المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التهمة .. امرأة



شهد الجراح
04/08/2009, 10:54 PM
في متابعتي الأخيرة لقضايا المرأة عموما وفي ديننا الاسلامي الحنيف بشكل خاص , وجدت ان الاسلام كرم المرأة وصان حقوقها ومكانتها وكرامتها بشكل كبير جدا ,على عكس المجتمع ماقبل الاسلام الذي ظلمها وبخس حقوقها بحجج كثيرة ومنها عادات وتقاليد متبعة و متوارثة دون وعي لايميزها شيء سوى انها عورة, وللأسف فمازال الكثير ينظر للمرأة بقصر نظر ويحدد لها مهمات خاصة يحددها بقناعاته,,مثل كونها مخلوق يجب ان يحمل من جمال الشكل لإشباع الغرائز وولادة الاطفال وتتولى مهمة التنظيف والطبخ فقط وهنا تنتهي مهمتها , فليس من حقها التعبير عن حقها بالمساواة الفكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية ,وهذا ما يدفع بالتالي الى تفشي ظاهرة العنف ضد النساء فلا يكاد يمر يوم دون ان تتوارد الى مسامعنا قضية اغتصاب او ضرب او تجريد حقوق ..ألخ ,وهذا سيستمر مادام ان الكثير في مجتمعاتنا العربية مازالوا يحملون هذه الرؤى ,ومازالت حرية المرأة في وقتنا الحاضر هي حرية منقوصة والبعض ينظر لها بعين الشك ويظن انها انحلال اخلاقي لا يليق بمجتمعات عشائرية الطابع ومحافظة , فعدد لا يحصى من الممنوعات والمحظورات تكبل المرأة بقيود وتحرمها من طموحها ورغبتها بالثقافة والنهضة والتنمية والرقي والمشاركة الحقيقية المفيدة والفعالة في المجتمع وبما ينسجم تماما مع الحقوق التي شرفها بها الاسلام وبما يحفظ لها طهارتها ووقارها وانسانيتها وانوثتها الغالية ,ولهذا من يتابع حال المرأة اليوم يجد ان النظرة لها تحمل رؤيتين متناقضتين اولهما هو رغبة الأخر بالتمييز وفرض قوانين صارمة عليها كونها امرأة فقط مثل أرغامها على ترك الدراسة والزواج المبكر او اجبارها على الزواج من غير معرفة رأيها كما هو متبع في عدد من البلدان العربية وووو الخ والتناقض الاخر هو الدعوة المجانية اليوم للأنفتاح الخبيث الذي لا يتناسب مع القيم الاصيلة التي تربينا عليها ونحترمها بشدة والأمرين هما خاطئين بكل تأكيد رغم تناقضهما.

المرأة اليوم يجب ان تفرض احترامها و بالمقابل تكون محصنة بالوعي اللازم لمواجهة كل من يحاول الإساءة لها ولإنسانيتها وتكون مثال للطهارة والشرف والخلق السليم والثقافة الراقية الملتزمة التي لا تختلف مع ما شرعه الدين الحنيف,وان تثبت لكل من حولها انها صعبة المنال وعصية على الطامعين بل وكائن أنساني لا غنى عنه في أي مجتمع .

وان تنال حقوقها إلا بثقتها بنفسها ومكانتها التي تحددها لنفسها وفق معطيات تناسب اسلامنا وقيمنا العربية , بهذا وحده تغرس بذرة الإبداع في مجتمعها من جهة والاحترام في نفس الوقت من جهة اخرى و عليها اختراع البدائل التي تسهل لها المضي قدما في دروب الحياة بنفسً مليئة بالطموح والثقة و دون ان تساعد بصمتها على هضم حقها او تحرم من اداء دورها بالحياة , وللتاريخ فيه عبرة فعلى سبيل المثال كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تعمل بالتجارة عندما اختارت نبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم زوجا لها وكان الرسول المعظم عليه الصلاة والسلام يحبها ويحترمها بالمقابل وكان يحب زوجته ام المؤمنين عائشة عليها السلام ويقول فيها خذوا ثلثي دينكم عن الحميراء وكذا الأمر مع السيدة فاطمة الزهراء والسيدة مريم العذراء التي اختارها الله لحمل سيدنا المسيح من بين نساء العالمين آجمعين وهذا يدل على مكانة المرأة في الدين و المجتمعات السابقة انذاك على عكس ما يحصل الان تماما من محاولات لحبسها وتقييدها و بشكل وحشي لا يقبله عرف ولا دين بحجة حمايتها والحجة بذلك انها امرأة ناقصة فمتى سنعطي كل ذي حق حقه وبما لا يتعارض مع ماحلله الله وحرمه البشر .. فهل الانوثة هي تهمة وحجة تكبلها ولماذا ؟.. ومن سيملك جرأة الرد بنظرة انسانية عميقة عالية المستوى ونحن في القرن الواحد والعشرين ..؟