المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستشراق: د. مازن صلاح المطبقاني



عبدالرؤوف عدوان
03/07/2009, 10:23 AM
السلام عليكم:

في 6/12/1413 هجري وفي المدينة المنورة، أهدى إليَ الدكتور مازن صلاح المطبقاني كتيبه من سلسلة دراسات منهجية للاستشراق (1)، الذي كان بمثابة لبنة أولى لبحوثه حول دراسات منهجية للاستشراق، وتحفيز لي للاستزادة من معرفة في حقل هذا العلم الشائك. الدكتور مازن من مواليد 1950 في مدينة الكرك الأردنية. عندما أهداني الكتيب من 60 صفحة (من آفاق الاستشراق الأمريكي المعاصر)، كنا على زمالة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كان محاضراً في فرعها بالمدينة المنورة، وكنت محاضراً في موقع الجامعة الرئيسي في الرياض بقسم الدعوة والإعلام والعلوم الاجتماعية والشريعة وغيرها. على كل حال، وعدته بقراءة محتوى الكتاب والتعليق عليه في وسائل الإعلام العربية السعودية لكنني لم أفعل ذلك لظروف انكفأت عني الآن. وها أنذا افي بجزء من وعدي.

كان على وشك إصدار كتاب عنوانه: (الغرب في مواجهة الإسلام) ولا أدري إذا صدر. على أية حال وبعد هذه المقدمة أقول: إنَ الاستشراق الأمريكي المعاصر يختلف في أهدافه عن الاستشراق الألماني والنمساوي، لكنها تتفق مع أهداف الاستشراق الإنكليزي أو البريطاني. الاستشراق الألماني والنمساوي مؤسساتي أهلي وخاص التموين غالباً. يقوم به دراسوا العربية والإسلام من الألمان والنمساويين للتعرف على الإسلام عن كثب، وقد اعتنق الإسلام كثير منهم بعد احتكاكه بالمسلمين كما قرأنا. الاستشراق البريطاني وهو المعلم الأول للاستشراق الأمريكي يمر أغلبه تمويلاً عبر أقنية حكومية رسمية وأجهزة استخباراتية هدفها الحصول على معلومات عن أمن البلدان العربية الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وخاصة فيما يتعلق بالمذاهب والطوائف والأديان والأعراق لزرع الفتن المستقبيلية والحدودية والتقزيمية والتمزيقية التي أكبرها نتائج سايكس-بيكو التي نعاني منها حتى الآن ومستقبلاً ربما. أكبر مثال على ذلك عزل جنوب السودان العربي عن شماله وإرسال المستشرقين البريطانيين والمبشرين وزرع الفتن الدينية والطائفية وفصل الكويت عن العراق ولبنان ولواء الاسكندرون عن سوريا لتكون النتيجة على ماهي عليه الآن. أنظروا سادة وسيدات في الجنوب العربي السوداني. إذن: دراسات استشراقية، زيارات ميدانية، رحلات إلى مشرقنا العربي الإسلامي، تصوير، تقارير، دراسات، ثمَ رسم سياسات (فرِق تسد) الاستعمارية. أما عن المستشرقين والآثاريين الفرنسيين فأكثرهم كانت لهم مهمات عسكرية أو أستخباراتية متخفية وراء طريقة بارعة في التخفي والمراوغة قبل إرسال تقاريرهم إلى حكومتهم في قصر الأليزيه، التي بدورها خططت لاحتلال مصر ولبنان وسوريا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. قام المستشرقون الفرنسيون بدراسات مستفيضة أدت إلى صنع العمامة البيضاء للعلاَمة (محمد) نابليون بونابرت الذي دخل مصر متنكراً بشخصية عالم وقائد مسلم جليل فانكشف أمره بعد فوات الأوان. إنَ إحتلال البلدان ونهب الثروات في العالم الإسلامي هي من نتائج تقارير المستشرقين الإنكليز والفرنسيين والأمريكيين وغيرهم والتي كانوا يبيعونها إلى حكوماتهم.

تعالوا بنا الآن نلتقي مع كتيب الدكتور مازن صلاح المطبقاني الذي يقول (1) : (قبل سنتين تقريباً نشرت مجلة المجتمع(2) تقريراً للمستشرق الأمريكي بايبس أستاذ التاريخ في مركز جامعة هارفرد لدراسات الشرق الأوسط عن بحث له بعنوان"المتعصبون المسلمون وسياسة الولايات المتحدة".) لاحظوا معي أيها السادة والسيدات مصطلح متعصبون الذي تطور إلى متزمتون ثمَ متطرفون ثمَ ممارسون لأعمال العنف ثمَ إرهابيون ثمَ قتلة وانتحاريون ومارقون. نعم نحن ساهمنا في تعميق دلالة هذه الألفاظ، لكنَ هذا التطور الدلالي المتسارع جداً للكلمات كان نتيجة لمخططات أرادت قنصاً سريعاً لمكتسبات المسلمين والعرب وثرواتهم. أعود إلى الدكتور مازن: (وجاء في تقديم المجلة للتقرير: "وتاتي أهمية التقرير الوثيقة لأنَه صادر عن مركز متخصص بدراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفرد التي تتميز بقوة النفوذ الصهيوني فيها كما تعتبر مركزاً أكاديمياً مؤثراً في السياسات الأمريكية بشكل عام". وأشارت المجلة إلى الدكتور ناداف سافران، وهو استاذ يهودي يحمل الجنسية (لإسرائيلية) من أصل مصري، قد عهد إليه الإشراف على عقد مؤتمر عن "الإسلام والسياسة في العالم المعاصر". ولما اكتشف أنَ المؤتمر مولته المخابرات المركزية الأمريكية إضطر إلى الإستقالة.)(3) يتابع الدكتور مازن قائلاً: (إنهم-أي المستشرقين-يدرسون اللغات والديانات والمجتمعات ويقيمون المحاضرات والندوات المنظمة جداً. ليصلوا إلى هدفهم وهو المعرفة التي يوجهونها نحو إحكام قبضتهم على العالم. ونحن من هذا العالم الي لم تنته أطماعهم فيه(4)

أقول: علينا جميعاً منظمات وحكومات وأفراداً أن نستوعب كيف يقوم المستشرقون بدراساتهم للدين والمجتمعات الإسلامية، وكيف يتعاملون مع الصحوة العربية والإسلامية في العالم. وكيف يجهضون نتائج الانتخابات النزيهة التي قد تأتي بالإسلاميين المعتدلين إلى السلطة أو يجهضون النهضة الإسلامي والتقدم التكنولوجي العربي والإسلامي بالاستعمار العسكري والاقتصادي، أفضل الأمثلة: الجزائر، تركيا، باكستان، فلسطين، العراق، أفغانستان.

لا ادري إذا كان هناك بوابة للاستشراق على الموقع، وقد بحثت عنها فربما لم أعثر عليها.

أرجو من أخي الفاضل الدكتور مازن صلاح المطبقاني التواصل معي على fatia71r@scs-net.org
وقد مضى على لقائنا الأخير 17 سنة تقريباً. وأرجو ممن لديه عنوان الدكتور التواصل معي أيضاً.

عبدالرؤوف عدوان
دمشق - بلاد العرب أوطاني

------------------
(1)- من آفاق الاستشراق الأمريكي المعاصر، تقويم موجز لتجربة برنستون، صفحة 39، الناشر: مكتبة ابن القيم-المدينةالمنورة، 1/11/1409 هجري
(2)- دانييل بايبس "المسلون المتعصبون وسياسة الولايات المتحدة"، مجلة المجتمع: عدد 743 في 26 نوفمبر 1985، صفحة 28 إلى 33
(3)- نفس المرجع (1) صفحة 39 و 40
(4)- نفس المرجع، صفحة 41.