المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيلو ذهب ..... ثمن زيارة السجين في سجن تدمر ... يسلم لام مدير السجن



علي حسين الاحمد
07/10/2009, 11:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
شيئ لا يصدق ...شيئ فوق الخيال
لكي يتمكن الاهل من رؤية ابنهم في السجن يجب ان يدفعوا كيلو ذهب ..... كيلو كامل يسلم لوالدة مدير السجن وقد دفع الكثيرين ذلك من اجل رؤية اولادهم ........ يا محلى اليهود في فلسطين ....... زيارة السجين هناك ببلاش .....
انظروا الفقره التاليه من رواية القوقعه حول ثمن زيارة السجين .
=============================================

كلام ... كلام... كلام... ، منذ عشرة ايام كل الكلام يدور حول موضوع واحد هو الزيارة !.
منذ عشرة ايام قرب اثنان من السجناء في المهجع رأسيهما من الجدارالذي ترد منه الرسائل عادة ، يسمعان النقرات ويبلغانها لأربعة اشخاص خلفهما :
- فاء – ياء " في " ، ا- ل – م – ه – ج – ع " المهجع " ، وهكذا الى ان اكتملت الرسالة – البرقية - :
" في المهجع الواحد والعشرين أحد الاخوة أتته زيارة ، وقد حضر كل اهله !" .
في البداية كان الذهول سيد الموقف ، بعد ان أذيعت الرسالة على الجميع ساد الصمت ، البعض ينظر الى البعض ، اعقبتها نظرات ساهمة ، تذكر الجميع ماكانوا قد نسوه لمعظم الوقت ، او أُجبروا على نسيانه ، قاموس حياتهم اصبح يحتوي على عشرات المفردات فقط ، تبدأ بالمرحاض والحنفية والطهارة والنجاسة ، وتنتهي عند الكرباج والاسماء المحلية للشرطة ، اما الصلاة والقرآن، على ما فيهما من غنىً لغوي ، فيصبح تردادهما آلياً لا يستدعي اشغال الفكر .
تذكر الجميع أن هناك حياةً اخرى خارج هذا المكان ، وخارج هذا القاموس اللغوي الضئيل ، وانها هي الاصل ، وما هم فيه طارىء عابر .
يذهب الخيال الى حيث الأهل والاحبة ، تحضر المرأة بقوة مهيمنة ، المرأة الزوجة ، المرأة الام ... الاخت ... الابنة ، ويسود وجوم رمادي حامض ، تثور التساؤلات الممضة والحارقة عن المصائر ؟!.
الزمن في السجن زمنان ، يستتبعهما احساسان متناقضان ، الزمن الراهن ... ثقيل بطيء ، والزمن الماضي ، ما مضى من ايام وشهور وسنين السجن ... زمن خفيف سريع ، تنتبه فجأة وتسأل نفسك :
- ماذا ؟ ! ... اصبح لي في السجن خمس سنوات ، سبع ، عشر ؟! الحقيقة لم اشعر بهذا الزمن ، ياالهي كيف مضت هذه السنون بسرعة البرق !!.
تفكر ، وتعرف ان هذا الاحساس ناتج عن انه في زحمة التفاصيل اليومية قلما يتاح لك الوقت لتعد الايام والسنوات ، وهذا كالجلد بالكرباج ، اذا بدأت عد الضربات حتماً سوف تضعف ، وكذلك اذا بدأت عد الايام وتسجيلها خطاً وراء خط على الحائط ، حتماً سوف تضعف ، او ... تجن !.
كسر ابو حسين الصمت بعد دقائق قليلة ، نادى احد جماعة المورس وطلب منه الاتصال مع المهجع الواحد والعشرين والاستفسار عن الزيارة ، كيف اتت ، هل فتحت الزيارات للجميع ، ام هي بالواسطة ، ام الرشوة ... كيف تعامل الشرطة مع الامر ، هل احضر الاهل اغراضاً ... الخ؟ .
وجاء الجواب ، لا يعرفون شيئاً عن آلية الزيارة ، هناك الكثير من الاغراض ، البسة واطعمة ونقود ، السجين ذهب الى الزيارة وعاد دون ان يضربه احد .
بعد ثلاثة ايام ألقى مدير السجن خطاباً ، تحدث فيه عن انسانيته ورحمته وان قلبه ينفطر ألماً عندما يرى ابناء وطنه في هذه الحالة !! وقال :
- كل من تأتيه زيارة منكم عليه ان يطلب من أهله إخبار كل من يعرفون من اهالي السجناء الاخرين لكي يسعوا الى زيارته وبنفس الطريقة .
لكن ماهي الطريقة ؟... لم يعرف احد ، ولم يجرؤ على السؤال احد ، وكانت المرة الاولى التي يخاطبنا فيها وعيوننا مفتوحة ورؤوسنا ليست منكسة الى الاسفل .
اليوم اتت زيارة لشخص من مهجعنا ، ابو عبدالله ، نادوه باسمه الثلاثي ، وهنا قلما يعرف الاسم الثلاثي لشخص ما ، فالكل ينادون بعضهم بـ " ابو " ، ابو حسين ، ابو عبدالله ، ابو علي ، ابو احمد ...
طلب الشرطة من ابو عبدالله ان يلبس ثياباً جيدة ، وتبارى الجميع لإلباس ابو عبدالله افضل ثياب في المهجع ، ذهب ابو عبدالله وعاد بعد اكثر من نصف ساعة ، عاد لاهثاً مخضوضاً يتصبب عرقاً ، وقف بمنتصف المهجع يتلفت وينظر الى الجميع ، ولكن يبدو كمن لا يرى احداً ، باب المهجع لايزال مفتوحاً والبلديات يدخلون الاغراض بجاطات بلاستيك ، بعد ان اغلق الشرطة الباب قال شخص لاخر :
- ماشاء الله ... ما شاء الله ، خمسة وثمانون جاطاً !!.
ابو عبدالله يتلقى التهاني من الجميع وهو لازال واقفاً كالمأخوذ :
- مبروك ابو عبدالله ... مبروك الزيارة .
- الله يبارك فيكم ... عقبال عندكم .
- مبروك ابو عبدالله ... كيف الاهل ؟.
- الحمدلله بخير ... يسلمون على الجميع .
قطع ابو عبدالله سلسلة " المبروك " والتفت فجأة الى ابو حسين ، قال :
- كيلو ذهب ... كيلو ذهب ياابو حسين !! ... الله وكيلك كيلو ذهب .
فوجئ ابو حسين ، نظر الى ابو عبدالله بتمعن ، وزن الامور قليلاً ، ثم سأل :
- خير ابو عبدالله ... خير ، شو قصة هـ الكيلو ذهب ؟.
- الزيارة يا ابو حسين الزيارة ... كل زيارة بكيلو ذهب .
فارتفعت عدة اصوات متسائلة الى جانب صوت ابو حسين :
- شو !!... كيلو ذهب كل زيارة ؟
- نعم كيلو ذهب ، سألت اهلي قالوا لي ، لازم امك تروح لعند ام مدير السجن تأخذ معها كيلو ذهب ، وام مدير السجن تعطي ورقة زيارة !!.

سعيد مطر
08/10/2009, 04:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حسبنا الله ونعم الوكيل هكذا هم أهل الدنيا الزائلة الذي يركضون خلف حطام الدنيا وليس في قلوبهم إلا المال والسلطة

ليس بغريب ان حدثت أو تحدث مثل هذه الأشياء في السجون وممن يتحكمون بأرقاب السجناء كما يفعل الصهيوني يفعلون بل أكثر

أكثر وأكثر يحصل لا رحمة في قلوبهم وهو ليسوا من أبناء جلدتنا أصلا وتفصيلا أنهم المنافقون وأنهم الاعداء أنفسهم وكل القائمين على مصالح الشعوب العربية في الوطن العربي

علي حسين الاحمد
08/10/2009, 05:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا اخي سعيد
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
بفضل تكنولوجيا المعلومات استعنا ان نوصل لكم بعض ما حصل في بلادنا
والبقيه قادمه