المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بقعة ضوء على (( علم ؟! )) البرمجة اللغوية العصبية



أشرف صالح المؤرخ الصغير
29/06/2009, 10:57 AM
بقعة ضوء على (( علم ؟! )) البرمجة اللغوية العصبية
علمٌ يكشف لنا عالم الإنسان الداخلي وطاقاته الكامنة ويمدّنا بأدواتٍ ومهاراتٍ نستطيع بها التعرّف على شخصية الإنسان، وطريقة تفكيره وسلوكه وأدائه وقيمه، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه وتفوقه، كما يمدنا بأدوات وطرائق يمكن بها إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره، وقدرته على تحقيق أهدافه إن هذا العلم هو علم البرمجة اللغوية العصبية
كانت بداية هذا العلم في عام 1975 على يد العالمين ريتشارد باندلر و جون جرايندر و كان الهدف الذي جمعهما محاولة اكتشاف السبب وراء تحقيق بعض الناس التميز دون غيرهم ثم الوصول بعد ذلك إلى نماذج إقتداء تسمح لأشخاص آخرين أن يحذوا حذوهم
و مثال ذلك أن نفهم كيف يتسنى لشخص واسع الحيلة أن يتصرف في موقفٍ ما ويدرك العالم المحيط به عن طريق حواسه الخمس، وبمجرد معرفة ذلك يسهل نقل هذا لغيره من الناس حتى يقتدوا به
و في حالة الخوف المرضي أو الفوبيا مثال أيضاً حيث نجد شخص ما يخاف من العناكب مثلاً و السبب أن لديه تصورات عن العناكب بأنها كبيرة و قريبة منه و يحتوي فمها على مقصات بينما شخص آخر لا يخاف بتاتاً منها حيث أن له تصورات عنها بأنها صغيرة و ضعيفة و تهرب من البشر فلو استطعنا بطريقة ما نمذجة تصورات الحالة الأولى مع الحالة الثانية لانتهى الخوف عنده.
و يمكن تشبيه علم البرمجة بكتيب التعليمات المرفق مع الموبايل فبدونه لن تستطيع معرفة ميزات الجهاز و قدراته و استخدامه الإستخدام الأمثل إلا بعد جهد جهيد هذا إن استطعت أصلاً ، و كذلك علم البرمجة بالنسبة مع النفس البشرية ، فهو يدرس التقنيات التي تساعدك على التغيير سواء بحياتك أو بحياة الآخرين وستزودك بالخريطة التي تجعلك تحقق النجاح في الحياة ، و سيمنحك القوة والتمكين في فن التواصل الحقيقي الذي يسمح لك بفهم زملائك والتأثير عليهم ناهيك عن إحداث تغييرات حقيقية في طريقة عملك وحياتك بمنتهى السهولة ويعطيك الدليل لإطلاق طاقاتك الكامنة
أركان البرمجة اللغوية العصبية :
1.الحصيلة أو الهدف ( ماذا نريد ؟ ) : يدرس و يقدم آليات كثيرة تساعد الإنسان على معرفة ماذا يريد ، وما هو الأنسب له ، و تزيل بسرعة وسهولة بالغة كل ما يعتري طريق أهدافه من التخوف والتردد والحيرة والصراع النفسي ، وتؤسس عنده حالة شعورية مستقرة تجاه هدفه المأمول ، وتجعله يتصور المستقبل ليستشعر هدفه و يؤمن بإمكانية تحققه ، ويرى بوضوح قراراته وخطواته التي ينبغي أن يتخذها ويرى آثارها و نتائجها المتوقعة .
2.الحواس : و هي منافذ الإدراك وكل ما يدركه الإنسان أو يتعلمه إنما نفذ عن طريق الحواس ، فلذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على تنمية الحواس ، و شحذ طاقاتها و قدراتها ، لتكون أكثر كفاءة وأفضل أداء في دقة الملاحظة و موضوعيتها ، ضمن الحدود البشرية التي فطر الله الناس عليها .
ولا شك أنه كلما ارتقت وسائلنا في الرصد كلما زادت مداركنا ووعينا وثقافتنا وتهيأت الفرص بشكل أفضل لتحقيق النجاح ، خاصة إذا علمنا أن كلا منا تغلب عليه إحدى هذه الحواس فيركز عليها أكثر من غيرها ، فنصبح نسمع أكثر مما كنا نسمع من قبل و نصبح نرى العالم كما لم نكن نراه
3.المرونة (( حسن التقبل )) : لأن المرونة هي أساس أي تطور أو تغيير أو نجاح ، فما لم نمتلك المرونة في تقبل الأوضاع و البرامج و أنماط الحياة الجديدة فإننا سنبقى حبيسي روتيننا المعتاد ، و نحن عندما تمتلك مرونة عالية في التفكير و السلوك فإننا عندئذ نملك السيطرة و التحكم بشكل أكبر في كل الأوضاع .
4.المبادرة و العمل : و هي حجر الزاوية الذي لا بد منه ، فما لم تصنع شيئا فإنك لن تحقق شيئا
وهذه الأركان الأربعة لا بد منها مجتمعة ، إذ لا يغني بعضها عن بعض ، ولذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على هذه الجوانب جميعا بطريقة تكاملية متوازية .
فرضيات البرمجة اللغوية العصبية n l p :
* الخارطة ليست الحدود: وهي أول الافتراضات وتعني أن ما في عقلك لا يعني بالضرورة الحقيقة ، فما تعتقده عن شخص أو مكان أو زمان قد لا يكون صحيحاً فأنت فقط تملك تصورك ورأيك ومشاعرك تجاه هذا وذاك الشيء وهذا يعني أن تقبل سماع الآراء الأخرى وتتحرى قبل أن تحكم على أي شيء
* لا فشل فقط تجارب: هذه افتراضية جميلة تنص على أن الحياة تجارب وليست فشلاً أو نجاحاً؛ إن الذين يجتهدون يخطئون لكنهم يستمرون فينجحون
* إذا كنت تعمل الذي دائماً تعمله فاستحصل على نفس النتائج:عليك أن تغير
*إذا كان شخص آخر يستطيع فعله فأنت حتماً تستطيع فعله: نحن جميعاً تقريباً نملك نفس القدرات ونفس الجهاز العصبي؛ لذا فإن ما يستطيع فعله إنسان يستطيع فعله آخر، فقط لو علم الطريقة واستراتيجته في الوصول لما هو عنده
* الناس سلفا يملكون الموارد التي يحتاجونها : نحن نملك الموارد الداخلية التي نحتاجها للنجاح ، و كل ما علينا عمله هو تفعيلها
*الجسم والعقل يؤثر كل منهما في الآخر:فعندما تنظر الى أعلى وتتنفس بشكل قوي ، وترفع صوتك وتقول : ” أنا قوي ، أنا واثق من نفسي ” فهذا بلا شك سوف يؤثر ايجابياً في تفكيرك وتصوراتك الداخلية للحياة .
وعندما تشعر بالارهاق البدني فانك تدرك العالم بشكل يختلف عن إدراكك له في وقت الراحة
* لكي تؤثر في الآ خرين عيك احترامهم و تقبلهم كما هم :البراعة في التأثير على المقابل تبدأ من أن تتقبله في البداية كما هو ، ومن ثم تبحث عن المجال المؤثر على هذا الشخص فان لكل عقلية باباً واسعاً مفتوحاً دائما (ولكن لمن يعرفه فقط).
هذه بعض الافتراضات وهناك افتراضات أخرى، ويستمر هذا الفن في إضافة افتراضات جديدة بين الحين والآخر
أهم الفوائد من علم البرمجة اللغوية العصبية :
• فوائد ذاتية (( اكتشاف الذات وتنمية القدرات ))
• صياغة الأهداف و التخطيط السليم لها .
• بناء العلاقات و تحقيق الألفة مع الآخرين .
• اكتشاف البرامج الذاتية والعادات الشخصية و تعديلها نحو الأفضل .
• تحقيق التوازن النفسي خاصة فيما يتعلق بالأدوار المختلفة للإنسان .
• الإطلاع على تقـنيات وتمارين عملية رائعة في مجال العلاج .
إلى غير ذلك من الفوائد
الخلاف حول هذا العلم من الناحية الشرعية :
من الأخطاء الجسيمة المتعلقة بهذا العلم مقارنته مع العلم الشرعي و مفاضلته و إن كانت الغلبة للعلم الشرعي فهذا انتقاص لمكانة الشرع ، و إنما هذا العلم كباقي العلوم البشرية و ليس علم رباني كالعلم الشرعي و بالتالي فهو يحتمل الصواب و الخطأ و النفع و الضرر كله _ و أشك في ذلك في الإيجاب أو السلب _ أو بعضه ، و إن هذا العلم لا يتحدث في أمور العقيدة و لا يتجه إتجاهه ، و أغلب اهتماماته حول مهارات التفكير و تطوير الذات و السعي نحو النجاح و هذه الأمور من الممكن أن تستخدم لتطور المجتمعات و أيضاً من الممكن استخدامها في الدعوة إلى الإلحاد فلماذا لا نستخدمها في الدعوة إلى الله ، و من ثم لماذا ندرس علم الفلك و فيه بعض النظريات الإلحادية طبعاً لأن المسلم يأخذ الخير من كل شيئ و يتعالى عن كل شر ، و هذا العلم يقوم على دراسة الشخصيات الناجحة و طريقة تفكيرها و مواجهتها للأمور ومن ثم محاولة ننقلها لباقي الأفراد ، فلماذا لا تكون أكثر الشخصيات نجاحاً و أعظمها أثراً هي الشخصية المدروسة ألا و هي شخصية الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم
وفي الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها) رواه الترمذي وابن ماجة

عبدالرحمن الهاشمي
29/08/2009, 12:07 PM
جاهلية "البرمجة اللغوية العصبية"
أو
Neuro-Linguistic Programming “NLP”

الحمد لله حتى يرضى الإله .
والصلاة والسلام على رسول الله حتى يرضى الله ورسول الله .
وعلى آل رسول الله وصحابته ومن والاه .

"قل : إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين"

انطلاقا من هذه الآية التي تعلمت منها أن أتلقى وأستفهم بطلب الحجة قبل أن أحكم ، أكتب هذه الرسالة التي تحوي تفكيكا لخواطر تجول في أذهان الكثيرين الذين صاغوها أسئلة ؛ ولقد تلقيت كثيرا من هذه الأسئلة في الفترة القليلة الماضية .

باختصار ، هي استفهامات وشبهات وتساؤلات حول ما يعرف ب "البرمجة اللغوية العصبية NLP" .

لماذا أكتب هذه الرسالة مع أنني التزمت الصمت ، على المستوى العام ، فترة طويلة ؟

• اللغط الكثير الذي أحاط بهذه "الفرضيات والنقولات" ، والتي وصلت إلى حد تفسيق البعض للآخر من جهة ، واتهام الآخر للبعض بالجهل والانغلاق والتعصب ضد "علوم الغرب" ومعاداة "الحضارة" من جهة أخرى! وهكذا .
• تحوّل ظاهرة "الدورات التدريبية" التي تعنى بهذه "الفرضيات والنقولات" إلى أشبه ما يكون ب "الحمّى" التي كانت تمثل مؤشرا لأمراض كثيرة ، ثم تحولت هي ذاتها إلى مرض .
• المشاهدات والملاحظات والانتقادات الشخصية التي حملتها معي قبل وخلال وبعد حضوري لكثير من تلك "الدورات التدريبية" ولقاءاتي بكثير من "المدربين" المعنيين ؛ وكان من آخرها اكتشافي ، من طريق أحد المهتمين بالأمر ، ثم تحققي من الأمر بنفسي ، أن أحد أشهر هؤلاء "المدربين" على مستوى منطقة الخليج العربي يحمل شهادة "دكتوراه" غير حقيقية = مزيفة!
• الحالات "المرضية" التي وصلت إلي بصفتي المهنية في عيادتي بدبي ، والتي كان أصحابها يشتكون من شعورهم "بالخداع" والغفلة والسذاجة جراء حضور مثل تلك "الدورات التدريبية" ؛ وكثير ما هم .
• آخر تلك التساؤلات والتي تمثلت برسالة تلقيتها من أخي الأصغر أحمد وفيها استفسار عن الموضوع حيث إنهم ، في المدرسة التي يرتادها أخي أحمد ، يريدون أن يستضيفوا "مدربا" لإلقاء ورشة عمل في "البرمجة اللغوية العصبية" ؛ وكان هذا ردّي على الرسالة :

"بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

أخي الحبيب أحمد ،
سلام من الله عليك ورحمة وبركات
سأجيب باختصار إن شاء الله

إن لكل جديد حلاوة في النفس ورهبة في الوقت ذاته .
فكيف إذا جاء هذا الجديد ليجد نفسا خاوية مما يسندها ويدعمها ويقويها ؛ كقول الشاعر :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا

هذا هو حال ما يعرف ب "البرمجة اللغوية العصبية" .

زائر مفاجئ ، لنفوس ظمأى ، وشعور بالنقص تجاه مفردات "الجاهلية" الغربية .

ولكن ، وقبل البدء ، وقبل أن يقفز البعض إلى اتهامي بما ليس في ، وحتى لا يتصور بعض "المتوهمين" أنني من أولئك الذين يرفضون أي أمر "غربي" لمجرد أنه "غربي" ، فلا بد من أن أبين أنني طلبت العلم التجريبي في جامعات "غربية" المنهج والتطبيق ؛ كيف لا ؟ والطب التقليدي هو نتاج غربي ، و"علم النفس" ، مع التحفظ على كلمة "علم" ، هو نتاج غربي أيضا ، والطب النفسي بمعناه العضوي هو نتاج غربي أيضا!

أقول هذا ، لا دفاعا ، بل حتى لا أدع مجالا لبعض "المتوهمين" أن يسقطوا أنفسهم في ظلام "الغيبة" و"البهتان" و"القذف بغير علم" .

وسأبدأ كما أحب أن أتسلسل في ما لدي من استفهامات وإجابات ، في فصول :

• نشأة الظاهرة .
• انتشار الظاهرة ، أسباب ونتائج .
• فرضية ، أم علم معتبر ؟
• موهوبون مجددون أم متوهمون ؟
• نصيحتي للمعنيين ولغيرهم .

أما عن "نشأة الظاهرة" من حيث تأريخ ظهورها وتطورها وماإلى ذلك ، فلقد تحدث فيها الكثير من المهتمين ، والشبكة الرقمية (Internet) ملأى بالمواد العلمية والتي يسهل الحصول عليها عند البحث .

إلا إنني سأتوقف عند أمر أعتقد أنه من الخطورة بمكان ، ألا وهو أسباب نشأة الظاهرة لدى "الغرب" وزحفها لتصل إلى حيث لا ينبغي أن يكون لها مستقر ولا مستودع!

إن طغيان "جاهلية الإلحاد والعلمانية" كرد فعل ومحاولة الانقلاب على الطغيان "الكنسي" بشكله المتخلف البعيد عن روح الدين السماوي الذي يدعو إلى الحق والحقيقة ، هذا الطغيان جعل الإنسان الغربي عبارة عن "فأر تجارب" إذا ما تعلق الأمر ب"النفس البشرية" وعوارضها ومشكلاتها ومحاولة الحصول على حلول لتلك المشكلات ؛ تلك المشكلات التي ساهمت ، وما زالت تساهم ، تلك الجاهلية في وضع القواعد المتينة والمسببة والحريصة على بقائها ونموها وتطورها بل وتعقيدها كلما تقدمت "الجاهلية" في مسيرة "حضارتها" .

وبحكم قانون "المحاولة والخطأ" ، فإن "فأر التجارب الإنساني" يمر عليه أصناف وألوان من التجارب العلاجية ، منها ما هو "علمي" ومنها ما هو "وهمي" ، بل ومنها ما هو "شخصي" ومنها ما هو "انتقامي" أحيانا .

ولما كان الأمر غير منضبط بضابط متفق عليه ومعتبر ، صار من الطبيعي بل ومن الضروري أن تظهر علاجات من هنا وهناك ، ومن كل من يظن / تظن أن له / لها وجهة نظر في هذه "النفس البشرية" .

ومن هذه المحاولات ، نشأ ما هو موضوع هذه الرسالة : "البرمجة اللغوية العصبية" .

وأما الفصل الثاني ، "انتشار الظاهرة ، أسباب ونتائج " ، فإنه تابع لما سبق ذكره من طغيان "جاهلية الإلحاد والعلمانية" .

وليس من الحكمة ولا الواقعية في شيء أن نصدق ادعاء البعض بأننا كأمة "إسلامية" بعيدون عن آثار هذه الجاهلية ، بل أكاد أجزم أننا من أشد المسوقين لها ، ولهذا التسويق أسباب وأشكال كثيرة ليس هذا مقام التفصيل فيها .

كيف لا ؟ وأنا ، كطبيب واستشاري للعلاج النفسي والتربوي ، أتلقى في عيادتي التي هي في بلد "إسلامي" حالات تكاد تطابق تلك التي تنتشر في العالم "الملحد"!

وبهذا ، فإن الناس يلهثون وراء حلول ناجعة شافية مفحمة ، أيا ما كان شكل هذه الحلول .

وهل تحولت هذه "الموضة الغربية" إلينا إلا عندما افتقرنا إلى ما لدينا من أصول ؟!

لقد انتهر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ، وكان ذلك في الفترةالمكية ، عندما رآه يقرأ صحيفة من التوراة قائلا : "والله لو أن موسى بين ظهرانيكم ، لما وسعه إلا أن يتبعني" ، ولكنه صلى الله عليه وسلم عاد ليقول في المدينة : "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" ؛ وكأني به صلى الله عليه وسلم يوجه الأمة إلى التزود والاستعداد والعلم قبل تلقي ما لدى الآخر .

فإذا أضفنا إلى هذه الحاجة الإنسانية المتفاقمة بعض "العوامل المساعدة" مثل :
• ضعف "أصول الدين" لدى "عوام" المسلمين .
• انتشار الجهل وغياب الخطاب العلمي .
• تغييب "العقل" وتقديس ، بل والاستسلام الكلي ، للغيبيات .
• انفتاح "التنويريين" على كل ما هو وافد من الغرب دون تمحيص .
• تساهل بعض "أهل الذكر" وتسطيح أمر التعامل مع الوافد "الغربي" .
• وفي المقابل ، الرفض المطلق من بعض "أهل الذكر" والذي استفز الفضول عند "العوام" .
• عقدة الغالب والمغلوب أو التابع والمتبوع ، كما ذكرها ابن خلدون .

هذه الأسباب وغيرها ساعدت على انتشار هذه الظاهرة وغيرها .

وأما نتائج انتشار هذه الظاهرة ، فلنا أن نحدث ولا حرج ؛ ومنها ما هو مباشر وغير مباشر :
• زيادة البعد ، والذي هو حاصل أصلا ، بين عموم المسلمين وبين "أصول الدين" .
• زيادة عدد "الشبهات" من حيث لا يعلم البعض .
• ظهور تشكك "خفي" في "جدوى العبادات" إذا ما قورنت ب"فعالية" هذه الدورات .
• ظهور فئة "متعالمة" إلى درجة القدح في "أهل العلم" ؛ وأعني هنا بعض "المدربين" .
• ظهور فئة تتصف بوضوح ب" الكبر والعجب" ؛ وأعني هنا بعض "المدربين" و"المتدربين" .
• ظهور بعض أمراض النفوس ، إلى جانب ما ذكرته سابقا ، مثل : حظ النفس ، عقدة النقص ، حب الظهور ، الاعتقاد الواهم بأن هناك "علما" أنا "عالم / عالمة" به ، إلخ .
• تحول هذه "الفرضيات والنقولات" إلى "دين" يجاهد البعض في الدفاع عنه .
• التسابق من أجل المادة ، وأعني هنا كثيرا من "المدربين" .
• الإسراف ، وأعني كثيرا من "المتدربين" الذين ينفقون أموالا طائلة فيما يحسبونه "علما" .
• أمراض نفسية متراكمة جراء عدم جدوى كثير من هذه الدورات التدريبية ، وهذا الأمر شهدته ، ولا زلت أشهده ، بنفسي في العيادة النفسية لدى "ضحايا" هذه الدورات التدريبية .

وهذه النتائج ، وأوقن بأن غيرها كثير مما قد يفطن له غيري ، ما هي إلا "طالع الشر" .

أما الآن ، فأود أن أتناول ماهية المادة المطروحة ؛ هل هي فرضية ، أم علم معتبر ؟

ولن أطيل هنا كثيرا .
ما يعرف ب "البرمجة اللغوية العصبية" لا يعدو في اعتقادي أن يكون أحد أمرين "فرضيات" أو "نقولات" ، بالكاد تربو أن تكون مهارات سلوكية ملاحظة ، فقط ؛ وليس علما قائما بذاته .

فرضيات ؛ قائمة على الظن في مجملها .
ونقولات ؛ المفيد فيها ليس بجديد ، والجديد فيها ليس بمفيد .
والكلام في تفصيل هذا طويل يحتاج إلى شرح مفصل .

ومن الدلائل الواضحة على هذا الأمر أنه لا توجد جامعة واحدة أكاديمية في العالم تعترف بها كعلم قائم على المناهج الأكاديمية المعتمدة ، وأقول "جامعة" وليس "كلية أو معهدا خاصا" ؛ على الأقل حسب معرفتي ومتابعتي المستمرة .

ولا يعني هذا بحال من الأحوال أنه إذا تم الاعتراف بها ك"علم أكاديمي" فإننا سنتقبلها بصدر رحب ، ولكنني أردت أن ألفت الانتباه إلى ظاهرة شاخرة ألا وهي إنكار المجتمع "الأكاديمي" المادي لهذه الظاهرة مع إنهم أهل البدع في هذه المجالات .

وإن من الخطأ تسميتها ب "علم" البرمجة اللغوية العصبية ، فهي تفتقر لتعريف العلم ومعطيات العلم .

ف "العلم" هو : "معرفة الشيء على ما هو عليه" أو "النتيجة المقطوع بثبوتها" .
ومعطيات "العلم" كما اتفق أهل "العلم" هي : "النقل الصحيح" أو "العقل الصريح" سواء كان منهجية التجريب والمحاولة والخطأ والتسجيل والتقويم وغيرها .

ولاتكاد هذه الظاهرة تحوي شيئا من هذه المعطيات إلا ما كان "نقولات" .

ما يقدم في هذه "الدورات التدريبية" إنما هو "معرفة" .

فرق كبير ، كبير جدا ، بين "المعرفة" و"العلم" .
الأولى ، بفتح الهمزة ، أن تكون هذه "المعرفة" سبيلا إلى "العلم" ، لا أن تعطى للناس على أنها "علم قطعي" .
وشتان بين "المعرفة" و"العلم" ، ف "المعرفة" طلب العلم ، و "العلم" نتائج مقطوع بها .

نحن نتعامل مع عرض من أهم الأعراض المخلوقة ، بل وآية من أجل آيات الله ، ألا وهو "النفس" ، فالأولى أن نتوجه إلى خالق "النفس" لمعرفة صنعه ؛ "صنع الله الذي أتقن كل شيء" .

الفرق شاسع والبون بعيد بين أن ندرس "السلوك الظاهر" للنفس وأن ندّعي "علم" النفس .

ومع إن أهل هذه "الفرضيات" يزعمون غير ذلك ، فإن هذه "الفرضيات" تعمل على مستوى السلوك فقط ، كأي مدرسة نفسية غربية ؛ وهذا وهم ؛ فهي لا تصل إلى المستوى العميق والحقيقي في دراسة النفس البشرية وعللها وعلاجاتها .

بعض الأسماء التي ذكرتها في رسالتك لديها "معرفة" جيدة لا بل ممتازة ، ولكن بقي عليهم أن يوظفوا هذه "المعرفة" توظيفا "علميا" .
وهنا ، أتوقف مع الفصل الرابع : هل هؤلاء القوم موهوبون مجددون أم متوهمون ؟

أقرأ في القرآن : "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى" .
ومع إن هذه الآية نزلت في أقوام مخالفين لنا في ما أرى أنه أشد وأخطر ، ولو في ظاهر الأمر ، من موضوع الرسالة ، فإن من الأولى أن نقوم بالعدل في حق إخوان لنا من بني ديننا .

نحن لا نسيء الظن بمروجي هذه "الفرضيات والنقولات" ، ولا نريد ذلك ولا نحبه ممن يوافقنا أو يعارضنا ؛ ولكن الاهتمام الذي انصب على تعليم هذه "الفرضيات والنقولات" واتخاذها "علما" و"دواء شافيا لكل علة" وإدخالها في كل صوب وحدب ، كل هذا يعطينا الحق في أن نستوقف أنفسنا قبل غيرنا في مهمة "نقد ذاتي" لأننا أحوج ما نكون له الآن ، قبل أن نضع أنفسنا موضع الضحية والأضحوكة .

معظم "المدربين" في هذا المجال والذين أعرفهم ، على الأقل ، ولا أقول كلهم ، لا يملكون أي شهادة معتبرة في مجالات ما يعرف ب "علم النفس" مثلا ، فهم يتدربون على أيدي أسماء مشهورة أو تلاميذ لأسماء مشهورة أو حتى كتب مترجمة ، بل وأفكار مسروقة أحيانا ، ثم يصبحون هم المدربين ، وبشهادات معتمدة ، معتمدة ممن ؟!

كما إنني ، وبحكم عملي في بعض المركز التدريبية ، كنت أتلقى كثيرا من "السير الذاتية" لكثير من أمثال هؤلاء ، وكان يدفعني للضحك تلك القائمة الطويلة من الدورات التدريبية والشهادات "المعتمدة" من "مراكز تجارية خاصة" ، في حين لا يكاد يكون هناك ذكر للتخصص الأكاديمي المعني بمجال التدريب .

ولا يعني كلامي هذا إن الأكاديميين هم فقط الذين يحملون "العلم" ، إلا إنني لم أجد أكثرهم لا "أكاديميين" ولا حتى "موهوبين" أو "أهل علم" .

ووالله إنني كنت أصابر نفسي وأجاهدها في عدم الخروج من قاعات التدريب في كثير من هذه "الدورات التدريبية" لشدة ما أستمع إليه من لغط ودس للسم في العسل وخلط ما بين الأصول والبدع وفرض لآراء شخصية على أنها نتائج قطعية .

هم "يظنون" ولا "يعلمون" ؛ "إن يتبعون إلا الظن" . وإن من "الحرام" و"الإجرام" أن ندعي "العلم بالعلاج" ونحن لا نملك إلا "ظنا"!

يبقى عليهم أن يصلوا إلى "العلم الحقيقي" .

قد يظن البعض أن في هذا ضربا من ضروب المبالغة أو سوء الظن أو التحامل على مروجي هذه الظاهرة ؛ والله أسأل أن لا نكون ممن يحمل على الآخرين لهوى أو جهل .

كما إن شيئا من الأمر ، كما أرى ، تحول إلى تجارة رابحة بمشاعر الناس وآلامهم وأمراضهم ، إلا عند القليل ممن نحسبهم مخدوعين بهذا الزائر الجديد أو متأولين له بحسن ظن .

وأما نصيحتي للمعنيين ولغيرهم .

خلق الله النفس وأنزل لها "الكتاب الإرشادي" الخاص بها ، الكتاب الذي أنزله "تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين" .

فبالله عليك ، سل هؤلاء وغيرهم "أفلا يتدبرون ؟" .

وكأننا نسينا أن الأصل في القرآن : "طه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" .

إن في القرآن والسنة الصحيحة وبعض ما كتبه الشافعي وابن الجوزي وابن تيمية وابن القيم والغزالي وابن رشد وابن مسكويه وغيرهم في النفس ما يغني .

نعم ، نحن ندعوهم أن ينطلقوا من الأصل ، لا أن يرجعوا إليه "رجوع المضطر" .

ومع كثير من التحفظ أقول : مقبول أن يتعلم الناس "فرضيات ونقولات" البرمجة اللغوية العصبية ، ولكن بعد أن يبدءوا بتعلم الأصل ، لا العكس ؛ وغالب الظن أنهم لن يحتاجوها إذا كان الأصل قائما في نفوسهم .

نصيحتي لهؤلاء الأحبة وغيرهم ومن يحذو حذوهم ، أن يتجهوا إلى الكتاب والسنة الصحيحة ؛ أن ينطلقوا من هناك ، ثم فليجدوا الأثر البالغ الذي يتمناه "مبتدعو" هذه الظاهرة .

ولا ضير من أن ألفت الانتباه إلى ما قد يتبادر إلى بعض "المتوهمين" من استفهام وشبهة : "ولماذا نرفض بعض الخير الموجود لديهم إذا كنا سنفيد منه ؟" وهو وجه آخر لكلمة حق أخشى على صاحبها من الوقوع في الباطل ، ألا وهي : "الحكمة ضالة المؤمن"!

أقول : نعم أيها الأخ الطيب ؛ ولكن ، كن "مؤمنا" أولا ثم اذهب لتتحرى الحكمة إذا رأيت نفسك ما زلت محتاجا إليها .

أسألك أيها المتحري للحكمة : هل تعرف ما معنى "الله الصمد" ؟ فتقول : "لا" أو "أظن أن معناها كذا وكذا" أو "نعم أعرف ، وما الغرض من هذا السؤال ؟" ؛ ثم تتجرأ بجهلك أن تعلن عدم ارتياحك من الصلاة لأنك لا تخشع فيها أو لأن الوسواس أصبح ملازما لك في الصلاة ؛ ثم أراك فرحا بممارسة فنون "اليوغا والريكي والتنويم الإيحائي" لأنها ممارسات "مريحة"!

كيف لا ؟ وقد تكبدت مشقة السفر وتعلم اللغات الشرق آسيوية لتتقن هذه "الصلوات" ، في حين تجهل لغة القرآن وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وأذكار الصباح والمساء ، ثم تأتي بعد هذا لتقول : "الحكمة ضالة المؤمن"!

أي مؤمن أنت ؟ وأية حكمة تنشد ؟ وفي أي مستنقع تنشدها ؟

بل لقد بلغ الأمر بأحد "المتوهمين" ، وكان أحد الأخوة قد دعاني إلى جلسة كان هذا "المتوهم" حاضرا فيها ، وبعد أن خضنا في نقاش ليس بالطويل ، وبعد أن حاولت جهدي في أن أكون واضحا في أنني أود منه ومن غيره أن يوفروا جهدهم وطاقاتهم في استخراج الكنوز "النفسية" النفيسة من بطون "الأصول" ؛ فإذا به في ختام الجلسة ، وقد مارس كل مظاهر "النقص" في الجلسة ، يقوم بتوزيع كتاب قام هو بترجمته إلى العربية!

ترى ، ما هو الكتاب الذي سهر في قراءته وترجمته ؟ وما كان عنوان الكتاب الذي ترجمه هذا "المتوهم" ؟
أما موضوع الكتاب فهو "فنون التسويق" ، وأما عنوان الكتاب : "أرجوك ، اخدعني"!!!

الأولى بهؤلاء الأحبة أن يذكروا الناس بالمعلم الأجل محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا أدنى أن يحفظ الناس مقالات ستيفن كوفي وأنتوني روبنز وغيرهم ؛ وهذا لا يعني أننا نسيء الظن بمعرفة هؤلاء ، ولكن ، الأولى فالأولى .

ومن المعلوم ضمن قواميس "البرمجة اللغوية العصبية" أن "الدماغ يخزن الملفات حسب أسبقية ذكرها وأولويتها وتكرارها" ، وهكذا ، فإن مناهج الأسماء سالفة الذكر ستأخذ مكانتها في تغيير النفس أكثر من محمد صلى الله عليه وسلم .

لماذا ؟ لأنهم وبكل "سذاجة" يذكرون أسماء أولئك الباحثين الغربيين في دوراتهم أكثر بكثير من ذكرهم لأصول تلك العلوم من القرآن والسنة الصحيحة وصاحبها محمد صلى الله عليه وسلم ، مما يجعل المتخرجين من تلك "الدورات التدريبية" تلامذة نجباء لأولئك الباحثين يتشدقون بأسمائهم في المجالس ، في حين لا يكادون يرجعون فضلا فيما تعلموه من مفردات نفسية أو معاملات اجتماعية أو مهارات اجتماعية للمعلم الأجل محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنهم في هذا لمعذورون ، ف "ذلك مبلغهم من العلم" .

بل إنني استمعت أحدهم وهو يقول : "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبق قواعد البرمجة اللغوية العصبية دون أن يدري!" ؛ وأترك التعليق لكم .

وأعود إلى "المتوهمين"!

نعم ، هم يرجعون بعض المهارات إلى "الدين" ، ولكن يبقى الناس متعلقين بالفروع اليابسة الجافة التي تحتاج إلى رعاية فائقة وإلا كان مصيرها الموت السريع .

أما ادعاء اتخاذ هذه "الفرضيات والنقولات" كسبيل لفهم الأصول ، فإن في هذا الادعاء محاذير :
• كأن كل ما كتب في تفسير القرآن وشروح السنة النبوية وكتب نزكية النفس لا يغني ، مما يدفعنا أن نحتاج إلى أقوال "ملاحدة" أو "مشركين" ليوصلونا إلى فهم "الأصول"!
• زيادة الانشغال ب"فروع" لا أصل لها ، وهو حاصل أصلا وسبب من أسباب تخلف الأمة .
• تكرار ما وقعت فيه الأمة إبان العصر العباسي ، وذلك عندما سارع الكثيرون لتبني "الفلسفة اليونانية" ، فنتج عنها شيء من الإيجاب وكثير من السلب .

ورضي الله عن علي بن أبي طالب عندما قال في الخوارج مخاطبا عبدالله بن العباس : "من الكفر فروا ، ولكن اعلم يا عبدالله أنه ليس من طلب الحق فأخطأه ، كمن طلب الباطل فأدركه" .

إن من العجيب أن نرى بعض هؤلاء المدربين "أكثر من واحد منهم" يعانون من "حركات لاإرادية" أو "سمنة مفرطة" أو "تعتعة" ، ولا يملكون لنفسهم أن يتخلص منها باستخدام هذا "العلم" .

إن بكاء شخص معين واسترخاءه في دورة من الدورات ليس دليلا على نجاح عملية الاسترخاء ، بل هو غاية الدليل على أنه في حاجة إلى هذه الجلسات ، ولكن مع صانع النفس وخالقها .

نصيحتي لهؤلاء الأحبة :
• أن يتعلموا ويعلموا الناس أن الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، وهو الذي ينبغي أن نثق به ونوقن ، قبل النفس وقبل العقل الباطن .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس كيف كان وضوء النبي عليه الصلاة والسلام .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس كيف كانت صلاته وصيامه وسلوكه .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس تزكية النفس في مراتب العبودية لله تعالى وحده .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس أن الأصل مجاهدة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ، لا أن يجعلوا من "العقل الباطن" العدو الأول والمسيطر والحاكم ، وبالتالي "البعبع" .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس كيف كان محمد صلى الله عليه وسلم يتلقى السب والشتم بالدعاء بالرحمة والمغفرة لمن سب وشتم ، وذلك لأن الآخر لا يعني له شيئا إذا ما قارنه ب "إن لم بك علي شخط فلا أبالي" .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس كيف كان محمد صلى الله عليه وسلم يعلم صحابته أن يترفعوا عن الانتقام للذات ووضعها في أرقى مواضعها .

لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام "يلون المواقف" ب"اللون الوردي" حتى يسهل لهم تصور الأمور .
لم يكن يطلب منهم أن "يتخيلوا" خصمهم في "لباس مهرج" أو ب"خرطوم فيل" حتى تسهل حياتهم .
لم يكن يحاول الدخول إلى "عقلهم الباطن" ليخرج "الصور السلبية" ويستبدلها بأخرى "إيجابية" .

لقد كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم كيف يقرؤون القرآن وكيف يعيشونه .
كان يعلمهم أن الله هو الأول في حياتهم وليس الآخرين .

ليتنا نتوجه إلى النبع الأصيل ثم ننظر ما الذي نحتاجه بعد ذلك .

نصيحة إلى هؤلاء المدربين أن يتقوا الله في أموالهم التي يتقاضونها مما يسمونه "علما" .
نصيحة أخرى لأصحاب المراكز التدريبية أن يتقوا الله في من ائتمنوهم على أدمغتهم ودينهم .
نصيحة أخرى لكل من استهوته هذه "الظاهرة" وأعجب بهذه "الموضة" أن يتقى الله في نفسه ودينه وماله .

يجيبني أحدهم بقوله : "إن هذا أفضل من أن يضع الناس مالهم في حرام" .
أقول : "إن المسكر حرام كيفما كان شكله أو تغيرت ملامحه ولا أظن ما يقدم أكثر من مسكرات مهدئات منومات" .

أعود إلى رسالتك يا أحمد .

سألتني عن أسماء في رسالتك ، لن أجيب عن رأيي في أشخاص بعينهم ولا هو مرادي هنا ؛ إن نقاش الأشخاص هو مهمة "الصغار" المشغولين ب"الأشخاص" لا "الأفكار" ؛ وأسأل الله أن يغفر لي ويعيذني أن أكون من هؤلاء الصغار .

أوضحت ما أعتقد فيه الفائدة لمن أرادها ، والله من وراء القصد .

ولنتذكر قاعدة غاية في الأهمية :
كل ابن آدم يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا محمد صلى الله عليه وسلم .

وأنهي بما بدأت : "قل : إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" .

ومن ألزمنا الحجة بالحق تبعناه ، ولو كان خصما ، فكيف بأحباب وأخوة لنا في الله ؟

وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا ومعلمنا وقائدنا وشفيعنا بإذن ربنا .

"وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين"

أخوكم الفقير إلى عفو ربه
عبدالرحمن ذاكر الهاشمي