المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوراة اسم للنسخة المترجمة لما نزل على موسى عليه السلام



أبو مسلم العرابلي
28/06/2009, 07:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

موسى عليه السلام وسر تسمية التوراة
لم يصف الله تعالى في القرآن الكريم أن التوراة والإنجيل هما من كلام الله مطلقًا، وحصر هذا الوصف للقرآن الكريم فقط ... فلا عجب في ذلك .... لأن القرآن الكريم نزل باللغة العربية، وراعى فيه سبب تسمية المسميات بأسمائها، فلا يستعملها إلا بما يوافق تسميتها، وهو تعالى الذي علم الإنسان البيان، ولن يكون بيان الإنسان مهما عظم، أعظم من بيان من علمه، وهو الله سبحانه وتعالى.
إن الله تعالى لما أراد أن يُعبد، خلق الخلق لعبادته، وخلق المكان الذي سيعيش فيه ويعبد الله فيه، فخلق له السماوات والأرض، قال تعالى: (وخلق لكم ما في الأرض جميعًا ...(30) البقرة، وحدد قبل خلقه ما يتعبد به، وحدد كيف سيتلقى هذا الخلق الأمر بعبادته والعمل بها.
فبين الله تعالى ذلك في أول سورة الرحمن؛ حيث قال: (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الرحمن، فقدم تعليم القرآن على خلق الإنسان.
والتعليم هو التحديد الذي يبنى عليه،
وتعليم أي مهنة يعطى أساسها للمتعلم، ويحفظها في أعمال محددة ويتقنها، ثم ينطلق بعد ذلك في البناء عليها، إلى أن يبدع ويستحدث الجديد فيها،
وتعليم الأرض: هو تحديدها بعلامات قبل الانتفاع بها وإعمارها،
وتعليم القراءة والكتابة يكون بحفظ المتعلم نطق الحروف ورسمها في كلمات محددة، ويتقنها لفظًا ورسمًا، لينطلق بعد ذلك قراءة أي شيء مكتوب بها.
وبتعليم الله للقرآن حدد به تعالى كمال عبادته، ليكون أساسًا ومرجعًا لكل عبادة وعلم متعلق به، فبرزت عند المسلمين علوم كثيرة ما كانت لتعرف وتدرس لولا نزول هذا القرآن عليهم.
فالله تعالى حدد كمال عبادته لتكون بكلماته، أي بالقرآن الكريم، فجعل أجر كل حرف يتلى من القرآن عنده بعشر حسنات، وهذا الأجر العظيم على جهد قليل؛ لأن المتلى هو كلمات الله، وقدرها ومنزلتها من قدر ومنزلة مُنْزِلها، فكان هذا الأجر العظيم عليها، وهي بنفسها حاملة كل أمر بعبادة لله أمر بها.
فخلق الله تعالى الإنس والجن لعبادته؛
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات،
وخص ذكر الإنس فقط في سورة الرحمن؛ لأن الجن هم تبع للإنس فيما ينزله الله، لذلك كان منهم يهود، ومنهم نصارى، ومنهم مسلمون، والقرآن سينزل على واحد من الإنس وليس على واحد من الجن.
لكن كيف سيتلقى الإنسان كلمات الله تعالى؟ ............. فـ(ـعلمه البيان).
فعلم تعالى آدم الأسماء كلها، وملكه هذه القدرة في التسمية الماضية في ذريته، لا يعجزهم تسمية أي شيء يحدث فيهم، فقد أخذ آدم عليه السلام الأساس التي بنيت عليه كل اللغات، لترقى فئة من ذريته في بيانها إلى الدرجة التي تقْدر على فهم كتاب ربها عندما ينزل عليها، وكان آدم عليه السلام، هو أول من تلقى من ربه كلمات في توبته عليه، وهيأ الله سبحانه وتعالى لأهل الجزية العربية الظروف التي تمكنهم بالرقي بالكلمة حتى كان حرصهم شديدًا على تعلم الفصاحة، وكانوا يعظمون من يبرز فيهم، ويحتفون به، ويتبارى فصحاؤهم في أسواقهم بالشعر والنثر والخطابة، وكان أفصحهم أهل مكة الذين لهم تواصل مع كل القبائل العربية، لموقع الكعبة قبلة العرب في مكة قريتهم، واختلاطهم بهم في أشهر الحج... فكانوا هم من تشرف بهذا النزول على رجل منهم، هو محمد صلى الله عليه وسلم،
وحمل العرب اسمهم هذا الدال على الفصاحة والإعراب عن النفس، تهيئة من الله لدعوة عالمية يصبح فيها كل من يحمل هذه اللغة، ويتقنها، وينتمي إليها مسلم وعربي، يعيش بينهم كواحد منهم.
وقد تستعمل هذه القدرة في التسمية فيما يسخط الله عز وجل؛ قال تعالى: (إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ (22) النجم.
والكلام التي تقوم عليه اللغات غير القول، فالقول أشمل منه؛ وهو التبليغ عما في النفس بالكلمات، وغيرها؛ كالإشارة بالعين، أو بالعين والحاجب، أو الإشارة باليد، أو بالإصبع، وغير ذلك، قال الشاعر: - قالت له العينان والحاجب- أي بُلِّغ بما يريد عن طريق العين والحاجب، وكقول مريم عليها السلام لبني إسرائيل أنها صائمة بالإشارة؛ (فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) مريم، وقولها كان لهم بالإشارة لتكليم عيسى عليه السلام وهو في المهد؛ (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) مريم.
لذلك وصف الله تعالى تبليغ جبريل للرسول عليهما الصلاة والسلام بكلام الله؛ أي القرآن؛
بأنه قوله: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) الحاقة،
أي أن البلاغ كان من جبريل، والكلام لمن أرسله.
وسمى تعالى تبليغ النمل بعضه لبعض بما يفهمه النمل؛ قولاً؛
قال تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا .. (18) فَتبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا .... (19) النمل...
والذي تعلمه سليمان عليه السلام هو منطق الطير، وليس كلام الطير، ومنطقه هو: هو ما يصدر عنه فيدل عليه أو عما في نفسه؛ يقال نطق الخلخال: صوت في الرجل باحتكاك بعضه ببعض أثناء المشي، فدل على من يحمله.
وهذا القول أو التبليغ أو الإنباء؛ إما أن يكون بكلمات من إنشاء صاحبها، أو نقلاً عن غيره بعين كلماتها؛ والمترجم يترجم بكلمات ينشئها من نفسه لقومه بلغتهم، تبليغًا بما تكلم به غيره بكلمات من لغة أخرى لا يعرفونها.
فقول الله تعالى لنا بما جرى من أقوال بين الأنبياء السابقين وأقوامهم، كالذي حدث بين موسى عليه السلام وفرعون؛ كان بكلام الله، وليس بكلامهم، فكل ما في القرآن الكريم هو كلام الله، وما دار بينهم هو من قول بعضهم لبعض؛ وهم قد بلغوا بعضهم لبعض عما في أنفسهم بكلامهم، والله تعالى بلغ بما جرى بينهم بكلامه هو، وليس بكلامهم. وكلامهم هو غير كلام العرب الذين نزل القرآن بلغتهم... فافهم ذلك وأدركه جيدًا.
أما الكلام: فهو القول الثابت الذي لا يعتريه نقض، ولا تحريف، ولا زوال، ومن ذلك يقال للجرح الذي يدوم أثره "كَلْم" لأنه يترك أثرًا دائمًا في الجلد لا يزول، خلاف الضرب باليد أو العصا، ولم يصف الله تعالى من قوله الذي أنزله على الأنبياء بأنه كلامه إلا القرآن الكريم، وذلك أن ما أنزل عليهم هو تبليغ لهم بما يريده الله عن طريق الوحي، وعن طريق جبريل عليه السلام ، ولم يتعهد الله بحفظ ألفاظهم، لأنها كانت مرحلة مؤقتة في طريق نزول كلمات الله الخالدة في القرآن الكريم التي هيمنت عليها.
والكتاب الذي أنزله الله تعالى على موسى اسمه التوراة من مادة "وري"؛ كقولنا واراه في التراب: ستره فيه وأخفاه، والوراء يكون في الجهة الخلفية، المخفية والمستورة عن العين، خلاف جهة الأمام الظاهرة البينة، وورْي النار: إخراج ما كان مستورًا من النار في وقوده، وكل مادة "وري" مجتمعة على معنى الستر والخفاء لشيء معلوم.
والتورية: ستر الشيء وإخفاؤه وإظهار غيره، والتوراة من التورية؛ كقول بعض العرب في التوصية؛ التوصاة.
والرسول صلى الله عليه وسلم أوتي القرآن ومثله معه، أما القرآن فبلغه بعين الكلمات التي أوحيت له، وأما الذي مثله فبلغه بألفاظه هو عليه الصلاة والسلام.
وكانت التوراة أشبه بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، بلفظ موسى عليه السلام، فليس لها من النصيب في الحفظ، ما كان لكلمات الله... فجاءت شياطين البشر فغيروا وبدلوا، وأخفوا وأظهروا، حتى اختلط فيها الإيمان بالكفر، والشرك، والعصيان، وامتزج القبح بالإحسان.... والقرآن حفظ من الله، ويسر الله من علماء الأمة من سهر على حفظ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وفرزه وتنقيته وتصفيته، مما لحق به، فحفظ بجهود هذه الأمة المباركة.
فما قدم إلى بني إسرائيل غير الأصل الذي بلغ به موسى عليه السلام، والأمر تعلق بما خفي وستر، وهو كلام الله، وشيء آخر ظهر وعلم وهو التوراة؛ قال تعالى: (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) الأعراف، والنسخ هي عمل يماثل الأصل، ويدل عليه، ويسد مسده؛ فالتوراة نسخة للأصل الذي أعطي لموسى من كلام الله، قام مقامه في التبليغ بأمر الله وشرعه، ولم يصفه تعالى بأنه كلامه.
ولم يقل الله تعالى في القرآن أنه أنزل التوراة على موسى في أي آية، لأن الذي أنزله الله تعالى على موسى هو كلماته، التي أعطاها لموسى، وصرفها عن بني إسرائيل، وموسى عليه السلام تولى ترجمتها إلى لغة قومه ... وانظر إلى دقت الوصف القرآني في التوفيق بين هذين الأمرين في قوله تعالى: (قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ..(91) الأنعام، أنزل الله الكتاب، وجاء موسى بالنسخة المماثلة له، فأنابت عنه، وهي التوراة،
ثم وصف الله تعالى بان التوراة كتاب موسى؛
قال تعالى: (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ..(17) هود.
قال تعالى: (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) الأحقاف
لا يصح وصف القرآن بأنه كتاب محمد.
وقال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) الأعلى، فنسبت الصحف إليهم.
ثم بين الله تعالى أن يدهم لم تحبس عن التحكم بالتوراة؛
فقال تعالى: (تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا .. ..(91) الأنعام،
وهذا الوضع لا يمكن أن يكون لو وصف الكتاب بأنه كلمات الله،
لأنه لا مبدل لكلمات الله إلا هو سبحانه وتعالى.
فالتوراة هي اسم للكتاب الذي كشف وبين ما سُتر عن بني إسرائيل من كلام الله تعالى الذي كلم به موسى عليه السلام تكليمًا، وصرفه عن بني إسرائيل.
واستغرقت كتابة التوراة عشرة أيام؛ ليكتب فيها التوراة؛ وهي المدة التي زيدت على الثلاثين يومًا المقدرة لذهابه وعدوة إلى قومه؛
قال تعالى: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) الأعراف.
وكان الاصطفاء لم بالرسالات والكلام؛ فالرسالات التي هي عندهم الأسفار غير الكلام الذي تلقاه موسى عليه السلام
وموسى عليه السلام كما بينا في الموضوع الثالث له القدرة وحده من بين بني إسرائيل على فهم كلام الله باللغة العربية التي أنزل بها كلماته في القرآن فيما بعد.
والله تعالى أعلم ... وأعتذر عن الإطالة بعد الحذف.

أبو مُسْلِم/ عبد المَجِيد العَرَابْلي

الآيات التسعة إلى فرعون وقومه (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?p=403839#post403839)
الحياة الفرعونية في القرآن (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=50288)
متى يسمى بحر النيل باليم؟ (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=50143)
تكليم الله موسى بلسان عربي مبين (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=50090)
موسى القاطع الذي لم يقطع (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=45743)
الآيات التسعة إلى فرعون وقومه (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=50239)

محمد خلف الرشدان
28/06/2009, 07:38 PM
أخي الحبيب الشيخ الجليل أبو مسلم العرابلي المحترم ، تحية طيبة خالصة من الأعماق لأستاذنا الكبير الفقيه الورع ::: موضوع شيق ورائع شدني اليه لأن أقرأه كاملاً وقد أعجبني كثيراً جعله الله تعالى في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون ، والحقيقة أنني معجب بكل ما تكتب جزاك الله خيراً وأسلم لنا .:mh78:

محمد اسلام بدر الدين
28/06/2009, 08:28 PM
أستاذنا العزيز أبو مسلم
أعذرني بجهلي وقلة علمي... هل لي أن أسأل عن دليل كون اللغة العربية هي لغة الله عز وجل؟ أنا أعلم أنها لغة أهل الجنة ولكن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ؟
أنا آسف ولكني في حيرة من أمري

أبو مسلم العرابلي
28/06/2009, 09:01 PM
أخي الحبيب الشيخ الجليل أبو مسلم العرابلي المحترم ، تحية طيبة خالصة من الأعماق لأستاذنا الكبير الفقيه الورع ::: موضوع شيق ورائع شدني اليه لأن أقرأه كاملاً وقد أعجبني كثيراً جعله الله تعالى في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون ، والحقيقة أنني معجب بكل ما تكتب جزاك الله خيراً وأسلم لنا .:mh78:


أخي الكريم الفاضل محمد خلف الرشدان
أحسن الله إليكم بكل خير وفضل وإحسان
وجمعنا الله تعالى على طاعته
وحب دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم
وخدمة كتابه
وبارك الله فيكم ولكم
ودمتم في حفظ الله

أبو مسلم العرابلي
28/06/2009, 09:13 PM
أستاذنا العزيز أبو مسلم
أعذرني بجهلي وقلة علمي... هل لي أن أسأل عن دليل كون اللغة العربية هي لغة الله عز وجل؟ أنا أعلم أنها لغة أهل الجنة ولكن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ؟
أنا آسف ولكني في حيرة من أمري

أهلا بكم يا أخي الكريم
وبارك الله فيكم
إنا لا نعرف من كلام الله تعالى إلا ما جاء في القرآن الكريم
ولما كلم الله عز وجل موسى عليه السلام تكليمًا؛ فسيكلمه بجنس كلام الله الذي نعرفه،
وكلام أهل الجنة؛ وهم من رضي الله عنهم، وأدخلهم جنته، هو من جنس هذا الكلام
والله على كل شيء قدير
والله تعالى أرسل كل رسول بلسان قومه، ولكن لم يكلمه بكلامه تعالى هو
لقد كلم الله تعالى آدم عليه السلام "فتلقى من ربه كلمات"

"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فاتمهن"
"وكلم موسى تكليمًا"
وجعل عيسى عليه كلمته "وكلمته ألقاها إلى مريم"
وأنزل على محمد صلى الله عليه وسلم كلماته التي نعرفها
فكان أشرف أنبياء الله ورسله
والعرب سموا بالعرب لقدرتهم على الإبانة عما في أنفسهم بهذا اللسان العربي
فالعربية ليس أبًا ولا أمًا لأحد إنما هي لسان


تكليم الله تعالى لموسى بكلام عربي (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=50090)

هشام يوسف
04/07/2009, 06:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

ولم يقل الله تعالى في القرآن أنه أنزل التوراة على موسى في أي آية، لأن الذي أنزله الله تعالى على موسى هو كلماته، التي أعطاها لموسى، وصرفها عن بني إسرائيل، وموسى عليه السلام تولى ترجمتها إلى لغة قومه ... وانظر إلى دقت الوصف القرآني في التوفيق بين هذين الأمرين في قوله تعالى: (قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ..(91) الأنعام، أنزل الله الكتاب، وجاء موسى بالنسخة المماثلة له، فأنابت عنه، وهي التوراة،


{ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)} آل عمران

أخي الفاضل أبا مسلم..

لم أستطع أن أهضم الموضوع هضما جيدا، ولعله قد أصابني بعسر الهضم؛ مع تنويهي أن المادة مهمة للغاية إذ تطرق بعض الأبواب الهامة.

فأيها الذي أنزل على موسى عليه السلام.. كتابا أم توراة؟؟ وأي منها الذي "توارى" عن بني إسرائيل ؟؟

والكتاب الذي أنزله الله تعالى على موسى اسمه التوراة من مادة "وري"؛

وكيف سأفهم هذا القول منك وأوفق بينه وبين المقتبس أعلاه؟؟!!!

وماذا عن الإنجيل؟؟ هل هو " ترجمة" كذلك لكتاب قد أنزله الله عز وجل على عيسى عليه السلام؟؟

أبو مسلم العرابلي
04/07/2009, 09:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الفاضل هشام يوسف
أبعد الله تعالى عنك عسر الفهم وشرح صدرك وبسط لك العلم الذي يرفعك عنده
أنزل الله الكتاب
أنزل الله التوراة
أنزل الله عليك الكتاب
ومن قبله كتاب موسى
لم يقل "نزل عليك التوراة"أو "نزل على موسى التوراة"
أخي الكريم
الكتاب يعني المرجع
والكتاب يكتب ليكون مرجعًا فعند اللزوم يرجع إليه
إذا كنت أخي هشام تتقن اللغة الإنجليزية مثلا وكنت تعد بحثًا
ورجعت إلى كتاب كمرجع لك له نسخة باللغة الإنجليزية وأخرى مترجمة باللغة العربية؛
فإن رجعت للنسخة الإنجليزية وصاحبها فلان سجلتها في آخر الكتاب كمرجع لك في بحثك
وإن رجعت إلى النسخة العربية وصاحبها نفس المؤلف مع ذكر من ترجمها سجعلتها في آخر الكتاب كمرجع لك في بحثك لنفس المؤلف فالكتاب في الحالين هو نفسه
مع أن إحداهما هي الأصل، والثانية ترجمة للأولى ولا ننسبها للمترجم على أنه مؤلفها
فالتوراة فعل موسى في ترجمة كلمات الله إلى لغة قومه ليفهموها ويعملونا به وهي ليست من موسى عليه السلام إنما هي مما أنزله الله تعالى على موسى
فقوله تعالى أنزل الكتاب فهو من الله
وقوله أنزل التوراة فهو من الله
لكن إن قال أنزل التوراة على موسى ... هنا يختلف الأمر .. وهذا لم يقله الله تعالى في القرآن
قصة لا أذكر تفاصيلها الآن
جاءت إمرأة إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تسأله في مسألة
فقال لها: قال الله تعالى وذكر حديثًا للرسول صلى الله عليه وسلم
ثم رجعت إليه بعد أيام وقالت له : لقد قلبت المصحف كله فلم أجد فيه ما قلته لي
فقال لها: ألم يقل الله تعالى: (وما اتاكم الرسول فخذوه ...) الآية، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يأتي بشيء من عنده.
فنسب رضي الله عنه الحديث إلى الله عز وجل بلفظ الرسول صلى الله عليه وسلم.
فما في التوراة منسوب إلى الله عز وجل لأن مضمونه من الله تعالى وليس من موسى ولو انه ترجمته كانت من موسى لأجل أن يفقه قومه ما فيه ويعملوا بما فيه
وجزاكم الله بكل خير

حفناوى احمد
17/07/2009, 07:49 PM
السلام عليكم.....ذكر دليل كون اللغة العربية هي لغة الله عز وجل؟
ماقاله العلامة أحمد بن فارس فى كتابه الصحابى ص10 حين كان يعالج فى كتابه لغة العرب فانه عالج من خلالها اللغات البشرية كلها لانه يرى ان اللغة الأنسانية الأولى كانت العربية ويؤكد ذلك ويدل عليه ماذكره فى كتابه عندما قال :- يروى أن أول من كتب الكتاب العربى والسريانى والكتب كلها (آدم) عليه السلام قبل موته بثلاثمائة سنه كتبها فى طين وطبخها فلما أصاب الأرض الغرق وجد كل قوم كتابا فكتبوه فأصاب أسماعيل عليه السلام الكتاب العربى

أضف إلى ذلك ماذهب إليه بعض العلماء من ان العربية هى أول اللغات البشرية التى نطق بها آدم :- ماذكره السيوطى نقلاَ عن بن عساكر ان ابن عباس رضى الله عنهما قال أن لغة آدم عليه السلام فى الجنة كانت العربية فلما عصى ربه سلبه العربية فتكلم بالسريانية

أبو مسلم العرابلي
18/07/2009, 12:44 PM
السلام عليكم.....ذكر دليل كون اللغة العربية هي لغة الله عز وجل؟
ماقاله العلامة أحمد بن فارس فى كتابه الصحابى ص10 حين كان يعالج فى كتابه لغة العرب فانه عالج من خلالها اللغات البشرية كلها لانه يرى ان اللغة الأنسانية الأولى كانت العربية ويؤكد ذلك ويدل عليه ماذكره فى كتابه عندما قال :- يروى أن أول من كتب الكتاب العربى والسريانى والكتب كلها (آدم) عليه السلام قبل موته بثلاثمائة سنه كتبها فى طين وطبخها فلما أصاب الأرض الغرق وجد كل قوم كتابا فكتبوه فأصاب أسماعيل عليه السلام الكتاب العربى
أضف إلى ذلك ماذهب إليه بعض العلماء من ان العربية هى أول اللغات البشرية التى نطق بها آدم :- ماذكره السيوطى نقلاَ عن بن عساكر ان ابن عباس رضى الله عنهما قال أن لغة آدم عليه السلام فى الجنة كانت العربية فلما عصى ربه سلبه العربية فتكلم بالسريانية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وأحسن الله إليكم
لآدم لغة واحدة هي اللغة العربية
وجميع لغات العالم مشتقة من هذه اللغة فزيد ما زيد فيها ، وأهمل ما أهمل منها وبدل ما بدل