المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل مشكلة المهور وحدها وراء العنوسة العربية؟ منقول عن جريدة القدس العربي



خولة عمورة
06/08/2009, 08:08 AM
قرأت لكم
هل مشكلة المهور وحدها وراء العنوسة العربية؟
06/08/2009
يعتبر فصل الصيف موسما عامرا بعقود القران وحفلات الأعراس، حيث يجتمع الأهل المغتربون، وتقل الأعمال والارتباطات، ويحلو الجو لإقامة الأفراح والليالي الملاح، وبرغم هذا الاقبال الموسمي على الزواج فإن نسبة العنوسة لم تقل وما زالت أرقامها مليونية في بعض الدول العربية التي تعاني ويلات الفقر والحروب وانتشار الرذيلة، ولقد أصبح الزواج مع ارتفاع تكاليف المعيشة والمغالاة في المهور ترفا لا يقدر عليه إلا ميسورو الحال، لأن الأمر يتعدى تكاليف ما قبل الزواج المقدور عليها فالأعظم والأشد مؤونة من ذلك هو القدرة على الاستمرار في توفير حياة محترمة لهذه الأسرة الناشئة حتى لا ينفرط عقدها في مواجهة مصاعب الحياة ولتحتمل البصل بعد نفاد العسل، في الوقت الذي نسمع فيه بأعراس تشبه ألف ليلة وليلة في بعض مجتمعاتنا تكون هدايا الحضور من الذهب أو النقود، وفضلة المآدب تكفي لإطعام بعض دول افريقيا الجائعة، والفقرات الاستعراضية تهذب بالألباب من أول الزفات المصرية الى الفلسطينية الى الخليجية واستخدام الطيور والخيول، وأعراس فوق الماء وتحته وفي الجو، تعود الذاكرة لزمن كانت ثقافة المهور قائمة على الاستثمار بمعدن الانسان والقيم العليا التي تعلي من شأن الزوج والزوجة على حد سواء.
في زمان يُتهم فيه الاسلام بالمتاجرة بالمرأة وبيعها وقبض الثمن مهرا تعود الذاكرة لزمن كان مهر ابنة الرجل الصالح، والذي يقال انه سيدنا شعيب، ثماني سنين من العمل الشاق قدمها سيدنا موسى عليه السلام كليم الله بين يدي زواجه بهذه المرأة العفيفة التي لم تزاحم رجال مدين على السقاية، هذه المرأة العفيفة التي عندما قابلت رجلا يستحق المتاجرة به لم تمتنع عن طلب ذلك تعريضا من أبيها بما يتناسب مع حياء البكر.
في زمن تُسلّع فيه النساء في سوق المهور، وتصبح المادة من مؤهلات القبول فيصبح غلاء المهر دلالة على غلاء القدر تعود الذاكرة الى زمن كان مهر عصمت الدين خاتون ابنة الأمير معين الدين أنر هو وحدة الشام ووأد الخلافات بين والدها وزوجها، وحدة كانت احدى خطوات تحرير بيت المقدس الذي أتمه زوجها الثاني صلاح الدين الأيوبي في زمن يصبح المال أصل من لا أصل ونسب من لا نسب له تعود الذاكرة الى زمن كان النسب فيه نسب التقوى الذي جعل سعيد بن المسيب يرفض مصاهرة عبد الملك بن مروان، ومهرا تحمله القوافل ما بين دمشق والمدينة، ويفضل على الوليد تلميذ تقي من تلاميذه قدم لابنته درهمين مهرا، وهي القصة التي خلدها الرافعي في كتابه وحي القلم بعنوان زواج بدرهمين، درهمان فقط كانا مهر ابنة فقيه المدينة التي شهد لها زوجها بوراثة علم وعقل وسماحة أبيها. في زمن ماتت فيه القيم وصار الغنى والإثراء غاية المنى مهما انحدرت الوسيلة تعود الذاكرة الى زمن كان المهر الذي قدمه أحد الصالحين الى زوجته ابنة التاجر الذي كان يعمل عنده رمانة أمانة، فقد كان يعمل ناظرا في مزرعة أبيها، فلما طلب منه أن يحضر له رمانا ليأكل منه فإذا هو حامض فاعترض عليه التاجر انه لا يعرف الرمان الحامض من الحلو، فأجابه الرجل الصالح انه عينه للحراسة ولم يأذن له بتذوقها، فأدرك الأب التاجر أن من يحفظ أمانة الرمان سيحفظ أمانة ابنته، فأنجب مهر الرمان الفقيه المحدث عبد الله بن المبارك. مهر الرمان وجد مثيلا له في مهر التفاحة، تفاحة أكلها تقي مر ببستان على جوع وتعب، ثم وخزته نفسه اللوامة فذهب ليخبر صاحب البستان ويطلب عفوه، فأبى صاحب البستان أن يعفو عنه الا إذا تزوج ابنته العمياء الصماء البكماء، ورضي الرجل بالتضحية تكفيرا عن ذنبه، فلما تزوجها وجدها أجمل وأكمل النساء عمياء عن النظر الى ما حرم الله، صماء عن الاستماع الى ما يغضب الله، بكماء عن الحديث في المحرمات، مهر تفاحة التقوى هذا أخرج الى الدنيا الامام أبا حنيفة النعمان فكانت ذرية بعضها من بعض، وكانت مقدمات الخير تستوجب نتائج القبول والبركة من الله. في زمن تتباعد فيه العائلات ويسلب الزوج المرأة من أهلها، وتسلبه هي من أهله تعود الذاكرة الى زمن كان المهر وحسن المصاهرة يعم فضله العائلة كلها فنجد أن مهر أمنا جويرية بنت الحارث رضي الله عنها كان فداء أهلها من الاسرى في غزوة بني المصطلق، فكان زواجها يمنا وفضلا على أهلها جميعا وصفحة بيضاء في تاريخ الرسالة النبوية والحياة الزوجية. ولأن الخير باق في أمة محمد الى يوم الدين تأبى أمثلة التاريخ الا أن تجد لها صدى في نفوس مترفعة وقامات دونها الجبال في ديما عايدية التي كان مهرها تضحية الصحفي الغزاوي مؤمن الذي فقد رجليه بقنبلة انفجرت فيه أثناء تغطيته للحرب على غزة. رجلاه المبتورتان وقلبه الصامد المستبشر كانوا جواز المرور الى قلب ديما حفيدة فاطمة الزهراء التي تزوجت علي بن أبي طالب، فقير بني هاشم في حسابات المال والدنيا، وقبلت بمهر كان درعا غنمه سيدنا علي في بدر، لكن المهر الحقيقي والمكسب الوحيد كان سيدنا عليا نفسه، كانت مؤهلاته ومهره هو ما وصف به نفسه صدقا وشعرا:
محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي
و جعفر الذي يضحى ويمسي يطير مع الملائكة ابن أمي
فلما تزوج الزهراء زاد الفضل أفضالا فأكمل:
وبنت محمد سكني وعرسي مشوب لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها فمن منكم له سهم كسهمي
في قصة إيمان ووائل أيضا كان مهر إيمان صمود غزة وانتصارها، فوافق الأب الذي كان رافضا زواجهما قبل الحرب وذهابها لغزة وزفها بنفسه الى زوجها وائل عبر أنفاق غزة وقال لها مع وائل وأهل غزة لا خوف ولا حزن عليك.
قيل أن رجلا أراد أن يزوج ابنته، فاستشار صاحبا له فقال له: إن الفرس كانوا يزوجون على المال، والروم على الجمال، والعرب على الحسب، وسيدنا محمد كان يختار الدين فانظر لنفسك بمن تقتدي.
هناك الكثيرات من النساء ممن يرضين بمهر السيدة فاطمة ولكن أين الرجال مثل سيدنا علي ممن يستحقون بذل النفس والنفيس من أجلهم؟؟ أيها الرجال كونوا مثل علي تجدون مثل فاطمة فإن من يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب والطيبات للطيبين وكيفما تكونوا تكن نساؤكم.
د. ديمة طارق طهبوب

طلعت ابوبكر
06/08/2009, 03:55 PM
إن قوة المجتمع العربي تكمن في قوة تماسك اسرته الصغيرة والكبيرة , لذا فقد عمدت القوى الطامعة في المنطقة العربية بذل كل الجهود واستخدام كل الاساليب والامكانيات لتفكيك الاسر وتشتيت شملها.
ومن هذه الاساليب جعل تكاليف بناء المساكن عالية جدا لا يقوى عليها غالبية الشباب العربي وذلك من خلال الايعاز لذوي الامر بانتهاج سياسات اقتصادية واجتماعية على وجه الخصوص غير قادرة أو لاتسمح باستيعاب كفاءات ومؤهلات الشباب العربي بما يخدم وطنهم وامتهم.مما يضطر الشاب لتضييع كل فترة شبابه - وهي فترة العطاء والبناء - في تجميع تكاليف البناء إضافة الى تكاليف الزواج غير المنطقية , وخلال تلك الفترة تصيبه الاضطرابات النفسية والتقلبات المسلكية لعدم قدرته على ممارسة رغبته الجنسية بشكل طبيعي رغم انتشار الفتيات في كل مكان بكل اشكال الاغراء والاستفزاز للرجولة , إضافة الى وسائل الاعلام المختلفة التي تثير الغرائز والرغبات بشكل مشبوه , مما يجعل الشباب أدوات هدم وتخريب وتزرع في نفوسهم الحقد والكراهية للمجتمع وللفتيات بشكل خاص , حتى إذا تزوج الواحد منهم - في الغالب- انتقم من هؤلاء من خلال زوجته التي كلفته الكثير للحصول عليها ليشبع رغبته الجنسية , لا ليبني أسرة تساهم في بناء الوطن والاعمار في الارض.
ومن هنا أناشد كل الفتيات وأولياء أمورهم أن يرحموا الشباب أولا والرجال ثانيا من كل مظاهر الاغراء والعمل على تخفيف الاختلاط ما أمكن , حتى يستطيعوا توفير اللازم لتكوين اسرة في جو من الطمأنينة والسكينة وبذلك نفشل مخططات الاعدء ونحمي مجتمعنا ووطننا

وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى

فدى المصري
06/08/2009, 09:36 PM
اشكرك استاذتي عل هذا الطرح
عدى عن المهور الغالية ثمة اسباب اخرى تتفاعل في حدوث هذه الظاهرة واهمها البطالة وآخرها صعوبة الحصول على مسكن الزوجي
عدا عن امور اخرى تتفاعل في معايير الاختيار والوجاهة وعقدة الطبقية متناسين قول نبينا الاكرم خذوهم فقراء يغنيكم لله ،

إلا ان الفتة التي اشار بها الأخ طلعت عن الاختلاط وتأثيره على الشباب ، يمكن له وجهة نظره الخاصة ، غير أن بحكم خبرتي الشخصية لم اجد هذا الأمر كما وصفته كون الأختلاط الاجتماعي والمهني في اي مؤسسة اجتماعية او اقتصادية يتم وفق نظرة مساواة لصداقة او ترتبية مهنية وتبادل خبرات ليس إلا .

تحياتي

عماد الدين علي
06/08/2009, 11:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت والأستاذة الفاضلة خولة عمورة ، تحية طيبة وبعد ..

ليس الأمر بسبب غلاء المهور فقط أختي الكريمة ، إنما البطالة المنتشرة في كل أرجاء وطننا العربي ، هذه الآفة التي تنخر في جسد مجتمعنا العربي خاصة هي السبب الرئيسي لعنوسة الجنسين وليس للمرأة فقط ..
وقد يحصل الشاب بعد معاناة وصبر شديدين على فرصة عمل ، وفي الغالب في غير تخصصه الذي أنفق ردحاً من حياته في دراسته ، فلن يكفيه ما يحصل عليه كل شهر لشراء بيت لائق ، فإن وجد فلن يكفيه لعيش حياة كريمة !
هذا في نظري هو السبب الرئيسي ، أما السبب الثاني فهو التكاليف الباهظة للزواج ، فالشاب ملزم بدفع جميع تكاليف الزواج ، بدءاً من المهر الذي قد يصل إلى آلاف الجنيهات أو الدولارات ، ومروراً بشراء بيت الزوجية الذي يحتاج إلى ثروة لامتلاكه وتأثيثه ، ثم مصاريف الوليمة التي تتطلب عملية أشبه ما تكون إفناء للخواريف والأبقار ، وانتهاءاً بثوب الفرح الذي يلبس مرة واحدة ، ثم يعلق مدى الحياة داخل خزنة الملابس ، والذي يكلف الآلاف !!
فأين الشاب الذي بالكاد يفي راتبه بمصاريفه اليومية من هذه التكاليف التي تتطلب ثروة طائلة ، قد تثقل كاهل من كان ميسور الحال !!
وبهذا نرى أن عادات الناس وتقاليدهم البالية هي أيضاً أحد المعوقات في سبيل تيسير الزواج ، كما أن متطلبات الحياة العصرية والحداثة لها دخل أيضاً ، فأذكر أني كنت أتحدث مع والدي ذات يوم في مثل هذا الموضوع ، فقال لي : يابني الحياة على أيامنا كانت بسيطة جداً عما هي عليه الآن .. فلم يكن الشاب في وقتنا يحتاج لشراء بيت ليتزوج فيه ، فقد كنا نسكن نحن الأشقاء المتزوجون تحت سقف بيت واحد مع والدينا ، وكذلك الأمر مع جميع أهل بلدتنا ، فكل رجل يسكن حجرة من حجرات البيت هو وزوجه وأولاده ، فإذا تسنى له مع مرور الزمن شراء بيت مستقل ، انتقل إليه ، ثم يفعل مع أبناءه كما فعل معه أبوه ، أما أنتم الآن ، فلا ترضون بهذا ، فإن رضيتم فلن يرضى أهل العروس ، كما أنكم تجتهدون في تأثيث بيوتكم ، وتدفعون لقاء ذلك تكاليف باهظة ، فلا يكون البيت بيتاً حتى يحوي عدة غرف ، وبه تلفزيون ودش وثلاجة وفرن وجهاز تكييف ، كما أن البلاد كبرت ، وأصبحت مترامية الأطراف ، وتباعد الناس في مساكنهم ، فأصبحت السيارة من ضروريات الحياة ، بل قلما تجد بيتاً خالياً من جهاز كمبيوتر .. ماذا أحصي لك يابني .. ربما أنت أدري مني بهذه التفاصيل ..

كما أن من أسباب عنوسة النساء في نظري ، تخلي مجتمعاتنا عن الزواج من ثانية وثالثة ورابعة ، فنسبة النساء تزيد عن نسبة الرجال في أغلب بلداننا العربية ، ففي ليبيا مثلاً نسبة النساء إلى الرجال تصل إلى 60% وكذلك في بعض الدول كالكويت ، والخليج بصفة عامة ، وأذكر أني قرأت مقالة في مجلة العربي الكويتية لاحدى المواطنات الكويتيات ، تنادي تناشد الرجال بأن يعددوا ، وقالت أنها لا مانع لديها من أن تكون زوجة ثانية أو حتى رابعة ، مادام هذا الزوج لا يظلمها حقها ويراعي وجه الله في معاملتها ..
كما أن أحد الأسباب يرجع إلى عزوف المقتدرين من الشباب ، وبالذات في دول الخليج عن الزواج من ( بنت البلد ) والزواج من أجنبية ، وهذا الأمر كان موجوداً منذ القدم ،ولكنه زاد واستفحل في زماننا هذا إلى درجة كبيرة ، فجل من يدرس بالخارج ، وتطول فترة بقاءه بعيداً عن موطنه ، تزداد الرغبة لديه بالزواج من أجنبية ، وقد تتعدد الأسباب لدى كل منهم ، ولكن النتيجة واحدة ، وهي على حساب ابنة بلده ..

والله أعلم بالصواب

الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
06/08/2009, 11:44 PM
ألعـنوسـة ثـانيـة !

كتبت حول العنوسـة وها أنني اعيد ما كتبته لعلني أسـاهم بالحل

حفزني المقال الموســوم بـ (الســعوديات تحت القصــف واطلاق النار), بـقـلم الأســتاذ عـامـر الـعـظـم المنشــور في موقع ( واتا ) الغراء,بتاريخ 18-7-09,
ورحت اتكهن بعدد العوانس في المجتمع الســعودي و الوطن الـعـربي , وما سـبب التفاوت في العـدد بين اي قـطرعربي وآخر؟.. وما العوامل التي ادت لزيادة نـسبها في اي مجتمع عربي ؟, وما العلاج لهذه الظاهرة؟.... والله من وراء الـقـصـد.
بداية لابـد أن نعـرف من هي العانـس؟.. وما المخاطرمن ازدياد العـنوســة ؟....
العانـس وفق وجهة نظري,.. يمكن تصـنيفها الى ثلاثة اصـناف هي:
اولاً: المرأة غيرالمتزوجة والتي تتربص لنصـيبها او قل الوقت الذي يطرق فيه بن الحلال بابها لخطبتها ومن ثـم دخولها واياه في عــش الزوجية,.. والمرأة هنا تعيـش بكنف عائلتها وملتزمة بالوازع الديني والأعراف الأجتماعية, ولن تحيد عن الطريق امام المغريات لحرفها عن الطريق المسـتقيم, مهما طال الزمن لأنتظار العريــس!
ثانياً: المرأة الصـبية التي زفت الى من لا ترغبه بعلاً لها , ولسـبب اوآخر خنعت لأرادة اهلها ورضـت بنصيـبها, ولكن وبعد مرورالزمن تجد نفسـها عانـس لعدم مقدرة الزوج على تطبيق ما حللًه الله بسـبب مرض ألـم به اولأنحرافه جنسـياً او لكونه وضـيع سـلك طريق الدعارة مع بنات الهوى وترك زوجته في وضـع مؤلـم, او قـل هو اشــد الماً من آلام العانس من النوع الأول, وهذا الألـم هو الذي عناه (عالم الجنـس فرويد), حيث قال:
ليـس هناك من ألـم يضـاهي ألم العانــس !
ثالثاً : المرأة غير الملتزمة بأي وازع ديني او اجتماعي, ولم تطق صـبراً بأنتظار الموعـد لقدوم فارس الأحلام , وتردد شـعر الهادي ادهم:
يارجائي انا كم عذبني طول الرجاء انا لولا انت لم احفل بمن راح وجاء
ثم تنجرف بتيارالرذيلة تحت اسـماء متعددة,.. وتتلاقفها الذآب البشــرية, وتغطـس
في الحياة البراقة غيرآبهة بأهميتها كأم ولا بالمسـتقبل القاسـي المتربص بها وهي تردد:
قـد يكون الـغـيب حـلواً أنـما الحـا ضـر أحـلى
و ما ان تـفـقـد بريق جمالها او مواهبها الفنية, حتى يزدريها المجتمع وترمى
رمـية الكلاب, وبهذا سـتـفـقـد هذه الأنثى من هذا الصـنف دينها و دنياها!

انني على ثقة تامة بأســتحالة القضـاء على هذه ظاهـرة العنوسـة , والرئيـس العظم لا يهد ف لمعرفة العدد البته, فقد رمى ســنارته لتحـفيز التنابل (امثالي), بين الحين والحين, وهو وحده القادر بالتكهـن بالخبر اليقين, كما قال الشــاعر:
تســائل عن حصــين كل ركب وعـند جهينة الخبر اليقين
تحتوي جعبتي على العديد من الحقاق الكاشــفة لظاهرة العـنوســة في المجتمعات العربية,.. اضـافة لأطلاعي عن كثب لأســبابها , منذ منتصـف القرن الماضـي والى
يومنا هذا , بحكم زيارتي واقامتي في العـد يـد من الأقطار الأوربية والعربية.
سـأسـرد وجهة نظري لبعض الجوانب المتعلق بهذا الموضــوع الشــائك,.. آملاً من القارئ تقبلها قبولاً حســناً,.. اي بحســن نية, وليـس ( بتوثية عراقية!),..لأني لســت ً
راغباً في نشــرغســيل اي مجتمع عربي , فكلنا في الهم ســوا, كما في المثل المصري:
ما فيــش حـد أحـســـن من حـد!
لو تمعنا في بعض كتب التاريخ القديم ,..لوجدنا الزنا واللواط من اهم العوامل المؤثرة في العنوســة في اي مجتمع في العالم !
فقد تبين ان انتشــارالزنا واللواط كانا وراء أفول الدولة الكســروية, كما ان الفرقة
المزدكية التي اسـسـها الزنديق مزدك بن بهمن بن جاكلين, في عهـد الملك قباذ بن فيروزالسـاسـاني, ابيحت فيها تناول اللذات وبلوغ الشـهوات واكل كل شـيئ ومواقعة ما يشـتهي من النسـاء الا ما كان مضـراً بالصـحة اومسـبباً للنزاع!
كما احًـل الزنديق مزدك نكاح المحارم واطلق ايدي الناس في العهروالفجور بكل
انواعه, .. معتقداً ان مايحمل البشـرعلى العداوة والقتال والتفاخرهوالحـسـد على الأموال والنسـاء والطيبات, ولذا بنى دسـتوره على الأباحية المطلقة, والغى الملكية الفردية وأحلً النسـاء وجعل الناس شــركاءً بـهنً كأ شـتراكهم في الماء والهواء!
واضـافة الى ذلك فأن للزنديق مذهب غريب في الضـيافة والكرم, يتمثل بعدم ردع الضـيف عن تلبية اي حاجة يرغبها,... حتى لو طلب زوجة المضـيف اواحدى كريماته
لمعاشـرتهن معاشـرة الأزواج !
الا ان الزمن كان لهذا الزنديق ولكل فاسـق مثله بالمرصـاد,.. فقد كان في وقت ما
في زيارة الملك قباذ بن فيروز, وبعد ان احســن ضـيافته, سـأل كالمعتاد عما يرغبه ؟ فطلب الخلوة مع زوجة الملك قباذ ومعاشـرتها على سـريره !
اســتجاب الملك قباذ لرغبة الضـيف وفق الدستور, وامر زوجته ان تتزين وتدخل مع
مع الضـيف الى مخدعها,.. الا ان الملكة الأم امتنعت واشـمأزت من ذلك الزنديق, وقام ابنها الغلام ,( انوشــروان) بالتوســل بالضـيف مـزدك, ووصـل الأمرالى تقبيل اقدامه!
طالباً منه تأجيل الأمرالى فرصـة اخرى ,...فوافق مزدك وخـرج تتبعه لعـنة الســماء,
ولسـان حاله يرد د :
على قـدر اهل العزم تاتي العـزائـمٌ وتأتي على قـدر الكرام المكارم ٌ

مات الملك الأب وخلفه ابنه انوشــروان ,.. واول مهمة قام بها هي اصـداره الحكم بأعدام الزنديق مزدك الذي أضـلً الناس واباح لهم الفسـق والفجورووطء المحارم!
طلب الزنديق مزدك العفومن الملك انوشـروان (الذي اراد في يوم ما ان يزني بأمه ) مقابل التخلى عن كل ممتلكاته ويرحل!
الا ان الملك انوشـروان قال له:
انني لن أنســى اصــرارك على معاشـرة أمي على فراش أبي,.. واني ما زلت أشـــم رائحة صنان اقدامك العفنه لما قبلتها لكي تؤجل طلبك البغيض, وها هو اليوم الموعود,.. ثم صـلبه وتتبع كل من يؤمن بتعاليم ذلك الزنديق!.. وحرم الملك الشـاب كل اصـناف الزنا ونكاح المحارم واعـد م كل من أفـتي بمثل تلك الفتاوى!
لا بـدً من التطرق الى اهم الأسـباب التي تؤدي لزيادة العنوســة في مجتمعاتنا العربية في عصـرنا الراهن,.. واولى تلك الأسـباب, انتشـار الأجهزة الحديثة للأتصـالات, مثل الكمبيوتروالتلفون النقال, .. حيث انتشـرت في كافة المدن العربية الكبرى وصارت في متناول عامة الناس بدون اسـتثناء,.. حتى الأطفال!
كسـًـرت هذه الأجهزة الحواجز التي كانت تفرض على الفتيات لمنعهن من تباد ل مشـاعرهن العاطفية مع بعضًـهن او مع الشـباب, والتي كانت من المحرمات, او قل خطوطاً حمراء,.. تفرضـها الرقابة العائلية, ..فمن أمـن الـعقوبة أسـاء الأدب .
ومن البديهي عـدم ألتزام الأنسـان يكبح غرائزه ان هـو فقـد الواعـزالديني اوالعقاب, وقـد زاد الفجوربتـفـشي مراكزالمتعة المحرمة وتجارة المسـكرات والمخدرات,فعزف الشـباب عن الزواج , وغطست الشـرائح الضالة في مسـنقع الرذيلة, وادى هذاالوضع المـزري الى تفاقـم ظاهرة العنوسـة !
وهكذا صـرنا نعيـش في مرحلة أنهيارالقـيم الأجتماعية الموروثة,.. وصاركل من يلتزم بها اضحوكة لشـريحة معينة اعمت الرذيلة بصرها وبصـيرتها,..والأمة تجتتـر
آلامها المتعددة, وادرنا وجوهنا عن المـقـتـرفـيـن لمثل تلك الممارسـات الشـاذة!
اوضـح علماء الأجتماع تأثيرالأباحة الجنسـية على ارتفاع عدد العوانـس في كل ارجاء المعمورة,.. فقد تسـاهل المجتمع وغض الطرف عن ممارسـات مشـكوك فيها تحدث بين الجنسـين قبل الزواج الشـرعي في الخفاء اوالعـلن..تحت مسـميات لا حصـر لها,...ولا
اريد الخوض في هذه الظواهر, واترك ذلك لعلماء الدين والأفـتاء!
لا بد من ذكر أثـرالوضـع الأقتصـادي المتفاوت بين طبقات المجتمع الواحد في اي بلـد عربي, والذي أتاح الفرص للأغنياء والمتنفذين للسـفربحكم العمل او السـياحة او العلاج, فوقع العديد من ضـعـفاء النفوس في مسـتنقع الرذيلة واسـتهوتهم مراكزالدعارة وكافة النوادي الموسـومة بمسـميات لاحـصـر لها!
كما ان العـوانـس غير الملتزمات بأي وازع ديني اوعائلي, دخلنً هذه البوابة تحت ذريعة " أكل العيـش عاوزكـده", وانغمسـن في اقدم مهنة عرفها التاريخ!
لا بـد من الأشـارة الى عـدم الأسـتقرارالسـياستي في معظم البلدان العربية, مما ادى الى الهجرة, و تفشــي الدعارة المقنعة عند شـريحة معينةً, فازدادت نسـبة العنوسـة مع مرور الزمن, وقد اعطت عقاقيرمنع الحمل وعملية اعادة العفة,الأمان من الفضيحة !
اما ما يـسمى بالحداثة, فقد تمخض عنها مصطلحات لا حصـر لها, منها الصـداقة والخطيب , لتكون سـتاراً لمزاولة المحرمات, وخاصـة عندما تطوق العانـس بالذآب البشـرية, حتى لو وضـعـت تحت البند السـابع !
من الصـعب تدوين كل مسـببات العنوسـة او زيادة نسـبها في اقطارنا العربية, بالرغم من تشـابه العوامل , وان وجد تفاوت في النسـب , فأنه لا يعني زوال ناقوس الخطر, فقد قيل ان قطرة السـم تفسـد برميلاً من العسـل , وليس من احد ان يدعي القضـاء على هذه الظاهرة بعصـا موسـى !
فمن أسـباب ازدياد العنوسـة توفـر فرص العمل لدى شـريحة كبيرة من النسـاء, و سـهـل على بعضـهن تحين الفرص لأشـباع نزواتهن المتفجرة, ولم يوفـقـن في الزواج,.. وقـد يقع المحضـور, الذي يحول دون الزواج, و تتطورالأمورمن سـيئ الى أسـوأ .
أما البلدان العربية التي خاضـت الحروب او مقاومة المحتل اوالتي عاشـت بكنف الأسـتعمار المباشــر لفترة طويلة, فقد انخفضـت فيها فرص الزواج التي تؤدي بدورها للزيادة في نســبة العنوسـة!
ان الأتصـالات الحديثة كـسرت الحواجزبين الجنسـين واختفى الواعز العائلي , واختفت اهمية ولي الأمربمنع الخروج من البيت البته,..فها هي الفتاة تسـرد عواطفها المتأججة بالصـورة والصـوت,مما سـاهم بشـكل غيرمباشـربزيادة العنوسـة بين النسـاء ممن لم يلتزمن بأي واعز يردع عواطفهن!
هكذا تزاول مثل هذه الشـريحة المتعة الموقتة لحين وصـول الأمر الى الأبواب الموصـدة فيقع المحذور ويصـعب العلاج وتضـيف هذه الحالة رقماً الى عدد العوانـس!
انني اعترف بصـعوبة الخوض في هذه الظاهرة البالغة الحسـاسـية,.. ولكن ما العمل مع الأسـتاذ عامـر العظم ,.. فقد طرح هذا الموضـوع ليحـفـز" التنابلة" امثالي !
علينا ان نتعمق في ابحاثنا الأجتماعية لتخفيف ما يعتري حياتنا من ويلات وان لا نصـب نار غضـبنا على بعضـنا ونلطخ العار بغيرنا, فالحمل الثقيل لا يرفعه الا اهله, وكما قال الشـاعر :
ومهما تكن عند امـرئ من خليقة وان خالها تخفى على الناس تعلم