المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا لا يصف الأطباء لحم الأسد؟



مصطفى الزايد
30/08/2009, 05:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الغذاء جزء من الدواء ، لذا نجد الأطباء يعنون بتوجيه المريض إلى ما يناسبه من الغذاء أو ما يساعده على استعادة صحته. و كثيرا ما يرد في وصفاتهم لحم الدجاج . و ربما قالوا للمريض : (تناول صدر الدجاج فقط) . أما الأطباء القدامى فقد تفننوا في ذكر فوائد الدجاج و مناقب لحمه من رأسه حتى ساقيه . فما ينفع للكلى و ما ينفع للسعال و ما يقوي القلب ، حتى المرق الذي يطبخ فيه أطنبوا في وصف فوائده.

حـقـيـقـة الـوصـفـة
وعندما وقف أبو العلاء المعري على غزارة هذه الوصفات في لحم الدجاج أطلق عبارة تـنـم عن بعد فلسفي عميق يعكس في مرآته صورة لحقيقة من جوهر الحياة إذ قال يخاطب الدجاج : ( استضعفوك فوصفوك). و هذه حقيقة ربما أغفلها الآخرون ، لكنهم يعيشونها على كل المستويات.

النـظريـة الـدجـاجـيـة
على ضوء عبارة المعري مخاطبا الدجاج (استضعفوك فوصفوك) أتساءل :هل سمعتم طبيبا يصف لمريض لحم أسد أو نمر أو ذئب أو حتى صقر أو بازي؟ يقولون إن لحمها مر. و كيف عرفوا أن لحمها مـُـرٌّ دون أن يذوقوها؟
حقا إن لحمها مر ، أقولها أنا أيضا دون أن أذوق لحمها ، و دون أن أحتاج لمن يخبرني بذلك. و لا شك أنكم مثلي تقولونها دون أن تذوقوها. و قد درج المثل (ما كل الطير يؤكل لحمه) كناية عن قوة الشكيمة و منعة الغريم. و مثله قول من يعتز بقوته و قدرته على صد الخصم : (أنا لحمي مر) و بالطبع أنتم تدركون كما أدرك أنه لا يعني مرارة المذاق و إنما مرارة المعاناة في الوصول إلى أكل هذا اللحم ، فهو من صنف الأسد و الصقر و إن لم يكن من نوعها.
و هكذا أكون قد اكتشفت النظرية الدجاجية التي وضع المعري أسـسها ، و سـأقوم بتقديم البرهان على صحتها في الأسطر التالية.

تأثير النظرية على العرب
لماذا أطلق العرب على الأسد مائة اسم في حين لم يطلقوا على الدجاج سوى اسم واحد. (و للعلم فإن كلمة فراخ تعني صغار الطير من الدجاج و غيره). فالأسد إذا مشى متبخترا فهو أبو الحارث ، وإذا زأر فهو غضنفر ، و إذا وقف أمام عرينه منتصبا فهو ليث ، و إذا هجم فهو قسورة. و ما إلى ذلك. أما الدجاج فهو إذا سار فهو دجاج و إذا طار فهو دجاج ، و إذا هاجم خصما و قاتل ببسالة فهو دجاج .. دجاج !!
أليس ذلك برهانا على صحة النظرية؟ والتي مضمونهااستضعفوك فوصفوك).

تأثير النظرية على غير العرب
لماذا تـمَّ تقييم النفط العربي على أنه أفضل أنواع النفط ؟ و أن استخدامه في السيارات الأمريكية يزيد في صحة المحرك و يطيل عمره.
و لماذا كان تقييم الأرض العربية ذات الصحاري الشاسعة على أنها أخصب الأراضي في العالم تفوق بخصوبتها كل البقاع الساحرة في أوربا و أمريكا بشلالاتها و أنهارها المتدفقة و مروجها الخضراء وغاباتها الخيالية؟ و أنها تشكل أفضل موقع استراتيجي في العالم؟
و أن الشمس في البلاد العربية تشفي من الروماتيزم و الزهايمر و ربما الإيدز؟
و أن قتل العرب هو أفضل و أعلى مستويات الاختبار للجندي المتأمرك ، إذا اجتازه فإنه يستحق الجنسية الأمريكية ؟
أليس ذلك دليلا قاطعا و برهانا ساطعا على صحة النظرية الدجاجية؟ والتي مضمونها : (استضعفوك فوصفوك).

تأثير النظرية على المسلمين
لماذا انطلقت النظرة التكفيرية لدى بعض المسلمين إلى إخوانهم الذين يدينون بدينهم ؛ حيث راحوا يـُكـَـفـِّرون أشخاصا مسلمين بعينهم و جماعات مسلمة أو إسلامية برمَّتها ، و يهاجمونهم في المحافل و على الصحف و القنوات الفضائية و المواقع العنكبوتية؟
بمعنى آخر؛ الذين كـَـفـَّروا صدام حسين و هو يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله لماذا لم يتجرؤوا على تكفير جورج بوش الذي يدَّعي أن المسيح ابن الله ، و ينكر رسالة سيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ؟
و الذين يـُكـَفـِّرون الاستشهاديين والمجاهدين في فلسطين وغيرها ، ويباركون قتلتهم من اليهود و الصليبين هل يجرؤون على مثل ذلك في حق القتلة الكفرة؟ وعلى ضوء قول الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }البينة6 لماذا لم يستطع أحد من هؤلاء الذين يكفرون المسلمين أن يصرح بمضمون الآية فيقول : بوش و كل أمثاله (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) جميعهم (فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا) كما قال عن الاستشهاديين أنهم جميعا في النار ، و أنهم (شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) أي شـر خلق الله من الناس و الحيوانات ؟
طبعا لا يستطيعون ، وهذا دليل آخر على صحة النظرية الدجاجية ، والتي مضمونها : (استضعفوك فوصفوك).

على بساط البحث
هذه هي النظرية الدجاجية التي وضع المعري أسسها ، و قمت أنا العبد الفقير ببرهنتها بثلاث طرق. و أترك المجال مفتوحا للإخوة الكتاب والمفكرين الواتاويين و الضيوف الكرام للمشاركة في الرأي وتوكيد البرهان أو نقضه مع يقيني أن أحدا لن ينقضه حتى لو كان لا يفهم في الرياضيات ولا المنطق.

جمال الدين عثمان
09/09/2009, 01:25 PM
أستاذى مصطفى الزايد سلام وتحية من قارئ عام
شكرآ لطرح هذه النظرية الدجاجية والتى نعيشها ونتعايش بها ومعها.
اكرمك الله بكل طيب وفى أنتظار نظريات أخرى

جمال الدين

د.محمد فتحي الحريري
10/09/2009, 02:30 AM
الاستاذ مصطفى المحترم
ماذا اقول وفي نفسي الف سؤال وسؤال ؟؟؟؟
لكن هناك امر آخر يشغلني وهو ولعنا بجالد الذات
اننا امة تجلد نفسها صباح مساء
نستصغر ذاتنا ونحتقر انفسنا
حتى زعماؤنا اذا ما عقدوا اجتماعاتهم مع غيرنا تراهم يلوكون انفسهم قبل ان يلوكوا السنتهم للتحدث بلغة القوم وهم من اعجز البشر عن الحديث بلسانهم ، كالغراب حين نوى ان يتعلم لغة - عفوا مشية - الحجلــــــــة !!!
وزعماؤنا عابسون مكفهرون اذا ما تحدثوا مع قوم من جادتهم وبظنهم ان هذا من كمال الشخصية !!!!
بئس نحن ياصديقي
وماذا اقول عن ( نحن ) او عنا ؟؟؟؟
نسال الله السلامة والعافية وان نحترم ذاتنا ..

مصطفى الزايد
10/09/2009, 04:08 AM
أخي د. محمد فتحي الحريري
وأعجب من ذلك أنهم إذا جالسوا زعيما يعبد الأصنام أو الحيوانات وهو يعتز بدينه الوثني تجدهم أمامه يستشعرون العار في دينهم القويم ويعتبرونه منافيا للتحضر فتجدهم يتنازلون عن كثير من العادات الإسلامية رغم أنها عبادات. بينما يتمسك أولئك بعاداتهم وتقاليدهم كنوذج قومي أو وطني في حين يراها غيرهم تخلفا.