المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خريطة الجراح...



سعيد نويضي
11/08/2009, 04:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...


خريطة الجراح...

دخل الصباح كاظما غيظه
يهدهد بقايا حلم
على خريطة الجراح
أدمت خضرتها أنياب
أشباه جثث آدمية

يحمله الشهيد بين شفتيه
ابتسامة النعيم
بين أصابعه آخر أشلاء دبابة
يكسو جسمه الطاهر ألوان العزة و الحرية
ثوب الشهادة الغالية...

على رأسه
حطت مصابيح النور
تدلت منها فوانيس الأصول
يسلمها في شموخ العزة
لأطفال العزة
صبية غزة
أعمدة التاريخ
التي تتآكل أحلامها
تحت أنظار العالم...

شوارع و بنايات و بقايا آمل
تقرض الصمت المعتق بحكمة الصبر
خرائب
و أشباه مدن
و ضواحي جريحة
تقيم الولائم لحجارة الكرامة
تحشو الأيادي بمسك الحروف
تملأ القلوب بصواعق الخشوع
و يلتقي الحرف و الحرب على موائد التاريخ
ليشهد الله
ظلم الأعداء على الصبية و الشيوخ و النساء

تتناول الأيام فطورها بالكثير من صبر الجبال
و يأتي الليل الحزين حاملا مصابيح غد لم يولد بعد
و يسكن الفجر عيون الحلم
يحتضن رموش البقاء
في انتظار صبح جميل...



سعيد نويضي...11/08/2009

سلطان بن سماح المجلاد
18/08/2009, 01:01 AM
خارطة الجرح اراها مضللة ولن نهتدي بها لكثرة جراحنا النازفة

سعيد نويضي
19/08/2009, 07:14 PM
خارطة الجرح اراها مضللة ولن نهتدي بها لكثرة جراحنا النازفة


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأستاذ الفاضل سلطان بن سماح المجلاد...

بداية كل رمضان و نحن إلى الهداية أقرب و إلى طريق الأستقامة الدعوة أنسب...جعل هذا الشهر المبارك شهر خير و بركة و رحمة و مغفرة و فوز بالجنة و نجاة من النار...

شهر نجدد فيه الإيمان و يكثر فيه الإحسان و يعلو فيه المؤمنين الدرجات العليا بتلاوة القرآن حفظا و تدبرا و ترتيلا...

بخصوص خريطة الجراح كونها خريطة مضللة و ليست هادية لأنها خريطة تنزف بالجراح...ف"خريطة الجراح" كصورة متكاملة الأجزاء تعبر عن واقع حمل من الندوب العديد من الآلام...و بالتالي فهي شكل لا يهدي بل يبعث عن التفاؤل للوصول إلى طريق الهداية...

فالخريطة ليست برنامج عمل بل هي رقعة من جسد جريح...

شكرا لكلماتك و لقراءتك و كل عام و الأمة الإسلامية إلى الله أقرب...

خليل حلاوجي
22/08/2011, 07:51 AM
السلام عليكم


ويلتقي الحرف والحرب على موائد التاريخ
وهنا العلة وهنا الشفاء
وبحسب السعودي ابراهيم البليهي فاننا نعاني مضلتين الاستبداد السياس والانغلاق الثقافي مما شكلا خللا مركبا

وفي تقديري
ان التاريخ صنع المبادر يكشف عجز الكسول عن المؤدى الحضارى وبالتالي على الحرف ان ياخذ دوره ليقينا الحرب والا كانت حكايتنا هابيل وقابيل المتكررة على مدار التاريخ
حتى قيل ان الحروب تبدا في الرؤؤس قبل الفؤؤس

ب

بالغ تقديري لنص ثوري باهر

سميرة رعبوب
22/08/2011, 08:43 AM
خارطة الجراح

تحكي عزة المظلوم ، وانحطاط الظلم
وهي خارطة ليست مستحدثة إنما منذ الأزل محفورة
في صخرة الذكرى التي لا تنسى
تسقى ملامحها من دماء الشهداء القانية
لتغرق العدوان يوما بزمجرة ثائرة .

وبمناسبة بشائر تحرر ليبيا الحبيبة من براثن العدوان ، نقول ماقاله جل وعلا : " فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد الله رب العالمين "

أشكرك أستاذنا الفيلسوف الأديب / سعيد نويضي
على التدفق الشاعري الثائر الرائع
دمت موفقا والله يرعاك ...

سعيد نويضي
22/08/2011, 02:41 PM
السلام عليكم


ويلتقي الحرف والحرب على موائد التاريخ
وهنا العلة وهنا الشفاء
وبحسب السعودي ابراهيم البليهي فاننا نعاني مضلتين الاستبداد السياس والانغلاق الثقافي مما شكلا خللا مركبا

وفي تقديري
ان التاريخ صنع المبادر يكشف عجز الكسول عن المؤدى الحضارى وبالتالي على الحرف ان ياخذ دوره ليقينا الحرب والا كانت حكايتنا هابيل وقابيل المتكررة على مدار التاريخ
حتى قيل ان الحروب تبدا في الرؤؤس قبل الفؤؤس

ب

بالغ تقديري لنص ثوري باهر


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الفاضل خليل حلاوجي...

بين الحرف و الحر ب علاقة جدلية كما هو شأن كل العلاقات...فالحرف مؤسس بناء النظرية و الحرب تطبيق لتلك النظرية...و لولا الرؤوس يعني الأفكار لما كانت الفؤوس يعني آلات الحرب...
و لكن هي أين هي العلة و أين هو الشفاء إن لم يكن في الإنسان و في حسن تصرفه...؟

العلة في الإنسان...؟ و الشفاء من خارج الإنسان...؟ كيف ذلك...؟

العلة كون الإنسان ولد على الفطرة...و الفطرة جامعة شاملة لكل القيم الفاضلة لكن المجتمع و ما يكتسبه الإنسان ينمي فيه بعض الخصائص في الاتجاه السلبي أو الاتجاه الإيجابي...فالعلة فيه تكمن في العدوانية التي نزل بها من جنة الخلد...فإن سلك طريق قابيل كان من فصيلة المعتدين المجرمين و إن سلك طريق هابيل من فصيلة المتقين المؤمنين...لأن الفرق بينهما عند الله كما هو الفرق بين كل البشر هو التقوى...فمن استطاع أن يجعل من العدوانية التي يحملها بين جنباته الآتية من نفسه الأمارة بالسوء و من عدو الإنسانية استطاع أن يجعلها طريقا لنصرة الحق و إلاء كلمة العلم الأولى لا إله إلا الله...و من حاد عن طريق الصواب و غلبت عليه نفسه الأمارة بالسوء و زين له الشيطان سوء عمله فقد تفنن في آليات ظلمه و زاد جهله أكثر من علمه...

فالشفاء فيمن اتبع هدى الله...{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)} سورة البقرة.

و في ىية أخرى...{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)} سورة طه.

فمن اتبع هدى الله فلا يضل في الدنيا و لا يشقى في الآخرة...فالإشكالية في الدنيا ليست في السعادة أو في الشقاء لأن الكل فيها نسبي...لكن في الهداية أو في الضلالة...لأن الهداية تؤدي إلى السعادة الأبدية و الضلالة تؤدي إلى الشقاء الأبدي...

طبعا هي الهداية من الله للذي بحث عنها و طلبها بصدق و أراد أن يكون من الذين أنعم عليهم من غير أن يكون من المغضوب عليهم و لا من الضالين...و هنا أكبر الإشكاليات في الوقت الحالي و عالمنا المعاصر...فالآخر لا يقبل بالمنطق الذي تتحدث يه لأنه في اعتقاده تشكل خطرا على مصالحه الدنيوية الآنية...في حين أن منطق الإسلام الذي تدعوه إليه يحافظ له على المصالح الحقيقة الثابتة التي لا تنتهي و تنقضي بانتهاء العمر و تفنى بفاء الذات بل تستمر حتى بعد الانتقال إلى العالم الآخر عالم الغيب...فالإسلام هو الرحمة التي أنزلها الله جل و علا على البشرية مند آدم عليه السلام حتى آخر الأنبياء و المرسلين النبي الأمي صلى الله عليه و سلم...فاختلاف الشرائع التي حملتها راية الإسلام تبعا للحقب التاريخية التي مرت بها الحضارة الإسلامية كان يناسب كل حقبة على حدة...

فكيف يلائم الحقبة الحالية حقبة العلم المرنبط بالتجربة في حين أن الدين مرتبط بالمادة من جهة القابلة للترجبة و بالروح الغير قابلة للنرجبة من جهة أخرى... و تلك هي المعادلة لتي تحقق التوازن إلى حد ما بين عالم الشهادة و عالم الغيب...

و بخصوص مقولة الكاتب السعودي ابراهيم البليهي... فاننا نعاني مضلتين الاستبداد السياس والانغلاق الثقافي...فكل استبداد يؤدي إلى مجموعة نتائج لا تزيد الطين إلا بلة...و كل ثقافة لا تتموقع بين الدين كحقيقة علمية و كظاهرة إنسانية جذورها في السماء و فروعها في الأرض من جهة... و العلم بكل ثقله كحقيقة واقعية جذورها في الأرض و فروعها في السماء... تظل حبيسة مفاهيم لا تزيد الإنسان إلا جهلا بحقيقة الإنسان و الحياة و الكون...

و من هنا يبدو السؤال الأكثر إلحاحا هل السياسة تؤطر الثقافة أم أن الثقافة هي التي تصنع السياسة...و ما علاقتهما بالدين كدائرة كبرى تضم ضمن نطاقها كل نشاطات الإنسان...؟

فلو أدرك الإنسان حقيقة الجدلية بين الدوائر التي يعيش ضمنها الإنسان لما اتجه تفكيره و عقله في صنع ما يفتك بالآخر و لحاول جهد إمكانه أن يضع الكلمة الحق هي الفيصل في المنازعات...و لأدرك حقيقة كبرى كون الأرض تتسع للكل و فيها من الخيرات ما يكفي الكل...

فهل يتعظ الإنسان مما ورد في كتاب الله الكريم من حقائق علمية و من حقائق تاريخية و مما يعيشه الإنسان حاليا من سنن تؤكد أن الله هو الحق و أن دونه الباطل...و أن الباطل زاهق و زائل كما هي الحقائق غير العلمية التي أتبت صحتها العلم الذي يدعونه...و الذي قيل في أولى ثوراته أن سيحقق للإنسان كل السعادة...؟ فهل حققها...؟ أم حقق حربين عالمتين ذهبت ضحيتها الملايين من البشر...ثم عكف على الحروب الأهلية و خلق بؤر التوتر حتى تلبي النفس الأمارة بالسوء مطامعها مستندة على إبليس الذي يزين كل شيء باي شيء...؟

فالعلم بدون دين كالوحش بدون قيود و لا ضوابط لا يبقي و لا يضر...و هذا شطر الظلم...و الدين بدون علم كالوحش الأعمى يخبط خبط عشواء يعتقد كل ما يراه ماء زلالا فإذا ما اقترب منه وجده سرابا...و هذا شطر الجهل...

وهذا وجه من وجوه حقيقة الآية الكريم:{...إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)} سورة الأحزاب.

فـــ"اقرأ" لم يأمر بها رب العالمين عبثا...

هذا و الله أعلم و أكمل فإن أصبت فمن الله و بفضله و إن أخطأت فمن جهلي و نفسي...

تحيتي و تقديري...

فاطمة عتباني
22/08/2011, 03:26 PM
الأستاذ سعيد نويضي

و يسكن الفجر عيون الحلم
يحتضن رموش البقاء
في انتظار صبح جميل...

وإنه والله لآت بإذن الله
فإن الفرج قريب
سلمت حروفك النابضة باليقين

سعيد نويضي
23/08/2011, 03:41 PM
خارطة الجراح

تحكي عزة المظلوم ، وانحطاط الظلم
وهي خارطة ليست مستحدثة إنما منذ الأزل محفورة
في صخرة الذكرى التي لا تنسى
تسقى ملامحها من دماء الشهداء القانية
لتغرق العدوان يوما بزمجرة ثائرة .

وبمناسبة بشائر تحرر ليبيا الحبيبة من براثن العدوان ، نقول ماقاله جل وعلا : " فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد الله رب العالمين "

أشكرك أستاذنا الفيلسوف الأديب / سعيد نويضي
على التدفق الشاعري الثائر الرائع
دمت موفقا والله يرعاك ...

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأستاذة الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

ما جرى به القلم على العباد هو ما سبق في علم الله جل و علا...
لكن الابتلاء بالخير في حالة النعيم أو بالشر في حالة القلق و عدم الراحة و الطمأنينة و الحروب و الاعتداء و الفتن بكل أشكالها...هو من أجل أن يعلم الصابرين من المنافقين المجاهدين من المتقاعسين...
فكلمة حق في وجه المعتدي هي جهاد و هي وسط بين قوة الإيمان القائمة على التغيير باليد و بين أضعفها و هي دعوة التغيير بالقلب...باستنكار ما يفعله المعتدي في حق المستضعفين...

سعدت كثيرا بقراءتك و هنيئا للمستضعفين بانتصار يقول فيه الحق جل و علا:{قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) }.سورة الأعراف.

فسبحان الله العظيم كيف تتجدد سنن الله في خلقه...أتمنى من الله عز و جل أن يكون الخلف أكثر حكمة و عدلا من السلف في حالات التغيير التي يعرفها ربيع العالم العربي...
أما السلف الصالح فهو سلف صالح بشهادة سيد الخلق و المرسلين صلى الله عليه و سلم و على آله الطاهرين الطيبين و في حق صحابته رضوان الله عليهم أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
25/08/2011, 09:14 AM
الأستاذ سعيد نويضي

و يسكن الفجر عيون الحلم
يحتضن رموش البقاء
في انتظار صبح جميل...

وإنه والله لآت بإذن الله
فإن الفرج قريب
سلمت حروفك النابضة باليقين



بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأستاذةالفاضلةالأديبة فاطمة محمد عمر عتباني...


أسعدتني قراءتك المتفائلة...و هذه حقيقة من المفروض أن تكون من طبيعة الكاتب(ة)...لأن حسن الظن بالله عز و جل هو الذي يبعث على الرجاء و يقوي الأمل في تحقيق ما هو خير و ما هو حق...و أن الغيوم مهما حجبت نور الشمس...فالفجر آت بالنصر إن شاء الله جل و علا...فالحقيقة لا زالت مشرقة من وراء الغيوم...

تحيتي و تقديري...