المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتاة والمرأة السودانية



سارة مبارك
30/05/2009, 06:08 PM
" جمع وتنسيق سارة مبارك"
بسم الله الرحمن الرحيم
الفتاة والمرأة السودانية
عام
ليس هناك فرق جوهري، كلنا مسلمين وعرب نعيش في اطار عادات تحكمنا من قرون ماضية ولسنا مختلفين عن المرأة السعودية، بل نكاد أن نتشابه مع نساء الجزيرة العربية في تقديس دور الأسرة وفي بعض العادات البنوتية وحب العلوم الدينية، شأننا في ذلك شأن بقية فتيات الوطن العربي الكبير.
قضايا الفتيات والتعليم.
لدينا في السودان أكثر من 25 جامعة معظم الدارسين فيها من الفتيات، فالفتاة وبالتالي المرأة السودانية تعيش في أزهى عصورها، وإذا كان الغرب يؤكد أن الحكم الاسلامي سوف يجهض طموحات المرأة فإنني أؤكد أن الاسلام لم يتجاهل عمل المرأة بل صان كرامتها ومنحها حقوقها وشرفها واذا كان الغرب يهاجم المرأة العربية بأنها غير حرة أو متحررة فإنني أعتقد أن المرأة العربية تعيش في حرية ولكن حرية في إطار دين وعادات ومواريث حضارية نحن بنات الشرق نفهمها ونعيش معها بتوافق، كما أن هناك دستور خاص يحكمنا أن هناك عيب، وهو عكس ما تشعر به المرأة الغربية التي لا يتوافر في قاموس سلوكها معنى أو تعريف لكلمة عيب يتنزل علي القضايا الأنثوية المتعلقة بالجنس والشرف والحياء الفطري للأنثي.
العمل.
المرأة في السودان عملت في القضاء منذ 50 عاما وحققت نجاح كبير في مهنة القضاء، فقد وصلت بعض القاضيات الى مناصب رفيعة في سلك القضاء مثل السيدة الفاضلة " مولانا فريدة ، والمرأة السودانية بصفة عامة خدمت المجتمع في عملها الأمر الذي جعلها تصل الى منصب الوزيرة والسفيرة بل وصلت الى رتبة لواء في الجيش السوداني مثل اللواء " نور الشام " التي وصلت الى أعلى رتبة عسكرية في الجيش السوداني ولم تصل اليها امرأة من قبل، كما عملت الفتاة السودانية كحكم لمباريات كرة القدم أبان فترة الرئيس جعفر نميرى، الأن لدينا عدد من الفتيات يقدن مركبات المواصلات العامة، كما أن تجربة العمل القانوني للمرأة في السودان أثبتت نجاحها خاصة أن المرأة بعد تعيينها في وزارة العدل نجحت في ادارات كثيرة واسندت إليها أعمال مفصلية في شتي الوزارت والمرافق الحكومية مثل الشرطة، والجيش، وكمستشارة للسيد رئيس الجمهورية، والتعليم، والعمل في النيابات والمحاكم، وربما تكون السودان من الدول القليلة التي شغلت فيها المرأة منصب النيابة والقضاء فتنظر في القضايا وتفصل فيها خاصة قضايا محكمة الأسرة التي تعادل المحاكم الشرعية الخاصة بشئون الأسرة فالقاضية في محكمة الأسرة هي التي تحل كل نزاعات الأزواج في حالة فشل حلها بمعرفة الأسرة.
. التأثر والتقليد
الفتاة السودانية حريصة على ارتداء الزي الوطني المعبر عن حضارة الشعب السوداني (الثوب السوداني) ففي هذا الزي وقار للمرأة وستر للمفاتن ولم تتأثر المرأة السودانية بالتقدم في فنون الأزياء العالمية كثيراً لأنها ترغب في الحفاظ على تراثها إلا أنه وبكل صدق فأن تاثر الفتاة السودانية بالثقافات الوافدة أصبح متزايداً خصوصاُ لدي بعض البنات ضمن الفئة العمرية من 14 سنة وحتي 24 سنة ويتمثل التأثر في اللبس وبعض العادات التي قد لا تحسب في صالح الفتاة السودانية إلا أن معظم البنات يفهمن ذلك بأن العالم أصبح قرية صغيرة بمفهوم العولمة و قضايا التحرر التي تنادي بها النساء في الغرب غزت كل العالم و الفتاة السودانية صارت تعي ما يدور من حولها من أحداث.
وعن مساحة الابداع داخل شخصية المرأة السودانية فتتميز شخصيتها بمساحات كبيرة من الابداع.. وربما يعود ذلك للطبيعة المحيطة بها والثفة الممنوحة لها من قبل الأسرة.. فالطبيعة الساحرة ترفع من الذوق وتنمي قدرات العقل ونلاحظ أن المرأة في جنوب السودان لديها حس فني يتجلى في المشغولات التي تعتمد على الحرفة وابداع العقل، كما يوجد في السودان العديد من الفنانات التشكيليات اللاتي يقمن معارض الفن التشكيلي ومعرض الزهور السنوي للابداع الفني.. وتشارك معظم المبدعات في السودان في العمل العام من أجل خدمة قضايا المجتمع، كما دخلت المرأة السودانية عالم (البزنس) التجارة والأعمال التجارية والشركات ولدينا أثنتان تمتلك الأولي شركة طيران والثانية مالكة لسلسلة من محطات بيع الوقود والغاز والتشييد والبناء2.
أنعدام التعاطف الحقيقي من الرجل السوداني
أستطيع أن أقول إن الفتاة في مجتمعنا عندها مشكلة حقيقية في إيجاد شخص يتعاطف معها ويكون قريبًا منها، يتشرب المشاكل والهموم، ويستمع للشكوى ويظهر التعاطف والحب الصادق، خصوصًا عندما تكون الفتاة محاطة بأبٍ بعيدٍ عنها وبينها وبينه علاقة رسمية تمنعها من الشكوى له؛ وأم بعيدة عنها تتعامل الفتاة معها بعلاقة رسمية بحيث لا تستطيع أن تجعل منها صديقة لها، وبعيدة عنها بحيث أن الأم لا تنزل للمستوى العمري المناسب لابنتها ولا تتفهم حاجتها في هذا السن
أن الحاجـة للتعاطـف و للاستماع هما السبب الأول لأن بعض الفتيات في كثير من الحالات لا يجدن من يستمع إليهن في البيت، فيجدن في الشكوى للأصدقاء من الشباب فرصة للتنفيس عن أنفسهن وهذا قد يعرضها للوقوع في بعض المشاكل خصوصًا إن كان هناك شاب معاكس ضمن دائرة صداقاتها فهو سيستمع لما تقوله وسيظهر تعاطفه معها نظرًا لأن هذا سيجعلها تثق به وتحبه ومن ثم تتعلق به وهذا بالتأكيد فهم ذكوري خبيث.
السبب الثاني أن الرجل السوداني بحكم العادات والتقاليد يحكم على المرأة بمنظاره وبمقاييسه الذكورية على الأمور، فالرجل السوداني غير متبسط في المسائل العاطفية.
. ملكية الأراض
و من المشاكل التي تواجه الفتاة السودانيةعلى سبيل المثال مسألة ملكية الأراضي في الريف – لا سيما المناطق التي تعتمد على نظام الري، لأن المناطق الغزيرة الأمطار ملك البلديات أحياناً. فتوزع الأراضي في المناطق المروية على الرجال فقط دون النساء". كان التوزيع على هذا النحو أثناء حكم الإستعمار البريطاني للسودان وبقي على حاله حتى يومنا هذا، وكانت النتيجة أن 13 بالمائة من النساء فقط يمتلكن أراض على الإطلاق. لكن في المدن أيضاً تضطر النساء السودانيات للنضال من أجل حقوقهن، مثلاً لتحقيق حماية الأم والحفاظ على وظيفتها عبر قانون العمل وتمليك المنزل في حالات الطلاق بوجود أطفال، وقد تحقق الكثير عبر سن القوانين التشريعية الخاصة بالمرأة في السودان.4.
ختان البنات
مشكلة أخرى تعم كافة أنحاء السودان ألا وهي مشكلة ختان البنات. هذه المشكلة تطال قرابة 80 بالمائة من النساء. وتحاول بعض المؤسسات مواجهة ختان البنات بحملات توعية. إلا أن هذه المواجهة ازدادت صعوبة منذ زمن قريب بحسب أن "في الماضي كان الختان يُدعى بالختان الفرعوني، وذلك لإعتقاد الناس بأن هذه العادة قد أُخذت عن الفراعنة. ولكنهم الآن يقولون بفكرة جديدة: إذ اختزلوا الختان وراحوا يسمونه سُنَّة. ويقصد بذلك سُنَّة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، أي أن الختان بات بهذا الفهم الذكوري الخاطئ مربوطاً بالإسلام أكثر، وأصبح أصعب بالنسبة لنا إيقاف هذه الممارسة وحل المشكلة"
الفتاة السودانية ليست مثل رصيفاتها العربيات في جرأتهن لطرح هذه المشاكل التي تصادفها ويرجع ذلك لأسلوب التربية عندنا ، وذلك لتحريم الاهل التطرق لمثل هذه الامور ومنع التحدث فيها وهي (اي الفتاة السودانية) يصعب عليها أن تحكي وإن حدث لها شئ، (قد أكون حالة خاصة)..
التحرش الجنسي
هذه الظاهرة لم تكن معروفة بالسودان ولكنها جاءت مع سياسة الأنفتاح والغزو الفضائي وكثيراً ما أتفق مع صديقاتي في أن هذه الظاهرة تعتبر من قبيل المسكوت عنه في السودان والفتاة السودانية ترغب بشدة ايجاد آلية لردع اولئك المتحرشين حيث يصعب اثبات الواقعة خاصة في مجال العمل وفي المركبات العامة لطبيعة الفتاة السودانية..
خاتمة
أن تماسك معظم الأسر السودانية هزم الثقافات الوافدة فالأسرة السودانية يربطها رباط المحبة والمودة.. فالأم صديقة لابنتها، والجدة السودانية (الحبوبة) أو ستو في البلدن العربية بنظامها القديم ترعي وتنصح.. والصراحة هي دستور الأسرة .. لذلك كل مشاكل الأسرة من الممكن على سبيل المثال أن تناقش أثناء وليمة الطعام في جو أسري صحي وتفاهم كبير .
وأخيراً أرجو أن أكون قد وُفقت في نقل لمحة خاطفة عن مشاكل تؤرق الفتاة السودانية ويقيني أن التفاكر والنقاش سيقودان إلي التحليل الصائب والحلول، مع تمنياتي للفتيات والمرأة العربية بالتقدم والنجاح
:fl::fl::fl:

معتصم الحارث الضوّي
30/05/2009, 07:20 PM
الأخت الكريمة سارة مبارك
دراسة متميزة للغاية، وليتكِ تستكملين البحث المتعمق في هذه القضايا التي تفضلتِ بطرحها بهدف نشر ثقافة التنوير والوعي.

احترامي الفائق