المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقود الرياضية ....تدمير لخزائن الأندية



نعمان عبد الغني
16/08/2009, 12:43 PM
العقود الرياضية ....تدمير لخزائن الأندية
بقلم الأستاذ : نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
طرأ تطور كبير في العقود الأخيرة على مفهوم الرياضة ومزاولة التمارين الرياضية والحاجة لمزاولة الرياضة من قِبل مختلف الأعمار لكلا الجنسين بحيث أصبحت حاجة مطلوبة بل وضرورية للفوائد المختلفة التي تعود على الصحة، وخاصة أن موضوع اللياقة البدنية أصبح أمراً مهماً للأشخاص السليمين وللذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة حيث تلعب التمارين الرياضية دوراً مهما في الوقاية .وهناك ينخرط تحت مسمى الرياضة اللياقة البدنية الصحيحة , وربما تقف حائرا وتسأل نفسك عن مفهومها ، وعلى الرغم من وجود مفاهيم عدة تختلف باختلاف الأشخاص حيث يعنى بها البعض "الخصر النحيف" ونجدها عند البعض الآخر "الوزن الملائم" وآخرين تعنى بالنسبة لهم "الشعور العام بالعافية والصحة" لكن الشيء الأهم للحصول على تعريف ملائم لهذه الكلمة هو النظر إلى مفهومها بشكل أعم و أشمل، فاللياقة ليست مجرد الحديث عن القوة أو الاحتمال أو نسبة الدهون ولكنها تجمع بين ذلك كله فمن الممكن أن تكون قويا وليس لديك قوة احتمال، أو لديك قوة احتمال وليس لديك مرونة
والإحصاءات تشير إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض العصر لدى الأفراد الذين ينخفض لديهم مستوى النشاط البدني ويكون مستوى اللياقة البدنية لديهم متدنياً.
ويمكن لنا إدراك ذلك عملياً بمقارنة مجموعتين الأولى تعيش حياة هدوء ويقل لديها النشاط الحركي ومجموعة ثانية يمارس أفرادها النشاط البدني من حيث ضغط الدم وتعداد ضربات القلب وكمية الأوكسجين القصوى المستهلكة وقوة العضلات والمقدرة على القيام بالجهد ومقارنة الوزن فنجد أن النقاط الإيجابية ستكون لصالح من يمارس النشاط البدني بصورة منتظمة.
ولذلك نجد في الدول المتقدمة أن مشاركة أعداداً كبيرة من الناس تنخرط في نشاطات رياضية مختلفة تتناسب مع أعمارهم، مع الاستمرار والانتظام في الأداء لاكتساب اللياقة، كما نلاحظ أن التشجيع على ممارسة الرياضة لم يعد يقتصر على الرياضيين بل امتد ليصبح موضع اهتمام من المهتمين بالصحة من الأطباء والعاملين في المجال الطبي والرياضي وأصبح موضوع اللياقة البدنية هاجساً للكثير وموضع اهتمام منهم.
عندما تتم المقارنة بين الأسعار لعقود اللاعبين والمدربين الأجانب، الذين تتعاقد معهم الأندية العربية والأندية الأخرى، فإن المتابع يلحظ الفارق الكبير، الذي ارهق خزاين الاندية العربية بمبالغ تصرف على لاعبين لا يعتبرون نجوما، انما اسماء لا تفرق عن اللاعب العربي بشئ اللهم الاسم الاجنبي، بينما في اندية عربية لا يكلف عقد اللاعب ومرتباته الشهرية الا مبالغ تناسب قدراته ونجوميته وتاريخه وسمعته في بلاده، وهذا يعني احد امرين، اما أن الاندية العربية لا تحسن البحث عن لاعبين يستحقون ما يصرف، وإما أن هناك من يغرر بها ويرفع من عقود اللاعبين من دون أن يجد من يعترض عليه، أو أن هناك امورا تدار من تحت الطاولة، ويرضى عنها بعض الاداريين من دون أن يعرف الكثير باسرارها!
لم يعد خافيا على أحد التطور الهائل في أهمية لعبة كرة القدم التي لم تعد هواية فقط بل أصبحت احترافا و صناعة واقتصادا إضافة إلى كونها رياضة.
وتبعا لذلك تطورت العقود بين اللاعبين والأندية من النواحي القانونية والاقتصادية وباتت تلعب دورا مهما ليس فقط على استقرار العلاقة التعاقدية بين أطرافها بل على تطور رياضة كرة القدم في جوانبها الفنية والاجتماعية .ومن هنا يأتي موضوع احترام وضمان تنفيذ العقود مهما جدا.
من الثوابت في أي علاقة تعاقدية من أية طبيعة كانت ومنها التعاقدات الرياضية التي أصبحت بمليارات الدولارات هو الوضوح في الالتزامات والحقوق بالنسبة لأطرافها إضافة إلى ضرورة سيادة مبدأ حسن النية في صياغتها وفي تنفيذها ومن البديهي كذلك أن يحصل كل طرف على نسخة من العقد ذاته الذي يجب أن يتوفر على كافة المتطلبات الشكلية التي يفرضها القانون من وضوح في شخصيات الأطراف وأسمائهم الكاملة وعناوينهم ومدة العقد والمبالغ المتعاقد عليها والجزاءات وتوقيع كل طرف أو توقيع وكيله أو ولي أمره حسب الحالة أو العمر .
وعادة ما تهدف الأنظمة واللوائح ذات الصلة بتعاقدات وانتقالات اللاعبين إلى ضمان احترام النادي واللاعب اللذان يدخلان في علاقة تعاقدية لالتزاماتهما في ضمان حسن تنفيذ العقد حتى انتهاء مدته بمعنى أن هذه العلاقة لا يمكن أن تنتهي إلا بانتهاء الفترة المحددة لها أو باتفاق الأطراف ويجب أن يتفادى الجميع إنهاء العقد من طرف واحد بدون سبب عادل وخاصة خلال "فترة الحماية".
إنهاء العقد لسبب عادل:
يحق لأي من الأطراف بإنهاء العقد المبرم بينها وبدون أية آثار سلبية من أية طبيعة (دفع تعويضات أو فرض عقوبات) في حالة "وجود سبب عادل" يبرر ذلك وعليه:
1ـ لا يمكن اعتبار مبدأ احترام العقود مطلقا حيث أن باستطاعة النادي أو اللاعب وضع حد لعلاقتهم التعاقدية إذا كان هناك سبب عادل بمعنى السبب القانوني
2ـ وتحديد معنى السبب العادل ووجوده من عدمه يرتبط بكل حالة على حدة .إذ إن أي تصرف أو سلوك ينتهك شروط عقد العمل الموقع بين الطرفين لا يكون دائما كافيا لوحده لتبرير إنهاء العقد لسبب عادل . ولكن هل يجب أن يستمر الانتهاك لفترة أطول من الوقت أو أن تكون هناك انتهاكات متعددة قد وقعت خلال فترة من الوقت وفي هذه الحالة يكون احتمال انتهاك العقد قد وصل إلى مستوى بحيث يكون معه للطرف المتضرر من الانتهاك الحق في إنهاء العقد بصورة منفردة ويمكن توضيح ذلك بالمثالين التاليين :
مثال رقم (1)
لاعب تعاقد مع نادي لكن الأخير لم يدفع للاعب مرتبه لمدة تتجاوز الثلاثة شهور وبالرغم من إخبار النادي بتقصيره في أداء التزاماته طبقا للعقد الموقع بين الطرفين إلا أن النادي لم يقم بتسديد ما عليه من مبالغ واجبة الدفع. في هذه الحالة يقوم اللاعب بإعلام النادي بأنه سيقوم بإنهاء علاقة العمل معه فورا. إن حقيقة كون اللاعب لم يستلم مرتبه خلال هذه المدة الطويلة من الوقت يعتبر سببا كافيا يؤهل اللاعب لإنهاء عقده سيما وإن عدم الالتزام بالشروط المالية للعقد يعرض للخطر وبشدة مركز ووجود اللاعب المتعاقد.
مثال رقم (2)
تعاقد نادي مع لاعب لكن الأخير لم يظهر تعاونا منذ لحظة وصوله إلى النادي فهو لا ينفذ تعليمات المدرب وكثيرا ما يجادل أقرانه في الفريق ويصل الأمر به إلى حد الشجار معهم . ذات مرة أخبره المدرب بعدم اختياره ضمن الفريق الذي سيلعب في مسابقة قادمة على أثر ذلك ترك اللاعب النادي ولم يحضر للتدريب في الأيام القادمة وبعد اسبوعين من عدم الحضور غير المبرر للتدريب قرر النادي إنهاء عقده.
إن موقف اللاعب غير المتعاون مع ناديه وأقرانه في الفريق يبرر قطعا العقوبات التي اتخذت بحقه طبقا للوائح النادي الداخلية.
لكن العقوبات يجب أن تتدرج بحيث تبدأ بالتنبيه والغرامات المالية وغبرها و لا يمكن للنادي ان ينهي عقده مع اللاعب إلا على أساس السبب العادل إذا ما استمر اللاعب على موقفه إضافة إلى غياب اللاعب بدون سبب مشروع وبدون موافقة صريحة من النادي.
1ـ في حال تحقق السبب العادل لدى الجهة المختصة بالنظر بالموضوع لا يعتبر الطرف الذي أنهى العقد لسبب مشروع مسؤولا عن دفع تعويضات أو التعرض لعقوبات رياضية.
2ـ من جانب أخر يتحمل الطرف الأخر في العقد الذي يعتبر مسؤولا عن السبب في إنهاء العقد التعويض عن أي ضرر بسبب إنهاء العقد وكذلك الامتثال للعقوبات الرياضية التي يمكن أن المترتبة على ذلك
والسؤال متى تبرم أنديتنا صفقاتها بمبالغ معقولة وتتواكب مع امكانات اللاعبين والمدربين المراد استقدامهم، بعيدا عن شجع السماسرة ؟