المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد إقبال والعرب/يحيى بشير حاج يحيى



نبيل الجلبي
25/06/2009, 02:20 PM
محمد إقبال والعرب

يحيى بشير حاج يحيى

على الرغم من معرفة إقبال لعدد من اللغات ، ومنها العربية التي كان مدرسا لها في جامعة لندن ، إلا أنه لم ينظم أشعاره بها .ويعلل الأستاذ أبو الحسن الندوي ذلك بقوله : إن إقبالا لم يكن بمكانة من يقول فيها الشعر ؛ ولكنه كان محبا لها ، وراغبا في ترجمة أشعاره إليها ، وحين عرض عليه الندوي ترجمة بعض أشعاره للعربية أعجب بها ، وفهمها وتذوقها . وقد عبر عن رغبته في ترجمة أشعاره إلى لغة العرب فقال : إن أعمالي ستخلد وسترون أن كل معنى أرسلته في قصائدي ستحمله اللغات بعضها إلى بعض ، ولكني أريد أن يترجم كلامي إلى العربية أولا وقبل كل شيء ليصل إلى العرب صوتي وليفهم العالم أسرار قلبي ..............

أمةَ الصحراء ياشعبَ الخلودْ **** مَنْ سِواكم حَلّ أغلالَ الورى
أيُّ داعٍ قَـبلَكم في ذا الوجود **** صاح :لاكسرى هنا لا قيصرا
مَنْ سواكم في حديث أو قديم **** أطـلعَ القرآنُ صبحا للرشاد
هاتفا في مسمع الكون العظيم **** لـيـس غـيرُ الله ربا iللعباد
ويستنهض الهمم ، ويدعوإلى العودة للأصالة والانطلاق من الذات معاتبا وناعيا :
وَيْ كأنْ لم تُشرقوا في iالكائنات **** بـهدى الإيمان والنهج الرشيد
ونـسـيـتم في ظلام الحادثات **** قيمة الصحراء في العيش الرغيد
كـل شـعـب قام يبني iنهضة **** وأرى بـنـيـانـكـم iمـنقسما
فـي قـديـم الدهر كنتم أمة **** لـهف نفسي كيف صرتم أمما

وبكى مجدهم الغابر في الأندلس و حين زارمسجد قرطبة عام 1932 م ، فصلى فيه وتذكر حضارة وأمة العرب التي كانت بالإسلام خير أمة أخرجت للناس، وكان محمد إقبال أول مسلم يسمح له بالصلاة في ذلك المسجد منذ خروج المسلمين من الأندلس في عام 1492 م . وقد عبر عن مشاعره في تلك اللحظات بقوله : انظر أيها المسجد إلى هذا الهندي الذي نشأ بعيدا عن مركز الإسلام ، ومهد العروبة ، نشأ بين الكفار وعبا د الأصنام كيف غمر قلبه الحب والحنان ؟ وكيف فاض قلبه ولسانه بالصلاة على نبي الرحمة الذي يرجع إليه الفضل في وجودك ، كيف ملكه الشوق ؟ وكيف سرى في جسمه ومشاعره التوحيد والإيمان !!
كما كان إقبال على معرفة بما يدبر لفلسطين من مؤامرات . وقد قال في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في القدس عام 1931 م : إنني على إيمان ويقين أن مستقبل العرب مرتبط بالإسلام ، وبالإسلام فحسب ، ولابدمن توحيد واتحاد صفوف المسلمين في المعمورة ؛ لأن مصير المسلمين عربا وعجما ، مصير واحد . لست خائفا من أعداء الإسلام ، إنما أخشى من التفكك والتفرقة في صفوف المسلمين .
وإقبال الذي أحب العرب بحبه للإسلام ، وتمنى أن يكون متمكنا من نظم مشاعره بلغتهم هو أول دعا العرب إلى النهوض – كما قال الأستاذ أنور الجندي – بوصفهم حملة رسالة الإسلام ، والذين دفعوها إلى الآفاق ، والذين تبقى لهم مزية القدرة على حمل الصحوة الإسلامية مرة اخرى . ويقول الدكتورحسان حقي الذي كان صديقا حميما لإقبال : ومما لاحظته فيه انه كان ميالا للعرب ؛لا بل فكان يحترمهم إكراما للنبي العربي صلى الله عليه وسلم .

عن موقع رابطة أدباء الشام

إبراهيم محمد إبراهيم
29/06/2009, 08:42 AM
الأستاذ الكريم نبيل الجلبي
استمتعت كثيراً بما كتبتم عن العلامة إقبال ، والحقيقة نحن في حاجة إلى دراسة فكر إقبال من منظور العصر الحاضر ، فلديه أشياء كثيرة نحن في حاجة إلى تعلمها منه واتخاذها منهجا نسير عليه ، وفلسفته في الواقع شرح وتفسير لديننا الحنيف وتخدم العالم الإسلامي كله جنباً إلى جنب مع الإنسانية كلها بصفة عامة . وفقكم الله .

نبيل الجلبي
30/06/2009, 11:00 AM
الأستاذ الكريم نبيل الجلبي
استمتعت كثيراً بما كتبتم عن العلامة إقبال ، والحقيقة نحن في حاجة إلى دراسة فكر إقبال من منظور العصر الحاضر ، فلديه أشياء كثيرة نحن في حاجة إلى تعلمها منه واتخاذها منهجا نسير عليه ، وفلسفته في الواقع شرح وتفسير لديننا الحنيف وتخدم العالم الإسلامي كله جنباً إلى جنب مع الإنسانية كلها بصفة عامة . وفقكم الله .
أشكركم كثيرا أخي الكريم د.إبراهيم
وأود أن أخبركم بأني لست كاتب المقال وإنما مجرد ناقل له
كل الشكر للاستاذ يحيى بشير