المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حط راسك بين الروس وقول يا قطّاع الروس



غالب ياسين
05/06/2009, 08:35 PM
امشِ الحيط الحيط و قول يارب الستر
الباب اللِّي بيجيك منهْ الريح، سدُّهٌ واستريح
ابعد عن الشر وغنّيله
حط راسك بين الروس وقول يا قطّاع الروس
الموت مع الناس نعاس
...الخ


تتحدد ثقافة الخوف، بمثابتها نتاجا مكثفا مزدوجا للطغيان: طغيان السلطة الاستبدادية وطغيان الموروث الثقافي، عندها يدخل المجتمع نفق الرعب، القوة، البطش. وكلما ازداد البطش استفحالا ازدادت النفوس خواء وفقرا، وعندئذ كيف يمكن أن تكون الرقابة الذاتية ؟

وتتكون ثقافة الخوف من عدة عناصر، أهمها:

(1) – التفكير المزدوج، أي أن تعرف وأن لا تعرف، وأن يكون لديك في اللحظة نفسها وجهتا نظر متباينتان وأنت تعتقد، وتؤمن، بهما كليهما. مما يتيح لك الهروب من تفكيرك، وينقذك من ضغط الإكراه والخوف من الحرية.

(2) - خصوبة اللامتوقع، حيث يتبادل المجتمع وسلطة الدولة الحذر من مجهول آت غير محدد، ما دام المجتمع لا يحتكم إلى منظومة حقوقية قانونية تنظم علاقته بالسلطة. وبذلك فإنّ الخوف لا يقتل الأنا الأخلاقية في الفرد فحسب بل يقتل الأنا القانونية في داخله، ففي دولة غياب القوانين ليس كل شيء ممكنا فحسب بل أيضا يغدو كل شيء مستحيلا، وعلاقة الممكن بالمستحيل تحددها درجة القرب أو البعد من مصدر الخوف، فإذا كنت قادرا على التخويف فكل شيء ممكن، وإن كنت في دائرة مفعولية التخويف فكل شيء مستحيل، هكذا تتسع فضاءات خصوبة اللامتوقع.

ومن أمثلة ذلك أنّ منظمة العفو الدولية، في تقريرها لسنة 2007، ربطت بين الحرية والخوف، إذ أعلنت أنّ الحكومات القوية والجماعات المسلحة تعمد إلى إثارة الخوف من أجل إهدار حقوق الإنسان وخلق عالم يتسم بالاستقطاب والخطر على نحو متزايد. فقد قالت الأمينة العامة للمنظمة إيرين خان: " إنّ سياسات الخوف تؤجج دوامة لا تنتهي من انتهاكات حقوق الإنسان، لا قداسة فيها لأي حق ولا أمان لأي إنسان ".

تجليات ثقافة الخوف

تؤثر ثقافة الخوف على الرقابة الذاتية للإنسان الفرد أو للجماعات من خلال عدة تجليات، من أهمها:

(1) - ثقافة الوصاية، التي تنزع إلى تعميم وعي زائف يخلق لدى الإنسان شعورا ملازما بالقصور والدونية، وبأنه عاجز أمام نخب مسؤولة عنه وشخصيات تكون موضع رعب وتهيّب كبيرين، مما يقوده إلى إهمال حقوقه المدنية والسياسية وازدراء دوره في الحياة العامة.

وإذ تحصر هذه الثقافة علاقتها بالسلطة الوصائية، بصفتها مرجعا أحاديا، فهي تتنكر لمفاهيم الاختلاف والتباين والنقد، إذ لا مكان فيها لطرح الأسئلة أو إبداء الشك، ما يقود في النهاية إلى تسطيح العقل وإشاعة اللاعقلانية في التفكير، وإلى قتل روح التجديد والمبادرة عند الناس، ومباركة الخنوع والتسليم والرضا.

لقد أتقنت السلطات العربية الوصاية على شعوبها، وتفننت في إبداع صورها، فأخذت من القضايا الوطنية ذريعة الحفاظ على السيادة والاستقلال ودرء الأخطار الخارجية، لتنصّب من نفسها مسؤولا وحيدا عن إدارة شؤون الوطن واحتكار الحق في التصرف باسمه، معتبرة أية مبادرة مجتمعية مستقلة خروج عن الطاعة أو طعن بالمقدس الوطني تستحق أشد العقاب.

(2) - ثقافة الحشد، باعتبارها تخديرا للقدرة على تحليل الوقائع، وفق معايير منطقية عقلانية، واندفاعا في اتجاه لغة الانفعالات والغرائز. فلا مجال فـي " ثقافة الحشد " للحوار الجاد والمجدي، لأنّ ما يسود هو لغة واحدة، بفعل تلقٍ وحيد الجانب لكلام يصدر عن " قيادة " هي فوق الشبهات. إنّ ما يصدر عن هذه القيادة ليست آراءا أو أفكارا بل هي أوامر " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة "، لا بد من تنفيذها لأنها " تختزن الحكمة والقدرة والقوة والفعل والحسم وكل مفردات الإمساك بوعي الآخرين وطاقاتهم الجسدية والفكرية ".

(3) - الخطاب الشعبوي، الذي يفتقر إلى العقلانية، ويقلل من أهمية الفكر الحر ويحط من شأنه. وتكمن وظيفة هذا الخطاب في التسويغ والتبرير، وطمس واقع الفروقات والاختلافات، واللجوء إلى التلفيق.

أسباب ثقافة الخوف

لثقافة الخوف أسباب عديدة، يمكن تناول أهمها كما يلي:

(1) - الموروث الثقافي والنظام التربوي والأبوي، إذ يتم تأصيل جذور الخوف في الموروث الثقافي، في مكونات الثقافة العربية، وثقافة السلطة، وهيمنة منهج النقل على منهج العقل، وتسويغ الواقع، والدفاع عن فقهاء الرأي الواحد، واستبعاد الآراء البديلة.

لقد اعتاد المربون والآباء على اختراع رعب ما، أو فزع ما، يخيفون به الصغار أو التلاميذ بالفزاعات المعروفة، وهي كثيرة: الشرطي، الجني، المراقب العام، الوالد، الحرمان من شيء مرغوب. ظنا منهم أنّ ذلك سوف يضبط سلوك الصغار.

وهكذا، فإنّ ثقافتنا قد انطوت على " ثقافة الخوف " من سلطات مخيفة، واحتلال إيديولوجيات غيبية للضمير والعقل، وشح مصادر المعلومات المستقلة، والرقابة على الإعلام، وقمع حرية التعبير، ونظم حكم تسلطية قائمة على الولاء.

(2) – الرقابة، ويمكن أن نصنفها في نوعين: أولهما، يتمثل في الرقابة الرسمية،‏ وهي الأشكال التي تجسدها ممارسات الأجهزة الرقابية للدولة في مجالاتها المتعددة‏.‏ وثانيهما، رقابة غير رسمية، تقوم بها المجموعات الموازية للدولة المدنية‏،‏ والمناهضة لها في الوقت نفسه‏.‏ وأغلبها رقابة دينية تمارسها مجموعات متنوعة تدّعي حرصها على القيم الدينية. وكلها لا تخلو من التعصب والتطرف، الذي يجعل من أي اختلاف بدعة ضلالة،‏ ومن كل اجتهاد نوعا من الكفر‏،‏ ومن كل إبداع إلحادا يستحق صاحبه العقاب الرادع‏.‏

وفي هذا السياق، يخطئ بعض الإعلام العربي عندما يمارس درجة عالية من الرقابة الذاتية باتت من مخلّفات الماضي. لأنه بممارسة ذلك النوع من الرقابة الذاتية، المفتعلة والقسرية، يظلم الخبر والمعلومة والتحليل، من خلال ممارسات الحظر والإلغاء والتحوير على المضمون الإعلامي، بشكل يشوّه المعلومة أو التحليل ولايمكّنهما من أداء دورهما المطلوب في المجتمع.

ومما لاشك فيه، أنّ أهم العراقيل التي تقف حاجزا أمام حرية الصحافة، في معظم الدول العربية، هي القوانين الجائرة التي تحد من إبداع الصحافي ومن عطائه، أضف إلى ذلك أنّ معظم قوانين النشر والمطبوعات وتشريعات الصحافة تفرض على الإعلامي ممارسة الرقابة الذاتية.

أما مشكلة المثقف العربي اليوم فهي الموقف الصعب ما بين قول كلمة الحق، وهذه هي مهمته الأساسية، وبين الخوف من انتقام السلطات، ولاسيما في الأنظمة الشمولية. فمما لا شك فيه، أنّ المثقف في ظل الأنظمة الاستبدادية، عاش ويعيش في خطر داهم، لأنّ ما تريده الأنظمة الاستبدادية والقمعية في أغلبها، هو أن يصبح من دعاة ذلك النظام أو ذاك، يُستخدم في دعاياتها السياسية والدفاع عن تصرفاتها القمعية، وأداة وظيفية في خدمة مشروعها.

وهكذا، فإنّ مشكلة المثقف العربي المعاصر تشبه مشكلة جده الثراثي، وهي تخليه عن أولويات الثقافة القائمة على الحريات والعدل والمحبة والتسامح، لصالح أولويات السلطة التي لا تنهض دون ربط وضبط وحزم يتحول - غالبا - إلى بطش وقمع.

(3) - الدولة الأمنية، وهو مصطلح شاع استعماله منذ سنوات في الأدب السياسي العربي للدلالة على بنية شاملة مستترة خلف بنية الدولة الرسمية المعلنة، وهو مصطلح يخرج من الحقل القانوني لتعريفات الدولة ويحيل إلى حقل دلالي خاص بعمل الأجهزة الأمنية وتسلطها الشامل على البلاد والعباد، وفرض سيادتها التي تنزع كل سيادة أخرى.

والأصل، في مفهوم النظام الأمني، شمولية الولاية على كافة مناحي الحياة والإمساك بإرادة مختلف الشرائح الاجتماعية، بداعي الرعاية والخلاص من أمراض الفرقة والتناحر، أي التعددية والاختلاف، لذلك قلما يطمح إلى كسب العقول والقلوب، وهي مهمة تفترض وتستدعي قوة المثال وصحة الإقناع، ويحصر مراده في اقتلاع جذوة المساءلة وسحق مظهرية الرأي المغاير، توسلا لالتزام لفظي يقتضي إعلانه من الفرد والجماعة وفق أجندة طقوسية تواكب مسيرة النظام الاستبدادي وتحتفل بمنجزاته.

ويرتاح النظام الأمني لحال السكون الطافية على سطح المجتمع، فهو لا يبغي تأييد المواطنين الضمني العميق، ولا يأبه بشعورهم الدفين، بل يتوخَّى مظاهر الولاء العلني. فالمهم، في المحصلة، بروز هيبة السلطة وانقياد الناس لها، إذ أنّ الخوف والخضوع الناجم عنه، والانضمام العفوي، أجدى وأفعل من القناعة والمبادئ، التي قد تتحول منبت طموحات وخطر مساءلة. وعليه، يستسيغ نهج الاستبداد سكوت الجماعة وانطوائية الفرد المسحوق في شخصيته، وإلا تكفلت الغرف المظلمة التابعة لأدواته الأمنية بتقويم الاعوجاج وإعادة الشاكي إلى دائرة الصمت و" التأهيل ".

إنّ الدولة الأمنية لا تكتشف لذاتها خصوصية، سوى خصوصية الاستبداد وإنتاج ثقافة الخوف. ففي كتاب " سنوات مع الخوف العراقي " (دار الساقي، بيروت، 2004) تختلط ذكريات هاديا سعيد، إذ تتذكر هذه السيدة اللبنانية سنوات بقائها في العراق مع زوجها في سبعينيات القرن الماضي، حيث تقول: " لقد كنت أحد الذين عاشوا نوعا " مخففا " من الخوف داخل الجمهورية وخارجها مع أني لست عراقية .. ليس هناك بلد عاش كل من فيه خراب النفس والذرية كما عاشته بيوت بغداد، وليس هناك بلد أبيحت فيه كميات من الدماء وعدد من الرقاب والأوصال المقطوعة كما حدث في العراق، وليس هناك بلد عرف قهر الخوف وذل الصمت مثل العراق .. إنه خوف تحوّل بدوره في النفس من غريزي فطري إزاء الخطر إلى خوف إزاء كل لحظة وكل سؤال وكل كلمة وكل عبارة ! حتى غدا أصنافا عدة: الخوف من أن تُفهم خطأ، والخوف من أن لا تُفسَّر كلمة أو عبارة بغير المعنى الذي أردت استخدامه والتوصّل إليه ! والخوف من أن يودي مزاج متعكر لأحدهم ضد ما تفكر فيه ! والخوف من عيون مراوغة مخادعة تراقب، والخوف من شوارب سوداء كثّة تتحرك ويعلوها الغبار! والخوف من سؤال تسأله، والخوف المزدوج عن جواب تقوله على ذاك السؤال ! والخوف من جواب على سؤال يقتحمك شئت أم أبيت ! والخوف من رجفة أو تردد أو اعتذار ! خوف صنع عالما من الرعب في الدواخل الهشة إزاء جبروت أزلام السلطة ورجال الأمن والمخابرات ".

وهكذا، في ظل سيطرة الدولة الأمنية والإيدلوجية الشمولية يصبح التكوين الإنساني شاحبا، هشّا، ويتشكل مجتمع محكوم بمعايير الذل والتبعية والعبودية، وتخيم فلسفة التكاذب والخداع، ويرتهن المجتمع أسيرا لفكرة يملك سرها شخص واحد فقط، فيما يتحرك الجميع كدمى بين يديه، أو كظلال باهتة لحقيقته الغامضة، وتُشغَّل النخبة بتأويل أفكاره، ومدّها خارج الزمان والمكان من جهة، والسيطرة الكلية على المجتمع، وإخضاعه بالقوة لتلك التأويلات من جهة ثانية.

إن الإيدلوجية الشمولية تحتاج إلى تذكير أنصارها ومناوئيها بأنّ العقاب يلحق بكل من ينطوي على إثم الاختلاف، تضع الجميع موضع الشك والريبة، ويُفتك بكبار أنصارها بتهم كاذبة لكي يبقى الذعر متقدا في وسط الجميع، فلا يأتمن أحدٌ أحداً، ولا يعرف ماذا سيقع له بعد لحظة، فالترقب والقلق والخوف يحكم المجال العام، ويسود وعي زائف بالظواهر والمواقف، ويتوارى الوعي الأصيل بها. وسط هذا المحيط المشبع بالهلع تنشأ الأجيال الجديدة، وتُلقَّن على الطاعة، فتتوهم أنها بالامتثال لذلك إنما تنهض بمهمة تغيير تاريخي عظيم، لأنها بلا ذاكرة، ولا تعرف غير بعد واحد من أبعاد الحقيقة، بل إنها لا تعرف غير البعد الأكثر سوءا في تصرف الإنسان: الخضوع للنزوات والأحقاد.

إنّ الإيدلوجية الشمولية تكرّس مجتمعا ينقسم فيه الأفراد إلى قائد يأمر وبقية تطيع، وينتهي الأمر بوجود " قطيع من البشر " لا يفكرون إنما يشعرون وينفعلون فحسب، ويتحولون إلى أداة بيد القائد لتحقيق أهدافه وأفكاره، وينزلق الجميع، بفعل الخوف، إلى الخداع العظيم: الإغراء في لعب دور خيالي، وتدمير كل المزايا الواقعية والطبيعية للنفس البشرية، والإيمان المطلق بسرد مخصوص للتاريخ الوطني والقومي والديني، لا يقبل سواه، وتظهر نزعة تدمير كاسحة في الأفكار والسلوك.

وهناك ثلاثة أركان تقوم عليها الدولة الأمنية التسلطية، وتمكنها من إنتاج مجتمعها الجماهيري، هي: الإرهاب والإيديولوجيه والإعلام الموجه. وعدة مبادئ تضمن هذه الأركان وتعززها، هي: مبدأ الاحتكار الفعال للسلطة والثروة والقوة، واحتكار الحقيقة، واحتكار الوطنية، ومبدأ الغلبة والقهر، ومبدأ شخصنة السلطة، وعبادة القوة، أي تماهي الشخص والمنصب الذي يشغله، وانتقال قوة المنصب المادية والمعنوية إلى الشخص الذي يغدو مثال القوة والعظمة. وفي هذه الحال تحل الأوامر محل القوانين، والامتيازات محل الحقوق، والولاء والمحسوبية محل الكفاءة والجدارة والاستحقاق.

لقد حولت أجهزة الدولة الأمنية المجتمع إلى مجتمع الخوف المتبادل والريبة المتبادلة، وأخضعت النسيج الاجتماعي لمقاييس عملائها ومعاييرهم الأخلاقية التي هي معاييرها وقيمها. ولعل وظيفتها الأساسية كانت ولا تزال محاولة السيطرة على تعددية المجتمع والفروق والاختلافات اللامتناهية بين الكائنات البشرية، وهذا غير ممكن إلا بتقليص جميع المواطنين إلى هوية واحدة ثابتة وخاوية قوامها ردود الفعل الغريزية، وتقليص حريتهم إلى مجرد الحفاظ على النوع.

ولا تقوم الدولة الأمنية دون ثقافة أمنية حاضنة لها وراعية لمبادئها وضامنة لإعادة إنتاج مفرداتها وآليات اشتغالها بصورة تلقائية لا تحتاج سوى إلى قليل من التدخل والصيانة، ليبقى كل شيء على حاله يُنتِج اللاشيء المزيّن بأضواء مبهرة. فالدولة الأمنية لا تنبني فقط على المؤسسة المخابراتية بفروعها المختلفة، ولا يكفيها أو يضمن استقرارها وجود حزب كثير العدد داعم للمؤسسة الأمنية، إنما هي بحاجة إلى ثقافة أمنية بالمعنى الواسع للكلمة، ثقافة تقوم المؤسسات الرسمية والأهلية بإنتاجها، ولا يقتصر ذلك على المؤسسة التعليمية وإن كانت تشكل القاعدة في بناء الثقافة الأمنية، إنما يتعداها إلى جميع البنى لتغدو الثقافة الأمنية ممكنا وحيدا في ظل الاستبداد.

فما هي أهم سمات الثقافة الأمنية ومظاهرها ؟

(1) - هي ثقافة منفصلة عن الواقع وقضاياه، ثقافة تشتغل على قضايا تافهة وتصرف النظر عن القضايا الجوهرية.

(2) - هي ثقافة تجد فيها الكثير من المثقفين يبحثون عن براءة ذمة، بحثا ناجما عن وعي التواطؤ والصمت لتبرئة الذات أمام التاريخ، على اعتبار أنّ يوما قد يأتي تُسأل فيه الثقافة عن دورها في الخراب ويُسأل فيه المثقفون عن دورهم في التعسف أو السكوت عنه.

(3) - هي ثقافة راكدة وتعيد إنتاج الركود. ذلك أنّ الوظيفة الأمنية تقتضي، قبل كل شيء، استقرارا شكليا وتحويل كل شيء إلى مومياءات توحي بالحياة، لكنها قلما تُعنى بالحياة.

(4) - هي ثقافة نابذة، تقوم على التضاد مع الحقيقي والجاد والجميل والحر والإبداعي، وبالتالي فهي تنبذ ليس فقط المضامين بل والأشكال التي يمكن أن تفضي إلى حرية ليس للمنظومة الأمنية أن تقبل بها.

(5) - هي ثقافة تدفع إلى السطح بأشباه المثقفين وبقليلي الموهبة والمفتقرين إلى القدرة على الإبداع.

(6) - هي ثقافة اشتغال على الكم دون الاعتناء بالنوعية، ذلك أنّ المعيار الذي تُقايس النوعية به معيار أمني، والمنهج " الغربال " منهج أمني قلما يعنى بالضوابط الفنية أو المقولات الجمالية.

(7) - هي ثقافة تخوين، فكل ما هو غير مفهوم هو بالضرورة مثير للريبة والخشية ودافع إلى العداء. وبالتالي فهو يوضع تلقائيا في موقع التضاد والعداء، وكل من يقول به أو يدافع عنه غريب وعدو وخائن. فالثقافة الأمنية تتفحص جيدا البعد السياسي لكل كلمة أو خط أو لون أو حركة أو أي تعبير ثقافي، وتستجيب له استجابة أمنية تصل حد إلغاء الفعل الثقافي وجعل حياة صاحبه مستحيلة.

(8) - هي ثقافة عدوانية تضع نفسها، بحكم الشعور بالذنب، في موضع الدفاع عن النفس مع كل ما يعنيه ذلك من تحفّز وعدوانية، وهي ثقافة تعاني عقد الاضطهاد والتضييق والملاحقة، على الرغم من أنّ الاضطهاد وما يليه وظائف تتحقق بها من حيث هي أداة.

(9) – هي ثقافة انفعالية، محركها يقع خارجها، ويمكن أن يكون عسكريا أو حزبيا، ولكن ليس ثقافيا، وذلك لا يعني أن تعنى الثقافة بمشاكلها فقط وتشتغل على قضاياها، إنما يعني أن تعالج كل شيء من منظور ثقافي وليس من منظور عقائدي أو عسكري أو أمني، أو منظور الولاء لأي من القوى الخارجية، خارج معايير الحقيقة والجمال والحرية.

(10) - هي، بالضرورة، ثقافة تمجّد القبح وتتغنى به، وترسّخ القيم التي يعمل النظام الأمني على نشرها، كاحتقار العقل والاستخفاف بقيم الحرية والحقيقة والجمال.

نتائج ثقافة الخوف

ناهيك عن العمل المنهجي، الذي قامت به أجهزة المخابرات، لتكريس ثقافة الخوف في المجتمع، عن طريق إلحاق الأذى استنادا إلى وشايات المخبرين والعملاء، وتسليط عقاب جماعي على الأسر التي يخرج منها معارض، والتي - ثقافة الخوف - أفرزت خرابا نفسيا وأخلاقيا وانهيارا روحيا تجلى في استقالة المواطنين عن لعب دور في الشأن العام، وسيادة عقلية الخلاص الفردي، حتى لو جاء على حساب الأهل والأقارب والأبناء، بتداعياتها: فساد أخلاقي ( ممارسة المداهنة والتزلف والوشاية والرشوة ) وإعلان الولاء الكاذب وتناقض ظاهر الفرد وباطنه والذي ولّد حالة انفصام شخصية.

الثقافة التنويرية ودورها في الحد من ثقافة الخوف
تعتبر الثقافة التنويرية أحد أهم أشكال المقاومة الحضارية لتجاوز الواقع الذي أفرزته ثقافة الخوف، وبالتالي تخطي العوائق للمضي قدما نحو المستقبل، تحقيقا للذات في إطار الإنسانية. ويجب أن ندرك جميعا أنّ التغيير في العالم العربي يبدأ في سيادة دولة الحق والقانون، وأنّ أحدا - مهما كبر - ليس فوق القانون، ودون ذلك سنظل نسير من سيء إلى أسوأ.

إنّ ثقافة الخوف، بكل تجلياتها، تعاني اليوم حالة انكشاف واضطراب، ربما من جراء احتدام تنافس الأوصياء على السيادة والسيطرة، أو لعل السبب يعود إلى ارتقاء وعي البشر، وقد صاروا يتحسسون جيدا وزنهم، ويستشعرون الدوافع الحقيقية وحسابات المصالح الضيقة التي تقف وراء دعوات احتكار القيم والوصاية عليها، الأمر الذي يحث الغيارى على أوطانهم ومستقبل مجتمعاتهم لإعلان حملة مقاومة جدية لآليات الخضوع، أيا كانت أشكالها، نحو تعميم ثقافة تحررية يكون الإنسان مركزها وغايتها. وخير ما يخلخل بنيان ثقافة الخوف وينصر ثقافة الحريات واحترام التنوع والتعددية والرأي الآخر، تقدم ظواهر دالة على الرشد الاجتماعي مثل العقلانية والاعتدال وتحاشي الغلو والتعصب والتطرف.

ومن المؤكد أنّ لا سبيل إلى التخلص من الخوف إلا بإحياء مؤسسات المجتمع المدني وما تفترضه ( التعددية الفكرية والسياسية، وحقوق الإنسان، ودولة الحق والقانون، والديموقراطية)، وإلا فإنّ الخوف سيعشعش ليس في خلايا المجتمع فحسب، بل وفي خلايا الإنسان الذي تضمحل إنسانيته إلى المستوى الرعاعي.

لذلك من الصحيح القول: إنّ استقلال الفرد، وحريته الفكرية، وشعوره بالكرامة، وقدرته على الابتكار، يمكن أن تؤهله ليمارس رقابة ذاتية مسؤولة.

منقول

عامر العظم
05/06/2009, 09:29 PM
دمرتنا الأمثال الشعبية أيها الهياكل البشرية!

هذا المثل وغيره من الأمثال أطلقها وزرعها الأنعام والتيوس، وعلمنا وربانا عليها من هم قدوة لنا للأسف (أب، أم، مدرس، صديق)، وصنعوا منا هياكل بشرية متحركة! نتعلمها ونحفظها ـ ونطبقها ونكررها وننقلها لاحقا للآخرين والأجيال القادمة ـ في البيت والمدرسة والشارع والعمل وفي كل مكان وزمان أيها الهياكل البشرية!

كم عدد الأمثال التي تحض على الخوف والخنوع والاستسلام والتقوقع، التي يجب أن نتخلص منها، أيها العالم الجبان؟!

في هذه الأثناء، أدعو إلى صياغة أمثال شعبية جديدة تدعو إلى المبادرة والتحدي والهجوم!

عز الدين بن محمد الغزاوي
05/06/2009, 09:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخي الإنساني التحرري غالب ياسين ، لقد أبدعت في مقالتك المفصلة و التي تجسد " صراع المواطن ... بين ثقافة الخوف و الثقافة التنويرية " ، كما أن المعطيات الهامة التي ميزت مداخلتك هي وافية.
أعود لبداية المداخلة ، عندما قمت بسرد مجموعة من المقولات التي تتخلل خطاب المواطن العادي ، و هي ومع الأسف سلبية في مضمونها و تولد حالة من الإحباط عند المواطن ، فيعيش في براثن الفقر و الجهل و التخلف.
أخي غالب ياسين ، شكرا على هذه المداخلة التي تمنيت لو أدرجتها في فقرات ، حتى يتمكن المتدخل من إبداء رايه بكل سهولة.
دمت في حفظ الله و رعايته ، صديقك / عز الدين الغزاوي.

عز الدين بن محمد الغزاوي
05/06/2009, 09:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
شكرا للأخ عامر العظم على التعقيب الجوهري ، و أشاطرك الرأي : لماذا لا نقوم بتنقية ساحة الأمثال و المقولات المتفشية في خطاباتنا ، من السموم المتسربة ؟ و هي التي تزيد واقعنا تأزما و تأخرا.
تحية أخوية من أجل خطاب واعد وطموح / عز الدين الغزاوي.

سارة مبارك
05/06/2009, 10:29 PM
الأستاذ غالب ياسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دراستك شاملة وتؤطر لفهم جديد يقف في وجه ثقافة الخوف وقد ذكرت في معرض حديثك أن: (ومن المؤكد أنّ لا سبيل إلى التخلص من الخوف إلا بإحياء مؤسسات المجتمع المدني وما تفترضه - التعددية الفكرية والسياسية، وحقوق الإنسان، ودولة الحق والقانون، والديموقراطية-، وإلا فإنّ الخوف سيعشعش ليس في خلايا المجتمع فحسب، بل وفي خلايا الإنسان الذي تضمحل إنسانيته إلى المستوى الرعاعي)
ألا تتفق معي أن للمثقف دوراً كبيراً في أحياء هذه المؤسسات أو أفولها؟
أليس للمثقف دور في التدخل ونقد الموروث الثقافي الذي يدعم ثقافة الخوف؟
قد يقول قائل أن المشكلة تكمن في المنهج العام للأمة -دراسي وتعليمي- فما المانع لتنقيحه؟
وبصراحة أقول أن مقالتك قد فضحت لنا الدور الخنوع لكل المثقفين العرب الذين يتشدقون بالثقافة ويمارسونها علي الورق
وفي هذه الأثناء أهديك مثلاً سودانياً يقف في وجه ثقافة الخوف وهو:
الموت مع الجماعة عُرس
أي أن الموت في سبيل صالح المجموعة يُعد كيوم العرس والميت فيه عريس.

عماد الدين علي
05/06/2009, 10:33 PM
ألهذا خلقنا .!

بسم الله الرحمن الرحيم

إن مما لا شك فيه ، أن هذه الأمثال وغيرها ، تؤثر بشكل مباشر على شباب أمتنا ، وخصوصاً إذا كان الشاب وهو في مقتبل عمره يسمعها ممن يفترض أن يكون قدوة له ، فتؤثر في طريقة تفكيرة ، وتعامله مع الأمور ، فيشب خانعاً ذليلاً ..

وكلما حاول أحد إصلاح أمر رأى أنه باطل ولا يجوز ، انبرى له أكثر من خانع يقول له : حط راسك بين الروس وقل يا قطَّاع الروس ، فتحس بأن قائل هذه الكلمات المملوءة ذلاً ومهانة ، كأنه خروف أو بقرة ، لا هم لها إلا أن تأكل وتشرب ما يلقى إليها .. ثم تبيت في زريبتها قريرة العين ! ألهذا خلقنا ؟!


تحية برأس مرفوع

غالب ياسين
05/06/2009, 10:37 PM
الغاضبون
يا تلاميذَ غزَّةٍ...
علّمونا..
بعضَ ما عندكمْ
فنحنُ نسينَا...
علّمونا..
بأن نكونَ رجالاً
فلدينا الرجالُ..
صاروا عجينا..
علِّمونا..
كيفَ الحجارةُ تغدو
بينَ أيدي الأطفالِ،
ماساً ثمينَا..
كيفَ تغدو
درَّاجةُ الطفلِ، لُغماً
وشريطُ الحريرِ..
يغدو كمينَا
كيفَ مصّاصةُ الحليبِ..
إذا ما اعتقلُوها
تحوَّلتْ سكّينا...
يا تلاميذَ غزَّةٍ
لا تُبَالوا..
بإذاعاتنا..
ولا تسمَعُونا..
إضربوا..
إضربوا..
بكلِّ قواكمْ
واحزموا أمركمْ
ولا تسألونا..
نحنُ أهلُ الحسابِ..
والجمعِ..
والطرحِ..
فخوضوا حروبكمْ
واتركونا..
إنّنا الهاربونَ
من خدمةِ الجيشِ،
فهاتوا حبالكمْ
واشنقونا...
نحنُ موتى...
لا يملكونَ ضريحاً
ويتامى..
لا يملكونَ عيونا
قد لزمنا حجورنا...
وطلبنا منكمُ
أن تقاتلوا التنّينا
قد صغرنا أمامكمْ
ألفَ قرنٍ..
وكبرتُمْ
-خلالَ شهرٍ- قرونا
يا تلاميذَ غزَّةٍ
لا تعودوا...
لكتاباتنا.. ولا تقرأونا
نحنُ آباؤكمْ..
فلا تشبهونا
نحنُ أصنامكمْ..
فلا تعبدونا..
نتعاطى القاتَ السياسيَّ..
والقمعَ..
ونبني مقابراً...
وسجونا
حرِّرونا
من عُقدةِ الخوفِ فينا..
واطردوا
من رؤوسنا الأفْيونا..
علّمونا..
فنَّ التشبُّثِ بالأرضِ،
ولا تتركوا..
المسيحَ حزينا..
يا أحبّاءنا الصغارَ..
سلاماً..
جعلَ اللهُ يومكمْ
ياسمينا
من شقوقِ الأرضِ الخرابِ
طلعتمْ
وزرعتمْ جراحنا
نسرينا
هذهِ ثورةُ الدفاترِ..
والحبرِ..
فكونوا على الشفاهِ
لُحونا..
أمطِرونا..
بطولةً، وشموخاً
واغسلونا من قُبحنا
إغسلونا..
لا تخافوا مُوسى ولا سحرَ موسى..
واستعدّوا
لتقطفوا الزيتونا
إن هذا العصرَ اليهوديَّ
وهمٌ..
سوف ينهارُ..
لو ملكنا اليقينا..
يا مجانينَ غزَّةٍ
ألفُ أهلاً...
بالمجانينِ،
إن هُم حرّرونا
إن عصرَ العقلِ السياسيِّ
ولَّى من زمانٍ
فعلّمونا الجنونا..
Nizar Qabbani - 1988 - نزار قباني

غالب ياسين
05/06/2009, 10:43 PM
الأستاذ غالب ياسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دراستك شاملة وتؤطر لفهم جديد يقف في وجه ثقافة الخوف وقد ذكرت في معرض حديثك أن: (ومن المؤكد أنّ لا سبيل إلى التخلص من الخوف إلا بإحياء مؤسسات المجتمع المدني وما تفترضه - التعددية الفكرية والسياسية، وحقوق الإنسان، ودولة الحق والقانون، والديموقراطية-، وإلا فإنّ الخوف سيعشعش ليس في خلايا المجتمع فحسب، بل وفي خلايا الإنسان الذي تضمحل إنسانيته إلى المستوى الرعاعي)
ألا تتفق معي أن للمثقف دوراً كبيراً في أحياء هذه المؤسسات أو أفولها؟
أليس للمثقف دور في التدخل ونقد الموروث الثقافي الذي يدعم ثقافة الخوف؟
قد يقول قائل أن المشكلة تكمن في المنهج العام للأمة -دراسي وتعليمي- فما المانع لتنقيحه؟
وبصراحة أقول أن مقالتك قد فضحت لنا الدور الخنوع لكل المثقفين العرب الذين يتشدقون بالثقافة ويمارسونها علي الورق
وفي هذه الأثناء أهديك مثلاً سودانياً يقف في وجه ثقافة الخوف وهو:
الموت مع الجماعة عُرس
أي أن الموت في سبيل صالح المجموعة يُعد كيوم العرس والميت فيه عريس.
شكرا على المثل الرائع وعلى مشاركتك القيمه
:fl:

سارة مبارك
05/06/2009, 10:45 PM
أقترح أن يُثبت هذا الموضوع وأن يتداعي عليه كل أعضاء واتا وأساتذتها وأثرائه بالمداخلات والنقاش والبحث، علنا نستطيع بلورته في نقاط وموجهات محددة نتفق عليها ونعمل بها للحد من تفشي ثقافة الخوف، وهذا أضعف الأيمان.

غالب ياسين
05/06/2009, 10:45 PM
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=48273

صادق الرعوي
05/06/2009, 11:11 PM
الأستاذ غالب ياسين.
هذه الأمثال علمتنا ثقافة العجز والإتكالية وصارت شماعة للخوف من الإقدام والمواجهة فضللنا في الحفر وآثرنا بالقمة لغيرنا.
ومن يتهيب صعود الجبال**** يعش أبد الدهر بين الحفر
بل صرنا مع هذه الأمثال نرضى بالظلم أحياناً وعزاؤنا كما قلت أخي غالب (امشِ الحيط الحيط و قول يارب الستر ، الباب اللِّي بيجيك منهْ الريح، سدُّهٌ واستريح ،ابعد عن الشر وغنّيله)
وما أحسن ما صورنا به الشاعر أحمد محرم:
بِطاءٌ عَنِ الأَمرِالعَظيمِ كَأَنَّما*** يَرَونَ بِــهِ مَقضِيَّ مَـوتٍ مُحَتَّمِ
أَذِلّاءُ حَمّالونَ كُــلَّ ظَلامَةٍ *** وَمَن يَتَهَيَّب جانِبَ البَأسِ يُظلَـمِ
والحل هو نبذ هذه الأمثال من ثقافتنا وإستبدالها بالأحاديث والآيات القرآنية الكثيرة التي هي ضد ثقافة العجز والتكاسل أمثال قوله تعالى :( ومن يتوكل على الله فهو حسبه) و قوله تعالى ( كم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة بإذن الله ) و قوله تعالى ( قد جعل الله لكل شيء قدرا) وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس : (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف") والأمثلة كثيرة لمن تتبعها كلها تنبذ العجز والمهانة والإتكالية .
تحية بدون عجز أو إتكالية.

عامر العظم
05/06/2009, 11:25 PM
نداء علني إلى الدكتور شريف كناعنة للتدخل!

وجهنا نداءً علنيا للدكتور المعروف شريف كناعنة المختص بالأمثال والتراث الشعبي ليخلصنا من الأمثال الشعبية التعيسة!
مركز دراسات التراث والمجتمع الفلسطيني
http://www.inash.org/arabic/arabic.html

هذا علما بأننا نشرنا أمثلة شعبية عربية سابقا على روابط منفصلة تحض على الاستسلام التام بدون أي حركة!

كما نرحب بتسجيل الدكتور شريف وكافة المختصين بالتراث والأمثلة الشعبية والنشر في واتا مباشرة.

تحية بدون حركة!

مصطفى عودة
06/06/2009, 05:10 AM
يتصف الاسلام بالشمولية ،لكنه ليس نظاما شموليا كالبعث مثلا او غيره.الشمولية في الفهم المستنير تعني التعددية الحرة المبادرة ،فقد عاش اصحاب الديانات ولا يزالون مع مواطنيهم المسلمين في تعددية منتجة فاعلة وطنية.
اين ثقافة الخوف في اروقة الحكمة في بلاط المامون؟؟ اين ثقافة الخوف في مكتبات الاندلس؟؟ هذا نموذج واع للشمولية.


عندما نتحدث عن ثقافة الخوف فاننا نتحدث عن العبودية للبشر لا العبودية لرب البشر،اذا لا خوف من شمولية الاسلام الا للذين يختانون انفسهم وتاريخهم ووطنهم وقومهم ،الذين يجيِّرون الوطن او يؤجرونه او يبيعونه.
ثقافة الخوف نتجت من مفهوم امرك يا سيدي التي تحارب الحرية /الفطرة. ولم تكن ضمن سلوك البدوية التي قالت لراس الدولة "اعدل فانك لم تعدل" فاصابت امرأة واخطا عمر.
ولم تكن ضمن تطبيقات المعلم الاول محمد عندما علقت بردته بشوكة لشدة الضغط عليه في جو من الحرية التامة.
ثقافة الخوف نتجت من الجهل وتفشي الامراض لانعدام الرعاية المقصودة حتى تمرر لاطول فترة ممكنة الجلوس على الكراسي وتقديم القرابين لذات النظام المصونة التي هي فوق القانون.
ان اردتم ضرب امثلة من واقعنا العربي الرسمي فانتم مطلعون وبعضكم مضطلع بامثال هؤلاء ودكاكينهم المأجورة.
نحن نخشى من المنظمات "منظمات المجتمع المدني" ما بعد اوسلو التي اقيمت بنخزة/وخزة غربية لصالح الغرب طبعا وبالتالي اسرائيل!!! منظمات التجارة والسمسرة والتطبيع والخيانة.


تحية بل تحيات ثائرة لا تعرف الخوف لانها لم تتربى عليه.
تحية بطعم الاستقلال والانتاج الفكري الحر والسيادة على القلم والحركة المجتمعية
تحية للاخ غالب ياسين الذي لم تبد شخصيته فيما نقل او انه يوافق المتقول ،والله اعلم.

غالب ياسين
06/06/2009, 08:16 AM
تحية بل تحيات ثائرة لا تعرف الخوف لانها لم تتربى عليه.
تحية بطعم الاستقلال والانتاج الفكري الحر والسيادة على القلم والحركة المجتمعية
تحية للاخ غالب ياسين الذي لم تبد شخصيته فيما نقل او انه يوافق المتقول ،والله اعلم.
اخي اشكرك
لا اعتقد ان احدا لا يوافق على فكرة الموضوع وكذلك فان الامثال القديمه فيها الكثير من المغالطات
انا اوافق على مضمون الموضوع
:)

نجوى النابلسي
06/06/2009, 10:05 AM
الأخ غالب ياسين

أحييك
إن كان الأمر يتعلق فقط بموروث الأمثال الشعبية المتخاذلة فهذا هين.
المهم أن نشجع على سياسة إبداء الرأي حتى إن كان مخالفاً لرأينا ونرفع أيدينا عن الأفواه التي تعبر عن رأيها وبذلك نشجعها على التخلص من الخوف أولاً كرأي ثم كعمل.
ولا أظن هذا سهلا ما دام الأغلبية منا يمارس سياسة إلغاء الآخر وتجاهله.
كثيرون من يمارسون الوصاية الفكرية حتى على المثقف.

شكرا لك

غالب ياسين
06/06/2009, 10:26 AM
الأخ غالب ياسين
أحييك
إن كان الأمر يتعلق فقط بموروث الأمثال الشعبية المتخاذلة فهذا هين.
المهم أن نشجع على سياسة إبداء الرأي حتى إن كان مخالفاً لرأينا ونرفع أيدينا عن الأفواه التي تعبر عن رأيها وبذلك نشجعها على التخلص من الخوف أولاً كرأي ثم كعمل.
ولا أظن هذا سهلا ما دام الأغلبية منا يمارس سياسة إلغاء الآخر وتجاهله.
كثيرون من يمارسون الوصاية الفكرية حتى على المثقف.
شكرا لك
الفاضله نجوى اشكرك واتفق معك

عبدالستار زيدان
06/06/2009, 11:23 AM
الأخ الفاضل /
مقالتك الإسفزازية يا بنى . تلاشى ماعلق بالعقل والفكر من آثار النوم والكرى .. حيث هى أول ما طالعت اليوم ..
صديقى وأخى وابنى /
دعنا نكن منطقيين وأيضاً منصفين .. ولا ننجرف فى تيارات هم رسموها لحياتنا .. واختاروا لنا , وما اختاروا لنا غير ما يزيد أمنهم وأمن استمرارهم على صدورنا وباقى الفتات من أشلائنا ..
إن سياسة التخويف التى عنها تتحدث يا صديقى العزيز . لايعلمها ولا يعيش بها ولا يقبلها ويتعايش بها ومعها إلا كل رعديد جبان . عفواً .. ولا تستطيع التأثير بإيجابيه إلا على كل نفس هش ضعيقه .. وكل كيان مهترئ الوجدان .. غير مثبته جذوره فى أرضه حقه الذى أعطاه الله .. وأورثها إياه .. فما تعصف الريح إلا بكل هش وضعيف الجذور والإنتماء لأرض نبت عليها وعاش بين أعطافها .. من ترابها نشأ فيه اللحم والعظام والكيان .. بين أهلها . أهله وفلذاته وأصوله ووجوده ..
فإن انجرف فى تيارات تخويفيهم . سيكون من ( التنابله ) / أ / عامر العظم .
إن سمح لنقسه أن يكون مثلما يريدون ويخططون .. سيكون سهلاً أن يفرط فى عرضه وشرفه . قبل أرضه ووطنه ..
إذن صديقى الغر الغرير .. والشاب المليح .. لاتتعجل بالنقل أو تسرع فى العدو وراء أى بوق شرقى كان أو غربى ...
كفانا ما أصابنا من بعض منا ... لتكن وأنت فى مقتبل حياتك حامداً لربك أن خلقك عربي المنبت .. تتحدث لغة القرآن . لغة الحساب يوم القيامه .. وينعكس ذلك على ما تكتب وتبدع .. ساعد غيرك ونفسك على التمسك بالوميض الخافت الذى بقى لنا عسى لأن يجعله الله بأنفاسى وأنفاسك يوماً نوراً يضى المشرق والمغرب , ويعود لنا وبنا وبأحفادنا ما أضعناه من سالف المكان والكيان بالجلد والمثابرة والإصرار ...
ولا ينبغى لنا أن نورث غير ذلك , كما لا ينبغى لأقلامنا أن تجهد فى غير ذلك .. وإلا فلنتنصل جميعاً من ملابسنا وفكرنا وموروثنا .. ونتفابل غداً فى الشانزليزيه . وعلى أحد مقاعد البارات أو على الرصيف المقابل , ونخطط نحن أيضاً كيف نجهض كل مولود حر من الخليج إلى المحيط ...
مع عظيم تحياتى ومودتى

محمد التهامي بنيس
06/06/2009, 02:14 PM
تحية أخوية
مساهمة مني بتواضع في إغناء الموضوع . أقدم نموذجا لواقع المثقف من عاصمة الثقافة العربية 2007 مدينة فاس العاصمة الروحية للمملكة المغربية . أرجو أن لا يكون مجانبا للموضوع . فهو مساهمة محلية لا تخلو من بعد عربي معبر عن الواقع العام للثقافة العربية :
لماذا تغرق سفينة الثقافة والسياسة في فاس
غريب واقع الثقافة في العاصمة الثقافية , وعجيب واقعها السياسي وقد كانت عاصمة سياسية ومركزا اقتصاديا فثقافيا لم نعد نسمع إلا تمتمة بلا معنى , ولم نعد نرى إلا سيرا في طريق الضياع وسط كلمات تائهة تحاول ملء أمواج الصمت لتتخلص من معاناة الموت الثقافي , بالبكاء على الموروث والتحسر على الآثار , أو بافتعال الصراع بين ما هو أصيل وما هو معاصر, في كل ما يلبس لبوس التنشيط الثقافي , أكاديميا أو جمعويا أو اجتماعيا أو في الجماعة وهي تستحوذ – باسم الدعم المشروط – على كل نشاط يرفع يافطة الثقافة , إلى أن صارت ثقافة المدينة . ما أن تراوح بخطوة إلى الأمام , حتى تعود خطوات للخلف والتخلف , جراء طغيان الكم على الكيف - العد من أجل استهلاك المنح والعطايا والارتزاق بالثقافة – دون إنتاج فعل ثقافي إيجابي يناسب تطلعات الشباب الذي ينظر إلى الأنشطة التي تأتي بعد سبات عميق , على أنها ثقافة مائعة هجينة ,
تعاني من السلطوية وسيادة ثقافة الإقصاء وانتشار تهميش الكفاءات وانعدام الحوافز للتطور والتطوير, مما أدى إلى انزواء الكفاءات كما انزوى المبدعون ؟ فماذا أصابها بحلول الألفية الثالثة . هل هي الآن تشكو من فقر الإمكانيات المادية ؟ هل الأمر يعود لانعدام الاستقرار الأمني واستمرار الصراعات ؟ هل يعود لإهمال الاقتصاد المبني على المعرفة ؟ هل لضعف المشاريع التنموية الضخمة وضعف التكنولوجيا العلمية ؟ هل هي عطالة الخريجين وعدم عودة الذين يدرسون في الخارج إلى مدينتهم ؟ هل هو تأثير هجرة العقول المحلية إلى مدن أخرى وإلى خارج الوطن ؟ أم أن الأمر يتعلق بالظرفية والتطير من التدبير الحالي بالجماعة الحضرية وسيادة التسيير الإداري البيروقراطي والفساد الإداري في نظام جامد ؟ هل للموضوع علاقة بالإنفاق السنوي على ما هو ثقافي وهو في وضعه المحتشم والمخجل ؟ هل السبب يعود لانعدام قابلية التفكير العلمي المستقل المواجه للتحديات ؟ أم لعدم إشباع روح البحث والتطوير والمشاركة الفاعلة في الرأي والخبرة ؟ هل هو تدهور مستوى خريجي الجامعة ؟ هل هي هيمنة الثقافة الأصيلة أو عدم الاهتمام بها وعدم الاهتمام بالثقافة المعاصرة المستندة إلى العلم والمعرفة ؟ أليست هناك هامشية ملموسة بالنشاط العلمي والفكري والإبداع والاكتشاف وبهشاشة المستوى ؟ أليس ملموسا غياب الشوق الدائم للمعرفة والتعلم الذاتي ؟
بينما الأسئلة تظل متناسلة معلقة ومحيرة , أختصر مسافة ما بين السؤال والجواب في التأكيد على ضرورة خيار الاستثمار في الثقافة , وفتح الباب للعقول القادرة التي تريد خدمة مدينتها , على الأقل بتوفير إمكانيات إشراكهم في الاستثمار الثقافي ودعم مشاريعهم التنموية بموازاة مع دعم الإعمار والصحة والتعليم وغيرها , ودعم الجمعيات الثقافية الحقيقية النشيطة , بجهاز وظيفي متكامل يربط بين العقول وبين وضع جدولة برامج ثقافية متنوعة جادة , وإحداث بنك معلومات - على أن يكون بصدق وليس بالاحتفالية المائعة - بنك يضم معلومات كافية عن العقول المتواجدة والمجمدة والعقول المهاجرة , بنك محلي ينفض الغبار على الخزائن والنفائس في المكتبات العريقة وداخل بيوتات فاس وتراثها الإنساني والمعالم التاريخية ولدى السياسي المثقف الذي يكاد يصبح تراثا منسيا لحد اليأس والنفور لا من العطاء السياسي ولا من العطاء الثقافي فأحرى التعاون بينهما ,
وارتباطا بالسياسي المثقف كفاعل نطالبه بالانخراط الإيجابي والخروج من قوقعة اليأس والقنوط , هل توفر له الأحزاب السياسية مناخا ثقافيا ؟ هل يعول على أجهزة إقليمية تولد ميتة , فلا تستطيع تطوير أدائها أو تتخلص من تدبير اختلافاتها الداخلية وبلورة وظائفها السياسية والاجتماعية والتربوية والثقافية حتى ؟ من من هذه الأجهزة أولى عنايته بالمجتمع المدني – الفاعل وليس الشكلي – الذي يتفاعل فيه المواطنون ويؤسسون يقظة لخدمة الساكنة ويطالبون ببعض الحقوق التي تتملص منها أجهزة الدولة محليا والجماعة الحضرية , وهو يضم جمعيات حقوقية واجتماعية وثقافية وغيرها , ويؤسس أيضا لخدمات تهم القضايا لمشتركة مع الأحزاب التي تعمل على تقليل الهوة بين الإنسان والمجالات ومن بينها المجال الثقافي وأشكال الثقافة التي تغذي نهم المنتج والمستهلك , وترسم الخصوصيات الفردية والإبداعات الشعبية التي تلخص أفكار السكان ونوع ثقافتهم المطلوبة أليس ما قلناه عن تعدد الجمعيات الثقافية من كثرة العد وقلة الإنتاج ينطبق على تعدد الأحزاب وكثير من أجهزنها العاجزة على تفعيل الحكامة التشاركية وهي الحد الفاصل بين شكلها التمثيلي والديمقراطية المؤسسة على المساهمة والمشاركة في صنع وتنفيذ وتقويم البرامج والمشاريع على أرض الواقع ؟ هل تؤمن هذه الأجهزة الحزبية بأن السياسة أخلاق , وتراكم ثقافي لا بد من أن يؤثر في التقنيات والتنظيمات ليكون الحزب مجالا سياسيا وثقافيا و يتطور بتطور الأزمنة ؟
إن جل الأحزاب ما لم نقل كلها في مدينة فاس , غدت لا تولي الاهتمام إلا للاستحقاقات الانتخابية , فلا تخرج من استحقاق فاشلة أو نصف فاشلة , حتى تدخل في متاهة الإعداد لاستحقاق ثان وثالث يتحقق فيه نجاح نصف النصف أو يكون الفشل الذريع لغياب الإستراتيجية القائمة على المعرفة وافتقاد الحس الثقافي , فترى المناضلين حائرين , يفكرون يتساءلون في جنون , يستحضرون أسماء وأشياء لا تفتأ تضيع في هباء , وشبيبة الأحزاب لم تعد تجد متعة النضال ولا تستطيع الانفكاك من الهيمنة المتلونة التي تعتبرها أرقاما عددية , والقطاعات الحزبية متساوية في الشلل بما فيها تلك التي يفترض أن يعول عليها في القيام بالتأطير والتثقيف واتخاذ المبادرات واقتراح البرامج والمشاريع , أما النساء وهن لا يجدن في الأحزاب ذلك المناخ الذي يشجعهن على العطاء ونضال القدوة , بل إن المثقفات منهن أصبح لهن إنتاج أكثر إيجابية وهن خارج مظلة الحزب السياسي كما لو أن هذا الحزب لا يقدر فيهن الكفاءة إلا عند تجميل اللوائح الانتخابية بأسماء نسائية , حتى إذا وجدت إحداهن نفسها منتخبة , فهي مفتقرة لثقافة الاشتغال في المجال الذي انتخبت فيه
أي أن الأحزاب لم تتطور بعد مع الزمن الذي تحيى فيه , إذ تواصل تجاهل طاقاتها الصامتة التي صارت تشعر بأنها إما مقموعة أو مهمشة , فإن كانت قناعتها بالحزب راسخة ظلت تنتظر لحظة ضوء إيمانا منها بالتخلص يوما من الاستبداد والتسلط , أو أنها تنسحب خوفا من عشرات المنفعيين والمصلحيين أو أنها تتسلح بالانسحاب والعزوف , وترى أن لا معنى لحديث الأحزاب عن العزوف الانتخابي وهذه الأحزاب غارقة تناسي وإهمال مناضليها وهمومهم وقضاياهم وتثقيفهم , تماما كما هو لا معنى للحديث عن أزمة القراءة أمام رداءة ما يكتب
فالشباب الذي يعاتب اليوم على عدم الانخراط في السياسة وعن إقباله على القراءة , أصبح لا يستحيي من التبول على أداء وبرامج بعض الأحزاب السياسية المحلية المائعة , كما يتبول على أخبار الأنشطة الثقافية الهجينة , وللشهادة وبالملموس , وقف شاب يتبول من أعلى على مدرسة تقع في أسفل الحافة التي يطل عليها , ووقف شاب آخر يتبول على جدار مقر حزبي لا يفتح أبوابه إلا بمناسبة الانتخابات , وعاد تلاميذ وأطر مدرسة بعد عطلة قصيرة فلن يجدوا ممرا سالما مما تغوط به بعض المتحاملين على دور المدرسة وأخذت الظاهرة تكثر في أبهاء دور الشباب وأبواب دور الثقافة
قد تكون ظواهر معزولة , وقد يكون من أقدموا عليها من فئة المعتوهين والمشردين الذين تغص بهم شوارع المدينة وأزقتها , وقد تكون بفعل مع سبق الإصرار , وفي كلتا الحالتين هي مؤشرات صريحة على أن ما آلت إليه حال الثقافة في فاس وواقع العمل الحزبي فيها , هو دليل على الغرق فيما يبعد شبابنا على التنمية وضمان الشغل والكرامة , ويبعدهم عن ثقافة المسخ وثقافة التحرش الجنسي واللواط وظهور بوادر المثلية
وإذا كان هذا هو الغرق فأين الإسعاف ؟
المثقف والمثقف السياسي دائما هو عبارة عن بوصلة منورة منظرة وصمته أو تجاهله يقلل من أهمية رسالته ويتسبب ذلك في تفاقم مثل هذه العلل , ورسالة الأحزاب السياسية لن تستقيم دون إشراك المثقف الفاعل الواعي , ودون أن تبوئه المكانة التي يستحقها ومن أجلها كان مثقفا فهو لا يرضى أن يكون في مؤخرة الركب الاجتماعي والسياسي
محمد التهامي بنيس
9 مارس 2009

صلاح الدين علي
30/06/2009, 09:59 AM
السلام عليكم
لن يخنع ويخضغ أو يتخاذل إلا من كان طبعه الضعف والعجز ، أما أصحاب النفوس الأبية والطموحة فلن تلقي بالا لهذا الكم من أمثال العجز لأن ذلك يخالف طبائعها وفطرتها ، ولاأجد مانعا من إستحداث أمثلة تحث على العمل والعطاء وتحمل المسؤليات وطلب معالي الأمور ، كما أننا لن نستطيع إلغاء أو حذف الأمثلة الداعية الى العجز والخنوع من تراثنا لأنه ببساطة يوجد في الناس من يحتاج إليها ولايمكنه مواصلة الحياة من دونها .

صفاء الشيخ حمد
09/09/2009, 11:57 AM
اخي الكريم

هذه بقايا الموروث الذي ورثناه من ماضينا الاليم او غير الواقعي


محبتي لك