المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يضمر لنا باراك أوباما؟ـ



جورج حداد
11/06/2009, 09:38 AM
جورج حداد

لا تزال اصداء القنبلة الدخانية، التي فجرها باراك اوباما يوم 4/6 في خطابه في قاعة جامعة القاهرة امام جمهور منتخب بعناية يتراوح بين 2500 ـ 3000 مدعو، تتردد في مسارح الاعلام العربي المباع وفي دهاليز وكواليس السياسة الرسمية العربية. وقد ضاقت مجارير البروباغندا بسيول من التعليقات "العربية" و"الاسلامية" التي تراهن على الدور الشخصي الايجابي لباراك حسين اوباما، وعلى احتمالات التغيير الجوهري في السياسة الاميركية حيال العالم العربي والاسلامي. وفيما يلي ثلاثة نماذج من هذه التعليقات:
ـ1ـ
يقول الباحث احمد جويد (من:مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث): "يبدو ان ما حققه أوباما من نجاح كبير على منافسيه من الديمقراطيين والجمهوريين أثناء حملته الانتخابية في الداخل الأمريكي، حفزه على أن يعمم تجربته خارج الولايات المتحدة بنفس الطريقة وهو يحمل لشعوب العالم تباشير الأمل في إحلال السلام والخروج من الأزمة المالية العالمية وتحقيق اكبر قدر ممكن من التنمية الاقتصادية في الدول الفقيرة. ويبدو ان هذا الرجل يتمتع بذكاء كبير ويحاول استغلال ذكائه لصالح وطنه الذي عاش فيه، إلى حد يجعله القيام بتسخير جميع مؤهلاته وارثه الشخصي القائم على الانتماء العرقي والديني في عائلته لاستثمار مشاعر المسلمين في جميع البلاد الإسلامية، متخطياً بذلك الجانب الرسمي لتلك الدول ويصل إلى عقول وقلوب من أصغوا لكلامه باهتمام كبير وكأن هذا الرجل من أبناء جلدتهم وقد انتفض وهب لنصرتهم".
ـ2ـ
اما رجل الاعمال والمثقف المشهور د. طارق حجي (صاحب شركة "تانا لبترول الشرق الاوسط ـ بالمملكة المتحدة"، المتخصص في سمسمرة النفط، الى جانب الابحاث الاكاديمية "الليبيرالية" و"الدمقراطية" و"اليسارية" وحتى "الماركسية") والذي وجهت له دعوتان، اميركية ومصرية، لحضور خطاب اوباما، فيقول معلقا على الخطاب (طارق حجي، الحوار المتمدن - العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 ): "إنني أبدأ بأن أسجل إندهاشي (النسبي) من الحرارة البالغة التى إستقبل وأحاط بها الجمهور (أبرز 3000 مصري ومصرية من بين 80 مليون مصري) أوباما. حرارة ودفء قد يكونا قمة ما جربه فى حياته السياسية. هل كان هذا الدفء لأوباما شخصيا أم مناصفة بين (أوباما) و (رئيس الولايات المتحدة)؟".
اي ان السمسار ـ المثقف طارق حجي يراهن على نجاح باراك اوباما الشخص في تسويق باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الاميركية؛ اي في تسويق الخط الاميركي الجديد للسوروسيين الجدد (نسبة الى المضارب النصاب والسمسار، المثقف ايضا، جورج سوروس، صاحب مؤسسة "المجتمع المفتوح") الذين ينتسب اليهم باراك اوباما، والذين يقفون على طرفي نقيض مع "المحافظين الجدد" الذين ينتسب اليهم ديك تشيني وجورج بوش واركان الادارة الاميركية السابقة.
وحتى مؤرخ وباحث مثل رضوان السيّد ينضم الى جوقة المطبلين لباراك اوباما ويقول (في: الرئيس الأميركي والملفات الصعبة، جريدة "المستقبل" - السبت 6 حزيران 2009): "إن لم يكن مفكراً (ويقصد اوباما) فهو صاحب رؤية.. والرؤية تتوخى إعادة تنظيم العالم على أُسس أكثر عدالة وتوازناً، والبدء بذلك في الشرق الأوسط. ويقتضي ذلك التصالح مع الإسلام والمسلمين".
وفي تقرير عن إعداد وجبة الخطاب في مطبخ البروباغندا الاميركية، تقول النشرة الاليكترونية "دنيا الوطن ـ غزة": "كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن خطاب الرئيس باراك أوباما الذي ألقاه الخميس 4-6-2009 في جامعة القاهرة، كان حصيلة جهد استمر لأشهر تخللته استشارات لعدد من الخبراء والباحثين المسلمين من إيران ودول عربية إضافة إلى أكاديميين يهود. وقبل قيام رحلته إلى الشرق الأوسط عكف على استشارة عدد من مديري الشركات المسلمين، واطلع على مقالات عديدة أرسلت للبيت الأبيض، كما استشار بعض اليهود أيضاً من العاملين في الحقل الأكاديمي. وقبل الرحلة إلى المنطقة، استقبل البيت الأبيض بعد ظهر الجمعة مجموعة من الباحثين المسلمين، وآخرين في شؤون السياسة الخارجية، لمناقشة أهم النقاط التي يمكن أن يركز عليها الرئيس. ونظم اللقاء من قبل مايكل ماكفول مستشار البيت الأبيض للشؤون الروسية. وكان من بين المسؤولين الآخرين من البيت الأبيض، الذين حضروا اللقاء الذي استمر 90 دقيقة، بعض مسؤولي مجلس الأمن القومي مثل مارا رودمان، دان شابيرو، بين رودس، دينيس ماكدونف. وعلى الجانب الآخر من الطاولة كان: كريم صادق بور، خبير أمريكي إيراني من مؤسسة كارنيجي، غيث العمري مفاوض فلسطيني سابق، فالي (لابما المقصود: والي) نصر خبير إيراني سينضم قريباً للإدارة، شبلي تلحمي الباحث في مركز سابان".
نترك للسخفاء والاغبياء، من جهة، ان يصدقوا، وللعملاء والسماسرة والمباعين (الحاليين والـ"على الطريق")، من جهة ثانية، ان يجهدوا كي يجعلونا نصدق، ان باراك اوباما هو صادق، وقادر، على ان يغير طبيعة الامبريالية الاميركية، وان نكف عن ان ننظر الى اميركا تلك "النظرة النمطية"، كما سماها في خطابه، كدولة عدوانية استعمارية امبريالية متوحشة. كل ما في الامر ـ حسبما يريدنا ان نصدق باراك اوباما ـ ان اميركا ارتكبت في الماضي مجرد اخطاء وهفوات (بسيطة!!!)، وليس جرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية، تقتضي وضع "لائحة سوداء" طولها الوف الكيلومترات باسماء كل من وضع حجرا في تأسيس وبناء وادارة هذه الدولة التي قامت على جماجم 112 مليون مواطن "اميركي" اصلي هم "الهنود الحمر"، وكل من مارس ولا زال يمارس السلطة فيها، من كريستوفر كولومبوس الى ما بعد جورج بوش؛ وتحويل اصحاب هذه "اللائحة السوداء" الى محكمة عدل دولية تاريخية.
بالامس رفع جورج بوش شعار "الحملة الصليبية" الجديدة على العرب والاسلام والمسلمين، مقرونا بشعار تصدير "الدمقراطية" الاميركية. وقد "اقنعته" حينذاك بعض اطراف "المعارضة" العراقية السابقة، انه حالما تطل الجحافل الاميركية على ارض العراق، فإن الجماهير العراقية ستستقبلها استقبال "المحررين". والان يعترف اوباما بالمأزق الاميركي في العراق وبضرورة الانسحاب من هذا البلد المظلوم، ولكنه يواصل الدجل ودغدغة عواطف العراقيين بالقول ان من "حسنات" العدوان الاميركي على العراق اسقاط نظام صدام حسين، وكأن القوات الاميركية جاءت الى العراق فعلا لاسقاط نظام صدام، وليس لترتيب وتثبيت المصالح الاميركية، النفطية وغير النفطية، ما بعد صدام حسين.
واليوم، فإن "الكلمة السحرية" التي يريد باراك اوباما ان يفتح بها الابواب المرصودة للبلدان العربية والاسلامية، هي التظاهر بالتقرب من الاسلام. وهذا هو الموال الذي غناه اوباما في خطابه في القاهرة.
ويبدو ان هناك جوقة كاملة من الحكام والسياسيين والسماسرة و"المثقفين"، العرب والمسلمين، كحكام تركيا ومصر والسعودية والسلطة "الوطنية جدا!" الفلسطينية وجماعة المالكي واشباهه في العراق وكتلة الحريري واعوانها في لبنان، وغيرهم، قد "اقنعوا" اوباما وادارته الجديدة ان الجماهير الشعبية العربية والاسلامية هي اشبه شيء بقطعان ماشية يمكن الضحك عليها بسهولة وسوقها الى المسالخ ذاتها، عن طريق التلاعب بعواطفها الدينية وخصوصا المتاجرة بالدين الاسلامي الحنيف.
ان الاستعمار والامبريالية والصهيونية هي قوى عديمة الدين والمبادئ والاخلاق، وهي مستعدة ان تفعل اي شيء من اجل التوصل الى مصالحها.
وباراك اوباما ليس اول "شاطر" يمتشق ضدنا سلاح الكذب والبروباغندا والحب الافعاوي!
ومن المفيد ان نذكر هنا ان نابوليون بونابرت، حينما غزا مصر في 1798م، فإنه ايضا تظاهر بالاسلام. وجاء عنه في موقع ويكيبيديا الالكتروني ما يلي: "وهذه رسالة نابليون بونابرت الذي دعاه المؤرخون المسلمون الجنرال علي إلى شعب مصر:
"بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله الا الله وحده ولا شريك له في ملكه...
ايها المشايخ والأئمة...
قولوا لأمتكم ان الفرنساوية هم ايضاً مسلمون مخلصون". الخ.
و"أصبح نابليون بونابرت حاكما مسلما اسمه "بونابردي باشا"، وكان يطلق عليه المسلمون أسم علي نابليون بونابرت، وكان يتجوّل وهو مرتدي الملابس الشرقية والعمامة والجلباب. وكان يتردد إلى المسجد في أيام الجمعة ويسهم بالشعائر الدينية التقليدية بالصلاة، وكوّن نابليون ديواناً استشارياً مؤلفاً من المشايخ والعلماء المسلمين مكونا من11عالما ويرأسه الشيخ عبد الله الشرقاوي". (انتهى الاستشهاد بويكيبيديا).
ونذكر ايضا مراسلات حسين ـ ماكماهون المعروفة، والوعود الخلابة التي اغدقتها بريطانيا على العرب، خلال الحرب العالمية الاولى. والدور "القيادي" الذي اضطلع به الجاسوس البريطاني "لورنس العرب"، الذي بلغ به الامر حد السماح لبعض العربان ان يلوطوا به من اجل... عظمة بريطانيا (طبعا!).
واخيرا نذكر ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة، الجميلة تسيبي ليفني، التي كانت احد عناصر الموساد، تعترف بأنها قد مارست الجنس لاجل... مصلحة اسرائيل.
قديما قيل: لأمر ما جدع قصير أنفه.
والان ايا كانت اهداف باراك اوباما من التظاهر بالتقرب من الاسلام ومصادقة المسلمين، فعلينا ان نقول لـ"مثقفين" مثل طارق حجي ورضوان السيد: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
ـ نابوليون بونابرت "مسلم!" واحد يكفي.
ـ ولورانس "عربي!" واحد يكفي.
ـ وتسيبي ليفني "داعرة" واحدة تكفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل

ضيف الجيلاني
11/06/2009, 10:43 AM
أستاذنا الفاضل:
السيد أوباما استقبل استقبالا حارًا في واحدة من محمياته,حيث استقبل بحفاوة ذكرتنا بالاقطاعيين الذين يزورون واحدة من مزارعهم ليملون على العاملين فيها والقائمين عليها سياساتهم الخاصة بمتابعة وتربية القطعان التي يمتلكونها!! عجبت كل العجب لأن حسني مبارك رصد لهذه الزيارة التي سماها الإعلام البوق زيارة تاريخية كل الامكانات بما في ذلك الوجوه التي شكلت الجوقة التي عزفت التصفيقات وكالت له نظرات الـتأليه والإعجاب وما رسخ في ذهني بعد هذه الزيارة المحسوبة:
1/ لم اختار أوباما مصر بالذات ولم يختر أي دولة عربية أخرى؟ وأنا أقبل كل الإجابات عدا أن تقولوا بأن مصر دولة محورية ترعى مصالح العرب!؟
2/ هل كانت لغة أوباما وومضاته المذكرة بالإسلام لوجه الله؟
3/ هل يدرك أوباما أن حديثه المحشو بالإملاءات لن يتجاوز حكّام محمياته العربية فقط!؟
4/ هل صدّق أوباما أن العرب ربما سيخدعون بما كاله من المدائح للإسلام؟
5/ في تاريخ مصر الطويل العريض : من هو الحاكم العربي الذي حظي بهكذا استقبال؟! ولا تقولوا إن الجواب هو أن أوباما رئيس أقوى وأكبر دولة في العالم!؟
6/ الإعلام وأبواقه التي رصدت أقلامًا وحصصا ولقاءات لهذه الزيارة المشبوهة والإشادة بها : هل يمثل وجهة النظر الشعبية العريضة أم وجهة نظر القائم على المحميّة؟!
7/ المعجبون والمصفقون لأوباما هل يملكون القدرة لإقناع أنفسهم قبل إقناعنا بحسن نوايا أوباما؟!
8/ماذا يحمل المستقبل للعرب والمسلمين بعد خطبة أوباما البليغة ؟
أما السؤالان المتبقيان (09)و(10) فأترك للقارىء العربي أن يتمهما وفق قناعاته وذكائه.... وكل خطابٍِ لأوباما والعرب بألف خير!!

أيمن الدقر
11/06/2009, 03:15 PM
الأستاذ جورج تحية طيبة:
لا أرى أي مشكلة في كيفية استخدام الرئيس الأمريكي لمفرداته أو الإيحاء للعرب بوقوفه إلى جانب الحق، لكن المشكلة تكمن في سؤال:(هل يستطيع الرئيس أوباما تحويل خطابه أو أجزاء منه إلى سياسات أمريكية واضحة؟) وجوابي: نعم ولكن (فقط) في الجزء المتعلق بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية التي وصفها بالعلاقات الثابتة.

أحمد خياط
11/06/2009, 11:56 PM
لا أعرف ولا تدخل هذه الحالة العربية الاسلامية في مخي
لا أعرف الى متى ستبقى قلوبنا طيبة ؟ ماذا بعد ؟ ماذا ننتظر حتى نغير وجهة نظرنا تجاه الآخرين عندما تبدر منهم اسائة
أريد ان توصل انت يامن تقرأ كلماتي أن توصلها وتهمسها في أذن كل عربي أو مسلم
لم ولن تتغير مطامع امريكا بالعرب .... وكل من يقول غير ذلك فهو مخادع لنفسه أو كذاب أشِر

الفرق بين أوباما وبوش هو ان بوش أظهر العداء علنا للعرب والمسلمين أما اوباما يخفي في صدره حقدا عميقا لنا

ولو جئنا لنطلع بنتيجة لوجدنا أن أوباما أخطرررر من بوش بكثير لأنه منافق يخدعك ولا يطلعك على مايخطط من خبث لك
وهل تعتقد ان يصل أوباما للحكم لولا أنه طعم مسموم يريدون خداع العرب والمسلمين به
علينا ألا نتأمل منه الخير الكثيرررر الخير فقط يمكننا أن نصنعه بأيدينا
علينا ان نخلص لأمتنا لننهض بها

صلاح م ع ابوشنب
12/06/2009, 02:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الا نتجلد بالصبر وننتظر حتى تجلى الايام ما غمى على العيون ؟ لماذا نسارع باصدار احكام مسبقه .. لماذا كل الناس فى نظرنا خبثاء وماكرون ويضمرون لنا الشر ؟ ما هذا ؟ ... وكأننا نحن الملائكة ومن سوانا هم الشياطين !!! ... دائما نسارع بالقاء اللوم على الغير ، ولا نمس أنفسنا به مطلقا !!!!

مصطفى عودة
12/06/2009, 02:33 PM
اوباما يدرك تماما مقولة اسلافه من السياسيين والمفكرين الاوروبيين(اذا كنت في الشرق فاحترم الالهة).
اطمئن الجميع ان الشعب لن يضحك عليه ابدا لا من قبل اوباما ولا غير اوباما.
تعبئة واعية للذات واعدادات للمجتمع بكل فئاته ومؤسساته وقيادة سياسية غير الحالية تعمل للشعب وللوطن من خلال التراث والوحي والتطبيقات السياسية التي وظفت كل اطياف الامة لصالح المشروع الكبير ،كفيلة بان لا تدع احدا يمر الا من ثقوب المنخل


اتمنى من السيد جورج ان يوثق بعض الاحداث ،ك( ولورانس "عربي!" واحد يكفي.
ـ وتسيبي ليفني "داعرة" واحدة تكفي.) كي تكون الحجة دامغة.

برهان كريم
25/06/2009, 08:14 PM
هل هذا ما قصده الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخطابه؟
وبدأت الشكوك تلقي بظلالها القاتمة على نهج وسياسة وتوجهات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجديدة.
وسيرتكب الرئيس أوباما خطأً فادحاً إن هو تراجع عما وعد به ناخبيه وشعوب العالم إبان حملته الانتخابية.لأنه بذلك يرسخ القناعة بأن الحنث بالوعود والعهود التي يقطعها المرشح الأمريكي لشعبه في الانتخابات الأمريكية طبع وعادة أمريكية متأصلة نتيجة تعرضهم لضغوط من مراكز قوى خفية صهيونية واستعمارية وامبريالية.
1. ففي إسرائيل ضغط المحافظين والليبراليين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية كي يضمنوا وصول اليمين المتطرف بزعامة الثنائي نتنياهوا وليبرمان إلى الحكم كرد على فوز أوباما بمنصب الرئاسة. ونتيجة لفوز نتنياهيوا انطلقت في المجتمع الإسرائيلي المخاوف من تصاعد حدة الخلافات بين الحكومة الاسرائيلية والادارة الأمريكية الجديدة والتي قد تطيح بتحالفهما الاستراتيجي.
2. وفي الولايات المتحدة الأمريكية حشد الليبراليين الجدد والمحافظين الجدد صفوفهم في تصديهم للرئيس أوباما وإدارته واتهام أوباما على أنه فاشي وأنه من أصول إسلامية وأنه طلق زوجته ومن ثم أعادها إلى عصمته. مع تصعيدهم العداء للمسلمين والعرب لإحباط ما وعد به إبان حملته الانتخابية.
3. وفي الشارعين العربي والإسلامي خيم جو من عدم الثقة بالرئيس أوباما وإدارته نتيجة اختياره فضائية العربية المتصهيٌنة لإطلالته الأولى ,ومن ثم لقاءاته مع بعض الزعماء من المسلمين والعرب الذين لا يرتاح لسياساتهم ونهجهم الغالبية من المسلمين والعرب . واتبعهما بجولته الأولى للمنطقة العربية والتي أقتصر فيها على زيارة الرياض والقاهرة .والتي أثارت خلالها تصريحاته وخطابه شعورا بعدم الارتياح في الأوساط العربية والإسلامية والذي انطلق يسري كالهشيم بأن الرئيس باراك أوباما لم يكن صادقا في وعوده.
ما من احد يجهل بأن الرئيس أوباما يجابه تحديات ومصاعب جمة ومعارضات متنوعة ومتعددة, وان هناك من يضع العراقيل أمامه,ويستخف به وينتقده بنقد جارح كالمجرم ديك تشيني وصهاينة مجلسي النواب والشيوخ بعد أن نصبوا من أنفسهم محامون للدفاع عن سياسات الصقور والمحافظين الجدد.وهذا واضح وجلي من خلال المعطيات التالية:
• فإصرار الرئيس أوباما على إغلاق معتقل غونتاناموا يجابه بتصدي كبير من قبل الجمهوريين وكثير من الديمقراطيين في الكونغرس والبنتاغون وأجهزة الأمن الأميركية المتورطين بتمرير وممارسة أساليب و طرق التعذيب البشعة واللإنسانية, بعد أن غدوا خائفون ومرعبون من أن يطالهم التحقيق. والمؤسف أن معظم المنظمات الحقوقية والشعبية والأنظمة في دول العالم لا تبذل جهود تذكر لدعم موقف الرئيس أوباما, وذلك من خلال إطلاق حملة منظمة لملاحقة كل أمريكي وإسرائيلي شارك وتواطؤ بهذه الأعمال اللإنسانية في العراق وفلسطين ولبنان.وعدم تحرك منظمات المجتمع المدني بشكل جدي لتعرية الصقور والمحافظين الجدد بدل من مراقبتهم لمن ستكون الغلبة ,ومن سيكون المنتصر في معركة إغلاق غوانتانامو الكونغرس والبنتاغون أم الرئيس؟
• ومطالبة أوباما إسرائيل بوقف الاستيطان والإقرار بخارطة الطريق والقبول بدولتين لا يقابلون بتحرك فعال من قبل معظم الأنظمة العربية والاسلامية للضغط على إسرائيل في هذا الاتجاه, باتخاذ هم خطوات جادة لمحاصرة إسرائيل والتضييق عليها حتى تنصاع.بل أن بعض الأنظمة العربية والإسلامية شرعت أبوابها لنتنياهوا ووزرائه وراحت تستقبلهم بالرياحين والورود. ومسارعة البعض لعداء إيران وفصائل المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان والعراق وتوجيه التهم الباطلة لحزب الله, وإثارة النعرات الطائفية, ودعم الخونة والعملاء وسلطة محمود عباس الفاسدة. أو لجوء بعضهم إلى الصمت كي لايغضبوا إسرائيل فتهز عروشهم وكروشهم. ومثل هذه التصرفات تضعف موقف أوباما وتجعل إمكانيته في الضغط على إسرائيل للقبول بحل عادل ودائم من المستحيل.
• ونتنياهوا الذي وقع عليه الاختيار ليكون رئيس حكومة إسرائيل يعرف أن موقفه ضعيف وأن حكومته هزيلة, ولذلك راح يراهن على ما دار خلال زيارة أوباما لإسرائيل وقيامه بجولة فوق المناطق المتنازع عليها بطائرة مروحية رافقه فيها أيهود باراك. حيث وضح حينها وزير الدفاع إيهود باراك لأوباما من فوق مستعمرة نتانيا المخاطر التي ستنشأ عن قيام دولتين ,لأن المسافة بين نتانيا وحدود الضفة الغربية لاتزيد عن 9أميال, ولذلك فإن عليه في حال فوزه ان لايضغط على إسرائيل ويجبرها على تقديم تنازلات تهدد أمنها ووجودها إرضاء للعرب والمسلمين والفلسطينيين. فخصر إسرائيل في بعض المواقع نحيل ولا يتجاوز عرض شارع في لوس أنجلوس.و لهذا السبب ضم نتنياهوا حزب العمل لحكومته ليذكر باراك أوباما بما دار بينهما أثناء تلك الجولة.
• وخلال اللقاء الأول للرئيس أوباما مع نتنياهيوا الذي دام 90 دقيقة ساد جو من التوتر الصامت والتناقض السافر بين موقفين متعارضين.حيث طلب أوباما من نتنياهوا ضرورة وقف الاستيطان قبل حلول منتصف شهر تموز القادم ,والالتزام بالاتفاقيات السابقة والاقرار بقيام دولتين على أن يضمن اعتراف 57 دولة عربية وإسلامية بإسرائيل ونطبيع العلاقات معها. فسارع نتنياهيوا لإعادة خلط الأوراق ليعيد ترتيب الأوليات.فراح يشترط على أوباما إعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة لليهود فقط كمدخل للمفاوضات وقبل التوقيع على أي اتفاق,ومعالجة الإدارة الأمريكية لمخاطر المشروع النووي الايراني الذي بات يهدد ويقض مضاجع بعض الدول العربية والاسلامية وإسرائيل.وانبرى لينتقد سياسة أوباما التي تمنح إيران مهلة إلى الخريف المقبل لحسم موقفها على أنها سياسة خرقاء حيث سيكون الموعد مطاط وسيضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من المسلمين والعرب وإسرائيل.وأن حصول إيران على القنبلة النووية سيسمح لها بالسيطرة على 70%من مصادر الطاقة العالمية, وسيدفع بالدول العربية لتطوير برامج نووية.وأن الانسحاب من الجولان في ظل التحالف السوري الايراني سيدفع بإيران لاقامة قاعدة إيرانية متقدمة في سوريا.وأن أنظمة الاعتدال العربية والاسلامية باتت تخشى تعاظم الخطر الايراني بتدخله في شؤون السياسة العربية والاسلامية. وأن الاعتراف من قبل 57 دولة عربية وإسلامية يجب أن يسبق كل أمر لأنه سيبدد مخاوف الاسرائيليين. وحينها يمكن النقاش والتفاوض في باقي الطلبات الأخرى كوقف الاستيطان وقيام الدولتين.ولم ينسى أن يثير موضوع الانتخابات النيابية في لبنان وتخوف الإسرائيليين من فوز قوى المعارضة. وأكد أوباما لنتنياهيوا ان معالجة الملف النووي الايراني لن ينجح مالم يتم سحب القضية الفلسطينية من إيران. والسحب يكون بحل قضية الصراع العربي الفلسطيني والذي يؤمن لاسرائيل اعتراف بها من قبل 57 دولة عربية وإسلامية, ويمنح الإدارة الأمريكية فرصة كبيرة في توسيع تحالفها مع معظم الدول العربية والإسلامية وحشدهم في أية مواجهة محتملة مع إيران,وأنه سوف يسهل لها حتى في فرض عقوبات قاسية بحق إيران. فالولايات المتحدة الأمريكية بأمس الحاجة لكي تستعيد سلطتها ومصداقيتها وتأثيرها في العالمين العربي والاسلامي ولاسيما أن الأمن القومي الامريكي يتطلب ذلك.وأن تعامل إسرائيل بهذه القسوة مع الفلسطينيين لما يزيد عن ثلاثة عقود لم يحقق لاسرائيل شيئاسوى تعرضها لمزيد من الأخطار.وأن العرب وإن باتوا لايريدون الحرب فأنهم على قناعة بأن إسرائيل لاتريد السلام. ولذلك ساد شعور عارم في المجتمعين العربي والإسلامي بأن إجبار إسرائيل على الإقرار بالحقوق إنما يكون بدعم قوى المقاومة الوطنية ودعم معسكر الصمود والممانعة. ومثل هذه المعادلة لابد لها من ان تكسر, وكسرها يكون بقبول إسرائيل بالسلام بدل ان تكسر لغير مصلحتها ومصلحة بلاده. وأنفض الاجتماع دون التفاهم سوى دعم إسرائيل في المجالات العسكرية والاقتصادية والمالية,وبيان صحفي واهن يؤكد على تحقيق تقدم.
• ونتنياهوا الذي اجتمع مع نائب الرئيس الأميركي بايدن وجد نفسه محاصرا حيث رفض بايدن مزايدات نتنياهيوا, وافهمه بصريح العبارة انه صهيوني وإسرائيلي أكثر من نتنياهوا وربعه, وانه يسعى لضمان مصالح وأمن إسرائيل أكثر من تلك التي يسعى إليها نتنياهوا وحكومته وأحزاب إسرائيل مجتمعة . وأن على نتنياهوا وحكومته التحرك السريع للإساءة لحزب الله من خلال إطلاق تصريحات تنفر الناخبين اللبنانيين منه وجعلهم يحجمون عن التصويت لمرشحي المعارضة.وان إدارته لا تحتاج توجيهات وإرشادات من احد,فهي من تملك هذا الحق فقط.وأنه سيزور لبنان للضغط في هذا الاتجاه لدعم قوى الموالاة كي لا تحقق قوى المعارضة الفوز في الانتخابات النيابية وتستأثر بالأكثرية في الحكومة والمجلس النيابي وتكون صاحبة القرار في كل شأن.
• وتردد أوباما بسحب قوات بلاده من العراق كما وعد ولجوئه لتبرير عدم سحبها كما وعد والمماطلة في تحديد وقت بقائها في العراق كشف عن صراع خفي ومرير داخل دوائر ووزارات إدارته.
• وأوباما على قناعة تامة بأن توسيع رقعة حريق الحرب في باكستان وأفغانستان خطأ فادح سيضر كثيرا بمصالح بلاده وسيبدد الأمن والاستقرار في أكثر من مكان.ولكن جنون القوة وغطرسة البعض يزيد الأمر تعقيدا.
• وصمت أوباما عن حصار إسرائيل وبعض الأنظمة العربية والدولية لقطاع غزة سيزيد من تشويه صورة بلاده.
أعتقد الرئيس باراك أوباما أن زيارته للرياض والقاهرة ستوفر له فرصة نادرة لتجاوز مصاعب إدارته. وأنه سيكون قادر على معالجة أمور كثيرة .وأنه سيصطاد من خلالها سرب عصافير بحجر واحد. حيث أطلق عدة أشارات هامة من أهمها :
1. غازل المسلمين والعرب حين أثنى على الإسلام والحضارة الإسلامية , وأكد على أن الدين الإسلامي ليس دين إرهابي كما يصوره الليبراليين والمحافظين الجدد والصقور,و سرد بعض الآيات القرآنية ليستشهد بها على أنه دين يقر بالسلام والتسامح وقبول الآخر والحوار والمحبة والتعاون ونبذ الكراهية والتعصب.
2. داعب ودغدغ العواطف والمشاعر للمسلمين والعرب والمصريين بكلامه, ولعب على وتر المشاعر ليروج لسياسة إدارته وقيم بلاده. ويتلاعب ببنية المجتمعات الشرقية وأثينياتها المتعددة.
3. قال للمضيف قولا طمأن فيه الحليف,و أنتقد الجارة كي تسمع الكنة, وهدأ من روع حلفائه ما أمكن.
4. خطب ود الإسرائيليين من القاهرة بتأكيده على ضمان امن إسرائيل ودعمها لتبقى دولة قوية.
5. راح يحترم ويقدر حكمة وسداد رأي بعض الزعماء المسلمين والعرب بكلام فضفاض ليس له من معنى وغير مجدي ولن يكون له من فائدة تذكر, ليفاخروا به شعوبهم لعل وعسى أن تخدع .
6. طمأن البعض على أن المبادرة العربية لن تهمل ولكنها ستقدم كصحن مقبلات على طاولة أية مفاوضات قادمة ليختار منها الجالسين على الطاولة ما يروق لهم منها حسب أذواقهم ومزاجهم.
7. أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدر تحالف البعض معها وأن بلاده ستقف معهم وتدعمهم وستبقى على عهدها في حمايتهم والدفاع عن أنظمتهم .ولكن عليهم أن يعلموا أن إسرائيل حليف إستراتيجي فوق العادة لبلاده , وأمنها من أمن بلاده القومي ووجودها وبقائها قوية هدف لن تحيد عنه إدارته.
8. ونبههم أن تجميل وتحسين صورة بلاده يحتاج لوقت طويل. ولذلك على هذه الأنظمة التعامل مع بلاده بوجهها الحالي البشع والمشوه. ولا مانع لديه من تشويه وجوه بلادهم على شاكلة وجه بلاده المشوه.
9. وأن التغيير المنشود الذي يسعى إليه لا يمكن إنجازه بين ليلة وضحاها وإنما يحتاج لعقود طويلة.
10. وأن قيم الحرية والديمقراطية من مقتنيات وأملاك إدارته. فهي من تسبغها على حلفائها بغض النظر عن حجم الجور والطغيان والفساد المستشري في أنظمتهم. وهي من تحجبها عن كل نظام وشعب يعاديان بلاده حتى لو كان الديمقراطية والحرية هي العملة الرائجة التي يتم التعامل بها في هذه الأنظمة ومجتمعاتها.
11. وأن التحقيق بأسباب أحداث 11/9/ 2001م وكذلك غزو العراق بذرائع كاذبة أمران مستحيلان. فهناك قوى ضاغطة لا تريد كشف الحقيقة حتى لا يفتضح دورها القذر أمام الشعب الأميركي. ولذلك فهو سيجهض أية مطالبة للتحقيق فيهما لأنها ستعرض الأمن القومي لبلاده للخطر.
12. وأن تدمير العراق وأفغانستان من قبل قوات بلاده ,وكذلك تدمير لبنان والضفة والقطاع من خلال العدوان الإسرائيلي ليس بمشكلة أو ذات شأن يذكر,وإنما المشكلة هي مقتل 3000 أمريكي في نيويورك ومقتل أي إسرائيلي في أي مكان من العالم. فالإرهاب هو كل ما يطال بلاده وإسرائيل ومواطنيهما فقط.أما ما يطال غيرهم من جور وظلم وتعذيب وإعمال قتل وإجرام وتشريد وتهجير وإعمال اعتقال وخطف واغتصاب فهو ضريبة مفروضة لابد منها لقاء نشر بلاده لقيم الحرية والديمقراطية.
13. وأن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده تفرض على دول النفط العربي الإسهام بأموالهم التي حصلوا عليها من بيعهم النفط بسعر زهيد ومتدني, وتقديمها بطيبة خاطر وبسرعة لدعم اقتصاد بلاده.
14. وأن أي نظام عالمي يعلي شعبا أو مجموعة من البشر فوق غيرهم مآله الفشل لا محالة.
15. وأن خطاب واحد منه لا يكفي لتجاوز عقود من عدم الثقة وخلق الاحترام المتبادل وبناء الأرضية المشتركة لضمان المصالح المتبادلة والمصالح المشتركة بين بلاده وشعبه وباقي الشعوب والدول.
16. وأنه بلاده ليست في حالة حرب مع الإسلام .ولكنه يعتذر عن الإجابة عن بعض المسائل المعقدة.
17. ولم ينسى أن ينتقد تصرفات وسلوك الليبراليين الجدد وفهمهم الخاطئ لليبرالية رغم كونه ليبرالي.
18. وأثنى على جهود بلاده وتضحياتها,ولكنه أهمل عمدا الثناء على عملائها لإجرامهم وسوء فسادهم.
19. وترافقت زيارته مع زيارات موفدون من بلاده إلى سوريا لفتح صفحة جديدة معها, حيث راحوا يؤكدون على دور سوريا المحوري وسلامة موقفها, وعلى أقرار واعتراف منهم بخطأ سياسات إدارة بوش.
فهم نتنياهوا أن إسرائيل مقبلة على سنين عجاف فرد على الرئيس أوباما بخطاب تنصل فيه من كل الاتفاقيات الموقعة مع سلطة عباس. وتنصل من كل الوعود التي قطعتها الحكومات الإسرائيلية السابقة, وحدد بصريح العبارة أنه يريد دولة يهودية لا مكان فيها لكل من هو غير يهودي,وانه لا يمانع بدولة فلسطينية تنتشر فيها المستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية كما ينتشر الفطر, وتكون منزوعة السلاح والمخالب والأظافر والأنياب, وتتسع فقط لمخافر الشرطة والسجون والمعتقلات وسلطة هزيلة تطارد من يصمم من الفلسطينيين على البقاء. وهو بهذا المعنى يريد الضغط على من تبقى من الفلسطينيين ليتم تهجيرهم خارج وطنهم وتوطينهم في شتى أصقاع الأرض. بينما مازال بعض الزعماء العرب والمسلمين سكارى بمديح باراك أوباما لهم وإطنابه عليهم, ومازال البعض ينتظر أوباما ليحل له القضايا بدون أن يقوم بأي جهد يذكر. وحتى أن بعضهم يلهث لإيجاد جو مريح لإسرائيل علها تتكرم عليه مع الإدارة الأميركية ببعض الفتات,أو أن يتسول رضا الإدارة الأمريكية وإسرائيل بمعاداته لإيران لفصائل المقاومة الوطنية. ولهذا السبب لا يلام الرئيس أوباما على تجاهله لكثير من القضايا الهامة والملحة ولا على إهماله لكثير من الممارسات اللإنسانية. كعدم إدانته لعمليات الاستيطان الصهيوني وبناء جدار الفصل العنصري وجريمة حصار قطاع غزة والعدوان اليومي على سكان الضفة والانتهاكات الأمريكية والإسرائيلية لحقوق العرب والمسلمين. كما انه لا يوجد من تبرير لهذا التجاهل المتعمد منه .ولكن الذي يلام بالدرجة الأولى هي بعض الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية والزعماء العرب والمسلمين الذين زارهم أوباما أو زاروه في البيت الأبيض.أو الزعماء الذين تواطئوا مع العدو الصهيوني في حصار قطاع غزة وفي دعمهم للعدوان والغزو الأمريكي للعراق, والذين تواطئوا مع إسرائيل في عدوانها على لبنان صيف عام 2006م,أو من انهمكوا في دعم تيار المستقبل في لبنان وسلطة فاسدة يقودها محمود عباس. وراحوا يعادون سوريا وقيادتها بغباء وحمق ويعاقبونها على صمودها ومواقفها القومية والوطنية التي تعبر عن طموح وآمال ومطالب الشعبين العربي والإسلامي. أو من يؤرقهم المشروع النووي الإيراني وسلاح المقاومة الوطنية ولا يؤرقهم مفاعل ديمونا الإسرائيلي والإرهاب الإسرائيلي وسلاح جيشها التدميري.أو من يستشعر الخطر عليه من خلايا المقاومة الوطنية ولا يشعر بأي خطر من خلايا التجسس الإسرائيلي وطابور الخونة والعملاء للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. ولو وقف هؤلاء الزعماء وهذه الأنظمة مع سوريا وقيادتها وقفة رجل واحد لضمنوا نجاح أوباما وحرروا يديه من كثير من القيود ليكون حازما في كثير من الأمور, ولأسهموا بتوحيد الكلمة وتعزيز وحدة الصفين العربي والإسلامي و لتحقق حل قضية فلسطين وقضايا أخرى عربية وإسلامية دفعة واحدة.
السبت:21/6/2008م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
البريد الإلكتروني: burhanb45@yahoo.com
bkburhan@maktoob.com
bkriem@gmail.com