المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفكر التدريبي الهولندي/ د.موفق المولى



د. موفق مجيد المولى
20/07/2009, 10:32 AM
مقدمة كتاب الفكر التدريبي الهولندي بكرة القدم
هذه الفلسفة الكروية موجودة على مواقع عديدة في الانترنت وهي في حقيقة الأمر رؤيا خاصة بالاتحاد الهولندي يتفق عليها الغالبية العظمى من مدربين أوربا ودول كثيرة خارج أوربا وهي باختصار فلسفة تؤمن (بأن اللعب هو المعلم الأحسن) وان التعلم في محيط اللعب يكون منتجا أكثر من محيط التمارين لأن اللعب هو الرقم المركزي في كل العملية التعليمية بكرة القدم مما تجعل اللاعب كذلك الرقم المركزي في عملية التعلم ولقد آثرت أن انقل هذا المفهوم الكروي لأنه الأساس لبناء الكرة الشاملة ولأن فيه الكثير من الأفكار التي يجب أن تناقش من قبل المدربين العرب فأنا لا أدعو لقراءة هذا الكتاب فقط ونقل مفرداته للساحة مع اللاعبين الصغار بل أدعوهم لعدم القبول بالأفكار مباشرة وإنما قراءة الأفكار ثم تحليلها واختيار ما يناسب المحيط العربي ورفض ما يتقاطع مع ثقافة اللاعب العربي لأنني لا أومن بالاستنساخ فلكل شعب ثقافته وتاريخه وطباعة والأهم شخصيته وهذه الأخيرة برأي الشخصي هي المؤثر الأهم عند نقل واستنساخ طرائق الآخرين إلى مفردات تعلمنا لأن التعلم يبنى أساسا على العلاقة بين الفرد والمحيط فلا يجوز الفصل بين هذين الظاهرتين لأجل النجاح الكامل للتعلم ومن خلال قراءتي المتأنية لهذه الفلسفة أجد كما سيجد غيري من المدربين بأن مفردات هذه الفلسفة كانت ولا تزال جزء من جسد كرة القدم فهي لا تخص فكر تدريبي هولندي فقط بل أفكار مدارس أخرى فلقد اتسعت آفاقي لأهمية الألعاب الجانبية المصغرة إثناء مشاركتي في الدورة التدريبية الأولى في انكلترا في العام(1979) ومن ثم في العام(1989) في نفس البلد ثم جائت تجربتي في التدريب في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الثمانينات فكان أكثر نسبة من تدريبي مع منتخبات العراق الكثيرة التي أشرفت عليها أو الأندية التي دربتها تركز على التعلم من خلال اللعب لأنني مبكرا أدركت أن الشارع هو المحيط الأمثل لتطوير اللاعبين لأن المسألة بسيطة جدا فخلال الخمسينات بدأت فكرة الكشافة الذين يجولون الشوارع والحواري والتجمعات الساحلية للبحث عن المواهب فالشارع خير معلم للعبة لأنه المحيط الحقيقي للعب ولقد نشأت في منطقة فقيرة جدا في أطراف بغداد تسمى الدور الحكومية وكنا مجموعة كبيرة من الصغار نلعب الكرة كل يوم في ساحة مبلطة بمادة الإسفلت ومن هذه المدرسة الصغيرة تخرج أكثر من لاعب مثل الأندية العراقية المتقدمة ومنتخبات العراق المختلفة وهكذا فأن لي اتفاق مع هذه الفلسفة وكذلك لي اختلاف معها فيما يخص موضوع المحرمات الوارد ذكرها في متن الكتاب لأنها ومن على شاكلتها تقع ضمن أدوات التعلم المهمة للاعبين الصغار وهنا أتكلم عن النسب فالمحرمات في الفكر الهولندي ليس كل كرة القدم كذلك غغير المحرم في الفلسفة الهولندية ليس كل كرة القدم فأنا أرغب أن يراسلني أي من الأخوة العرب لتناقش بمضمون الكتاب ويجب أن لا يحتفظ كل واحد بفهمه لهذه الأفكار ويحبسها في عقله فنحن العرب سوف لن نتطور من دون أن نتبادل الأفكار والخبرات وصدقوني عندما تعملون بجانب مدربين أجانب ستدركون أنكم الأحسن ففي كثير من الأحيان يكون المدرب الأجنبي نكتة وسوف يؤيدني الكثير من أخوتي المدربين العرب ممن عملوا بجانب المدربين الأجانب فيما ذهبت إليه ليس لذم الناس ولكن اعترافا مني وتقديرا لكفاءة المدرب العربي فالقصور في فهم الأفكار يقود للقصور في فهم الآخرين وهذا الأخير يحول الإنسان إلى رجل أعور قاصر عن رؤية الآخرين بوضوح فيعتقد أنه الفاهم الوحيد فيكون ملك ولكن في الحقيقة هو ملك في مملكة العميان.لنتذكر بأن هناك اختلاف كبير حين يتكلم مدربان عن شيء واحد بكرة القدم فلو كان الموضوع (سرعة اللعب) عند الأطفال فالاختلاف في الآراء سيكون كبير وحسب المعرفة والخلفية التي يمتلكها كل منهم وكلما زاد الاختلاف في الأفكار كلما زاد فهم سرعة اللعب ومن هنا نطبق المثل الصيني القديم (أعطني قرشا أعطيك قرشا.. ربحنا قرشين) فالكل رابح وليس هناك خاسر أما الخاسر الوحيد فهو(الملك) فأنا شخصيا لا زلت أنادي بوجود لجنة للمدربين العرب تجتمع في مؤتمر كروي مرتين في السنة لتناقش مستجدات كرة القدم في عالمهم والعالم الآخر أي في عالم متطور وعالم مستلم متأخر فنحن المدربون العرب يحكمنا الجهلة من الإداريين باعتبارهم أصحاب القرار ولكن عندما تأتي للتعلم وعلاقة العلوم التطبيقية باللعبة ونظريات التعلم وفسيولوجية التدريب وعلوم الحركة فأنك ستجد أغلب المدربين العرب العاملين مع الصغار لا يختلفون عن الإداريين الجهلة وهذه الدعوة ليست دعوة لتحويل المدربين إلى مدرسين ولكن دعوة لأن يكون المدرب العربي عارفا بكل شيء في كرة القدم وعلى الخصوص حين يكون العمل مع الصغار... لقد قلت في أحدى مؤلفاتي السابقة جملة مهمة جدا أرغب في تكرارها( لكي تكون مدرب كبير يجب أن تعرف كل شيء عن كرة القدم ومن دون ذلك فأنت مدرب صغير جدا) فنحن المدربين العرب ندفع بإداراتنا في بعض الأحيان للبحث عن المدربين الأجانب لأننا نحول هذه المهنة الديناميكية إلى (مهنة محلك سر) فلا متابعة ولا تطور ولا مشاركة في الأفكار ولا ابتكار وكل ما في الأمر( ساعة ونصف) في التدريب و (صراخ على خط التماس) خلال المباريات والى اللقاء فهذه الفكرة السائدة عن أغلب المدربين العرب ولكن على من تقع المسؤولية إنها في الحقيقة تقع على المدرب نفسه وعلى مؤسسات التطوير في البلدان العربية فلا الاتحاد العربي لكرة القدم ولا الاتحاد الآسيوي ولا اتحادات الدول العربية عملت على جعل المدرب العربي الرقم المركزي في برامج عملها وتخطيطا للمستقبل.. أعان الله المدربين العرب على اتحاداتها الكروية وأعان الله اتحاداتنا على مدربيها وكما قال الصحفي البحريني الموهوب عبد الله عتيق بونفل(للموضوع بقية مادام بالعمر بقية) ولله ولي التوفيق!!!!!!!!!!!!!!!!!!