المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوريا ومصالح الند للند



أيمن الدقر
09/07/2009, 08:13 PM
لم يعرف العرب في تاريخهم الحديث واقعاً سيئاً مماثلاً لواقعهم الحالي، حيث الانقسام والتشرذم الشديدين بين الحكومات العربية، التي انقسمت صراحة إلى تيارين، هما تيار الممانعة للسياسات الأمريكية والصهيونية في المنطقة، وتيار ماسمته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس بتيار الاعتدال، وهو التيار الذي يستمر بالتفنن في خلق مبررات لتأييده للسياسات الأمريكية والصهيونية، وتسويق مفهوم الاستسلام، لجعله في المستقبل ثقافة رائجة، ومن ثم ملكة، وكل ذلك تحت عناوين عريضة (أن لا فائدة من المقاومة، وأن الشعارات المرفوعة فارغة، ولا قيمة لها لأنها لم تثبت جدواها، وأن السلام لا يتحقق إلا من خلال العقل والحوار المتبادل مع (إسرائيل)، متناسين بأن المقاومة الوطنية هي البديل الوحيد لعدم جدوى الحوار مع الصهاينة) ورغم الرفض الشعبي لهذا التيار فإنه مستمر بتنفيذ السياسات التي رسمتها له (الولايات المتحدة الأمريكية)، وقوبل الرفض الشعبي في أغلب الأحيان بالقمع والتنكيل تحت مسمى الشارع الجاهل الذي لا يعرف مصالحه أين تكمن!.
رغم الجهود المبذولة من قبل بعض الدول العربية ومنها سوريا، من أجل إنهاء هذه الحالة المريضة، سواء من خلال قمة دمشق، أو القمة الاقتصادية في الكويت، أو الاتصالات الدائمة مع الدول العربية، لم يأت جميع ذلك أكله واستمر البعض من الحكومات العربية باتجاه تشتيت الموقف لا الاجتماع عليه، فبدت حقيقة بعض المصالحات جلية، لا يمكن تسميتها إلا بالمصالحات الدبلوماسية مع وقف التنفيذ، إذ أن المصالحة الحقيقية من المفترض لها أن تتبنى المواقف أو على الأقل لا تهاجم أو تشارك بالهجوم على الرأي الآخر، وما دامت حالة الخلاف قائمة بناء على عدم تخلي تيار الممانعة عن مواقفه الحق (وهي رؤية الشارع العربي بأكمله) وانخراطه في جوقة المعتدلين، والعبث بالحقوق والثوابت الوطنية والقومية، فإن الخلاف قائم، والمصالحة صورية أكثر منها واقعية.
هذا الواقع المؤلم والمتخلف الذي تفرضه بعض الحكومات له شديد الأثر من حيث عرقلته لتطوير التكاملات القائمة فعلاً، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية القومية، ولهذا الواقع المفروض غاية تريد (الأمرو – صهيونية) إدراكها، وقد أدركت قسماً منها في تقسيمها للعراق إلى دويلات، ولو تأملنا كيف اتحد الأوروبيون الذين لا ينتمون إلى ثقافة أو أصول أو لغة واحدة، رغم أن ما سبق ما دار فيما بينهم من حروب ودماء وعشرات الملايين من القتلى لأدركنا المفهوم الحقيقي لمصالح الشعوب، ولو أن أوروبا أرادت حل مشكلاتها على الطريقة العربية لكانت الآن في عداد الدول الأكثر تخلفاً في العالم.
وعلى ماسبق فإن المتاح لدينا الآن هو:
إما أن نعتدل وفقاً للمفهوم الأمريكي وهذا مستحيل، أو ننتظر الفرج العربي الذي يبدو أنه لن يأتي قريباً، وهذا مستحيل أيضاً لأن حالة السكون والانتظار تعمق المشكلات، ولا تجد حلولاً لها، أو نتجه نحو محيطنا الإقليمي الذي يشاركنا رؤانا، والمقتنع بحقوقنا، والمؤمن بحقنا باستقلال قرارنا الوطني، كما نؤمن بحقه بذلك، مع احتفاظنا بقيمنا القومية والوطنية وثوابتها، التي تخلى عنها بعضنا من العرب، على أمل يقظة عربية جديدة، وأن نعمل على تطوير وتحديث بنانا الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، من خلال تبادل مصالح الند للند، لنكون دولة أكثر فاعلية في محيطها الإقليمي، وإلا فحالة الاستعصاء العربية هذه لن تؤدي إلا إلى المزيد من التخلف على كافة الأصعدة.

غازية منصور
09/07/2009, 09:30 PM
تحياتي أستاذ أيمن الدقر ..مقالك هذا رسم اللوحة الناقصة للأمة ، ولازلت اتأمل فيها درجات الهزيمة ، كنت قبل عقد من الزمن تأملت لوحة العجز للأمتين ، المشكلة في عمق الخطوط الحمراء بين ضفتي الممانعة وضفة الذل المسماه إعتدال ..و من زمن تأمل لوحة العجز قلت :
لاحل لنا إلا بوحدة إقليمية مؤمنة بالكرامة والعزة وبالحقوق لنا ولهم لنحيا كرام في الشرق .
الوحدة العربية لن تقوم لها قائمة قبل ألف عام .لذا علينا التوجه بكل ثقة وثبات إلى الوحدة الإقليمية والعربي الضعيف سيزحف نحونا لأنه لايبحث عن العروبة بل عن القوة ونحن لها.



همسة :

سوريا ليس قلب العروبة وراسها

سوريا أم العروبة وخالها وجدها .



ويد القائد الخالد معنا بحول الله



http://www.youtube.com/watch?v=XQRKmJdPSF8&feature=related

:)

http://www.youtube.com/watch?v=-GzDXoZH0N8&feature=related