المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام ..



الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
05/10/2006, 04:03 PM
إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام ..
للكاتب الإسلاميّ الداعية المؤرّخ :
أنور الجنديّ :
مقدمة الكتاب :
نظرا لأهمية الكتاب ، وخاصة مقدمته ، فسوف أحاول
أن أنقلها لكم هنا ـ :
قضايا مثارة في ضوء الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
في مطلع هذا القرن الهجري الخامس عشر تقتضينا أمانة القلم ، ومسؤولية الكتابة ، في الثقافة والأدب

والعمل الصحفي ، خلال أربعين عاما أن نعيد النظر في كتابات العصريين

الذين حاولوا السيطرة على آفاق الفكر الإسلامي الأصيلة

وتحويلها من وجهتها الخالصة لله تبارك وتعالى

إلى وجهات متعددة ، وصدق الله تبارك وتعالى :

{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام :153 ].

فقد جاء الغزو الثقافي يحمل لواء التغريب والشعوبية لينشئ تيارات جديدة ، ذات بريق

وذات نفوذ ، استطاعت بفضل جهد السيطرة الاتعمارية ، من التغلغل في عقل الأمة الإسلامية وفكرها ، وروحها

بدعوات مادية ووثنية وإباحية ، أعان عليها سيطرة النفوذ الاستعماري على التعليم والصحافة

فهما النافذتان الخطيرتان اللتان نفذ منهما إلى الفكر الإسلامي الًيل النقي الرباني المصدر الإنساني الوجهة .

تلك الدعوات المسمومة ، التي ما تزال تتخطفه بين ليبرالية وماركسية وصهيونية ، ولذلك فقد كان لا

بد من (إعادة النظر) في هذا الركام الخطير الذي خلفته هذه المحاولة الخطيرة

خلال أكثر من قرن من الزمان ، فقد تصادف أن كان الاحتلال البريطاني عام 1882م

مقاربا لمطلع القرن الرابع عشر الهجري

الذي انطوى اليوم ، وبات على المؤرخين والباحثين مراجعته وتقييمه

وكشف أوجه الزيف والمحاذير ، التي أحاطت به

فقد لمعت في هذه الفترة أسماء كثيرة لمعاناً زائفاً ، واستطاعت بفضل الورق الصقيل

والصحف العلمانية ، ودور النشر التغريبية ، ونفوذ قوى أخرى مسيطرة على التعليم والثقافة والصحافة

أن تبرز هذه الأسماء ، وأن تجعل من فكرها المسموم أشبه بأفكار مسلم بها في عديد من المجالات

وخاصة في مجال المجتمع الإسلامي ، الذي تعرض لأشد هذه الأخطار ، مما تأثرت به الأسرة ، والمرأة ، والطفل

وأجيال الشباب المفرغة من الأصالة ، الغارقة في الانحلال ، الغافلة عن الخطر الأكبر ، المحيط بالأمة الإسلامية

كلها ، والذي يتطلع إلى اليوم الذي يكون فيه قادرا على صهرها في بوتقه بعد مرحلة احتوائها

التي نمر بها الآن .

1- ولقد استطاع اللورد كرومر أن ينشئ في مصر عام (1883-1907م) تلك القاعدة التغريبية التي توالدت وأنشئت هذه الأجيال المتعددة من العلمانية ، منذ ذلك الوقت تحمل لواء الاحتقار للإسلام ، وللوطنية ، وتدعو إلى التبعية للغرب ، وتعجب ببطولاته ، وتحمل لواء الدعوة إلى أن الإسلام دين عبادي متخلف صحراوي ، منكرة ربانية الإسلام ، وعالميته ، وتكامله الجامع بين الدين والسياسة ، وكان أخطر ما تدعو إليه حركة التغريب هذه :

أ- القضاء على الوحدة الإسلامية ، وإحلال مفهوم الإقليميات والقوميات الضيقة القائمة على الدماء والعناصر .

ب- القضاء على الشريعة الإسلامية ، والنظام الاقتصادي الإسلامي ، وإحلال قانون نابليون ، والنظام الاقتصادي الربوي .

ج- القضاء على التربية الإسلامية ، وإحلال نظام التعليم الغربي العلماني ، المفرغ من العقيدة والأخلاق ....

وهكذا أوتيت هذه الأمة من مقتلين :

- من مقتل التعليم

- ومن مقتل الصحافة

فقد حطمت قوائم التربية الإسلامية ، وأقيم نظام تعليمي علماني قاصر ، يقوم على خلق طبقة من الكتبة والموظفين ، المبهورين بالغرب ، القابلين بالتعاون مع الاستعمار .

ثم جاءت الصحافة التي تولاها المارون ففتحت الأبواب أمام سموم الفكر الغربي ، والماسونية ، والعاميات ، والقصص الإباحي ، واحتقار القيم والأخلاق ، ولعل نظرة واحدة إلى مخطط اللورد كرومر في هدم قوائم الإسلام ، وركائز القيم الإسلامية في مصر ؛ ليقدم الدليل الأكيد على أن ما نراه حتى اليوم من مخططات ودعوات ، إنما تستمد وجودها من هذه الهجمة الشرسة ، التي قام بها زعيم التغريب الأكبر .

فقد عمد كرومر إلى عملين خطيرين :

زعزعة العقيدة الدينية إلى جانب اقتلاع مقومات الوطن والوطنية ، وجعل الحضارة الأوروبية هي النموذج الأعلى للمصريين ؛ ليأخذوا به .

وتدل كتابات كرومر على إدراكه التام لموقف الإسلام في الشرق
( فالمصريون يتمسكون تمسكاً تاماً بالإسلام ، الذي هو أحد الكلمات المرادفة للوطنية في الشرق ، والإنجليز لا يهدفون إلى نشر المسيحية ، ولكنهم يريدون نشر حضارة ، تقوم على أساس مسيحي ).
[الصحافة المصرية ، وموقفها من الاحتلال الانكليزي ، للدكتور سامي عزيز] .

ومن ثم عمد رجال الاحتلال إلى العمل على زيادة عدد المصريين الآخذين بنصيب من الحضارة الأوروبية (أمثال لطفي السيد ، وسعد زغلول) ، وجعلوا لبعضهم مقاما كبيرا في الدور السياسي ، الذي تمر به مصر منذ الاحتلال ، وإذا استمر المضي في هذا الطريق ، أصبح المصري الآخذ بحضارة أوروبا أقل مصرية ، وأكثر ميلاً لأوروبا ، إذ يصبح المصريون بهذا الفيضان المتدفق من الحضارة الأوروبية ، أقل إسلاماً ، وهم في نفس الوقت لم يحصلوا بعد على العمود الفقري ، في الحضارة الأوروبية ، هذا بالنص ما يريده كرومر في تقاريره ، وكما يصفهم في عبارة قصيرة :
(بأنهم مسلمون ، وليست فيهم خواص إسلامية ، وأوروبيون ، وليست فيهم خواص أوروبية) .

للبحث صلة - بمشيئة الله-

أرجو من الأخوة الأفاضل إن كان عند أحد علم بأن هذا الكتاب موجود على الإنترنت ، فليتفضل بإعطائنا الرابط ، وله جزيل الشكر .