المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاور في المقام العراقي ، المرحلة الثانية 2009 المحور رقم 11



حسين اسماعيل الاعظمي
25/08/2009, 03:43 AM
المرحلة الثانية


المرحلة الثانية


المرحلة الثانية

المرحلة الثانية من
(محاور في المقام العراقي)



2009



محاور في المقام العراقي
دراسة بحثية متسلسلة لمحاور تخص شأن
غناء وموسقى المقام العراقي
يـكـتبها في حلقات

مطرب المقام العراقي
حسين اسماعـيل الاعـظمي


الاردن / عمـَّان
كانون الثاني January 2009
اليكم أعزتي القراء في الصفحات التالية
المرحلة الثانية من (محاور في المقام العراقي) التي تم نشر تسعة عشر محورا في المرحلة الاولى من العام الماضي 2008 ، وها نحن نستهل عامنا الجديد 2009 بالمحور رقم (1) والمحور رقم (2) والمحور رقم (3) والمحور رقم (4) والمحور رقم (5) والمحور رقم (6) والمحور رقم (7) والمحور رقم (8) والمحور رقم (9) والمحور رقم (10) تكملة لمحاور المرحلة الاولى واستهلالاً للمرحلة الثانية .. وهذا المحور رقم (11) مذكــِّراً ، في حال فقدان أية حلقة من حلقات المحاور في مرحلتها الاولى والثانية أن تكتبوا إليَّ لأرسلها إليكم
***
أو الذهاب الى موقع كوكل google والبحث عن (محاور في المقام العراقي) او (محاور في المقام المرحلة الثانية) حيث تجدون كل المحاور منشورة في المواقع والشبكات الالكترونية مع الشكر والتقدير لكل اخوتنا واصدقائنا في هذه المواقع والشبكات



المرحلة الثانية
من المحاور المقامية


المحور رقم

(11)


Hussain_alaadhamy@yahoo.com


00962795820112


المحور رقم
(11)
********
بعض المغنين المقاميين من اتباع
الطريقة القبانجية
*********

عبد القادر النَّجار
(1939 – 2000م)

- نشأتُه وميله للمقامات
- أول د خوله للإذاعة
- المُتحف البغدادي والإذاعة
- تعابيرُه المقامية
-
***********

نشأتُه وميله للمقامات
إنَّ الفنانَ القدير عبد القادر النجار ، عاش لقوت يومه ، فقيراً بسيطاً ، تعِباً طيلة حياته ، فقد خلَّف من الأبناء ما يزيد على العشرة ، بناتاً وبنيناً ، وظلَّ يسعى في حياته من أجل إعالة عائلته الكبيرة ..! وهو الرجل الذي كان ملتصقاً إلتصاقاً قوياً بالمقام العراقي محبَّاً شغوفاً به ، دقيقاً حريصاً على الحفاظ عليه حتى أنه بدا غريباً علينا ، شدة هذا الالتزام الوطني بتراث بلده … ويبدو أن ذلك الاهتمام كان يعود الى نشأته الاولى ، حيث ولد مطرب المقام العراقي عبد القادر عبد اللطيف محمود العلي العزي النجار عام 1939 في بغداد ، وفي بواكير حياته بدأ تعلـُّمه في (الكتاتيب) عند الملا عبد الله في محلة قهوة شُكُرْ ، وبعد هذه المرحلة ، دخل الى مدرسة العـُويـْنة الابتدائية ، وبعد ست سنوات إستطاع أن يتجاوز إمتحان البكلوريا ويتخرج من الابتدائية ..
بعد هذه المرحلة تفرَّغ عبد القادر النجار كما يبدو للعمل مع والده نجَّاراً في محلـِّهِ الكائن في منطقة فـَضْوةْ عرب بشارع غازي .. وفي هذا المنعطف من حياة عبد القادر العملية ، حيث وجه إهتمامه بهدوء ورصانه الى تراثه المقامي … وقد كان منذ بواكير حياته الفنية قد شرع بالكشف عن إمكانيته في تعلـُّم ومعرفة المقامات العراقية ، وكرس لأجل ذلك كل وعيه وإدراكه … لقد كان عبد القادر النجار حلقة حيـَّة في سلسلة الغناء البغدادي من خلال تجربته المقامية التي إستمرت حتى وفاته عام 2000 .. هذه المقامات التي كان رُعاتها المؤدين الكبار في القرن التاسع عشر والقرن العشرين ، ومن حيث أن محل والده أتاح له التعرُّف على الكثير من شخصيات الوسط المقامي وتعـلـَّم منهم أُصول غناء هذا التراث الوطني ، فقد أكد تفاعله مع المجتمع المقامي من خلال صوته الجهيرالمتمكن وتعابيره البغدادية الاصيلة ، وبذلك فقد أوجد وثبـَّت له طريقاً وأُسلوباً أدائياً فنياً ميَّزه عن أقرانه المعاصرين … وقد كان هذا يشكل له حافزاً دائمياً لنتاج مقامات واغاني تراثية رصينة … وبمرور الزمن وزيادة التجربة وصقلها إستطاع الفنان عبد القادر النجار ان يرى بوضوح كيف يسير بفنـِّه الى برِّ الأمان (1*)...
… وقد كان لأمر وعيه وإدراكه لقيمة المقامات التي يُسجِّلها في الاذاعة أو التلفزيون ، أن يكون مجالاً واسعاً للبحث والتقصِّي عمَّا تريده مستلزمات نجاح مقاماته ..

أولُ دخولِه للإذاعة
كان أولُ تسجيلٍ للمطرب عبد القادر النجار في الإذاعة عام 1968 .. وقد كنت وأنا شاب يافع أستمع الى بعض مقاماته التي كانت تذاع من إذاعة بغداد ، وتسعفني ذاكرتي لأتذكَّرَ أحدَ مقاماتِه التي كنت أستمع إليها وهو مقام الحويزاوي حيث يغنيه بإحدى قصائد الشاعر الصوفي الإمام عبد الرحيم البرعي ..

هم الاحبة إن جاروا وإن عدلوا
فليس لي معدل عنهم وإن عدلوا
إني وإن فتتوا في حبهم كبدي
باق على ودهم راض بما فعلوا
ليت شعري والدنيا مفرقة
بين الزمان وايام الــــورى دول
يا ضاعنين بقلبي أينما ضعنوا
ويا نازلين بقلبي أينـــــما نزلوا
لقد جرى حبكم مجرى دمي فدمي
بعد التفرق في اطلالــــكم طلل
ترفقوا بفؤادي في هوادجكم
راحت به يوم راحت بالهوى الابل

الأُغنـــية
آني منين وانت منين وحادك حادك زماني
لازمــــة
لا تظــــن كلمة ليل انساها باجــر
هالعادة بيــــــكم ليش كسر الخواطر
لازمــــة
لا ارضى عني تقوم ولا ارضى تقعــد
ولا ارضى جاري اتصـير ولا ارضى تبعد
لازمــــة
لا الله يرضى بهاي ولا هيجي كالـــو
بعد الحمل ما طـــاح خلو اشالــــو
لازمــــة
يايمة من ونيت كتـــــــلج تعالي
حسبالي اتحنــــــين لو شفتي حالي
لازمـــــة
آني منين وانت منين وحادك حادك زماني



صورة / عبد القادر النّجار


المُتحف البغدادي والإذاعة
تعرَّفتُ شخصياً على المطرب عبد القادر النجار عام 1973 عندما كنت أتردد على مقهى المتحف البغدادي وأُغنّي في الحفلات الأُسبوعية التي كانت تقام في يوم الجمعة من كل أُسبوع بإدارة مطرب المقام العراقي المرحوم حمزة السعداوي ، فكثيراً ما كنت ألتقي واتعرَّف على مطربي المقام العراقي في هذا المكان التراثي ، منهم عبد الرحمن العزاوي ونجم عبود ومحمد العاشق وأبو عبد البغدادي وإبراهيم الخشالي وعلي إرزوقي وعبد الرحيم الأعظمي ، فضلا ًعن عبد القادر النجار وحمزة السعداوي .. إضافة الى مطربي جيلي الذين إستمر منهم من إستمر وترك منهم من ترك .. مثل صلاح السراج وخالد القيسي وعبد الله المشهداني وفاروق الأعظمي وغيرهم ... وعليه كثيراً مّا كنت أستمع الى عبد القادر النجار في هذه الحفلات ، والحقُّ ، أن له شعبية ًكبيرة ً لدى جمهور المُتحف البغدادي ..
قبل دخول عبد القادر النجار الى دار الاذاعة ليصبح مطرباً معتمداً فيها ، كان قد مارس عملاً إحترافياً في الاداءات الدينية كالمنقبة النبوية الشريفة والاذكار والتهاليل والمدائح النبوية أو التمجيد من منائر الجوامع .. قارئاً مرافقاً للملا الذي يقود هذه التقاليد الدينية ، وكان أبرزهم الحافظ خماس والملا عبد الفتاح معروف الكرخي والملا عبد الستار الطيار وآخرين غيرهم .. وفي فترة شبابه إلتحق بخدمة العلم (الخدمة العسكرية) الالزامية وقضى فيها سنة وتسعة اشهر في فوج الحرس الملكي الاول .. وبعد إكماله وتسريحة من الخدمة العسكرية ، عين موظفاً في وزارة الصحة .. وفي هذه المرحلة بالذات تقدم عبد القادر النجار بطلب الى دار الاذاعة والتلفزيون معلناً إستعداده للاختبار من قبل اللجنة الخاصة بمطربي المقام العراقي التي كان يرأسُها الحاج هاشم الرجب وبعضُ المقامييّن مع وجود الموسيقيين الكبار جميل يشير ومنير بشير وأحمد الخليل (2*) ..
وفي أحد تسجيلاته إستمعت إليه وهو يغني مقام الأوشار بهذه القصيدة المُخَمَّسة ..

كف الملام ولا تقفوا عــــــــــلى أثري
قد عدت للكـــــــــأس والانغام والوتر
اليوم يوم ، نباهي طيلة العـــــــــــمر
جاء الحبيب الــــــــذي أهواه من سفر
والشمس قد أثرت في خــــــــده أثرا

يمشي الهوينا كغصن ماس في شجر
أو ليس يــــــــــزهو بأثياب من الظفر
هذا العذاب وهذا الحب في سهــــري
فقلت واعجـــــــــــــباً شمس على قمر
والشمس لا ينبغي أن تدرك القمـــــــرا

قالت الوردة ، لاخد مثل خدي بالبهاء
فإلام الظلم ممن يبتغي عصر اللمائي
فأجاب البلبل الغريد في لحن الغناء
من يكن يضحك يوماً يقضي حولاً بالبكاء
........................................؟

ثم يتبعها بعتابات بأُسلوب غناء الركباني

يابلبل الغار غنيلي واغنــــــــــــــيلك
واشكي غرامك بعشق الورد واشـــــــــكيلك
انت غناءك عذب لحنك تراتــــــــــــيلك
رددت لحنك ولكن بنغم محــــــــــــزون
**********

من حيث وليفك معاك وكل وقت فــــــــرحان
وآني وليفي هجرني وطول الهـــــــــجران
انت تغني بطرب وآني بسقــــــــــم حيران
من حيث هجرني وكل وقت محـــــــــزون


تنتقل بين اغصان الورد والـــــــــــياس
وآني سجين الهوى وصبري انا والكــــــاس
عندي شعور ويحس الطبيعة احســــــــاس
لكن فرق بين مطلق وبقفص مسجـــــــون

يا سامر الحي يا راعي الغــــــــــناي دوم
خذ من غناي الولف وارويه عند القــــــــوم
انطيك عين البكا وانطيني انت الــــــــــنوم
وانطيك روحي ولو ابقى انا محــــــــــروم
**********

ثم يتبع هذه الركبانيات بأُغنية يا بنت عينك عليَّ ..

الأُغـــــــنية
يا بنت عيــــــنك علىّ والله المحبة جلـــــبيّة
***********
يابنت يللي تبيع الهـــيل هيلـــــك بكم يا صبية
واشعلّمك على سهـر الليل يا ام العــــيون العسلية
***********
يا بنت يللي تبيعين اليـاس مجـــبورة بيها كل الناس
بخمرة شفايفك أشرب كاس يا حلوة يا بغـــــدادية
***********
يا حلوة يللي تبــيع الورد والورد زاهـــي بلون الخد
والياسمين هو اليشـــهد فاتن جمـــــال العراقية
***********
يا حلوة يا بنـــت الوادي يا نفــحة من طيب ابلادي
ردد وغــــنى كل حادي الله الله يا عربيـــــــة
***********



صورة / الشاعر الكبير نزار قبّاني ومطرب المقام العراقي عبد القادر النجار في صورة تذكارية

تعابيرُه المقامية
إنَّني أرى أنَّ عبدَ القادر النّجار في هذه المقامات والركبانيات والاغاني وغيرها بعدئذ ، يبدو وكأنَّه وصل فعلاً الى النقطة التي إمتزج فيها مع المجتمع وجمهوره المتلقي بأوسع معانيها وأقواها … إنَّهُ إبن هذا المجتمع وبالتالي فهو المعبـِّر عنه بإخلاص وصدق … وأكثر من هذا فإن الإنعكاسات التعبيرية الادائية لدى عبد القادر النجار ونوع صدقه في هذه التعابير التي عكست الخصوصية البغدادية خاصة والعراقية عامة ، لايسعُنا إلا أن نجدها صادقة ومؤثرة اذا ما أخذنا بعين الإعتبار موقفه الأخلاقي من إنتمائه لعراقيته وبغداديته وأخيراً محليته البيئية … واذا تنحينا جانباً عن هذه الحقائق التي تبيـِّن لنا المطرب عبد القادر النجار ، أنَّه شاهد لواقعه وبيئته وخصوصيته العراقية على نحو لا يشار إليه دوماً … فإننا نجد نزعته التعبيرية هذه في أدائه للمقامات والاغنية التراثية ، كانت قبل كل شيء موقفاً أخلاقياً مهذباً فقد كان يُصِرّ على أقصى درجة ممكنه من عكس الثقافة المقامية وشموخ الفن الغناسيقي العراقي … إنَّ فكرَ ورؤية َالفنان الناضجة تجعل من أعماله ونتاجاته الفنية ، إنعكاساً لثقافته وعمقاً لهذه الصفات … إذْ لايُعْقَل أن نجدَ عملاً فنياً جيداً يكونُ ناتجاً عن فكر ٍسطحي ٍّومتواضع ..!! إن هذه المقدمة الإستطرادية تكفي لهدف موضوعنا في الكتابه عن مطرب المقام العراقي كمطرب وفنان قدير … إنَّه مطرب مقام وأُغنية تراثية قبل كل شيء ..
*************



عبد الرحيم شهاب الأعظمي
(1939 – 1991م)
- ظروفُ صوتِه
- ولادتُه ونشأتُه
- الأعظميون الأربعة
- تأسيسُ فرقةٍ رسميةٍ
- تأثُّره بيوسف وتجربة السيكاه
- التراث يُمْتلك ولا يُعْطى


صورة /
عبد الرحيم شهاب الأعظمي



ظروفُ صوتِه
عبد الرحيم شهاب الأعظمي .. هو ليس إبن المطرب المقامي المخضرم (شهاب الاعظمي) الذي وردت ترجمته في كتابنا السابق (الطريقة القندرجية) .. ولكنه أحد أقربائه .. إنه مطرب المقام العراقي عبد الرحيم الاعظمي ، صاحب الصوت الجميل .. الذي أعطى للمقام العراقي جلّ حياته .. عشق هذا الفن بقوة ، حفلات كثيرة ، في الإذاعة والتلفزيون والمُتحف البغدادي والبيوت البغدادية العريقة .. لكن القدر لم يُمْهله كثيراً .. مرضٌ مُفاجئ ، مُكابرة ، نهــاية وخاتمة ..
لقد أصاب صوت عبد الرحيم الاعظمي الخراب وهو في ذروة عطائه المقامي الذي دام عشر سنوات على الصعيد الرسمي .. فقد سجل أول مقام له في اذاعة بغداد عام 1972 وكان مقام الحديدي .. واصيب بجلطة دماغية كادت أن تودي بحياته عام 1982 .. ولكنَّه كابرَ طيلة َتسع ِسنواتٍ أُخرى يُغنّي دون إثارة تُذْكر ، وعزاؤه في ذلك حبُّه الكبير وتعلّقه بهذا التراث الخالد ..

ولادتـُه ونشأتـُه
ولد مطرب المقام العراقي عبد الرحيم الأعظمي في قضاء الأعظمية من بغداد عام 1939 .. ووافته المنية فجر السادس والعشرين من آذار عام 1991 ، الموافق العاشر من رمضان المبارك عام 1411 هـ في ظروف عصيبة جداً كان يمرُّ بها بلدُنا العراق بعد الإعتداء السافر وضربه عسكرياً من قبل وحوش البشرية ومجرميها أمريكا وبريطانيا واذنابهما الجبناء
نشأ عبد الرحيم الاعظمي في بيئة مقامية محافظة على الدين والتراث ، ومنذ البداية عاش أجواء أداء الشعائر الدينية ثم مارسها بكثرة مع أشهر الملالي المعروفين في هذا المجال .. قارئاً للمنقبة النبوية الشريفة مع الملا الذي يقود ديباجة المنقبة ، حيث أدرك الحافظ مهدي والملا عبد الستار الطيار والملا بدر الأعظمي والملا عبد الرزاق الأعظمي (إرزوقي ابو هالة) ، ولعل أكثرَهم مرافقة كانت للملا حمودي (عبد الحميد رشيد العبيدي أبي سعد) وغـــــيرهم الكثير (3*) ..

الأعظميّون الأربعة
ما هو جدير بالذكر ، كحدث فني في الوسط المقامي ، من حيث ندرته أو اهميته ، هو أن عقد السبعينات من القرن العشرين ، لم يظهر فيه مطربون مقاميون جدد على الصعيد الرسمي غير أربعة مقاميين لا خامسَ لهم .. والملاحظ في هذا الأمر أنَ هؤلاء الأربعة كلهم من الأعظمية ..! وهم حسب تسلسل ظهورهم ، عبد الرحيم شهاب الأعظمي عام 1972 .. وحسين إسماعيل الأعظمي عام 1974 رغم بدايته في المتحف البغدادي مطلع عام 1973 .. وسعد عبد الحميد الأعظمي عام 1977 .. وأخيراً فاروق قاسم الأعظمي عام 1978 ..!!

تأسيسُ فرقةٍ رسميةٍ
بعد النجاح الكبير الذي صادَفتـْهُ مقهى المتحف البغدادي في بداية السبعينات بإدارة المرحوم حمزة السعداوي ، ومن ثم إنتهاء عقده الذي دام أكثر من سنتين فيما أعتقد ، عكفت إدارة المتحف البغدادي بعد مضي بضع سنين ، أن تفتتح هذه المقهى بنفسها دون تأجيرها للآخرين .. وهكذا قامت دائرة المتحف البغدادي بتعيين مجموعة من مطربي المقام العراقي مع فرقة موسيقية للجالغي البغدادي بصفة رسمية ، بأُجور شهرية (رواتب) فيها ضمان إجتماعي بعد التقاعد ، ثم إستأنفت إدارة المتحف حفلاتها التي دامت عدة سنوات .. وكان من بين هؤلاء المطربين المُعَيَّنين من قبل إدارة المتحف البغدادي المطرب عبد الرحيم الأعظمي وكذلك عبد الرحمن العزاوي وعلي إرزوقي ومحمد العاشق وأبو عبد البغدادي وحسن البناء وآخرين غيرهم ..

تأثــُره بيوسف وتجربة السيكاه
تأثّر عبد الرحيم الاعظمي في غنائه للمقام العراقي بأُسلوب سلفه ومعاصره المطرب الكبير يوسف عمر .. الذي سيطر على كل ذوقه وجمالياته الادائية ، ولكن عبد الرحيم الاعظمي إمتاز بصوت جميل وقوي قلَّ نظيرُه ، من فصيلة (التنور) وكثيراً ما كنتُ أُشاركه في قراءة المنقبة النبوية الشريفة مطلع السبعينات .. لكنني لم أتخذها مصيراً لعملي الفني ، فقد هجرتها عام 1975 بعد أن بدأت أُسَجِّل المقامات العراقية في تلفزيون بغداد وتعرض للجمهور ، فلم أستمر في ممارستها أكثر من خمس سنوات ..
ستبقى بعض الدقائق المعدودات ، خالدة في خيالي وتأمّلاتي عندما إستمعت يوماً في المتحف البغدادي مطلع السبعينات الى مقام السيكاه وهو يُغَنّى من قبل ثلاثة مطربين للمقام العراقي في تجربة مقامية لغرض التنويع الذوقي والجمالي في غناء المقامات العراقية ، وقد كان هؤلاء الثلاثة ، عبد الرحيم الاعظمي وحمزة السعداوي وحسن البناء ، وقد تم توزيع الجمل الغنائية حسب طبقاتها ، في القرار والجواب أو أعلى من الجواب ، الى كل من المطربين الثلاثة وحسب إمكانية طبقة صوت كلٍّ منهم في الغناء .. على كل حال ، إنَّ ما يَهُمّنا في هذا الموضوع ، هو سماعي لعتابة – السلمك - وهي إحدى محطات مقام السيكاه ، بصوت عبد الرحيم الاعظمي وهي بطبقة عالية على درجة جواب السيكاه ..! وقد أجاد بها عبد الرحيم الاعظمي وتجلَّى في تعابيرها بجمال تعبيري يفوق التصور ، والغريب انه لم يسبق لي أن سمعتها من قبل ، أو لم أنتبه إليها ، وكذلك لم يصادف أن سمعتها مرَّة أُخرى من غيرعبد الرحيم الاعظمي في هذه الليلة حتى هذا اليوم ، وبمثل هذه الاجادة والتعابير الجميلة التي حافظ عليها عبد الرحيم رغم طبقتها الصوتية العالية على جواب السيكاه ، ولكنني حفظتها تماماً منذ ذلك اليوم رغم إستماعي لها لمرَّة واحدة ولكنها مرَّة كانت مؤثرة الى الآن وكأنني أستمع إليها في خيالي وتأمّلاتي وأحلامي في أي لحظة أتذكرها حتى اليوم ..
لقد كان عبد الرحيم الأعظمي ، يحاول أن يصفَ لنا من خلال مقاماته وأغانيه التراثية الكثيرة ، طبيعة الحياة التي عاشتها … التي وصل فيها الى أعلى درجات التعبير المقامي ، و قد تعاظم حضورُه الفنّي و الشَّخصي في المجتمع لفترة لم تكن طويلة من حياته. ، حيث لم يقدَّر لها أن تدوم أكثر من عقد من السنين !! ومن ناحية أُخرى فإنَّ غناء عبد الرحيم الاعظمي سواء على صعيد المقام أو الاغنية التراثية ، كان فيها يحاول أن يكشفَ النقاب عن عالم تعبيري بيئي حالم يعكس حياته البسيطة وزهوها وهو في ذروة نجاحاته الادائية و تأثيرها الكبير في المجتمع البغدادي على وجه التخصيص … وهو ما نجح فيه أيَّما نجاح ، و بهذه الدلالات و الإشارات يتوضَّحُ لنا أنَّ عبد الرحيم الاعظمي على إدراك وإحساس واعييْن بإمكانيّات المؤدّين الغنائيّين المقاميّين المُعاصرين له … وكذلك نرى أنَّ مقاماته وأغانيه التراثية الرائعة ما هي إلا إنعكاسٌ تلقائيٌّ للأعمال ِالأصيلة الأُخرى … إنَّ هذه الإشارات الفنية في إمكانيّات عبد الرحيم الأعظمي الذي رغب دوماً في تطويرها … هذا التطور الذي يبتغيه ، يشيرُ من جانبٍ آخر الى شخصيَّته وحضوره الــنافذ في الوسط المقامي البغدادي ..

التراثُ يُمْتَلَكُ ولا يُعطى
إنَّهُ ليس مصادفة ًأن يترجمَ الإنسانُ ثقافتَه وجمالياتِه وتاريخِه إلى حقائق تعبيرية عن طريق وسائل عديدة يكون الغناء والموسيقى أحدها ، وأعتقد أن هذه الوسائل إن كانت عن طريق الأدب أو ظواهر السلوك الأُخرى ، في الدرجة الاولى تمثل لغة ًأو أُسلوباً مّا للتعبير عن حقيقه كامنه موجودة موروثة ، إنَّ الإنسانَ لم يخلقها بل إنه إمتلكها بلا وعي منه ، لذلك يتحتـَّم علينا القول وبشكل مطمئن بأنَّ التراثَ يُمْتَلَكُ ولايُعطى ، وعندما تكون هذه الوسائل رموزاً أو أُسلوباً أو لغة ًتعبيرية ً، ينصبُّ الحديث بعد ذلك عن التوصيل ، فعندما يتأكد لنا أنَّ كيانَ هذا النتاج من الأغاني مُستقى من الـــــــــتراث البيئي ، يكون عندئذ هو الرسالة التي يُراد توصيلُها إلى الإنسان ….
أهداني مرَّة ، أُستاذي المرحوم عبد الكريم العبيدي (وهو الذي أهديت إليه كتابي هذا الذي بين يديك عزيزي القارئ الكريم) شريط كاسيت يحتوي على مجموعة من المقامات والاغاني التراثية بصوت مطربنا عبد الرحيم الاعظمي .. والحقيقة كان الغناءُ جميلا ًجدّاً وقد أثارني أكثر غناؤه لمقام الحجاز ديوان بقصيدة الشاعر الصوفي شهاب الدين السهروردي الشهيرة مع أُغنية – ونْ ياقلب ونْ ..

أبداً تحنُّ اليكــــــم الارواح
ووصالكم ريحــــانها والراح
وقلوبُ أهل ودادكم تشــــتاقكم
والى لذيذ لقائكــــــم ترتاح
وارحمتا للعاشقين تكـــــلفوا
سرَّ المــــحبة والهوى فضاح
عودوا لنورالوصل من غسق الجفا
فالهجر ليل والوصـــال صباح
بالسرِّ إن باحوا تباح دمـــاؤهم
وكذا دماء العاشقــــين تباح
واذا هـُمُ كتموا تحدث عنــــهم
عند الوشاة المدمعُ السـفاح
وتمتعوا فالوصل طاب لقربــكم
راق الشراب وراقــت الاقداح
ياصاح ليس على المحـب ملامة
إن لاح في أُفق الصـباح صباح
لاذنب للعشاق إن غلــب الهوى
كتمانهم فنــــما الغرام وباحوا
ركبوا على سفن الهوى ودموعهم
بحر وشـــــدة شوقهم ملاح
وبدت شواهد للســــقام عليهم
فيها لمشــــكل أمرهم إيضاح
خفض الجناح لكم وليس علــيكم
للصب في خــفض الجناح جتاح
فإلى لقاكـــــم نفسه مرتاحة
وإلى رضاكم طــــرفه طماح
صافاهم فصفوا له فقلوبهــــم
في نورها المشكاة والمصـــباح
سمــحوا بأنفسهم وما بخلوا بها
لما دروا أن الســــما ح رباح
ودعاهم داعي الحـــقائق دعوة
فغدوا بها مستأنســــين وراحوا
والله ماطلبوا الوقوف ببــــابه
حتى دعوا وأتـــــاهم المفتاح
لايطربون لغير ذكر حبيـــبهم
أبدا فكل زمانـــــــهم افراح
حضروا وقد غابت شـواهد ذاتهم
فتهتكوا لما رأوه وصـــــاحوا
أغناهم عنهم وقد كشـــف لهم
حجــــب البقا فتلاشت الارواح
فتشبهوا إن لم تكونوا مثـــلهم
إن التشبــــــه بالكرام فلاح

الأُغـــــــنية

ون يا قـــــلب ون ون لا تتـــــبع العافوك
وتظـــل شمـــــاتة راح ولفي دِ , ون يا قلبي
**********
مثل ام ولـــــد غرقان واعــــــلى الشرايع
راح ولفي دِ , ون يا قلبي
كلمن ولــــــيفه وياه بس ولـــــفي ضايع
راح ولفي د , ون يا قلبي
**********
محبس شذر يهــــواي حطــــــني بصبعك
راح ولفي د , ون يا قلبي
لو ما حجـــــاية الناس للمـــــــوت اتبعك
راح ولفي د , ون يا فلبي
***********
يا يمه من ونــــــيت كتــــــــلج تعالي
راح ولفي د , ون يا قلبي
حسبـــــــالي اتحنين لو شفــــــتي حالي
راح ولفي د , ون يا قلبي

***********

فضلاً عن مقام البهيرزاوي بهذا الزهيري المعروف والمُغنّى من آخرين ايضاً مع أُغنية - على شواطئ دجلة مر- ..

يا زين الاوصـــــاف روحي بالوصل منِّهه
من دون كل الخلق حمَّلــــــــتني منِّهه
هلكد نهيت القلب عن عـــــــشرتك مَنِّهه

محروم طيب الكرى عيـــــناي بيها حجر
انت احلفت واقسمت بالذاريات اوحجــــر
بير الترد منها بالك تزتها حــــــــجر

لابد يعود الزمن او ترتوي مِنــــِّـــهه


الأُغـــنية

على شـــــواطي دجلة مُرْ يا منيتي وقت الفـــــجر
وقـــت الفـــــجر

***************

شوفوا الطبيعة حلوة بديعــة ليلة ربيـــعة يضوي البدر
يضوي البـــــــدر

***************
دجلة نهرنه يروي شــجرنه محلى فــــجرنه لمن يطر
لمــــن يطـــــر

***************
يا دجلة الغالي بسحره زهالي وحبي صفالي وقت العــصر
وقـــت العـــــصر

***************
ليلة قمرية على المي ضوية وجلسة هنية حتى الفـــجر
حتـــى الفـــــجر

***************
يا محلى السهره على شاطي دجلة والماي دهلة يالمنــحدر
يالمنـــــــــحدر
***************

لفرش الرمله على شاطي دجلة والضفه دهلة يالـــمنحدر
يالمنـــــــــحدر

وهناك مقامات وأغاني تراثية أُخرى كثيرة ..

**************


علي إرزوقي
(1938- ....... )

- نظرة ٌعامّة ٌللحقبة
- ولادتُه ونشأتُه
- ركنُ الهُواة
- لجنة المقام العراقي
-
*******

نظرة ٌعامّة ٌللحقبة
إنَّ تراثَنا الغناسيقي – المقام العراقي – في مطلع القرن العشرين ، إحتوى آفاقاً مهمة تَبَلْوَرَتْ في الظروف التي مرَّ بها الغناء المقامي في القرن التاسع عشر وفي نصفه الثاني على وجه التحديد ... فكان أن لجأ المغنون المقاميون المبدعون في التجويد والتعبير بالاداء والاجتهاد في تلمُّس منفذٍ يواكبُ التَّطورَ الحاصل.... ولا علاقة للاتجاهات الجمالية من حيث التَّطَوُّر أو عدمه ، سواء في الاتجاه الكلاسيكي أو الرومانسي أو الواقعي أو غيرها في الغناء المقامي ... فظلَّ هذا الغناء التاريخي أسيراً للتقليد المتوارث بالرغم من أنَّ الأيّام تسارعت وهي حبلى بالتطورات والتقدم التقني ، والأحداث السياسية والإجتماعية... إلا أن المقام العراقي مع كل ذلك ، بقي موضوع إهتمام كبير من لدن الجماهير... كما أن بوادر التطور السريع قد بانت في الأُفُق ، خاصة بعدما وصل الغناءُ المقاميُّ خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر الى ذروته في التعبير... لذا تمَلْمَلَ المبدعون من المجددين صوب التعبير الجمالي وهَيْكَلَة الغناء بطبيعة الأمْر.. حقاً كانت اللغة الأدائية للمقام العراقي قد وصلت الى ذروتها في الصِّدق والتَّعبير عن الحقبة أو الحقب التي مرَّ بها العراق ثقافياً وإجتماعياً .. ولكن لم يحاول المؤدّون المقاميّون بصورةٍ عامة .. تحسُّسَ طريقهم للوصول الى مقوِّماتٍ فنّيّةٍ مُتطوِّرةٍ لغنائهم المقامي الحقيقي .. كفنٍّ خاصٍّ بهم .. فن يحسُّون أنَّه فنُّهم وشخصيَّتُهم .. ولم يتمكنوا من الوصول إلاّ إلى مستوىً بسيطٍ من الفن والعلمية ، فإعتمدوا على الفطرة والخبرة التي يمتلكونها .. ! على أيَّةِ حال .. إنَّ فنَّ هذا الغناء الذي تطوَّر وبرزَ في القرن العشرين ، يدين بالفضل للحقب التي سبقته في القرن التاسع عشر .. لأنَّ أُصول هذا الغناء عميقة في أحاسيس ومشاعر المغنين والموسيقيين وأبناء البلد جميعاً .. ممّا يُدَلِّلُ لنا عن وجود الأصالة الفكرية والأصالة الغناسيقية ، المُتَأَصِّلة الجذور ، خاصة بأبناء بلدهم العراق ..
إنَّ هذه الأسطر ، مجرَّدُ توضيح ٍبسيط ٍيتخلَّلُ السُّكونَ الذي كان منذراً بتغييرات وتطورات جديدة ظهرت بصورة أوضح مطلع القرن العشرين .. حتى وصلت الى مرحلة الخطورة في هذه التطورات التكنولوجية المذهلة عند نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين ، منذراً بمخاطرَ الضَّياع والتَّشَتُّت للتراث الغناسقي ..
وعليه فإن أحد الإستحواذات الرئيسة في هذه الأوضاع الفنية التي ساعدت في الحفاظ على هذا التراث ، عندما وعت الحكومات والدول الى أهمية المحافظة على تراثها .. إذ يبدو أن تأثير التسجيلات الصوتية الغناسيقية لتراث الشعوب هو الذي حفــَّز للإنتباه إلى هذا الأمر .. إنَّ مواهبَ المُغنّين الكبار وإمتلاكَهم مقاليد التطور المتواصل عبر جيل كلٍّ منهم .. ومن ثُمَّ مقاليد وناصية التأثير في الإتِّجاهات الجمالية عموماً .. أصبح أمراً مفروغاً منه ، بعد أن إقتنع المجتمع بأنَّ الفنانين من المُغنّين والموسيقيّين ، قادرون على الوقوف بثقة وعلى التقدُّم والتأثير بعد أن إجتازوا مرحلة التأثُّر..

ولادتُه ونشأتُه
ونحن نتواصل في حديثنا عن أبرز المغنين المقاميين من أتباع الطريقة القبانجية ، يصل بنا المطاف الآن الى مطرب من أجيال النصف الثاني من القرن العشرين ..علي إرزوقي .. لنتحدثَ عنه وعن أهمِّ نتاجاته الغنائية المقامية ..
ولد المطرب علي إرزوقي في محلة علاوي الحلة من بغداد منتصف ثلاثينات القرن العشرين .. نشأ محباً لغناء المقام العراقي وكان مستمعاً ومتابعاً بإنتظام للمقامات العراقية التي كانت تُذاع من إذاعة بغداد يومياً .. ومال إعجابُه الشديد بأحد أتباع الطريقة القبانجية هو المطرب الكبير ناظم الغزالي على وجه الخصوص إضافة الى المطرب حسن خيوكة وغيرهما .. إلا أن ناظم الغزالي كما يبدو قد إستحوذ على كل أهوائه حتى أخذ يقلـِّدُه في كل ما غنّى ، بصورة تكاد أن تكون متطابقة ..! ويقول المطرب علي إرزوقي (كنت أذهب الى المرحوم ناظم الغزالي في مقهى البلدية ، وكان موقعها في ساحة الميدان .. كنت أتحدث معه عن بعض المقامات .. وكان ناظم الغزالي مُؤدَّباً وكريماً و ذا أخلاق راقية وغنيَّ النفس ويحب جميع الناس ، وكان إنساناً بمعنى الكلمة) (4*) وعن رأيه في حادثة وفاته التي حامت حولها شكوك ٌكثيرة ٌحتى هذا اليوم ، يقول (مات ناظم الغزالي مسموماً وقد شاركتُ في تشييعه ، من داره الكائنة قرب ساحة الأندلس شارع (52) - إثنين وخمسين - إلى مثواه الأخير في مقبرة الشيخ معروف ، مع الجماهير البغدادية الكثيرة جداً تتقدمهم مجاميع كثيرة من الفنانين والشخصيات وبعض رجالات الدولة وهم يبكون على فقدانهم فناناً من أعظم فنّاني العراق والوطن العربي على مدى العصور وهو في ريعان شبابه ..)5*

ركنُ الهُواة
في هذه الفترة من بداية الستينات تقدَّمّ علي إرزوقي بطلبٍ إلى دار الإذاعة والتلفزيون يرغب فيه المثول في برنامج ركن الهواة الذي كانت تعده وتقدمه هالة عبد القادر مع زميلها المطرب عدنان محمد صالح ، وفي هذا البرنامج غنّى إحدى أشهر أغاني ناظم الغزالي – أحبك – وقد لاقى النجاح كما يقول هو في رسالته الى المؤلف ..

أغنية - أحبك -
كلمات جبوري النجار – الحان ناظم نعيم – غناء ناظم الغزالي
* * *
احـبك واحــب كل من يحـــبك
واحـــــــــب الورد جوري عبنــــه بلون خدك
احبك
************
اهوى الليــــــــالي القمرة واهوى الورد به حـمرة
اهوى عيون الخــــــــضرة ربك جمعــــهن عندك
احبك
************
اهوى البدر من اجـــــــلك لو كمل ويتــــم مثلك
لا تظـــــــــن قلبي يملك بس لا تخـــالف وعدك
احبك
************
حبيت ورد الرمـــــــــان خدك شقــــايق نعمان
حبيت عود الريــــــــحان ميال يشبـــــه خدك
احبك
************
خصرك يمدلول انـــــــحيل ويه الهوى الهب ايمــيل
ما ينجلي ســـــــواد الليل لو ما يشعــــشع خدك
احبك
************
وفي مشاركة اخرى في نفس البرنامج غنّى اغنية – سبع ليالي – وهي من الأغاني الجميلة جداً للفنان الراحل ناظم الغزالي ..


- أغنية – سبع ليالي –
كلمات – جبوري النجار - الحان – ناظم نعيم – غناء ناظم الغزالي
* * * * *
سبع ليــــالي وليلتين وليلة محلا الليــــالي
افاح عـــــدنه للحلو اغنيله احلـــى الاغاني
*************
يا ناعس الطرف الصبا منــك لاح
والنسمة تحمل شذى الورد الفـواح
يا ليلة طولي ما نريد الاصـــباح
نعاتب ونشكي الهــوى واشكيله من طول الــنوى
سبع ليـــالي
* * *
من يدري بكليبي جرح ويهـــوى
بسمة الحلوة وطيب ذكرى ســلوة
ما اجمل ايام السمر والنــــجوه
تجمع شمل حبيبـــين متآلفة قلوب اثنـــــين
سبع ليـــالي
* * *
يا نفحة الورد وربـــــيع آمالي
يا بهجة العمر ونسيــــم الغالي
يا نجمة الصبح الســـماها ايلالي
انت امـل ايـــــامي بيقــــــضتي واحلامي
سبع ليــــالي

************

ومشاركة أُخرى غنّى شعر مع الأُبوذية ، ويقول ايضاً ، ان الفنانين فاضل عواد وسعدون جابر وإبراهيم الكناني وغازي الفلسطيني وغيرهم ، كانوا ضمن أعضاء الكورال في هذا البرنامج ..



صورة / حسين الأعظمي وعلي إرزوقي في 2/7/2003

لَجنةُ المقام العراقي
تقدَّم المطرب علي إرزوقي مرَّةً أُخرى بطلب الى لجنة إختبار مطربي المقام العراقي ، وكان يرأسُها الحاج هاشم الرجب ، وقد سمح له بتسجيل أحد المقامات ، ومن هنا تعرَّف علي إرزوقي على بعض فناني المقام العراقي ، وقد تعلـَّم الكثير من الحاج هاشم الرجب وكذلك من المطرب المقامي المرحوم مجيد رشيد .. وبمرور الوقت إستطاع علي إرزوقي تسجيل مجموعة من المقامات العراقية مثل مقام الحكيمي وشرقي دوكاه والمحمودي والحويزاوي والبهيرزاوي والجهاركاه والمكابل والدشت والاوشار والصبا والمدمي والحديدي والهمايون والجمّال والراشدي والطاهر والشرقي رست والنهاوند والحجاز كار وغيرها ..
وبعد إنتصاف السبعينات تمَّ إنضمامُه الى فرقة المُتحف البغدادي مع زملائه المطربين حمزة السعداوي وعبد الرحيم الاعظمي وحسن البناء وعبد الرحمن العزاوي .. لتستمر الحفلات الاسبوعية مساء الجمعة من كلِّ اسبوع ..


الهوامش
1* رسالة المرحوم عبد القادر النجار الى المؤلف المؤرخة في يوم 4/2/2000 ..
2* نفس المصدر السابق ..
3* رسالة محمد ابن المرحوم عبد الرحيم الاعظمي الى المؤلف في 27/10/1995
4* رسالة المطرب علي إرزوقي الى المؤلف في تشرين الثاني 1999 ..
5* نفس المصدر السابق ..



ملاحظة / كل الاغاني ونوطاتها التي وردت في هذا المحور موجودة في كتابي الموسوم (المقام العراقي باصوات النساء) الصادر في كانون الثاني January 2005 في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر .. وكتابي (الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها) الصادر في بيروت عن نفس المؤسسة مطلع عام 2009

عبدالاله ممدوح
25/08/2009, 11:23 AM
الاخ حسين الاعظمي
اولا اهنيك بحلول شهر رمضان الكريم
واشد على يديك في موضوعك محاور المقام العراقي
فأنت له خير حافظ .
تحياتي للصديق العزيز