لرجال الغرب عزاومنعة=== = وكـــــم عزاقوام بعزلغـــــــاتي
هذه اطلالة عن ماعانته اللغة العربية سابقا،اما ماتعانيه في الوقت الراهن فما تحدث به الاساتذ عبدالقادر فيه ما يشفي الغليل ،ومايكشف المستور بيد ان هناك امورا اخرى وليدة البئة التي نعيشها في بلداننا العربية غير التي تمت الاشارة اليها ،ففضلا عن استنكافنا التحدث باللغة العربية امام الاجنبي تعبيرا منا على التحرر والتقدم فاننا نجد صعوبة كبيرة في التاقلم مع الوسط العائلي الذي نحن فيه اذا ما اردنا ان نجعل حديثنا كله باللغة العربية الفصيحة ،فحتى ونحن نمارس مهنة التعليم وعلينا المعول لبناء جيل معتزا بلغته متقناالتحدث بها نجد احيانا صعوبة في التعبير عن ما يختلج في ضمائرنا ومرد ذلك الى طبيعة تكويننا وما تحتله اللغة العربية في مناهجنا التعليمية ،هذه المناهج التي لاتولي اللغة العربية ما تستحقه من عناية مما يشير الى التدخل السافر للمستعمر في توجيه سياستنا التربوية والتعليمية ،فغالبا ما نجد معامل اللغات الاجنبية في كثير من الاحوال اكثر من معامل اللغة العربية ،واكثر من هذا فدراستنا لمواد الالة والتي بها تقوم السنتنا تتنتهي في المرحة الاعداية وفي احسن الحالات في المرحلة التاهيلية الثانوية ،هذا بالنسبة من اختار شعبة تدرس باللغة العربية اما من اختار شعبة علمية فانه يلقي بتحية الوداع على اللغة العربية بمجرد حصوله على شهادة الباكالوريا ..
فاذا كان الامر كذلك كيف يمكن لهذه اللغة ان تقوم لها قائمة ،ونعلم يقينا ان وزراء التربية والتعليم في البلدان العربية غالبيتهم متاثرون باثقافة الغربية اية ذلك عجزهم عن التحدث بالعربية بطريقة سليمة ،واذا ما تحدثوا فان هذه اللغة تكون رطينة ممزوجة بكلمات اجنبية ،وما ذلك عليهم بغريب اذا علمنا ان تكوينهم تم في البلاد الاروبية .
ومما يعمق في ازمة اللغة العربية هذه المؤسسات الخصوصية التي بدات تكتسح بلدنا على حساب المؤسسات العمومية ،وغالبية هذه المؤسسات تجعل الفرنسية والانجيزية مركز اهتمامها ،ظنا منها ان المستقبل في تعلم هذه اللغات وان اللغة العربية لاتفيد في شيئ وهذا بمباركة الدولة في شخص الوزارة الوصية ،وفي هذا الشان ايضا نجد هذه المؤسسات تدرس مقررات فرنسا على حساب القررات الوطنية ،والانكى والامر ان هذه المقررات تتخللها مجموعة من النصوص التي تتحدث عن صلب المسيح ،وبذلك يؤدي هذا المقرر دورا تخريبيا مزدوجا فهو من جهة يغلب اللغة الفرنسية ومن جهة اخرى يروج للديانة المسيحية في صفوف ناشئتنا.
ان الوضعية التي وصلت اليها اللغة العربية هي من مسؤولية كل عربي مسلم بالدرجة الاولى ،كما هي من مسؤولية علمائنا واهل الراي فينا ،ومن مسؤولية زعمائنا السياسين بالدرجة الاولى ،وعلى المسؤول الاول في بلده في البلاد العربية ان يكون قدوة في اتحدث باللغة العربية وبشكل سليم وهذا ما نفتقده للاسف الشديد ،واذا ما اردنا ان نعود بلغتنا الى سابق عهدها فينبغي ان تكون لدينا القناعة التامة بارتباطها بديننا ،ونشجع ناشئتنا عليها ونربيهم على التحدث بها وجعلهم يحسون بانتمائهم العربي والاسلامي .

الأستاذ القديرعبد الرحيم البوزيدي المحترم : أحييك وأشكرك على هذه الإضافة التي لا تقل إفادة وشرحا وتنويرا عما ورد في الموضوع نفسه ..
بارك الله فيك .