المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عباس أفندي البابي البهائي 1910



منذر أبو هواش
05/02/2007, 02:30 AM
((مجلة المنار ـ المجلد [13] الجزء [10] ص 785 ‌ شوال 1328 ـ نوفمبر 1910))

( عباس أفندي البابي البهائي )
البهائية فرقة من البابية ، رئيسها الآن عباس أفندي بن ميزرا حسين علي الملقب بالبهاء أو بهاء الدين دفين عكا ، وهم آخر طوائف الباطنية يعبدون البهاء عبادة حقيقية ، ويدينون بألوهيته وربوبيته ، ولهم شريعة خاصة بهم ، وكان عباس أفندي محجورًا عليه في عكا ، فلما صارت الحكومة العثمانية دستورية تسنى له أن يخرج من عكا ، وقد جاء الإسكندرية في هذا الشهر ، وكتب مدير المؤيد نبذة عنه ، وصفه فيها بالعالم المجتهد ، وبالتضلع من العلوم الشرعية ، والإحاطة بتاريخ الإسلام ، وقال : إن أتباعه يعدون بالملايين وأنهم ( يحترمونه إلى حد العبادة والتقديس ، حتى أشاع عنه خصومه ما أشاعوا ) ، ثم قال مدير المؤيد : ( ولكن كل من جلس إليه يرى رجلاً عظيم الاطلاع ، حلو الحديث ، جذابًا للنفوس والأرواح ، يميل بكليته إلى مذهب ( وحدة الإنسان ) وهو مذهب في السياسة يقابل مذهب ( وحدة الوجود ) في الاعتقاد الديني ، تدور تعاليمه وإرشاداته حول محور إزالة فروق التعصب للدين أو الجنس أو الوطن أو لمرفق آخر من مرافق الحياة الدنيوية ) .

أقول : إن عباس أفندي رجل عظيم سياسي جذاب الحديث ، يخاطب كل أحد بما يرى أنه يرضيه ويعجبه ، وكان منذ ثلاثين سنة يجيء بيروت فيصلي الصلوات الخمس مع المسلمين ، وكذلك كان يعامل المسلمين في عكا ، يجتمع بالعالم السني فيوهمه أن فرقتهم لم يكن همها من الإصلاح إلا إزالة تعصب الشيعة وتقريبهم من أهل السنة ، والتوفيق بين الطائفتين كما سمعت ذلك عنه من شيخنا الشيخ حسين الجسر ( رحمه الله ) ، وهو في الحقيقة زعيم دين جديد في بعض تعاليمه ومسائله ، وإن كان مبنيًّا على أصول الباطنية الذين منهم الإسماعيلية والقرامطة والدروز والنصيرية ، وهم يدعون المسلمين إلى دينهم بدعوى أنهم منهم ، ويريدون أن يجعلوهم على بصيرة في دينهم : أي وثنيين يعبدون البشر فيالله من هذا الارتقاء والتقدم بالرجوع إلى الوراء ، وكذلك يدعون النصارى بتسليم ألوهية المسيح وادعاء أنه هو البهاء ، وقد جعل قدماؤهم للدعوة أصولاً وأساليب حكيمة بيّنها المقريزي ؛ وغيره من المؤرخين كالتشكيك في آيات القرآن وتأويلها بما تتبرأ منه اللغة والدين كتأويل البهائية السموات السبع بالأديان ، واختصام الملأ الأعلى باختصام أولاد البهاء عباس وإخوته ، وتفسير  هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ  ( البقرة : 210 ) بظهور البهاء وأتباعه ، فهو إلههم وأتباعه ملائكته ، وعندهم أن القيامة قد قامت بظهور الباب والبهاء .

ولما كان ما ذكره المؤيد عن عظيم القوم يوهم أنه من علماء الإسلام المجتهدين في الدين كالأئمة الأربعة مثلاً ، وأن سياسته كسياسة الماسون ، وكان هذا مما يسهل عليه نشر دعوته في مصر ويحمل من يغتر بظاهر كلام المؤيد على الثقة به ، رأيت أنه يجب عليّ أن أنبه الناس إلى الحق الذي أعتقده بعد الاختبار الطويل ، وما قرأته وسمعته عن هؤلاء القوم ، وما قرأته في كتبهم ، وما جرى لي من المناظرة والمحاورة مع داعيتهم بمصر ميرزا أبي الفضل .

أقول : إن عباس أفندي ليس إمامًا من أئمة المسلمين المجتهدين ، وللمؤيد أن يقول : إنه عنى بالمجتهد معناه اللغوي لا الأصولي ، بل لا يعد من علماء المسلمين لأن قومه ليسوا منهم ، ولكن لا ننكر أنه مطلع على تاريخ المسلمين وعلومهم ، واجتماع مدير المؤيد به مرتين لا يكفي للحكم بإحاطته بالتاريخ ، وتضلعه من العلوم الشرعية ، وقوله : إن أتباعه يعدون بالملايين غير مُسلَّم أيضًا ، وطالما سمعناهم يدَّعون ذلك ؛ لأنه مما يجذب الناس إليهم ، بل يجعلون هذا دليلاً على أحقية دينهم ، وقد سبق لي كلام معهم في ذلك ، والمؤيد أخذ ذلك عنهم بالتسليم .

وأما مسألة وحدة الإنسان ، فإنما يعنون بها دعوة الناس إلى دينهم المبني على عبادة البشر وتقديسهم ، حتى قال داعيتهم أبو الفضل في أحد الملاهي العامة بمصر في البهاء : ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ) ، فتلونا نحن فاصلة الآية  سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ  ( الطور : 43 ) ، والمسلمون يدعون إلى اتحاد البشر واتفاقهم على عبادة الله وتقديسه وحده ، وجعلهم أخوة في الإسلام ، لا يفرق بينهم تعصب لدين ولا جنس ولا وطن ولا غير ذلك ، والنصارى يدعون أيضًا إلى وحدة الإنسان في النصرانية ، وعبادة المسيح عبد الله ورسوله ( عليه السلام ) ، فبماذا امتاز البهائية .

ألا فليعلم الناس أن هؤلاء الباطنية قد قصدوا في وضع تعاليمهم الأولى محو الإسلام ، وإزالة سلطانه من الأرض ، وضعها بعض مجوس الفرس لمَّا فتح المسلمون بلادهم وأزالوا ملكهم ، واستعانوا عليها بالشيعة وهو حزب سياسي يرى أن الحكومة يجب أن تكون ( أرستقراطية ) للأشراف من آل بيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فصاروا يبثون دعوتهم في هذا الحزب بحمله على الغلو في بُغْض عمر بن الخطاب الذي فتح بلادهم ، و أبي بكر وجمهور الصحابة الذين كانوا أقرب إلى القول بحكومة الشعب ( الديمقراطية ) وقد وجد هذان الحزبان في الإسلام ، ووجد فيهم حزب الفوضوية أيضًا وهم الخوارج ، كما وجد ذلك عند غيرهم ؛ لأن وجود هذه الأحزاب السياسية طبيعي في البشر ، وكذلك خَلْقُ الغلُوِّ طبيعي في البشر ؛ ولذلك نجح الباطنية في دعوة غلاة الشيعة إلى تكفير جماهير الصحابة ، ورميهم بكتمان بعض القرآن ، ولم يدروا أن ذلك يعدّ طعنًا في أئمة آل البيت الذين يتعصبون لهم ؛ لأن رئيسهم عليًّا كرم الله وجهه كان يحفظ القرآن كله ، فلماذا لم يظهر المكتوم ؟ إنهم يجيبون عن هذا بما لا يقبله ذو عقل مستقل كالتقية ، وما كان عليّ بالجبان فيخاف في إظاهر أساس دينه أحدًا ، على أنه كان يمكنه أن يبث ذلك سرًّا في آل بيته وشيعته ، وغرض الباطنية إخراج الشيعة من الإسلام ، كما كانوا يريدون إخراج غيرهم ، ولكنهم خابوا ولا يزالون خائبين ، وللمسلمين من الشيعة وغيرهم السلطان والبرهان الغالب عليهم ، ولمَّا ظهر غلاة المتصوفة توسل الباطنية بهم إلى مقصدهم أيضًا ، فأضلوا كثيرًا من الناس ، ولكن الإسلام ظل غالبًا على أمره في الصوفية أيضًا إلا من كان أو صار من الباطنية ، وسنزيد هذه المسألة بيانًا ، وعسى أن ينشر مدير المؤيد هذا في جريدته ؛ ليزيل الإيهام الذي علق بالأذهان من كلامه ، ولا يعقل أن يكون مقصودًا له ؛ لأن آحاد العامة المتهاونين في الدين لا يمهدون السبيل لدعوة دين وُضِعَ لمحو دينهم ، فكيف يفعل ذلك مثل مدير المؤيد ؛ وهو من يعدّ من خواص المسلمين في علمه وسياسته .

ومن أراد أن يعرف تاريخ هؤلاء البابية وشيئًا من التفصيل في دينهم ، فيطالع كتاب مفتاح الأبواب تأليف الدكتور محمد مهدي خان ، وثمنه خمسة عشر قرشًا صحيحًا ، ويوجد في مكتبة المنار وغيرها .
________________________

((مجلة المنار ـ المجلد [13] الجزء [10] ص 785 ‌ شوال 1328 ـ نوفمبر 1910))

غالب ياسين
21/02/2007, 09:18 AM
جزاك الله خير الجزاء اخي د. منذر على هذا الموضوع الهام والذي استفدت منه الكثير وخصوصا الامور التي كنت اجهلها واصبحت واضحه الان.
وسبحان الله العظيم وبحمده
اثابكم الله

سلطان المجايري
09/04/2007, 04:36 PM
[ حضرة عبد البهاء
مركز العهد والميثاق (١٨٤٤-١٩٢١)


في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام ١٩٢١ احتشد جمع غفير من الناس قُدّر عدده بعشرة آلاف شخص يمثّـلون المذاهب والاتجاهات الدينية المختلفة، من يهود ومسيحيين ومسلمين، لتشييع جثمان حضرة عبد البهاء عباس الى مقرّه الأخير فوق جبل الكرمل بالأراضي المقدسة في مدينة حيفا. كان حضرة عبد البهاء الإبن الأرشد لحضرة بهاء الله. عيّنه والده ليخلُفه ممثّلاً لتعاليمه ومبيّناً لآياته وآثاره، وكسب حضرة عبد البهاء في حياته حبّ الجماهير وعطفهم فقامت الحشود التي جاءت لتأبينه بالتعبير عما تَكنّه له من احترام واعتزاز وتقدير معتبرين إياه جوهر الفضل والحكمة والجود والعرفان.(١) وقد وصفه أحد زعماء المسلمين بأنّه "ركن من أركان السلام" جسّد في شخصه "الجلال والعظمة،"(٢) بينما أشار اليه خطيب من الخطباء المسيحيين بقوله إنَّه مُرشد الإنسانيّة نحو "طريق الحقّ،"(٣) وأضاف الى ذلك أحد الأئمة الروحانيين من اليهود فاعتبر حياة حضرة عبد البهاء "مثلاً أعلى للتضحية والفناء"(٤) في سبيل خدمة العالم البشري. وعلّق أحد الزوّار الغربيين فقال في وصف موكب الجنازة "اجتمعت جموع غفيرة آسفة على موته ومستبشرة بذكرى حياته."(٥)

عُرِفَ حضرة عبد البهاء في كلٍّ من ديار الشرق والغرب بأنَّه سفير السّلام ونصير العدل وأبرز مَنْ حَمَل لواء الدين الجديد. ففي سلسلة من الرحلات التاريخية عَبْر أوروبا وأقطار أمريكا الشمالية، قام حضرة عبد البهاء، بالقول والعمل، ينشر المبادئ الرئيسة لدين والده الجليل بالحجّة والبرهان دون أنْ يفتر له عزم. فأَكَّد بأنَّ "المحبة هي النّاموس الأعظم" والسبب الأَكبر "لتمدّن الأمم"(٦) وأنَّ "الإنسانيّة في أشدّ الحاجة الى التعاون وتبادل المنافع بين الناس جميعاً."(٧)

وكتب مُعلِّقٌ على رحلات حضرة عبد البهاء لأمريكا فقال: "حينما زار حضرة عبد البهاء هذه البلاد للمرّة الأولى سنة ١٩١٢ وَجَد جمهوراً كبيراً مُحِبّاً ينتظرونه ليُحيّوه بأشخاصهم وليتَسلَّموا من شفتيه رسالته في المحبة والروحانية ... ومن وراء الكلمات المنطوقة كان هناك شيء في شخصيته لا يمكن وصفه، وكان هذا الشيء يؤثّر تأثيراً عميقاً في كلّ مَنْ فاز بمحضره، فرأسه الذي يشبه القبة، ولحيته الأبوية، وعيناه اللّتان كانتا تبدوان وكأنهما تنظران الى ما وراء الزمن والحسّ، وصوته الواضح النفّاذ رغم انخفاضه وتواضعه الخالص، ومحبته الغلاّبة، وفوق كلّ شيء ذلك الإحساس بالقوة يخالطها اللطف الذي زوّد كيانه كلّه بجلال نادر نابع من الغبطة الروحية الذي نأى به عن الناس من ناحية وقرّبه من ناحية أخرى الى أوضع النفوس، كلّ ذلك وكثير مما لا يمكن تعريفه خَلَقَ عند العديدين من أصدقائه ذكريات لا يمكن أن تُمحى، ذكريات نفيسة لا يمكن أن تُوصف بوصف."(٨)

بَيدَ أَنَّه لا يمكن لهذه الأوصاف كلّها أنْ تحيط إحاطة تامّة بالمقام الفريد الذي يتمتَّع به حضرة عبد البهاء في التاريخ الديني، رغم ما كان لشخصيته الفذّةِ من جاذبية ولبصيرته الثاقبة من فهم عميق لمعنى الحياة الإنسانيّة وسَبْرِ غَوْرها. وقد وجّه حضرة بهاء الله هذه الكلمات الى أتباعه واصفاً حضرة عبد البهاء بأنّه "وديعة الله"(٩) بينهم و "الفضل الأَعظم"(١٠) عليهم، مضيفاً الى هذه النعوت والأوصاف قولَه الموجّه الى حضرة عبد البهاء نفسه "إنَّا جعلناكَ حِرْزاً للعالمين وحفظاً لمن في السموات والأرضين وحِصْناً لمن آمن بالله الفرد الخبير."(١١) وتوّج كلَّ ما سبق ذكرُه فوصف حضرة عبد البهاء مرة اخرى بأنه "غُصْن الله الأعظم العظيم وسرُّ الله الأَقْوم القديم."(١٢) وتشيد الآثار البهائية بشخصيّة حضرة عبد البهاء وتُشير إلى "كيفيّة اختلاط الخصائص المتباينة وانسجامها انسجاماً كاملاً في [شخصيته]، وهي خصائص الطبيعة الإنسانيّة والمعرفة الإلهيّة الغيبيّة."(١٣)

لقد كان موضوعُ الخلافة الدينية قضيةً شائكة بالنسبة لكل الأديان السماوية. وتَسَبَّبَ عدمُ حسمها في خلق ما لا يمكن تلافيه من الضغائن والاختلافات المذهبيّة. فالغموض الذي اكتنف موضوعَ الخلافتين المسيحية والاسلاميّة مثلاً أدّى الى خلافات عريضة في تفسير النصوص الإلهيّة المقدسة وقيام نزاع ديني مرير في كلتيّ الديانتين. لقد أمر حضرة بهاء الله أتباعه في هذا الدور أن يتوجّهوا إلى حضرة عبد البهاء من بعده ووضّح ذلك في بنود وصيته المعروفة "بكتاب عهدي" حيث ذكر: "إِذا غِيضَ بحرُ الوِصَال، وقُضي كتاب المبدأ في المآل، توجّهوا الى من أراده الله الذي انشعب من هذا الأصل القديم. وقد كان المقصود من هذه الآية المباركة الغصن الأعظم [حضرة عبد البهاء]."(١٤)

بتعيين حضرة عبد البهاء خلفاً له اختار حضرة بهاء الله الوسيلة التي عن طريقها يمكن نشر رسالته الزاخرة بالأمل والداعية الى السلام العالمي في كل أنحاء المعمورة، ومن ثَمَّ الى تحقيق الوحدة والألفة بين جميع البشر. لقد كان حضرة عبد البهاء باختصار مركزاً للعهد والميثاق الذي جاء به حضرة بهاء الله ضماناً لوحدة الجامعة البهائية وصيانةً لمبادئه وتعاليمه لتبقى تلك التعاليم مُنزّهة عن التحريف والتغيير. فحضرة عبد البهاء كمركز للعهد والميثاق هو قطب الاتحاد يلتف حوله المؤمنون لتبقى كلمة الله طاهرة نقيّة. ولا يدع حضرة بهاء الله لنا مجالاً للشك في ما يعنيه حينما يخاطب حضرة عبد البهاء في أحد ألواحه قائلاً: "البهاء عليك، وعلى من يخدمك ويطوف حولك، والويل والعذاب لمن يخالفك ويؤذيك. طوبى لمن وَالاك والسّقر لمن عاداك."(١٥)

أصبح حضرة عبد البهاء بصفته المبيّن الرسمي لتعاليم حضرة بهاء الله "اللسان الناطق بفحوى كتاب الله، والشارح لكلمة الله."(١٦) فبدونه لما كان في الإمكان بعث القوة الخلاّقة الهائلة في رسالة حضرة بهاء الله لتعمّ الإنسانيّة، ولا كان من المستطاع إدراك معناها إدراكاً عميقاً كاملاً. وهكذا قام حضرة عبد البهاء بشرح تعاليم دين والده، وفصّل معتقدات ذلك الدين، ورسم المعالم الرئيسة لمؤسساته الادارية. ولقد كان بالفعل القائد السّديد الذي شيّد كيان الجامعة البهائية السريعة النموّ والانتشار. وإضافة الى كلّ ذلك فقد غرس حضرة بهاء الله في حضرة عبد البهاء "الفضائل والكمالات الشخصية والاجتماعية، وأراده مَثَلا أَعلى تحتذي به الإنسانيّة على الدوام."(١٧) وبما أَنَّ حضرة عبد البهاء كان المَثَـل لتعاليم حضرة بهاء الله ومركزاً لعهده وميثاقه فقد أصبح "مَرجِعاً مصوناً من الخطأ لتنفيذ الكلمة الإلهيّة باتخاذ الإجراءات العمليّة من أجل بناء حضارة إنسانيّة جديدة."(١٨)

وبالنظر الى أحداث الماضي يبدو واضحاً أنَّ حضرة بهاء الله كان حريصاً على تهيئة حضرة عبد البهاء ليرعى شؤون أتباعه من بعده. فقد ولد حضرة عبد البهاء في الثالث والعشرين من شهر أيار (مايو) عام ١٨٤٤ في الليلة ذاتها التي أعلن فيها الباب مولد دورة دينية جديدة، كما أنَّه شارك ولمّا يزل طفلاً والده العظيم صنوف المعاناة إِبّان موجة الاضطهاد والعنف التي تعرّض لها أتباع الباب. وكان عمره ثماني سنوات عندما سُجن والده حضرة بهاء الله لكونه من المدافعين عن الدعوة البابية وأحد أنصارها البارزين. ثم صَحِب والده العظيم طوال سنوات النّفي من بلاد فارس الى عاصمة الإمبراطورية العثمانية الى أنْ انتهى به المُقَام في فلسطين. ولما بلغ حضرة عبد البهاء أَشُدَّه صار الرفيقَ الحميم لوالده ونائباً له ودرعاً يحميه، وممثّـله الشخصي الرئيسي لدى القيادات الروحية والسياسية آنذاك. أما مواهبه غير العادية المتمثّـلة في قيادته الحكيمة، وعلمه الواسع، وخدماته الخيّرة فقد جلبت الهيبة والاحترام لجامعة المنفيين من أَتباع حضرة بهاء الله. واخيراً تولى قيادة الدين البهائي إثْرَ صعود حضرة بهاء الله في شهر أيار (مايو) عام ١٨٩٢.

وبعد مرور أربعة عقود من الزمان، تحمّل فيها حضرة عبد البهاء السجن والمعاناة، بدأ عام ١٩١١ رحلاته الى الغرب، وهناك عرض ببساطة مدهشة على الشريف والوضيع دونما تفرقة نظام حضرة بهاء الله لتجديد المجتمع الإنساني روحياً وخلقياً. فصرح حضرة عبد البهاء بأن "دعوة الحقّ هذه قد بَعَثَتْ في هيكل الإنسانيّة حياة جديدة، ونفخت في عالم الخَلْق روحاً جديدة، فأنعشت قلوب البشر وضمائرهم، ولن يَطولَ الزمان كي تظهر أثار هذا البَعْث الجديد فيستيقظ أولئك الذين ذهبوا في سبات عميق."(١٩)

وكان من أَبرز العناصر الجوهرية للنظام الإلهيّ الذي أَعلنه لقادة الرأي العام والى الجماهير على السواء في أثناء سفراته التبليغيّة، "التحرّي عن الحقيقة تحرّياً مستقلاً دون تقيّد بالخرافات ولا بالتقاليد، ووحدة الجنس البشري قطب مبادئ الدين وأساس معتقداته والوحدة الكامنة وراء جميع الأَديان، والتبرّؤ من كل أَلْوان التعصب الجنسي والديني والطبقي والقومي، والوئام الذي يجب أنْ يسود بين الدين والعلم، والمساواة بين الرجل والمرأة فهما الجناحان اللذان يعلو بهما طائر الجنس البشري، ووجوب التعليم الإجباري، والاتفاق على لغة عالمية إضافية، والقضاء على الغنى الفاحش والفقر المدقع، وتأسيس محكمة عالمية لفضّ النزاع بين الأمم، والسموّ بالعمل الذي يقوم به صاحبه بروح الخدمة الى منزلة العبادة، وتمجيد العدل على أنه المبدأ المسيطر على المجتمع الإنساني، والثناء على الدين كحصن لحماية كل الشعوب والأمم، واقرار السلام الدائم العام كأسمى هدف للبشرية."(٢٠)

أَكّد حضرة عبد البهاء مراراً وتكراراً بأَنه ليس الاّ "المبشّر بالسلام والتفاهم" و "المدافع عن مبدأ وحدة الجنس البشري" و "العامل على دعوة الإنسانيّة لاستقبال مملكة الله" على الأرض. ورغم ما لَقِيَتْه دعوته من القبول والاستحسان رأى من الضرورى أَنْ يوضّح بكل صدق وأمانة مصدر إِلهامه وحقيقة مقامه، فكتب الى أتباعه في أمريكا قائلاً:

"إِنَّ اسمي عبد البهاء، وصفتي عبد البهاء، وذاتي عبد البهاء، وحقيقتي عبد البهاء، وحمدي عبد البهاء، وعبوديتي للجمال المبارك هي إكليلي الجليل ... فليس لي أبداً ولن يكون لي اسم أو لقب أو ذِكْر أو ثناء سوى إنَّني عبد البهاء، إنَّ هذا هو أملي وغاية رجائي، وفي هذا حياتي الأبدية ومجدي الخالد."(٢١)


وهكذا رفض حضرة عبد البهاء أنْ يترك أَدنى شك لدى أيّ من أتباعه بأَنه ليس سوى خادم حضرة بهاء الله المخلص الأمين وعبده القائم على خدمته، وأنَّ كلّ ما يحقّقه من إنجاز إنَّما يتمّ بفضل حضرة بهاء الله وتأييده وبركاته، وأَنّه مدين في كلِّ ما يقوله من قول ويفعله من فعل لوالده الجليل، صاحب الرسالة الإلهيّة لهذا العصر.

اعلى



--------------------------------------------------------------------------------
(١) H.M. Balyuzi, ‘Abdu’l-Bahá: The Centre of the Covenant of Baha’u’llah, Oxford, George Ronald, 1992, p. 466
(٢) المصدر السابق، ص ٤٦٦.
(٣) المصدر السابق، ص ٤٦٧.
(٤) المصدر السابق، ص ٤٧١.
(٥) شوقي أفندي، كتاب القرن البديع، من آثار حضرة ولي امر الله شوقي أفندي رباني، ترجمة الدكتور السيد محمد العزّاوي، من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل، ٢٠٠٢، ص ٣٦٩.
(٦) عبد البهاء، منتخباتي از مكاتيب حضرت عبد البهاء، ويلمت، لجنة نشر آثار امري، ١٩٧٩، ص٢٥.
(٧) Abdu’l-Baha, The Promulgation of Universal Peace, Wilmette, Baha’i Publishing Trust, 1978, p.27
(٨) شوقي أفندي، كتاب القرن البديع، ص٣٤١.
(٩) شوقي أفندي، دور بهائي، لانكنهاين: لجنة نشر آثار امرى، ١٩٨٨، ص٦٠.
(١٠) المصدر السابق، ص٦٠.
(١١) المصدر السابق، ص٦١.
(١٢) المصدر السابق، ص٦٢.
(١٣) شوقي افندي، دورة حضرة بهاء الله: ملحق الادارة البهائية، الاسكندرية، المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بالقطر المصري والسودان، ١٩٤٧، ص٤٦.
(١٤) حضرة بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله نزلت بعد الكتاب الاقدس، من منشورات دار النشر البهائية في بلجيكا، ١٩٨٠، ص ٢٠٠.
(١٥) شوقي افندي، دورة حضرة بهاء الله: ملحق الادارة البهائية، ص٤٨.
(١٦) من رسالة بيت العدل الاعظم الموجّهة الى البهائيين في العالم. ٢٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٣.
(١٧) المصدر السابق .
(١٨) المصدر السابق.
(١٩) شوقي افندي، نظم جهان بهائي، منتخباتي از آثار صادره از قلم حضرت ولي امر الله، دانداس: مؤسسه معارف بهائي، ص١١٠-١١١.
(٢٠) شوقي افندي، كتاب القرن البديع، ص٣٢٩.
(٢١) شوقي افندي، دورة حضرة بهاء الله: ملحق للادارة البهائية، ص٥٣.[/color][/size]

سلطان المجايري
09/04/2007, 04:38 PM
لا يمكن التعريف بالمبادئ والتعاليم والأحكام التي أمر بها حضرة بهاء الله في العُجالة التي يفرضها الحيز المحدود لهذه الصفحات، ولكن يكفي أن يتعرّف القارئ - مؤقتاً - على بعض الدعائم الأساسية التي يقوم عليها الدين البهائي وتتناول تفصيلها تعاليمه وأحكامه، حتى يتسنّى له أن يلمس بنفسه مدى قدرتها على إبراء العالم من علله المميتة، ويرى بعينه النور الإلهي المتشعشع من ثناياها، فتتاح لمن يريد المزيد من البحث والتحرّي أن يواصل جهوده في هذا السبيل.

وأول ما يسترعي الانتباه في المبادئ التي أعلنها حضرة بهاء الله طبيعتها الروحانية البحتة، فهي تأكيد بأن الدين ليس مجرد نعمة سماوية فحسب، بل هو ضرورة لا غِنى عنها لاطمئنان المجتمع الإنساني واتحاده وهما عماد رُقيّه مادياً وروحانياً*. وفي ذلك يقول حضرة بهاء الله: "إن الدين هو النور المبين والحصن المتين لحفظ أهل العالم وراحتهم، إذ أن خشية الله تأمر الناس بالمعروف وتنهاهم عن المنكر"١ كما يتفضل أيضاً في موضع آخر: "لم يزل الدين الإلهي والشريعة الربانيّة السبب الأعظم والوسيلة الكبرى لظهور نيّر الاتحاد وإشراقه*. ونموّ العالم وتربية الأمم، واطمئنان العباد وراحة من في البلاد منوط بالأصول والأحكام الإلهية"٢.

ولكن القدرة والحيوية والإلهام التي يفيض بها الدين على البشر لا يدوم تأثيرها في قلوبهم إلى غير نهاية، لأن القلوب البشرية بحكم نشأتها خاضعة لناموس الطبيعة الذي لا يعرف الدوام بدون تغيير. وقد ذكر سبحانه وتعالى في مواضع عدة من القرآن الكريم قسوة قلوب العباد من بعد لينها لكلماته كما جاء في سورة الحديد مثلاً: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُم وَكَثِيرٌ مِنْهُم فَاسِقُونَ"٣.

فَبدارُ الناس إلى الاستجابة لأوامر الله محدّد بأمد معيّن، تقسوا قلوبهم من بعده وتـتحجّر فتضعف استجابتها لكلمة الله وبالتالي لإسلام الوجه إليه، فينتشر الفساد إيذاناً بحين الكَرَّةِ. فَتَعاقُبُ الأديان ليس مجرد ظاهرة مطّّردة فحسب، بل هي تجديد متكرّر للرباط المقدس بين الإنسان وبارئه، وتجديد للقوى التي عليها يتوقف تقدّمه، وتجديد للنّهج الذي يضمن بلوغه الغاية من خلقه، فهو بمثابة الربيع الذي يجدّد عوده المنتظم نضرة الكائنات،* ولذا يصدق عليه اسم البعث الذي يُطلقُ الطاقة الروحانيّة اللازمة لنماء المواهب الكامنة في الوجود الإنساني. وفي هذا المعنى يتفضل حضرة بهاء الله: "هذا دين الله من قبل ومن بعد مَن أراد فليقبل ومَن لم يرد فإن الله لغنيّ عن العالمين"٤.

فتجديد الدين إذاً، سُنّة متواترة بانتظام منذ بدء النشأة الأولى، وهو تجديد لأن أصول الرسالات السماوية ثابتة وواحدة، وكذلك غاياتها ومصدرها، ولكن أحكامها هي العنصر المتغيّر وفقاً لمقتضى الحاجة في العصر الذي تظهر فيه، لأن مشاكل المجتمعات الإنسانية تتغير، ومدارك البشرية تنمو وتتبدل، ولا بد من أن يواجه الدين هذا التغيير والتبديل فيحل مشاكل المجتمع ويخاطب البشر بحسب نمو مداركهم، وإلاّ قَصَّرَ عن تحقيق مهامه. ‬فما جاء به الأنبياء والرسل كان بالضّرورة على قدر طاقة الناس في زمانهم وفي حدود قدرة استيعابهم، وإلاّ لما صلح كأداة لتنظيم معيشتهم، والنهوض بمداركهم في التقدم المتواصل نحو ما قَدَّرهُ الله لهم.

والمتأمل في دراسة الأديان المتتابعة بدون تعصّب يرى في تعاليمها السامية خطة إلهية تتضح معالمها على وجه التدريج، غايتها توحيد البشر. فالواضح في تعاليم الأديان المختلفة سعيها المتواصل لتقارب البشر وتوحيد صفوفهم على مراحل متدرجة وفقاً للإمكانيات المتوفرة في عصورهم. ولهذا فإن المحور الذي تدور حوله جميع تعاليم الدين البهائي هو وحدة الجنس البشري قاطبة؛ اتحاد لا يفصمه تعصّب جنسي أو تعصّب ديني أو تعصّب طائفي أو تعصّب طبقي أو تعصّب قومي، وهذا في نظر التعاليم البهائية أسمى تعبير للحب الإلهي، وهو في الواقع أكثر ما يحتاجه العالم في الوقت الحاضر*.

ولكن لا يمكن تحقيق هذا الركن الركين لسلام البشرية ورخائها وهنائها إلاّ بقوة ملكوتية، ومَدَدٍ من الملأ الأعلى مُؤيَّدٍ بشديد القوى، لأنه هدف يخالف المصالح المادية التي يهواها الإنسان ويسعى إليها بحكم طبيعته، وكلّها مصالح متباينة ومتضاربة ومؤدّية إلى الاختلاف والانقسام. وقد نبّه حضرة عبد البهاء إلى التزام البهائيين بهذا المبدأ بقوله: "إن البهائي لا ينكر أي دين، وإنما يؤمن بالحقيقة الكامنة فيها جميعاً، ويفدي نفسه للتمسك بها، والبهائي يحب الناس جميعاً كأخوته مهما كانت طبقتهم أو جنسهم أو تبعيّـتهم، ومهما كانت عقائدهم وألوانهم سواء أكانوا فقراء أم أغنياء، صالحين أم طالحين".‬

ولو أعدنا قراءة التاريخ وتفسير أحداثه بمعايير روحانية لتَحَقَّقَ لنا أن هذا الهدف لم يهمله الرسل السابقون، وإنما اقتضت ظروف أزمنتهم تحقيق أهداف كانت حاجة البشرية لها أكبر في عصورهم، والاكتفاء بالتمهيد للوحدة الإنسانية انتظاراً لحين توفر الوسائل المادية والمعنوية لتحقيقها. وقد وَحّدت تعاليم السيد المسيح بين المصريين والأشوريين وبين الرومان والإغريق بعد طول انقسام وعديد من الحروب المهلكة. كما وَحّدت تعاليم الإسلام بين قبائل اتخذت من القتال وسيلة للكسب، وجمعت أقواماً متباينة مآربها، مختلفة حضاراتها، متنوعة ثقافاتها، متعددة أجناسها؛ من عرب وفرس وقبط وبربر وأشوريين وسريان وترك وأكراد وهنود وغيرها من الأجناس والأقوام*.

وهكذا تهيأت بالتدريج الوسائل والظروف لكي تُشيِّدَ التعاليم البهائية الاتّحاد الكامل الشامل للجنس البشريّ بأسره في هذا العصر الذي يستعصي فيه التوفيق بين ثقافات وحضارات الشرق والغرب، ويقدم توحيدهما تحدّياً أعظم من التحديات التي اعترضت سبيل توحيد الأمم في العصور السالفة*.

ألا يذكرنا التوافق بين ظهور رسالة حضرة بهاء الله والتغيير الذي شمل أوضاع العالم بالتغييرات الجَذرِيَةِ التي حقّقتها الرسالات الإلهية السابقة في حياة البشر؟ ألا يدعونا هذا التوافق إلى التفكير في الرباط الوثيق بين الآفاق الجديدة التي جاءت في رسالة حضرة بهاء الله وبين التفتّح الفكري والتقدم العلمي والتغيير السياسي والاجتماعي الذي جدّ على العالم منذ إعلان دعوته؟

ومهما بدت شدة العقبات وكثرتها فقد حان يوم الجمع بعد أن أعلن حضرة بهاء الله: "إن ربّكم الرحمن يحبّ أن يرى مَن في الأكوان كنفس واحدة"٥، ويتميز المجتمع البهائي العالمي اليوم بالوحدة التي تشهد لهذا الأمر والتي جمعت نماذج من كافة الأجناس والألوان والعقائد والأديان والقوميات والثقافات وأخرجت منها خلقاً جديداً، إيذاناً بقرب اتحاد البشرية وحلول السلام والصلح الأعظم، إنها المحبة الإلهية التي تجمع شتات البشر فينظر كل منهم إلى باقي أفرادها على أنهم عباد لإله واحد وهم له مسلمون. إنّ فطرة الإنسان التي فطره الله عليها هي المحبة والوداد، والأخوة الإنسانية منبعثة من الخصائص المشتركة بين أفراد البشر، فالإنسانية بأسرها خلق إرادة واحدة، وقد خرجت من أصل واحد، وتسير إلى مآل واحد، ولا وجود لأشرار بطبيعتهم أو عصاة بطبعهم، ولكن هناك جهلة ينبغي تعليمهم، وأشقياء يلزم تهذيبهم، ومرضى يجب علاجهم. حينئذ تنتشر في الأرض أنوار الملكوت، ويملأها العدل الإلهيّ الموعود*.

كان الاتحاد دائماً هدفاً نبيلاً في حدّ ذاته، ولكنه أضحى اليوم ضرورة تستلزمها المصالح الحيويّة للإنسان*. فالمشاكل التي تهدّد مستقبل البشريّة مثل: حماية البيئة من التلوث المتزايد، واستغلال الموارد الطبيعيّة في العالم على نحو عادل، والحاجة الماسة إلى مشروعات التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة في الدول المتخلّفة، وإبعاد شبح الحرب النوويّة عن الأجيال القادمة، ومواجهة العنف والتطرف اللذين يهددان بالقضاء على الحريّات والحياة الآمنة، وعديد من المشاكل الأخرى، يتعذّر علاجها على نحو فعّال إلاّ من خلال تعاون وثيق مخلص يقوم على أسس من الوفاق والاتحاد على الصعيد العالمي، وهذا ما أوجبه حضرة بهاء الله: "يجب على أهل الصفاء والوفاء أن يعاشروا جميع أهل العالم بالرَّوح والرّيحان لأن المعاشرة لم تزل ولا تزال سبب الاتحاد والاتفاق وهما سببا نظام العالم وحياة الأمم*. طوبى للذين تمسّكوا بحبل الشفقة والرأفة وخلت نفوسهم وتحرّرت من الضغينة والبغضاء"٦.

علّمنا التاريخ،* وما زالت تعلّمنا أحداث الحاضر المريرة، أنّه لا سبيل لنزع زؤان الخصومة والضغينة والبغضاء وبذر بذور الوئام بين الأنام، ولا سبيل لمنع القتال ونزع السلاح ونشر لواء الصلح والصلاح، ولا سبيل للحدّ من الأطماع والسيطرة والاستغلال، إلا بالاعتصام بتعاليم إلهية وتشريع سماوي تهدف أحكامه إلى تحقيق هذه الغايات، و‬من خلال نظام عالمي بديع يرتكز على إرساء قواعد الوحدة الشاملة لبني الإنسان وتوجيه جهوده إلى المنافع التي تخدم المصالح الكلية للإنسانية*.

وفي الحقيقة والواقع أَنَّ حسنَ التفكيرِ والتدبيرِ مساهمان وشريكان للهداية التي يكتسبها الإنسان من الدين في تحقيق مصالح المجتمع وضمان تقدّمه. فإلى جانب التسليم بأن الإلهام والفيض الإلهي مصدر وأساس للمعارف والتحضّر، لا يجوز أن نُغفِل دور عقل الإنسان أو نُبخّس حقّه في الكشف عن أسرار الطبيعة وتسخيرها لتحسين أوجه الحياة على سطح الأرض، فهو من هذا المنظور المصدر الثاني للمعارف اللازمة لمسيرة البشرية على نهج التمدّن، والتعمّق في فهم حقائق العالم المشهود*.

وقد تعاون العلم والدين في خلق الحضارات وحلّ مشاكل ومعضلات الحياة*، وبهما معاً تجتمع للإنسان وسائل الراحة والرخاء والرقي ماديّاً وروحانيّاً*. فهما للإنسان بمثابة جناحي الطير، على تعادلهما يتوقّف عروجه إلى العُلى، وعلى توازنهما يقوم اطّراد فلاحه. أما إذا مال الإنسان إلى الدين وأهمل العلم ينتهي أمره إلى الأوهام وتسيطر على فكره الخرافات، وعلى العكس إذا نحا نحو العلم وابتعد عن الدين، تسيطر على عقله وتفكيره ماديّة مفرطة، ويضعف وجدانه*، مع ما يجرّه الحالان على الإنسانية من إسفاف وإهمال للقيم الحقيقية للحياة. ولعلّ البينونة التي ضاربت أطنابها بين الفكر الديني والتفكير العلمي هي المسؤول الرئيس عن عجز كليهما عن حسن تدبير شؤون المجتمع في الوقت الحاضر.

لقد وهب الله العقل للإنسان لكي يحكم به على ما يصادفه في الحياة فهو ميزان للحكم على الواقع، وواجب الإنسان أن يوقن بصدق ما يقبله عقله فقط، ويعتبر ما يرفضه عقله وهماً كالسراب يحسبه الناظر ماء ولكن لا نصيب له من الحقيقة. أما إذا دام الإصرار على تصديق ما يمجّه العقل فما عساها تكون فائدة هذه المنحة العظمى التي منّ الله بها على الإنسان وميّزه بها عن الحيوان. فكما أن الإنسان لا يكذّب ما يراه بعينيه أو ما يسمعه بأذنيه فكذلك لا يسعه إلاّ أن يصدّق بما يعيه ويقبله عقله. والحقّ أن العقل يفوق ما عداه من وسائل الإدراك فكل الحواس محدودة في قدراتها بالنسبة للعقل الذي لا تكاد تحدّ قدراته حدود، فهو يدرك ما لا يقع تحت الحواس ويرى ما لا تراه العين وينصت لما لا تصله إلى سمعه الآذان، ويخرق حدود الزمان والمكان فيصل إلى اكتشاف ما وقع في غابر الأزمان ويبلغ إلى حقائق الكون ونشأته والناموس الذي يحكم حركته. ومن الحق أن كل ما عرفه الإنسان من علوم وفنون واكتشافات وآداب هي من بدع هذا العقل ونتاجه. أفلا يكفي عذراً إذن لمن ينكرون الدين في هذه الأيام أن كثيراً من الآراء الدينية التي قال بها المفسرون القدماء مرفوضة عقلاً، ومناقضة للقوانين العلمية والقواعد المنطقية التي توصل إليها العقل؟

والمبدأ المرادف للمبدأ السابق هو مسئولية الإنسان في البحث عن الحقيقة مستقلاً عن آراء وقناعات غيره، وبغض النظر عن التقاليد الموروثة والآراء المتوارثة عن السلف والقدماء مهما بلغ تقديره لمنزلتهم ومهما كانت مشاعره بالنسبة لآرائهم. وبعبارة أخرى يسعى لأن تكون أحكامه على الأفكار والأحداث صادرة عن نظر موضوعي نتيجة لتقديره ورأيه تبعاً لما يراه فيها من حقائق. إن الاعتماد على أحكام وآراء الغير تَسبّبَ في الإضرار بالفكر الديني والتفكير العلمي وملكة الإبداع في كثير من الأمم، فإحباط روح البحث والتجديد التي نعاني منها اليوم كانت نتيجة التقليد الأعمى واتباع ما قاله السلف والتمسك بالموروث بدون تدقيق في مدى صحته أو نصيبه من الحقيقة أو اختبار أوجه نفعه*.

فواجبنا اليوم أن نتحرّى الحقيقة ونترك الخرافات والأوهام التي تشوب كثيراً من تصورات ومفاهيم وتفاسير السلف في مختلف الميادين وعلى الأخص فيما يتعلق بالمعتقدات والتفاسير الدينيّة. لقد خلق الله العقل في الإنسان لكي يطلع على حقائق الأشياء لا ليقلد آباءه وأجداده تقليداً أعمى. وكما أن كل من أُوتِيَ البصر يعتمد عليه في تبيّن الأشياء، وأن كل من أُوتِيَ السمع يعتمد عليه في التمييز بين الأصوات، فكذلك واجب كل من أُوتِيَ عقلاً أن يعتمد عليه في تقديره للأمور ومساعيه لتحري الحقيقة واتباعها. وذلك هو النصح والتوجيه الإلهي حيث قال تعالى: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمَعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهِ مَسْئُولاً"٧‬.

وإهمال المرء الاستقلال في بحثه وأحكامه يورث الندامة. فقد رفض اليهود كلاّ من رسالة المسيح ورسالة محمد نتيجة لإحجامهم عن البحث المستقلّ عن الحقيقة واتباع التقاليد والأفكار الموروثة، من ذلك نبوءات مجيء المسيح - التي وِفقاً للتفاسير الحرفية التي قال بها السلف - أنه سيأتي مَلَكاً ومن مكان غير معلوم بينما بُعث المسيح فقيراً وجاءهم من بلدة الناصرة، وبذلك أضلّتهم أوهام السلف عن رؤية الحقيقة الماثلة أمام أنظارهم ومنعتهم عن إدراك المعاني الروحانية المرموز إليها في تلك النبوءات. ثم أدّى التشبث بمفاهيم السلف إلى بث الكراهية والعداوة بينهم وبين أمم أخرى دامت إلى يومنا هذا. وما ذلك إلاّ بسبب الانصراف عن إعمال العقل والاستقلال في التعرف على الحقيقة*.

ومن مبادئ الدين البهائي التحرّر من جميع ألوان التعصب*. فالتعصبات أحكام ومعتقدات نسلّم بصحتها بدون مزيد بحث أو تحرٍّ لحقيقتها، ونتخذها أساساً لتحديد مواقفنا، وعلى هذا تكون التعصبات جهالة من مخلّفات التفكير القبليّ، وأكثر ما يعتمد عليه التعصب هو التمسك بالمألوف وتجنب الجديد، لمجرد أن قبوله يتطلّب تعديلا في القيم والمعايير التي نبني عليها أحكامنا*. فالتعصب نوع من الهروب، ورفض لمواجهة الواقع.

بهذا المعنى، التعصب أيّاً كان، جنسياً أو عنصرياً أو سياسياً أو عرقياً أو مذهبياً، هو شر يقوّض أركان الحقّ ويفسد المعرفة، بقدر ما يدعم قوى الظلم ويزيد سيطرة الجهل. وبقدر ما للمرء من تعصّب يضيق نطاق تفكيره وتنعدم حريّـته في الحكم الصحيح*. ولولا هذه التعصبات لتجنّب الناس في الماضي كثيراً من الحروب والاضطهادات والمظالم والانقسامات*. ولا زال هذا الداء ينخر في هيكل المجتمع الإنساني، ويسبّب الحزازات والأحقاد التي تفصم عُرَى المحبّة والوداد*. إنّ الرسالة البهائيّة بإصرارها على ضرورة القضاء على التعصب، إنمّا تحرّر الإنسان من نقيصة مستحكمة، وتبرز دوره في إحقاق الحقّ وأهميّة التمسك بخصال العدل والنزاهة والإنصاف في كل الأمور*.

ومن مبادئ الدين البهائي مبدأ التضامن والتآزر بين أفراد المجتمع الإنساني بُغيَةَ القضاء على الفقر المدقع*. فالعَوَز قد كان وما زال داءٌ يهدّد السّعادة البشريّة ويحرم الفقراء من الضروريات ويسلبهم الحياة الكريمة، كما يزعزع الفقر أركان الاستقرار والأمن في المجتمع. وقد اقتصرت محاولات الماضي في معظم الأحيان على الصّدقات الخيرية فردية أكانت أم جماعية، ولم يصل العزم على القضاء على الفقر في أي وقت سابق إلى درجة الوجوب والإلزام على المجتمع. ولذا طال أمد الفقر واستشرى خطره في وقتنا الحاضر، وأصبح أقوى عامل يعوّق جهود الإصلاح والتنمية في أكثر المجتمعات*، وامتدّت شروره إلى العلاقات بين الدّول والجماعات لتجعل منه سبباً لأزمات حادّة وأخطار عظيمة.

ولا يعني ذلك أن المساواة المطلقة بين الناس في النواحي المادية للحياة ممكنة أو أن من ورائها جدوى ما دامت كفاءات البشر غير متساوية. إلاّ أن من المؤكّد أيضاً أنّ لتكديس الثروات في أيدي الأغنياء مخاطر ونكسات لا يُستهان بهما*. ففي تفشّي الفقر المدقع إلى جوار الغنى الفاحش مضار محقّقة تهدّد السكينة التي ينشدها الجميع، وإجحاف يتنافى مع العدل ومع مشاعر الأخوّة التي يجب أن تسود بين الناس، ولذلك ينبغي إعادة تنظيم وتنسيق النظريات الاقتصادية على أسس روحانية حتى يحصل كل فرد على نصيب من ضرورات الحياة الكريمة كحقّ لا صَدَقَةً. فإن كان تفاوت الثروات أمراً لا مفرّ منه، فإنّ في الاعتدال والتوازن ما يحقّق كثيراً من القيم والمنافع، ويتيح لكل فرد حظّاً من نعم الحياة*. لقد أرسى حضرة بهاء الله هذا المبدأ على أساس ديني ووجداني، كما أوصى بوضع تشريع يكفل المواساة والمؤازرة بين بني الإنسان، كحقّ للفقراء. وأوصى حضرته بالفقراء في مواضع كثيرة من وصاياه: "لا تحرموا الفقراء عمّا أتاكم الله من فضله وإنه يجزي المنفقين ضعف ما أنفقوا إنه ما من إله إلاّ هو له الخلق والأمر يعطي من يشاء ويمنع عمّن يشاء وإنه لهو المعطي الباذل العزيز الكريم"٨.

ومن واجبات البهائي السعي إلى اكتساب الصفات الملكوتية والتخلّق بالفضائل الأمر الذي أكد عليه حضرة بهاء الله: "الخُلُق إنه أحسن طراز للخَلْق من لدى الحقّ، زيّن الله به هياكل أوليائه، لعمري نوره يفوق نور الشمس وإشراقها*. مَن فاز به فهو من صفوة الخَلْق، وعزّة العالم ورفعته منوطة به"٩، فمن بين الغايات الرئيسة للدين تعليم الإنسان وتهذيبه*. وما من رسول إلا وأكّد على هذا الهدف الجليل الذي ينشد تطوير الإنسان من كائن يريد الحياة لذاتها، إلى مخلوق يريد الحياة لما هو أسمى منها، ويسعى فيها لما هو أعزّ من متاعها وأبقى، ألا وهو اكتساب الفضائل الإنسانيّة والتخلّق بالصفات الإلهيّة تقرّباً إلى الله "إن أوامره هي الحصن الأعظم لحفظ العالم وصيانة الأمم*. نوراً لمن أقرّ واعترف وناراً لمن أدبر وأنكر"١٠.

أمر حضرة بهاء الله في الكتاب الأقدس: "زيّنوا رؤوسكم بإكليل الأمانة والوفاء، وقلوبكم برداء التقوى، وألسنكم بالصدق الخالص، وهياكلكم بطراز الآداب، كل ذلك من سجيّة الإنسان لو أنتم من المتبصّرين*. يا أهل البهاء تمسّكوا بحبل العبودية لله الحقّ بها تظهر مقاماتكم وتثبت أسماؤكم وترتفع مراتبكم وأذكاركم في لوح حفيظ"١١. فالقرب إليه تعالى ليس قرباً ماديّاً، ولكن قرب مشابهة وتَحَلّ بصفاته بقدر كفاءة الإنسان*. وهذا يفرض على البهائي أولاً: السّعي للتعرّف على التعاليم والأحكام الجليلة التي أظهرها مشرق وحيه ومطلع إلهامه*، وثانياً: اتّباعها في حركته وسكونه، وفي ظاهره وباطنه: "إنّ الجنود المنصورة في هذا الظهور هي الأعمال والأخلاق المرضية، وإنّ قائد هذه الجنود تقوى الله"١٢. فالعمل بما أنزل الله هو فرع من عرفانه، وليس المقصود بعرفان الصفات الإلهية التصوّر الذهني لمعانيها، وإنّما الاقتداء بها في القول والعمل وفي ذلك تتمثّل العبوديّة الحقّة لله، تـنزّه تعالى عن كل وصف وشبه ومثال*. وقد أوجز حضرة بهاء الله هذه الحقيقة في قوله: "قل إن الإنسان يرتفع بأمانته وعفّته وعقله وأخلاقه، ويهبط بخيانته وكذبه وجهله ونفاقه*. لعمري لا يسمو الإنسان بالزينة والثروة بل بالآداب والمعرفة"١٣.

و‬ينهي الدين البهائي عن ارتكاب الفواحش وما لا يليق بمرتبة الإنسان من القتل والضرب والشجاج، والسرقة والخيانة، والغش والخداع، والسلب والنهب وحرق البيوت، ويحرّم الزّنا واللواط والخمر والمخدرات، والقمار والميسر، ويحذر من الكذب والنفاق والغيبة والنميمة والجدال والنزاع. كما تنفرد تعاليم الدين البهائي بتحريم الرقّ والتسوّل وتعذيب الحيوان وتقبيل الأيدي والرياضات الشاقة، فضلاً عن رفع أحكام الرّهبنة والكهنوت والاعتراف بالخطايا طلباً للغفران*. وتأمر بالصوم والصلاة، وتلاوة الآيات في كل صباح ومساء، والتأمل في معاني الكلمات الإلهية، وتقوى الله، وإسلام الوجه إليه في كل الأمور، والعفّة والطهارة، والعدل والإنصاف، والعفو والتسامح والصبر وسعة الصدر، وتحصيل العلوم والفنون النافعة. وتوصي بإكرام الوالدين ورعاية حقهما، وبتربية الأولاد وتعليمهم بنيناً وبناتاً، وبالتزام المجتمع بتعليم الأولاد عند عدم مقدرة الأبوين*.‬

ومن مبادئ الدين البهائي المساواة في الحقوق والواجبات بين الرجال والنساء*. لأن ملكات المرأة الروحانيّة وكفاءتها لعبودية ساحة الأحدية فضلاً على قواها العقليّة لا تفترق عمّا أوتي الرجل منها، وهذه هي جوهر الإنسان وحقيقته، فالمرأة والرجل متساويان في الصفات الإنسانيّة، وقد أكّد سبحانه وتعالى مراراً أَنَّ خَلْقَ الإنسان جاء على صورة ومثال الخالق، لا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى*. وليس التماثل الكامل بين الجنسين في وظائفهما العضويّة شرطاً لتكافئهما طالما أن علّة المساواة هي اشتراكهما في الخصائص الجوهريّة، لا الصفات العرضيّة*. إنّ تقديم الرجل على المرأة في السابق كان لأسباب اجتماعيّة وظروف بيئيّة لم يعد لهما وجود في الحياة الحاضرة*. ولا دليل على أن الله يفرّق بين الرجل والمرأة من حيث الإخلاص في عبوديّـته والامتثال لأوامره والتحلّي بالأخلاق المثالية؛ فإذا كانا متساويين في ثواب وعقاب الآخرة، فلِمَ لا يتساويان في الحقوق والواجبات إزاء أمور الحياة الدنيا؟

عدم اشتراك المرأة في الحياة العامة في الماضي اشتراكاً متكافئاً مع الرجل، لم يكن أمراً أملته طبيعتها بقدر ما برّره نقص تعليمها وقلّة مرانها، وثقل أعباء عائلتها، وعزوفها عن النزال والقتال*. أمّا وقد فُتحت اليوم أبواب التعليم أمام المرأة، وأتيح لها مجال الخبرة بمساواة مع الرجل، وتهيّأت الوسائل لإعانتها في رعاية أسرتها، وأضحى السلام بين الدول والشعوب ضرورة تقتضيها المحافظة على المصالح الحيويّة للجنس البشري، لم يعد هناك لزوم للحيلولة بينها وبين المساواة. إنّ تحقيق المساواة بين عضوي المجتمع البشري يتيح الاستفادة التامة من خصائصهما المتكاملة، ويسرع بالتقدم الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والسياسي، ويضاعف فرص الجنس البشري لبلوغ السعادة والرفاهية والاستقرار.

ومن مبادئ الدين البهائي إيجاد نظام تتحقّق فيه الشروط الضروريّة لاتحاد البشر وضمان دوامه*. وبناء هذا الاتحاد يقتضي دعامة سندها العدل لا القوّة، وتقوم على التعاون لا التنافس، وغايتها تحقيق المصالح الجوهريّة لعموم البشر، حتى تحظى البشرية بعصر يجمع بين الرخاء والنبوغ على نحو لم يسبق له مثيل*. وقد فصّل حضرة بهاء الله أسس هذا النظام البديع في رسائله إلى ملوك ورؤساء دول العالم في إبّان وجوده في سجن عكّا، وكان من بينهم ناپليون الثالث، والملكة ڤكتوريا، وناصر الدين شاه، ونيقولا الأول، وبسمارك، وقداسة البابا بيوس التاسع، والسلطان عبد العزيز، ودعاهم للعمل متعاضدين على تخليص البشريّة من لعنة الحروب وتجنيبها نكبات المنازعات العقيمة.

‬ولكن قوبل نداؤه هذا آنذاك بالاستنكار والرفض لمخالفته لكل ما كان متعارفاً عليه في العلاقات بين الدول*. لكن وجدت هذه التعاليم طريقها إلى تفكير المسئولين عن تدبير شئون البشريّة، وفرضت نفسها على مجريات الأحداث الدوليّة، ووجد جزء منها طريقه للتطبيق بالتدريج حتي أضحت اليوم مبادئ هذا النظام الدولي - في نظر أهل الخبرة والتدبير - الحلّ الأمثل للمشاكل العالمية، ويراها المفكّرون في زماننا من مسلّمات أي نظام عالمي جاد في إعادة تنظيم العلاقات بين المجموعات البشريّة على نمط يحقّق الأمن والرفاهية والعدل في العالم. ومن أركان هذا النظم الذي أعلنه حضرة بهاء الله حوالي سنة ١٨٦٨م :

• نبذ الحروب كوسيلة لحلّ المشاكل والمنازعات بين الأمم، بما يستلزمه ذلك من تكوين محكمة دوليّة للنظر فيما يطرأ من منازعات، وإعانة أطرافها للتوصّل إلى حلول سلميّة عادلة.



• تأسيس مجلس تشريعي على النطاق الدولي لحماية المصالح الحيويّة للبشر وسنّ القوانين اللازمة لصون السلام في العالم.



• تنظيم إشراف دولي يمنع تكديس السلاح على نحو يزيد عن حاجة الدولة لحفظ الأمن والنظام داخل حدودها.



• إنشاء قوّة دوليّة دائمة لفرض احترام القانون وردع أي أمّة عن استعمال القوّة المسلحة لتنفيذ مآربها.



• إيجاد أو اختيار لغة عالميّة ثانويّة تأخذ مكانها إلى جانب اللغات القوميّة تسهيلا لتبادل الآراء، ونشرا للثقافة والمعرفة، وزيادة للتفاهم والتقارب بين الشعوب.

وخير ما تُختم به هذه المقتطفات من المبادئ والتعاليم البهائية نُصْح حضرة بهاء الله لأوليائه المخلصين:‬

"إنّا ننصح العباد في هذه الأيام التي فيها تغبّر وجه العدل وأنارت وجنة الجهل وهُتك ستر العقل، وغاضت الراحة والوفاء وفاضت المحنة والبلاء، وفيها نُقضت العهود ونُكثت العقود، لا يدري نفس ما يبصره ويعميه وما يضلّه ويهديه*.

قل: يا قوم دعوا الرذائل وخذوا الفضائل، كونوا قدوة حسنة بين الناس وصحيفة يتذكّر بها الأناس، من قام لخدمة الأمر له أن يصدع بالحكمة ويسعى في إزالة الجهل عن بين البريّة، قل أن اتحدوا في كلمتكم واتفقوا في رأيكم واجعلوا إشراقكم أفضل من عشيّكم، وغدكم أحسن من أمسكم*. فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزينة والثروة والمال، اجعلوا أقوالكم مقدّسة عن الزّيغ والهوى وأعمالكم منزّهة عن الريب والرياء*. قل لا تصرفوا نقود أعماركم النفيسة في المشتهيات النفسيّة ولا تقتصروا الأمور على منافعكم الشخصيّة*، أنفقوا إذا وجدتم واصبروا إذا فقدتم إنّ بعد كل شدّة رخاء ومع كل كدر صفاء، اجتنبوا التكاهل والتكاسل وتمسّكوا بما ينتفع به العالم من الصغير والكبير والشيوخ والأرامل، قل إيّاكم أن تزرعوا زؤان الخصومة بين البريّة وشوك الشكوك في القلوب الصافية المنيرة*.

قل: يا أحبّاء الله لا تعملوا ما يتكدّر به صافي سلسبيل المحبّة وينقطع به عرف المودّة، لعمري قد خلقتم للوداد لا للضغينة والعناد، ليس الفخر لحبّكم أنفسكم بل لحبّ أبناء جنسكم، وليس الفضل لمن يحبّ الوطن بل لمن يحبّ العالم*. كونوا في الطّّرف عفيفاً، وفي اليد أميناً، وفي اللسان صادقاً، وفي القلب متذكّراً، لا تسقطوا منزلة العلماء في البهاء ولا تصغّروا قدر من يعدل بينكم من الأمراء، اجعلوا جندكم العدل وسلاحكم العقل وشيمكم العفو والفضل وما تفرح به أفئدة المقرّبين"١٤.‬





--------------------------------------------------------------------------------

١. بهاء الله، الإشراق الأول، ألواح حضرة بهاء الله (بروكسل، دار النشر البهائية في بلجيكا، ١٩٨٠) ص ٢٣
٢. بهاء الله، الإشراق التاسع، المرجع السابق ص ٢٨
٣. سورة الحديد، آية ١٦
٤. بهاء الله، منتخباتي من آثار حضرة بهاء الله (آنكنهاين، لجنة نشر الآثار الأمرية، الطبعة الأولى) فقرة ٧٠
٥. بهاء الله، منتخباتي من آثار حضرة بهاء الله، فقرة ١٠٧
٦. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص ٥٢
٧. سورة الإسراء، آية ٣٦
٨. بهاء الله، منتخباتي من آثار حضرة بهاء الله، فقرة ١٢٨
٩. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص ٥٢
١٠. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص ٦٨
١١. الكتاب الأقدس، فقرة ١٢٠
١٢. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص ٢٥
١٣. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله (بروكسل، دار النشر البهائية

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
09/04/2007, 05:11 PM
الدعوة لسبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولقد جاء في محكم آياته الكريمة بسورة النحل الآيات الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83) وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) صدق الله العلي العظيم ( النحل 98:81 )

منذر أبو هواش
09/04/2007, 06:38 PM
((مجلة المنار ـ المجلد [‌3] الجزء [ 23] ص‌ 547 ‌ 21 جمادى الآخرة 1318 ـ 15 أكتوبر 1900))

البدع والخرافات
الديانة البهائية وكتاب الدرر البهية

أعظم بدعة ظهرت بين المسلمين في هذا العصر فتنة البابية و البهائية فإن
هؤلاء قد ابتدعوا دينًا جديدًا لا مذهبًا جديدًا كما يتوهم الغافلون , وأساس مذهبهم أن
زعيمهم ( بهاء الدين ) الإيراني دفين عكا هو الروح الأعظم وهو المعبر عنه
بالمسيح ابن مريم الذي ينتظر أهل الكتاب نزوله من السماء . بل هو الموعود به
في قوله تعالى :  هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ 
( البقرة : 210 ) ويجرون عليه جميع أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة
 سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُواًّ كَبِيراً  ( الإسراء : 43 ) وبالجملة إن دينهم
خلاصة المذاهب الباطنية . وهو أقرب إلى المسيحية من الإسلامية وقد كانوا
يدعون إليه سرًّا ولم يطبع لهم كتاب في البلاد العربية قبل كتاب ( الدرر البهية )
الذي طبع في هذه الأيام . وفيه إنكار كون القرآن معجزًا ببلاغته وفصاحته وتأويل
آيات القرآن على ما ينطبق على بدعتهم وغير ذلك من الضلال والفتن , وهو أضر
على المسلمين من كتاب ( المسيح أم محمد ) بل ليس في هذا الكتاب شبهة يلتفت
إليها مسلم مهما كان جاهلاً , وأما كتاب الدرر البهية فإنه فتنة للمسلمين لأنه مملوء
بالآيات القرآنية محرفة ومأوَّلة واسم مؤلفه وألقابه إسلامية وناشره مجاور في
الأزهر ويبيعه في الأزهر نفسه من غير نكير . اللهم إنه وجد عالم واحد غيور
انتهر هذا المجاور وهدده بالطرد من الأزهر , وأرسل الكتاب إلى فضيلة شيخ
الجامع واستلفته إلى ما فيه ولا ندري هل ينكر ذلك كما أنكر على شيخ الجامع
الدسوقي طلب تقرير امتحان الطلبة ( كما ترى في النبذة التالية ) أم ماذا يكون شأن
الدعوة إلى غير دين الإسلام فوق رأسه في نفس الجامع ؟ وهذه الدعوة مبثوثة في
الأزهر منذ تولي مشيخته هذا الأستاذ الحالي أو قبلها بقليل وقد أشرنا إليها في مقالة
( الدعوة حياة الأديان ) وانتظرنا أن تنبه تلك الإشارة فضيلة شيخ الجامع فيتلافى
الأمر بالحكمة , وكأنه ذهل عنها أو لم يقرأ المقالة , وحيث قد تنبه للأمر الأستاذ
البصير الذي أشرنا إليه آنفًا ونبه فضيلة شيخ الجامع فإننا نرجو أن يتلافى الأمر
قريبًا وتصطلم هذه الفتنة من الأزهر الشريف .

ثم إن لي كلمة أخرى في هذا الموضوع مع أصحاب المطابع الإسلامية وهي
كيف طبعت كتاب ( الدرر البهية ) مع أن العهد بالمسلمين أن لا يتجروا بما لا
يبيحه دينهم , فقلما تجد في مصر حانة لمسلم مع أن أكثر أهلها يشربون الخمر
وقلما نرى جريدة إسلامية تنشر إعلانًا عن الخمر أيضًا .

أما نحن فإننا نتتبع آثار أهل هذا الدين الجديد ووعدنا بعض أصدقائنا بأن
يرسل إلينا الكتابين اللذين هما أصل دينهم وهما ( البيان ) و ( الكتاب الأقدس )
ومتى جاءا وقرأناهما ننشر فصولاً متتابعة في تاريخ الباطنية وفرقهم نختمها بهذه
الفرقة التي هي خلاصتهم , ومن تعاليمهم أخذت دينها الجديد , ونسأل الله التوفيق
لخدمة دينه بمنه وكرمه آمين .

***
((مجلة المنار ـ المجلد [‌3] الجزء [ 23] ص ‌ 547 ‌ 21 جمادى الآخرة 1318 ـ 15 أكتوبر 1900))

منذر أبو هواش
09/04/2007, 06:43 PM
((مجلة المنار ـ المجلد [ 3] الجزء [24] ص ‌ 569 غرة رجب 1318 ـ 25 أكتوبر 1900))

البدع والخرافات
( 2 )
كتاب البهائية وناشره

نشكر لمشيخة الأزهر الجليلة الاهتمام بكتاب طائفة البهائية الذي تكلمنا عنه
في الجزء الماضي ، فقد بلغنا أنها عاقبت ملتزم طبعه ونشره بقطع جرايته ومرتبه
من الأزهر إلى مدة أربعة أشهر ، وهذا بناء على تنصله واعتذاره بأن مقدمة الكتاب
نشرت باسمه من غير إذنه وأنه هو إلى الآن لم يعلم بما يشتمل عليه الكتاب مما
يخالف دين الإسلام ويثبت الديانة البهائية , وحاصل هذا التنصل والاعتذار أن
البهائية قوم مزورون استخدموا اسم مجاور في الأزهر لخلابة المسلمين وخداعهم
بإيهامهم أن دينهم منتشر في الجامع الأزهر الشريف وكتابهم يباع فيه ولولا أنه حق
لما سكت عليه شيوخ الأزهر ولما أقروا ناشره وبائعه فيه على نشره وبيعه مع أنه
اشتهر عن بعضهم المعارضة في بيع رسالة الردّ على هانوتو فيما خاض فيه من
دين الإسلام بناء على أن البيع في المساجد ممنوع شرعًا .

ومن العارفين بناشر هذا الكتاب من يعتقد أنه دخل في الديانة البهائية ، ولكن
اعتذاره هذا طعن فاحش بهذا الدين وأهله يدل على أنه غير موقن به ولا معتقد , إذ
لو كان معتقدًا لما اختار هذا المتاع القليل وهو الجراية على دينه الجديد مع أن العهد
بالداخلين في الأديان عند ظهورها شدة التمسك بها والمحافظة على كرامة أهلها
والله أعلم بالسرائر .
***
منكرات التقاريظ
وكتاب البهائية

للناس في تقريظ الكتب والجرائد منكرات كثيرة تكلمنا عنها في كتابنا
( الحكمة الشرعية في محاكمة القادرية , و الرفاعية ) بمناسبة الكلام على
كتب مشحونة بالباطل قرظ عليها بعض العلماء المشهورين من غير اطلاع على ما
فيها ولا ظهور على قوادمها وخوافيها .

ومن هذا النحو تقريظ بعض الجرائد الوطنية الإسلامية لكتاب البهائية فيما
نظن ، وإن كان ظاهر التقريظ أن كاتبه اطلع على الكتاب لأنه ذكر أمهات مسائله
ومهمات مواضيعه , ومنها الكلام في المعجزات التي ينكرها البهائية بالمعنى
المعروف عند المسلمين , وينكرون كون إعجاز القرآن ببلاغته كما تقدم في الجزء
الماضي ومنها تفسير قوله تعالى :  ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ  ( القيامة : 19 ) فقد
نوهت به الجريدة المذكورة مع أنه الأساس الذي يقيمون عليه بناء دينهم , والراية
التي يرفعونها لنشر بدعتهم , والزمام الذي يقودون به المسلمين إليهم . وذلك أنهم
يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين للناس معنى القرآن الحقيقي وأسراره
الخفية وبواطنه المعنوية , ولا بينها الصحابة والأئمة من بعده , وإنما بقيت مجهولة
مبهمة حتى قام ( بهاء الله ) الأعجمي الفارسي الذي لم يحسن العربية فبينها على
حقيقتها لأن الروح الإلهي حلَّ به فأنطقه بذلك .

رأينا ذلك التقريظ فكان كسهم أصاب الفؤاد وعجلنا إلى تنبيه بعض الأفاضل
لذلك والاستعانة به على تنبيه صاحب الجريدة لتلافي الأمر وتداركه وقد كان .
ولكن التلافي كان بعبارة غير مقبولة عند المنكرين عليها ممن عرف ذلك الكتاب
وفتنته لأنها بنيت على أن المقرظ ذكر اسم الكتاب غلطًا لأنه اشتبه عليه بغيره ,
وإنما يقبل هذا القول لو لم يذكر في التقريظ ما يشتمل عليه الكتاب من المسائل ,
أما وقد ذكرها فما معنى الغلط في اسم الكتاب ؟

هذا ما يوقع الشبهة على الجريدة والذي يناجينا به الوجدان أن المقرظ برئ
من تعمد مدح الكتاب مع العلم بما فيه وندفع شبهة ذكر المسائل والمواضيع بأنه
أخذها من الفهرست كما يفعل كثير من المقرظين المتساهلين لا سيما عند ظن الخير
في المؤلف . وعسى أن تكون هذه الواقعة عبرة وموعظة للذين يتهجمون على
التقريظ عن غير بينة فيغشون الناس ويقودونهم إلى الضلال فيكونون ضالين
مضلين والعياذ بالله تعالى .
________________________

((مجلة المنار ـ المجلد [ 3] الجزء [24] ص ‌ 569 غرة رجب 1318 ـ 25 أكتوبر 1900))

منذر أبو هواش
09/04/2007, 06:51 PM
((مجلة المنار ـ المجلد [3] الجزء [25] ص ‌ 595 ‌ 11 رجب 1318 ـ 4 نوفمبر 1900))

البدع والخرافات
ديانة البهائية
لأحد وكلاء المجلة

سيدي الفاضل صاحب المنار الأغر

يا طالما دار في خلدي أن أستفسر منكم عن البدعة السيئة التي ظهرت في هذا
العصر والتصقت بالدين الإسلامي الشريف ألا وهي الديانة البابية البهائية فقد علمت
بها منذ نصف سنة تقريبًا غير أني كنت أقدم مرة وأحجم أخرى ظنًّا مني أن هذه
الديانة ليست مما يصل خبرها إلى مسامعكم لقلة القائمين بها في مصر حتى رأيت
في عدد ( 23 ) من المنار نبذة عن هذه الديانة المحدثة وأن لها وا أسفاه مروجًا في
الأزهر من طلبته فلا حول ولا قُوَّةَ إلا بالله . وبما أني قد أطلعت على بعض دخائل
هذه الديانة إطلاعا أظهر لي جلية كنهما ممن اعتنقوها فأشرح لكم الآن ما وصلت
إليه وعثرت عليه فأقول : جمعني وبعض أهل هذه الديانة مجلس , ودار الحديث
بيننا في المهدي المنتظر وشأنه ، وما ورد بهذا الصدد من الأحاديث فما كان من
محدثي إلا أن قال لي : اعلم أن المهدي المنتظر قد أتى وتحققت علاماته المسطرة
في الكتب فقلت له : عَلَّكَ تشير إلى مهدي السودان فقال : لا إني لأجلّ من أن
أصدق في هذا أنه كان مهديًّا , فقلت له : إذا لم يكن ذاك فأي مهديّ تعني , قال :
أعني ( محمد بن علي ) الإيراني ذلك المهدي المنتظر حقيقة , فقلت له : أريد أن
تقص عليَّ خبره فإني لم أسمع بهذا المهدي إلا منك الآن , فقال : لا بأس اعلم أيها
الصديق أن محمد بن علي الإيراني مات أبوه وهو صغير فكفله خاله حتى بلغ أشده
واستوى فقام يدعو الناس إلى اتباعه ويزعم أنه هو المهدي وانضم إليه كثير من
الناس , وبعد زمن سافر إلى البيت الحرام لأداء فريضة الحج فاجتمع عليه أيضًا
خلق كثير وبايعوه بين الركن والمقام واشتهر أمره في الموسم وبعد انقضاء الموسم
رجع إلى بلاد فارس وأتت إليه الرايات السود من خراسان تحملها الرجال ( كذا )
وظهر أمره ظهورًا زائدًا فلما علمت حكومة إيران بذلك أمرت واليها في تلك الجهة
بالقبض عليه وقد كان , وأرسل إلى طهران وأفتى العلماء بقتله وكفره فحينما قدموه
إلى الصلب كان هناك 800 جندي كلهم شاكي السلاح حاملو البنادق المحشوَّة
بالرصاص ولما انتظم عقد الاجتماع ورفع ذلك المهدي على الصليب أمرت العساكر
بإطلاق البنادق جميعها دفعة واحدة عليه وقد كان , فبعد أن راق الجو من دخان
بارود 800 بندقية أقبل الناس إلى خشبة الصليب ينظرون ماذا صنع بالمهدي فإذا
هو واقف على الأرض بجوار الصليب ليس به إصابة ما [1] .

ومن صَحِبَ الليالي علمته خداع الألف والقيل المحالا
وصيرت الخطوب عليه حتى تريه الذرَّ يحملن الجبالا

ثم عمد إلى بعض أتباعه الذين كانوا مشاهدين هذه الواقعة وسلمهم دواته
وقلمه وأمرهم أن يتوجهوا إلى ( بهاء الله ) ويسلموه هذه المخلفات ,
وأخبرهم أنه سيقتل في ثاني مرة , ثم أخذه الجند فعلقوه ثانيًا وأطلقوا عليه بنادقهم
فبعد أن صفا الجو وأنزلوه عن الصلب رأوا جسده كالشبكة كله ثقوب ( ومن يعش ير
صليبًا ينصب ومسيحًا يصلب ) ثم قام الجند بحراسة الجثة خوفًا من ضياعها غير
أنه لما أصبح الصباح لم يجدوا الجثة في مكانها ولم يقفوا لها على أثر ( علها
صعدت مع أثمان القطن [2] ) , ثم قام بعده بالدعوة بهاء الله , وهذا الأخير
يعزون له من المعجزات ما لو أتينا على ما سمعناه منها لضاقت عنه صفحات
المنار غير أننا نأتي هنا للقراء على بعضها ومنها يعلم باقيها .

ينسبون إلى بهاء الله أنه كان يومًا راكبًا على ( حمار ) متوجهًا إلى بعض
القرى ومعه بعض أتباعه فعارضه في الطريق رجل من الفلاحين قد حرث أرضه
وهيأها للزرع والبزر ولم ينقصه غير المياه لريّها فقال له : أيها ( البهاء ) الأعظم
أسألك أن تنزل لي مطرًا لأروي به الأرض التي شققتها فأجابه : سأفعل , وأراد أن
يذهب فلم يدعه الرجل وألحّ عليه , فأجابه ثانيًا : اذهب إلى أرضك تجد المطر قد
سبقك إليها , فتركه الرجل ومضى , قال ( راويهم ) : فلم نقطع قليلاً من السير
حتى تشققت السماء بالغمام وانهمر المطر حتى تعذر علينا المسير , فقال ( البهاء ) :
هذا ما كنت أحذره . وغير ذلك من المعجزات التي أضرب عنها صفحًا مخافة
التطويل , ثم مات بهاء الله بعد أن نفي بعكا وقبره الآن فيها واستخلف بعده على
أمته ابنه ( عباس أفندي ) الملقب ( بالغصن الأعظم ) وهو الآن بعكا أيضًا , وقد
نقش على خاتمه ( يا صاحبي السجن ) وهو يجد ويجتهد في نشر ديانته , ويبث
المبشرين في بعض الجهات لذلك .

وأتباع هذا الدين يسمون بالبابيين نسبة إلى ( محمد بن علي المهدي ) فإنه
كان يلقب نفسه ( بالباب ) وبهائيين نسبة إلى ( بهاء الله ) , وقد وضع هذا الأخير
كتابًا وسماه ( الإيمان ) وهو عندهم بمثابة القرآن عندنا أي يعتقدون أنه وحي إلهيُّ
فضلاً عن اعتقادهم الألوهية في واضعه , ومن يطالع كتبهم يقف على ذلك , وهذا
الكتاب قد رأيته بعيني غير أني لعدم إلمامي باللغة الفارسية لم أفهم منه غير الآيات
القرآنية التي تخلل سطوره وصفحاته . وهذا الكتاب مطبوع ويا للأسف في مطبعة
بعض المجلات الإسلامية بمصر على ورق جيد . وَلِمَ نأسف من طبعه في مطبعة
إسلامية , وقد مدح صاحب مجلة إسلامية تدعي الإرشاد وهداية الأمة ( الغصن
الأعظم ودينه بقصيدة رأيتها في ذيل كتاب من كتبهم المطبوعة حديثًا ولنترك ذلك
لحضرتكم فاطلاعكم أوسع وسيفكم أقطع , ولنرجع إلى ما كنا بصدده فنقول :

هذا - إلى ما اطلعت عليه من مؤلفات بهاء الله التي لم تطبع كالتفسير الذي
وضعه على بعض سور القرآن الشريف , وككتابه في الرؤيا , وكتابه المسمى
بالألواح أعني الرسائل التي بعث بها ( على ما يزعمون ) إلى الملوك الذين كانوا
في عصره يدعوهم فيها إلى الدخول في ديانته , ومن ينظرها ير العجب وكيف
تكون الكتب , ولغصنه الأعظم تصانيف كثيرة وجميع البهائيين يعتقدون أنها إلهامية
ككتب أبيه , وكلها بالكتابة اليدوية لم يطبع منها شيء على ما أظن . ولهذا الدين في
مصر مبشرون قائمون بالدعوة إليه , ورئيس هؤلاء المبشرين رجل إيراني يلقبونه
( بابن التاريخ و أبي الفضل ) وقد صنف هذا كتابًا وضمنه كثيرًا من الآيات
القرآنية والأحاديث النبوية , وأوَّلَها تأويلاتٍ غير الذي يعطيه معناها , وغايته من
ذلك الاستدلال بأن هذه الآيات قد بشرت بمجيء إلاههم وقرب ظهور دينه , ويزعم
أن هذا هو الحق ,  َلَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ
( المؤمنون : 71 ) ولا تسل عن استدلاله بما جاء في كتب بعض الصوفية
كالطبقات للشعراني . أذكر أني كنت في يوم من الأيام أناظر محدثي السالف الذكر
في هذه الديانة وصحتها ، فقال : أما اطلعت على كتاب الطبقات للشعراني ؟ فقلت :
لا , فقام في الحال وأتى به وقرأ ما ورد في شأن المهدي , واستطرد في القراءة
حتى أتى على قوله : ( ويحضر الموقعة الكبرى بمرج عكا التي هي مأدبة الله
الإلهية للطيور والسباع ) فسألته قائلاً : وهل تحققت هذه العلامة ؟ فبهت ولم يبد
جوابًا , وظهر لي أنه ندم على مباحثتي , ولأتباع هذه الديانة مهارة غريبة في جذب
النفوس واستمالة القلوب ينطلي زخرفها على البسطاء , فإنهم يظهرون لكل أمة من
الأمم أنها على الحق وأن كتبها تنبىء وتبشر بمجيء بهاء الله , فتراهم يقتبسون من
الإنجيل والتوراة آيات , ويجهدون أنفسهم في تطبيقها على إلاههم المزعوم , أما
استنباطهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فهذا شيء فوق ما يتصور . هذا ما
يتعلق بنشأة هذا الدين , أما أحكامه فمنها أنهم لا يصلون في مساجد المسلمين ولا
كصلاتهم , بل لهم معابد وصلوات مخصوصة كما أنهم لا يحجون البيت الحرام بل
يحجون قبر بهاء الله والمهدي ، ولا يصومون رمضان بل يصومون تسعة عشر
يومًا ابتداؤها يوم شم النسيم , والسنة عندهم تسعة عشر شهرًا , وبالجملة فلو اطلع
أحد على حقيقة دينهم اطلاعًا تامًّا لعلم أن الإسلام بريء منهم , وأن ما يتصفون به
من قولهم : إنا نحن مسلمون ؛ رياء وكذب لا يرضاه الله ولا المسلمون أجمعون .
فيا أيها العلماء , إن دينكم الإسلام يناديكم : ألا هبوا لمحو البدع والمنكرات التي
يلصقها به المارقون , ويا ذوي الغيرة حتام يهان الدين وتطمس أعلامه ويحدث فيه
ما يحدث ولا تنصرونه .

لعمري لقد نبهت من كان نائمًا وأسمعت من كانت له أذنان
م . أ
***
________________________
(1) المنار - الذي عرف واشتهر وكتب في بعض الجرائد والكتب أنهم عندما أطلقوا عليه الرصاص
أصابت رصاصة وثاقه فقطعته فوقع وولى هاربًا , ولو ملك جأشه ووقف لتمكن من فتنة الجند , ثم
علقوه ثانيًا وقتلوه .
(2) يقول أتباعه : إنها رفعت , ويقول سائر الناس : أكلتها الكلاب .

((مجلة المنار ـ المجلد [3] الجزء [25] ص ‌ 595 ‌ 11 رجب 1318 ـ 4 نوفمبر 1900))

منذر أبو هواش
09/04/2007, 07:10 PM
((مجلة المنار ـ المجلد [7] الجزء [9] ص ‌ 338 غرة جمادى الأول 1322 ـ 15 يوليو 1904))

استغناء البشر عن دين جديد
ومعنى كون دين الفطرة آخر الأديان
وافتجار البابية

 فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ
ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ  ( الروم : 30 )  مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا
أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً 
( الأحزاب : 40 ) .

لقد كان من عموم رحمة الله تعالى وسعتها أن جعل للحق السلطان على
الباطل ، وللخير الرجحان على الشر ، فلله الشكر والحمد ، ولله الأمر من قبل ومن
بعد ، خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وهداه إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، كَمَّله
بالمشاعر البادية والكامنة ، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة ، وأعطاه العلم والإرادة ،
وأناط بعمله غوايته ورشاده ، ولذلك خلقهُ ضعيفًا جهولاً ، ليكون باكتسابه قويًّا
عليمًا ، وجعل حياة الأمة من نوعه ، شبيهة بحياة الفرد في شخصه ، تتربى بكسبها
وتبلغ كمالها بالتدريج ، وجعل عقل الأمة العام النبوة يظهرها في أكمل أعضائها ،
كما أن عقل الأفراد يكون في أشرف عضو فيها ، وشذوذ بعض آحاد الأمة عن
هدي نبيها شبيه بشذوذ بعض أعضاء الشخص عن حكم العقل ، كاليد تبطش حيث
يضر البطش ، أو الرجل تسعى إلى ما يحكم العقل بوجوب القعود عنه ، وسبب
ذلك التقصير في التربية الدينية والعقلية .

ومن آياته تعالى أن جعل شذوذ الأفراد عن الأصل ، وميلهم عن الجادة ، سببًا
من أسباب التربية ، وعلمًا من أعلام الهداية ، كما جعل انتشار الباطل في الأمم
معدًّا لها لقبول الحق . وتغشي الظلم والاستبداد ، من مقدمات الحرية والاستقلال ،
فله سبحانه في أثر كل شدة رخاء ، وفي تضاعيف كل نقمة نعماء ، فما عَمَّ الضلال
في أمة إلا وجاءها بعده الهدى ، ولا تفاقم الباطل في قوم إلا وانجلى بعد ذلك بقوة
الحق ؛ كان يظهر لهم ذلك بتعليم الوحي المناسب لحالهم ، حتى إذا ما استعد النوع
لأن يكون أمة واحدة ، منحه الله الهداية العامة ، والرحمة الشاملة ، منحه دين
الإسلام ، الذي هو كالعقل العام ، والمرشد الحكيم لجميع الأنام .

كان لضلال البشر قبل الإسلام علتان إحداهما ضعف قوى الخلقة ، وثانيهما
الانحراف عن سنن الفطرة ، فكان من الضعف أن يعتقد الناس في كل مظهر من
مظاهر الخليقة لا يعرفون علته أنه هو القوة الغيبية التي قامت بها جميع المظاهر
وهي القوة الإلهية فيعبدوا ذلك المظهر . وكان من الانحراف عن قوانين الفطرة ما
كان من الأوضاع والبدع والتقاليد الوضيعة الكثيرة ، ومن عجيب أمرهم أن أسندوا
معظم ذلك للدين حتى صار من المقرر عند أهل الدين وعند الحكماء الباحثين في
طبائع الملل أن الدين أوضاع كلها وراء ما تدعو إليه الفطرة ويرضي العقل ، كأنه
وضع لمصادمة الخلقة ومناصبة الفطرة ومحاولة تبديل خلق الله بشرع الله حتى جاء
القرآن ينادي الداعي إليه :  فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ  ( الروم :
30 ) فعلم الناس أن الدين الحق إقامة الفطرة لا مقاومتها ، والاستنارة بنور العقل لا
إطفاؤه ، وأن العمدة في معرفة الحق الدليل ، والعمدة في العبادة الإخلاص لله تعالى
وحده ، والعمدة في معرفة الأحكام ، والحلال والحرام ، اجتناب المضار واجتلاب
المنافع ، فبهذا كان الإسلام هو الدين الأخير الذي أخرج البشر من حجر القصور
وعبوديته ، إلى فضاء الرشد وحريته ، وكان ناسخًا لما قبله من الأديان ، ولا يمكن
أن ينسخ أو ينقضي الزمان .

يبلغ في الشخص رشده فيؤذن له بالتصرف في حاله ، والاستقلال في أعماله
فيمضي فيها فتارة يخطئ وتارة يصيب ، وينجح في عمل وفي آخر يخيب ، وربما
أضاع رأس ماله زمنًا ، ثم استعاده في زمن آخر ، والأمم أولى بالتخبط بعد بلوغ
رشدها , إذ الرشد لا يظهر في جميع أفرادها دفعة واحدة وإنما يظهر في بعض دون
بعض ، فتارة يغلب إصلاح الراشدين فيها ، وطورًا يُغْلَب ، والمجموع يستفيد من
كل فوز وكل خيبة , فلا يظهر الإفساد في موضع إلا ويلوح الإصلاح في موضع
آخر تامًّا أو ناقصًا حتى يبلغ الكمال البشري أشده ، ويصل إلى كماله العام باستقلاله
في عمله بدون حاجة إلى مسيطر ديني جديد كما كان يقع في الأمم قبل ظهور دين
الفطرة الأخير وهو الإسلام ولا يزال الإصلاح والإفساد يتنازعان كل أمة قبل
الوصول إلى الكمال الأخير .

كذلك كان شأن الناس في الإسلام نهض به الذين ظهر فيهم أولاً ، ثم عميت
عليهم سُبُلُه فوضعوا وابتعدوا ، وأولوا واخترعوا ، وتركوا الاستقلال بنور العقل
في فضاء الفطرة وأقاموا لهم زعماء فنيت عقولهم وإرادتهم فيهم ، وكان قد أخذ
الاستقلال والاهتداء بسنن الفطرة عنهم قوم آخرون , فغلب خير هؤلاء على شرهم
كما غلب شر أولئك على خيرهم ، والسيادة والسعادة يتبعان الخير والاستقلال دائمًا
وقد قُلَبَ أصحاب السيادة في الأرض المِجَنّ للخاسرين فقالوا : ( إن خساركم قد
جاءكم من دينكم فاتبعونا تفلحوا ) ، وكان هؤلاء الخاسرون يقولون في أيام سيادتهم :
إننا قد سُدْنا بديننا فاتبعوه أيها الناس تفلحوا ، وإنما كانت السيادة لكل من السائدين
بالاستقلال واتباع سنن الفطرة التي أرشدنا إليها الإسلام ؛ ساد بها أولئك من حيث
عرفوا موردها ، وساد بها هؤلاء من حيث جهلوا مصدرها ، وإنما يستظل أهل
الزعامة الدينية منهم والسيطرة الروحانية فيهم بظل الذين تركوهما ، ويخدعون
أولئك بلقب الدين المشترك بينهما ، فعلم بهذا أن المسلمين قد تركوا ما ساد وسعد به
سلفهم الصالحون ، والآخرين جهلوا منبعث هذا النور الذي هم في ضوئه يسيرون ،
وزعم بعضهم أن دينهم هو الذي هداهم إليه ، ولكن لماذا لم يهتدوا إليه بدينهم عقيب
دخولهم في ذلك الدين بل ظلوا يتسكعون في الظلمات بضعة عشر قرنًا حتى انتشر
الإسلام فأطلق الأفكار من سيطرة الرؤساء ، والإرادة من عبودية الزعماء , ووصل
تعليمه وهديه إلى تلك الأرجاء .

لا عجب في إنكار المخالفين مزية في الإسلام بالقول ، بعد ما أنكرها أهله
بالفعل ، ولكن العجب العُجاب في صنيع قوم قاموا يداوون الداء بالداء ، ويعودون
بالنوع البشري إلى مضيق العبودية والاستخذاء . ذلك أن الأمة الإسلامية ضاقت
ذرعًا بأوزار البدع والتقاليد التي وضعها الرؤساء وألزموا الناس بها تقليدًا أعمى
فطفقت تَئِطّ وترمي عن عاتقها بعض ما حملت على غير بصيرة فيما ترميه
وتستبقيه هل هو النافع أم الضار ، وتنتظر زعيمًا قائمًا بالحق ينتاشها مما وقعت
فيه من الجهل والفقر والذل والعبودية ، وإذا بصائح يصيح : أنا القائم المنتظر ,
وكان ذلك مؤسس دين البابية .
* * *
البابية

المسلمون متفقون على أن الدين قد ضعف في النفوس . يعترف بهذا عالمهم
وجاهلهم في الجملة ويختلفون فيه بالتفصيل ، ومتفقون على أنهم في حاجة إلى
الإصلاح وإلى أن هذا الإصلاح إنما يكون بالرجوع إلى العمل بكتاب الله تعالى
وسيرة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ، ويعتقدون أن هذا الإصلاح إنما يكون
على يد زعيم يدعى بالمهدي يبطل المذاهب ويقيم الناس على مثل ما كانوا عليه في
عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدين وأحسن مما كانوا عليه في الدنيا ، وهذا
الاعتقاد ظهر في الشيعة وامتد إلى غيرهم من المسلمين حتى لا يكاد ينكره إلا أفراد
في كل زمان ، وقد ظهر ( الباب ) في بلاد الفرس بهذه الدعوة في أثر ضيق شديد
فتوهم الناس ومعظمهم هناك من الشيعة الذين ينتظرون المهدي في كل يوم أنه هو ،
وحمل الضيقُ والبلاءُ كثيرًا من الناس على اتباعه ، وماذا كان منه ؟ هل جاء على
ما كانوا يعتقدون من الصفات والنعوت والأعمال ؟ كلا ، إنه جاء بنزعة وثنية
مناقضة لما جاء به الإسلام من الهداية العليا التي أشرنا إلى مزاياها في مقدمة هذا
المقال ، مبنية على استئصال جراثيم حرية الفكر واستقلال العقل ، وعلى الخضوع
والعبودية لرجل مضطرب الفكر بعيد من نور العلم . لا مزية له إلا اللغو بما يخدع
جهال الأعجمين . وضعفاء المقلدين . الذين اعتادوا على اعتقاد الولاية والعرفان .
في أصحاب الدجل والهذيان فكان ظهور هذا الرجل واتباع كثير من الشيعة له
وتصديقهم من بعده إلى تعميم دعوته ورفع كلمته أشد مضار الاعتقاد بالمهدي
المنتظر ، وأكبر العظات فيها والعبر .

لم يحاول هذا الداعي المشترع إبطال دين الإسلام فيمن ينتظرون تأييده وإنقاذه
من التقاليد التي ذهبت باستقلاله ، بل حاول إفساد الفطرة وإطفاء نور العقل الذي
أذكاه الإسلام وأطلقه من سجنه ، وبنى دينه الجديد على تقاليد الشيعة الذين ظهر
فيهم لأنه كان شبعان ريان بهذه التقاليد ، ومحكوم الشعور والوجدان بها ، ولولا هذا
ما راجت دعوته في أولئك الغلاة الذين إذا سمعوا ذكر آل البيت عليهم السلام
والرحمة ظلت أعناقهم له خاضعين ، وكانوا لكل ما يقوله ذاكرهم بالخير متقبلين ،
ولو أن المسلمين لا مذاهب لهم ، ولا كتب دينية غير القرآن وسيرة النبي وآله
وصحبه في أعمالهم وأحوالهم وأقوالهم المنقولة بطرق متفق عليها بينهم ، مطابقة
للأعمال والأحوال غير مخالفة للقرآن ما سرت إليهم هذه الضلالات في الماضي ولا
في الحاضر فهكذا فعل التقليد بالمسلمين جعلهم غرباء عنه فسهل على المضللين أن
ينتزعوا بعضهم منه .

القرآن بشر البشر بأن الله تعالى رفع عنهم سيطرة الرؤساء الروحانين حتى
خاطب من أنزله عليه بقوله :  فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ 
(الغاشية : 21-22 ) وسماه عبدًا متبعًا ما أمر به , وإنما ذكرهم بما تعهده الفطرة
السليمة , فإقامة هذا الدين هو الرجوع إلى الفطرة المعتدلة كما ترشدنا إليه الآية
التي صدرنا بها المقال ، وذلك تبشير برشد البشر واستقلالهم ، والبابية يحاولون
إرجاع السيطرة الدينية للأشخاص بأقبح ما كانت عليه من أشكال الوثنية فهم يعيدون
البشر إلى حجر الطفولية التي تفتقر إلى القَيَّمِ المطاع طاعة عمياء .

القرآن بشر البشر بأن محمدًا خاتم النبيين فلا حاجة بعده إلى تعليم سماوي ،
ولا وحي جديد ؛ لأن تعليمه هو التعليم العالي الذي يرتقي به العقل ويستقل ، فلا يقبل
الشيء إلا ببرهانه ، ولذلك استدل على العقائد ، وبَيَّن منافع الآداب والأحكام وطالب
بالدليل والبرهان ، وجعله شرطًا للاعتراف بالصدق  قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ
صَادِقِينَ  ( البقرة : 111 ) والبابية يحاولون إرجاع أهل هذا التعليم العالي إلى
تعليم الأطفال الابتدائي الذي يؤخذ فيه كل شيء بالتسليم والإذعان ، بدون دليل ولا
برهان .

القرآن أبطل التقليد لأن فيه حجرًا على العقول أن تفهم الدين عن الله بنفسها
وتفهم مصالحها في الدنيا بالتجربة والاختبار ، فقال فيمن احتجوا بتقليد ما كان عليه
آباؤهم :  أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ  ( البقرة : 17 . ) فبين
أن أحدًا لا يأخذ بقول أحد إلا إذا عَقَلَهُ وتبين له وجه الهداية فيه . والبابية يحاولون
إقرار الذين ضلوا عن الاستقلال على ضلالهم وإلزامهم باتباع رؤسائهم في
التأويلات التي لا تعقل والخضوع لهم فيما علموا وجهلوا ، بل أوجبوا عليهم
عبادتهم ( يا للمصيبة والرزية ، وضعف البشرية ) .

القرآن جعل آية محمد الكبرى علمية أدبية ، ولم يحتج على نبوته بالآيات
الكونية ؛ لأنه دين العقل والآيات الكونية لا تعقل ، ولأنه دين العلم وهي لا تعلم .
ولأنه جعل ركن ارتقاء البشر الهداية إلى سننه تعالى في الخلق وكونها لا تتبدل ولا
تتحول ، وهي على غير السنن الكونية ، والبابية زعموا أن الباب كان مؤيدًا
بالخوارق والآيات ، ولكن لم يستطيعوا إثبات ذلك ، بل جعلوا اللغو دلائل كما ترى
قريبًا .

القرآن أرشد البشر إلى العلوم الكونية وحثهم عليها في آيات كثيرة ، والباب
حرم عليهم كل علم إلا ما يؤخذ عنه ، وفرض عليهم في البيان محو جميع الكتب ثم
نسخ البهاء ذلك ( في ص 22 من الكتاب الأقدس ) ولئن أصاب البهائية في هذه فهم
لا يخرجون عن كونهم فرعًا من البابية ، وكون ديانتهم مَبْنية على أساس البيان ,
والمبني على الفاسد فاسد .

ماذا عسى أن نقابل وننظر بين تعليم الإسلام وتعليم البابية ؟ هذا شيء يطول
وأفضل منه التنبيه والإيماء إلى سبب قبول بعض المسلمين لهذا الدين مع رفضهم
لدين النصرانية الذي يجتهد دعاته في تنصيرهم ، ويبذلون القناطير من الأموال ،
ويتقنون فنون التشكيك والجدال ، على أن البابية تشبه النصرانية بالقول بألوهية
البشر ، وهي دونها فيما عدا ذلك , فإن كلام الباب بمكانة من السخف واللغو
يضحك منها الصبيان . وإنما راجت دعوته في طائفة الشيعة من المسلمين ،
والسبب في ذلك أمور خاصة بهذه الطائفة ، وأمور أخرى عامة يشاركهم فيها
غيرهم من طوائف المسلمين :

( السبب الأول ) عموم الجهل بالقرآن ، فمن فهم القرآن يستحيل أن يقبل
دينًا آخر لأنه يعلم أنه لا حاجة للبشر معه إلا إلى استعمال ما وهبهم الله من القوى
العقلية والبدنية لنيل سعادة الدنيا والآخرة ، وكان يجب على المسلمين أن يُعلِّموا كل
مسلم ومسلمة هذا القرآن ، لا ألفاظه فقط ، بل ألفاظه ومعانيه , وكان الخلفاء
الراشدون يفرضون العطايا لمن يتعلم القرآن ، ولكن سلاطين الجور من بعدهم
أبطلوا هذا ، واتفق بعد ذلك أئمة الجور من الملوك والفقهاء على الاكتفاء بكتب الفقه
عن كل الدين .

( الثاني ) عموم الجهل بسيرة النبي وسنته فإنهما خير البيان لما أنزل الله
تعالى ، ولكنهم لم يحفلوا بذلك حتى لا تجد في مثل الأزهر من يتعلمهما ، والعلة فيه
ما تقدم .

( الثالث ) الجهل باللغة العربية التي يتوقف عليها فهم القرآن ، ولا شك أن
تعميم تعليمها واجب إذ لا يفهم الدين بدونه ، وإنني لا أعرف في بلاد المسلمين
مدرسة ولا مكانًا تعلم فيه هذه اللغة , وإنما يعلم في المدارس بعض فنونها والكتب
المؤلفة بها ، أما اللغة وأساليبها فلا تعلم بحيث ينطق بها المتعلم ويكتب ويخطب ,
ولو كان أولئك الذين استجابوا للباب يعرفون هذه اللغة الشريفة لسخروا من تقليده
للقرآن بالفواصل مع كثرة اللغو والغلط واللحن في كلامه حتى إن فيه ما لا يعقل له
معنى قط , وإنما هو جعجعة وسجع كسجع الكهان ، ربما يظنه الأعجمي شيئًا
عظيمًا بليغًا كالقرآن إذ لا يفهم من القرآن شيئًا ، ولا يذوق لبلاغته طعمًا .

( الرابع ) تعوُّد المسلمين على أخذ كلام العلماء في الدين بالتسليم من غير
إسناد إلى كتاب ، ولا سنة ولا دليل , أي تعودهم على التقليد البحت الذي ذمه
القرآن و أبطله .

وقد عمَّ هذا التقليد حتى في العقائد ، فلو أن رجلاً في هذه البلاد مثلاً خالف
مثل السنوسي في الصفات العشرين والدلائل التي جاء بها عليها لعدوه مارقًا من
الدين وإن وافق هدي القرآن في سرد العقائد والاستدلال عليها بآيات الله في الكون .

( الخامس ) تعوُّد المسلمين على الخضوع والإذعان للظاهرين بمظهر
الصلاح واللابسين لباس التصوف ، وتقديم كلامهم على كل كلام حتى ما يعتقدون
أنه من الدين بلا خلاف ( راجع الكلام في الصوفية من تفسير هذا الجزء ) وكم
خدع المسلمين خادع من الباطنية وغيرهم باسم التصوف ، وأفسد في دينهم ما شاء
وما هؤلاء البابية إلا فرقة من الباطنية الملحدين ، وكان الباب قد دخل الخلوات
وبالغ في الرياضات . قبل أن يقوم بهذا الافتئات ، ومن العجائب أن علماء
المسلمين اليوم يقدسون كل كلام ينسب للمتصوفة مع اعترافهم بأن منه ما لا يفهم
ومنه ما يناقض الكتاب والسنة وإجماع الأئمة ككلام محيي الدين بن عربي وعبد
الكريم الجبلي وغيرهم . فلا عجب بعد هذا إذا قبل القوم كلام الباب في تفسير
سورة يوسف بقصة الحسين وخضعوا للغوه في البيان والصحف والخطب والرسائل
الكثيرة .

( السادس ) غلو الشيعة في تعظيمهم المنتسبين لآل البيت والباب منهم
واعتقادهم الجازم بالمهدي المنتظر ، وأنه معصوم لا يُسْأَل عما يفعل ، ولا يعارض
فيما يحكم . وقد بنى الباب دعوته على تقاليد الشيعة في الأئمة والمهدي كما تقدم
وإننا نورد للقراء مثلاً من أقوال الباب التي يدعي أنها مُنزلة ليحكموا حكمًا
صحيحًا ، ونبدأ بما أرسله إلينا في البريد الأخير أحد كبار البابية في طهران ردًّا لما
كتبناه من قبل في المنار . ومحاولة لإقناعنا بهذا الدين ولعله أمثل ما عندهم ،
وسنورد بعده ما هو شر منه ، وإننا نورد ما يأتي بنصه ونصححه على أصله بغاية
الدقة ، فلا يتوهمن أحد أن ما فيه من الغلط والسخف من التحريف ، بل هو كلام
الباب بحروفه قال :
الصحيفة السادسة في الخطب
وهي مرتبة بأربعة عشر خطبة

( الخطبة الأولى )

( هذه الخطبة قد أنشأت في كل ما سطر في ذلك الكتاب ليكون الكل بذلك من
الشاهدين .

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي خلق الماء بسر الإنشاء ، وأقام
العرش على الماء بشأن الإمضاء ، وأنزل الآيات من عالم العماء بجريان القضاء ،
وفصل ما قدر في طور السيناء بحكم الثناء ، وأمضى ما قدر بالبهاء بذوبان
الاقتضاء ، سبحانه وتعالى قد أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ألا يعبدوا إلا إياه ،
وجعل في يدي كل أحد منهم شأنًا من قدرته التي يعجز عن مثلها كل ما سواه ،
فيثبت الحق بكلماته ، ويبطل الباطل بآياته لئلا يكون لأحد بعد العلم بمحل حكمه
حجة ، وكان الكل له مُسَلِّمين ، فسبحانه وتعالى قد جعل بينه وبين رسله شأن البهاء
من الكلام لأنها أعظم النعماء في الإنشاء ، وبها يتشرف الرسل بعضهم على بعض ،
كما نزل في التنزيل ، بحكم الله الجليل  وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً
أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ 
(الشورى : 51 ) ، وجعل في كلامه شأنًا من القدرة التي لا يشتبه بكلام عباده ، وإنه
سبحانه حي قادر ينزل على من يشاء بما يشاء من آياته سبحانه وتعالى عما يصفون ،
أشهد الله في ذلك الكتاب بما شهد الله لنفسه بنفسه من دون شهادة أولي العلم من
عباده بأنه لا إله إلا هو لم يزل كان بلا ذكر شيء ، والآن هو الكائن بمثل ما كان
لم يكن معه شيء . قد علا بعلو ذاته عن نعت الإنشاء وأهلها ، وتعظم بعظمة نفسه
عن وصف الإبداع وما يشابهها . سبحانه تقطعت الإبداع كينونيته ، وتفرقت
الاختراع إنيته ، من قال هو هو فقد فقده لأنه لا يوجده غيره ، ولا له صفة دون
ذاته ولا اسم عين بهائه فمن وحده فقد جحده ؛ لأنه لا يعرفه بشيء , ولا يدركه عبد
انقطعت الأسماء من عالم العماء بجبروتيته ، وامتنعت الصفات من عالم الأمثال
بملكوتيته ، لم يزل كان ربًّا بلا مربوب ، وعالمًا بلا معلوم ، وقادرًا بلا مقدور ،
وموجدًا بلا موجود ، والآن كان الله بمثل ما كان وهو الكائن لا مربوب ، وهو
العالم لا معلوم ، وهو القادر لا مقدور ، وهو الموجد لا موجود ، لا اسم له ولا
وصف ، ولا نعت له ولا رسم ، قد تقطع الكل ذاتيته ، وتفرق الكل كينونيته ، لا
ذكر له بالفصل ، ولا بيان له بالوصل ، من قال هو الحق ، يرجع الأمر إلى الخلق ،
ومن قال هو العدل ، يمنع العدل عن الوصف ، سبحانه وتعالى قد وجدت الإبداع
بالإنشاء بلا مسِّ النار من ذاته ، واخترعت المشية بالإبداع بلا فصل من نفسه ،
وقد منعت الإبداع عن معرفة إبداعه ، وانقطعت الاختراع عن محبته باختراعه ،
سبحانه وتعالى لا ذكر هنالك لا بالنفي ولا بالإثبات ، ولا بالثناء ولا بالآيات , ولا
بالبهاء ولا بالعلامات ، ولا بذكر الهاء ولا الفرار عن الواو , ولا بالقيام بين
الأمرين ، ولا بحرف اللاء سبحانه وتعالى عما يصفون ، ( وأشهد ) لمحمد صلى
الله عليه وآله بما شهد الله له به حيث لا يعلم ذلك إلا هو بعدما اخترعه لعزة ذاته ،
واصطفاه لقدس جنابه ، وجعله منفردًا من أبناء الجنس في تلقاء جماله ، للقيام على
مقامه . إذ هو لا يدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ،
(وأشهد ) أن محمد بن عبد الله رسوله قد بلغ ما حمل في أمره , وقبض ما أجرى
القضاء بأيدي نفسه ، سبحانه وتعالى ويحذركم الله نفسه . ألا تقولوا في حقه دون ما
قدر الله لنفسه . سبحانه وتعالى عما يشركون ( وأشهد ) أن أوصياء محمد صلى الله
عليه وآله اثنَيْ عشر نفسًا في كتاب الله يوم ما خلق حرفًا في الإمكان غيرهم بما قد
شهد الله لهم في عز جبروتيته , وقدس لاهوتيته , وعظم سبوحيته , وعلو
صمدانيته بما لا يعلم ذلك أحد غيره . ( وأشهد ) أنهم قد بلغوا ما حملوا من وصاية
رسول الله صلى الله عليه وآله , وأنهم الفائزون حقًّا . ( وأشهد ) أن قائمهم سلام
الله عليه حَيٌّ به قد أقام الله كل شيء , وله يمد الله كل شيء , وبه يوجد الله كل
شيء . وأن له رجعة حق بمثل ما جعل الله لهم فسوف يحيي الله الأرض بظهوره ,
ويبطل عمل المشركين . ( وأشهد ) أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله
ورقة مباركة عن الشجرة البيضاء لا إله إلا الله سبحانه وتعالى عما يشركون .
( وأشهد ) لكل حق بمثل ما شهد الله له في علم الغيب , ولكل باطل بمثل ذلك , وإنه
ليعلم بأنِّي عبد الله مؤمن به وبآياته وبكتابه الفرقان الذي لم يوجد بمثله , وبالمحبة
لكل ما أحبه وبالبراءة لكل ما أبغضه , وكفى بالله عليَّ شهيدًا . ( وأشهد ) أن
الموت والسؤال والبعث والحساب وحشر الأجساد والأجسام , وما جعل الله وراء
ذلك في علمه لَحَقّ بمثل ما كان الناس في علم الله ليوقنون ( وأشهد ) أن كل ما
فصل في ذلك الكتاب حق من فضل الله عليَّ ولكن أكثر الناس لا يشكرون .
ولقد فصل في ذلك الكتاب كل ما خرج من يدي من سنة 1240 إلى سنة
1242 من شهرها بما مضى نصفه من شهرها ، وهو أربعة كتاب محكم وعشر
صحيفة متقنة التي كل واحدة منها تكفي في الحجية على العبودية لمن في السموات
والأرض , وأنا ذا أذكر أسماءها بأسماء الله منزلها لتكون حنيفًا في البيان ومذكورًا
في التبيان .

( الأولى ) كتاب الأحمدية في شرح جزء الأول من القرآن . ( والثانية )
كتاب العلوية وهو الذي قد فصل فيه سبعمائة سورة محكمة التي كل واحدة منها سبع
آيات . ( والثالثة ) كتاب الحسينية وهو الذي قد فصل فيه خمسين كتابًا محكمة
بالآيات القاهرة . ( والرابعة ) كتاب الحسنية في شرح سورة يوسف عليه السلام
التي كلها المفصلة بمائة وإحدى عشرة سورة محكمة التي كل واحدة منها اثنتان
وأربعين آية التي كل واحدة منها تكفي في الحجية لمن على الأرض وما في تحت
العرش لو لم تغير وكفى بالله شهيدًا . ( والخامسة ) صحيفة الفاطمية , وهي مرتبة
بأربعة عشر بابًا في أعمال اثنَيْ عشر شهرًا في كتاب الله . ( والسادسة ) صحيفة
العلوية , وهي مرتبة بأربعة عشر دعاء في جواب اثنَيْ وتسعين مسألة التي قد
فصلت بعد رجعي على الحج في الشهر الصيام . ( والسابعة ) صحيفة الباقرية ,
وهي مرتبة بأربعة عشر بابًا في تفسير أحرف البسملة . ( والثامنة ) صحيفة
الجعفرية , وهي مرتبة بأربعة عشر بابًا في شرح دعائه عليه السلام في أيام الغيبة .
( والتاسعة ) صحيفة الموسوية , وهي مرتبة بأربعة عشر بابًا في جواب اثنين
نفس من عباد الله التي قد قضت في أرض الحرمين . ( والعاشرة ) صحيفة
الرضوية , وهي مرتبة بأربعة عشر بابًا في ذكر أربع عَشْرَةَ خطبةً غراء الناطقة
عن شجرة الثناء لا إله إلا هو العزيز المنان . ( والحادي عشر ) صحيفة الجوادية ,
وهي مرتبة بأربعة عشر بابًا في جواب أربع عَشْرَةَ مسألة لاهوتية . ( والثاني
عشر ) صحيفة الهادية , وهو مرتبة بأربعة عشر بابًا في جواب أربع عَشْرَةَ مسألة
جبروتية . ( والثالث عشر ) صحيفة العسكرية , وهي مرتبة بأربعة عشر بابًا في
جواب أربع عَشْرَةَ مسألة ملكوتية . ( الرابع عشر ) صحيفة الحجية , وهي مفصلة
بأربعة عشر دعاء قدوسية التي قد ظهرت في بدء الأمر , وتنسب إلى أيام العدل .
فكل ذلك أربع عَشْرَةَ نسخة مباركة موجودة في ذلك الكتاب مع صحيفة
المشهودية في آخره في أربعة عشر كتابًا من أولياء العباد . كل ذلك مكتوب في هذا
الكتاب , وأما ما خرج من يدي , وسرق في سبيل الحج قد نذكر تفصيله في
صحيفة الرضوية , فمن وجد منه شيئًا وجب عليه حفظه , فيا طوبى لمن استحفظ
كل نزل من لديَّ بألواح طيبة على أحسن خط , فوالذي أكرمني آياته حرفًا منها
أعز لديَّ من ملك الآخرة والأولى , وأستغفر الله ربي عن التحديد بالقليل , وسبحان
الله رب العرش عما يصفون , وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
( المنار ) يرى القارئ أن هذا اللغو الذي لا يفهمه حتى كاتبه إنما خدع
بعض الفرس لما فيه من نسبة الصحف إلى آل البيت ، وأن الله أوجد ويوجد
بقائمهم كل شيء , وهذا شرك , ولعلهم ظنوا أن ما لا يفهم منه هو الأفهام والعقول
كما يظن عامة المسلمين في كلام الصوفية .
* * *
أدلة الباب السبعة على دينه

هفت دليلي است كه بجهة جواب يكي إز علماء نقطة بيان نازل فرموده اندكه
أول إز عربي است وفارسي هم تفسير الدامر قوم فرمود عند عربي إند أنوشتم[1] .

( بسم الله الأفرد الأفرد )

إنني أنا الله لا إله إلا أنا قد خلقت كل شئ بأمري ، وما جعلت لشيء من أول
ولا آخر جودًا من لدنا , إنا كنا على ذلك لقادرين ، وانتهيت كل ما قد خلقت إلى
بديع الأول أمرًا من عندنا إنا كنا على كل شيء لمقتدرين . ثم انتهينا ما قد خلقنا
من بديع الأول إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً من لدنا إنا كنا
فاضلين . وربينا الذين أوتوا الفرقان في ألف وماتين ثم سبعين سنينا لعلهم
يستبصرون , في دينهم ليوم ظهور ربهم وحين ما يعرفهم الله نفسه ليجيبون الله
ربهم ثم لينصرون . وعلمناهم في الفرقان دلائل سبعة كل واحدة منهن يكفي كل
العالمين .

قل ( الأول ) : إن غير الله لن يقدر أن ينزل مثل الفرقان , وهل من
خلق أعجب من هذا إن أنتم فيه تتفكرون ، وأمهلنا الذين أوتوا الفرقان من يومئذ
إلى حينئذ ، حتى كل يوقنون بأنهم عاجزون ، لعل الذين هم يستمعون آيات الله
حين ظهور حجته بما آمنوا من قبل يؤمنون ، انظر كيف قد سدد الله أبواب حجتهم ،
ولا يمن الله على أمم مثلهم , ولكنهم عن أمر الله غافلون . حين ماقدروا آيته لا
سبيل لهم في دينهم إلا أن يقولون : هذا من عند الله المهيمن القيوم . وأن يقولون
هذا من عند غير الله يكذبهم قول الله من قبل في الفرقان بأن غير الله لن يقدر أن
يأتي بآية , وأنتم كلكم بذلك من قبل موقنون .

قل ( الثاني ) : ما استدل الله في الفرقان بأمر محمد رسول الله إلا بعجزكم
عن آيات الله إن أنتم قليلاً ما تتفكرون ، ولم يكن عند الله حجة أكبر من هذا
ليستدلن الله به , وأن مادونه ما أنتم لتذكرون كمثل ظلال عند الشمس أفلا تبصرون .
وأنتم كلكم أجمعون . لتقولون : إن الفرقان أكبر آيات محمد رسول الله من قبل إن
أنتم بذلك موقنون . كيف لا تستدلون يومئذ ولا به في دين الله تدخلون .

قل ( الثالث ) : إن آيات الله أكبر عن آيات النبيين من قبل إن أنتم قليلاً ما
تتفكرون . إذ لو لم يكن أكبر لا ينسخ الله بآيات الفرقان دين عيسى بعد موسى ثم
النبيين قبل موسى , ولكنكم في حجة دينكم من قبل لا تتفكرون . لو لم يكن آيات
الفرقان أكبر من عصى موسى ثم كل آيات النبيين من قبل موسى وبعد عيسى كيف
ينسخ الله بها ما نزل من قبل أفأنتم في دلائل الله لا تتفكرون . أفأنتم في حجج الله
لا تتأملون ، ولو أنكم أنتم من قبل في الفرقان مستبصرون . حين سمعتم من آية
لتعظمن في أفئدتكم أكبر عن خلق السموات والأرض وما بينهما ، ولكنكم لا
تتفكرون ولا تتذكرون .

قل ( الرابع ) : إنما الآيات لا يكفين الذين أوتوا الفرقان من قبل ومن بعد إن
أنتم بما أنزل الله من قبل لموقنون . قل : إن ذلك الدليل ليثبتن الكتاب بأنه حجة من
عند الله ويكفين كل العالمين مثل ما نزل الله في سورة العنكبوت وأنتم بالليل والنهار
لتقرءون . أولم يكفهم أنا أنزلنا إليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى
لقوم يؤمنون .

قل ( الخامس ) : دليل عقليّ مقطوع لو أراد أحد من النصارى أن يدخل في
دين الإسلام أنتم كيف تستدلون . وهل يكن حجتكم بالغة بالكتاب أو أنتم بغيره
تستدلون . لو تستدلون بغيره لن يقبل عنكم ، وإن تستدلون به فإذا أنتم غالبون .
سواء يقبل عنكم أو لا يقبل فإن حجتكم قد تمت وكملت عليه , هذا ما أنتم من قبل
في الإسلام مستدلون . كيف لا تستدلون يومئذ في البيان وأنتم على الصراط بالحق
لتمرون [2] .

قل ( السادس ) : قد أظهر الله قدرته في الآيات على شأن كل عنها عاجزون ،
ولا يحسبن أن هذا أمر خفيف , فإنه لا تقل عما في السموات والأرض وما بينهما ،
ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، ما خلق الله خلقًا أعز من الإنسان , وكل عند ذلك
عاجزون . انظر كل بحروف الثمانية والعشرين متكلمون . وأن الله قد سخر تلك
الحروف وركبها بشأن كل عنها يعجزون . هذا صنع الله كل به يخلقون ، إن الذين
يدعون من دون الله ما لهم دليل في كتاب الله , مثلهم مثل الذين هم كانوا من قبلهم
لو شاء الله ليهديهم , وإن يشاء ليمهلنهم , وذلك نارهم عند الله ولكنهم لا يعلمون .
ولكنهم لو يتفكرون أقرب من لمح البصر ليهتدون .

قل ( السابع ) : كل موقنون بأن الله لن يعزب من علمه من شيء , ولا
يعجزه من شيء لا في السموات ولا في الأرض ولا ما بينهما , وأنه كان بكل شيء
عليمًا , وأنه كان على كل شيء قديرًا . فإذا نسب أحد نفسه إليه إن لم يكن من عنده
فعلى الله أن يظهرن من يبطلن ذلك بدليل كل به يوقنون ، فإن لم يظهر دليل أنه
حق من عند الله لا ريب فيه كل به مؤمنون . انظر إن الأمر في ظهور البيان
أعجب عما نَزَّل الله من قبل الفرقان وجعله آيه من عنده على العالمين ، قل الله قد
نزل الفرقان من قبل بلسان محمد رسول الله في ثلث وعشرين سنة ، وكل يومئذ به
لمدينون من الذين أوتوا الفرقان , ومن لم يؤمن به فأولئك هم عن صراط الله
لمبعدون ، ولكن الله لو شاء لينزلن مثل ما نزل من قبل في يومين وليلتين إذا لم
يفصل بينهما إن أنتم تحبون فتستنبئون . فإنا كنا على ذلك لمقتدرين ، انظر بآيه قل
نزل الله من قبل في ذكر الحج في حول كم من خلق في حول الطين يطوفون ، هذا
عظمة أمر الله في آياته , وسيشهدن الذين هم يأتون من بعد في آيات البيان أكبر
من ذلك , ولكن الناس هم لا يعلمون ، هذا في شأن إنا كنا بلسان الخلق مستدلون ،
وإلا كيف نعرفن أنفسنا بآياتنا , وإنها هي خلق في كتاب الله تعرف بالله ربها ,
والله لا يعرف بها وإنا كنا على كل شيء لشاهدين ، إن كنت في بحر الأسماء
لمن السائرين . مامن إله إلا الله رب العالمين ، له الأسماء الحسنى من قبل ومن
بعد ، كل عباد له وكل له عابدون ، وإن كنت في بحر الخلق لمن السائرين ، قد
خلق الله كل شيء بأمر واحد , وجعل مثل ذلك الأمر كمثل الشمس إن تطلع بما لا
يحصي المحصون ، وإنها هي شمس واحدة , وإن تغرب بمثل ذلك إنها هي شمس
واحدة ، قل كل بالله قائمون ، فإذا في كل الرسل أمر واحد ، وفي كل الكتب أمر
واحد ، وفي كل المناهج أمر واحد ، كل بأمر الله من عند مظهر نفسه قائمون ، هذا
معنى حديث أنتم في ذكر قائمكم لتذكرون ، ليذكرن من بديع الأول إلى محمد ،
وليقولن من أراد أحد من أنبياء الله فلينظرون إليَّ ، ولا يقولن : فلينظرن إلى غيري
إذ كل فيه ، وكل بأمر الله إذا يشاء ليظهرون . هذا معنى قول محمد من قبل في
ذكر النبيين بأنهم إياي إذ ما في كل أمر واحد قد اتصل بمحمد رسول الله ، ومن
محمد إلى نقطة البيان , ومن نقطة البيان إلى من يظهره الله ، وممن يظهره الله إلى
من يظهر من بعد من يظهره الله إلى آخر الذي لا آخر له أنتم مثل أول الذي لا أول
له لتستنبئون ثم لتوقنون[3] . فاذا في كل ظهور فيه وكل ما يظهر من عنده يظهر
ذلك معنى ما أنتم في بحر الأسماء تذكرون . سبحانك اللهم إنك أنت الأول ولم يكن
قبلك من شيء وأنك أنت مؤل الأولين ، قل : اللهم إنك أنت الآخر ، ولم يكن بعدك
من شيء وأنك أنت مؤخر الآخرين . قل : اللهم إنك أنت الظاهر فوق كل شيء ولم
يكن فوقك من شيء وأنك أنت مظهر الأظهرين . قل : اللهم إنك أنت الباطن دون
كل شيء ، ولم يكن غيرك من شيء ، وإنك أنت مبطن الأبطنين . سبحانك اللهم
إنك أنت القادر على كل شيء لن يعجزك من شيء لا في السموات ولا في
الأرض، ولا ما بينهما ، تنصر من تشاء بأمرك إنك أنت أقدر الأقدرين . وإن كنت
في بحر الخلق ناظرين . مثل ذلك في مرءات الأزل إنا كنا منزلين ، إذ لا يرى في
المرات إلا مجليها ذلك رب العالمين ، فانظر من أول ما قد دخلت في دينك هل
رأيت من نبي أو حجة إلا وقد شهدت الفرقان من عند الله رب العالمين ،
واستدللت به من غير أن تسكن فيه وكنت به لمن الموقنين . فلتنصفن حين ما قد
رأيت الفرقان أو آيات البيان هل رأيت ما تحجبنك عن هذا أو توقننك في هذا
إن كنت من المستبصرين ، وإن ما تشاهدن غير قواعد النحويين والصرفيين ,
هؤلاء يستنبئون علمهم من كتاب الله , وما يتلى الكتاب من عند الله لا يستنبئ من
علمهم فما لهؤلاء القوم لا يتفكرون ولا يتذكرون [4] , وهذا دليل على أنكم توقنون
بأن الله قد أظهر حجته من عند من لم يتعلم شئون علمكم لعلكم أنتم بذلك
تستطيعون في دين الله توقنون ، وإنا لو نشاء لننزلن مثل ما أنتم في قواعدكم
مستدلون ، مثل ما قد نزلنا كتبًا من قبل , وإن كنا على ذلك لمقتدرين ، وإن الله في
كل ظهور ليحبن أن يدخل الناس في دين الله بحجة ودليل , وعلى هذا لينصحن
الرسل في كل ظهور كل عباد الله المؤمنين ، وإلا إذا يبعث الله ذا طول عظيم
ليدخلن الناس في دين الله سواء يحيطون علمهم بدليل أو لا يحيطون ، مثل كل ما
أدخل محمد رسول الله من قبل في الإسلام بجبر وقهر فإن أولئك هم سواء يطلعون
بدليل أو لا يطلعون . ليدخلنهم الله في رضوان الدين بفضله سواء هم يعلمون أولا
يعلمون . فلتتفكرن هل يكن حجة الذين أوتوا التورية بالغة على الذين أوتوا الزبور,
كيف هم صبروا في دينهم ، وما دخلوا في دين موسى ولا هم يتذكرون ،
يحسبون بينهم وبين الله بأنهم محسنون ، بعدما أنهم عند الذين هم أوتوا التورية
مسيئون ، وكيف عند الله ولكن لا يعقلون ، ثم انظر إلى الذين أوتوا الإنجيل لم يكن
حجتهم بالغة على الذين هم أوتوا التورية كيف هم قد صبروا في دينهم ويحسبون
بينهم وبين الله بأنهم محسنون ، بعدما أنهم عند الذين أوتوا الإنجيل لمسيئون .
وكيف عند الله ربهم ولكنهم لا يتذكرون , ثم انظر إلى الذين أوتوا الفرقان بأن
حجتهم بالغة على الذين أوتوا الإنجيل كيف هم يحسبون بأنهم بينهم وبين الله
محسنون . وأن ما وعدهم عيسى ما جاء , وهم يحسبون بينهم وبين الله ربهم بأنهم
في دينهم مستبصرون . بعدما أنهم عند الذين أوتوا الفرقان لمسيئون وغير
مبصرون . وكيف وعند الله ربهم , ولكنهم لا يعلمون ، ثم انظر إلى الذين أوتوا
الفرقان كيف حجة الذين هم آمنوا بأئمة الدين بالغة على الذين لم يؤمنوا بهم وهم
يحسبون بأنهم محسنون ، بعدما أنهم عند هؤلاء غير محسنون . ثم انظر إلى الذين
أوتوا البيان فإن حجتهم بالغة على كل الأمم ، وكل بينهم وبين الله يحسبون بأنهم
محسنون في دينهم محتاطون ثم لمتقون . ولكنهم عند الذين أتوا البيان غير محسنون
ولا متقون ، وكيف عند الله وعند مظهر نفسه وعند شهداء مظهر نفسه ولكنهم لا
يتفكرون ولا يتذكرون . ثم انظر إلى الذين هم أوتوا الكتاب من يظهره الله في
القيامة الأخرى فإن حجتهم بالغة على الذين هم أوتوا البيان ، ولكنهم يحسبون في
دينهم بأنهم متقون ومحسنون . بعدما أنهم عند الذين أوتوا ذلك الكتاب غير متقون
ولا محسنون ، وكيف عند الله وعند من يظهره الله وعند أدلائه يا أولي البيان بالله
تتقون . أن لا تفضحن أنفسكم مثل الأمم قبلكم بأنكم تحسبون بينكم وبين الله بأنكم
متقون . وعند خلق آخر غير متقون ومحسنون . وكيف عند الله ربكم فلتنقطعن عن
كل علمكم وعملكم , ولتستمسكن بمن يظهره الله ثم دليله وحجته , ثم بما يستدل
المستدلون , وبأهوائكم لا تستدلون , ثم بما يرضى لترضون ، ولا تجعلون
رضائه بما ترضون بل تجعلون رضائكم بما يرضى ، ولا تسألونه عن آيات
غير ما يؤتيه الله فإنكم أنتم لا تستجابون . قد وصيناكم حق الوصية لعلكم في
دينكم تتقون ، وعلمناكم سبل الدلائل في الآيات لعلكم في البيان لتتقون ثم
لتخلصون . ثم بالحق تستدلون . اهـ

( المنار )
الذي يمكن أن يفهم بالقرائن من مجموع هذا اللغو الطويل الذي أفرغ فيه
الباب جعبة دلائله ؛ أن أهل كل دين جديد يرون أنهم محقون ومهتدون وغيرهم
مبطل , وهكذا يراهم غيرهم ، وأن المسلمين الذين يؤمنون بالأئمة مع الذين لا
يؤمنون بهم كذلك ؛ فوجب أن يكون دينه كذلك . ولو نهض هذا دليلاً لجاز لكل أحد
في كل يوم أن يخترع دينًا ويحتج به ! ! ! . ‍وقد جهل الباب أو نسي أن المسلمين
الذين يحتج عليهم يعتقدون بأن الأديان قد ختمت بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وأن الدليل عليها لم يكن التنازع والخلاف بين أهل الأديان بل كان دليلاً
حقيقيًّا معقولاً .

وقد بنت البهائية دينها على قوله : من يظهره الله , ولكن أي معنى لوجود
شارع يضع دينًا ، ولا يلبث أن ينسخ دينه في عصره ، ويكتم كتابه قبل أن يعلم به
الناس إلا قليلاً لا يعتد بهم , فإن البهائية يخفون ( البيان ) إذ وجد فيهم من أدرك أنه
سخرية ؟ ويا ليت هذا الدين الصبياني قد انقسم إلى دينين فقط . كلا , إنه انقسم إلى
أربع فرق يكفر بعضها بعضًا في الغالب ، وهي كما في خاتمة كتاب ( مفتاح باب
الأبواب ) الذي نوهنا به من قبل , وقد تم طبعه الآن وسيصدر بعد أيام قال مؤلفه :
* * *
فرق البابية

( الأولى البابية الخُلَّص ) أي الذي اتبعوا الباب فقط ، ولم يرضخوا لأوامر
من قام من بعده مثل الميرزا يحيى صبح أزل وأخيه الميرزا حسين على البهاء
وغيرهما ، وهم يعملون بأحكام البيان ، وينبذون جميع ما ألف ، وكتب بعد الباب
ظهريًّا , وهؤلاء يبلغون نحو مائتي نفس في البلاد الإيرانية دون غيرها , وفي
أثناء وجودنا بطهران تقابلنا مع أناس منهم , وعلمنا منهم ما لا تعلمه البابية الأزلية
والبهائية .

( الثانية البابية الأزلية ) وهم القائلون بخلافة أو أصالة الميرزا يحيى صبح
أزل سجين قبرص الآن أي أن الأزل هو مصداق لما ورد في كتاب البيان ( من
يظهره الله أو من يريده الله ) وهؤلاء يؤيدون مدعياتهم بكتب عديدة من الباب ,
والميرزا حسين عليّ إلى الميرزا يحيى ، وهي موجودة عند الأزل , ويتمسكون
ويستدلون بها على بطلان أمر البهاء وأتباعه وعددهم ألفان ونيف تقريبًا في البلدان
الإيرانية وغيرها ، وداعيتهم الأكبر وعميدهم الأعظم وهو الحاج الميرزا ......
القاطن الآن بطهران هو وأنجاله وأناس آخرون منهم , ذكرنا أسماءهم في كتابنا
(باب الأبواب ) وهؤلاء يتظاهرون بالإسلامية ، ويتبرءون من الباب والبابية
ويعملون بالتَّقية ، يصلون ويصومون ويقومون بجميع فرائض الدين الإسلامي في
الظاهر , ويكفرون البهاء وأتباعه ويلعنونهم في الظاهر والباطن , ويستبيحون
أموال وأنفس المسلمين والبهائية عند المقدرة , ويستعينون على قضاء حوائجهم هذه
بالكتمان وشدة الحذر , ويسندون الخلافة من بعد الميرزا يحيى إلى الحاج الميرزا
...... المذكور , ولهم إشارات ورموز خاصة بهم لمعرفة بعضهم بعضًا .

( الثالثة البابية البهائية ) وهؤلاء على ما مر عليك من أخبارهم يعتقدون
بربوبية وألوهية البهاء ، وأنه هو الذي بعث الأنبياء والرسل ، وأن زردشت
وموسى وعيسى ومحمدًا صلى الله عليه وسلم ، والباب إنما كانوا يبلغون أحكامه
ويبينون آياته فهم مظاهر أوامره , وبشروا به وبظهوره كما أن ابنه الأكبر عباسًا
يكون كذلك من بعده وأن ليس لأحد أن يقوم بعده ويدعي بالأمر إلا بعد ألف سنة
كاملة , وبعد ذلك يكون الأمر لمن يظهره الله ( يعني لمن يظهره هو كما علمت من
أقواله ) وأن من يدعي أمرًا قبل ألف سنة يتحتم قتله لا محالة , ويبلغ عددهم نحو
ثلاثة آلاف نفس في إيران , ونحو ألفي نفس في خارجها ، ولا عبرة بما يدعونه
من أنهم يبلغون الملايين من النفوس في البلدان الإيرانية ومئات الألوف في الممالك
الروسية والإفرنجية والعثمانية , ومثلها في الممالك المتحدة الأمريكية ؛ لأن الإطراء
والإغراق والغلو هي ديدنهم ، ودأبهم في تجسيم وتعظيم الأمور الراجعة إليهم
كشأنهم في بقية المسائل المختصة بهم .

( الرابعة البابية البهائية العباسية ) هؤلاء هم البابية البهائية , ولكن يقدسون
ويمجدون العباس كتقديسهم لأبيه البهاء بل البعض منهم يجعلون البهاء مبشرًا به ,
كما كان الباب مبشرًا بأبيه , وولد العباس في اليوم الخامس من جمادى الأولى
1265 هجرية بطهران , ورافق أباه بالنفي إلى بغداد و أدرنه و عكا ولم يكن
للبابية البهائية شأن يذكر قبل ترعرعه ، ولما بلغ أشده واستلم زمام الأمور بكياسته
المشهورة ، نثر ونظم , عقد وحل , غَيَّرَ وبدَّل , ألَّف وصنَّف ، وهو الذي أشار
على أبيه بالاستقلال في الأمر والاستبداد بالرأي حتى فرق بين أبيه وعمه الأزل ,
وجعل للبهائية شأنًا يذكر , ولولاه لما قامت للبابية قائمة ، وما قام بشخص يسقط
بسقوطه ويزول بزواله إذا لا بقاء له بذاته . نعم ، إنه كان يتظاهر أمام البابية أنه
كأقل عبد متواضع خاشع للبهاء ، ولكنه كان ماسكًا دفة الأمر بيد من حديد ، يدبرها
كيف شاء وأنى شاء ، وكان يخاطبه أبوه بلفظة ( آقا ) ومعناها ( السيد ) , ولما
مات البهاء آلت إليه الرياسة , وانفرد بالمحو والإثبات في الأحكام , فذعر من ذلك
إخوته والخاصة من أصحاب أبيه مثل الميرزا آفاجان الكاشاني الملقب بخادم الله
ومحمد جواد القزويني و جمال البروجردى وأصهار البهاء , فانضم هؤلاء إلى
الميرزا محمد علي النجل الثاني للبهاء الملقب بغصن الله الأكبر , وأرسلوا الدعاة
إلى البلدان , ونزغوا إلى الطغيان والعصيان ، وألفوا كتبًا بالفارسية والعربية
وطبعوها بالهند أظهروا بها مروق العباس وأشياعه في دين البهاء وكفروه وسلقوه
بألسنة حداد ( عندنا نسختان من الكتب المذكورة ) ، ومن جراء ذلك انشقت البابية
البهائية إلى قسمين : قسم سمي ( بالناقضين ) هم الميرزا محمد عليّ وأشياعه ,
وقسم سمي ( بالمارقين ) هم العباس وأشياعه , وقام كل منهم الآن يؤيد دعواه
ويكفر من عداه , فاعتزلوا المعاشرة ، وحرموا معاملة بعضهم لبعض ، وعداوة كل
منهم للآخر أشد من عداوتهم جميعًا للمسلمين وغيرهم , فهذا ما آل إليه أمر البهائية
بعد موت البهاء . ولله الأمر من قبل ومن بعد
________________________
(1) هذه العبارة الفارسية لمرسل الرسالتين , ومعناها : الدلائل السبع التي تفضلت بإنزالها نقطة
البيان في جواب العلماء بالعربية , ومترجمة بالفارسية فبادرت بإرسال العربية إليكم .
(2) المنار : زعم البابي أن هذا دليل عقلي , وملخصه أن كتابه البيان حجة على المسلمين كما أن
القرآن حجة على النصارى , وهذا جهل مثل سابقه ولاحقه ذلك أنه يجهل طريق الاستدلال عند
المسلمين وهو البرهان على الألوهية بالعقل , ويدخل في ذلك استحالة حلول الباري في البشر ,
والبرهان بالعقل على الحاجة إلى الرسالة وإلى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم , والاستغناء عنها
بدينه , وههنا يجيء الاستدلال بالقرآن بما فيه من العلوم العالية مع أن الجائي به أمي , ومن البلاغة
التي أعجزت البلغاء , وليس بيان الباب إلا عيًّا ولغوًا يسهل مثله على الصبيان والمجانين .
(3) المنار : يظهر أن الشيعة يروون حديثًا مرفوعًا في هذا الموضوع , والعارف بالعربية وأساليبها
يجزم بأنه موضوع لا أصل له , ويفهم من العبارة أن الباب يعتقد بخلود الناس في الدنيا .
(4) انظر إلى هذا الاعتذار السخيف عن عجزه عن الكلام الصحيح كأن الله تعالى يحب اللغو الذي لا
يفهم .

((مجلة المنار ـ المجلد [7] الجزء [9] ص ‌ 338 غرة جمادى الأول 1322 ـ 15 يوليو 1904))

نذير طيار
09/04/2007, 11:02 PM
أخي الفاضل منذر:
للشيخ المرحوم أحمد حماني رئيس المجلس الأعلى الإسلامي الجزائري الأسبق كتابا ضخما تحت عنوان "الدلائل البادية على ضلال البابية وكفر البهائية"
والمعلوم أن الإجماع حاصل بين مذاهب المسلمين السبعة بكفر هذه العقائد.

منذر أبو هواش
09/04/2007, 11:14 PM
أخي الفاضل منذر:
للشيخ المرحوم أحمد حماني رئيس المجلس الأعلى الإسلامي الجزائري الأسبق كتابا ضخما تحت عنوان "الدلائل البادية على ضلال البابية وكفر البهائية"
والمعلوم أن الإجماع حاصل بين مذاهب المسلمين الخمسة بكفر هذه العقائد.

أخي نذير،

أتساءل إن كان بالإمكان العثور على نسخة اليكترونية من هذا الكتاب، أو على تعريف مختصر به على الأقل؟

وشكرا لك على المتابعة.

منذر أبو هواش

نذير طيار
09/04/2007, 11:52 PM
أخي منذر:
الكتاب ليس بحوزتي الآن لكن يمكنني تحصيله في القريب العاجل. بإذن الله. نسخة إلكترونية لا أعنقد ذلك.

منذر أبو هواش
10/04/2007, 12:49 AM
أخي نذير،

سوف أحاول السؤال عنه هنا، لكن في الأثناء يسعدني أن أقرأ لك هنا نقلا مفيدا موسعا عن أهم النقاط الواردة في الكتاب. هذا إن استطعت الوصول إليه بعون الله.

بارك الله بك، وشكرا على مثابرتك،

منذر أبو هواش

منذر أبو هواش
10/04/2007, 09:39 AM
الدعوة لسبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولقد جاء في محكم آياته الكريمة بسورة النحل الآيات الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83) وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) صدق الله العلي العظيم ( النحل 98:81 )

قال تعالى في التنزيل الكريم:

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (النحل 125)

إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا
(النساء 48)

إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا (النساء 116)

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (المائدة 72)

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (الكهف 110)

حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (الحج 31)

أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (الأعراف 173)

وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (الرعد 36)

لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (الكهف 38)

وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (الكهف 42)

قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (الجن 20)

قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 14)

اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 106)

بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (التوبة 1)

وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (التوبة 3)

فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 5)

وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (التوبة 6)

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة 36)

وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (يونس 105)

قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (يوسف 108)

فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (الحجر 94)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة 28)

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة 33)

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (الصف 9)

صدق الله العظيم وبه نستعين

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
11/04/2007, 01:08 PM
الأخ الفاضل منذر أبو هواش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والسلام علي كل من أتبع الهدي
أشكر لحضرتك كل هذا النشر الواعي العلمي والعملي والذي يدرس ليستفيد منه القاصي والداني
وفرحتي كبيرة جدا أستاذي العزيز لدعم مداخلتي بكل هذا الفيض من النور الألهي والقبس القرآني
والحمد لله رب العالمين علي نعمة الإسلام اللهم احفظنا بها دنيا ودين.
أثابك الله ونصرك وثبيت علي طريق الحق خطاك
تقبل عاطر التحايا والأحترام
سيدي الفاضل
أخيكم محمدأسامة البهــائي
(والبهائي هذا لقب للعائلة)

منذر أبو هواش
11/04/2007, 01:26 PM
الأخ الفاضل منذر أبو هواش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والسلام علي كل من أتبع الهدي
أشكر لحضرتك كل هذا النشر الواعي العلمي والعملي والذي يدرس ليستفيد منه القاصي والداني
وفرحتي كبيرة جدا أستاذي العزيز لدعم مداخلتي بكل هذا الفيض من النور الألهي والقبس القرآني
والحمد لله رب العالمين علي نعمة الإسلام اللهم احفظنا بها دنيا ودين.
أثابك الله ونصرك وثبيت علي طريق الحق خطاك
تقبل عاطر التحايا والأحترام
سيدي الفاضل
أخيكم محمدأسامة البهــائي
(والبهائي هذا لقب للعائلة)

أخي محمد،

آمين ... آمين ... وبه نستعين ...
شكرا لكلماتك الرقيقة ...
وشكرا لمرورك ...
:fl:
ولك تحية،

منذر أبو هواش

عامرحريز
12/04/2007, 11:19 AM
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Baha%27i_arc_from_archives.jpg/800px-Baha%27i_arc_from_archives.jpg
صورة بيت العدل الأعظم .. مقر محفل البهائية في حيفا..

نقلا عن ويكيبيديا

عامرحريز
12/04/2007, 11:31 AM
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/d/d6/Haifa-Bahai.jpg
قبر الباب في حيفا

عامرحريز
12/04/2007, 11:32 AM
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/0/0b/Babshrinenight.jpg/394px-Babshrinenight.jpg
http://info.bahai.org/arabic/images/shrine_bab.jpg

صور أخرى للقبر

عامرحريز
12/04/2007, 11:34 AM
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/7/72/BahaiRing2.jpg
أحد شعارات البهائية منقوشة على إسوارة

ويكيبيديا

عامرحريز
12/04/2007, 11:37 AM
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c0/Bahji.jpg
مدخل ضريح بهاء الله قرب قصر البهجة في ضواحي عكا

من ويكيبيديا

عامرحريز
12/04/2007, 11:49 AM
البهائية من الموسوعة الحرة (Wikipedia)
الدين البهائي هو دين عالمي مستقل ينسبه البعض للإسلام رغم إصرار أتباعه على أنه دين سماوي مستقل برسوله، ومبادئه، وأحكامه، وهيئاته الإدارية المستقلة إستقلالا تاما عن الإسلام. أسسه الميرزا حسين علي النوري الملقب ببهاء الله في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. والدين البهائي معترف به رسميا في العديد من دول العالم وينتشر في أكثر من 235 بلدا ودولة، وله تمثيل غير حكومي في منظمة الأمم المتحدة منذ بداية نشأتها وكذلك في الاوساط العلمية والدينية والاقتصادية في العالم.


النشأة والتأسيس

يربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان دعوة الباب في مدينة شيراز في إيران سنة 1844م/1260هـ. ،كانت البابية قد تأسست على يد الميرزا علي محمد رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب لـ"من يظهره الله" وأنه هو المهدي المنتظر. وكان قد سبق ذلك فترة قصيرة نمت فيها حركات كانت تترقب مجيء الموعود الذي بشرت به الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء والأئمة. وكانت الفرقة الشيخية التي أسسها الشيخ أحمد الاحسائي إحدى تلك الفرق التي أكدت على وشك قدوم الموعود المنتظر و تتلمذ الـملا حسين بشروئي (وهو أول من آمن بالباب) على يد الشيخ أحمد الاحسائي ثم على يد السيد كاظم الرشتي بعد وفاة الشيخ أحمد.

ولقد امن بالباب بعد ايمان الـملا حسين بشروئي 17 شخصا اخرين من ضمنهم امرأة واحدة تعرف بالطاهرة أو قرة العين. ومنح هؤلاء الثمانية عشر شخصا لقب حروف الحي. ومن ضمن الذين أيدوا دعوة الباب وكان لهم تأثيرا بالغا في تطورها شاب من النبلاء يدعى ميرزا حسين علي النوري الذي عرف فيما بعد ببهاء الله، وهو مؤسس الديانة البهائية. ونتيجة لذلك فان هناك ارتباط تاريخي بين البهائية والبابية.

وبعد أن شاع أمر البابية قامت السلطات الإيرانية، بإيعاز من رجال الدين، بتعذيب البابين والقبض على "الباب" سنة 1847م وإيداعه السجن. وكانت إيران محكومة انذاك من قبل اسرة القاجار التركمانية. وظل أتباع الباب رغم حبسه يترددون عليه في السجن وأخذوا يظهرون إيمانهم به وبرسالته على عامة الناس. وازداد عدد اتباع الباب رغم حبسه وذلك بتيجة جهود اتباعه وقياداتهم. وأدى ذلك إلى ازدياد وطأة تعذيب البابيين الذي دوّن تفاصيله العديد من المؤرخين الشرقيين والغربيين. وفي نهاية المطاف أُعدم "الباب" سنة 1850م رميا بالرصاص أمام العامة رغم وساطة بعض الدول الغربية للصفح عنه ومن ضمنها روسيا وبريطانيا. وجاءت هذه الوساطة نتيجة التقارير التي أرسلها سفراء هذه الدول الذين شهدوا الاضطهاد العنيف الذي واجهه الباب وأتباعه. اضغظ هنا لاستعراض بعض تفاصيل هذة الاحداث.

واستمرت الحكومة الإيرانية آنذاك بعملية القمع ضد البابين وقياداتهم ومن ضمنهم بهاء الله، حيث حبست بهاء الله وبعد ذلك نفته وأتباعه إلى العراق. وأقام بهاء الله في العراق عدة سنوات قام خلالها بتدبير شؤون البابين ولم شملهم. ولكن بتحريض من الحكومة الإيرانية، نفت الحكومة العثمانية بهاء الله استانبول، ثم إلى أدرنة، وبعد ذلك إلى فلسطين لإبعاده عن الأراضي الإيرانية وقطع علاقته بأتباعه. وتشير المصادر البهائية أن بهاء الله أعلن دعوته للعديد من إتباعه في حديقة الرضوان في بغداد قبل نفيه منها.


يدعي الذين يعارضون البهائية أن الحركة البابية والبهائية نشأتا بدعم من روسيا ولكن البهائيين يؤكدون عدم صحة ذلك مستندين إلى ما يلي:

كان اضطهاد البابيين خلال السنين الأولى لدعوة الباب من الأخبار الواسعة الانتشار في إيران والدول المجاورة وكان السفير الروسي من ضمن الذين تأثروا بجسامة تلك الأحداث وشراسة التعذيب الذي عاناه البابيون من قبل السلطات المدنية والدينية وتعاطف نتيجة لذلك مع البابيين المضطهدين. وفي اليوم التالي لإعدام الباب، أخذ السفير الروسي معه أحد الرسامين وطلب منه تسجيل تلك الحادثة المهمة على الورق. وتبقى تلك اللوحة إحدى الصور القليلة التي تعكس ملامح الباب وكان وجه الباب (ووجه رفيقه الذي أعدم معه) الجزء الوحيد من جسدهما الذي لم يمسه الرصاص.
بعد إطلاق سراح بهاء الله من سجن سياه جال والأمر بنفيه مع عائلته إلى العراق عرض السفير الروسي على بهاء الله أن يذهب إلى روسيا ليعيش مكرما فيها. لكن بهاء الله رفض تلك الدعوة وأعلن عن رغبته في إطاعة أوامر الحكومة الإيرانية. ونتيجة لذلك نفي بهاء الله وعائلته وبعض البابيين إلى العراق ولكن السفير أصر أن ترافقهم إحدى الفرق الروسية إلى الحدود العراقية عبر جبال كردستان بالإضافة إلى الفرقة العسكرية التي أرسلتها الحكومة الإيرانية لمرافقته.

خلال ما يقارب المئة وستين سنة منذ نشوء الديانتين البابية والبهائية تحولت الاتهامات ضدهم حسب تطور العلاقات السياسية بين دول الشرق الأوسط وباقي الدول. فبعد أن اتهموا بالعمالة للروس في القرن التاسع عشر صاروا يتهمون بالعمالة للإنكليز في بداية القرن العشرين، ثم تحولت التهم إلى العمالة لليهود منذ أواسط القرن العشرين وخاصة بعد نشؤ دولة إسرائيل. وذلك رغم أن المبادئ البهائية تمنع أتباعها من المشاركة والتدخل في السياسة بصريح النص، وبتأكيد الهيئات الإدارية والأفراد البهائيين


علاقة الدين البهائي بباقي الأديان


يؤمن البهائيون بوحدة المنبع الالهي لأغلب الديانات العظمى الموجودة في العالم، ويعترفون بمقامات مؤسسيها وبأنهم رسل من الله، ومنها الزردشتية والهندوسية واليهودية والبوذية والمسيحية والإسلام. ويعتقدون بأن جميع هذه الديانات جاءت لتهذيب البشر أينما كانوا عبر العصور، وبأنها نشأت في مجتمعات كانت تدين بديانات سابقة وبنت الواحدة على ألأساس الذي وضعته الأخرى. وهذا احد اهم المعتقدات البهائية التي تقوم على اساسها علاقتها بالاديان الاخرى واتباع هذه الاديان.

ويعتقد البهائيون انه كما نجد أن للمسيحية على سبيل المثال جذورا في الديانة اليهودية، فأن للبهائية جذورا في الديانة الاسلامية. غير ان هذا لايعني بأن الدين البهائي فرقة من الإسلام او فرع من الديانات السابقة، بل يؤمن اتباعه بأن دينهم هو دين مستقل منذ بداياته وله كتبه وشرائعه المستقلة.

لا يعترف معظم اتباع الديانات السماوية بالديانات اللاحقة، فالإسلام لا يعترف بأي دين آخر يأتي بعده ،لكنه يعترف بالمسيحية واليهوديه وانبيائهما موسى وعيسى عليهما السلام الذين جاءوا قبل الاسلام. ويؤمن الاسلام ان الرسول محمد (ص) هو آخر الانبياء المرسلين من الله للبشر، وبالتالي لا يعترف المسلمين بوجود اي صلة بين الاسلام والبهائية، ويعتبرون البهائية دينا وضعيا. وهذا يشبه رأي اليهودية بالمسيحية والاسلام والبهائية.

ورغم هذا الاختلاف في المعتقدات، يعتقد البهائيون ان بامكان اتباع الديانات المختلفة التعايش السلمي والتعاون الهادف لخلق مجتمعات تضمن لافرادها العيش الامن الكريم بغض النظر عن عرقهم، او جنسهم، او حالتهم الاجتماعية او الاقتصادية، او معتقداتهم الدينية.


علاقة البهائية باليهودية:
يدعي الذين يعارضون الدين البهائي ان للبهائيين علاقة وثيقة باليهود الذين ساعدوا البهائيين خلال مراحل مختلفة، وان البهائيين لعبوا دورا هاما في والتعاون مع الانجليز لتأسيس ودعم دولة أسرائيل.

ولكن هذه الادعاءات لا تتوافق مع الحقائق التاريخية التالية:

كان اليهود ولحوالي 12 قرنا مطرودين عن الأراضي المقدسة وممنوعين عن الدخول فيها إلى أن سمح لهم السلطان عبد العزيز بالعودة اليها عندما أصدر فرمانه بذلك الصدد في سنة 1844م وهو نفس السلطان الذي أرسل بهاء الله إلى سجن قلعة عكا.
في الحرب العالمية الأولى قاتل العرب إلى جانب الأنكليز لغرض التخلص من الحكم العثماني وجوره وأستقبلوا الجنرال اللنبي بحفاوة حين خسر العثمانيون الحرب وتركوا فلسطين. ولم تتدخل الجالية البهائية الصغيرة في ذلك على الاطلاق.
تم تأسيس دولة إسرائيل 56 عاما بعد وفاة بهاء الله في عكا سنة 1892م و27 عاما بعد وفاة عبد البهاء في حيفا سنة 1921م.
لا تسمح الادارة البهائية العالمية للبهائيين إطلاقا بانشاء الاحزاب السياسية، او التدخل بأي من الامور السياسية الاخرى في إسرائيل او غيرها. حتى انها لا تسمح للبهائيين ان ينشروا تعاليم دينهم في دولة إسرائيل بين المسلمين او المسيحيين او اليهود او غيرهم.
ومن الادعاءات الاخرى عن علاقة البهائيين باليهود انهم اتصلوا باليهود في تركيا عندما نفي بهاء الله واتباعه اليها، وان اليهود في عكاواحتفوا بهم حين نفي بهاء الله اليها مع عائلته واتباعه. ويدعون ايضا ان عباس أفندي "عبد البهاء" قد قابل الجنرال اللنبي وحصل على لقب سير ومنح عددا من الأوسمة الرفيعة في سنين الحرب العالمية الأولى، وانه يؤيد ادعاء اليهود حقهم في فلسطين. ويدعون انه بعد عباس أفندي تولى زعامة البهائية يهودي أميركي يدعى ميسون وانهم عقدوا مؤتمرا لهم سنة 1968م في فلسطين وجاءت قرارات ذلك المؤتمر موائمة للأفكار والرؤى الصهيونية.

ولكن تثبت الوقائع التاربخية ان عباس أفندي منح لقب الـ"سير" نتيجة لأعماله الخيرية وكان ذلك بعد سقوط فلسطين وخروج العثمانيين منها ودخول الأنكليز. وذلك لانه قام بشراء أراضي زراعية في بلاد الشام زرع فيها الحبوب من الشعير والحنطة وأستفاد منها في إطعام الناس أثناء مجاعات الحرب وللاعمال الخيرية الاخرى التي قدمها للمجتمع الذي عاش فيه ويشهد بذلك [العرب من معاصرية]. ويقول البهائيون ان معتقداتهم فيما يتعلق بعودة اليهود إلى فلسطين لا تختلف ابدا عما جاء في الكتب السماوية الاخرى كالثوراة والانجيل والقران وانه ليس لهم اية علاقة بتأسيس دولة إسرائيل. ان بهاء الله لم يستقبل بحفاوة من قبل اليهود وانما نُفي من قبل الدولة العثمانية في سنة 1868م إلى مدينة عكا في فلسطين ليسجن في قلعتها هناك لغرض التخلص منه بسرعة حيث عرفت هذه المنطقة، وخاصة السجن، بكثرة الأمراض الخبيثة وردائة الهواء والماء والأحوال الصحية. وكان فرمان السلطان قد حذر سكان المدينة من خطورة التعامل مع المساجين البهائيين واتهمهم بالزندقة والإلحاد.

ولقد سمح لبهاء الله في اّخر سنوات حياته بالعيش في احدى المنازل خارج حدود السجن كنتيجة لاعلان التعبئة العامة في فرق الجيش التركي وحاجتهم لتكنات الجيش التي كان يقيم فيها المساجين المنفيين. وخصص لبهاء الله واسرته من قبل الحكومة منزلا في الحي الغربي من المدينة ثم نقلوا إلى منازل عديدة بعد ذلك. وبلغت قلة صلاحية بعض هذه المساكن وملائمتها لتلبية احتياجاتهم ان اضطر ما لا يقل عن ثلاثة عشر شخصا العيش في غرفة واحدة في بعض الاحيان. وكان اهالي المنطقة في ذلك الحين يشّكون بالمنفيين ويكنّون لهم العداء وحتى انهم كانوا يطاردون اولادهم ويسبونهم ويرمونهم بالحجارة اذا هم تجاسروا وظهروا في الشوارع. ولم تتحسن حال البهائيين الا بعد ان تمكن سكان المنطقة من التعرف على البهائيين واخلاقهم، خاصة نتيجة اعمال البر التي قدمها عباس افندي، الابن الارشد لبهاء الله، لأهل المنطقة.

وعند تعيين احمد توفيق بك حاكما جديدا تعرف على اعمال عباس أفندي وقام بقرأة الكتب البهائية الثي رفعها له المعارضون لاثارة غضبه ضد البهائيين، ولكن قرأته لهذه الكتب حفزته على زيارة بهاء الله. وادت هذه الزيارة إلى تعرف الحاكم ببهاء الله عن كثب ومعرفة ما ينادي به والتاكد من حسن نواياه ونوايا اتباعه مما دفعه إلى تخفيف الحضر على البهائيين. وتبع مصطفى ضياء باشا الذي اصبح واليا بعد ذلك سياسة مماثلة تجاه البهائيين المنفيين وحتى انه سمح لهم بالتجول خارج اسوار المدينة وبمقابلة الاخرين من بينهم بعض المستشرقين مثل ا.ج. براون الاستاذ بحامعة كمبردج الذي التقى ببهاء الله عدة مرات ودون احدات هذه اللقاءات في كتبه ومقالاته العديدة، واعيان المنطقة كالشيخ محمود مفتي عكا في ذلك الوقت والشيخ علي الميري الذين ابدوا صداقتهم لعباس أفندي وبالغ الاحترام والتقدير لبهاء الله.

ولقد قام عباس أفندي بعد ذلك بشراء مسكن في ضواحي مدينة عكا حيث عاش بهاء الله إلى ان توفى في سنة 1892م و صار مرقده مزارا لأتباعه. وبقى ابنه عباس سجينا هناك إلى سنة 1908م ورغم إطلاق سراحه بعد ثورة تركيا الفتاة وسقوط السلطان العثماني ولكنه لم يترك المنطقة وعاش في مدينة حيفا في فلسطين إلى حين وفاته في سنة 1921م. وبالاضافة إلى علاقة عباس افندي بالعديد من اعيان فلسطين من المسلمين والمسيحيين والدروز وغيرهم فلقد توطدت علاقات الصداقة والاحترام المتبادل بين عباس افندي "عبد البهاء" والعديد من مفكري وادباء العصر في ذلك الحين ومن ضمنهم جبران خليل جبران، شكيب ارسلان، امين الريحاني، والشيخ محمد عبده الذي صار فيما بعد مفتي الازهر الشريف.

وبعد وفاة عبد البهاء وحسب وصيته قام حفيده شوقي افندي بولاية شؤون الدين البهائي ونشر تعاليمه وأسس المركز الإداري للبهائيين في مدينة حيفا قرب المرقد الأخير للباب وعبد البهاء على سفح جبل الكرمل.

ولقد توفي شوقي افندي عام 1957م في مدينة لندن ودفن هناك. وبعد رحيل شوقي أفندي، طمع ميسن ريمي (ميسون) في نفس العام بأن ينتصب مقام ولاية الأمر البهائي رغم إن هذا يخالف تعاليم ووصايا عباس أفندي "عبد البهاء" وبسبب ذلك طرد من الدين البهائي في تلك السنة.



رأي علماء المسلمين في البهائية:

يتفق أغلب علماء المسلمين على ان البهائية ليست فرقة أو مذهبا من الإسلام. وقررت المحكمة الشرعية العليا في مصر سنة 1925م أن الدين البهائي دين مستقل عن الدين الإسلامي. وينظر كثير من المسلمين لمتبعيه على أنهم كفار خارجون عن الملة خالدون في النار وذلك لأن البهائيين يعتقدون بأن مؤسس البهائية هو رسول موحى له جاء بعد رسالة الإسلام. فأغلبية المسلمين يؤمنون كما يؤمن العديد من أتباع الديانات الأخرى كالمسيحيين واليهود، بأن رسالتهم هي آخر الرسالات السماوية.

وتستند العديد من الاراء الحالية ضد البهائيين على البيان الذي اصدره مجمع البحوث الاسلامّية بالأزهر الشّريف ضد البهائية والبهائيين ونُشِرَ في عددٍ من الصّحف المصرية والعربية بتاريخ 21/1/1986م. ولقد قام البهائيون بالرد على هذا البيان في مقالة صدرت في مجلة اخبار العالم البهائي. وكان هذا المقال مختصرا نسبيا ليتناسب مع بيان الازهر من حيث الحجم والمضمون. ولقد قامت المؤسسات البهائية بالرد على الاتهامات المشابهة التي كان قد اصدرها الازهر في بيان صدر عام 1947م، وردت عليه لجنة النشر المركزية بالقطر المصري والسودان بإجازة المحفل الروحاني المركزي للبهائيين ونشر هذا الرد في مصر في نفس العام. كما يدرج موقع حقائق عن الدين البهائي ردا مفصلا على التهم غير الموثّقة والتي تدرجها بعض المواقع والمنشورات معتمدة في معلوماتها على مصادر معادية للدين البهائي واتباعه.

ولقد قرر مجمع البحوث الاسلامّية بالأزهر الشّريف البحث في المسألة البهائية من جديد نتيجة لما اثارته قضية البهائيين المصريين ووضعهم القانوني في الصحف المصرية، والعربية، والعالمية. ولقد عرضت الجالية البهائية العالمية في رسالة موجهة للازهر الشريف التعاون والمساهمة في هذه الدراسة وذلك تعبيرا عن املها بان يسود هذا البحث "روح الاحترام المتبادل والتجاوب الودي التي حثت عليه والمتوقع ان تسود العلاقة بين الهيئات الدينية في العالم". وتستمر العديد من الاحزاب الاسلامية المتطرفة وخاصة في إيران ومصر بمحاربة البهائية علنا والدعوة للقضاء عليها وعلى اتباعها. يمكنكم زيارة وجهة نظر اخرى للاطلاع على بعض الاراء البهائية وغيرها فيما يتعلق بهذا الموضوع.


تاريخ البابية والبهائية
هناك ارتباظ وثيق بين تاريخ البابية والبهائية. ويعتبر البهائيون الباب المبشر بالدين البهائي والممهد لظهور بهاء الله. وفيما يلي بعض الوقائع التاريخية المهمة التي ادت إلى نشوء الدين البهائي وانتشاره.


مؤتمر بدشت
أثناء وجود الباب في السجن قام بهاء الله الذي كان على اتصال بالباب عن طريق المراسلة المستمرة بتنظيم مؤتمر للبابية في صحراء بدشت الإيرانية سنة 1848م والاشراف عليه بصورة غير مباشرة. ولقد قام اثنان من أتباع الباب القدوس والطاهرة بالمساعدة بتنظيم المؤتمر وتطبيق برنامجه الذي كان يهدف إلى توضيح تعاليم شربعة الباب والفصل الكامل بين البابية والاسلام. ولعبت الطاهرة دورا رئيسيا في تحقيق هذا الهدف.

ويعتبر هذا المؤتمر من اهم الوقائع في التاريخ البابي حيث ادت احداثه إلى ايضاح الفرق بين الديانة البابية والاسلام. ولقد ظهرت أم سلمى زرين تاج "الطاهرة" في المؤتمر من دون حجاب على وجهها والقت بيانا بليغا على الحاضرين من الرجال بطلاقة وحماسة. ورغم انها كانت معروفة بالعلم والذكاء وحسن السيرة والسلوك فان سلوكها هذا اعتبر في ذلك الوقت خروجا عن العادات والتقاليد والمباديء الاسلامية وادى إلى اضطراب في نفوس بعض الحاضرين الذين تركوا المؤتمر بهلع وفزع لقيامها بما اعتبروه خرقا لما كان متعارف عليه. ولقد دفعهم ما قامت به "الطاهره" إلى إدراك الاختلاف الجذري بين البابية والاسلام في السلوك والعبادات. ودعت الطاهره بقية الحاضرين إلى الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة لما لها من اثر بالغ على تطور البابية.



الإضطهاد
تعرض أتباع الدين البهائي إلى انواع شتى من الإضطهاد منذ البداية. وفي السنوات الستة الأولى قتل أكثر من عشرين ألفًا من أتباع الباب في إيران إما بعد القاء القبض عليهم وتعذيبهم حسب أوامر الحكومة ورجال الدين وإما بعد معارك وحصارات دامت لمدة أشهر في بعض الأحيان.

واسشتدت هذه الاضطهادات عندما تم الإعلان عن دعوة الباب في المساجد والأماكن العامّة من قبل مجموعات متحمّسة من الشّبّان الذين كانوا يؤمّون المعاهد الدّينيّة. وكان ردّ فعل رجال الدّين المسلمين الذين لم تتوافق الدعوه الجديدة مع معتقداتهم ومصالحهم، أن قاموا بتحريض عامّة الشّعب على استخدام العنف ضدّ هؤلاء وضد اتباع الباب الاخرين. ولقد صادفت هذه الأحداث أزمات سياسيّة في إيران نجمت عن وفاة محمد شاه والصّراع السياسيّ الذي تلا ذلك حول من يخلفه في الملك. وبعد تولي الصّبيّ ناصر الدّين شاه العهد، قام زعماء الحزب الذي سانده بتوجيه الجيش الملكي ليدعم رجال الدين ويحارب أتباع الباب. وقد اعتقد أتباع الباب، وهم الذين نشأوا في بيئة إسلاميّة، أنّ لهم حقّاً مشروعاً في الدّفاع عن أنفسهم. فقاموا بتحصين أنفسهم في معاقل مؤقّتة وقاوموا لمدّة طويلة الحصار والهجوم الذي شّّن ضدهم. وانتهت هذه الحصارات بمقتل عدد كبير منهم وازدياد حملات الاعتقال والتعذيب ضدهم، من ضمنها إعدام الباب علناً في التّاسع من تموز (يوليو) عام 1850م. وتصاعدت حدة هذه الاضطهادات بعد أن أقدم شابّان من الذين انضمّوا إلى صفوف أتباع الباب بإطلاق رصاص الخُرْدُق على الشّاه خلال سير موكبه في إحدى الطّرق العامّة. واتّخذت هذه المحاولة الفردية الفاشلة ذريعةً لأسوأ المذابح التي تعرّض لها البابيّون والتي أدت إلى مقتل الآلاف من أتباع الدين الجديد في كلّ أنحاء إيران. وشملت هذه الاعتقالات ميرزا حسين علي النوري "بهاء الله"، مؤسس الدين البهائي فيما بعد. فتم حبسه، ومصادرة جميع امواله، ومن ثم نفيه وعائلته إلى خارج حدود الدولة القاجارية.

وأثارت هذه المذابح والاعتقالات احتجاج الدول الغربيّة التي وصلتها اخبار هذه الأحداث من ممثليها في طهران الذين بلغتهم تفاصيلها عن طريق رعاياهم غير البابيين الذين كتبوا يستنكرون هذه الأعمال ويطالبون حكوماتهم بالتدخل. أمّا الاهتمام بأمر الباب في الأوساط العلميّة والفكريّة في الغرب فقد بدأ على وجه الخصوص عام 1856م عندما نشر الكونت دي غابينو كتابه الفرنسي "الأديان والفلسفة في آسيا الوسطى". ولقد كان لحياة الباب، وتعاليمه، وتضحيات أتباعه، وأفكارهم الإصلاحية تأثير على عدد من الشّخصيّات العالميّة أمثال ارنست رينان، وليو تولستوي، وسارة برنار، وغيرهم الذين دوّنوا آراءهم في كتاباتهم المختلفة.

واستمرت هذه الاضطهادات يحركها رجال الدين وتدعمها الحكومات الإيرانية لتشمل مؤسس، واعلام، واتباع الدين البهائي. وفي العصر الحالي، لا يزال هذا الإضطهاد مستمرًا في العديد من بلدان العالم الإسلامي وخصوصًا في إيران حيث حكم على أكثر من 200 بهائي بالإعدام منذ بداية الثورة الاسلامية في عام 1979م وسجن الكثير منهم في معتقلاتها بعد أن رفضوا إنكار عقيدتهم عندما أعطيوا الخيار بين ذلك وبين إطلاق سراحهم. كما تم الإستيلاءعلى العديد من المقابر البهائية وأماكن العبادة والاماكن المقدسة وتدميرها ولم يعد بإمكان البهائيين الإحتفاظ بمراكزهم ووظائفهم الحكومية ولا يسمح لهم بدخول الجامعات وحتى أنه لا يعترف بشرعية زواجهم أو وثائق التسجيل والولادة وغيرها.

لقد تعرض البهائيون للتحقيق والاضطهاد بإيعاز من السلطات الدينية في بعض الدول العربية خلال فترات مختلفة، ولكن هذه التحقيقات بيّنت بوضوح عدم تدخل البهائيين في الأمور السياسية واحترامهم لقوانين الدول التي يقيمون فيها. وتعتمد درجة الحرية الممنوحة لهم بممارسة عقيدتهم في هذه الدول على موقف الدولة من الأقليات الدينية وحرية العقيدة. فعلى سبيل المثال تعلن بعض الدول العربية كالبحرين أن للبهائيين في البحرين حق ممارسة شعائرهم الدينية كأحد الأقليات التي يحمي القانون البحريني حقوقها المدنية بينما يقوم بعض أعضاء البرلمان المصري بالمطالبة علنا بقتل البهائيين المصريين والقضاء عليهم. وبناء على مثل هذا التحريض من قبل الجهات والأحزاب الإسلامية المتطرفة وحملات الدعاية الإعلامية في الصحف وعلى صفحات الشبكة الالكترونية ضد البهائيين، والتي تهدف إلى نشر الادعاءات الملفقة بغرض إثارة الرأي العام ضدهم، تستمر الحكومة وجهات الأمن العام المصرية بالتضييق على البهائيين وانتهاك حقوقهم المدنيّة.


النفي والحبس
لم يهلك بهاء الله في السّجن بسرعة كما توقّع أعداؤه فأخلي أمره في آخر الأمر دون محاكمة أو مراجعة، وصدر أمر بنفيه وإبعاده الفوري عن وطنه. فقام الممثّل الدّبلوماسيّ للحكومة الرّوسيّة الذي كان يتابع الاضطهادات التي تعرّض لها أتباع الباب، بعرض حماية بهاء الله ووجّه الدّعوة إليه ليلجأ إلى المناطق الواقعة تحت نُفوذ حكومته. ولم يقبل بهاء الله هذا العرض لئلاّ يُفَسَّر الأمر تفسيراً خاطئاً ويُعْطى صبغة سياسيّة. واختار النّفي للأراضي المجاورة في العراق والتي كانت تابعة آنذاك للحكومة العثمانيّة. وبدأ بهاء الله بهذا الإِبعاد فترة من النّفي والسّجن والاضطهاد استغرقت أربعين عاماً أنتهت بوفاته في "البهجة" قرب مدينة عكا في فلسطين عام 1892م وهو في سن الخامسة والسبعين.

خصَّص بهاء الله اهتماماته الاولى لتلبّية احتياجات الجامعة البابيّة المجتمعة في بغداد. ووقعت هذه المسؤوليّة على عاتقه لأنّه كان الوحيد الذي سَلمَ من المذابح من بين زعماء البابيّين ذوي النّفوذ. وأدت مساعيه لجمع شمل أَتباع الباب الذين لجأوا إلى العراق إلى إثارة الحسد والاختلاف بين اقلية من اتباع الباب. وكان أساس هذه المشكلات ميرزا يحيى المعروف بلقب "صبح الأزل"، وهو أخو بهاء الله من أبيه ويصغره سنّاً. وكان الباب قد عيّن ميرزا يحيى وهو لا يزال في سنّ يافعة وتحت رعاية بهاء الله ليكون زعيماً رمزيّاً للجامعة البابيّة حتى مجيء "من يظهره الله" القريب الحدوث. ووقع ميرزا يحيى تحت سيطرة أحد أتباع الباب المعروف بالسّيد محمّد أصفهاني وهو فقيه إسلامي سابق. وبدأ ميرزا يحيى بتأثير من الاصفهاني بمجافاة أخيه وزرع الفتنة والخلاف بين صفوف البابيين. ولم تكن اعمال ميرزا يحيى علنيّة وانما سعت لإثارة القلاقل والاضطراب مما كان له تأثيرات هدّامة على معنويّات مجموعة المنفيّين. واستمر ميرزا يحيى "صبح الأزل" بتصعيد الخلاف بين اتباعه واتباع "بهاء الله" إلى ان وصل الأمر به أن حاول قتل اخيه حسين علي "بهاء الله" بالسم.

وبعد ان تأزمت العلاقة بين "حسين علي" واخيه ترك "حسين علي" الجالية وذهب إلى جبل "سركلو" في مدينة السليمانية في جبال كردستان (العراق) للاعتكاف والتعبد والصلاة والصيام. ووصف "بهاء الله" سبب هجرته هذه في كتاب "الايقان" ص 199 بقوله: "كان مقصودي من ذلك ان لا اكون علة اختلاف الاحباب، ولا مصدر انقلاب الاصحاب، وان لا اكون سببا في ضر احد، ولا علة لحزن قلب". وساءت حال البابين بقيادة "الازل" وغياب "بهاء الله" الذي لم يعد إلى بغداد الا بعد سنتين، (1856م) بعد ان اثمرت جهود البابين بالبحث عنه وايجاده والحاحهم عليه بالعودة لقيادة اتباع الباب ولم شملهم. ورغم أنَّ فترة العامَيْن التي قضاها بهاء الله في البرّيّة كانت فترة قاسية اتّسمت بالعَوزَ والحرمان والمتاعب الجسديّة، فقد وصفها بأنّها كانت مليئة بالسّعادة لانها اتاحت له فرصة الدعاء والتّأمُّل والتقرب من الله. وبقي "بهاء الله" في بغداد حتى 1863 م حيث اعلن دعوته قبل ابعاده في ذلك العام. ورفض ميرزا يحيى الاعتراف بإعلان بهاء الله عن رسالته ولم يكن له أيّ إسهام في نموّ الدّين البهائيّ الذي كانت بدايته ذلك الإعلان.

وبعد ذلك طلبت السلطات الإيرانية من دولة الخلافة العثمانية طرد البابيين إلى منطقة بعيدة عن الحدود الإيرانية بسبب ما رأته من مظاهر التأيد والترحيب التي بدأ يحضى بها حسين علي "بهاء الله" من قبل الزوار الفرس من ذوي النفوذ القادمين إلى العراق وخافت من ان يلهب ذلك مشاعر الحماس للدعوة الجديدة في داخل إيران. فاستجابت السلطات العثمانية لذلك الطلب وأبعدوه وعائلته ومعظم اتباعه إلى استانبول سنة 1863م. وبعد فترة قصيرة نقل "بهاء الله" إلى أدرنة. وتبع ذلك نفيه إلى فلسطين.


إلى فلسطين

نفي "صبح الأزل" إلى قبرص، أما حسين علي فقد نفي إلى مدينة عكا الساحلية في فلسطين سنة 1868 م. ويدعي الذين يعارضون البهائية انه استقبل مع أتباعه استقبالا حافلا من قبل اليهود الذين دعموه بالمال (*) وخالفوا فرمانات الباب العالي القاضية بفرض الإقامة الجبرية عليه وأسكنوه قصرا يعرف باسم "البهجة" في عكا في حين تثبت الوقائع التاريخية انه تم حبس "بهاء الله" واتباعه في سجن قلعة عكا المشهور حيث تعرضوا إلى شتى الانواع من العذاب والحرمان. واستمر حسين علي "بهاء الله" بالاعلان انه الموعود المنتظر. وبالاضاقة إلى كتاباته العديدة في تلك الفترة ومن أهمها "كتاب الاقدس"، ارسل "بهاء الله" العديد من الرسائل لملوك الارض وحكامها يوصيهم فيها بالحكم بالعدل ويدعوهم لاتباع الدين الجديد واحكامه. وقد قام ابنه عباس الذي عرف بلقب "عبد البهاء" على خدمته إلى حين وفاته في 29 مايو 1892م نتيجة موت طبيعي. فتولى ابنه عباس أفندي "عبد البهاء" حسب وصية "بهاء الله" زعامة البهائيين من بعده. ولقد كُتبت عدة مقالات في جرائد ومجلات عربية مختلفة في الشرق الأوسط عن مزايا عبد البهاء عباس أفندي حسب ما وصفه به الادباء والاعلام العرب الذين قابلوه.

وانتقل عبد البهاء إلى حيفا حيث عرف بخدمته ومساعدته للفقراء والمساكين وحض اتباعه على "معاشرة الاديان بالروح والريحان" وحضر الصلوات في المساجد والكنائس والمعابد مثبتاً اعترافه بوحدة الاديان ومصدرها. ويدعي الذين يعارضون البهائية انه واصل الارتباط بالصهيونية بينما يدعي البهائيون انه ليس لهم اية علاقة بالصهيونة او غيرها من الحركات السياسية الاخرى، حيث تحرم المباديء البهائية الاشتغال بالسياسة او الانتماء إلى اي من الاحزاب السياسة. وان علاقة البهائيين باليهود كعلاقتهم باتباع سائر الديانات الاخرى كالاسلام والمسيحية وغيرها. وتشجع البهائية اتباعها على قراءة الكتب السماوية الاخرى والتعمق في معانيها من منطلق ايمانها بوحدة المصدر الالهي لهذه الاديان. وتطبيقا لهذا المبدأ فان جلسات الدعاء التي ينظمها البهائيون في مختلف انحاء العالم قد تتضمن بالاضافة إلى قراءات من الكتب البهائية فقرات من القراّن والانجيل والثوراة.

(*) يحرّم على البهائيين قبول التبرعات المالية من غير البهائيين لتسير شؤون دينهم. ويعتبر هذا المبدأ احد الاحكام الاساسية للدين البهائي ويطبقه البهائيون في جميع اركان العالم بغض النظر عن وضعهم المالي.



العهد والميثاق

حدد بهاء الله في وصيته الأخيرة التي سماها بكتاب عهدي وكتبها بخط يده أن يخلفه ابنه الأرشد عبد البهاء عباس في الحفاظ على اتحاد اتباعه وحماية وحدة دينه، وعينه المفسرالوحيد لتعاليمه لكي لا يختلف الناس في تفسيراتهم بعد رحيله ويؤدي ذلك إلى الإنشقاق وتعدد الفرق. واعتبر بهاء الله وصيته عهدا وثيقا بينه وبين المؤمنين، وعين عبد البهاء مركزا لهذا العهد. وبعد وفاة عبد البهاء عباس قام حفيده شوقي افندي رباني بتولي ولاية الأمر البهائي حسب وصية عبد البهاء ولكن شوقي أفندي لم يترك وصية بدوره ولم يعين لولاية الأمر البهائي من يخلفه فيها، وبوفاته انتهت أيضا صلاحية التفسير. أما في الوقت الحاضر وبناءً على أحكام الكتاب الأقدس وكتابات وتفاسير عبد البهاء فقد أنيطت رئاسة النظام الإداري البهائي ومهمة حفظ الدين ومنافع الجامعة ألبهائية وإصدار القرارات، لبيت العدل الأعظم المنتخب كل 5 سنوات من قبل اعضاء الهيئات البهائية المركزية في جميع انحاء العالم "المحافل الروحانية المركزية" . ولبيت العدل الأعظم صلاحيات عدة ويستوجب على البهائيين اتباع قراراته بصفته مركز العهد الحالي والهيئة الادارية العليا للجامعة البهائية.



العقيدة البهائية

مغزى وهدف الحياة هو عرفان الله، والتقدم والنمو الروحي للفرد، والمساهمة في إزدهار وتقدم الحضارة ألإنسانية.
النمو الذاتي للفرد هو نتيجة السعي في اكتساب الفضائل والمحاسن الاخلاقية في هذه الدنيا وتطبيقها في الحياة اليومية. ورغم ان الفرد لا يأخذ معه شئ من الماديات عند الموت إلا أن الصفات الحسنة، والقوى الروحانية الناتجة عن هذه الصفات، هي ما تحتاجه الروح بعد ارتقائها إلى العالم الآخر. ومن تعاليم بهاء الله أن ترقي الروح يستمر بعد الموت ويعتمد على ما يكتسبه المرء من مزايا روحية وكذلك على الحسنات التي يقوم بها في هذه الدنيا وعلى دعاء اهله ومعارفه له بعد موته. أما الجنة والنار فيعتبرها البهائيون حالات ومراحل من القرب من الله أو البعد عنه وليست اماكن مادية.
يعتقد البهائيون ان عرفان الله الكامل بعنصره هو مستحيل على البشر ولكن بنفس الوقت يمكن عرفان الله بعرفان صفاته وأسمائه ومزاياه مثل الرحمة والعدل والإنصاف والشفقة وغيرها. وهذه الصفات هي ايضا موجودة إلى حد ما في الذات البشرية، ومَثلها هنا كمثل جواهر مكنونة في الروح الإنسانية ولا تظهر للوجود إلا على أيدي المربين الالهيين (الانبياء والرسل) نتيجة ً لإتباع احكامهم ووصاياهم.
ومن اهم مكونات العقيدة البهائية الايمان بثلاثة أنواع من الوحدة، ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا وهي: وحدة الخالق، وحدة الديانات في اصلها ومنبعها واهدافها، ووحدة الجنس البشري. ولهذه المبادئ الثلاثة تأثير عميق على باقي مبادئ الدين البهائي وعقائده. ويرى البهائيون الديانات بصورة عامة على انها دين واحد فتحت طياته شيئا فشيئا على العباد عن طريق المربين السماويين مؤسسي الديانات العالمية من رسل وأنبياء قاموا على تهذيب وتنشئة المجتمعات تدريجيا حسب مراحل تطور هذه المجتمعات وتطور احتياجاتها. ويمثل بهاء الله مؤسس الدين البهائي، احدث الحلقات في تعاقب هؤلاء المربين الإلهيين ولكنه ليس آخرهم فالبهائيون يعتقدون بدوام حاجة البشر إلى التربية الالهية ويعتقدون بمجيء رسل آخرين في المستقبل (ولكن بعد الف سنة على الاقل من ظهور الرسالة السابقة) .



من التعاليم والمبادئ البهائية (خلاصة جزئية)

الإيمان والاعتراف بوحدانية الخالق ووحدة الالوهية، وبوحدة البشرية، وبأن أصل الاديان ومنبعها واحد.
ألتحرّي الشخصي للحقيقة وترك التقليد الاعمى والخرافات.
النظر إلى وحدة جميع العالم الانساني كمحور وخلاصة وغاية لكل التعاليم البهائية.
ترك التعصبات بكل انواعها تركا كليا سواء كانت مبنية على اسباب دينية، وطنية، قبلية، عنصرية، أو طبقية.
وجوب التآلف بين العلم والدين.
المساواة في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل (جناحي طير الانسانية) فبدون هذه المساواة لا يرتقي هذا الطير إلى معارجه السامية.
التعليم الإجباري للأطفال من الذكور والاناث.
إتخاذ لغة عالمية لتسهيل التفاهم بين الشعوب وتآخي سكان المعمورة.
ردم الهوة الساحقة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش وايجاد الحل الروحي للمسألة الاقتصادية.
المشورة في اتخاذ القرارات.
تأسيس محكمة عالمية لفصل الخصومات بين الدول.
رفع مرتبة الاحتراف والعمل إلى رتبة العبادة (عند القيام بالعمل لغرض خدمة المجتمع).
العدالة والانصاف هما العمدة في كل شؤون المجتمع الإنساني وتتعلق عليها سعادة الإنسان ورفاهيته وسلامته.
الدين هو العمدة في ضمان أمان الناس وحماية شعوب العالم.
إطاعة الحكومة واجبة في كل الامور إلا في انكار العقيدة.
عدم التدخل في الأمور السياسية أو الإنظمام إلى الأحزاب.
تأسيس السلام العالمي الدائم هو الهدف الأسمى لكل البهائيين.


بعض الأحكام البهائية

الصلاة: هناك ثلاثة انواع من الصلاة البهائية اليومية وعلى الفرد إختيار أحدها.
الصوم: الإمتناع عن الأكل والشرب من الشروق إلى الغروب خلال الشهر الاخير في السنة البهائية.
موافقة الطرفين ورضاء الوالدين عند الزواج وقراءة آية معينة وقت عقد القران بحضور شهود العيان (الآية: يقول الزوج "إنا لله راضون" والزوجة "إنا لله راضيات").
تحريم المشروبات الكحولية والمخدرات وكل ما يذهب به العقل.
تحريم النشاط الجنسي إلا بين الزوج وزوجته.
تحريم تعدد الزوجات.
قوانين لتقسيم الإرث (في حالة عدم توفر الوصية).
تحديد عقوبات القتل والحرق والزنا والسرقة ... الخ.


وتعزو بعض المصادر المعارضة للبهائية العديد من العقائد المخالفة لما جاء صريحا في كتب البهائية وممارساتهم التي يشهد بها غير البهائيين من مسلمين وغيرهم. وتتلخص هذه الادعاءات وموقف البهائية منها بما يلي:

يعتقد البهائيون أن كتاب "الأقدس" الذي وضعه البهاء حسين ناسخ لجميع الكتب السماوية.
بينما يعتقد البهائيون ان جميع الكتب السماوية كالثوراة والانجيل والقران منزلة من الله سبحانه وتعالى، ويحثون اتباعهم من مختلف الخلفيات والمعتقدات على دراسة هذه الكتب السماوية والتمعن فيها.

يعتقدون بألوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول وأن لا انفصال بين اللاهوت والناسوت للبهاء ولهذا وضع برقعا على وجهه وجاء في كتاب الأقدس : "من عرفني فقد عرف المقصود، ومن توجه الي فقد توجه للمعبود".
بينما يؤكد البهائيون ان "بهاء الله" لم يرتدي برقعا على وجهه وان احد الاركان الاساسية للدين البهائي هي الايمان بالله الواحد الاحد الذي لا شريك له. ولان الله سبحانه وتعالى منزها عن الإدراك، فان معرفة مظاهر أمره وهم الرسل الذين يحملون تعاليمه وأوامره هو السبيل للتعرف عليه. ويعتقد البهائيون بأنه بالإضافة إلى بهاء الله فان هذا ينطبق على معرفة الرسل الآخرين كعيسى وموسى ومحمد عليهم السلام وما جاءوا به من مباديء وتعاليم.

يقولون أن الوحي لا يزال مستمرا وبأن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينتهم كالخاتم يزين الإصبع.
ويعترف البهائيون انهم يؤمنون بان الوحي الالهي سيبقى مستمرا لان هذا من وعد الله لعباده. للمزيد من المعلومات عن مفهوم البهائية لختم النبوة انظر إلى ما نشر على وصلة الاسلام والدين البهائي بهذا الخصوص.

يحرمون ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خافت، جاء في كتاب "الأقدس": "ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس، حين يمشي في الطرقات والشوارع".
ويقول البهائيون ان هذه الاية هي للتأكيد على حرمة واهمية الصلاة وذكر الله. وان ذكر الله يحب ان يحاط بالتقديس والاحترام من قبل المتكلم والسامع على حد السواء. ويضيفون ان احكام البهائية لا تمنع ،وانما تؤكد على اهمية ذكر الله في كل الاوقات كضرورة لسعادة الفرد ورقيّه الروحي.

يعتقدون بقدسية العدد 19 فالسنة 19 شهرا والشهر 19 يوم.
للرقم 19 مكانة خاصة لدى البهائيين لانه يكوّن محور التقويم البهائي.

لا يؤمنون بالجنة أو النار.
وتشير الكتب البهائية إلى انهم لا يؤمنون بالعذاب والثواب المادي بعد الموت وانما يؤمنون بالعذاب والثواب الروحي.

لا يؤمنون بالملائكة والجن.
وتشير الكتب البهائية انهم يؤمنون بوجود الملائكة والحياة الاخرة ولكنهم يفسرونها تفسيرا قد يختلف عن التفسيرات والمعتقدات الشائعة المتعلقة بهذه الظواهر.

لا يؤمنون بالحياة الاخرة بعد الموت بل يقولون أنها المدة بين نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام والباب الشيرازي.
بينما تؤكد المراجع البهائية على ايمانهم بالحياة بعد الموت كمرحلة اساسية لاستمرار حياتهم الروحية ولكنهم لا يؤمنون باستمرار الحياة الجسدية او المادية للفرد بعد الموت كالتي يعتقد بها العديد من اتباع الديانات الاخرى.

يقولون بصلب المسيح عليه السلام.
لا يعتقدون بالانتماء للوطن بل للعالم أجمع تحت دعوى وحدة الأوطان وكذلك يدعون إلى إلغاء اللغات والاجتماع على اللغة التي يقررها زعيمهم.
ولكن الكتابات البهائية وتقاريرهم المنشورة على الصعيد العالمي تؤكد على ضرورة حبهم لاوطانهم وخدمة البلاد التي يقيمون فيها بصدق ومحبة واخلاص. وبالاضافة إلى ذلك فانهم يسعون لدعم وتأسيس نظام عالمي يضمن العدالة الاجتماعية وكرامة الانسان وحقوقه بغض النظر عن جنسه او عرقه او معتقداته. ولان حب الوطن مسألة طبيعية، فلقد دعى بهاء الله اتباعه لحب جميع البشر قائلا، "ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم". ويعتقد البهائيون بان ايجاد لغة عالمية تتفق عليها الشعوب المختلفة سوف يسهل عملية التواصل بين افراد هذه الشعوب. وهم لا يقولون بترك هذة الشعوب للغتهم الام وانما تبني لغة عالمية يتم الاتفاق عليها كلغة ثانية يتعلمها الجميع بالاضافة إلى لغتهم الاصلية.

ابتدعوا عبادات خاصة بهم من صلوات يتجهون نحو قصر البهجة في عكا عند ادائها وزكاة وصوم على طريقتهم، و حج إلى قصر البهجة المذكور.
ويعترف البهائيون بانهم، كاتباع دين مستقل عن باقي الديانات، لهم عباداتهم وممارساتهم الخاصة بهم والتي تختلف عن عبادات وممارسات الديانات الاخرى، بما فيها الاسلام. والهدف الاساسي لهذة العبادات هو الدعاء والصلاة لله الواحد الاحد وطلب رحمته والتقرب اليه.

أماكن تواجدهم
تدعي بعض المصادر غير البهائية انه من حيث العدد فإن أكبر تجمعات البهائية يوجد في إيران إلا أن أهم وجود لهم من حيث الفاعلية والتاثير هو في الولايات المتحدة الأميركية حيث يبلغ عددهم مليوني شخص ينتسبون إلى ستمائة جمعية منها حركة شبابية مقرها نيويورك تسمى " قافلة الشرق والغرب".

ولكن المصادر البهائية تؤكد انهم يتواجدون في جميع اقطار العالم وان اكبر تواجد لهم هو في الهند وأمريكا الجنوبية. ويوجد لهم معابد في مختلف قارات العالم وتسمى هذه المعابد "مشارق الأذكار" ومنها معبدهم في مدينة ويلميت قرب مدينة شيكاغو في أمريكا، وفي مدينة نيودلهي في الهند، وفي مدينة سدني في استراليا، ومدينة كمبالا في يوغندا، وفي مدينة بنما في دولة بنما، وفي لانغنهاين قرب مدينة فرانكفورت في ألمانيا، ويقومون حاليا بأنشاء معبد جديد في أمريكا الجنوبية. وجميع تكاليف انشاء هذه المعابد تغطى من تبرعات البهائيين. وابواب هذه المعابد مفتوحة للزائرين البهائيين وغير البهائيين على حد سواء.

للبهائية وجود بسيط في سوريا والاردن وفلسطين ومعظم الدول العربية. ولقد قل وجودهم في مصر برغم انهم افتتحوا مراكز ومحافل لهم فيها في فترة من الفترات ويرجع سبب ذلك إلى قرار جمهوري صدر في الستينيات من القرن الماضي قضى باغلاق هذه المراكز والمحافل وبسبب السياسات والممارسات الحالية. ولقد نشرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان بيانا مفصلا عن الوضع الحالي للبهائين في مصر على الوصلة التالية. ويوضح البيان موقف السلطات المصرية المعادي للبهائيين بدعم من الازهر وعلمائه. وكان القضاء المصري قد حاول الحد من هذه الممارسات في السابق، ولكن احكامه لم تطبق نتيجة لتدخل السلطة التنفيذية. وصدر حديثا حكم قضائي جديد (يوم 4 ابريل 2006) حكمت فيه المحكمة الادارية المصرية بحق البهائيين في اثبات ديانتهم في الأوراق الرسمية مما سيسمح لهم، اذا لم تتدخل السلطة التنفيذية لايقاف القرار، بالحصول على المستندات اللازمة بدون ان يضطروا لانكار هويتهم. وذكرت العديد من الصحف العربية هذا الخبر منها قناة الجزيرة، قناة العربية، و الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان.


يعيش البهائيون ضمن المجتمعات العربية المختلفة. وتقوم المصادر المعارضة للبهائيين بنشر الإشاعات ضدهم ومن ضمنها أنهم عملاء للصهيونية وذلك لان أماكنهم المقدسة في إسرائيل. ولقد قام عددا من الصحفيين العرب غير البهائيين بنشر العديد من المقالات التي توضح عدم صحة هذه الشبهات. وأكد احد الصحفيين السوريين في مقال نشرته صحيفة المبكي عقب زيارة لجالية بهائية في سوريا بأنهم "يحرمون التعاطي بالسياسة، ولا يحبذون حتى الكلام فيها." وأضاف قائلا، "وكانت حفلة مناجاتهم التي دعونا إليها عبارة عن تراتيل بالعربية وأدعية كالتي نسمعها من أمهاتنا كل صباح." وختم مقالته معلقا، ”اكتشفنا أن البهائيين هم مجرد بشر طيبين، يحبون الخير للجميع ولا يتقنون سوى الصلاة الصادقة".


وللجامعة البهائية العالمية ممثلا في الأمم المتحدة والهيئات الدولية المختلفة مثل اليونيسيف واليونيسكو‍ وغيرها وتقوم الولايات المتحدة الامريكية و أوروبا بين الفينة والأخرى بإثارة قضيتهم تحت عنوان حقوق الإنسان وحرية المعتقد. ويمكن الاطلاع على موقفهم من القضايا المختلفة بزيارة موقع مقالاتهم وتقاريهم المتعلقة بنشاطاتهم في هذا المجال.



أرقام وإحصائيات
الإحصائيات البهائية تشير إلى ان عدد البهائيين في العالم هو حوالي 6 ملايين نسمة. أما الإحصائيات غير البهائية فتقدر عدد اتباعه بين 4 و 8 ملايين نسمة.

كانت بدايات الدين البهائي في الامبراطوريتين الفارسية والعثمانية، ثم بدأ يتقبله العديد من سكان الغرب منذ بداية القرن العشرين ومن بعدها في حوالي الخمسينات من ذلك القرن ازدادت اعداد البهائيين في باقي بلدان العالم. وتتفق معظم المصادر الحالية على ان تعداد البهائيين في الهند وافريقيا واميركا الجنوبية وجزر المحيط الهادي قد جاوز بكثير تعدادهم في إيران وباقي بلدان الشرق الاوسط والبلدان الغربية حيث كان انتشاره في الأول.

ويذكر الكتاب السنوي التابع لموسوعة بريتانكا لعام 1992م هذه الاحصائيات:

الدين البهائي هو ثاني ديانة عالمية من ناحية الانتشار الجغرافي.
يتواجد اتباعه في 247 دولة ومقاطعة في العالم.
اتباعه يمثلون 2100 عرق وأقلية قبلية.
ويقدر الكتاب السنوي لعام 2005م التابع لنفس الموسوعة اتباع الدين لبهائي بــ 6 ملايين نسمة وبأن كتبه مترجمة إلى اكثر من 800 لغة.


طرق العبادة

التربية الدينية للبهائيين تتم عن طريق دراسة النصوص البهائية وقراءة الادعية والمناجاة كل صباح ومساء وكذلك الصلاة والتعبد، اما الرهبنة والتكهن والدروشة والإعتصام في الصوامع والإعتزال عن الناس فممنوع عند البهائيين ويعتقدون ان من واجب الإنسان العمل والإحتراف والتطبيق العملي للوصايا الإلهية في الحياة اليومية، والتحلي بالعفة والطهارة والاخلاق الحميدة. ويعتبر العمل لغرض خدمة الآخرين والمجتمع كنوع من العبادة في حد ذاته.



أماكن العبادة
الصلاة عند البهائيين انفرادية ويقوم بها الشخص عادة في البيت ولاتمارس صلاة الجماعة إلا في دفن الميت. ويجتمع البهائيون للمشاركة في قراءة الأدعية والمناجاة أو للمشاورة بصورة منتظمة إما في البيوت أو في الأماكن العامة أو في ابنية خاصة لهذه الاغراض. ويوجد ايضا في الوقت الحاضر دور عبادة تسمى بمشارق الأذكار (عددها الحالي سبعة والثامن تحت الانشاء)، وهي ابنية مخصصة للعبادة ولها ملحقات مخصصة للمشاريع الخيرية. ومع ان مشارق الأذكار هذه تختلف من حيث التصميم والشكل إلا ان لكل منها قبة وتسعة جوانب وتسعة مداخل مفتوحة للجميع من كل الأديان.

التقويم البهائي

للبهائيين تقويم شمسي جديد وللسنة البهائية تسعة عشر شهرا ولكل شهر تسعة عشر يوما. أما الأيام الأربعة (في السنة البسيطة) أو الخمسة (في السنة الكبيسة) اللازمة لإكمال السنة إلى 365 يوم، فتسمى بأيام الهاء * ولاتحسب ضمن الاشهر بل تقع قبل الشهر الأخير (شهر الصيام). أسماء الأشهر و كذلك أسماء الأيام تحكي عن بعض الصفات الإلهية ومنها شهر العلاء وشهر الجلال وشهر الكمال وغيرها. وتبدأ السنة البهائية يوم الإعتدال الربيعي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية (عادة يوم 21 مارس) وهو احد الأعياد البهائية و يسمى يوم النوروز.

يبدأ التقويم البهائي في سنة 1844م/ 1260هـ ويسمى بتقويم البديع و مجموع الأيام المقدسة البهائية (بين الاعياد وأيام التذكر) هو تسعة أيام لايجوز فيها العمل (إلا عند الضرورة).


(*)حرف الهاء في الحساب الابجدي يساوي الرقم 5


ألنظم الإداري
لايوجد في الدين البهائي أية مراكز أو مناصب أو وظائف فقهية، فليس فيه كهنة أو رهبان أو قساوسة أو رجال دين. ويعتقد البهائيون ان على كل شخص مهمة تثقيف نفسه والتعرف والإطلاع الشخصي على تعاليم دينه وتطبيقها في حياته اليومية والسلوك حسب مناهجها. أما أمور المجتمع فتحال إداريا على النطاق المحلي إلى مايسمى بالمحافل الروحية المحلية وعلى النطاق الإقليمي إلى مايسمى بالمحافل الروحية المركزية . وهذه المحافل سواءا كانت محلية أو مركزية يتم انتخاب اعضائها سنويا بدون حملات دعاية أو اي نوع من الترشيح أو التصويت العلني ولايملك افرادها اية سلطة شخصية أو فردية بل ان السلطة وصلاحية اتخاذ القرارات تعود للمحافل كهيئات إدارية .

بنى النظام الإداري البهائي على اسس موجودة في الكتاب الأقدس وفي وصية عبد البهاء التي حدد فيها المؤسسات الادارية ومنصب ولاية الامر الذي عين له حفيده شوقي افندي رباني ليقوم بتولي هذا المنصب بعد وفاته. وشرح عبد البهاء متطلبات وكيفية تأسيس بيت العدل الأعظم، وهو الهيئة الادارية العليا المنتخبة لإدارة شؤون الجامعة البهائية العالمية.

وعند تولي امور الجالية البهائية، قام شوقي افندي بترجمة العديد من الكتب البهائية إلى اللغة الأنكليزية، ووضع وأشرف على تنفيذ الخطط لنشر الدين البهائي في العالم، وبدأ بإنشاء المركز البهائي العالمي في مدينة حيفا قرب مرقد الباب، وشيد أركان المؤسسات الإدارية المحلية والإقليمية تمهيدا لإنتخاب بيت العدل الأعظم للمرة الأولى. وبعد وفاة شوقي افندي في سنة 1957م دون ان يترك وصية أو نجل، استحال تعيين من يخلفه في ولاية الأمر، وتم تشكيل بيت العدل الأعظم الذي يعتبر أعلى هيئة إدارية وتشريعية للدين البهائي منذ ذلك الحين. ويجري انتخاب اعضاء بيت العدل الاعظم التسعة مرة كل خمسة سنوات.



المساهمة في أمور المجتمع
للجامعة البهائية العالمية سواء كانت ممثلة في أفرادها أو في هيئاتها الإدارية، نشاطات عدة في شتى المجالات التي تتعلق بخدمة المجتمع ومنها تأسيس العدالة الاجتماعية وترويج مكانة وتأثير الدين في المجتمع ومجالات النمو الروحي للفرد وغيرها. ويدفعهم في هذا مبدأ وحدة العالم الإنساني. وفي العقود الاخيرة ساهم البهائيون في العديد من النشاطات الاجتماعية-الاقتصادية التي ادت إلى خدمة المجتمعات التي يعيشون فيها والمساعدة في مشاريع التطوير الاجتماعي والاقتصادي والتقافي وخاصة في العديد من الدول النامية. وللمزيد من المعلومات المتعلقة بهذا الصدد، طالع مجلة دولة واحدة التي تصدر باللغة الانجليزية وتضم العديد من اخبار هذه النشاطات. وقد عبر بهاء الله في كتاباته عن حاجة الدول في الوقت الحاضر للإتحاد مع بعضها في إدارة الأمور وحل المشاكل العالمية. ومنذ بدية نشأة الأمم المتحدة ساهم البهائيون في دعم مشاريعها الإنسانية في محو الأمية ونشر التعليم وتوزيع الأدوية وفي نشاطات صندوق الأطفال الدولي وغيرها. وتعتبر الجامعة البهائية العالمية احدى الهيئات غير الحكومية في الأمم المتحدة ولها ادوار عديدة في التحضير والمساهمة الفعالة في المؤتمرات العالمية مثل مؤتمرات ممثلي الأديان ومؤتمرات حقوق المرأة وحفظ البيئة وغيرها. ومن جملة نشاطاتهم في هذا المجال قاموا بتوزيع بيان موجهة إلى رؤساء الأديان في كل أطراف العالم وبيانات عن تحقيق السلام العام قاموا بتوزيعها على كل الحكام ورؤساء الدول بالإضافة إلى نشرها في الجرائد وباقي المنشورات.



من ويكيبيديا

عامرحريز
12/04/2007, 12:04 PM
http://holylandimages.com/medium/hi63-036.jpg

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/2/27/Haifa-view.JPG

http://www.al-hakawati.net/arabic/cities/images/city90.gif


http://www.al-hakawati.net/arabic/cities/images/city90a.gif


http://www.moveed.com/data/media/141/haifa-4.jpg


http://www.moveed.com/data/media/141/haifa-1.jpg


http://arabic.sviva.gov.il/images/bahai.jpg


من عدة مواقع لن أذكرها لاحتوائها على صور مشينة

سلطان المجايري
13/04/2007, 11:50 AM
البهائيه دين سماوي


لا‏ ‏خلاف‏ ‏أن‏ ‏غاية‏ ‏الدين‏ ‏هي‏ ‏الوفاق‏‏والوداد‏ ‏بين‏ ‏البشر‏,‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏جعله‏ ‏الناس‏ ‏منذ‏ ‏بداية‏ ‏الخليقة‏‏مصدرا‏ ‏للشقاق‏ ‏والجدال‏ ‏والقتال‏,‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏تناقض‏ ‏ذلك‏ ‏مع‏‏الطبيعة‏ ‏الروحانية‏ ‏لجميع‏ ‏الأديان‏ ‏التي‏ ‏يركز‏ ‏جوهرها‏ ‏علي‏ ‏التراحم‏‏والبر‏ ‏والإحسان‏,‏فالدين‏ ‏يفرض‏ ‏حسن‏ ‏معاملة‏ ‏الغير‏.‏وقد‏ ‏يكون‏ ‏السبب‏‏وراء‏ ‏التحيز‏ ‏والتعصب‏ ‏ما‏ ‏تلقيه‏ ‏قداسة‏ ‏الدين‏ ‏في‏ ‏روع‏ ‏أتباعه‏ ‏من‏‏امتناع‏ ‏البحث‏ ‏الحر‏ ‏في‏ ‏معتقداته‏,‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏ما‏ ‏يفرضه‏ ‏التقليد‏‏المتوارث‏ ‏من‏ ‏أخذ‏ ‏تعاليم‏ ‏الدين‏ ‏عن‏ ‏رجال‏ ‏متخصصين‏ ‏دون‏ ‏تحليل‏ ‏أو‏‏تمحيص‏,‏وكلا‏ ‏الأمرين‏ ‏معدوم‏ ‏الأساس‏,‏ومؤداهما‏ ‏ضعف‏ ‏نفوذ‏ ‏الدين‏‏ذاته‏,‏وتسلط‏ ‏التعصب‏ ‏علي‏ ‏أفكار‏ ‏الناس‏.‏ولو‏ ‏واجه‏ ‏كل‏ ‏فرد‏ ‏نفسه‏‏اليوم‏ ‏باحثا‏ ‏عما‏ ‏حمله‏ ‏علي‏ ‏اعتناق‏ ‏دين‏ ‏دون‏ ‏غيره‏,‏وعما‏ ‏يثبت‏‏صدق‏ ‏الدين‏ ‏الذي‏ ‏اعتنقه‏ ‏لأدهشه‏ ‏الجواب‏.‏وقبل‏ ‏أن‏ ‏يفيق‏ ‏من‏ ‏دهشته‏‏يأتيه‏ ‏سؤال‏ ‏آخر‏ ‏وهو‏:‏إن‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏الدين‏ ‏الذي‏ ‏اعتنقه‏ ‏حقا‏‏فلماذا‏ ‏لم‏ ‏يؤمن‏ ‏به‏ ‏الآخرون؟‏ ‏ولماذا‏ ‏يعترض‏ ‏عليه‏ ‏أصحاب‏ ‏الديانات‏‏الأخري؟‏.‏
إن‏‏الناظر‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏الأديان‏,‏والمدقق‏ ‏في‏ ‏تسلسلها‏ ‏يري‏ ‏أن‏ ‏التاريخ‏‏يعيد‏ ‏نفسه‏,‏وأن‏ ‏الاعتراض‏ ‏علي‏ ‏الأديان‏ ‏يسير‏ ‏علي‏ ‏نفس‏ ‏المنوال‏‏والنسق‏,‏ويدرك‏ ‏أن‏ ‏رؤساء‏ ‏الدين‏ ‏السابق‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏زمان‏ ‏هم‏ ‏أول‏ ‏من‏‏يقومون‏ ‏بالاعتراض‏,‏ولا‏ ‏يسعهم‏ ‏إلا‏ ‏تكفير‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏يؤمن‏ ‏بهذا‏‏الدين‏,‏فهم‏ ‏يؤمنون‏ ‏فقط‏ ‏بما‏ ‏سبقهم‏ ‏من‏ ‏رسالات‏,‏لأنها‏ ‏جاءت‏ ‏صريحة‏‏في‏ ‏كتابهم‏,‏أما‏ ‏ما‏ ‏يأتي‏ ‏من‏ ‏بعدها‏ ‏فيعتبرونه‏ ‏ضلالا‏ ‏وافتراء‏,‏هذا‏‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏مما‏ ‏في‏ ‏كتبهم‏ ‏المقدسة‏ ‏من‏ ‏تحذير‏ ‏بأن‏ ‏لا‏ ‏يسلكوا‏‏مسالك‏ ‏التكذيب‏ ‏والعصيان‏,‏وأن‏ ‏لا‏ ‏يكونوا‏ ‏حائلا‏ ‏بين‏ ‏الله‏‏وعباده‏,‏كما‏ ‏امتلأت‏ ‏الكتب‏ ‏السماوية‏ ‏بقصص‏ ‏الأقوام‏ ‏الغابرة‏,‏وكيف‏‏كانت‏ ‏عاقبة‏ ‏تكذيبهم‏ ‏لرسلهم‏ ‏واعتراضهم‏ ‏عليهم‏,‏مع‏ ‏التلميح‏ ‏إلي‏‏الكوارث‏ ‏التي‏ ‏حاقت‏ ‏بهم‏ ‏لرفضهم‏ ‏الدين‏ ‏الجديد‏ ‏من‏ ‏دون‏ ‏بينة‏ ‏ولا‏‏كتاب‏ ‏منير‏.‏ولكن‏ ‏مازالت‏ ‏المأساة‏ ‏تتكرر‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏ظهور‏ ‏فيقيسون‏‏الرسالة‏ ‏التالية‏ ‏بما‏ ‏تهوي‏ ‏أنفسهم‏ ‏ويسعون‏ ‏للقضاء‏‏عليها‏.‏
وهكذا‏ ‏نري‏‏أن‏ ‏ما‏ ‏دأبت‏ ‏عليه‏ ‏الأوساط‏ ‏الدينية‏ ‏هو‏ ‏نبذ‏ ‏معتقدات‏ ‏الغير‏ ‏دون‏‏ترو‏ ‏في‏ ‏بحثها‏,‏وذلك‏ ‏نتيجة‏ ‏لعدم‏ ‏تطبيق‏ ‏معايير‏ ‏موضوعية‏ ‏لتعريف‏‏الدين‏ ‏علي‏ ‏نحو‏ ‏علمي‏,‏ولتمييزه‏ ‏عن‏ ‏غيره‏ ‏من‏ ‏الحركات‏‏الفكرية‏,‏والمذاهب‏ ‏الفلسفية‏.‏فغياب‏ ‏المقاييس‏ ‏العقلية‏ ‏المجردة‏ ‏يسهل‏‏سيطرة‏ ‏العواطف‏ ‏والميول‏ ‏الشخصية‏ ‏في‏ ‏الحكم‏ ‏علي‏ ‏ما‏ ‏يدور‏ ‏في‏‏وجدان‏ ‏الآخرين‏.‏ومن‏ ‏هذه‏ ‏الأحكام‏ ‏ما‏ ‏خرجت‏ ‏به‏ ‏بعض‏ ‏الصحف‏ ‏مؤخرا‏‏عن‏ ‏البهائية‏,‏وعلاقتها‏ ‏بالأديان‏ ‏الأخري‏ ‏في‏ ‏أعقاب‏ ‏حكم‏ ‏القضاء‏‏الإداري‏ ‏باستلزام‏ ‏القانون‏ ‏إثبات‏ ‏الدين‏ ‏البهائي‏ ‏كغيره‏ ‏من‏ ‏الأديان‏‏في‏ ‏شهادات‏ ‏الميلاد‏ ‏والبطاقات‏ ‏الشخصية‏ ‏للتعرف‏ ‏علي‏ ‏حقيقة‏ ‏الانتماء‏‏الديني‏ ‏لصاحب‏ ‏البطاقة‏.‏فأثار‏ ‏هذا‏ ‏الرأي‏ ‏القانوني‏ ‏التساؤل‏ ‏عما‏‏إذا‏ ‏كانت‏ ‏البهائية‏ ‏دينا‏,‏أم‏ ‏مذهبا‏,‏أم‏ ‏حركة‏ ‏فكرية؟‏ ‏ولذلك‏ ‏نبادر‏‏بعرض‏ ‏بعض‏ ‏المعايير‏ ‏التي‏ ‏يمكن‏ ‏الاعتماد‏ ‏عليها‏ ‏في‏ ‏التعرف‏ ‏علي‏‏الطبيعة‏ ‏الروحانية‏ ‏لهذا‏ ‏الدين‏,‏مع‏ ‏الإقرار‏ ‏سلفا‏ ‏بصعوبة‏ ‏الاعتماد‏‏علي‏ ‏الأدلة‏ ‏العقلية‏ ‏وحدها‏ ‏في‏ ‏مجال‏ ‏يختص‏ ‏به‏ ‏الفؤاد‏,‏ويحكم‏ ‏عليه‏‏الضمير‏,‏وتطوف‏ ‏حوله‏ ‏مشاعر‏ ‏الحب‏ ‏والولاء‏:‏
‏1- ‏أهم‏ ‏ما‏ ‏يميز‏ ‏الدين‏ -‏أي‏ ‏دين‏- ‏هو‏ ‏الإيمان‏ ‏بوجود‏ ‏خالق‏ ‏مدبر‏ ‏للكون‏ ‏فوق‏ ‏عالم‏ ‏الطبيعة‏,‏مسيطر‏‏علي‏ ‏العالم‏ ‏المشهود‏,‏إله‏ ‏لا‏ ‏شريك‏ ‏له‏ ‏ولا‏ ‏نظير‏,‏وجوده‏ ‏المهيمن‏‏عزيز‏ ‏علي‏ ‏الوصف‏,‏ومستعص‏ ‏علي‏ ‏الإدراك‏,‏وجود‏ ‏فريد‏ ‏ممتنع‏ ‏علي‏‏العقل‏ ‏البشري‏ ‏المحدود‏,‏لأن‏ ‏البون‏ ‏الفاصل‏ ‏بين‏ ‏علو‏ ‏الواجد‏ ‏ودنو‏‏الموجود‏ ‏مانع‏ ‏للإدراك‏,‏وهذا‏ ‏في‏ ‏صلب‏ ‏ما‏ ‏يعتقده‏ ‏البهائيون‏,‏وقد‏‏أوجزه‏ ‏عبد‏ ‏البهاء‏ -‏المبين‏ ‏لرسالة‏ ‏بهاء‏ ‏الله‏- ‏بشكل‏ ‏مبسط‏ ‏في‏‏مقتطف‏ ‏نشرته‏ ‏مجلة‏ ‏وادي‏ ‏النيل‏ ‏في‏ ‏الثاني‏ ‏من‏ ‏محرم‏ ‏سنة‏ 1330:‏
فإذا‏ ‏كانت‏‏حقيقة‏ ‏الجماد‏ ‏والنبات‏ ‏والحيوان‏ ‏والإنسان‏ ‏حال‏ ‏كونها‏ ‏كلها‏ ‏من‏ ‏حيز‏‏الإمكان‏,‏ولكن‏ ‏تفاوت‏ ‏المراتب‏ ‏مانع‏ ‏أن‏ ‏يدرك‏ ‏الجماد‏ ‏كمال‏‏النبات‏,‏والنبات‏ ‏قوي‏ ‏الحيوان‏,‏والحيوان‏ ‏فضائل‏ ‏الإنسان‏,‏فهل‏ ‏من‏‏الممكن‏ ‏أن‏ ‏يدرك‏ ‏الحادث‏ ‏حقيقة‏ ‏القديم‏ ‏ويعرف‏ ‏الصنع‏ ‏هوية‏ ‏الصانع‏‏العظيم؟
‏2- ‏ومع‏‏ذلك‏ ‏التفاوت‏ ‏بين‏ ‏الغيب‏ ‏والشهود‏ ‏يركز‏ ‏الدين‏ ‏علي‏ ‏دوام‏ ‏الرابطة‏‏الوثيقة‏ ‏بين‏ ‏الله‏ ‏والخلق‏,‏فمنه‏ ‏تستمد‏ ‏الكائنات‏ ‏نشوءها‏ ‏وبقاءها‏‏ومنتهاها‏ ‏بتبعية‏ ‏لا‏ ‏تعرف‏ ‏الاستقلال‏,‏ومن‏ ‏عليائه‏ ‏يتنزل‏ ‏الهدي‏‏للإنسان‏,‏وعليه‏ ‏اعتماده‏,‏وبه‏ ‏رجاؤه‏,‏وله‏ ‏مآله‏,‏ولكن‏ ‏التلقي‏ ‏المباشر‏‏ممتنع‏,‏والواسطة‏ ‏بينهما‏ ‏رسل‏ ‏مرسلة‏ ‏تحكي‏ ‏عن‏ ‏الحقيقة‏‏الخافية‏,‏وتظهر‏ ‏مشيئتها‏ ‏وتفرض‏ ‏عبادتها‏,‏وتحذر‏ ‏من‏ ‏عاقبة‏ ‏العصيان‏‏في‏ ‏الآخرة‏ ‏والأولي‏.‏فهل‏ ‏يوجد‏ ‏في‏ ‏البهائية‏ ‏خلاف‏ ‏هذا؟‏ ‏يقول‏ ‏بهاء‏‏الله‏:‏
إن‏ ‏جميع‏‏الأنبياء‏ ‏هم‏ ‏هياكل‏ ‏أمر‏ ‏الله‏ ‏الذين‏ ‏ظهروا‏ ‏في‏ ‏أقمصة‏‏مختلفة‏,‏وإذا‏ ‏ما‏ ‏نظرت‏ ‏إليهم‏ ‏بنظر‏ ‏لطيف‏ ‏لتراهم‏ ‏جميعا‏ ‏ساكنين‏ ‏في‏‏رضوان‏ ‏واحد‏,‏وطائرين‏ ‏في‏ ‏هواء‏ ‏واحد‏,‏وجالسين‏ ‏علي‏ ‏بساط‏‏واحد‏,‏وناطقين‏ ‏بكلام‏ ‏واحد‏,‏وآمرين‏ ‏بأمر‏ ‏واحد‏.‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏اتحاد‏‏جواهر‏ ‏الوجود‏ ‏والشموس‏ ‏غير‏ ‏المحدودة‏ ‏والمعدودة‏.‏
‏3- ‏وعبودية‏ ‏الإنسان‏ ‏لخالقه‏ ‏واعتماده‏‏عليه‏ ‏تستلزم‏ ‏ذكره‏ ‏وعبادته‏ ‏وتقواه‏ ‏فيجعل‏ ‏الدين‏ ‏مواقيت‏ ‏لها‏‏وشروطا‏,‏ومناسك‏ ‏لأدائها‏,‏فهي‏ ‏جوهر‏ ‏علاقة‏ ‏العبد‏ ‏بربه‏,‏لذا‏ ‏نجد‏‏للعبادات‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏دين‏ ‏أركانا‏ ‏أساسية‏ ‏يقوم‏ ‏عليها‏,‏مثل‏ ‏الصلاة‏‏ولكنها‏ ‏تختلف‏ ‏من‏ ‏دين‏ ‏إلي‏ ‏دين‏,‏والصوم‏ ‏أيضا‏ ‏يختلف‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏دين‏‏عن‏ ‏الآخر‏,‏وهكذا‏ ‏في‏ ‏الزكاة‏ ‏والحج‏,‏فهذه‏ ‏الأركان‏ ‏مع‏ ‏أنها‏ ‏من‏‏الثوابت‏,‏ولكن‏ ‏طريقة‏ ‏أدائها‏ ‏تختلف‏ ‏من‏ ‏دين‏ ‏إلي‏ ‏آخر‏ ‏وتغيير‏‏أسلوبها‏ ‏من‏ ‏دين‏ ‏إلي‏ ‏دين‏ ‏رغم‏ ‏ثبوتها‏ ‏هو‏ ‏تأكيد‏ ‏لاستقلاله‏,‏حيث‏‏إن‏ ‏لكل‏ ‏دين‏ ‏أماكنه‏ ‏المقدسة‏,‏ومناسباته‏ ‏الخاصة‏‏به‏.‏
لقد‏ ‏جاء‏ ‏في‏‏الكتاب‏ ‏الأقدس‏:‏قد‏ ‏فرض‏ ‏عليكم‏ ‏الصلاة‏ ‏والصوم‏ ‏من‏ ‏أول‏ ‏البلوغ‏‏أمرا‏ ‏من‏ ‏لدي‏ ‏الله‏ ‏ربكم‏ ‏ورب‏ ‏آبائكم‏‏الأولين‏.‏
‏4- ‏ويشرع‏‏الدين‏ -‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏العبادات‏ ‏والأوامر‏ ‏والنواهي‏- ‏أحكاما‏ ‏للأحوال‏‏الشخصية‏ ‏وما‏ ‏يتبعها‏ ‏من‏ ‏روابط‏ ‏ضرورية‏ ‏لبناء‏ ‏الأسرة‏,‏التي‏ ‏هي‏‏الوحدة‏ ‏الأساسية‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏المجتمعات‏,‏وعلي‏ ‏قدر‏ ‏قوة‏ ‏بنائها‏ ‏وتماسكها‏‏يتوقف‏ ‏البناء‏ ‏الاجتماعي‏ ‏للأمة‏ ‏بأسرها‏.‏والمطلع‏ ‏علي‏ ‏الأحكام‏ ‏التي‏‏جاء‏ ‏بها‏ ‏الدين‏ ‏البهائي‏ ‏بخصوص‏ ‏الزواج‏ ‏والأسرة‏ ‏يجد‏ ‏أنها‏ ‏لا‏‏تختلف‏ ‏كثيرا‏ ‏عن‏ ‏المعمول‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏معظم‏ ‏الشرائع‏,‏فهي‏ ‏تشترط‏ ‏رضاء‏‏الطرفين‏,‏ووالديهما‏,‏ولكن‏ ‏تفرض‏ ‏الاكتفاء‏ ‏بزوجة‏ ‏واحدة‏,‏وإبعاد‏‏احتمالات‏ ‏الطلاق‏ ‏وإتاحة‏ ‏الفرص‏ ‏للتوفيق‏ ‏بين‏ ‏الزوجين‏ ‏وذلك‏ ‏بإرجاء‏‏الطلاق‏ ‏لمدة‏ ‏سنة‏ ‏كاملة‏.‏
‏5- ‏ويشترط‏ ‏الدين‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الانتماء‏‏إليه‏ ‏عن‏ ‏رضا‏ ‏حر‏ ‏دون‏ ‏إكراه‏ ‏أو‏ ‏إغراء‏ ‏أو‏‏تأثير‏,‏بعد‏ ‏البحث‏‏والاستقصاء‏ ‏بالقدر‏ ‏الذي‏ ‏يجلب‏ ‏الاطمئنان‏ ‏لقلب‏ ‏كل‏ ‏فرد‏.‏ولو‏ ‏أن‏‏حقيقة‏ ‏الدين‏ ‏لا‏ ‏تقاس‏ ‏بتعداد‏ ‏أتباعه‏,‏إلا‏ ‏أن‏ ‏انتشار‏ ‏الدين‏‏البهائي‏ ‏خلال‏ ‏قرن‏ ‏ونصف‏ ‏القرن‏ ‏في‏ ‏أقصر‏ ‏بقاع‏ ‏الأرض‏,‏وتأثير‏‏كلمته‏ ‏الخلاقة‏ ‏وقدرتها‏ ‏علي‏ ‏اقتلاع‏ ‏جذور‏ ‏الشحناء‏ ‏والبغضاء‏ ‏من‏‏بين‏ ‏الذين‏ ‏آمنوا‏ ‏به‏,‏وبعثهم‏ ‏في‏ ‏خلق‏ ‏جديد‏ ‏تسوده‏ ‏إخوة‏‏صادقة‏,‏هو‏ ‏خير‏ ‏شاهد‏ ‏علي‏ ‏تأثير‏ ‏الكلمة‏ ‏الإلهية‏ ‏الموحدة‏,‏وعلي‏‏نفوذ‏ ‏القدرة‏ ‏الكامنة‏ ‏في‏ ‏تعاليم‏ ‏هذا‏ ‏الدين‏,‏وهو‏ ‏خير‏ ‏مذكر‏ ‏لحاجة‏‏عالم‏ ‏يئن‏ ‏من‏ ‏تفتت‏ ‏وحدته‏ ‏وتشتت‏ ‏أفكاره‏ ‏إلي‏ ‏الهداية‏ ‏التي‏ ‏جاء‏‏بها‏ ‏هذا‏ ‏الدين‏,‏والتي‏ ‏هي‏ ‏في‏ ‏حقيقتها‏ ‏الدرياق‏ ‏الشافي‏ ‏لما‏‏يعتريه‏ ‏من‏ ‏أمراض‏.‏
‏6- ‏ومن‏ ‏أسس‏ ‏الدين‏ ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏مسئول‏ ‏عن‏ ‏أعماله‏ ‏خيرا‏‏كانت‏ ‏أم‏ ‏شرا‏,‏ولو‏ ‏أنه‏ ‏قد‏ ‏يلقي‏ ‏بعض‏ ‏الثواب‏ ‏أو‏ ‏العقاب‏ ‏في‏‏الحياة‏ ‏الدنيا‏,‏ولكن‏ ‏حسابه‏ ‏الكامل‏ ‏يكون‏ ‏بعد‏ ‏الموت‏.‏فلنتأمل‏ ‏ما‏‏تفضل‏ ‏به‏ ‏حضرة‏ ‏بهاء‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏الكلمات‏ ‏المكنونة‏:‏حاسب‏ ‏نفسك‏ ‏في‏‏كل‏ ‏يوم‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تحاسب‏ ‏لأن‏ ‏الموت‏ ‏يأتيك‏ ‏بغتة‏ ‏وتقوم‏ ‏علي‏‏الحساب‏ ‏في‏ ‏نفسك‏.‏
‏7- ‏ومن‏ ‏خصائص‏ ‏الدين‏ ‏أيضا‏ ‏إخباره‏ ‏عن‏ ‏أحداث‏ ‏الماضي‏‏والإفصاح‏ ‏عن‏ ‏رؤاه‏ ‏للمستقبل‏ ‏مخبرا‏ ‏بيقين‏ ‏راسخ‏ ‏عن‏ ‏نبوءات‏ ‏تزداد‏‏بتحقيقها‏ ‏قلوب‏ ‏المؤمنين‏ ‏اطمئنانا‏,‏ويري‏ ‏فيها‏ ‏المتشككون‏ ‏بينة‏‏قاطعة‏.‏وقد‏ ‏أنبأ‏ ‏بهاء‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏ألواحه‏ ‏المرسلة‏ ‏إلي‏ ‏ملوك‏ ‏الأرض‏‏ورؤسائها‏ ‏في‏ ‏عام‏ 1868 ‏وهو‏ ‏في‏ ‏سجن‏ ‏عكا‏ ‏بما‏ ‏ستؤول‏ ‏إليه‏ ‏أحوالهم‏‏والانقلابات‏ ‏التي‏ ‏ستقع‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏سواء‏ ‏بضياع‏ ‏الملك‏ ‏من‏ ‏أيدي‏‏أولئك‏ ‏الملوك‏ ‏الذين‏ ‏لم‏ ‏يستجيبوا‏ ‏للنداء‏ ‏الإلهي‏,‏أو‏ ‏بانقضاء‏ ‏عهد‏‏الكهنوت‏ ‏الذي‏ ‏حال‏ ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏وبين‏ ‏التوجه‏ ‏إلي‏ ‏الله‏.‏ولنأخذ‏ ‏علي‏‏سبيل‏ ‏المثال‏ ‏إنذاره‏ ‏لنابليون‏ ‏الثالث‏ ‏بأن‏ ‏عزه‏ ‏زائل‏ ‏وأن‏ ‏الذلة‏‏تسعي‏ ‏عن‏ ‏ورائه‏,‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يتمسك‏ ‏بحبل‏ ‏الله‏ ‏المتين‏,‏وقد‏ ‏تحقق‏ ‏هذا‏‏قبل‏ ‏مضي‏ ‏عامين‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏التحذير‏,‏حيث‏ ‏خسر‏ ‏نابليون‏ ‏الحرب‏‏البروسية‏ ‏واستسلم‏ ‏لبسمارك‏ ‏في‏ ‏أوائل‏ ‏سبتمبر‏ 1870 ‏وثارت‏ ‏باريس‏ ‏عليه‏‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏بيومين‏ ‏وخلعته‏,‏وبقي‏ ‏سجينا‏ ‏حتي‏ ‏عام‏ 1871 ‏ثم‏ ‏قضي‏ ‏نحبه‏‏في‏ ‏منفاه‏,‏ومن‏ ‏بعده‏ ‏فقد‏ ‏بيوس‏ ‏التاسع‏ ‏السلطة‏ ‏لنفسه‏ ‏ولخلفائه‏‏وانحسر‏ ‏سلطانه‏ ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏الفاتيكان‏,‏كما‏ ‏فقد‏ ‏السلطان‏ ‏عبد‏ ‏الحميد‏‏الخلافة‏ ‏والملك‏,‏وقتل‏ ‏ناصر‏ ‏الدين‏ ‏شاه‏ ‏علي‏ ‏يد‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏أنصار‏‏الأفغاني‏,‏وهكذا‏ ‏هتكت‏ ‏حرمة‏ ‏سلاطين‏ ‏ذلك‏ ‏الزمان‏ ‏واجتث‏ ‏ملكهم‏ ‏وزال‏‏إلي‏ ‏غير‏ ‏رجعة‏.‏
خلاصة‏ ‏القول‏ ‏إن‏ ‏أحداث‏ ‏العالم‏ ‏وأحواله‏ ‏سارت‏ ‏في‏ ‏الوجهة‏‏التي‏ ‏عينها‏ ‏بهاء‏ ‏الله‏ ‏فتحررت‏ ‏الشعوب‏ ‏واستقلت‏,‏وفقدت‏ ‏أوربا‏‏منزلتها‏ ‏القديمة‏,‏وتشكلت‏ ‏المنظمات‏ ‏الدولية‏,‏وتأسست‏ ‏محاكم‏ ‏لحل‏‏المنازعات‏ ‏بين‏ ‏الدول‏ ‏بالطرق‏ ‏السلمية‏,‏والتزمت‏ ‏الحكومات‏ ‏دوليا‏‏باحترام‏ ‏حقوق‏ ‏الأفراد‏ ‏الموجودين‏ ‏علي‏ ‏أراضيها‏,‏وانقضي‏ ‏عهد‏ ‏الرق‏‏ونظام‏ ‏الإقطاع‏ ‏والسخرة‏ ‏والاستعمار‏,‏وبدت‏ ‏في‏ ‏الآفاق‏ ‏نواة‏ ‏لنظام‏‏عالمي‏ ‏علي‏ ‏النحو‏ ‏الذي‏ ‏رسمته‏ ‏رؤية‏ ‏حضرة‏ ‏بهاء‏ ‏الله‏.‏ومازالت‏‏أمور‏ ‏العالم‏ ‏توالي‏ ‏هذه‏ ‏المسيرة‏ ‏بخطي‏ ‏حثيثة‏ ‏حتي‏ ‏تستكمل‏ ‏الشوط‏‏وتؤول‏ ‏إلي‏ ‏ما‏ ‏أنبأ‏ ‏به‏.‏ولكن‏ ‏حذار‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يظن‏ ‏الناس‏ ‏أن‏ ‏هذا‏‏البناء‏ ‏المادي‏ ‏مهما‏ ‏بلغ‏ ‏من‏ ‏الدقة‏ ‏والإتقان‏ ‏أنه‏ ‏ما‏ ‏جاء‏ ‏الدين‏‏البهائي‏ ‏لتحقيقه‏ ‏فقط‏,‏وإنما‏ ‏هو‏ ‏هيكله‏ ‏الخارجي‏ ‏وأداته‏‏المادية‏,‏أما‏ ‏جوهره‏ ‏الذي‏ ‏أسماه‏ ‏بهاء‏ ‏الله‏ ‏الصلح‏ ‏الأعظم‏ ‏فلا‏‏يتحقق‏ ‏إلا‏ ‏بإقبال‏ ‏أهل‏ ‏العالم‏ ‏طواعية‏ ‏إلي‏ ‏إسلام‏ ‏الوجه‏ ‏لله‏‏والاستجابة‏ ‏إلي‏ ‏ندائه‏ ‏والسلوك‏ ‏في‏ ‏سبيله‏ ‏علي‏ ‏النحو‏ ‏الذي‏ ‏أنزله‏‏علي‏ ‏لسان‏ ‏مبعوثه‏ ‏إلي‏ ‏العالم‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏العصر‏.‏
هذه‏ ‏أساسيات‏ ‏أية‏ ‏رسالة‏ ‏سماوية‏,‏ولكن‏‏لا‏ ‏يعني‏ ‏ذلك‏ ‏تسليم‏ ‏السلطات‏ ‏بحقيقتها‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏ظهورها‏,‏سواء‏‏أكانت‏ ‏تلك‏ ‏السلطة‏ ‏دينية‏ ‏أم‏ ‏سياسية‏,‏فقد‏ ‏رفض‏ ‏فرعون‏ ‏رسالة‏ ‏موسي‏‏محذرا‏ ‏قومه‏ ‏بأن‏ ‏موسي‏ ‏جاء‏ ‏ليبدل‏ ‏دينهم‏,‏وحرض‏ ‏علي‏ ‏قتله‏ ‏مدعيا‏‏أن‏ ‏يوسف‏ ‏عليه‏ ‏السلام‏ ‏هو‏ ‏خاتم‏ ‏المرسلين‏,‏فهل‏ ‏أوقف‏ ‏اعتراض‏ ‏فرعون‏‏وحكمائه‏ ‏انتشار‏ ‏الشريعة‏ ‏الموسوية‏ ‏وشيوعها؟‏ ‏ولكن‏ ‏ما‏ ‏لبث‏ ‏قوم‏‏موسي‏ ‏أن‏ ‏كرروا‏ ‏الخطأ‏ ‏نفسه‏ ‏عند‏ ‏ظهور‏ ‏المسيح‏ ‏فهاج‏ ‏علماؤهم‏‏وماجوا‏,‏ورفضوا‏ ‏قبوله‏ ‏وحكموا‏ ‏عليه‏ ‏بالكفر‏,‏وعلي‏ ‏رسالته‏‏بالبطلان‏.‏وبالنظر‏ ‏إلي‏ ‏الرسالة‏ ‏المحمدية‏,‏من‏ ‏الذي‏ ‏رفضها‏ ‏ولايزال‏‏يحكم‏ ‏بعدم‏ ‏سماويتها‏ ‏حتي‏ ‏الآن؟‏.‏ونخرج‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏بأن‏ ‏الديانة‏‏اليهودية‏ ‏تأسست‏ ‏بناء‏ ‏علي‏ ‏قول‏ ‏موسي‏ ‏وحده‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏شهد‏ ‏لها‏‏المسيح‏,‏كما‏ ‏تأسست‏ ‏المسيحية‏ ‏بقول‏ ‏المسيح‏ ‏وحده‏ ‏إلي‏ ‏إن‏ ‏شهد‏‏الإسلام‏ ‏بصدقها‏ ‏كديانة‏ ‏سماوية‏,‏لذا‏ ‏فإن‏ ‏الديانة‏ ‏البهائية‏ ‏لا‏‏تتوقع‏ ‏أن‏ ‏يشهد‏ ‏لها‏ ‏الرؤساء‏ ‏ورجال‏ ‏الدين‏,‏لأنهم‏ ‏يعترفون‏ ‏بما‏‏سبق‏ ‏دينهم‏ ‏من‏ ‏أديان‏,‏ويرفضون‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يأتي‏ ‏من‏ ‏بعد‏,‏وهذه‏ ‏سنة‏‏الله‏ ‏ولن‏ ‏تجد‏ ‏لسنة‏ ‏الله‏ ‏تبديلا‏.‏
هذه‏ ‏هي‏ ‏جملة‏ ‏العناصر‏ ‏التي‏ ‏توفرت‏ ‏في‏‏الأديان‏ ‏السماوية‏ ‏السابقة‏ ‏علي‏ ‏نحو‏ ‏منتظم‏ ‏وبها‏ ‏تميزت‏ ‏الأديان‏ ‏عن‏‏غيرها‏ ‏من‏ ‏الحركات‏ ‏والمذاهب‏ ‏الفكرية‏,‏ومن‏ ‏ثم‏ ‏يمكن‏ ‏اتخاذها‏ ‏قسطاسا‏‏للحكم‏ ‏وتمييزا‏ ‏للدين‏ ‏عن‏ ‏غيره‏ ‏بطريقة‏ ‏موضوعية‏ ‏لا‏ ‏مكان‏ ‏فيها‏‏للميول‏ ‏الشخصية‏,‏وقد‏ ‏أوردنا‏ ‏ما‏ ‏يؤيد‏ ‏وجود‏ ‏كل‏ ‏عنصر‏ ‏من‏ ‏هذه‏‏العناصر‏ ‏في‏ ‏الديانة‏ ‏البهائية‏ ‏مما‏ ‏يحسم‏ ‏الخلاف‏ ‏حول‏ ‏طبيعتها‏‏ويؤيد‏ ‏أنها‏ ‏شاملة‏ ‏لكل‏ ‏العناصر‏ ‏التي‏ ‏احتوت‏ ‏عليها‏ ‏الأديان‏‏السماوية‏ ‏الأخري‏.‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏دفع‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏مائة‏ ‏وستين‏ ‏دولة‏ ‏إلي‏‏الاعتراف‏ ‏بالدين‏ ‏البهائي‏,‏وقبول‏ ‏هيئاته‏ ‏الإدارية‏ ‏علي‏ ‏أنها‏ ‏هيئات‏‏دينية‏ ‏كما‏ ‏اعترف‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المنظمات‏ ‏الدولية‏ ‏ومنظمات‏ ‏المجتمع‏‏المدني‏ ‏في‏ ‏أطراف‏ ‏المعمورة‏ ‏بأن‏ ‏الدين‏ ‏البهائي‏ ‏دين‏ ‏مستقل‏ ‏عن‏‏غيره‏ ‏من‏ ‏الأديان‏.‏
فإذا‏ ‏استبعدنا‏ ‏الفتاوي‏ ‏التي‏ ‏تستند‏ ‏إلي‏ ‏الميول‏ ‏الشخصية‏‏واعتمدنا‏ ‏في‏ ‏أحكامنا‏ ‏علي‏ ‏المقاييس‏ ‏الموضوعية‏ ‏انتهينا‏ ‏إلي‏ ‏أن‏‏البهائية‏ ‏تشترك‏ ‏مع‏ ‏غيرها‏ ‏من‏ ‏الأديان‏ ‏فيما‏ ‏حوته‏ ‏من‏ ‏عبادات‏‏ومعتقدات‏ ‏وحدود‏ ‏وأحكام‏,‏ويتحتم‏ ‏بناء‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏الإقرار‏ ‏بأنها‏‏ديانة‏ ‏قائمة‏ ‏علي‏ ‏ما‏ ‏تقوم‏ ‏عليه‏ ‏الأديان‏ ‏من‏ ‏أركان‏ ‏ويسرنا‏ ‏أن‏‏نقدم‏ ‏هذا‏ ‏الاستدلال‏ الي كل من يسأل ‏عما‏ ‏إذا‏ ‏كانت‏ البهائيه ‏دينا‏سماويا او لا
ولا‏ ‏يجرمنكم‏‏شنآن‏ ‏قوم‏ ‏علي‏ ‏ألا‏ ‏تعدلوااعدلوا‏ ‏هو‏ ‏أقرب‏‏للتقوي‏.‏
لمزيد منالمعلومات
http://info.bahai.org/arabic/bahai_sites.html

سلطان المجايري
13/04/2007, 11:58 AM
[العالِمُ الحَكِيمُ
إِلهي إِلهي لَكَ الحَمْدُ بِما جَعَلْتَني مُعْتَرِفاً بِوَحْدَانِيَّتِكَ ومُقِرَّاً بِفَرْدانِيَّتِكَ، وَمُذْعِنَاً بِما أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ الَّذِي بِهِ فَرَّقْتَ بَيْنَ الحَقِّ والبَاطِلِ بأَمرِكَ واقْتِدارِكَ ولَكَ الشُّكْرُ يا مَقْصُودِي ومَعْبُودِي وأَمَلِي وبُغْيَتي وَمُنايَ بِما سَقَيْتَني كَوْثَرَ الإِيمَانِ مِنْ يَدِ عَطائِكَ وهَدَيْتَني إِلى صِراطِكَ المُسْتَقِيْمِ بِفَضْلِكَ وَجُودِكَ. أَسأَلُكَ يا فالِقَ الإِصْباحِ ومُسَخِّرَ الأَرْياحِ، بِأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَصْفِيَائِكَ وَأَوْلِيائِكَ، الَّذِينَ جَعَلْتَهُم أَعْلامَ هِدايَتِك بَيْنَ خَلقِكَ وَرَاياتِ نُصرَتِكَ في بِلادِكَ وَبِالنُّورِ الَّذي أَشرَقَ مِنْ أُفُقِ الحِجازِ وتَنَوَّرَتْ بِهِ يَثرِبُ والبَطْحاءُ وَما فِي ناسُوتِ الإِنْشَاءِ بِأَنْ تُؤَيِّدَ

عِبادَكَ عَلَى ذِكْرِكَ وَثَنائِكَ وَالعَمَلِ بِما أنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ. إِلهِي إِلهِي تَرَى الضَّعِيفَ أَرَادَ مَشْرِقَ قُوَّتِكَ ومَطْلِعَ اقْتِدارِكَ وَالعَلِيلَ كَوْثَرَ شِفائِكَ وَالكَلِيْلَ مَلَكوتَ بَيَانِكَ وَالفَقِيرَ جَبَروتَ ثَرْوَتِكَ وعَطائِكَ. قدِّر لَهُ بِجُودِكَ وكَرَمِكَ ما يُقَرِّبُهُ إِليْكَ في كُلِّ الأَحْوالِ وَيُؤَيِّدُهُ عَلَى المَعْرُوفِ ويَحْفَظُهُ عَنِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالمَبْدَإِ وَالمآلِ. إِنَّكَ أَنْتَ ‌الغَنِيُّ‌ المُتَعَالِ .لا إِله إلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الفَضَّال.
قُلْ إِلهِي إِلهِي
أَسأَلُكَ بِالَّذِي بِهِ سَالَتِ البَطْحَاءُ وَبِهِ أَشرَقَ النُّوْرُ مِنْ أُفُقِ الحِجَازِ، أَنْ تُنَزِّلَ لعَبْدِكَ هَذا مِن سَماءِ فَضْلِكَ أَمْطَارَ عِنايَتِكَ. أَيْ رَبِّ تَرَانِي مُقْبِلاً إِلَيْكَ، مُنْقَطِعاً عَنْ دُونِكَ أَسأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي كُلِّ الأَحْوالِ

مُسْتَقِيماً عَلَى أَمْرِكَ ومُتَمَسِّكَاً بِما أَنزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ. ثُمَّ قَدِّرْ لِيَ خَيرَ الآخِرَةِ وَالأُولى. إِنَّكَ أَنْتَ مَوْلَى الوَرى. لا إِله إِلاَّ أَنْتَ مَوْلَى ‌الأَسْماءِ وَفَاطِرُ السَّماءِ.
هُوَ اللهُ تَعَالى شأنُهُ العَظَمَةُ والاقْتِدارُ
إِلهِي إِلهِي، أَشْكُرُكَ فِي كُلِّ حالٍ وَأَحْمَدُكَ فِي جَمِيعِ الأَحْوالِ. فِي النِّعْمَةِ أَلْحَمْدُ لَكَ يا إِلهَ العَالَمِينَ . وَفِي فَقْدِها الشُّكْرُ لَكَ يا مَقْصُودَ العَارِفينَ. فِي البَأْساءِ لَكَ الثَّناءُ يا مَعْبُودَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ وَفِي الضَّرَّاءِ لَكَ السَّناءُ يا مَنْ بِكَ انجَذبَتْ أَفْئِدَةُ المُشْتاقِينَ. فِي الشِّدَّةِ لَكَ الحَمْدُ يا مَقْصُودَ القاصِدِين وَفِي الرَّخَاءِ لَكَ الشُّكْرُ يا أَيُّها المَذْكُورُ فِي قُلُوبِ المُقَرَّبِينَ. فِي الثَّرْوَةِ لَكَ البَهاءُ يا سَيِّدَ المُخْلِصِينَ وَفِي الفَقْرِ لَكَ الأَمْرُ يا رَجَاءَ المُوحِّدِينَ.

في الفَرَحِ لَكَ الجَلالُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَفِي الحُزْنِ لَكَ الجَمَالُ يا لا إِله إِلاّ أَنْتَ. فِي الجُوعِ لَكَ العَدْلُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَفِي الشَّبَعِ لَكَ الفَضْلُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ . فِي الوَطَنِ لَكَ العَطَاءُ يا لا إِلهَ إِلا أَنتَ وفي الغُرْبَة لَكَ القَضَاءُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. تَحْتَ السَّيْفِ لَكَ الإِفْضالُ يا لا إِلهَ إِلا أَنْتَ وَفِي البَيْتِ لَكَ الكَمَالُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. فِي القَصْرِ لَكَ الكَرَمُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. وَفِي التُّرَابِ لَكَ الجُودُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. فِي السِّجْنِ لَكَ الوَفاءُ يا سَابِغَ النِّعَمِ وَفِي الحَبْسِ لَكَ البَقاءُ يا مالِكَ القِدَمِ لَكَ العَطَاءُ يا مَولَى العَطَاءِ وسُلْطانَ العَطَاءِ وَمالِكَ العَطَاءِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ مَحْمُودٌ فِي فِعْلِكَ يا أَصْلَ العَطَاءِ ومُطَاعٌ في حُكْمِكَ يا بَحْرَ العَطاءِ ومَبدَأَ العَطَاءِ ومَرجِعَ العَطَاءِ.

بِسْمِ اللهِ الأَقْدَسِ
سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي، أَسْأَلُكَ بِأَصْفِيَائِكَ وَأُمَنَائِكَ وَبِالَّذِي جَعَلْتَهُ خَاتَمَ أَنْبِيَائِكَ وسُفَرَائِكَ أَنْ تَجْعَلَ ذِكْرَكَ مُؤْنِسِي وَحُبَّكَ مَقْصَدِي وَوَجْهَكَ مَطْلَبِي وَاسْمَكَ سِراجِي وَما أَرَدْتَهُ مُرادِي وَما أَحْبَبْتَهُ مَحْبُوبِي . أَيْ رَبِّ أَنا العَاصِي وأَنْتَ الغَافِرُ، لَمَّا عَرَفْتُكَ سَرُعْتُ إِلى ساحَةِ عِزِّ عِنَايَتِكَ . أَيْ رَبِّ فَاغْفِرْ لِي جَرِيرَاتِي الَّتي مَنَعَتْنِي عَنِ السُّلُوكِ فِي مَنَاهِجِ رِضَائِكَ وَالوُرُودِ فِي شَاطِئِ بَحْرِ أَحَدِيَّتِكَ. أَيْ رَبِّ لا أَجِدُ دُونَكَ مِنْ كَرِيمٍ لأَتَوَجَّهَ إِلَيهِ وَلا سِواكَ مِنْ رَحِيمٍ لأَستَرحِمَ مِنْهُ. أَسأَلُكَ أَنْ لا تَطْرُدَنِي عَنْ بَابِ فَضْلِكَ وَلا تَمْنَعَنِي عَنْ سَحَابِ جُودِكَ وكَرَمِكَ. أَيْ رَبِّ قَدِّرْ لِي ما قَدَّرْتَهُ لأَولِيائِكَ ثُمَّ اكْتُبْ لِي ما كَتَبْتَهُ لأَصْفِيَائِكَ. لَمْ يَزَلْ كَانَ طَرْفِي ناظِراً إِلى أُفُقِ عِنَايَتِكَ

وَعَيْنِي مُتَوَجِّهَةً إِلَى شَطْرِ أَلْطافِكَ، فَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيْزُ المُسْتَعَانُ.
هُو اللهُ تَعَالى شَأنُهُ العَظَمَةُ والاقْتِدَارُ
إِلهِي إِلهِي فَضْلُكَ شَجَّعَنِي وَعَدْلُكَ خَوَّفَنِي. طُوبى لعَبْدٍ تُعامِلُ مَعَهُ بالفَضْلِ ووَيْلٌ لِمَنْ تُعامِلُهُ بالعَدْلِ. أَيْ رَبِّ أَنا الَّذي هَرَبْتُ مِنْ عَدْلِكَ إِلَى فَضْلِكَ ومِنْ سُخْطِكَ إِلَى عَفْوِكَ. أَسْأَلُكَ بقُدْرَتِكَ وسُلْطانِكَ وعَظَمَتِكَ وأَلطَافِكَ بأَنْ تُنوِّرَ العالَمَ بنُوُرِ مَعْرِفَتِكَ لِيَرَى في كُلِّ شَيءٍ آثارُ صُنْعِكَ وأَسْرارُ قُدْرَتِكَ وأَنْوارُ عِرْفَانِكَ. أَنْتَ الَّذي أَظْهَرْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَتَجَلَّيْتَ عَلَيهِ بِجُودِكَ، إنَّكَ أَنْتَ الجوَّادُ الكَرِيْمُ .
** * *

* * *

بِسْمِهِ المُهَيْمِنِ عَلَى الأَسْماءِ
إِلهِي إِلهِي أَسْأَلُكَ بِبَحْرِ شِفَائِكَ وإِشْراقَاتِ أنْوَارِ نَيِّرِ فَضْلِكَ وَبِالاسْمِ الَّذِي سَخَّرْتَ بِهِ عِبَادَكَ وبِنُفُوذِ كَلِمَتكَ العُلْيَا واقْتِدارِ قَلَمِكَ الأَعْلَى وبِرَحْمَتِكَ الَّتي سَبَقَتْ مَنْ فِي الأَرْضِ والسَّمَاءِ أَنْ تُطَهِّرَنِي بِمَاءِ العَطَاءِ مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وسُقْمٍ وضَعْفٍ وعَجْزٍ. أَيْ رَبِّ تَرَى السَّائِلَ قَائِمَاً لَدى بَابِ جُودِكَ والآمِلَ مُتَمَسِّكاً بِحَبْلِ كَرَمِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ لا تُخَيِّبَهُ عَمَّا أَرادَ مِنْ بَحْرِ فَضْلِكَ وشَمْسِ عَنَايَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشَاءُ لا إِله إِلاّ أَنْتَ الغَفُورُ الكَرِيْمُ.
* * *

سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهي
لَكَ الحَمْدُ بِمَا نَجَّيْتَنِي مِنْ بِئْرِ الضَّلالَةِ وَالهَوى وَهَدَيْتَنِي إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ ونَبَئِكَ العَظِيمِ وَأَيَّدْتَنِي عَلَى الإِقْبالِ إِذْ أَعْرَضَ عَنْكَ أَكْثَرُ خَلْقِكَ وَنَوَّرْتَ قَلْبِي بِنُورِ مَعْرِفَتِكَ ووَجْهِي بِضِياءِ طَلعَتِكَ. أَيْ رَبِّ أَسْأَلُكَ بِبَحْرِ جُودِكَ وسَماءِ فَضْلِكَ بأَنْ تَكْشِفَ عَنْ وَجْهِ عِبَادِكَ وخَلْقِكَ الحُجُبَاتِ الَّتِي مَنَعَتْهُم عَنْ التَّوجُّهِ إِلَى أُفُقِكَ الأَعْلَى. أَيْ رَبِّ لا تُخَيِّبْ عِبادَكَ عَنْ بَحْرِ آياتِكَ. وعِزَّتكَ لَو كَشَفْتَ

لَهُمْ كَمَا كَشَفْتَ لِي، لَنَبَذُوا ما عِنْدَهُم رَجَاءَ ما عِنْدِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ العلاَّمُ.
هُوَ المُهَيْمِنُ عَلَى الأَسْمَاءِ
إِلهِي إِلهِي كَيْفَ أَخْتَارُ النَّوْمَ وعُيُونُ مُشْتاقِيكَ سَاهِرَةٌ في فِراقِكَ، وكَيْفَ أَسْتَرِيحُ عَلَى الفِراشِ وأَفْئِدَةُ عَاشِقِيكَ مُضْطَرِبَةٌ مِنْ هَجْرِكَ. أَيْ رَبِّ أَوْدَعْتُ رُوحِي وَذَاتِي فِي يَمِينِ اقْتِدارِكَ وأَمانِكَ، وأَضَعُ رَأْسِي عَلى الفِراشِ بِحَولِكَ وأَرْفَعُ عَنْهُ بِمَشيئَتِكَ وإِرادَتِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ الحَافِظُ الحارِسُ المُقتَدِرُ القَدِيرُ. وعِزَّتِكَ لا أُرِيدُ مِنْ النَّوْمِ وَلا مِنَ اليَقْظَةِ إِلاَّ ما أَنْتَ تُريدُ. أَنا عَبْدُكَ وفي قَبْضَتِكَ، أَيِّدْنِي عَلَى ما يتَضَوَّعُ بِهِ عَرْفُ رِضَائِكَ. هذا أَمَلِي وأَمَلُ المُقَرَّبِينَ ، الحَمْدُ لَكَ يا إِلهَ العَالَمِينَ.

هُوَ العَزِيزُ
فَاجْعَلْ لِي يا إِلهِي هذِهِ الأَرْضَ مُبَارَكاً وآمِنَاً ثُمَّ احْفَظْنِي يا إِلهِي حِينَ دُخُولِي فِيها وَخُرُوجِي عَنْها ثُمَّ اجْعَلْها حِصْناً لِي ولِمَنْ يَعْبُدُكَ ويَسْجُدُكَ لأَكوُنَ مُتَحَصِّناً فِيها عَنْ رَمْيِ المُشْرِكِينَ بقُوَّتِكَ إِذْ إِنَّكَ أَنْتَ القَادِرُ المُقتَدِرُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ القَيُّومُ.
هُوَ اللهُ تَعَالَى شَأنُهُ ‌العَظَمَةُ و‌الاقْتِدَارُ
يا أَيُّها المَذْكُورُ لَدَى المَظلُومِ فِي حِينِ الخُرُوجِ عَنْ المَدِينَةِ قُلْ :
إِلهِي إِلهِي خَرَجْتُ مِنْ بَيْتِي مُعْتَصِماً بِحَبْلِ عِنايَتِكَ وأَوْدَعْتُ نَفْسِي تَحْتَ حِفْظِكَ وحِرَاسَتِكَ. أَسأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِي بِها حَفِظْتَ أَوْلِياءَكَ مِنْ كُلِّ

ذِيْ غَفلَةِ وذِي شَرَارَةٍ وكُلِّ ظَالِمٍ عَنِيدٍ وَكُلِّ فاجِرٍ بَعِيدٍ بِأَنْ تَحْفَظَنِي بِجُودِكَ وفَضلِكَ ثُمَّ أَرْجِعْنِي إِلى مَحلِّي بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ . إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.
* * *
مَن يَدْعُ النَّاسَ باسْمِي فَإِنَّهُ مِنِّي ويَظْهَرُ مِنْهُ مَا يَعْجَزُ عَنْهُ مَنْ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا.
* * *
إِلهِي تَرَانِي مُنْقَطِعاً إِلَيْكَ وَمُتَمسِّكَاً بِكَ فَاهْدَنِي فِي الأُمُورِ ما يَنْفَعُنِي لِعِزِّ أَمْرِكَ وعُلُوِّ مَقَامِ أحِبَّائِكَ.

(لَوْحُ أَحْمَد)
هُوَ السُّلْطَانُ العَليْمُ الحَكِيمُ
هَذِهِ وَرْقَةُ الفِردَوْسِ تُغَنِّي عَلَى أَفْنَانِ سِدْرَةِ البَقاءِ بِأَلْحانِ قُدْسٍ مَلِيحٍ وتُبَشِّرُ المُخْلِصِينَ إِلَى جِوارِ اللهِ وَالمُوَحِّدِينَ إِلى سَاحَةِ قُرْبٍ كَرَيمٍ وتُخبِرُ المُنقَطِعِينَ بِهذَا النَّبإِ الَّذي فُصِّلَ ‌من نَبإِ اللهِ‌ المَلِك‌ العَزِيزِ الفَرِيدِ وتَهْدِي المُحِبِّينَ إِلى مقعَدِ القُدْسِ ثُمَّ إِلَى هذا المَنْظَرِ المُنِيرِ قُلْ إِنَّ هذَا لَمَنظَرُ الأَكبَرُ الَّذي سُطِرَ في أَلْوَاحِ المُرسَلينَ وبِهِ يُفَصَلُ الحَقُّ عَنِ البَاطِلِ ويُفْرَقُ كلُّ أَمرٍ حَكِيمٍ قُلْ إِنَّهُ لَشَجَرُ الرُّوحِ الَّذي أَثْمَرَ بِفَواكِهِ اللهِ العَليِّ المُقتَدِرِ العَظِيمِ.
أَنْ يا أَحْمَدُ فاشْهَدْ بأَنَّهُ هُوَ الله لا إِلهَ إِلاّ هُوَ السُّلطانُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ القَدِيرُ وَالَّذي أَرْسَلَهُ باسْمِ عَليٍّ ‌هُوَ حَقٌّ ‌مِنْ عندِ اللهِ وَإِنَّا كلٌّ ‌بأَمرِهِ ‌لَمِنَ ‌العامِلينَ.

قُلْ يا قَومِ فاتَّبِعُوا حُدُودَ اللهِ الَّتي فُرَضَتْ في البَيَانِ مِن لَدُن عَزِيزٍ حَكِيمٍ قُلْ إِنَّهُ لَسُلطَانُ الرُّسُلِ وكِتابُهُ لأُمُّ الكِتابِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ العَارِفِينْ كَذَلِك يُذَكِّرُكُمُ الوَرْقاءُ فِي هذا السِّجْنِ وَما عَلَيْهِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُعْرِضْ عَنْ هَذَا النُّصْحِ ومَنْ شَاءَ فَليتَّخِذْ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً. قُلْ يا قَوْمِ إِنْ تَكفُرُوا بِهذِهِ الآياتِ فَبِأيِّ حُجَّةٍ آمَنْتُم بِاللهِ مِنْ قَبْلُ هَاتُوا بِها يا مَلأَ الكَاذِبِينَ لا فَوَ الَّذِي نَفسِي بِيدِهِ لَنْ يَقْدِرُوا ولَنْ يَسْتَطِيعُوا ولَو يَكُونُ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ ظَهِيراً. أَنْ يا أَحْمَدُ لا تَنْسَ فَضْلِي في غَيْبَتَي ثُمَّ ذَكِّرْ أَيَّامِي فِي أَيَّامِكَ ثُمَّ كُرْبَتِي وغُرْبَتِي في هذا السِّجْنِ البَعِيدِ وَكُنْ مُسْتَقِيماً فِي حُبِّي بِحَيْثُ لَنْ يحَوَّلَ قَلْبُكَ وَلَوْ تُضْرَبُ بِسُيوفِ الأَعْداءِ ويَمْنَعُكُ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ والأَرَضِينَ وكُنْ كَشُعْلَةِ النَّارِ لأَعْدَائِي

وَكَوثَرِ البَقَاءِ لأَحِبَّائِي وَلا تَكُنْ مِنَ المُمْتَرِينَ وَإِنْ يَمَسَّكَ الحُزْنُ فِي سَبِيلِي أَوِ الذِّلَّةُ لأَجْلِ اسْمِي لا تَضْطَرِبْ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ رَبِّكَ ورَبِّ آبائِكَ الأَوَّلِينَ لأَنّ الّناسَ يَمْشُونَ في سُبُلِ الوَهْمِ ولَيْسَ لَهُمْ مِنْ بَصَرٍ لِيعْرِفُوا اللهِ بِعُيونِهم أَو يَسْمَعُوا نَغَماتِهِ بِآذَانِهِمْ وكذَلِكَ أَشْهَدناهُمْ إِنْ أَنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ كَذَلِكَ حَالَتِ الظُّنُونُ بَينَهُم وقُلُوبِهِم وتَمنَعُهُم عَنْ سُبُلِ اللهِ العَليِّ العَظِيمِ وإِنَّكَ أَنْتَ أَيْقِنْ فِي ذَاتِكَ بِأَنَّ الَّذِي أَعْرَضَ عَنْ هَذَا الجَمَالِ فَقَدْ أَعْرَضَ عَنْ الرُّسُلِ مِنْ قَبْلُ ثُمَّ اسْتَكبَرَ عَلى اللهِ في أَزَلِ الآزَالِ إِلى أَبَدِ الآبِدِينَ . فاحْفَظْ يا أَحمَدُ هذَا اللَّوحَ ثُمَّ اقْرَأْهُ فِي أَيَّامِكَ وَلا تَكُنْ مِنَ الصَّابِرِينَ فِإِنَّ اللهَ قَدْ قَدَّرَ لِقَارِئِهِ أَجرَ مِائَةِ شَهِيدٍ ثُمَّ عِبَادَةِ الثَّقَلَيْنِ كَذَلِكَ مَنَنَّا عَلَيْكَ بِفَضْلٍ مِنْ عِنْدِنا ورَحْمَةٍ مِنْ لَدُنّا لِتَكُونَ مِنَ

الشَّاكِرِينَ فَوَاللهِ مَنْ كَانَ في شِدَّةٍ أَو حُزْنٍ ويَقْرَأُ هذَا اللَّوْحَ بِصِدْقٍ مُبِينٍ يَرْفَعُ اللهُ حُزْنَهُ وَيَكْشِفُ ضُرَّهُ ويُفَرِّجُ ‌كَرْبَهُ وإِنَّهُ لَهُوَ الرَّحمَنُ ‌الرَّحِيمُ والحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ.
ثُمَّ ذَكِّرْ مَنْ لَدُنّا كُلَّ مَنْ سَكَنَ في مَدِينَةِ اللهِ المَلِكِ العَزِيزِ الجَمِيلِ مِنَ الَّذينَ هُمْ آمَنُوا بِاللهِ وبالَّذِي يَبْعَثُهُ اللهُ فِي يَومِ القِيامَةِ وكَانُوا على مَناهِجِ الحَقِّ لَمِنَ السّالِكِينَ.
* * *
بِسْمِ اللهِ الأَقدَسِ الأَبْهَى
يا مَنْ قُرْبُكَ رَجَائِي، ووَصْلُكَ أَمَلِي، وذِكْرُكَ مُنائِي، وَالوُرُودُ في ساحَةِ عِزِّكَ مَقْصَدِي، وشَطْرُكَ

مَطلَبِي، وَاسْمُكَ شِفَائِي، وَحُبُّكَ نُورُ صَدْرِي، وَالقِيامُ فِي حُضُورِكَ غَايَةُ مَطْلَبِي، أَسْأَلُكَ بِاسْمِك الَّذي بِهِ طَيَّرْتَ العَارِفَينَ فِي هَوَاءِ عِزِّ عِرفَانِكَ وعَرَّجْتَ المُقَدَّسِينَ إِلَى بِساطِ قُدْسِ إِفْضَالِكَ بأَنْ تَجعَلَنِي مُتَوَجِّهاً إِلَى وَجْهِكَ، وَنَاظِراً إِلَى شَطْرِكَ وَناطِقاً بِثَنَائِكَ. أَيْ رَبِّ أَنا الَّذي نَسِيتُ دُونَكَ وَأَقبَلْتُ إِلَى أُفُقِ فَضْلِكَ، وَتَرَكْتُ ما سِواكَ رَجاءً لِقُرْبِكَ، إِذاً أَكُونُ مُقبِلاً إِلى مَقَرِّ الَّذي فِيهِ اسْتَضَاءَ أَنْوارُ وَجْهِك. فَأَنزِلْ يا مَحبُوبِي عَلَيَّ ما يثَبِّتُني عَلَى أَمْرِكَ لَئِلاَّ يَمْنَعُنِي شُبُهاتُ المُشْرِكِينَ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَيكَ. وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ القَدِيرُ.
* * *

بِسْمِ اللهِ الأَقْدَسِ
يا مَن بَلاؤُكَ دَواءُ المُقرَّبِينَ، وسَيفُكَ رَجاءُ العَاشِقِينَ، وسَهْمُكَ مَحْبُوبُ المُشْتَاقِينَ، وقَضَاؤُكَ أَمَلُ العَارِفينَ، أَسْأَلُكَ بِمَحْبُوبِيَّةِ نَفْسِكَ وَبِأَنْوارِ وَجْهِكَ بِأَنْ تُنْزِلَ عَلينا عَنْ شَطْرِ أَحَدِيَّتِكَ ما يقَرِّبُنا إِلَى نَفْسِكَ ثُمَّ اسْتَقِمْ يا إِلهِي أَرْجُلَنا عَلَى أَمْرِكَ ونَوِّرْ قُلُوبَنَا بِأَنْوارِ مَعْرِفَتِكَ وصُدُورَنا بتَجَلِّياتِ أَسْمائِكَ. أَيْ رَبِّ أَنا الَّذي وَجَّهْتُ وَجْهِي إِليْكَ وأَكُونُ آمِلاً بَدائعَ فَضْلِكَ وظُهُوراتِ كَرَمِكَ، أَسأَلُكَ بِأَنْ لا تُخَيِّبَنِي عَنْ بابِ رَحْمَتِكَ ولا تَدَعَنِي بَيْنَ المُشْرِكِينَ مِنْ خَلْقِكَ. فَيَا إِلهِي أَنا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، اعْتَرَفْتُ بِكَ فِي أَيَّامِكَ وأَقْبَلْتُ إِلَى شاطِئِ تَوْحِيدِكَ مُعْتَرِفاً بِفَرَدَانِيَّتِكَ ومُذْعِناً بِوَحَدَنِيَّتِكَ، وآمِلاً عَفوَكَ

وَغُفْرانَكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ العَزِيزُ الغَفُورُ.
بِسْمِهِ المُهَيْمِنِ عَلَى الأَسْماءِ
قُلْ إِلهِي إِلهِي، فَرِّجْ هَمِّي بِجُودِكَ وعَطَائِكَ، وأَزِلْ كُرْبَتِي بِسَلْطَنَتِكَ واقْتِدَارِكَ. تَرانِي يا إِلهِي مُقْبِلاً إِليكَ حينَ إِذْ أَحاطَتْ بِيَ الأَحْزَانُ مِنْ كُلِّ الجِّهَاتِ. أَسأَلُكَ يا مَالِكَ الوُجُودِ والمُهَيْمِنَ على الغَيْبِ والشُّهُودِ، باسْمِكَ الَّذي بِهِ سَخَّرْتَ الأَفْئِدَةَ والقُلُوبَ وبِأَمْواجِ بَحْرِ رَحْمَتِكَ وإِشْراقاتِ أَنْوارِ نيِّرِ عَطَائِكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنَ الَّذينَ ما مَنَعَهُم شَيْءٌ مِنَ الأَشْياءِ عَنْ التَّوجُّهِ إِلَيْكَ يا مَوْلَى الأَسْماءِ وَفاطِرَ السَّماءِ، أَيْ رَبِّ تَرَى ما وَرَدَ عَلَيَّ فِي أَيَّامِكَ، أَسأَلُكَ بِمَشْرِقِ أَسْمَائِكَ ومَطْلِعِ صِفَاتِكَ أنْ تُقَدَّرَ لِي ما يَجْعَلُنِي قَائِمَاً على

خِدْمَتِكَ وَناطِقاً بِثَنَائِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ وبِالإِجَابَةِ جَدِيرٌ. ثُمَّ أَسْأَلُكَ في آخِرِ عَرْضِي بِأنْوارِ وَجْهِكَ أَنْ تُصْلِحَ أُمُورِي وتَقْضِي دَيْنِي وَحَوائِجِي إِنَّكَ أَنْتَ الّذي شَهِدَ كُلُّ ذِي لِسَانٍ بقُدْرَتِكَ وقُوَّتِكَ، وذِي دِرَايَةٍ بِعَظَمَتِكَ وسُلْطانِكَ. لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ السَّامِعُ المُجِيبُ.
هُوَالظَّاهِرُ النَّاطِقُ المُقْتَدِرُ العَلِيمُ الحَكِيمُ
سُبْحَانَكَ يا إِلهِي، لَوْلا البَلايا فِي سَبيلِكَ مِنْ أَينَ تَظْهَرُ مَقَامَاتُ عَاشِقِيكَ، وَلَوْلا الرَّزَايا فِي حُبِّكَ بِأَيِّ شَيْءٍ تَبِينُ شُؤُونُ مُشْتَاقِيكَ. وَعزَّتِكَ أَنِيسُ مُحِبِّيك دُمُوعُ عُيونِهِم، ومُؤنِسُ مُرِيدِيكَ زَفَرَاتُ قُلُوبِهِم، وَغِذَاءُ قاصِدِيكَ قَطَعَاتُ أَكْبادِهِم. وما أَلَذَّ

سَمَّ الرَّدَى فِي سَبيلِكَ، وَما أَعَزَّ سَهْمَ الأَعْدَاءِ لإِعْلاءِ كَلِمتِكَ. يا إِلهِي أَشْرِبْنِي في أَمْرِكَ ما أَرَدْتَهُ، وأَنْزِلْ عَلَيَّ في حُبِّكَ ما قَدَّرْتَهُ. وَعزَّتِكَ ما أُريدُ إِلاَّ ما تُرِيدُ، ولا أُحِبُّ إِلاَّ ما أَنْتَ تُحِبُّ. تَوَكَّلْتُ عَلَيكَ في كُلِّ الأَحْوالِ. أَسأَلُكَ يا إِلهِي أَنْ تُظْهِرَ لِنُصرَةِ هذا الأَمْرِ مَنْ كانَ قَابِلاً لاسْمِكَ وسُلْطَانِكَ، ليذْكُرَنِي بَينَ خَلقِكَ ويَرفَعَ أَعْلامَ نَصرِك في مَمْلَكَتِكَ. إِنَّكَ أنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشَاءُ، لا إِلهَ‌ إلاَّ أَنْتَ‌ المُهَيْمِنُ القيُّومُ. سُبحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي، قَوِّ قُلُوبَ أَحِبَّائِكَ بِقُوَّتِكَ وسُلْطَانِكَ، لِئَلاَّ يُخَوِّفَهُم مَنْ فِي أَرْضِكَ ثُمَّ اجْعَلهُم يا إِلهِي مُشْرقِينَ مِنْ أُفُقِ عَظَمَتِكَ وطَالِعينَ مِنْ مَطْلِعِ اقْتِدارِكَ. أَيْ رَبِّ زَيِّنْهُم بِطِرازِ العَدْل وَالإِنْصافِ، ونَوِّرْ قُلُوبَهُمْ بأَنْوارِ المَوَاهِبِ والأَلْطافِ. إِنَّكَ أَنْتَ الفَرْدُ الواحِدُ العَزِيزُ العَظِيمُ. أَسأَلُكَ يا

مَالِكَ القِدَم ومَوْلَى العَالَمِ وَمَقْصُودَ الأُمَمِ بِالاسْمِ الأَعْظَمِ، أَنْ تُبَدِّلَ أَرِيكَةَ الظُّلْمِ بسرِيرِ عَدْلِكَ وَكُرْسِيَّ الغُرُورِ والاعْتِسَافِ بِعَرْشِ الخُضُوعِ وَالإِنْصَافِ. إِنَّك فَعَّالٌ لِمَا تَشَاءُ وإِنَّك‌ أَنتَ‌ العَلِيمُ الخَبِيرُ.
هُوَالمُقتَدِرُ المُتَعَالِي العَلِيمُ الحَكيمُ
لَكَ الحَمْدُ يا إِلهِي بِمَا هَدَيْتَنِي إِلَى بَحْرِ تَوْحِيدِكَ وعَرَّفْتَنِي مَطلِعَ آياتِكَ ومَشْرِقَ أُفُقِكَ. أَسأَلُك ‌يا فَالِقَ الإِصْباحِ ومُسَخِّرَ الأَرْياحِ بدُمُوعِ عاشِقِيكَ في هَجْرِكَ وفِراقِكَ وحَنِينِ مُشْتاقِيكَ لِبُعدِهِم عَنْ جِوارِكَ بأَنْ تَجْعَلَنِي في كُلِّ الأَحْوالِ نَاطِقاً بِذِكْرِكَ وَقائِماً عَلَى خِدْمَتِكَ ومُتَمَسِّكاً بِحَبْلَ عِنايَتِكَ ومُتَشَبِّثاً بِذَيْلِ كَرَمِكَ، رَبِّ قَدْ ذَرَفَتِ العُيونُ بِما وَرَدَ عَلى

أَصْفِيائِكَ. أَسأَلُكَ يا مَوْلى العالَمِ وَسُلْطانَ الأُمَمِ بِالاسْمِ الأَعْظَمِ بِأَنْ تُبَدِّلَ أَرِيكَةَ الظُّلْمِ بِسَرِيرِ عَدْلِكَ وَكُرْسِيَّ الغُرُورِ وَالاعْتِسافِ بِعَرْشِ الخُضُوعِ وَالإِنْصافِ وَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تَشاَءُ وَإِنَّكَ أَنْتَ‌ العَلِيمُ الخَبِيرُ. أَيْ رَبِّ أَنِرْ أَبْصارَ القُلُوبِ بِأَنْوارِ شَمْسِ عَدْلِكَ لِيسْتَضِيءَ كُلُّ شَيْءٍ بِنُورِهِ وَضِيائِهِ وَتَرتَفِعَ فِي كُلِّ مَقَامٍ راياتُ أسْمائِكَ وصِفَاتِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ الَّذي لَمْ تُعْجِزْكَ قُدْرَةٌ ولا تُضْعِفُكَ سَطْوَةٌ، تَفْعَلُ كَيْفَ تَشَاءُ وتَحْكُمُ ما تُرِيدُ. لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الحَكِيمُ العَلِيمُ. يا إِلهِي وَسَيِّدِي قَدْ ضَعُفَ دِينُكَ بِما زَحَفَ عَلَيهِ الَّذينَ كَفَرُوا بِكَ وَبِآياتِكَ، أَيْ رَبِّ زيِّنْهُ بَطِرازِ قُوَّتِكَ. إنَّكَ أَنْتَ المُقتَدِرُ القَدِيرُ.
* * *

هُوَ المُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمَاءِ البُرْهانِ
يا إِلهَنا تَرَانا مُقْبِلينَ إِلَيْكَ، ومُتَمَسِّكِينَ بِحَبْلِ عِنَايَتِكَ وَأَلْطافِكَ، وَقائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ أَمْرِكَ ومُنْتَظِرِينَ بَدائِعَ جُودِكَ وفَضْلِكَ، نَسْأَلُكَ بالَّذينَ سَرُعُوا إِلى مَقرِّ الفِداءِ شَوْقاً لِلِقَائِكَ وجَمالِكَ وأَنْفَقُوا أَرْواحَهُم لاسْمِكَ وحُبِّكَ أَنْ تُقَدِّرَ لَنا ما يُقَرِّبُنا إِلَيْكَ وَيُؤَيِّدُنا عَلَى أَعْمَالٍ أَمَرْتَنا بِهَا فِي كِتَابِكَ. أَيْ رَبِّ نَحْنُ عِبَادُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ، وأَقْبَلْنا إِلَى أُفُقِ فَضْلِكَ وبَحْرِ عَطَائِكَ، نَسْأَلُكَ أَنْ لا تُخَيِّبَنا عَمَّا أَنْزَلْتَهُ في كِتابِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ الَّذي لا تُعْجِزُكَ فَرَاعِنَةُ الأَرْضِ وَذِئابُها. قَدْ غَلَبَتْ سَلْطَنتُكَ وظَهَرَ أَمْرُكَ وَنُزِّلَتْ آياتُكَ. إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَليمُ الحَكِيمُ.
* * *

يَا مَنْ وَجْهُكُ كَعْبَتِي، وَجَمالُكَ حَرَمي، وَشَطْرُكَ مَطْلَبي، وَذِكْرُكَ رَجائِي، وَحُبُّكَ مُؤنِسِي، وَعِشْقُكَ مُوجِدِي، وَذِكرُكَ أَنِيسِي، وَقُرْبُكَ أَمَلِي وَوَصْلُكَ غَايَةُ رَجَائِي وَمُنْتَهى مَطْلَبِي، أَسْأَلُكَ بِأَنْ لا تُخَيَّبَنِي عَمَّا قَدَّرْتَهُ لِخِيرَةِ عِبادِكَ ثُمَّ ارْزُقْنِي خَيْرَ الدُّنْيا والآَخِرَةِ، وإِنَّكَ أَنْتَ سُلْطانُ البَريَّةِ. لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الكَرِيمُ.
قُلْ إِلهِي إِلهِي
أَشْهَدُ بِوَحْدَانِيَّتِكَ وَفَرْدَانِيَّتِكَ وَبِعِزِّكَ وَعَظَمَتِكَ وَسُلْطَانِكَ، أَنا عَبْدُكَ وابْنُ عَبْدِكَ، قَدْ أَقْبَلْتُ إِلَيْكَ مُنْقَطِعاً عَنْ دُونِكَ وَرَاجِياً بَدَائِعَ فَضْلِكَ، أَسْأَلُكَ بِأَمْطارِ سَحَابِ سَمَاءِ كَرَمِكَ، وَبِأَسْرارِ كِتَابِكَ، أَنْ تُؤَيِّدَنِي عَلَى ما تُحِبُّ وَتَرضَى. أَيْ رَبِّ هذا عَبْدٌ أَعْرَضَ عَنِ الأَوْهامِ مُقْبِلاً إِلى أُفُقِ الإِيقانِ، وَقَامَ

لَدَى بابِ فَضْلِكَ وَفَوَّضَ الأُمُورَ إِليْكَ وَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ. فَافْعَلْ بِهِ ما يَنْبَغِي لِسَماءِ جُودِكَ وبَحْرِ كَرَمِكَ. إِنّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَلِيمُ الحَكِيمُ. أَشْهَدُ يا إِلهِي بِأَنَّكَ أَعْلَمُ بِي مِنِّي. قّدِّرْ لِي ما يُقَرِّبُنِي إِلَيكَ ويَنْفَعُنِي في الآخِرَةِ والأُولى، إِنَّكَ أَنْتَ مَوْلَى الوَرَى وَفِي قَبْضَتِكَ زِمامُ الفَضْلِ وَالعَطَاءِ، لا إلهَ إِلاَّ أَنْتَ الفَضَّالُ الكَرِيمُ. البَهاءُ على أَهْلِ البَهَاءِ الَّذينَ ما مَنَعَتْهُم ضَوْضاءُ الأُمَمِ عَنْ مالِكِ القِدَمِ قامُوا وَقَالُوا اللهُ رَبُّنا ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ.
بِسْمِ اللهِ الأَقدَسِ الأِبْهَى
سُبْحانَكَ يا إِلهِي تَرَى احْتِراقَ أَحِبَّائِكَ فِي فِراقِكَ وَاضْطِرابَهُم فِي بَيْدَاءِ البُعْدِ شَوْقاً لِوِصالِكَ وَطَلَباً لِقُرْبِكَ. أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي بِهِ تُقَرِّبُ كُلِّ شيءٍ

إِلى مَقَرِّ أَمْرِكَ ومَصْدَرِ وَحْيِكَ ومَطْلِعِ آياتِكَ بِأَنْ تَكتُبَ لَهُم ما تَفرَحُ بِهِ قُلُوبُهُم وتَطْمَئِنُّ بِهِ نُفُوسُهُم بِفَضْلِكَ وأَلْطافِكَ. أَيْ رَبِّ تَسْمَعُ حَنينَ قُلُوبِهِم وزَفَرَاتِ أَنفُسِهِم خُذْ أَيادِيهِم بأَيادِي أَلْطافِكَ ثُمَّ أَدْخِلْهُمْ فِي سُرادِقِ اللِّقَاءِ عِنْدَ تَشَعْشُعِ أَنْوارِ وَجْهِكَ، أَيْ رَبِّ أَنْتَ الكَرِيمُ قَدْ أَحَاطَ كَرَمُكَ الأَشْياءَ وأَنْتَ الَّذي سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّماءِ فَانْظُرْ إِلَيهِم بِلَحَظاتِ مَكْرُمَتِكَ ثُمَّ اجْعَلْهُم مِنْ الطَّائِفِينَ حَوْلَ حَرَمِ فَرْدانِيَّتِكَ وَالقَائِمِينَ لَدى ظُهُوُرِ أَنْوارِ وَجْهِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ بِسُلْطانِكَ وَالمُهَيمِنُ بِاقْتِدَارِكَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ المُقْتَدِرُ المُهَيمِنُ القَيُّومُ.
* * *

هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
سُبْحانِكَ يا مَنْ بِكَ أَشْرَقَ نَيِّرُ المَعانِي مِنْ أُفُقِ سَماءِ البَيانِ وَتَزَيَّنَتْ عَوالِمُ العِلْمِ وَالحِكْمَةِ بِأنْوارِ الحُجَّةِ والبُرْهانِ أَسْأَلُكَ بِبِحارِ رَحْمَتِكَ وَسَماءِ عِنَايَتِكَ وَبِأَمْرِ الَّذي بِهِ هَدَيْتَ المُخْلِصِينَ إِلَى بَحْرِ عِرْفَانِكَ وَالمُوَحِّدِينَ إِلَى شَمْسِ عَطَائِكَ بِأَنْ تُؤيِّدَ عِبَادَكَ عَلَى ذِكْرِكَ وَثَنَائِكَ. ثُمَّ قَدِّرْ لَهُم ما قَدَّرْتَهُ للَّذينَ أَقَرُّوا بِوَحْدَانِيَّتِكَ وَفَرَدَانِيَّتِكَ وَما بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ وَما أَنْكَرُوا حَقَّكَ وَما جَادَلُوا بِآياتِكَ وَما نَقَضُوا عَهْدَكَ وَمِيثاقَكَ وأَنْفَقُوا أَرْواحَهُم لإِعْلاءِ كَلِمَتِكَ العُلْيا وَإِظْهارِ أَمْرِكَ يا مَولَى الوَرَى فِي ناسُوتِ الإِنْشَاءِ. أَيْ رَبِّ أَنْزِلْ عَلَيْهِم مِنْ سَمَاءِ فَضْلِكَ أَمْطَارَ رَحْمَتِكَ وقَدِّرْ لَهُم ما تَقَرُّ بِهِ العُيُونُ وتَفْرَحُ بِهِ القُلُوبُ وتَطْمَئِنُ بِهِ النُّفُوسُ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ على ما تَشَاءُ وَفِي

قَبْضَتِكَ مَنْ في مَلَكُوتِ الأَمْرِ والخَلْقِ تَفْعَلُ ما تَشَاءُ وتَحْكُمُ ما تُرِيدُ، إنَّكَ أَنْتَ اللهُ الفَرْدُ الوَاحِدُ العَزِيزُ الحَمِيدُ، أَيْ رَبِّ تَرَاني مُقبِلاً إِلَيكَ وآمِلاً بَدَائِعَ فَضْلِكَ وكَرَمِكَ. أَسْأَلُكَ يا إِلهي بِالمَشْعَرِ وَالمَقَامِ وَالزَّمْزَمِ وَالصَّفَاءِ وَبِالمَسْجِدِ الأَقْصَى وَبِبِيتِكَ الَّذي جَعَلْتَهُ مَطَافَ المَلإِ الأَعْلَى وَمَقبِلَ الوَرَى وَبِالَّذي بِهِ أَظْهَرْتَ أَمْرَكَ وسُلْطَانَكَ وَأَنْزَلْتَ آياتِكَ وَرَفَعْتَ أَعْلامَ نُصْرَتِكَ فِي بِلادِكَ وزَيَّنْتَهُ بِطِرازِ الخَتْمِ وَانْقَطَعَتْ بِهِ نَفَحَاتُ الوَحْي بِأَنْ لا تُخيِّبَنِي عَمَّا قَدَّرْتَهُ لِلْمُقَرَّبِينَ مِنْ عِبَادِكَ وَالمُخْلِصِينَ مِنْ بَرِيَّتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الَّذي شَهِدَتْ بِقُدْرَتِكَ الكَائِنَاتِ وَبِعَظَمَتِكَ المُمْكِنَاتِ لا يَمْنَعُكَ مانِعٌ وَلا يَحْجُبُكَ شَيْءٌ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ. لَكَ الحَمْدُ يا إِلهِي وَلَكَ الشُّكْرُ يا مَقْصُودِي أَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ غَافِلاً هَدَيْتَنِي إِلَى

صِرَاطِكَ وكُنْتُ جاهِلاً عَلَّمْتَنِي طُرُقَ مَرْضَاتِكَ وَكُنْتُ راقِداً أَيْقَظْتَنِي لِذِكْرِكَ وثَنَائِكَ. يا إِلهِي وَبُغْيَتِي وَرَجَائِي وَعِزَّتِكَ عَبْدُك هذا اعْتَرَفَ بِعَجْزِهِ وفَقْرِهِ وَجَرِيراتِهِ وَخَطِيئَاتِهِ وَغَفْلَتِهِ وَجَهْلِهِ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المُهَيْمِنِ عَلَى الأَسْماءِ وَبِأَمْواجِ بَحْرِ رَحْمَتِكَ يَا فَاطِرَ السَّماءِ وَبِكِتَابِكَ الأَعْظَمِ الَّذِي هَدَيْتَ بِهِ الأُمَمَ وَأَخْبَرْتَ فِيهِ عِبَادَكَ بِالقِيامَةِ وظُهُوراتِها، وَبِالسَّاعَةِ وَأَشْراطِها، وَجَعَلتَهُ مُبَشِّراً لأَوْلِيائِكَ وَمُنْذِراً لأَعْدَائِكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِي فِي كُلِّ الأَحْوالِ صَابِراً فِي بَلائِكَ وَناظِراً إِلى أُفُقِ فَضْلِكَ وَمُتَمَسِّكاً بِحَبْلِ طَاعَتِكَ وَعامِلاً بِمَا أَمَرْتَنِي بِهِ فِي كِتَابِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الكَرِيمُ. وإِنَّكَ أَنْتَ اللهُ رَبُّ العَلَمِينَ.
أَيْ رَبِّ صَلِّ عَلى سَيِّدِ يَثْرِبَ وَالبَطْحَاءِ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحابِهِ الَّذينَ مَا مَنَعَهُم شَيْءٌ مِنَ الأَشْياءِ عَنْ

نُصْرَةِ أَمْرِكَ يا مَنْ فِي قَبْضَتِكَ زِمَامُ الإِنْشَاءِ لا إِلهَ إلاَّ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ.

الأَقْدَسُ الأَعْلَى
كِتَابٌ مِنْ لَدنّا إِلى الَّتِي إِذْ سَمِعَتِ النِّدَاءَ عَنْ جِهَةِ العَرْشِ أَقبَلَتْ وَقَالَتْ ثُمَّ نَادَتْ بَلَى يا مَحْبُوبَ العَارِفِينَ. يا أَمَتِي لَوْ تَسْمَعِينَ النِّدَاءَ الَّذِي ارْتَفَعَ فِي هذِهِ الأَيَّامِ مِنْ حَوْلِ عَرْشِي لَيَجْعَلَكِ طَائِرَةً فِي هَوَاءِ قُرْبِي، ويُدْخِلَكِ فِي مَلَكُوتِي ويُنْطِقُكِ بِثَنَاءِ نَفْسِي بَيْنِ إِمَائِي. كَذلِكَ نَزَّلْنَا لَكِ ما يَفرَحُ بِهِ قَلْبُكِ إِنَّ رَبَّكِ لَهُوَ الفَضَّالُ القَدِيمُ. اطْمَئِنِّي بِفَضْلِ مَولاكِ ثُمَّ اذْكِرِيهِ في اللَّيالِي وَالأَيَّامِ إِنَّهُ هُو خَيْرُ الذَّاكِرِينَ. يا إِلهي ومَحْبُوبِي أَسْمَعُ نِدَاءَكَ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ, المَقَرِّ الّذي فِيهِ اسْتَقَرَّ عَرْشُ عَظَمَتِكَ وَاقْتِدَارِكَ. أَيْ رَبِّ وَفِّقْنِي

عَلَى ذِكْرِكَ في أَيَّامِكَ وَثَنَائِكَ بَيْنِ إِمَائِكَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ نُصِبَتْ رَاياتُ أَمْرِكَ بَيْنَ عِبَادِكَ ورُفِعَتْ أَعْلامُ سَلْطَنَتِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ بِأَنْ لا تَطْرُدَنِي عَنْ بَابِ فَضْلِكَ ولا تَمْنَعَنِي عَمَّا قَدَّرْتَهُ لإِمَائِكَ اللائِي أَقْبَلْنَ إِلى شَطْرِ فَضْلِكَ ومَطْلِعِ وَحْيكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُعْطِي البَاذِلُ العَزِيزُ الحَكِيمُ.
الأَعْظَمُ الأَبْهَى
هذَا كِتَابٌ مِنْ لَدُنَّا إِلَى الَّتِي آمَنَتْ بِاللهِ المُهَيْمِنِ القَيُّومِ وَأَرَادَتْ مَوْلاهَا إِذْ أَتَى بِسُلْطَانٍ مَشْهُودٍ. لَوْ تَنْظُرِينَ إِلَى المَنْظَرِ الأَكْبَرِ لَتَرَيْنَ مالِكَ القَدَرِ بَينَ أَيادِي الَّذينَ هُمْ كَفَرُوا بِاللهِ العَزِيزِ المَحْبُوبِ. إِنَّهُ مَعَ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ يَنْطِقُ لِسَانُهُ بِذِكْرِ اللهِ وَيَمْشِي رِجْلُهُ إِلَى المَقْصُودِ وَيَتَحَرَّكُ قَلْبُهُ عَلى ذِكْرِ المَحْبُوبِ

وَبِإِصْبَعِهِ يَتَحَرَّكُ خَيْطُ الوُجُودِ. اذْكُرِي رَبَّكِ يا أَمَتِي بِهذا الذِّكْرِ المَذْكُورِ. يا إِلهي ومَحْبُوبِي أَنا أَمَةٌ مِنْ إِمَائِكَ أَقبَلْتُ إِلَيكَ وآمَنْتُ بِكَ بَعْدَما أَعْرَضَ عَنْكَ العِبَادُ. أَيْ رَبِّ اكْتُبْنِي مِنْ أَهْلِ سُرَادِقِ عِزَّتِكَ وَخِيامِ عَظَمَتِكَ ثُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ اللاَّئِي كُنَّ طائِفاتٍ حَوْلَ عَرْشِ عَظَمَتِكَ وَأَقبَلْنَ بِقُلُوبِهِنَّ إِلَى شَطْرِ رِضَائِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الغَنِيُّ فِي كُلِّ الأَحْوَالِ ارْحَمْ عِبَادَكَ وَإِمَاءَكَ ثُمَّ احْفَظْهُم فِي كَنَفِ حِفْظِكَ وَحِمَايَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقتَدِرُ المُتَعالِي العَلِيُّ العَظِيمُ.
الأَقْدَمُ الأَعْظَمُ
سُبْحَانَكَ يا إِلهِي تَعْلَمُ بَلائِي وَمَا وَرَدَ عَلَيَّ مِنْ الَّذِينَ طَافُوا حَوْلِي مِنْ العِبَادِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِكَ الكُبْرَى وأَعْرَضُوا عَنْ طَلْعَتِكَ النَّوْرَاءِ، وعِزَّتِكَ قَدْ

بَلَغَتِ البَلايا إِلى مَقَامٍ لا تُحْصَى ولا تَجْرِي مِنْ قَلَمِ الإِنْشاءِ، أَسْأَلُكَ يا مالِكَ الأَسْماءِ وفَاطِرَ الأَرْضِ والسَّماءِ، بِأَنْ تُؤَيَّدَنِي عَلى شَأْنٍ لا يَمنَعُنِي شَيْءٌ عَنْ ذِكْرِكَ وَثَنَائِكَ وَلا يَشْغَلُنِي أَمْرٌ عَمَّا أَمَرْتَنِي بِهِ فِي أَلْواحِكَ بِحَيْثُ أَقُومُ عَلَى أَمْرِكَ عَلَى شَأْنٍ أُعَرِّي رَأْسِي وأَطْلُعُ مِنَ البَيْتِ صَائِحاً باسْمِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَنَاطِقاً بِذِكْرِكَ بَيْنَ عِبَادِكَ. وَما قَضَيْتُ ما قَضَيْتَ، وَما أدَّيتُ ما كَتَبْتَ يَجْتَمِعُ عَليَّ ‌أَشْرارُ بَرِيَّتِكَ وَيَفْعَلُونَ ما يَشاؤُونَ فِي سَبِيلِكَ. أَيْ رَبِّ أَنا المُشْتاقُ فِي حُبِّكَ بِمَا لا يَشْتاقُهُ أَحَدٌ، هذا جَسَدِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَرُوحِي تِلْقَاءَ وَجْهِكَ، فَافْعَلْ بِهِمَا ما شِئْتَ لإِعْلاءِ كَلِمَتِكَ وَإِبْرازِ مَا كُنِزَ فِي خَزائِنِ عِلْمِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ المُقتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ وإِنَّكَ أَنْتَ المُهَيمِنُ عَلى ما تُرِيدُ.
بِسْمِهِ المُبدِعِ العَليمِ الحَكِيمِ
كِتَابٌ‌ أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ مِنْ مَلَكُوتِ البَيانِ وَإِنَّهُ لَرُوحُ الحَيَوانِ لأَهْلِ ‌الإِمْكانِ تَعَالَى‌ اللهُ رَ‌بُّ‌ العَالَمِينَ. يَذْكُرُ فِيهِ مَنْ يَذكُرُ اللهَ رَبَّهُ إِنَّهُ لَهُوَ النَّبِيلُ فِي لَوْحٍ عَظِيمٍ يا مُحمَّدُ اسْمَعِ النِّدَاءَ مِنْ شَطْرِ الكِبْرياءِ مِنَ السِّدْرَةِ المُرْتَفِعَةِ علَى‌ أَرْضِ الزَّعْفَرانِ إِنَّهُ لا إِلهَ‌ إلاَّ أَنا العَلِيمُ الحَكِيمُ. كُنْ هُبُوبَ‌ الرَّحْمنِ لأَشْجَارِ الإِمْكَانِ وَمُرَبِّيها بِاسْمِ رَبِّكَ العَادِلِ الخَبِيرِ. إِنَّا أَرَدْنا أَنْ نَذْكُرَ لَكَ ما يَتَذَكَّرُ بِهِ النَّاسُ لِيَدَعُنَّ ما عِنْدَهُمْ وَيَتَوَجَّهُنَّ إِلى اللهِ مَوْلَى المُخْلِصِينَ. إِنَّا نَنْصَحُ العِبَادَ فِي هذِهِ الأَيَّامِ الَّتي فِيها تَغَبَّرَ وَجْهُ العَدْلِ وَأَنَارَتْ وَجْنَةُ الجَهْلِ وَهُتِكَ سِتْرُ العَقْلِ وغَاضَتِ الرَّاحَةُ وَالوَفاءُ وَفاضَتِ المِحْنَةُ وَالبَلاءُ وَفِيها نُقِضَتِ العُهُودُ وَنُكِثَتِ العُقُودُ لا يدْري نَفْسٌ ما يُبْصِرُهُ ويُعْمِيهِ وَما يُضِلُّهُ

وَيَهْدِيهُ. قُلْ يا قَومِ دَعُوا الرَّذائِلَ وَخُذُوا الفَضَائِلَ. كُونُوا قُدْوَةً حَسَنَةً بَيْنَ النَّاسِ وَصَحِيفَةً يَتَذَكَّرُ بِهَا الأُنَاسُ. مَنْ قَامَ لِخِدْمَةِ الأَمْرِ لَهُ أَنْ يَصْدَعَ بِالْحِكْمَةِ وَيَسْعَى فِي إِزالَةِ الجَهْلِ عَنْ بَيْنِ البَرِيَّةِ. قُلْ أَنِ اتَّحِدُوا فِي كَلِمَتِكُمْ وَاتَّفِقُوا فِي رَأْيِكُمْ وَاجْعَلُوا إِشْراقَكَمْ أَفْضَلَ مِنْ عَشِيِّكُمْ وغَدَكُم أَحْسَنَ مِنْ أَمْسِكُم. فَضْلُ الإِنْسَانِ في الخِدْمَةِ وَالكَمَالِ لا فِي الزِّينَةِ وَالثَّرْوَةِ وَالمَالِ. اجْعَلُوا أَقْوالَكُمْ مُقدَّسَةً عَنْ الزَّيْغِ وَالهَوى وَأَعْمالَكُمْ مُنَزَّهَةً عَنْ الرَّيْبِ وَالرِّياءِ. قُلْ لا تَصْرِفُوا نُقُودَ أَعْمارِكُمُ النَّفِيسَةِ فِي المُشْتَهَياتِ النَّفْسِيَّةِ، وَلا تَقْتَصِرُوا الأُمُورَ عَلَى مَنَافِعِكُمُ الشَّخْصِيَّةِ . أَنْفِقُوا إِذا وَجَدْتُمْ وَاصْبِرُوا إِذا فَقَدْتُمْ إِنَّ بَعْدَ كُلِّ شِدَّةٍ رَخاءً وَمَعَ كُلِّ كَدَرٍ صَفاءً. اجْتَنِبُوا التَّكَاهُلَ وَالتَّكَاسُل وَتَمَسَّكُوا بِما يَنْتَفِعُ بِهِ العَالَمُ مِنْ

الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ وَالشُّيُوخِ وَالأَرامِلِ. قُلْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَزْرَعُوا زُؤَانَ الخُصُومَةِ ‌بَيْنَ البَرِيَّةِ وَ‌شَوْكَ الشُّكُوكِ فِي القُلُوبِ‌ الصَّافِيَةِ‌ المُنِيرَةِ. قُلْ يَا أَحِبَّاءَ اللهِ لا تَعْمَلُوا مَا يَتَكدَّرُ بِهِ ‌صَافِي سَلْسَبِيلِ‌ المَحَبَّةِ وَ‌يَنقَطِعُ ‌بِهِ‌ عَرْفُ المَوَدَّةِ. لَعَمْرِي قَدْ خُلِقْتُمْ لِلْوِدَادِ لا لِلضَّغِينَةِ وَالعِنَادِ. لَيْسَ الفَخْرُ لِحُبِّكُمْ أَنْفُسَكُمْ، بَلْ لِحُبِّ ‌أَبْنَاءِ جِنْسِكُم. وَلَيْسَ الفَضْلُ لِمَنْ يُحِبُّ الوَطَنَ بَلْ لِمَنْ يُحِبُّ ‌العَالَمَ. كُونُوا في الطَّرْفِ عَفِيفاً وَفِي اليَدِ أَمِيناً وَفِي اللِّسَانِ صَادِقاً وَفِي القَلْبِ‌ مُتَذَكِّراً. لا تُسْقِطُوا مَنْزِلَةَ ‌العُلَمَاءِ فِي البَهَاءِ وَلا تُصَغِّرُوا قَدْرَ مَنْ يَعدِلُ بَينَكُمْ مِنَ الأُمَرَاءِ. اجْعَلُوا جُنْدَكُمُ العَدْلَ وسِلاَحَكمُ العَقْلَ وَشِيَمَكُمُ العَفْوَ وَالفَضْلَ وَمَا تَفْرَحُ بِهِ أَفئِدَةُ المُقَرَّبِينَ ...
(مُقْتَطَفَاتٌ مِنْ لَوْحِ الحِكْمَةِ
================================================== ====[/color][/size]

منذر أبو هواش
13/04/2007, 12:14 PM
البهائية والاستعمار والصُهيونيَّة

بقلم الشيخ: عبد القادر شيبة الحمد

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين وعلى آله وصحابته الطاهرين ومن سلك سبيلهم إلى يوم الدين أما بعد : فإن البهائية مؤامرة إلحادية خططت لها الماسونية السرية، والصهيونية العالمية ، وتولت غرس شجرتها الجاسوسية الروسية لقصد تغيير دين الإسلام وطمس عقائده وهدم أنظمته ، والتمكن من تنفيذ المؤامرات والعمل على إنشاء وطن قومي لليهود في أرض فلسطين.

كيف تم تكوين هذه العصابة؟

حوالي سنة 1231 هـ ظهر بكر بلاء في العراق رجل مجهول الأصل والمولد والمنشأ- ويذكر بعض الباحثين أنه كان قسيسًا نصرانيًا - فادعى أن اسمه كاظم الرشتي - ورشت قرية من قرى إيران بالرغم من أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئًا. وقد استغل من مبادئ الشيعة الاثني عشرية فكرة الغائب بالسرداب المنتظر وفكرة الباب لهذا الغائب فعمل على إيجاد شخص يضفي عليه هذا اللقب ويضعه على عينه ليصل بواسطة هذا الباب إلى كل ما يريد.

واتخذ لنفسه مجلسًا، واستطاع أن يستميل إليه بعض ذوي النفوس المنحرفة والقلوب المريضة وجعلهم تلاميذ له.

وكان من أخبث هؤلاء رجل يقال له : حسين البشروئي - من بشرويه إحدى قرى خراسان أضفى عليه المدعو كاظم الرشتي لقب كبير التلاميذ واختاره ليكون المنفذ الحقيقي لهذه المؤامرة البشعة ولقبه باب الباب.

ومن أخطر هؤلاء التلاميذ امرأة أصلها من الشيعة الاثني عشرية كانت تسمى فاطمة بنت صالح القزويني كانت بارعة الجمال فلقبها أبوها بلقب زرين تاج لأنها كانت ذات شعر ذهبي . زوجها أبوها وهي صغيرة من ابن عم لها فنفرت منه وانفصلت عنه واتصلت بكاظم الرشتي بالمراسلة، ونشط هو في مكاتبتها إذ وجد فيها ضالة منشودة له. ولقبها في رسائله لها بأنها : قرة العين: ودعاها إلى ترك قزوين والحضور إلى كربلاء غير أنه هلك عام 1259هـ قبل وصولها إليه، وما أن وصلت إلى كربلاء حتى تلقفها حسين البشروئي وبقية تلاميذ الرشتي وقد صارت أجرأ هؤلاء التلاميذ على إعلان الخروج على الإسلام والدعوة إلى الشيوعية في النساء، ولما أخذت تطبق هذا الأمر علنًا مع بعض تلاميذ الرشتي أطلقوا عليها لقب الطاهرة وكان من بين تلاميذ الرشتي شاب يقال له علي محمد الشيرازي، المولود بشيراز عام 1235هـ الموافق لعام 1819م وقد توفي والده وهو صغير فكفله خاله علي الشيرازي وعهد به إلى أحد تلاميذ الرشتي وهو لا يعرف أهدافه ثم رحل به خاله إلى ثغر (بوشهر) على ساحل الخليج في مقابلة الكويت وافتتح له متجرًا هناك وقد لاحظ خاله أنه بدأ ينحرف عن مذهب الاثني عشرية وقد أصابته لوثة عقلية كانت تعتريه في بعض الأحيان فرأى خاله أن يبعثه إلى كربلاء وسنه إذ ذاك عشرون عامًا فبصر به بعض تلامذة الرشتي وحملوه إلى أستاذهم الذي أخذ يوصي إليه بقرب ظهور المهدي ويدس له من يملأ نفسه بأنه الباب.

ولما مات الرشتي توجه إلى شيراز فأقام حسين البشروئي (قرة العين) مقام الرشتي في التدريس لتلاميذ الرشتي بكربلاء وكانت قد اصطفت لنفسها من بينهم رجلاً قوياً يقال له محمد علي البارفروشي ولقبوه القدوس.

وقد توجه البشروئي إلى شيراز ولحق بعلي محمد الشيرازي وأخذ يستغل سذاجة هذا الشاب وغروره فواصل الاجتماع به وأوهمه أنه يوشك أن يكون له شأن وأنه علم من شيخه الرشتي الإشارة إلى أن علي محمد الشيرازي يمكن أن يكون هو الباب وأن البشروئي هو باب الباب ولم يزل به حتى أعلن هذا الشاب المغرور في شيراز يوم 5 من جمادى الأول عام 1260 هـ أنه باب المهدي. وسارع حسين البشروئي ليبشر بقية التلاميذ بظهور الباب وأعلن أنه هو باب الباب.

وقد ظهر أن وراء هذه العصابة الجاسوس الروسي " كنياز دالكوركي" الذي كانت وظيفته الظاهرة مترجماً بالسفارة الروسية في طهران وقد ادعى هذا الجاسوس أنه اعتنق الإسلام وأخذ يلازم مجلس كاظم "الرشتي " ويغرس هذه الشجرة الملعونة في أرض الأمة الإسلامية وقد لعب دورًا خطيرًا في ضم مجموعة من الرجال إلى هذه العصابة إذ جلب لها رجلاً يقال له : حسين علي المازندراني والمولود بطهران عام 1233هـ وقد أوصى إليه هذا الجاسوس بعد ذلك بدعوى الألوهية والتلقب بالبهاء واستعمله مخلب القط لكل ما يريد.كما ضم إلى هذه العصابة يحيى المازندراني الأخ غير الشقيق لحسين علي ولقبه بعد ذلك بصبح الأزل.

ويقول هذا الجاسوس الروسي في مذكراته التي نشرت في مجلة الشرق "السوفيتية" سنة 1924-1925م: "والخلاصة أني خرجت حسب الأمر في أواخر سبتمبر مع راتب مكفى من روسيا إلى العتبات العاليات وفي لباس الروحانية باسم "الشيخ عيسى اللنكراني" ووردت كربلاء المقدسة.

ويقول: وكان بقرب منزلي طالب علم يسمى السيد علي محمد وكان من أهل شيراز فأنا أيضًا صادقته بحرارة ، والسيد علي محمد لم يترك صداقتي وكان يضيفني أكثر من قبل وكنا نشرب الحشيش وكان ابن الوقت متلون الاعتقاد. ثم يستمر هذا الجاسوس في مذكراته فيقول: سأل طالب تبريزي يوماً السيد كاظم الرشتي في مجلس تدريسه فقال : أيها السيد: أين صاحب الأمر الآن؟ وأي مكان مُشَرّف به الآن؟ فقال السند: أنا ما أدري ولعل هنا- مكان التدريس يكون الآن مشرفاً بحضوره. ولكني لا أعرفه.

ثم يشرح الجاسوس كيف حاول باستمرار الإيحاء إلى علي محمد رضا هذا أنه هو المنتظر إلى أن أقنعه بذلك بواسطة حسين البشروئي فأعلن أنه الباب.

ويصف الجاسوس نصائحه إلى هذا الباب فيقول له: ولا تكن متلوناً فإن الناس يقبلون منك كل ما تقول من رطب ويابس ويتحملون عنك كل شيء حتى ولو قلت بإباحة الأخت وتحليلها للأخ فكان السيد يصغي ويستمع كاملاً وبلا نهاية ، صار طالباً ومشوقاً أن يدعي ادعاءاً ثم يسوق الجاسوس خبر رجوعه إلى إيران من العراق ثم يقول: فطفق كل من الميرزا حسين علي- البهاء- وأخيه الميرزا يحيى - صبح الأزل - والميرزا رضا علي - الباب - ونفر من رفقتهم يأتونني مجدداً ولكن مجيئهم كان من باب غير معتاد للسفارة الذي كان قرب سكة مغسل الأموات.

ويصف هذا الجاسوس كيف اصطدم مع السفير الروسي "كراف سيمنويج" فاستدعته الحكومة الروسية إلى روسيا وفي ذلك يقول: لقد قطع هذا الوزير المفوض جميع رواتب أصدقائي ورفقائي حتى رواتب الميرزا حسين علي وأخيه الميرزا يحيى والميرزا علي رضا وغير هؤلاء الذين كانوا يأخذون الرواتب سراً فبقطعه رواتب هؤلاء قد هدم مؤسساتي جمعاء وقلب كل ما أنا فعلته ونقض كل ما أنا غزلته. ثم يصف اتصال هؤلاء به في روسيا فيقول: في كل شهر كانت تأتيني من الأصدقاء الطهرانيين رسائل ومكتوبات وكلهم كانوا يدعونني إلى إيران وحتى بعض عُبّاد البطن منهم مثل الميرزا علي رضا والميرزا حسين علي وبعد اقتناع الحكومة الروسية بضرورة إرجاعه إلى إيران يقول: وكان الميرزا حسين علي أول من ورد هذه الغرفة وأخبرني بمطالب مهمة جداً ثم يقول: انقضى رمضان وأنا كنت أربي نفراً من أصحاب سري تربية الجاسوسية ولم تكن لأي منهم لياقة الميرزا حسين علي وأخيه يحيى.

إعلانات علي محمد رضا الشيرازي المتناقضة

أعلن علي محمد الشيرازي بتسويل حسين البشروئي وتدبير الجاسوس الروسي أنه الباب إلى الغائب الذي بالسرداب ثم توجه من شيراز إلى بوشهر مختفياً وأخذ البشروئي يذيع أنه رأى الباب بعينه وأخذ يدعو الناس إلى متابعته وأطلق على من تبعه اسم (البابية) ثم لم يلبث البشروئي أن حوله من باب المهدي إلى المهدي نفسه وأطلق عليه "قائم الزمان" وانضم إليه في ذلك رجل يقال له محمد علي البارفروشي وآخرون بلغ عددهم سبعة عشر رجلا ًوامرأة وهي الملقبة لديهم بقرة العين وتوجهوا إلى بوشهر واجتمعوا بزعيمهم الجديد ( الباب ) وصاروا معه تسعة عشر شخصاً فلذلك قرر أن يجعل عدة الشهور تسعة عشر شهراً والشهر تسعة عشر يوماً واعتبر اليوم الذي أعلن فيه دعوته يوم 5 من جمادى الأولى سنة 1260 هـ هو بدء التاريخ ثم جمع جملاً متناقضة مملوءة بالسفسطات والأكاذيب وجعلها أساس دينه الجديد وسماها البيان. ثم ادعى أنه الممثل الحقيقي لجميع الأنبياء والمرسلين فهو نوح يوم بعث نوح وهو موسى يوم بعث موسى وهو عيسى يوم بعث عيسى وهو محمد يوم بعث محمد عليهم الصلاة والسلام. ثم زعم أنه يجمع بين اليهودية والنصرانية والإسلام وأنه لا فرق بينهما ثم أنكر أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وحرّم قراءة القرآن ثم زعم أن الله تعالى حلّ فيه وادعى أنه أكمل هيكل بشرى ظهرت فيه الحقيقة الإلهية. وأنه هو الذي خلق كل شيء بكلمته. وألغى الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة الجماعة إلا في الجنازة وقرر أن الطهر من الجنابة غير واجب، وأن القبلة هي البيت الذي ولد به في شيراز أو البيوت التي يعيش فيها هو وأتباعه، وجعل الحج هو زيارة هذه البيوت. أما الصوم فيكون من شروق الشمس إلى غروبها لمدة شهر بابي أي تسعة عشر يوماً وينتهي بعيد النيروز المجوسي وأباح لأتباعه خمسة أيام قبل الصيام يرتكبون فيها ما شاءوا من الشهوات وأوجب أن يؤخذ في الزكاة خمس المال وأوجب الزواج على من بلغ الحادية عشرة من الذكور والإناث ولا يحتاج الزواج لأكثر من رضا الذكر والأنثى ويجوز إيقاع الطلاق. تسع عشرة مرة وعدة المطلقة تسعة عشر يوماً، ولا يجوز الزواج بأرملة إلا بعد دفع دية وبعد انقضاء عدتها ومقداره خمسة وتسعون يوماً، وحرم على المرأة الحجاب، وقرر أنه لا وجود للنجاسة، وأوجب دفن الميت في قبر من البلور أو المرمر المصقول، مع وضع خاتم في يمناه منقوش عليه فقرة من كتابه البيان. وأوجب استقبال قرص الشمس ساعة عند شروقها. إلى غير ذلك من الآراء المتناقضة التي لا تلائم فطرة ولا يقرها عقل ولا تجلب للإنسانية غير البلبلة والاضطراب.

وقد ثار علماء شيراز على دعاة البابية فقبض واليها حسين خان عليهم ثم أمر بإحضار الباب من بوشهر فأحضر وحيل إلى مجلس الحاكم فخر على الأرض ترتعد فرائصه فلطمه الحاكم وبصق في وجهه ثم رمي به في السجن. ثم رأى الحاكم أن يختبره بنفسه فأرسل إليه وأحضره من السجن وأظهرله أنه تأسف على ما بدر منه فانطلق الباب المغرور يمنيه بأنه سيجعل منه سلطاناً فيما بعد على الدولة العثمانية حينما تدين الدنيا كلها له ولأتباعه. ثم فوجئ الباب بحشد من العلماء في قصر الحاكم ففزع فأوهمه الحاكم بأنهم جمعهم للتمكين لدعوته وإعلانها فاغتر الباب وحضر مجلس العلماء ثابت الجنان ثم بدأ يخاطب العلماء بقوله إن نبيكم لم يخلف لكم بعده غير القرآن فهاكم كتاب البيان فاتلوه تجدوه أفصح عبارة من القرآن، ولما اطلع العلماء عليه لم يجدوه فيه إلا كفراً بواحاً وأخطاء فاحشة في اللغة فلما نبهوه إلى هذه الأخطاء ألقى اللوم على الوحي الذي جاء بها هكذا. وهنا قال له الحاكم : كيف تدعي الرسالة وترجح نفسك خاتم النبيين وأنت عاجز عن التعبير عن مكنون نفسك ثم أمر الحاكم رجاله فعلقوه من رجليه ثم انهالوا عليه ضرباً فأعلن أنه كفر بدعوته ورضي أن يطاف به في الأسواق على دابة شوهاء ثم أعيد إلى سجن شيراز.

بيد أن الجاسوس الروسي بواسطة جاسوس روسي آخر هو منوجهر خان الأرمني الذي دفعته الحكومة الروسية لإعلان إسلامه فغمره الشاه بالفضل وأولاه ثقته وعينه معتمداً للدولة في أصفهان استطاع منوجهر هذا أن يخلص الباب من السجن ويهربه إلى أصفهان. ولما مات منوجهر عثر بالباب يمرح في قصره فقررت الحكومة نفيه إلى قلعة ماكو بأذربيجان.

مؤتمر بدشت سنة 1264هـ

يقول الجاسوس الروسي في مذكراته فأنا بواسطة الميرزا حسين علي وأخيه يحيى ونفر آخر قمنا بالضجيج والعجيج أن صاحب الأمر قد قبض عليه . فاجتمع الدعاة المرتدون الثمانية عشر وقرروا أن يحضروا معهم كل الذين استمالوهم وأن يعقدوا منهم مؤتمراً في صحراء بدشت بين خراسان ومازندران وعلى رأسهم باب الباب (حسين البشروئي) وقرة العين وحسين علي المازندراني الذي تلقب فيما بعد بالبهاء وجعلوا الدعوة الظاهرة لهذا المؤتمر هي التفكير في الوسائل الممكنة لإخراج الباب من السجن، أما المقصود لهذا المؤتمر فهو إعلان نسخ دين الإسلام. وما أن انعقد المؤتمر حتى اندفعت ( قرة العين) تلهب حماسهم وتقرر حقيقة نحلتهم الجديدة فقالت: اسمعوا أيها الأحباب والأغيار إن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور الباب وأن أحكام الشريعة الجديدة البابية لم تصل إلينا، وأن اشتغالكم الآن بالصوم والصلاة والزكاة وسائر ما أتى به محمد كله عمل لغو وفعل باطل ولا يعمل بها بعد الآن إلا كل غافل وجاهل إن مولانا الباب سيفتح البلاد ويسخر العباد وستخضع له الأقاليم المسكونة وسيوحد الأديان الموجودة على وجه البسيطة حتى لا يبقى إلا دين واحد وذلك الدين الحق هو دينه الجديد وشرعه الحديث. وبناء على ذلك أقول لكم وقولي هو الحق: لا أمر اليوم ولا تكليف، ولا نهي ولا تعنيف فاخرجوا من الوحدة إلى الكثرة ومزقوا هذا الحجاب الحاجز بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالأعمال وتقاسموهم بالأفعال ، واصلوهن بعد السلوة وأخرجوهن من الخلوة إلى الجلوة فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا وأن الزهرة لا بد من قطفها وشمها لأنها خلقت للضم والشم ولا ينبغي أن يعد أو يحد شاموها بالكيف والكم، فالزهرة تجني وتقطف، وللأحباب تهدي وتتحف. وأما ادخار المال عند أحدكم وحرمان غيركم من التمتع به والاستعمال فهو أصل كل وزر وأساس كل وبال ، ساووا فقيركم بغنيكم، و لا تحجبوا حلائلكم عن أحبابكم إذ لا ردع الآن ولا حد ، ولا منع ولا تكليف ولا صد ، فخذوا حظكم من هذه الحياة فلا شيء بعد الممات.

وبعد انفضاض المؤتمر وتسرب أنبائه ثارت ثائرة رجال الدين والدولة في إيران فطلب الشاه من ولي عهده ناصر الدين وهو في تبريز أن يحضر الباب لمحاكمته فأقر الباب أمام العلماء بأنه جاء بدين جديد فوجه إليه العلماء هذا السؤال : ما النقص الذي رأيته في دين الإسلام وما الذي كملت به هذا النقص لو كان؟ فارتج الدعي ولم يجد شيئاً، فاستقر الرأي على وجوب قتله مرتداً بعد أن أطبق العلماء على كفره وردته.

ولما جاء وقت التنفيذ حمل الباب من سجنه ومعه أحد أتباعه لإعدامهما في أحد ميادين تبريز الذي كان مكتظاً بفئات كثيرة من الناس حضروا ليشاهدوا مصرع هذا الضال بيد أن القنصل الروسي استطاع أن يتصل بقائد الفرقة المكلفة بتنفيذ حكم الإعدام وأن يغريه برشوة كبرى ليحاول إنقاذ الباب. وشد هذا الباب إلى عمود طويل ومعه تابعه والناس يلعنونه ويستعجلون بالفتك به ن ووقف القنصل الروسي مشدوهاً بين هؤلاء وأطلق الجنود ثمانمائة رصاصة استقرت كلها في جسد تابعه المغرور غير واحدة من هذه الرصاصات فقد قطعت الحبل الذي ربط به الباب وحينما إنجاب الدخان الكثيف رأى الناس جسد التابع ممزقاً تحت العمود أما الباب فقد فر بعد أن قطعت الرصاص حبله . غير أن بعض الجند الذين كانوا يعرفونه ويجهلون قصد قائدهم قاموا بتمزيق جسده بالرصاص فانهار قنصل الروس وبكى من هول ما أصيب به. وقد تركت جثته في خندق طعاماً للوحوش بعد أن قام قنصل الروس بتصوير الجثة وقد بعث بالصورة إلى حكومته كما جاء في

كتاب الكواكب الدرية في تاريخ ظهور البابية والبهائية المطبوع في القاهرة سنة 1343هـ وهو لأحد البهائيين. وكان إعدام هذا الدعي يوم 28 من شعبان سنة 1266 هـ أو 1267هـ.

ثم قامت الحكومة بالتنكيل بأتباعه وأعدمت الكثير منهم ومن بينهم قرة العين.

من البابية إلى البهائية:

بعد أن قتل الباب حاول الروس اختيار شخص آخر من أتباعه ليكون خليفة له ويقول الجاسوس الروسي كنياز د الكوركي في مذكراته: فوصلني خبر قتله بطهران فقلت لميرزا حسين علي - البهاء - ونفر آخرين أن يثيروا الغوغاء بالضجيج والعجيج وقد تعصب نفر آخرون وأطلقوا الرصاص على الشاه ناصر الدين فلذلك قبضوا على كثيرين من الناس وكذلك قبضوا على حسين علي المازندراني وبعض آخر من الذين كانوا لي أصحاب السر فأنا حاميت عنهم وبألف مشقة أثبت أنهم ليسوا بمجرمين وشهد عمال السفارة وموظفوها حتى أنا بنفسي أن هؤلاء ليسوا بابيين فنجيناهم من الموت وسيرناهم إلى بغداد وقلت لميرزا حسين علي: اجعل أنت أخاك الميرزا يحيى وراء الستر وادعوه ( من يظهره الله ) فلا تدعه أن يكلم أحداً وكن أنت بنفسك متوليه وأعطيتهم مبلغاً كبيراً رجاء أن أعمل بذلك عملاً" ثم يقول :فألحقت به في بغداد زوجته وأولاده وأقرباءه كي لا يكون له هوى من خلفه. ثم يقول : فشكلوا في بغداد تشكيلات وجعلوا له كاتب وحي. وكان قسم من أعمال السفارة الروسية في طهران منحصراً في تهيئة الألواح وتنظيم أعمال البابية ثم يقول: والدولة الروسية كانت تقويهم وبنت لهم مأوى وسكناً ثم يقول: ورقباؤنا كانوا ساعين أن يفشو الألواح المتضادة المتناقضة التي كانت صادرة بيد كتابنا ثم يقول : وكل من كان في طهران يصير بهائياً كنا نعاونه ونساعده ولم يكن لأولئك البتة مأوى وملجأ سوانا.

بيد أن الخلاف بدأ يدب بين البابيين فصار جماعة منهم يتبعون حسين المازندراني وجماعة يتبعون أخاه يحيى وجماعة رفضوا أن ينصاعوا لأحد الرجلين وبدأ النزاع بين هذه الفرق الثلاث وتأكد لشاه إيران أن البابية رغم مقامهم في بغداد بعيدا عن حدوده ما زالوا يمثلون خطراً داهما على دولته فطلب من الحكومة العثمانية إخراجهم من العراق، فأصدرت أمرا بنفي حسين المازندراني وأخيه وأتباعهما إلى الآستانة سنة 1281هـ.

وتجمع هؤلاء في حديقة نجيب باشا والي بغداد استعداداً للرحيل فاستغل حسين المازندراني اجتماع هؤلاء وأعلن أنه الموعود الذي جاء الباب ليبشر به وأنه بهاء الله ، وان الغاية من ظهور الباب أنها كانت لإعداد الناس لقدوم بهاء الله ، وما أن وصل هؤلاء إلى الآستانة حتى طلب السفير الإيراني نقلهم إلى مكان بعيد عن العاصمة فنقلوا إلى أدرنة وفيها احتدم النزاع بين الأخوين فعرف أتباع يحيى بالأزليين إذ صار يحيى يلقب صبح الأزل وعرف أتباع حسين بالبهائيين إذ أطلق على نفسه لقب بهاء الله .

وحاول حسين القضاء على أخيه بدس السم له كما حاول قتله غيلة مما حدا بالحكومة إلى نفي يحيى إلى قبرص ونفي حسين إلى عكا في فلسطين وقد عمدت الحكومة العثمانية إلى إقامة عيون على كل واحد من الأخوين من أتباع الآخر.

وما أم وصل حسين إلى عكا واستمر في سجنها حوالي أربعة أشهر حتى امتدت الأيدي الماسونية والصهيونية لإمداده بالمال الوفير وتهيئته للدعوة لدينه الجديد وأطلق سراحه من السجن وما أن خرج من السجن حتى دبّر مؤامرة لأتباع أخيه فأبادهم ليلاً بالحراب والسواطير مما حمل الحكومة على اعتقال البهائيين في أحد معسكرات عكا. ولم يمض طويل زمن جميل كما وضع أتباعه في منزل آخر وأذن لأتباعه ولغيرهم في زيارته والتحدث إليه.

النحلة الجديدة

بدأ حسين المازندراني بدعوى أنه وصي الباب ثم زعم أنه المسبح قد نزل ثم ادعى لنفسه النبوة ثم زاد في تبجحه وادعى إنه إله السموات والأرض زاعماً أن الحقيقة الإلهية لم تنل كمالها الأعظم إلا بتجسدها فيه . وقد أمدته الصهيونية بلقب بهاء الله الموجود في المزامير إذ قد ردد فيها ( أن السموات تحكي عن بهاء الله ) فزعم أو زعموا له أنه هو هذا البهاء وأنه مظهر الله الأكمل وأنه موعود كل الأزمنة ومجيئه الساعة الكبرى وقيامه القيامة والانتماء إليه هو الجنة ومخالفته هي النار وقد أخذ ينسخ من البابية ما لا يوافق هواه.

وبدأ يجمع كتباً يعارض بها كتاب الله ويؤسس فيها نحلته الفاجرة فألف الإتقان والإشتراقات ومجموعة الألواح والأقدس المطبوع ببغداد لأول مرة عام 1349هـ ويقع في 52 صفحة بالقطع المتوسط والذي هو أهم كتاب عندهم وهو في نظرهم أقدس من جميع الكتب المقدسة وقد حشاه بالآراء المضطربة والأقوال المتناقضة ، ولم يخرج في جملته عن مثل ضلالات شيخه الباب، وإن كان نسخ جملة منها ويقول في الفقرة 275 ص26 : " إنا أخبرنا الكل بأن لا يعادل بكلمة منك ما نزل في البيان إنك أنت المقتدر على ما تشاء".

هلاك حسين المازندراني

وقد استمر حسين المازندراني هذا في نشر افتراءاته وإشاعة أراجيفه بواسطة المؤسسات الماسونية ودعاة الصهيونية العالمية التي اتخذته مطية لقضاء مآربها وتحقيق أهدافها إلى أن أنهكته الحمى فهلك في اليوم الثاني من شهر ذي القعدة سنة 1309هـ الموافق مايو 1892هـ بعد أن عمل على تمهيد الطريق لأكبر أولاده الذي سماه (عبد البهاء) عباس . إذ حاول قبيل هلاكه أن يجمع وصف الألوهية له ولولده هذا إذ كتب له يقول: من الله العزيز الحكيم إلى الله اللطيف الخبير" كما كان يلقبه بالفرع العظيم المتشعب من الأصل القديم. وقد ترك وراءه من زوجتيه أربعة أبناء وثلاث بنات.

تنازع الإخوة على الرئاسة

عندما أعلن عباس (عبد البهاء) أنه وصي أبيه نازعه أخوه محمد علي وانضم إليه بقية إخوانه غير أنه استطاع أن يستأثر بالأمر دونهم.

وقد كان عباس هذا أشد مكراً من أبيه وأعرق في الخبث والدهاء فأخذ يضم إلى ضلالات أبيه ضلالات أخرى وأخذ يتزلف إلى كل أعداء الإسلام في الأرض فقرر بنوة عيسى عليه السلام لله عز وجل وأعلن إيمانه بألوهية المسيح وصلبه مما قد نفاه الله عز وجل وفي ذلك يقول في مفاوضات عبد البهاء ص 102: ولما أشرقت كلمة الله من أوج الجلال بحكمة الحق المتعال في عالم الجسد اعتدى عليها في الجسد إذ وقعت في أيدي اليهود أسيرة لكل ظلوم وجهول وانتهى الأمر بالصلب. ويقول في"مكاتيب عبد البهاء ص13: وفي كور المسيح الأب والابن والواسطة روح القدس.

وادعى أن البهائي يجمع بين جميع الديانات فهو يقول في " خطابات عبد البهاء ص99: اعلم أن الملكوت ليس خاصاً بجمعية مخصوصة فإنك يمكن أن تكون بهائياً مسيحياً وبهائياً ماسونياً وبهائياً يهودياً وبهائياً مسلماً.

وقد أخذ عبد البهاء يدعو إلى التجمع الصهيوني ويحقق الغرض الذي من أجله أسست البهائية: وهو تغيير دين الإسلام والعمل على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وفي ذلك يقول في مفاوضات عبد البهاء ص59 : وفي زمان ذلك الغصن الممتاز وفي تلك الدورة سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة وتكون أمة اليهود التي تفرقت في الشرق والغرب والجنوب والشمال مجتمعة .ثم يقول: فانظروا الآن تأتي طوائف اليهود إلى الأرض المقدسة ويمتلكون الأراضي والقرى ويسكنون فيها ويزدادون تدريجياً إلى أن تصير فلسطين جميعاً وطناً لهم.

وقد ذكر فريد وجدي في دائرة معارف القرن العشرين (الرابع عشر) الهجري في الجزء الثاني ص377 أن بعض دعاة البهائية فسر الفقرة الثانية من الإصحاح الثالث الثلاثين من سفر التثنية التي تقول : جاء الرب من سينا وأشرق من ساعير وتلألأ من جبل فاران" فقال : فهذه الآية المباركة تدل دلالة واضحة أن بين يدي الساعة وقدام مجيء القيامة لابد من أن يتجلى الله على الخلق أربع مرات ويظهر أربع ظهورات حتى يكمل بني إسرائيل وينتهي أمرهم إلى الرب الجليل فيجتمع شتيتهم من أقصى البلاد ويدفع عنهم كل العباد ويسكنهم في الأرض المقدسة ويرجع موازينهم القديمة.

وقد استمر هذا الأفاك في نشر ضلالاته وضلالات أبيه حتى أهلكه الله في يوم الاثنين السادس من ربيع الأول سنة 1340 هـ عن ثمان وسبعين سنة بعد أن عهد إلى المدعو شوقي ابن بنته ضيائية نكاية في أخيه محمد علي الذي استمر مناوئاً له إلى آخر رمق منه.

وقد حاول هؤلاء المجرمون نسخ الإسلام في كل شيء ولقد حملتهم هذه العداوة لدين الله أن حاربوا هديه حتى في عدة الشهور التي أطبق عليها بنوا البشر. فاخترعوا لأنفسهم تاريخاً جعلوا مبدأه يوم إعلان دعوة الباب وهو 5 من جمادى الأول سنة 1260هـ وجعلوا أشهر السنة تسعة عشر شهراً واخترعوا لهذه الشهور أسماء من وحي خيالهم ولبهم: وهي:

البهاء - الجمال - العظمة - النور - الرحمة - الكلمات - الأسماء - الكمال - العزة - المشيئة - العلم - القدر - القول - المسائل - الشرف - السلطان - الملك - العلا .

وهكذا حملتهم مصادفة بلوغ عدد جماعتهم عند إعلان دعوتهم تسعة عشر مرتداً أن جعلوا الشهور تسعة عشر شهراً والمهر تسعة عشر مثقالاً والزكاة تسعة عشر في المائة والصيام تسعة عشر يوماً إلى غير ذلك مما أسسوا به ديانة المصادفات.

هذه لمحة موجزة تلقي ضوءاً كاشفاً على هذا المذهب الهدام ولا نحب أن نقارن هنا بين تعاليم الإسلام التي ما تركت باباً تلج منه الإنسانية إلى أسباب سعادتها إلا دلت عليه وأمرت به وأوضحت سبيله ورسمت منهجه.ولا تركت باباً يدخل على الإنسانية منه شر إلا حذرت منه ونهت عنه.

لا نحب أن نقارن بين الإسلام دين الفطرة والعقل والعلم والنظام والرحمة والعدل وأحسن مناهج السلوك في سائر صنوف المعاملات .لانحب أن نقارن بين دين الله وبين هذه التلفيقات الهدامة والتضليلات المارقة والخرافات الباطلة لأن المثل يقول :

ألم ترَ أن السيـف ينقـص قدره
إذا قيل هذا السيف أمضى من العصا

ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار يثبت الله للذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء.

من أقوال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله متى الساعة". قال: "وما أعددت للساعة". قال: "حب الله ورسوله". قال: "فإنك مع من أحببت". قال أنس: "فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فإنك مع من أحببت". قال أنس: "فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم".

رواه مسلم

سلطان المجايري
13/04/2007, 06:17 PM
بعض ما كتبه الغير عن الدين البهائي (وتعليقنا عليه) :


* الدين البهائي هو فرقة من فرق الإسلام الضالة ( او .. فرقة من فرق الشيعة الضالة )

ان جذور الدين البهائي هي حقا نبعت من تربة المجتمع الاسلامي الذي ترعرع فيه مؤسسها حضرة بهاء الله ومن قبله حضرة الباب الذي كان قد جاء ليبشر بقدومه وكلاهما نشئا في دولة ايران. والحالة هنا تشابه علاقة الديانة المسيحية بالديانة اليهودية بالضبط و كما ان المسيحية هي ليست من فرق اليهود فإن الدين البهائي هو دين مستقل تماما ولا تربطه بباقي الأديان سوى ان جميع هذه الاديان هي من منبع واحد و جائت كلها لتآخي بين البشر وينظر اليها البهائيون كدين الهي واحد بـُسطت حقائقه تدريجيا عبر العصور . والبهائيون يحبون و يعظمون جميع هذه الأديان وكتبها ورسلها ومن جملتهم الرسول محمد (ص) ويحترمون عائلته واصحابه كما يحترم المسلمون رسل باقي الأديان ومن جملتهم حضرة السيد المسيح (ع) و والدته مريم العذراء والحواريون من اصحابه . ولكن البهائيون كانوا ولا زالوا و منذ بدايات دينهم يؤمنون باستقلاليته و شاركتهم المحاكم الفقهية المصرية منذ سنة 1925 بان الدين البهائي هو منفصل عن الإسلام وليس من فرقه .


* البهائيون هم مسلمون مرتدون ويحق فيهم حكم الردة

ان الأغلبية الكبرى من اتباع الدين البهائي في انحاء العالم في مايزيد عن 235 دولة وقطر، ويمثلون أكثر من 2300 جنسا من اجناس الكرة الأرضية ، آمنوا به بعد ان كانوا من اصحاب ديانات ليس لها اية علاقة بالإسلام . والسبب الأول لهذا هو ان الدين البهائي لا ينعم بحرية نشر تعاليمه في أغلب البلدان الإسلامية وبسبب المعارضة الشديدة له من قبل الحكومات والهيئات الدينية في هذه الدول منذ نشأته في منتصف القرن التاسع عشر .

وحتى الأجيال الحالية من البهائيين المتواجدين في البلدان الإسلامية هم مولدون لأبوين بهائيين ولم يكونوا يوما من أتباع الديانة الإسلامية .. ولكن مع هذا فكل من آمن بالدين البهائي بعد ان كان من اتباع ديانات اخرى لا علاقة لها مطلقا بالإسلام ، صار يحترم ويؤمن بأحقية الإسلام وصار يعظـّم رسوله و كتابه بعد ان كان هو وكل اجداده من مئات والوف السنين لا يعترفون به بل ينكروه ويحاربوه . فهل من المعقول ان يحق في هؤلاء حكم المرتدين مجرد لأنهم الآن فقط أصبحوا يحبون الإسلام والرسول والقرآن بعد أن علـّمهم الدين البهائي وفرض عليهم هذا الحب والتعظيم واستوجبه عليهم ؟


* الدين البهائي هو نحلة أو جماعة دينية مارقة من النوع الذي يسمى (cult) باللغة الانجليزية

ان لمثل هذه النحلات والطوائف التي تتسمى باسم الدين صفات مميزة لا توجد في الدين البهائي . فنرى مثلا ان الدين البهائي ليس له من يسمون رجال دين مثل القساوسة أو الملالي أو الشيوخ أو اي نوع آخر من رؤساء الأديان . ولا يحمل اي فرد من اتباعه مكانة دينية تميزه عن باقي البهائيين في العالم أو تعطيه رتبة أو صلاحية أو سلطة فردية أو شخصية ساحرة يتجمع حولها الناس . وكان حضرة بهاء الله قد عين ابنه الأرشد حضرة عبد البهاء مركزا لعهده ومفسرا لتعاليمه ومن بعده عين عبد البهاء حفيده شوقي افندي لولاية أمر الدين البهائي بمساعدة الهيئات الإدارية المنتخبة ولكن بعد وفاة شوقي افندي في 1957 اقتصرت إدارة الجتمعات البهائية على الهيئات المنتخبة على النطاق المحلي والاقليمي والعالمي والتي يتم انتخابها من قبل كل البهائيين التي يزيد عمرهم على 21 سنة بدون اية ترشيحات او حملات دعاية ومهمة هذه الهيئات (وتسمى بالمحافل الروحية) هي مهمة خدمة و ادارة شؤون المجتمع لحين الانتخابات التي تليها في السنة اللاحقة .

والدين البهائي ليس فيه اية طقوس او ممارسات سرية ، وكتبه مفتوحة للجميع ومتوفرة في المكتبات العامة وكذلك على الانترنت . أما التبرعات المالية فهي تقتصر على اتباع الدين البهائي ولا تقبل اية تبرعات من غير البهائيين وكلها تكون بكل حرية وبدون طلب مباشر من الأفراد وبدون علم اي احد بالكمية التي يتبرع بها اي شخص آخر. ونرى إذا ان الدين البهائي لا يشترك مع مثل هذه النحل بأي من مميزاتها أو صفاتها.



* البهائيون عملاء لــ ( روسيا / بريطانيا / اسرائيل .... ) وباقي قوات الإستعمار في العالم

لو تتبعنا تاريخ البهائية لوجدنا ان كل عقدين أو ثلاثة أو أكثر قليلا ظهرت اتهامات جديدة عن عمالتهم وتعاونهم مع العدو الجديد لدول الشرق الأوسط في تلك الآونة .

فعندما كانت عيون روسيا القيصرية تحلم بخيرات بحر قزوين انتشرت الأقاويل عن تعاون البهائيين مع الروس وجواسيسهم وعندما كان حضرة بهاء الله سجينا في سجن النقرة السوداء في طهران وكانت عائلته في قلق شديد على مصيره كان زوج أحدى اقاربه يشتغل كاتبا في احدى القنصليات الروسية و ابتغى ان يتوسط القنصل في إطلاق سراحه وبعد ان اطلق سراحه بعد اربعة اشهر رفض بهاء الله عرض الحكومة الروسية في استضافته هناك واختار النفي الى بغداد .

أما خلال مجاعات الحرب العالمية الأولى في سوريا و فلسطين فكان حضرة عبد البهاء (الأبن الأرشد لبهاء الله ) يوزع الحبوب من الحنطة والشعير وغيرها التي كان قد زرعها في أرض اشتراها في بداية القرن العشرين على سكان قرى و مناطق المجاعة . وعندما جائت الجيوش البريطانية في أواخر الحرب و طردت الأتراك من فلسطين وباقي مناطق الهلال الخصيب ، رحب بها أهالي المنطقة و أحتفوا بها و أعتبروها محررة لهم من ظلم الاتراك . وبعد الحرب قرر البريطانيون منح عبد البهاء وسام ولقب سير لخدماته الإنسانية اثناء الحرب والمجاعات ولم يرغب حضرته اهانتهم في رفض الوسام واللقب إلا انه لم يستعمله يوما في حياته ولم يكن في اي حاجة لألقاب دنيوية .

أما عن العلاقة مع دولة اسرائيل فالإتهامات مبنية على وجود بعض المقامات المقدسة البهائية في مدينتي حيفا و عكاء كضريح حضرة الباب و ضريح حضرة بهاء الله ووجود الهيئات الإدارية هناك. ويهمل أصحاب هذه الإتهامات أن يذكروا ان سبب تواجد هذه المقامات هناك هو نفي حضرة بهاء الله الى سجن عكاء من قبل الدولتين القاجارية والعثمانية في سنة 1868 م .أي ثمانين عاما قبل تأسيس دولة اسرائيل . وتوفى حضرة بهاء الله سنة 1892 م . في احدى ضواحي عكاء و دفن فيها وشيد ضريحه هناك .



* البهائيون لا يؤمنون بالحياة بعد الموت أو بالجنة والنار أو بالملائكة والجن

بينما نجد القليل جدا عن الروح والحياة بعد الموت في الكتب السماوية التي سبقت الدين البهائي نرى ان هناك مئات الصفحات في كتابات حضرة بهاء الله و تفسيرات عبد البهاء عن الحياة الأبدية للروح وترقيها في عوالم الله عزوجل .والبهائيون يؤمنون ايضا بالجنة والنار ولو انهم لا يعتقدون بأن لهما مكانا جغرافيا بل يرونهما كحالتي تـَقرُب الروح من الله أو ابتعادها عنه بما سلكت في هذه الحياة الدنيا وبما قدمت ايديها .

ولا ينكر البهائيون وجود الشر و مظاهره و آثاره في العالم ولكنهم لا ينظرون اليه كقوة ايجابية فعالة بنفسها بل يشبهوه بالظلام الذي هو عبارة عن غياب النور وليس له وجود بنفسه فمن الممكن ان يتبدى الظلام بالنور مثلا بإشعال شمعة ولايمكن للظلام ان يحدث إلا بعد غياب النور وما الشر إلا غياب الخير وممكن ان يتبدى برجوعه .

ولا ينفي البهائيون الملائكة أو الجن بل ان الكتب البهائية تتحدث عن عوالم الله التي لا نهاية لها ولايعرفها احد سواه وهو سبحانه وحده يعلم من يسكنها من خلائقه سواء كانت مخلوقات جسدية أم روحية ولكن في بعض التفاسير ينظر البهائيون الى الشيطان ويفسرون ما جاء في ذكره في الكتب السماوية بأنه كناية عن النفس النارية أو النفس الأمارة أو الطبيعة الإنسانية الدنيا التي تحثنا على الدوام على العصيان والتمرد ونسيان الله وعدم اتباع تعاليمه ويرى البهائيون الحياة اليومية بمثابة جهاد مستمر دائم للسمو فوق النفس الأمارة الذي لن يتم سوى بالعياذ بالله وطلب العون منه والدعاء المستمر واقامة الصلاة واتباع باقي الأوامر الإلهية وبالنزاهة والعفة .



* البهائيون يحرمون ذكر الله والدعاء في الأماكن العامة

انتقد البعض الدين البهائي بمثل هذا استدلالا ّ بهذه الآية من الكتاب الأقدس وهو كتاب الأحكام في الدين البهائي :
" ليس لاحد ان يحرّك لسانه امام النّاس اذ يمشي في الطّرق والاسواق .."
ولكن عندما نقرأ تكملة الآية نجد ان المغزى هو ابداء الخشوع والإحترام بما تستحقه الكلمات الإلهية ونهي الناس عن المبالغة في التظاهر الزائف بالتدين والورع بتلاوة الآيات والدمدمة حين المشي في الشوارع . وبالعكس فأن التعاليم البهائية تؤكد على ضرورة وأهمية ذكر الله والتعبد في كل الأوقات لأن الصلاة ومناجات الخالق هي غذاء الروح تحتاجه على الدوام كما يحتاج الجسد الى الغذاء المادي كل يوم . أما تكملة الآية المذكورة فهي كما يلي :
" ليس لاحد ان يحرّك لسانه امام النّاس اذ يمشي في الطّرق والاسواق بل ينبغي لمن اراد الذّكر ان يذكر في مقام بني لذكر الله او في بيته هذا اقرب بالخلوص والتّقوى"


*دين يقلل من اهمية المشاعر والعواطف الوطنية بحجة محبة العالم (ويتسبب عن ذلك عدم الدفاع عن الوطن)

لم يكن في اي وقت أن تـَسببَ حب الابوين والاخوان والخوات في ان يتردد المرئ في ان يحب باقي الأقارب والخلان وفي الوقت نفسه لا يتطلب حب الاقارب ان تضعف محبة الوالدين والاخوان فالمحبة لا تنضب بالتطبيق الفعلي وكأنها من بئر ضحل بل هي من معين دافق كلما سمح له بالجريان كلما زاد ماؤه وكذلك نرى في مـَثل البناء فهل من المعقول اننا إذا ازدنا في الأساس من ابعاد العمق والعرض ان يتسبب ذلك في ضعف البنيان ؟ ألم يأمرنا الله بأن نتعاون مع بعضنا وخلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف أم كان ذلك (ولله الغفران) لكي نقاتل بعضنا البعض؟ ولو نظرنا الى كيف ان كل دين عندما تلى الذي سبقه وسّع دائرة المحبة ، لرئينا ان حب العالم هو المرحلة الطبيعية للوقت الراهن فقد شددت التوراة على إطاعة وحب الوالدين وجاء عيسى (ع) ليأمرنا بحب الجار وجاء سيدنا محمد (ص) ليقول لنا ان حب الوطن من الإيمان . فهل كانت دعوته (ص) لحب الوطن سببا لضعف قريش واحتلال باقي قبائل العرب لها وانتهاكهم لحرمتها ؟ والآن يدعونا حضرة بهاء الله لحب العالم ولا يطلب منا ان نقلل من حبنا لاوطاننا ولكن حبنا هذا لأوطاننا لا ينبغي ان يكون مانعا لحبنا باقي العالم فقد جاء الدين البهائي لإزالة كل العوائق والموانع التي حالت بين وحدتنا كسكان كرة ارضية واحدة وابناء آدم واحد ، والحدود الجغرافية هي ليست سوى عائق واحد ضمن عدة ، فقد دعا حضرة بهاء الله الى إزالة عائق التعصب العنصري و عوائق التعصبات المبنية على مقدار الغنى والفقر أو مستوى الثقافة أو اصالة العرق والنسل وكل ما ادى عبر العصور للتفرقة وسوء الضن والكراهية.



* البهائيون يحرمون الجهاد مما يسمح المجال للدول الغاصبة ان تعتدي على دول العالم الإسلامي

من الممكن ان يكون لهذا الموضوع اكثر من بـُعدٍ واحد يمكن التعليق عليه فإذا نظرنا الى الجهاد كإحدى الطرق في نشر الدين فان حضرة بهاء الله يوصي اتباعه من البهائيين ان ينشروا الدين بالكلمة الطيبة والأخلاق المرضية والأعمال الحسنة بدل السلاح وذلك لأن تأثيرها في القلوب أمضى ، ولأن هذا ما يلائم هذا العصر الذي نعيش فيه اليوم . ولا يعني هذا بالبتة بان طريقة نشر الأديان السابقة لم تكن مثالية لأوانها بل بالعكس وخاصة لان ذلك كان بأمر الله ،ولكن لكل عصر ولكل آن مايلائمه . أما عن البـُعد الثاني وهو الدفاع على النفس ، فمع ان الدين البهائي يـُحرّم حمل السلاح للأفراد وهو مثل باقي الأديان يـُحرّم القتل وهناك آيات تنص على "ان تـُقتلوا خير لكم من ان تـَقتلوا" فإنه لا ينهى عن الدفاع على النفس . والنص في الكتاب الأقدس عن تحريم حمل السلاح هو: "حرم عليكم حمل الات الحرب الا حين الضرورة" ويدعو حضرة بهاء الله الأمم جميعها (وليس بعضها فقط) الى الوئام وإصلاح ذات البين و نزع السلاح أو الحد منه الى قدر كاف لحفظ الأمن لكي ترفع مصاريف الحرب الباهضة عن عاتق الشعوب ، ولكنه في الوقت نفسه يؤكد على اتحاد الأمم في عقاب المتعدي :
" يا معشر الملوك انا نراكم في كل سنة تزدادون مصارفكم و تحملونها علي الرعية ان هذا الا ظلم عظيم اتقوا زفرات المظلوم و عبراته و لا تحملواعلي الرعية فوق طاقتهم.... ان اصلحوا ذات بينكم اذا لا تحتاجون بكثرة العساكر و مهماتهم الا علي قدر تحفظون به ممالكم و بلدانكم اياكم ان تدعوا ما نصحتم به من لدن عليم امين. ان اتحدوا يا معشر الملوك به تسكن ارياح الاختلاف بينكم و تستريح الرعية و من حولكم ان انتم من العارفين ان قام احد منكم علي الاخر قوموا عليه ان هذا الا عدل مبين ..."
فهنا نجد ان الدين البهائي كان اول من يدعوا الى مبدأ الأمن الجماعي للأمم ، والبهائيون يسكنون في أكثر من 235 دولة في العالم و إن كانوا يدعون الى النزع العام للسلاح فإنهم يدعون الى ذلك اينما حلوا ولا يدعون الى ان تكون اية دولة اقوى من الدول الأخرى .

أما عن أخذنا تعريف الجهاد بأنه الجهاد على النفس الأمارة فإن تعاليم الدين البهائي كلها تدعوا الى ذلك في كل لحظة من العمر وماعلى الباحث إلا ان يقرأ ايا من الكتب البهائية ليطلع على هذا.

ومع كل ماسبق ذكره فمن المهم هنا ان نذكر ايضا ونعيد بأن الأحكام البهائية هي للبهائيين ولا يقول البهائيون ان على باقي سكان العالم ان يتركوا الجهاد أو ان ينشروا دياناتهم على الطريقة البهائية .


* الدين البهائي يدعو الى لغة عالمية ليضعضع وحدة الأمة ويقلل من شأن لغة القرآن

وحدة العالم الإنساني هي من مبادئ الدين البهائي ولكن يفسرها حضرة عبد البهاء بأنها وحدة تعددية كوحدة الزهور المختلفة في الحديقة ، كلها متحدة في مشاركتها الماء والتربة والهواء وضياء الشمس ورعاية الفلاح ولكن اختلاف الوانها واشكالها وعطرها هو بذاته ما يزيد من خلابيتها وجذابيتها ولا يدعو الدين البهائي ان يتخلى الناس عن مميزاتهم التراثية والحضارية ولكنه يدعوهم كما دعاهم القرآن الكريم ان يتعارفوا . ومن اجل ان يشعر الأنسان وكأنه في بيته وبلده اينما رحل واينما حل ولأجل التفاهم وتجنب الأختلاف وسوء الفهم ، دعا حضرة بهاء الله ملوك ورؤساء العالم وحكامه ان يتشاوروا وينتصحوا فيما بينهم ويختاروا لغة ثانوية يتعلمها الأطفال في جميع انحاء العالم لهذا الغرض ولكي لا يضيعوا اعمارهم في تعلم عدة لغات هذه للدراسة في ذلك البلد وتلك للتجارة مع البلد الآخر واخرى لغرض ثالث ... .ونرى الآن انه بالفعل بدأ الناس بالتداول فيما بينهم على الاكثربلغات قليلة من لغات العالم بسبب الأختلاط الشديد والتبادل التجاري والعلمي وغيره ، فنراهم مثلا يستعملون اللغة الانجليزية في اكثر المعاملات الدولية ولكننا لا نعلم اية لغة سيستقر عليها العالم في المستقبل .

ومن جملة بيانات حضرة بهاء الله في هذا الصدد ، يتفضل في الكتاب الأقدس:
" يا اهل المجالس في البلاد اختاروا لغة من اللّغات ليتكلّم بها من على الارض وكذلك من الخطوط ان الله يبيّن لكم ما ينفعكم ويغنيكم عن دونكم انّه لهو الفضّال العليم الخبير هذا سبب الاتّحاد لو انتم تعلمون والعلّة الكبرى للاتّفاق والتّمدّن لو انتم تشعرون "
وهذه اللغة الثانوية يمكن ان تكون واحدة من اللغات المتداولة أو لغة جديدة يتفق عليها اهل العالم ولو ان حضرة بهاء الله كان قد فضل اللسان العربي بما وصفه بأنه "افصح وابسط* واوسع" [من غيره من الألسن] وبأن باقي اللغات محدودة نسبة باللغة العربية إلا انه لم يصّر عليها وترك الخيار لأهل العالم (عن طريق ممثليهم).



* البسط من السعة والإنتشار والعرض

سلطان المجايري
13/04/2007, 06:21 PM
وإنما الوجه الذي رأيته، لا أنساه ولا يمكنني وصفه، مع تلك العيون البرّاقة النافذة التي تقرأ روح الشخص. وتعلو جبينه الوَضّاح العريض القدرة والجلال... فلم أك إذ ذاك في حاجة للسؤال عن الشخص الذي امتثلت في حضوره، ووجدت نفسي منحنياً أمام من هو محطّ الولاء والمحبة التي يحسده عليهما الملوك، وتتحسر لنوالهما عبثاً الأباطرة!"(١)

بهذه الكلمات وصف المستشرق إِدوارد غِرانفيل براون، الأستاذ بجامعة كمبريدج، حضرة بهاء الله حين تشرف بزيارة حضرته عام ١٨٩٠ في سجن عكا في فلسطين. وكان حضرة بهاء الله حينها رهين السجن طال نفيه عن وطنه لمدة قاربت الأربعين عاماً، وكانت رسالته آنذاك يحيط بها الغموض بسبب القيود المفروضة عليها، والدعوات المغرضة التي يطلقها أعداؤها. أما اليوم فيعترف الملايين من أتباعه المؤمنين في أرجاء العالم كافة بأنه صاحب الرسالة الإلهيّة لهذا العصر والمربّي الرّوحي لأهل هذا الزمان. ويعتقد البهائيون أنَّ الله سبحانه وتعالى يبعث برسله في فترات مختلفة من التاريخ فيؤسّس هؤلاء، كما فعل موسى وإبراهيم وعيسى ومحمد وكرشنا وبوذا عليهم السلام، أَديانَ العالم ونظمه الروحية. إنّه الخالق الودود يبعث برسله الينا كي نتمكن من التعرف عليه والتعبد لديه بحيث نتمكن من بناء حضارة إِنسانية دائمة التقدم فيما تحقّقه من انجازات عظيمة.

إِنَّ مقام رسل الله ومظاهر أمره مقامٌ فريد متميّز في عالم الخلق. فرسل الله ومظاهر قدرته يتمتعون بطبيعة ثنائية إِنسانيّة وإلهيّة في آن معاً دون أنْ يكونوا في مقام الله سبحانه وتعالى، وهو الخالق المنزّه عن الادراك. وفي هذا المجال كتب حضرة بهاء الله في وصف الله سبحانه وتعالى ما يلي:

"إنَّه لم يزل ولا يزال كان متوحّداً في ذاته ومتفرّداً في صفاته وواحداً في أفعاله وإنَّ الشبيهَ وَصْفُ خلقه والشريكَ نعتُ عباده، سبحان نفسه من أَنْ يوصف بوصف خلقه، وإنَّه كان وحده في علوّ الارتفاع وسموّ الامتناع ولن يَطِرْ إلى هواء قدس عرفانه أطيار أفئدة العالمين مجموعاً، وإنَّه قد خلق الممكنات وذَرَأ الموجودات بكلمة أمره."(٢)

إِضافةً إلى ذلك يوجّه حضرة بهاء الله هذا الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى فيقول:

"سبحانك سبحانك من أنْ يقاس أمرك بأمر أو يرجع اليه الأمثال أو يُعرف بالمقال، لم تزل كنت وما كان معك من شيء ولا تزال تكون بمثل ما كنت في علوّ ذاتك وسموّ جلالك، فلما أردتَ عرفان نفسك أَظهرتَ مظهراً من مظاهر أمرك وجعلته آية ظهورك بين بريّتك ومظهر غيبك بين خلقك..."(٣)

وفي شرحه للعلاقة القائمة بين المظهر الإلهي والخالق السماوي استخدم حضرة بهاء الله مَثَل المِرآة، فالمِرآة تعكس نور الشمس، تماماً كما تعكس المظاهر الإلهيّة نور الله، وكما أنّه لا يمكن مقارنة الشمس بالمِرآة، كذلك لا يمكن مقارنة المظهر الإلهي بالحقيقة الإلهيّة:

"إنَّ هذه المرايا القُدُسية... كلّها تحكي عن شمس الوجود تلك، وذلك الجوهر المقصود، فَعِلْمُ هؤلاء مثلاً من علمه هو، وقدرتهم من قدرته، وسلْطنتهم من سلْطنته، وجمالهم من جماله..."(٤)

إنَّ رسالة حضرة بهاء الله لهذا العصر هي في الأَساس رسالة العدل والوحدة والاتّحاد، فقد كتب يقول: "أحبُّ الأشياء عندي الإنصاف،"(٥) وكرّر القول في موضعين آخرين بأن "العالم وطن واحد والبشر سكّانه"(٦) وبأنَّه "لا يمكن تحقيق إصلاح العالم واستتباب أمنه واطمئنانه إلاّ بعد ترسيخ دعائم الاتِّحاد والاتِّفَاقِ."(٧) هذا ما وصفه الرّحمن من دواء ناجع لشفاء علل العالم.

ورغم أنَّ مثل هذه التصريحات والبيانات أَصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ مما يفكّر به عموم الناس، فَلَنا أنْ نتصور كيف باغتت هذه الآراء والأفكار شخصاً مثل إِدوارد غِرانفيل براون حين وجّه اليه حضرة بهاء الله هذه الكلمات في تصريحه الرائع حيث قال:

"الحمد لله إذ وصلتَ... جئتَ لترى مسجوناً ومنفيّاً... نحن لا نريد إلاّ إصلاحَ العالم وسعادة الأمم، وهم مع ذلك يعتبروننا مثيرين للفتنة والعصيان، ومستحقين للحبس والنفي... فأي ضرر في أنْ يتّحد العالم على دين واحد وأنْ يكون الجميع إخواناً، وأن تُستَحكَم روابط المحبّة والاتحاد بين بني البشر، وأنْ تزول الاختلافات الدينية وتُمحى الفروق العِرقية؟ ...ولا بدّ من حصول هذا كلّه، فستنقضي هذه الحروب المدمرة والمشاحنات العقيمة وسيأتي الصلح الأعظم..."(٨)


وُلد حضرة بهاء الله في بلاد فارس في القرن التاسع عشر في أسرة عريقة مرموقة الجانب، وكان من البديهي أنْ يجد نفسه في بُحبوحة من العيش وقسط وافر من الثراء. إلاّ أنّه ومنذ زمن مبكّر لم يُبدِ اهتماماً بالسير على خُطى والده والدخول إلى بلاط الشاه، مُؤثِراً أن يصرف جُلّ وقته وإمكاناته في رعاية الفقراء والحدب عليهم. وفيما بعد سُجن حضرة بهاء الله وتم نفيه نتيجة اعترافه بدين حضرة الباب الذي قام يبشّر بدعوته عام ١٨٤٤ في بلاد فارس، وهو الذي كان مُقدّراً له أنْ يحقّق ما جاء به الإسلام من الوعود والنبوءات.

أشار حضرة الباب في آثاره إلى قرب مجيء الموعود الذي بشّرتْ به الأديان العالمية كلّها، فكان أنْ أعلن حضرة بهاء الله بأنَّه ذلك الموعود المنتظر، فخصّ العصر الذي شهد مجيء رسالته بهذا التمجيد والثناء: "إن هذا اليوم هو سلطان الأيّام جميعها، إنّه يوم ظهر فيه محبوب العالم، ومقصود العالمين منذ أزل الآزال."(٩) وفي مناسبة أخرى يضيف قائلاً: "قل إنيّ أنا المذكور بلسان الإشعيا وزُيّنَ باسمي التوراة والإنجيل."(١٠) أمّا في حقّ نفسه فقد صرح مؤكدا: "إنَّ قلم القدس قد كتب على جبيني الأبيض بنور مبين أنْ يا ملأ الأرض وسكان السماء هذا لهو محبوبكم بالحقّ وهو الذي ما رأت عين الإبداع شبهه والذي بجماله قرّت عين الله الآمر المقتدر العزيز."(١١)

وأَما بخصوص رسالته فقد قال:

"فلمّا انقلبت الأكوان وأهلها والأرض وما عليها كادت أَنْ تنقطع نسمات اسمك السبحان عن الأشطار وتَركُد أرياح رحمتك عن الأقطار. أقمتَني بقدرتك بين عبادك وأمرتني باظهار سلطنتك بين بريّتك. قمتُ بحولك وقوّتك بين خلقك وناديتُ الكلّ إلى نفسك، وبشّرتُ كلَّ العباد بألطافك ومواهبك ودعوتُهم إلى هذا البحر الذي كلُّ قطرة منه تنادي بأعلى النداء بين الأرض والسماء بأنه محيي العالمين ومُبعِثُ العالمين ومعبود العالمين ومحبوب العارفين ومقصود المقرَّبين."(١٢)

وعَرَفَ حضرة بهاء الله أول ما عرف تباشير الظهور الإلهي أثناء الفترة الأولى في السجن، فوصف تجربته تلك بهذه الكلمات:

"وبالرّغم من أنّ النوم كان عزيز المنال من وَطْأة السلاسل والروائح المنتنة حين كنت رهين سجن أرض الطاء [طهران] إلاّ أَنَّني كنت في هَجَعاتي اليسيرة أُحسّ كأنّ شيئاً يتدفق من أعلى رأسي وينحدر على صدري كأنّه النهر العظيم ينحدر من قُلَّة جبل باذخ رفيع إلى الأرض فتلتهب جميع الأعضاء. في ذلك الحين كان اللّسان يرتّل ما لا يقوى على الإصغاء إليه أحد."(١٣)

وخلال السنوات الطويلة التي قضاها في السجن أنزل حضرة بهاء الله من الآيات الإلهيّة ما يقع في أكثر من مائة سِفْرٍ مجلّد. فأفاض علينا قلمه المبارك مجموعة من الألواح والبيانات احتوت الكتابات الصوفية، والتعاليم الاجتماعية والأخلاقية، والأوامر والأحكام، بالإضافة إلى إعلانٍ واضح صريح لا لبس فيه عن رسالته وَجَّهَه إلى الملوك ورؤساء الدول وحكامها في العالم، بمن فيهم نابليون الثالث، والملكة فكتوريا، والبابا بيوس التاسع، والشاه الفارسي، والقيصر الألماني ويلهلم الأول، والامبراطور فرانسس جوزيف النمساوي، وآخرون.

إنَّ مفهوم الطبيعة الإنسانيّة في رسالة حضرة بهاء الله يقوم على التأكيد على كرامة الإنسان وما فُطر عليه من خُلُقٍ نبيل. وفي أحد آثاره المباركة يخاطب حضرة بهاء الله الإنسان بلسان الحقّ فيذكّره بمنشأه ومنتهاه: "يا ابن الروح! خلقتك عالياً، جعلتَ نفسك دانية، فاصعد إلى ما خُلقتَ له."(١٤) ويصرّح في موضع آخر: "انظر إلى الإنسان بمثابة منجمٍ يحوي أحجاراً كريمة، تخرج بالتربية جواهره إلى عَرَصة الشهود وينتفع بها العالم الإنسانيّ."(١٥) ويعود حضرة بهاء الله فيؤكد بأنَّ كلّ إنسان قادرٌ على الإيمان بالله، وكل ما هو مطلوب قَدرٌ من التجرد والانقطاع.

"وإذا ما تَطَهّر مشام الروح من زُكام الكون والإمكان، لوجد السالك حتماً رائحة المحبوب من منازلَ بعيدة، ولَوَرَدَ من أثر تلك الرائحة إلى مصر الإيقان لحضرة المنّان وليشاهد بدائع حكمة الحضرة السبحانية في تلك المدينة الروحانية... وأما تلك المدينة فهي الكتب الإلهيّة في كل عهد... وفي هذه المدائن مخزونُ ومكنونُ الهدايةِ والعنايةِ، والعلمِ والمعرفةِ، والإيمانِ والإيقانِ لكل من في السّموات والأَرضين..."(١٦)

وقد وصف حضرة عبد البهاء، الإبن الأَرشد لحضرة بهاء الله ومركز عهده وميثاقه، رسالة والده بهذه الكلمات:

"تحمّل حضرة بهاء الله جميع البلايا حتى تتحوّلَ النفوس لتصبح نفوساً سماوية، وتتحلّى بالأخلاق الرحمانية، وتسعى لتحقيق الصلح الأَكبر، لتؤيَّدَ بنفثات الروح القُدُس، فتظهر الودائع الإلهيّة المخزونة في الحقيقة الإنسانيّة، وتصبح النفوس البشرية مظاهر الأَلطاف الإلهيّة، ويتحقق ما جاء في التوراة بأنَّ الإنسان قد خلق على مثال الله وصورته. خُلاصة القول بأنَّ تَحَمُّل حضرة بهاء الله لهذه البلايا ما كان إلاّ لكي تستنير القلوب بنور الله، ويُعوَّض عن النقص بالكمال، ويُستعاض عن الجهل بالحكمة والمعرفة، ويكتسب البشر الفضائل الرحمانية، ويرتقي كل ما كان أرضياً ليجد سبيله في الملكوت السماوي، ويغتني كل ما كان فقيراً ليجد عزّته أيضاً في كنوز الملكوت السماوي."(١٧)

صَعِدَ حضرة بهاء الله إلى الملكوت الأَعلى عام ١٨٩٢، وهو لا يزال سجيناً في فلسطين. وبعد مضي مائة عام على صعوده احتفلت الجامعة البهائية العالمية في عام ١٩٩٢ بالسّنة المقدسة تخليداً لتلك الذكرى المئوية المباركة. ففي شهر أيار (مايو) من ذلك العام اجتمعت في الأراضي المقدسة وفي رحاب ضريحه الطاهر وفود حافلة من آلاف البهائيين يمثلون ما يزيد على مئتي بلد ومنطقة، تعبيراً عن ولائهم له وتعظيماً لقدْره، وتبع ذلك في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه مؤتمر حافل في مدينة نيويورك حضره ما يقرُبُ من سبعة وعشرين ألفاً من أَتباعه. فاحتفل هؤلاء في جو من الإجلال والبهجة بذكرى إعلان حضرة بهاء الله لميثاقه المتين الذي صانَ وحدة صف المؤمنين منذ بزوغ فجر الدعوة الكريمة. كما صدر خلال ذلك العام المتميز "بيان" خاص كان الهدف منه تعريف الناس في كل مكان بسيرة حضرة بهاء الله وفحوى رسالته السمحاء.

ويجدُر بكل من أراد أنْ يزداد معرفة برسالة حضرة بهاء الله وسيرته الطاهرة، أَنْ يتمعّن في آثاره المباركة من الدعاء والمناجاة، وأنْ يتحرّى حقيقة الدعوة التي نادى بها، وإِعلانه الكريم بأَنَّه "موعود كل الأزمنة." وعليه أخيراً أنْ يفكر ملياً في وَعْده المستقبلي حين يقول "ستنقضي هذه الحروب المدمّرة والمشاحنات العقيمة وسيأتي الصّلح الأعظم."

اعلى



--------------------------------------------------------------------------------
(۱) جون أسلمنت، منتخبات من كتاب بهاء الله والعصر الجديد: مقدمة لدراسة الدين البهائي، بيروت، مؤسسة دار الريحاني، ١٩٧٢، ص٤٥.
(٢) بهاء الله، منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، لانگنهاين – ألمانيا، لجنة نشر آثار أمري، ١٩٨٤، ص١٢٧.
(٣) بهاء الله، مناجاة: مجموعة أذكار وأدعية من آثار حضرة بهاء الله، من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل، ١٩٨١، ص٩٠.
(٤) بهاء الله، منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص٣٨.
(٥) بهاء الله، الكلمات المكنونة، من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل، ١٩٩٥، ص٤.
(٦) بهاء الله، منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص١٦٠.
(٧) المصدر السابق، ص١٦٧.
(٨) جون أسلمنت، منتخبات من كتاب بهاء الله والعصر الجديد، ص٤٥.
(٩) شوقي افندي، دور بهائي، ص١٧.
(١٠) شوقي افندي، دورة بهاء الله: ملحق الادارة البهائية، الاسكندرية، المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بالقطر المصري والسودان، ١٩٤٧، ص١٥.
(١١) المصدر السابق، ص١٤.
(١٢) بهاء الله، مناجاة: مجموعة أذكار وأدعية من آثار حضرة بهاء الله، ص٧٤-٧٥.
(١٣) بهاء الله، لوح مبارك خطاب إلى شيخ محمد تقي مجتهد اصفهاني معروف بنجفي، لانگنهاين - ألمانيا، لجنة نشر آثار امري بلسان عربي وفارسي، ١٩٨٢، وهو الخطاب المعروف "بلوح ابن الذئب" الذي أنزله بهاء الله باللغتين الفارسية والعربية، ص١٦.
(١٤) بهاء الله، الكلمات المكنونة، ص١٣.
(١٥) بهاء الله، منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص١٦٧.
(١٦) بهاء الله، كتاب الايقان، من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل، ١٩٩٧، ص١٦٦ و١٦٧.
(١٧) تفضّل حضرة عبد البهاء: ...فجميع الملل والدول يجب أن يجدوا الراحة والطمأنينة في ظلال سرادق الصلح الأكبر. وهذا يستلزم أن تقوم جميع الدول والملل بتأسيس محكمة كبرى عن طريق الانتخاب العام، لتفصل في نزاع الدول وخلاف الملل وذلك حتى لا تنتهى هذه الخلافات بالحروب. عبد البهاء، خطب عبد البهاء في اوربا و امريكا- ص٨١.

منذر أبو هواش
13/04/2007, 06:28 PM
((مجلة المنار ـ المجلد [‌14] الجزء [9] ص ‌ 707 ‌ رمضان 1329 ـ سبتمبر 1911))

ميرزا علي محمد الباب وادعاؤه النبوة
وردت من أحد المأمورين بشيراز رسالة تحاول إثبات المهدوية لميرزا
علي محمد بن أقارضا البزاز الشيرازي ( مدعي البابية ومؤسس طريقتها )
وما اضطررت إلى الجواب عنها إلا من شدة إصرار مرسلها , ومن اقتحام
بعض الصحف المصرية في أمرهم على العمياء ، وتوصيفهم عن غير دراية ،
وتقريب العقول الناقصة من شبايك كيدهم .

إني لم أر بعد النظر في أدلة تلك الرسالة دليلاً يكتسب من الأنظار أدنى
أهمية ، ولا وجدت قياسًا في كتابه روعيت فيه أصول الاحتجاج غير حجة
واحدة ، سنجعلها مدار البحث ومحوره ، حيث تناسب أبحاثنا في النبوة ... بيد
أن الكاتب من لباقته وشطارته أبرز تلك الحجة الواحدة في كسوة الحجج
المتعددة .

( وخلاصة تلك الحجة )
أن ( علي محمد الشيرازي ) تحدى كالأنبياء لدعواه , وأخرج للناس كتابًا
يصدق ما ادعاه , فلو لم يكن نبيًّا صادقًا ناطقًا بالحق ، لوجب على الله
( سبحانه ) أن يفضحه ويظهر كذبه , ويجازيه أسوأ الجزاء على افترائه وبهتانه
على مولاه وجوبًا عقليًّا ( تقتضيه قاعدة اللطف ) ونقليًّا دلت عليه آيات الكتاب
وبينات السنة ا هـ .

( وهاك جوابي عن هذه الشبهة )
ينبغي لنا في هذا المبحث أن ننظر أولاً في أنه كيف يجب أن يفتضح
المتحدي الكاذب .. ثم ننظر في حقيقة اللطف الواجب .. كل ذلك على وجه
العموم .. ثم نتكلم في افتضاح ( علي محمد ) وظهور كذبه لدى العقلاء بأجلى
وجوه الفضيحة .

ولا ينقضي عجبي منكم أيتها الفرقة الـ ... تدعون المهدوية لصاحبكم
وهي فرع من الفروع الاعتقادية في دين الإسلام ثم تستدلون على مقصدكم
بدلائل النبوة وتنسبون لصاحبكم تحدي الرسالة, وأنه أظهر كتابًا أكبر من
كتاب محمد صلى الله عليه وسلم وتتشبثون لمطلوبكم بشبهات النصارى على
الإسلام : فأدلتكم ترمي إلى شيء ودعواكم ترمي إلى آخر يخالفه تمام
الاختلاف فعرفونا وجه التوفيق ومنزع الاحتجاج ومحجة النزاع .

نجعل وجدانكم الصادق أيها المنصف بيننا حكمًا فاصلاً ثم ننشدك نشيدة
الباحث عن حقيقة ( ونقول ) هل الواجب على المولى ( سبحانه ) أن يفضح
المتنبي الكاذب بعلامات محسوسة .. مثل أن يكتب على وجنته أو جبهته ( هذا
نبي كاذب ) .. ؟ أو يوكل عليه ملكًا يهتف أمامه بذاك النداء مدى الدهر
فتقصر الحجة في الكتابة على خط واحد بالضرورة , وتقتصر في النداء على
لغة واحدة فلا تتم الحجة على أكثر البشر ولا تبلغهم حقيقة الأمر قطعيًّا مع
اشتراكهم وتساويهم في التكليف ويفوت الشارع بناء عليه مقصده السني من
تشريع السبل , وبعث الرسل , وهل عهدت يا صاح في إحدى الشرائع من إلهك
الحكيم استعمال العلامات الشخصية والصور الحسية في فضيحة متنبئ أو
متحدّ كاذب .. ؟ كلا ثم إن الصور المحسوسة لا تعم الأعصار والأمصار , كما
أن الخط واللغة لا يعرفان الأقوام المختلفة حقيقة الأمر , فلا محيص من تصديق سنة
الله تعالى والاعتراف بصحة سيرته مع أدعياء النبوة حيث يميز كاذبهم عن
صادقهم بوجه علمي وصورة عقلية , يفتضح بها الكاذب بين الناس أجمعين , على
اختلاف ألسنتهم وألوانهم , فتحصل الغاية المقدسة وتتم الحجة على كل مكلف
بأبلغ منهج وأتم صورة .

حيث إن الوجوه العقلية لا تختص بقوم دون قوم ولا بأبناء لهجة دون
آخرين ولا تختص بعصر ولا بمصر بل تعم ذوي العقول قاطبة في جميع
الظروف والأحوال ( العقل دليل في كل سبيل ) .

وإتمام الحجة في فضيحة المتنبئ الكاذب مما يجب أن يظهر لجميع
العقلاء والعلماء الذين أضحت عقائد العامة تتبع آراءهم , وأفعالها تناط بأقوالهم
 ليَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ  ( الأنفال : 42 ) .

إذن فالحري بنا أن ننظر في أمر هذا المدعي بالنظر العقلي , والطريق
العلمي , الذي به يظهر المولى ( سبحانه ) كذبه إن كان مفتريًا عليه .

( الحقيقة تكفينا فضيحة المتنبي )
( وفي ذلك معنى قاعدة اللطف )
قالت العدلية من المسلمين ( يجب على الله سبحانه وتعالى أن يفضح
المتنبي والمتحدي الكاذب بقاعدة اللطف ) وخاضوا في عباب اللطف كل
مخاض , لكن لي في المقام رأيًا متوسطًا أظن إصابة الحق فيه .

وموجزه أن المتحدي بالنبوة يدعي لنفسه العصمة بالضرورة .. والحقائق
لا تمهله دون أن تظهر كذبه : حيث إن الفاقد لفضيلة العصمة , لا ينفك ( حسب
المفروض ) عن سهو أو نسيان , فيبدو منه خلال أعماله وأشغاله سهو في
فعل , أو نسيان عن قول , سيما عندما تتراكم الأشغال عليه , ويحاط في المجامع
العمومية بالشواغل القلبية , وتآثير الظواهر في مشاعره ونفسه الضعيفة , ومتى
ما سها في شيء أو نسي تبين كذبه وافتضح .

إن من يدعي بما ليس في كذبته شواهد الامتحان
فيحصل المطلوب بتأثير أودعه الله في مظاهر الحقيقة ( وهو أمر طبيعي )
في العوالم الأدبية لا بد منه ولا محيص .

وإذا تبينت محافظته على الحقائق , لم يظهر منه خطأ أو زلة في أعماله
وأقواله , ولا عدول عن غايته ، ولاتغيير فى مسلكه طول عمره ، فذلك
الصديق الذى يجب تصديقه والإيمان بما يدعيه ، وهو العاصم المعصوم ولا
ريب فيه .

( افتضاح علي محمد عندنا )
ذكر الناس في ظهور خداعه وكذبه ، مظاهر وأشياء ، ونشروا كثيرًا
مما يزري بشأنه ويكذب دعواه ، وأعلنوا خذلانه في مجالس العلماء بأصفهان
وتبريز وشيزار وغيرها . واستبان انحطاطه وقصوره عن المباحث العلمية
والأدبية والاعتقادية لكنني أعتمد في انجلاء حاله وتكذيبه على منهجين أرى
لهما مقامًا ساميًا كثير الأهمية في عالم البحث الفلسفي عن الأديان والنبوات ,
وعن تعيين الأنبياء والصادقين من المصلحين .

( المنهج الأول ) : ظهور خطأ منه في سياسة أمره يمنعه من نجاحه
بحيث يمسي المدعي للنبوة غرضًا لأسهم الملازمة من جمهور العقلاء فإن
ذلك وشبهه من جملة الأمور الفاضحة , وشواهد كذبه الواضحة , يتم الحق
بأمثالها حجته على رائديه .

ولا يبرح عن اعتقادي أن العاقل المنصف إذا تأمل في كلمات ( علي
محمد ) وبيانه الذي زعم معارضة القرآن به وعرف أغلاطه اللفظية , التي لا
تقبل وجهًا ولا علاجًا في فنون العربية , .... يجزم بخطأه في عالم السياسة
فمجرد تصديه لمعارضة القرآن العظيم في العربية والبلاغة وهو عاجز عن
التكلم بها غير محيط بأصولها وفنونها يكفينا فضيحته ولا ينفك لوم العقلاء منه
على هذه الفلتة الكبيرة يلومونه من جهات متعددة :

( 1 ) لماذا يا مسكين لم تقنع بدعوى كونك إمامًا أو بابًا إليه كما كنت
عليه في مبدأ أمرك حتى ادعيت النبوة واحتجت إلى إظهار الآيات والمعاجز
وعرضت بنفسك للفضحية .

( 2 ) لماذا اخترت يا مسكين من بين المعجزات معارضة القرآن الذي
أعجز أساطين الفصاحة .

( 3 ) إن لم تطاوعك النفس إلا في معارضة القرآن فلماذا عارضته
بالعربية حتى يصبح أمرها عليك من كل باب تأتيه من حيث أنك أجنبي عنها
نشأت على اللغة الفارسية في إيران وما سبرت أفانين العربية وآدابها ... تعجز
عن أداء جملة لا تلحن فيها , وتعارض قرآنًا خرت لبلاغته الأدباء سجدًا إلى
الأذقان , وخضعت دونه رجال الإصلاح والسياسة وعلماء البيان , تعارضه ببيانك
المشتمل على أغلاط بعيدة الإحصاء في فنون العربية من تصريفها والأعاريب
والبلاغة في التركيب خاليًا عن طريف معنى ولطيف حكمة .

ولو أنك يا مسكين لفقت كتابك من فقرات وجمل بلغتك الفارسية لصنته
من قدح العلماء في ألفاظه وتراكيبه , وانحصرت دوائر اللوم في أغلاطك
المعنوية خاصة , وكان لك في ذلك ولصحبك مندوحة وتخفيف مشقة , وكنت
في راحة من جانب ألفاظه لا تلجأ إلى مضيق الاعتذار ( ورب عذر أقبح من
ذنب ) عن ألحانك ( بأن الألفاظ كانت أسيرة الإعراب فأطلقها ) ولا يلتجئ زعيم قومك
اليوم تصحيحًا لأغلاطك إلى قوله : ( إن ولي الله لا يكون أسيرًا لأصول اللغات
وإعراب الكلمات ) اعتذر به ( ميرزا أبو الفضل ) الكلبايكاني في كتابه بعد اعتراض
شيخ الإسلام التفليسي عليه بأغلاط البيان وألحانه :

وإنني لا أعدوه وسألتك يا صاحبي ولا أحتطب لك من كلماته في هذه
الوجيزة من هنا ومن هناك وإنما أذكرك ببعضب كلماته التي انتخبتها أنت لنا
وأتحفتنا بها في رسالتك إلينا فمن ذلك قوله : ( تالله قد كنت راقدًا هزتني
نفحات الوحي وكنت صامتًا أنطقني ربك المقتدر القدير لولا أمره ما أظهرت
نفسي قد أحاطت مشيأته مشيأتي وأقامني على أمر به ورد على سهام
المشركين امرءًا قرأ ما نزلناه للملوك لتوقن بأن الملوك ينطق بما أمر من لدن
عليم خبير ) .

ومن ذلك قوله : ( كنت نائمًا على مضجعي مرت علي نفحات ربي الرحمن
ويقضتني من النوم وأمرني بالنداء بين الأرض والسماء ليس هذا من عندي بل
من عنده يشهد بذلك سكان جبروته وأهل مدائن عزه فوا نفسه الحق لا أجزع من
البلايا في سبيله ولا عن الرزايا في حبه ورضائه قد جعله الله البلاء غاديه لهذه
الدسكرة الخضراء ) .

وبالإجمال فإنها فلتة عظيمة سياسية وحقيقية ؛ صدرت منه بمشيئة الله تعالى
رغمًا على مشيئته ليصبح الحق أبلج , ويمسي الباطل لجلج , وما صرعه الحق
هذه الصرعة الفاضحة ولا أكبه بعثرته الواضحة , إلا من جنايته العظمى
على الحقيقة المقدسة , وهتك حرمة الإسلام وما أبدى فيه من ....

( المنهج الثاني ) ثبات المدعي واستقامته في مسلكه الخاص الذي دعاه
الناس إليه من مبدأ أمره إلى منتهاه لا يحول عنه ولا يزول في حال ضعفه
وقوته سالكًا فيه بقوله وفعله عن شجاعة أدبية ( كيف يميل عن الحقيقة من
نالها أو يعدو الحق صاحبه وما وراء عبادان قرية ) .

فهذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم جرى على سنة الأنبياء من قبله ,
فادعى الرسالة من ربه في مبدأ أمره , واستقام عليها حتى فارق صحبه , فكانت
الرسالة لا غيرها دعواه وخطته من قبل أن يبلغ المسلمون عدد الأصابع ... ثم
اتسعت بلاده وعلت كلمته وفاق المؤمنون به عشرات الألوف وصارت
الأموال والكنوز تجبى إليه من أقطار الأرض : ولم تكن مع ذلك دعواه إلا
الرسالة التي كان يدعيها في أول أمره . وما أورثه ارتقاء شأنه ونفوذ سلطانه ,
فرقًا في أخلاقه ودعاويه , ولا في معيشته وسيرته , ولقد كان يروج منه ( ولا
ريب ) أن يدعو الناس بعد ذلك إلى تقديسه والاعتراف بألوهيته ( والعياذ بالله )
أو يأكل أطيب المأكول ويتخذ لنفسه أجمل وسائل العيش والتنعم من اتساع
سلطته ونفوذ كلمته وتملكه القلوب والمشاعر .

لكنه صلّى الله عليه وسلم كان يزداد تواضعًا وزهدًا كلما ازداد قدرة لئلا
يهابه الناس فيقدسوه تقديس الرعية لسلطانها المستبد .

وأمّا ( علي محمد ) فلا يجد المرء بعد الفحص أقل ثباتًا منه في مسلكه
ودعواه , فإنه ادعى البابية في مبدأ أمره ويعني من البابية أنه الباب بين الشيعة
وبين إمامهم ( المهدي المنتظر ) ( عج ) يبلغهم أحكام الشريعة عنه ( ع ) كما
كان نواب المهدي ( عج ) في القرن الثالث يعرفون بهذا الاسم والصفة وكانوا
هم الأبواب إليه والنواب عنه ، فكانت البابية أو دعوى ( علي محمد ) ولأجل
ذلك عرف أصحابه بهذا الاسم والعنوان من مبدأ أمرهم إلى الآن .

ثمّ عظمت وطأته , وانتشرت دعوته , وشاهد ازدحام الناس على نفسه ,
فادعى الإمامة والمهدوية لنفسه , وإنه هو الإمام المنتظر عند الشيعة بعينه , ولا
يخفى عليك اختلاف المسلكين وتفاوت الرتبتين .

ثم ارتقت كلمته وكثر أتباعه لأمور اتفاقية لا يسع المقام ذكرها ، واستشعر
من تابعيه , قبول كل ما يدعيه , فادعى النبوة وأظهر كتابًا زعم نسخ القرآن به
والمعارضة معه ... ويحكى عنه الربوبية أيضًا مستدلاً بتوافق اسمه في العدد
أعني ( علي محمد ) لاسم ( رب ) فإن كلاً منهما 202 في حساب ( أبجد )
الجملي .... ولم يثبت بعد ذلك حتى قتله ( ناصر الدين ) شاه إيران بعدما عقد
المؤتمرات لأجله , أظهر العلماء كذبه وعجزه في الأبحاث العلمية . ومن طلب
تاريخه فليراجع كتاب ( باب الأبواب ) أو مفتاحه لمنشئ جريدة ( حكمت )
الفارسية المصرية .

وليت شعري ما كان يدعي بعد هذه الدعاوى لو أمهله الدهر وساعدته
العامة ؟ ( نعم ) لا يستقيم سويًّا على صراط مستقيم من حاد عن الحق *
ويضطرب الرأي ممن لم يفز بحقيقة * ولا يثابر على خطة من لم يكن على
يقين *

فهلا يكفيك اضطراب رأيه الظاهر من تلوناته وتقلباته في خطته شاهدًا
على خطأه وزلَله , أم نسيت ما قدّمناه في صدر البحث تمهيدًا لخواتيمه , والسلام
على من اتبع الهدى .
من نجف بالعراق
هبة الدين الشهرستاني
منشئ مجلة العلم
_______________________

((مجلة المنار ـ المجلد [‌14] الجزء [9] ص ‌ 707 ‌ رمضان 1329 ـ سبتمبر 1911))

سلطان المجايري
14/04/2007, 04:40 PM
إنّها سيرةٌ تُعَدّ مثلاً من أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام، وكان للإنسانيّة حظّ عظيم في التعرّف عليها..."(١) ورد هذا التقريظ على لسان الكاتب والمؤرخ الفرنسي المرموق أ.ل.م نيكولاس، وكان يقصد به سيرة تلك الشخصية القدسية الفذّة التي عرفها تاريخ القرن التاسع عشر باسم "الباب."

ففي النصف الأول من ذلك القرن استحوذ على العديد من الناس، شعورٌ عميق من التَّرقُّب والانتظار لعودة السيد المسيح. وبينما كان المسيحيون ينتظرون المجيء الثاني لعيسى ابن مريم، اجتاحت العالم الاسلامي موجة من التوقعات بظهور "صاحب الزمان." واعتقد كلٌّ من المسيحيين والمسلمين بأَنَّ عصراً روحياً جديداً سيبدأ تحقيقاً للنبوءات التي جاءت في كتبهم المقدسة.

بلغت حميّة تلك التوقعات ذروتها في الثالث والعشرين من شهر أيار (مايو) ١٨٤٤، عندما أعلن تاجر شاب – هو حضرة الباب – بأنه صاحب رسالة إلهيّة، طال الوعد بها، ومقدّر لها أنْ تُحوِّل الحياة الروحية للجنس البشري وتحييها من جديد. وكان نداؤه شاملاً إذ قال:

"يا أهل الأرض اسمعوا نداء الله ... لقد جاءكم النور من الله بكتاب هذا على الحقّ بالحقّ مبيناً لتهتدوا إلى سبل السلام."(٢)

كان المجتمع الفارسي آنذاك يرزح تحت وطأة انهيار خُلُقي واسع في مداه، فأَعلن حضرة الباب في هكذا جوّ أَنَّ أساس الإحْياءِ الروحي والتقدم الاجتماعي هو "الحبّ والرأفة" وليس "الشدة والسطوة،"(٣) فأثار ذلك الإعلان الأمل والانفعال لدى طبقات المجتمع كافة، وسرعان ما اجتذبت دعوة حضرة الباب تلك الآلاف من المؤيّدين والأتباع.

ورغم أنَّ اسم التاجر الشاب كان سيد علي محمد، إلاّ أنه اتخذ لنفسه لقب "الباب." وبيّن حضرة الباب بأنَّ مجيئه لم يكن إلاّ مدخلاً تَعبُره الإِنسانيّة نحو ذلك الظهور الإلهيّ الذي ينتظره البشر في كلِّ مكان. أما الموضوع الرئيس الذي تناوله كتاب البيان – وهو أم الكتاب بالنسبة للظهور البابي – فكان الظهور الوشيك لرسول ثانٍ يبعثه الله، يكون أعظم شأناً من حضرة الباب نفسه، ويحمل رسالةً جديدة لبدء عهد من العدل والسلام، وهو ما وعد به كلٌّ من الدين الاسلامي واليهودي والمسيحي، بالإضافة إلى كلّ دين عالمي آخر اعتنقه البشر.

حين أشار حضرة الباب إلى ذلك الرسول القادم استخدم عبارة رمزيّة وَصَفَتْهُ بأنّه "مَنْ يُظْهِرُه الله". وأَكّد استقلالية ذلك الرسول وسيادته الكاملة فصرّح "بأنّه لا يستشار بإشارتي ولا بما نزل في البيان."(٤) كما وضّح حضرة الباب أيضاً الهدف الرئيس لرسالته هو فقال: "إنَّ الهدف من هذا الظهور، وكلّ ما سبقه من الظهورات الأخرى، ليس إلاّ الإعلان عن مجيء مَنْ يُظْهِرُه الله وبعث رسالته."(٥) وبما أنَّ جوهر الإنجازات الإِنسانية كافة موجودة في تعاليم هذا الظهور الإلهي الموعود فإنَّ "الدين كلّه يكمن في نصر ذلك الظهور ودعمه."(٦) ولقد اعتبر حضرة الباب أنَّ التاريخ الإِنساني قد بلغ نقطة تحوّل رئيسة، وكان هو بمثابة "صوت الصارخ الذي كان ينادي في بريّة البيان"(٧) بأنَّ الإِنسانية بدأت بالدخول في مرحلة نضجها الجماعي.

ناشد حضرة الباب في كلِّ ما كتب، أتباعَه ليكونوا يقظين حتى إذا أظهر الموعود نفسه بادروا إلى إعلان الإيمان به. وحثّ أتباعه أيضاً على أن يشاهدوا الأمور بأعين أفئدتهم منزّهين أنفسهم عن كل وهم:

"قل إِنّما الآخرة أيام من يظهره الله، لا تجعلُنَّ شيئاً من أوامر الله موهوماً عند أنفسكم ولْتَرَوُنَّ كلَّ شيء ما قد خلقه بأمره بأَعْين أَفئدتكم مثل ما أنتم بأَعْين أَجسادكم تُبصرون."(٨)

أكَّد حضرة الباب لأتباعه مراراً عِظَمَ مقام "من يُظهره الله" وسموَّ مكانته، وأراد لهم أنْ يكونوا لائقين للمثول بين يديه حين ظهوره، فسنّ لهم نمطاً للحياة وقواعدَ للسلوك تتصف بالعفّة والطهارة والقداسة ونبل الأخلاق. وأهاب بالرعيل الأول من أتباعه وتلاميذه التقيّد بتلك القواعد الأخلاقية التي لم تشهد لها الإِنسانية مثيلاً قبل ذلك:

"اغسلوا قلوبكم عن أدران الشهوات في هذه الدنيا واجعلوا زينتكم فضائل الملأ الأعلى... والآن قد أتى الوقت الذي لا تصعد فيه الأَعمال إلى عرشه الأعلى إلاّ إذا كانت طاهرةً نقيةً، ولا تكون مقبولة لديه إلاّ إذا كانت خاليةً من آثار الدَّنس..."(٩)

وردت إشارات عدة بقلم حضرة الباب بالنسبة لشخصيّة "مَنْ يُظهره الله،" منها مثلاً قوله في موضعين مختلفين:

"طوبى لمن ينظر إلى نظم حضرة بهاء الله ويشكر ربّه فإنّه يَظهر ولا مردَّ له من عند الله في البيان..."(١٠)

"إذا أشرقت شمس البهاء عن أفق البقاء أنتم فاحضروا بين يديّ العرش..."(١١)

وفي عام ١٨٤٨ وفي جمعٍ ضم جمهرة من أتباع حضرة الباب اتخذ حسين علي لقب "البهاء." وقد عرف التاريخ حسين علي باسم بهاء الله وهو الذي كان من أبرز أتباع حضرة الباب، وحاز اتخاذُه لذلك اللقب دعم حضرة الباب وتأييده.

إنَّ الدور الذي قام به حضرة الباب تجاه ظهور حضرة بهاء الله يشبه في بعض وجوهه ما قام به يوحنا المعمدان تجاه تأسيس الدين المسيحي. كان حضرة الباب المبشّر بحضرة بهاء الله، وكانت وظيفته تمهيد السبيل لمجيء حضرة بهاء الله. وطبقاً لذلك، فإنَّ تأسيس الدين البابي لهو في الحقيقة مرادف لتأسيس الدين البهائي، وإنَّ هدف رسالة حضرة الباب تَحَقَّقَ عندما أعلن حضرة بهاء الله في عام ١٨٦٣ بأنَّه الموعود المنتظر الذي أعلن عنه حضرة الباب. وأكّد حضرة بهاء الله فيما بعد هذا الرأي في أحد ألواحه حين وصف حضرة الباب بأنه كان "[منادياً] باسمه و[مبشّراً] بظهوره الأعظم الذي ارتعدت له فرائص الأمم وسطع النور به من أفق العالم."(١٢) فقد سجّل ظهور حضرة الباب في التاريخ الديني ختام "كور النبوّة" و"بداية" الكور الذي "سوف تتحقّق فيه كل النبوءات."

ومع ذلك يجدر بنا أنْ لا ننسى أنّ حضرة الباب أسَّسَ ديناً مستقلاً قائماً بذاته، خاصاً بدعوته هو، عُرِفَ بالدين البابي. فبَعَث هذا الظهور الديني جامعة من المؤمنين مليئةً بالحيويّة والنشاط، وانبثق عنه وحيٌ من الآيات والآثار المقدسة، ومَهَرَ التاريخَ ببصماته الخاصة المُمَيَّزَةِ التي لا تُمحى. وتشهد الآثار البهائية المقدسة بأنَّ "عظمة حضرة الباب لا تكمن فقط في أنَّ الله قد بعثه ليبشّر بهذا الظهور الأعظم، بل وأكثر من ذلك لكونه ظهر بالقدرة والسيادة ذاتهما الكامنتين في كلّ ظهور إلهي يتمتع بالقوة والعزم، فمَلَكَ بصولجان رسالته المستقلة مُلكاً لم يُضاهِهِ فيه أحدٌ من الرسل والأنبياء السابقين."(١٣) وقد تمكّن حضرة الباب حقاً من القيام بدورٍ يذكّرنا بما قام به الرسل والأنبياء الأولون، إذ أطلق دعوة الإصلاح الخلقي والروحاني في المجتمع الفارسي، وأصرّ على رفع المستوى الاجتماعي للمرأة وتحسين أوضاع الفقراء والمعْوزِين. ولكن - على عكس مَنْ سَبَقَهُ من الذين نظروا إلى المستقبل البعيد إلى يوم تمتلئ الأرض بـ"معرفة الرب"(١٤) - تمكّن حضرة الباب من أن يقيم الدليل بفضل ظهوره بأنَّ فجر نور "يوم الله" قد بدأ ينبثق.

موصدةً بدت قلوبُ وعقول أولئك الذين وجّه إليهم حضرة الباب دعوته، فكانوا وكأنهم أسرى عالم فكري تجمّد على حاله دونما تبديل منذ القرون الوسطى. فكانت الإجراءات والقواعد التي سنّها لمعالجة انهيار الحياة الروحية، ناهيك عن إعلاء شأن العلم والتربية وتشجيع دراسة العلوم النافعة، كل هذه الأفكار بدت آنذاك ثوريّة للغاية مهما كان المعيار الذي نُِقيمُه للحكم عليها. وهكذا استطاع حضرة الباب بإِعلانه عن دين جديد مساعدة أتباعه كي يتحرّروا من التقاليد الفكرية الاسلامية الموروثة، وعبّأَ صفوفهم استعداداً لمجيء حضرة بهاء الله.

وصفَ الملاّ حسين البشروئي، أحد علماء الدين المرموقين في بلاد فارس، الأثر الذي تركه في نفسه ذلك اللقاء الأول حين مَثُلَ بين يديّ حضرة الباب: "شعرت بقوة وشجاعة خُيِّل إليّ معهما أنني أستطيع أنْ أقف وحيداً لا أتزعزع في وجه العالم كلّه بكل شعوبه وحكّامه. وبدا لي أنَّ الكون لا يزيد على حفنة من التراب في يدي. وحَسِبتُ أنني صوتُ جبريلَ المتجسّد يَهيب بالناس جميعاً أنْ أفيقوا فإِنَّ نور الصبح قد لاح."(١٥)

كان لدعوة حضرة الباب تأثير بالغ أَحدث تحوّلاً وتغييراً في النفوس، وتحقّق ذلك أساساً عبر رسائله وتفاسيره وكتاباته العقائدية والصوفية. أما البعض، كالملاّ حسين، فقد استمعوا إليه شخصياً يحدّثهم ويتحفهم ببديع بيانه. ووصف أحد أتباعه ما كان للباب من صوت مؤثّر فقال: "كان صوت حضرة الباب وهو يُملي تعاليمه وقواعد إيمانه مسموعاً بوضوح في سفح الجبل الذي كان يردد هو والوادي صوته، وكانت نغمة ترتيل الآيات تفيض من فمه وهي تشنّف الأسماع وتخترق القلوب والأرواح، وتتحرك لندائه قلوبنا من أعماقها."(١٦)

اتّسم الإعلان عن الدعوة الجديدة بالشجاعة والإقدام، وهي الدعوة التي رسمت للبشر رؤية مجتمع جديد في كل نواحيه، فأصاب الفزع المؤسسات الدينية والمدنيّة على حدّ سواء. وسرعان ما تعرّض البابيون للاضطهاد والتعذيب نتيجة لذلك. فأُعدم الآلاف من أتباع حضرة الباب في سلسلة من المجازر الفظيعة. وسجّل عدد من المراقبين الغربيين الشجاعة المعنوية الخارقة التي أبداها البابيون وهم يواجهون حملة العنف والاضطهاد هذه. وتأثّر المفكرون الأوروبيون كإرنست رينان، وليو تولستوي، وساره برنارد، والكونت غوبينو، أبلغ الأثر لهذه المأساة الروحيّة التي دارت رَحَاهَا في بلد خيّم عليه الظلام. وأصبحت أخبار حضرة الباب موضوع حديث المنتديات الفكرية والأدبية الأوروبية بصورة متكرّرة. وحَمَلت تلك الأخبار البطولة التي تحلَّى بها أتباعه، وحكت عن سيرته العطرة ونبل تعاليم رسالته. وانتشرت قصة الطاهرة، تلك الشاعرة العظيمة والبطلة البابية، انتشاراً واسعاً كقصة حضرة الباب نفسه - فهي التي خاطبت جلاّديها حين استشهادها بجرأة قائلة: "تستطيعون قتلي بأسرع ما تريدون، ولكنكم لن تستطيعوا إيقاف تحرير المرأة."(١٧)

وفي نهاية الأمر زعم أعداء حضرة الباب ومناوئوه بأنه لم يكن مارقاً في الدين فحسب، بل ثائراً ومتمرداً عظيم الخطر أيضاً. لذا قررت السلطات التخلّص منه وإِعدامه. ونُفّذ فيه الحكم في التاسع من تموز (يوليه) عام ١٨٥٠ (الموافق للثامن والعشرين من شعبان ١٢٦٦ هجرية) في ميدان يتوسط الثُّكنات العسكرية بمدينة تبريز. واحتشد جمع غفير من الناس قُدّر عددهم بعشرة آلاف شخص، غصّت بهم سطوح الثكنات العسكرية والمنازل المشرفة على الميدان. وعُلّق حضرة الباب وشابٌ من أتباعه بحبلين ودُلِّيا أمام جدار في الميدان. واصطفّت الفرقة العسكرية وكان قوامها ٧٥٠ جندياً أرمنياً ثم انتظمت في صفوف ثلاثة في كل صف ٢٥٠ جندياً، وأطلق كل صف الرصاص بعد الآخر، وتكاثف الدخان المتصاعد من البنادق السبعمائة والخمسين حتى أظلم الميدان وتعسرت الرؤية فيه.

وسجّل أحداث استشهاد حضرة الباب السير جستين شييل، السفير فوق العادة ومبعوث الملكة فكتوريا الخاص لدى بلاط الشاه، في تقرير رفعه إلى وزير الخارجية البريطاني اللورد بالمرستون بتاريخ الثاني والعشرين من تموز (يوليه) عام ١٨٥٠، وقد جاء في تقريره ما يلي: "عندما انقشع الغبار الكثيف بعد إطلاق الرصاص، توارى حضرة الباب عن الأنظار وهتف الجمهور بأنّه قد صعد إلى السماء. فقد مزّق الرصاص الحبلين اللذين رُبط بهما حضرة الباب ورفيقه، إلاّ أنّه أحضر فيما بعد من الغرفة التي اكتُشِفَ وجوده فيها وتّم إطلاق الرصاص عليه من جديد."(١٨)

بعد هذه المحاولة الأولى لتنفيذ حكم الإِعدام في حضرة الباب واختفائه عُثِرَ عليه يجلس في زنزانته وهو يُملي الإرشادات على أحد أتباعه. وكان حضرة الباب قد حذّر حرّاسه في وقت سابق من النهار حين قدموا ليقودوه إلى ساحة الإعدام بأن ليس هناك من قوة في الأرض يمكنها منعه من إتمام كل ما يريد الإدلاء به حتى الحرف الأخير. ولكن عندما حضر الحراس لاقتياده إلى الساحة للمرة الثانية تحدث اليهم قائلاً بكل هدوء: "أما وقد انتهيت من حديثي مع السيد حسين فبإمكانكم أنْ تفعلوا ما بدا لكم."(١٩)

واقتيد حضرة الباب ورفيقه الشاب مرة أخرى إلى ساحة الإِعدام. إلاّ أنَّ الجند الأرمن رفضوا إطلاق الرصاص عليه مرة ثانية، فشُكِّلت فرقة من الجند المسلمين وأُمروا بإطلاق الرصاص على حضرة الباب ورفيقه. وفي هذه المرة مزّق الرصاص جسدي الشهيدين جاعلاً منهما كتلةً واحدة من اللحم والعظم، أما الوجهان فقد ظلاّ سالمين لم تصبهما إلاّ خدوش طفيفة. وانطفأ نور ذلك "البيت"(٢٠) (والبيت كلمة استخدمها حضرة الباب في أحد ألواحه إشارة إلى ذاته) تحت وطأة سلسلة من الأحداث والظروف المثيرة للغاية، أما كلماته الأخيرة فقد وجهها حضرة الباب إلى الجمهور المحتشد قائلاً: "أيها الجيل الملتوي! لو آمنتم بي لاحتذى كل واحد منكم حذو هذا الشاب الذي هو أعظم منكم شأناً، ولأقبل راضياً مختاراً على التضحية بنفسه في سبيلي، وسيأتي اليوم الذي فيه تؤمنون بي، وعند ذاك لن أكون معكم."(٢١)

سجّل حضرة بهاء الله تقديره للباب وأجزل له الثناء في كتاب الإيقان فقال:

"... وكم ظهر من الاستقامة من ذاك الجمال، جمال الأحدية، بحيث أنَّه قام كلّ من على الأرض على منعه، ولم يأت ذلك بثمر أو فائدة بل كلّما كان يرد منهم من الإيذاء على تلك السّدرة، سدرة طوبى، كلّما كان يزداد شوقه، ويزداد اشتعال نار حبّه. وكل هذا واضح لا ينكره أحد إلى أَنْ فدى أخيراً بروحه وصَعِدَ إلى الرفيق الأعلى."(٢٢)

وكتب المؤرخ أ.ل.م. نيكولاس الذي سجّل الأحداث المحيطة باستشهاد حضرة الباب ما يلي: "لقد فدى الإِنسانيّة بنفسه، ومن أجل الإِنسانيّة وَهَب روحَه وجسده، ولأجلها تحمّل الحرمان، والأذى، والتعذيب، والاضطهاد، وأخيراً الاستشهاد. ولقد أحكَم بدمائه ميثاقَ الأخوَّة العالمية، ودفع تماماً كما فعل المسيح حياته ليعلن مجيء عهد من الوفاق والعدالة والمحبة الأخويّة."(٢٣)

إنَّ فترة السّنوات الستّ القصيرة التي عاشتها رسالة حضرة الباب والسرعة التي حققت فيها أهدافها رمزت في بعض أوجهها إلى الطّفْرة المفاجئة التي حثّ حضرة الباب العالم لِيُقدِمَ عليها حتى يتمّ الانتقال إلى حالة من الوعي والاحساس بالوحدة العالمية. فمنذ إعلانه الجريء لدعوته في منتصف القرن الماضي تحقّق تقدُّم قلّ نظيره في العديد من المجالات العلمية والتقنية. وسجّل هذا التقدم انبثاق التباشير الأولى لميلاد "مجتمع عالمي موحّد". فكان دوره كـ "النقطة التي ذُوّتَ بها من ذُوّتَ"(٢٤) باعثاً لدورة جديدة من الكشف والإبداع البشري. لقد هبّت نسائم العرفان فاغتنت العقول وحَلّقت الأرواح في السموات العُلَى.

يصف حضرة بهاء الله تعاقب ظهورين إلهيّين بحيث كادا يتزامنان بأنّه "سرّ لا سبيل إلى اكتشاف كنهه."(٢٥) ويعتقد البهائيون أَنَّ هذه الظاهرة ما هي إلاّ تأكيد على قرب مجيء "ملكوت الله على الأرض" وهي الشهادة أيضاً على عظمة ظهور حضرة بهاء الله. وقد علَّق على ذلك عبد البهاء قائلاً:

"إِنَّ حضرة الأعلى [حضرة الباب] لهو صبح الحقيقة الذي أشرق وأضاء بنوره جميع الأرجاء، إنّه المبشّر بالنيّر الأعظم، أي الجمال المبارك [حضرة بهاء الله] الذي وعدت به الكتب والصحف والزبر والألواح السابقة جميعها. فظهور الجمال المبارك أشرق بالنور ذاته الذي تجلّى على الطور في سدرة سيناء. كلّنا عباد لتلك المظاهر الإلهيّة خاضعين خاشعين لدى بابهم."(٢٦)

اعلى



--------------------------------------------------------------------------------
(١) A.L.M.Nicolas, Siyyid Ali Mohammad dit le Bab, Paris, Librairie Critique, 1908, pp.203-204
(٢) الباب، منتخبات آيات از آثار حضرت نقطة اولى، طهران، مؤسسة ملي مطبوعات امري، ١٣٤ بديع، ص٣٣ و٤١.
(٣) المصدر السابق، ص٥٣.
(٤) شوقي افندي: نظم جهاني بهائي: منتخباتي از آثار صادرة از قلم حضرت ولي امر الله، دانداس مؤسسة معارف بهائي، ١٩٨٩، ترجمة واقتباس هوشمند فتح اعظم، ص ٨٧.
(٥) الباب، منتخبات آيات از اثار حضرت نقطة اولى، ص٧٦.
(٦) المصدر السابق، ص٥٨.
(٧) بهاءالله، مجموعة از الواح جمال اقدس بهاء الله بعد از كتاب اقدس نازل شده، لانگنهاين، لجنة آثار امري، ١٣٧ب، ص٥.
(٨) الباب، منتخبات آيات از آثارحضرت نقطة اولى، ص١٠٤.
(٩) النبيل الزرندي، مطالع الأنوار: تاريخ النبيل عن وقائع الأيام الأولى للأمر البهائي، هذبه وترجمه من اللغة الفارسية إلى الإنجليزية حضرة شوقي أفندي رباني، ترجمه إلى العربية القاضي عبد الجليل سعد، القاهرة، نشر المحفل الروحاني المركزي للبهائيين بالقطر المصري والسودان، ١٩٤٠، ص٧٣-٧٤.
(١٠) شوقي افندي، دور بهائي، لانگنهاين – المانيا – لجنة نشر آثار امري، ١٩٨٨، ص٧٤.
(١١) الباب، منتخبات آيات از أثار حضرت نقطة اولى، ص ١١٦.
(١٢) بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، نزلت بعد الكتاب الأقدس، من منشورات دار النشر البهائية في بلجيكا، ١٩٨٠، ص٤.
(١٣) شوقي أفندي، دور بهائي، ص٤٢.
(١٤) العهد الجديد، إشعيا الأصحاح ١١ الآية ٩.
(١٥) شوقي أفندي، كتاب القرن البديع من اثار حضرة ولي امر الله شوقي أفندي رباني، ترجمه الدكتور السيد محمد العزّاوي، من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل، ١٩٨٦، ص ۱۷.
(١٦) النبيل الزرندي، مطالع الأنوار، ص١٩٧-١٩٩.
(١٧) شوقي أفندي، كتاب القرن البديع، ص١٠٢.
(١٨) المقتطف مأخوذ من كتاب،John Ferraby, All Things Made New, London Baha'i Publishing Trust, 1987, revised edition, p.201
(١٩) شوقي أفندي، كتاب القرن البديع، ص٧٧.
(٢٠) الباب، منتخبات آيات از آثار حضرت نقطة اولى، ص٤٩.
(٢١) شوقي أفندي، كتاب القرن البديع، ص٧٨.
(٢٢) بهاء الله، كتاب الإيقان، من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل، ١٩٩٧، ص١٩٧.
(٢٣) A.L.M.Nicolas, Siyyid Ali Mohammad dit le Bab, p. 376
(٢٤) الباب، منتخبات آيات از أثار حضرت نقطة اولى، ص ١٤.

منذر أبو هواش
14/04/2007, 05:21 PM
مجلة المنار ـ المجلد [ 14 ] الجزء [ 1 ] ص 78 المحرم 1329 ـ يناير 1911

البابية البهائية
البابية والبهائية من الباطنية الذين يظهرون للمسلمين وكذا لغيرهم أنهم منهم
وعلى ملتهم ، ولا يطلبون إلا الإصلاح فيها ، وهؤلاء البهائية إذا دعوا
النصارى في أمريكة مثلاً إلى نحلتهم قالوا لهم : إنا نصارى مثلكم نؤمن بألوهية
المسيح وبمجيئه في يوم الدين- أو الدينونة كما تقول النصارى - وقد جاء المسيح
كما وعد في ناسوت البهاء وآمنا به واتبعناه ، وكذلك يقولون للمسلمين : إنا منكم
ونطلب إصلاح حالكم باتباع المهدي المنتظر ، والمسيح الموعود به ، بل يقولون :
إن دين برهما ودين بوذه ودين زردشت حق ، ويقولون لهؤلاء إذا لقوهم : إنا منكم ،
وإن ربنا وربكم هو البهاء ، أو بهاء الله دفين عكا من بلاد الشام ، ولا يفصحون
عن عقيدتهم كلها لأحد دفعة واحدة ، وإنما يرتقون به درجة بعد أخرى ، وقد وضع
سلفهم الأولون هذه الدرجات وجروا عليها ، وقلدهم الماسون فيها ( أي الدرجات
فقط ) وقصارى دعوتهم الرجوع إلى نوع من الوثنية ملون بلون جديد من ألوانها .

وإننا نبرأ مما سمعناه من أتباع البهائية من القول : بألوهية البهاء ، ونسخه للشريعة
الإسلامية ؛ كجعل الصلوات ثنتين بدل خمس بكيفية غير كيفية صلاة المسلمين .

إن سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو خاتم النبيين والمرسلين ، لا دين
بعد دينه ، ولا شرع ينسخ شرعه ، وأن القرآن هو آخر كتب الله ووحيه لأنبيائه
ورسله ، وأن معانيه الصحيحة هي ما دلت عليه مفرداته وأساليبه العربية .
________________________
مجلة المنار ـ المجلد [ 14 ] الجزء [ 1 ] ص 78 المحرم 1329 ـ يناير 1911

منذر أبو هواش
14/04/2007, 05:28 PM
((مجلة المنار ـ المجلد [23] الجزء [10] ص ‌ 798 ‌ ربيع الآخر 1341 ـ ديسمبر 1922))

البهائية
بعد موت زعيمهم عباس أفندي
مات في أثناء هذا العام زعيم البهائية عباس أفندي بن بهاء الله إلههم
ومشترعهم ، وكان يلقب نفسه ، ويلقبونه بعبد البهاء اعترافًا بألوهية والده ، وقد
وقع الشقاق بينهم فيمن يخلفه فيهم ، فإنه قد أوصى لرجل غير الذي أوصى له والده ،
ولكل من الخليفتين حزب يتبعه ، ويؤيده ، ويخذل الآخر ، ويفنِّده ، وذلك صدع
لوحدتهم ، وقد كان مثارًا للعجب أن يوصي العبد بما يخالف أمر الرب ، وإذا ظهر
السبب بطل العجب !

هذا الدين الجديد طور عصري لضلال الباطنية القديم ، وكان عباس أفندي
أدهى مؤسسيه وناشريه ، حتى إنه حظر إلى اليوم إظهار كتابهم الذي يسمونه
( الكتاب الأقدس ) ؛ لأنه إذا تناولته الأيدي يتعذَّر نشر الدعوة في كل شعب وقطر بما
يناسب أفكار أهله وعقائدهم ومشاربهم ؛ فإن أهل الحضارة في هذا العصر يكثر
فيهم المستقلون في الفكر ، فلا يسهل أن تُنشر فيهم دعوة إلى دين له أصل معروف :
كتاب يدَّعون أنه مقدس معصوم - إلا ويكون الحكم في هذه الدعوة لنصوص من
هذا الكتاب دون ما تزيِّنه الدعاة من الدعاوي ، وتزوِّره من الاختلاب ، تستميل به
المستعدِّين ، وتكتفي أمر المعارضين والمستَعْدِين ، وقد كان عباس جذيلهم المحكك ،
وعذيقهم المرجب ، وإنما كان والده البهاء شخصًا يشغلون به الخيال ، وينزِّهونه
عن القول والقيل والقال ، فلا يسمح للناس برؤيته ولا بمراجعته ومرادته ؛ لئلا
تعرفه الحواس والعقول ، وتحكم له أو عليه بما يفعل ويقول ، وكان عباس يخبر
عنه كل مَن اضطر إلى ذكره له ، بما يرجو بفراسته أن يستحسنه ، ويقبله شأنه
في الإخبار عن نِحلتهم ، والحكاية عن مذهبهم ، أو طريقته ، وقد سبق لنا ذِكر
الشواهد على هذا .

قد خدع كثير من عقلاء المسلمين وأذكيائهم بنفاقهم ودهاء عباس أفندي ، الذي
كان يدَّعي أنه من المسلمين المصلحين ، فلا غرابة إذا انخدع غيرهم لهم ، وإن
علموا كثيرًا من أصول دينهم ، وإذا كانوا من غير المسلمين العارفين بحقيقة الإسلام ،
وأما مَن يعرف حقيقة التوحيد فيستحيل أن يقبل عقيدة وثنية ، ومَن يعرف ما كرم
الله به البشر ، ورفع من شأن حريتهم بالإسلام فلا يعقل أن يرضى لنفسه بأن يكون
عبدًا لبشر مثله كالزعيم الملقب بالبهاء .

وقد بلغني في هذه الأيام أن منهم أحمد أفندي صفوت صاحب الخطبة الذي
اقترح بها على المسلمين هدْم نصوص القرآن والسنة والإجماع ، والقياس ، والأخْذ
بمقاصد القرآن دون دلالة لفظه في الأحكام ، وهي التي رددت عليها من قبل في
المنار ، فظهر لي الآن سر ما فيها من النفاق والمراء غير المعهود من صحيح
العقيدة ، ولا فاسدها من رجال القضاء ، وسر اعتماد الإنكليز على صاحبها وندبهم
له لإصلاح القضاء في فلسطين ، وأنه من كيدهم الخفي لهذا الدين ، والبهائية
صنائعهم في كل مكان ، ولا سيما العراق ، وإيران ، وقد كان لروحي أفندي من
بطانة الوكالة البريطانية في جدة دسائس كثيرة في الحجاز .

كانت الدولة العثمانية مشترطة على البابية - البهائية و الأزلية - جميعًا أن لا
يدْعوا إلى دينهم في بلادها ، وإلا أخرجتهم منها ، فلم يكونوا يبثُّون دعوتهم إلا في
مصر ، وبطريق المناظرة والمغالطة دون الجهر ، وقد أصابت لجنة الدستور بعدم
إصغائها إلى طلبهم الاعترافَ بدينهم كما طلبوا ، فإن نص في الدستور المصري
على حرية كل دين ، وإباحة كل دعوة فسترى مصر فتنًا عظيمةً من البهائية ؛ لأنهم
يدعون العامة إلى دين جديد باسم الإسلام ممن يلبَسون لباس علماء المسلمين ،
ويدعون الإسلام ، ولو صرحوا بدينهم ، ودعوا إليه ، ولم يحرفوا القرآن والسنة له
لهان أمرهم ، وسنعود إلى الكلام في شأنهم ، إن شاء الله تعالى .
________________________

((مجلة المنار ـ المجلد [23] الجزء [10] ص ‌ 798 ‌ ربيع الآخر 1341 ـ ديسمبر 1922))

سلطان المجايري
17/04/2007, 08:50 PM
0000[عندما يفلس التاجر فانه يفتش في دفاتره القديمه)[[/
]رغم هذه الحرب الضروس منذ اكثر من مائة عام فأن هذا الامر الالهي يسير من نصر الي نصر
واصبح بفضل الله وجهود المؤمنيين به ثاني اكثر د ين انتشارا في العالم فقافلة هذا الامر الالهي المبارك
كل يوم تزداد احكاما ورسوخا ولا يمنعها نباح من نبح ولا نعيق من نعق
واخي منذر
هل من المنطق ان اعتمد علي اعداء
الاسلام لتعريف الاسلام
هل هذا هو العدل ؟
هل هذه هي الموضوعيه ؟
فنحن البهائيين من له حق التعريف بالبهائيه
هل من العدل ان أخذ كلام اكبر رجل دين في العالم وهو البابا بنداكت في محاضرته الشهيره في المانيا
واقول هذا هو الاسلام ؟
العدل هو ان يختر الانسان لنفسه مايختره لغيره

[/color][/size]

منذر أبو هواش
17/04/2007, 09:48 PM
الديانة البهائية وكتاب الدرر البهية
أعظم بدعة ظهرت بين المسلمين في هذا العصر فتنة البابية و البهائية فإن
هؤلاء قد ابتدعوا دينًا جديدًا لا مذهبًا جديدًا كما يتوهم الغافلون , وأساس مذهبهم أن
زعيمهم ( بهاء الدين ) الإيراني دفين عكا هو الروح الأعظم وهو المعبر عنه
بالمسيح ابن مريم الذي ينتظر أهل الكتاب نزوله من السماء . بل هو الموعود به
في قوله تعالى :  هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ 
( البقرة : 210 ) ويجرون عليه جميع أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة
 سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُواًّ كَبِيراً  ( الإسراء : 43 ) وبالجملة إن دينهم
خلاصة المذاهب الباطنية . وهو أقرب إلى المسيحية من الإسلامية وقد كانوا
يدعون إليه سرًّا ولم يطبع لهم كتاب في البلاد العربية قبل كتاب ( الدرر البهية )
الذي طبع في هذه الأيام . وفيه إنكار كون القرآن معجزًا ببلاغته وفصاحته وتأويل
آيات القرآن على ما ينطبق على بدعتهم وغير ذلك من الضلال والفتن , وهو أضر
على المسلمين من كتاب ( المسيح أم محمد ) بل ليس في هذا الكتاب شبهة يلتفت
إليها مسلم مهما كان جاهلاً , وأما كتاب الدرر البهية فإنه فتنة للمسلمين لأنه مملوء
بالآيات القرآنية محرفة ومأوَّلة.

منذر أبو هواش
17/04/2007, 10:21 PM
استغناء البشر عن دين جديد
ومعنى كون دين الفطرة آخر الأديان
وافتجار البابية
 فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ
ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ  ( الروم : 30 )  مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا
أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً 
( الأحزاب : 40 ) .

لقد كان من عموم رحمة الله تعالى وسعتها أن جعل للحق السلطان على
الباطل ، وللخير الرجحان على الشر ، فلله الشكر والحمد ، ولله الأمر من قبل ومن
بعد ، خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وهداه إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، كَمَّله
بالمشاعر البادية والكامنة ، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة ، وأعطاه العلم والإرادة ،
وأناط بعمله غوايته ورشاده ، ولذلك خلقهُ ضعيفًا جهولاً ، ليكون باكتسابه قويًّا
عليمًا ، وجعل حياة الأمة من نوعه ، شبيهة بحياة الفرد في شخصه ، تتربى بكسبها
وتبلغ كمالها بالتدريج ، وجعل عقل الأمة العام النبوة يظهرها في أكمل أعضائها ،
كما أن عقل الأفراد يكون في أشرف عضو فيها ، وشذوذ بعض آحاد الأمة عن
هدي نبيها شبيه بشذوذ بعض أعضاء الشخص عن حكم العقل ، كاليد تبطش حيث
يضر البطش ، أو الرجل تسعى إلى ما يحكم العقل بوجوب القعود عنه ، وسبب
ذلك التقصير في التربية الدينية والعقلية .

ومن آياته تعالى أن جعل شذوذ الأفراد عن الأصل ، وميلهم عن الجادة ، سببًا
من أسباب التربية ، وعلمًا من أعلام الهداية ، كما جعل انتشار الباطل في الأمم
معدًّا لها لقبول الحق . وتغشي الظلم والاستبداد ، من مقدمات الحرية والاستقلال ،
فله سبحانه في أثر كل شدة رخاء ، وفي تضاعيف كل نقمة نعماء ، فما عَمَّ الضلال
في أمة إلا وجاءها بعده الهدى ، ولا تفاقم الباطل في قوم إلا وانجلى بعد ذلك بقوة
الحق ؛ كان يظهر لهم ذلك بتعليم الوحي المناسب لحالهم ، حتى إذا ما استعد النوع
لأن يكون أمة واحدة ، منحه الله الهداية العامة ، والرحمة الشاملة ، منحه دين
الإسلام ، الذي هو كالعقل العام ، والمرشد الحكيم لجميع الأنام .

كان لضلال البشر قبل الإسلام علتان إحداهما ضعف قوى الخلقة ، وثانيهما
الانحراف عن سنن الفطرة ، فكان من الضعف أن يعتقد الناس في كل مظهر من
مظاهر الخليقة لا يعرفون علته أنه هو القوة الغيبية التي قامت بها جميع المظاهر
وهي القوة الإلهية فيعبدوا ذلك المظهر . وكان من الانحراف عن قوانين الفطرة ما
كان من الأوضاع والبدع والتقاليد الوضيعة الكثيرة ، ومن عجيب أمرهم أن أسندوا
معظم ذلك للدين حتى صار من المقرر عند أهل الدين وعند الحكماء الباحثين في
طبائع الملل أن الدين أوضاع كلها وراء ما تدعو إليه الفطرة ويرضي العقل ، كأنه
وضع لمصادمة الخلقة ومناصبة الفطرة ومحاولة تبديل خلق الله بشرع الله حتى جاء
القرآن ينادي الداعي إليه :  فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ  ( الروم :
30 ) فعلم الناس أن الدين الحق إقامة الفطرة لا مقاومتها ، والاستنارة بنور العقل لا
إطفاؤه ، وأن العمدة في معرفة الحق الدليل ، والعمدة في العبادة الإخلاص لله تعالى
وحده ، والعمدة في معرفة الأحكام ، والحلال والحرام ، اجتناب المضار واجتلاب
المنافع ، فبهذا كان الإسلام هو الدين الأخير الذي أخرج البشر من حجر القصور
وعبوديته ، إلى فضاء الرشد وحريته ، وكان ناسخًا لما قبله من الأديان ، ولا يمكن
أن ينسخ أو ينقضي الزمان .

يبلغ في الشخص رشده فيؤذن له بالتصرف في حاله ، والاستقلال في أعماله
فيمضي فيها فتارة يخطئ وتارة يصيب ، وينجح في عمل وفي آخر يخيب ، وربما
أضاع رأس ماله زمنًا ، ثم استعاده في زمن آخر ، والأمم أولى بالتخبط بعد بلوغ
رشدها , إذ الرشد لا يظهر في جميع أفرادها دفعة واحدة وإنما يظهر في بعض دون
بعض ، فتارة يغلب إصلاح الراشدين فيها ، وطورًا يُغْلَب ، والمجموع يستفيد من
كل فوز وكل خيبة , فلا يظهر الإفساد في موضع إلا ويلوح الإصلاح في موضع
آخر تامًّا أو ناقصًا حتى يبلغ الكمال البشري أشده ، ويصل إلى كماله العام باستقلاله
في عمله بدون حاجة إلى مسيطر ديني جديد كما كان يقع في الأمم قبل ظهور دين
الفطرة الأخير وهو الإسلام ولا يزال الإصلاح والإفساد يتنازعان كل أمة قبل
الوصول إلى الكمال الأخير .

كذلك كان شأن الناس في الإسلام نهض به الذين ظهر فيهم أولاً ، ثم عميت
عليهم سُبُلُه فوضعوا وابتعدوا ، وأولوا واخترعوا ، وتركوا الاستقلال بنور العقل
في فضاء الفطرة وأقاموا لهم زعماء فنيت عقولهم وإرادتهم فيهم ، وكان قد أخذ
الاستقلال والاهتداء بسنن الفطرة عنهم قوم آخرون , فغلب خير هؤلاء على شرهم
كما غلب شر أولئك على خيرهم ، والسيادة والسعادة يتبعان الخير والاستقلال دائمًا
وقد قُلَبَ أصحاب السيادة في الأرض المِجَنّ للخاسرين فقالوا : ( إن خساركم قد
جاءكم من دينكم فاتبعونا تفلحوا ) ، وكان هؤلاء الخاسرون يقولون في أيام سيادتهم :
إننا قد سُدْنا بديننا فاتبعوه أيها الناس تفلحوا ، وإنما كانت السيادة لكل من السائدين
بالاستقلال واتباع سنن الفطرة التي أرشدنا إليها الإسلام ؛ ساد بها أولئك من حيث
عرفوا موردها ، وساد بها هؤلاء من حيث جهلوا مصدرها ، وإنما يستظل أهل
الزعامة الدينية منهم والسيطرة الروحانية فيهم بظل الذين تركوهما ، ويخدعون
أولئك بلقب الدين المشترك بينهما ، فعلم بهذا أن المسلمين قد تركوا ما ساد وسعد به
سلفهم الصالحون ، والآخرين جهلوا منبعث هذا النور الذي هم في ضوئه يسيرون ،
وزعم بعضهم أن دينهم هو الذي هداهم إليه ، ولكن لماذا لم يهتدوا إليه بدينهم عقيب
دخولهم في ذلك الدين بل ظلوا يتسكعون في الظلمات بضعة عشر قرنًا حتى انتشر
الإسلام فأطلق الأفكار من سيطرة الرؤساء ، والإرادة من عبودية الزعماء , ووصل
تعليمه وهديه إلى تلك الأرجاء .

لا عجب في إنكار المخالفين مزية في الإسلام بالقول ، بعد ما أنكرها أهله
بالفعل ، ولكن العجب العُجاب في صنيع قوم قاموا يداوون الداء بالداء ، ويعودون
بالنوع البشري إلى مضيق العبودية والاستخذاء . ذلك أن الأمة الإسلامية ضاقت
ذرعًا بأوزار البدع والتقاليد التي وضعها الرؤساء وألزموا الناس بها تقليدًا أعمى
فطفقت تَئِطّ وترمي عن عاتقها بعض ما حملت على غير بصيرة فيما ترميه
وتستبقيه هل هو النافع أم الضار ، وتنتظر زعيمًا قائمًا بالحق ينتاشها مما وقعت
فيه من الجهل والفقر والذل والعبودية ، وإذا بصائح يصيح : أنا القائم المنتظر ,
وكان ذلك مؤسس دين البابية .
* * *
البابية

المسلمون متفقون على أن الدين قد ضعف في النفوس . يعترف بهذا عالمهم
وجاهلهم في الجملة ويختلفون فيه بالتفصيل ، ومتفقون على أنهم في حاجة إلى
الإصلاح وإلى أن هذا الإصلاح إنما يكون بالرجوع إلى العمل بكتاب الله تعالى
وسيرة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ، ويعتقدون أن هذا الإصلاح إنما يكون
على يد زعيم يدعى بالمهدي يبطل المذاهب ويقيم الناس على مثل ما كانوا عليه في
عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدين وأحسن مما كانوا عليه في الدنيا ، وهذا
الاعتقاد ظهر في الشيعة وامتد إلى غيرهم من المسلمين حتى لا يكاد ينكره إلا أفراد
في كل زمان ، وقد ظهر ( الباب ) في بلاد الفرس بهذه الدعوة في أثر ضيق شديد
فتوهم الناس ومعظمهم هناك من الشيعة الذين ينتظرون المهدي في كل يوم أنه هو ،
وحمل الضيقُ والبلاءُ كثيرًا من الناس على اتباعه ، وماذا كان منه ؟ هل جاء على
ما كانوا يعتقدون من الصفات والنعوت والأعمال ؟ كلا ، إنه جاء بنزعة وثنية
مناقضة لما جاء به الإسلام من الهداية العليا التي أشرنا إلى مزاياها في مقدمة هذا
المقال ، مبنية على استئصال جراثيم حرية الفكر واستقلال العقل ، وعلى الخضوع
والعبودية لرجل مضطرب الفكر بعيد من نور العلم . لا مزية له إلا اللغو بما يخدع
جهال الأعجمين . وضعفاء المقلدين . الذين اعتادوا على اعتقاد الولاية والعرفان .
في أصحاب الدجل والهذيان فكان ظهور هذا الرجل واتباع كثير من الشيعة له
وتصديقهم من بعده إلى تعميم دعوته ورفع كلمته أشد مضار الاعتقاد بالمهدي
المنتظر ، وأكبر العظات فيها والعبر .

لم يحاول هذا الداعي المشترع إبطال دين الإسلام فيمن ينتظرون تأييده وإنقاذه
من التقاليد التي ذهبت باستقلاله ، بل حاول إفساد الفطرة وإطفاء نور العقل الذي
أذكاه الإسلام وأطلقه من سجنه ، وبنى دينه الجديد على تقاليد الشيعة الذين ظهر
فيهم لأنه كان شبعان ريان بهذه التقاليد ، ومحكوم الشعور والوجدان بها ، ولولا هذا
ما راجت دعوته في أولئك الغلاة الذين إذا سمعوا ذكر آل البيت عليهم السلام
والرحمة ظلت أعناقهم له خاضعين ، وكانوا لكل ما يقوله ذاكرهم بالخير متقبلين ،
ولو أن المسلمين لا مذاهب لهم ، ولا كتب دينية غير القرآن وسيرة النبي وآله
وصحبه في أعمالهم وأحوالهم وأقوالهم المنقولة بطرق متفق عليها بينهم ، مطابقة
للأعمال والأحوال غير مخالفة للقرآن ما سرت إليهم هذه الضلالات في الماضي ولا
في الحاضر فهكذا فعل التقليد بالمسلمين جعلهم غرباء عنه فسهل على المضللين أن
ينتزعوا بعضهم منه .

القرآن بشر البشر بأن الله تعالى رفع عنهم سيطرة الرؤساء الروحانين حتى
خاطب من أنزله عليه بقوله :  فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ 
(الغاشية : 21-22 ) وسماه عبدًا متبعًا ما أمر به , وإنما ذكرهم بما تعهده الفطرة
السليمة , فإقامة هذا الدين هو الرجوع إلى الفطرة المعتدلة كما ترشدنا إليه الآية
التي صدرنا بها المقال ، وذلك تبشير برشد البشر واستقلالهم ، والبابية يحاولون
إرجاع السيطرة الدينية للأشخاص بأقبح ما كانت عليه من أشكال الوثنية فهم يعيدون
البشر إلى حجر الطفولية التي تفتقر إلى القَيَّمِ المطاع طاعة عمياء .

القرآن بشر البشر بأن محمدًا خاتم النبيين فلا حاجة بعده إلى تعليم سماوي ،
ولا وحي جديد ؛ لأن تعليمه هو التعليم العالي الذي يرتقي به العقل ويستقل ، فلا يقبل
الشيء إلا ببرهانه ، ولذلك استدل على العقائد ، وبَيَّن منافع الآداب والأحكام وطالب
بالدليل والبرهان ، وجعله شرطًا للاعتراف بالصدق  قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ
صَادِقِينَ  ( البقرة : 111 ) والبابية يحاولون إرجاع أهل هذا التعليم العالي إلى
تعليم الأطفال الابتدائي الذي يؤخذ فيه كل شيء بالتسليم والإذعان ، بدون دليل ولا
برهان .

القرآن أبطل التقليد لأن فيه حجرًا على العقول أن تفهم الدين عن الله بنفسها
وتفهم مصالحها في الدنيا بالتجربة والاختبار ، فقال فيمن احتجوا بتقليد ما كان عليه
آباؤهم :  أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ  ( البقرة : 17 . ) فبين
أن أحدًا لا يأخذ بقول أحد إلا إذا عَقَلَهُ وتبين له وجه الهداية فيه . والبابية يحاولون
إقرار الذين ضلوا عن الاستقلال على ضلالهم وإلزامهم باتباع رؤسائهم في
التأويلات التي لا تعقل والخضوع لهم فيما علموا وجهلوا ، بل أوجبوا عليهم
عبادتهم ( يا للمصيبة والرزية ، وضعف البشرية ) .

القرآن جعل آية محمد الكبرى علمية أدبية ، ولم يحتج على نبوته بالآيات
الكونية ؛ لأنه دين العقل والآيات الكونية لا تعقل ، ولأنه دين العلم وهي لا تعلم .
ولأنه جعل ركن ارتقاء البشر الهداية إلى سننه تعالى في الخلق وكونها لا تتبدل ولا
تتحول ، وهي على غير السنن الكونية ، والبابية زعموا أن الباب كان مؤيدًا
بالخوارق والآيات ، ولكن لم يستطيعوا إثبات ذلك ، بل جعلوا اللغو دلائل كما ترى
قريبًا .

القرآن أرشد البشر إلى العلوم الكونية وحثهم عليها في آيات كثيرة ، والباب
حرم عليهم كل علم إلا ما يؤخذ عنه ، وفرض عليهم في البيان محو جميع الكتب ثم
نسخ البهاء ذلك ( في ص 22 من الكتاب الأقدس ) ولئن أصاب البهائية في هذه فهم
لا يخرجون عن كونهم فرعًا من البابية ، وكون ديانتهم مَبْنية على أساس البيان ,
والمبني على الفاسد فاسد .

‍وقد جهل الباب أو نسي أن المسلمين الذين يحتج عليهم يعتقدون بأن الأديان قد
ختمت بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم . وأن الدليل عليها لم يكن التنازع
والخلاف بين أهل الأديان بل كان دليلاً حقيقيًّا معقولاً .

وقد بنت البهائية دينها على قوله : من يظهره الله , ولكن أي معنى لوجود
شارع يضع دينًا ، ولا يلبث أن ينسخ دينه في عصره ، ويكتم كتابه قبل أن يعلم به
الناس إلا قليلاً لا يعتد بهم , فإن البهائية يخفون ( البيان ) إذ وجد فيهم من أدرك أنه
سخرية ؟ ويا ليت هذا الدين الصبياني قد انقسم إلى دينين فقط . كلا , إنه انقسم إلى
أربع فرق يكفر بعضها بعضًا في الغالب ، وهي كما في خاتمة كتاب ( مفتاح باب
الأبواب ) الذي نوهنا به من قبل , وقد تم طبعه الآن وسيصدر بعد أيام قال مؤلفه :
* * *
فرق البابية

( الأولى البابية الخُلَّص ) أي الذي اتبعوا الباب فقط ، ولم يرضخوا لأوامر
من قام من بعده مثل الميرزا يحيى صبح أزل وأخيه الميرزا حسين على البهاء
وغيرهما ، وهم يعملون بأحكام البيان ، وينبذون جميع ما ألف ، وكتب بعد الباب
ظهريًّا , وهؤلاء يبلغون نحو مائتي نفس في البلاد الإيرانية دون غيرها , وفي
أثناء وجودنا بطهران تقابلنا مع أناس منهم , وعلمنا منهم ما لا تعلمه البابية الأزلية
والبهائية .
( الثانية البابية الأزلية ) وهم القائلون بخلافة أو أصالة الميرزا يحيى صبح
أزل أي أن الأزل هو مصداق لما ورد في كتاب البيان ( من يظهره الله أو
من يريده الله ) وهؤلاء يؤيدون مدعياتهم بكتب عديدة من الباب , والميرزا
حسين عليّ إلى الميرزا يحيى ، وهي موجودة عند الأزل , ويتمسكون
ويستدلون بها على بطلان أمر البهاء وأتباعه وعددهم ألفان ونيف تقريبًا في البلدان
الإيرانية وغيرها ، وداعيتهم الأكبر وعميدهم الأعظم وهو الحاج الميرزا ......
القاطن الآن بطهران هو وأنجاله وأناس آخرون منهم , ذكرنا أسماءهم في كتابنا
(باب الأبواب ) وهؤلاء يتظاهرون بالإسلامية ، ويتبرءون من الباب والبابية
ويعملون بالتَّقية ، يصلون ويصومون ويقومون بجميع فرائض الدين الإسلامي في
الظاهر , ويكفرون البهاء وأتباعه ويلعنونهم في الظاهر والباطن , ويستبيحون
أموال وأنفس المسلمين والبهائية عند المقدرة , ويستعينون على قضاء حوائجهم هذه
بالكتمان وشدة الحذر , ويسندون الخلافة من بعد الميرزا يحيى إلى الحاج الميرزا
...... المذكور , ولهم إشارات ورموز خاصة بهم لمعرفة بعضهم بعضًا .

( الثالثة البابية البهائية ) وهؤلاء على ما مر عليك من أخبارهم يعتقدون
بربوبية وألوهية البهاء ، وأنه هو الذي بعث الأنبياء والرسل ، وأن زردشت
وموسى وعيسى ومحمدًا صلى الله عليه وسلم ، والباب إنما كانوا يبلغون أحكامه
ويبينون آياته فهم مظاهر أوامره , وبشروا به وبظهوره كما أن ابنه الأكبر عباسًا
يكون كذلك من بعده وأن ليس لأحد أن يقوم بعده ويدعي بالأمر إلا بعد ألف سنة
كاملة , وبعد ذلك يكون الأمر لمن يظهره الله ( يعني لمن يظهره هو كما علمت من
أقواله ) وأن من يدعي أمرًا قبل ألف سنة يتحتم قتله لا محالة , ويبلغ عددهم نحو
ثلاثة آلاف نفس في إيران , ونحو ألفي نفس في خارجها ، ولا عبرة بما يدعونه
من أنهم يبلغون الملايين من النفوس في البلدان الإيرانية ومئات الألوف في الممالك
الروسية والإفرنجية والعثمانية , ومثلها في الممالك المتحدة الأمريكية ؛ لأن الإطراء
والإغراق والغلو هي ديدنهم ، ودأبهم في تجسيم وتعظيم الأمور الراجعة إليهم
كشأنهم في بقية المسائل المختصة بهم .

( الرابعة البابية البهائية العباسية ) هؤلاء هم البابية البهائية , ولكن يقدسون
ويمجدون العباس كتقديسهم لأبيه البهاء بل البعض منهم يجعلون البهاء مبشرًا به ,
كما كان الباب مبشرًا بأبيه , وولد العباس في اليوم الخامس من جمادى الأولى
1265 هجرية بطهران , ورافق أباه بالنفي إلى بغداد و أدرنه و عكا ولم يكن
للبابية البهائية شأن يذكر قبل ترعرعه ، ولما بلغ أشده واستلم زمام الأمور بكياسته
المشهورة ، نثر ونظم , عقد وحل , غَيَّرَ وبدَّل , ألَّف وصنَّف ، وهو الذي أشار
على أبيه بالاستقلال في الأمر والاستبداد بالرأي حتى فرق بين أبيه وعمه الأزل ,
وجعل للبهائية شأنًا يذكر , ولولاه لما قامت للبابية قائمة ، وما قام بشخص يسقط
بسقوطه ويزول بزواله إذا لا بقاء له بذاته . نعم ، إنه كان يتظاهر أمام البابية أنه
كأقل عبد متواضع خاشع للبهاء ، ولكنه كان ماسكًا دفة الأمر بيد من حديد ، يدبرها
كيف شاء وأنى شاء ، وكان يخاطبه أبوه بلفظة ( آقا ) ومعناها ( السيد ) , ولما
مات البهاء آلت إليه الرياسة , وانفرد بالمحو والإثبات في الأحكام , فذعر من ذلك
إخوته والخاصة من أصحاب أبيه مثل الميرزا آفاجان الكاشاني الملقب بخادم الله
ومحمد جواد القزويني و جمال البروجردى وأصهار البهاء , فانضم هؤلاء إلى
الميرزا محمد علي النجل الثاني للبهاء الملقب بغصن الله الأكبر , وأرسلوا الدعاة
إلى البلدان , ونزغوا إلى الطغيان والعصيان ، وألفوا كتبًا بالفارسية والعربية
وطبعوها بالهند أظهروا بها مروق العباس وأشياعه في دين البهاء وكفروه وسلقوه
بألسنة حداد ، ومن جراء ذلك انشقت البابية البهائية إلى قسمين : قسم سمي
( بالناقضين ) هم الميرزا محمد عليّ وأشياعه , وقسم سمي ( بالمارقين )
هم العباس وأشياعه , وقام كل منهم الآن يؤيد دعواه ويكفر من عداه , فاعتزلوا
المعاشرة ، وحرموا معاملة بعضهم لبعض ، وعداوة كل منهم للآخر أشد من
عداوتهم جميعًا للمسلمين وغيرهم , فهذا ما آل إليه أمر البهائية بعد موت البهاء .
ولله الأمر من قبل ومن بعد

سلطان المجايري
18/04/2007, 08:54 PM
اذا كنت لديك شجاعه اهلا بك للمناظره

منذر أبو هواش
18/04/2007, 09:33 PM
قال تعالى في سورة (الكافرون)

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)
لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)
وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4)
وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)

صدق الله العظيم

سلطان المجايري
21/04/2007, 01:02 AM
التوحيد في الدين البهائي
الإيمان بالله الواحد الأحد الذي لا شريك له ركن أساسي من أركان الدين البهائي، ويشمل في جملته بأن الكون بأسره بما فيه من مخلوقات وظواهر وقوى إنما هو من صنع خالق واحد أنشأ هذه الكائنات وفطَر الأرض والسماوات فأتقن تكوينها وأبدع في صنعها. فالله ملك السماوات والأرض وهو القادر القدير يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وهو الباسط لسلطانه المطلق على كل ما خلق، وله العلم التّام بكل شيء فهو العليم الخبير. ومهما اختلفت مفاهيم البشر عن هذا الذي يسبّح بحمده كلّ مَن في الأرض والسماء، ومهما اختلفت سبل التعبّد لدى باب قدسه، وتباينت اللغات للتعبير عن عظمته وجلاله فإنّه الكائن المتفرّد لا تدركه الأبصار ولا البصائر ولا تحيط به الأفهام والعقول. فالسبيل إلى معرفة ذاته مسدود والطلب مردود، فهو الغيب المنيع المنزّه عن إدراك كلّ مدرك وعرفان كلّ عارف. ندعوه بأسماء اختلفت باختلاف اللغات فهو الله وهو يهوه وهو الرّب وهو براهما وغير هذه من الأسماء.

وقد عبّر حضرة بهاء الله عن تمجيده وإجلاله للخالق العظيم إذ قال:

"سبحانك اللّهم يا إلهي كيف أذكرك بعد الذي أيقنت بأن ألسن العارفين كلّت عن ذكرك وثنائك ومنعت طيور أفئدة المشتاقين عن الصّعود إلى سماء عزّك وعرفانك، لو أقول يا إلهي بأنك أنت عارف أشاهد بأن مظاهر العرفان قد خلقت بأمرك ولو أقول بأنك أنت حكيم أشاهد بأن مطالع الحكمة قد ذُوّتَت بإرادتك وإن قلت بأنك أنت الفرد، ألاحظ بأن حقايق التفريد قد بعثت بإنشائك وإن قلت إنك أنت العليم أشاهد بأن جواهر العلم قد حُقّقت بمشيئتك وظهرت بإبداعك فسبحانك سبحانك من أن تشير بذكر أو توصف بثناء أو بإشارة لأن كل ذلك لم يكن إلا وصف خلقك ونعت أمرك واختراعك، وكلّما يذكرك الذاكرون أو يعرج إلى هواء عرفانك العارفون يرجعُنّ إلى النقطة التي خضعت لسلطانك وسجدت لجمالك وذُوّتَت بحركة من قِبَلك..."(١)


أكد حضرة بهاء الله بأن الله عزّ وجلّ منزّه عن إدراك كل مدرك، يعجز العقل البشري كل العجز عن أي تصوّر واضح لذاته أو وصف تلك الذات أو معرفة حقيقتها، إذ لا يعرف ذاته وكنه حقيقته إلا هو، فإجمالاً لا يعرف الله إلا الله:

"فسبحانك سبحانك من أن تذكر بذكر وتوصف بوصف أو تثنى بثناء، وكل ما أمرت به عبادك من بدايع ذكرك وجواهر ثنائك هذا من فضلك عليهم ليصعدنّ بذلك إلى مقر الذي خُلِقَ في كينونتهم من عرفان أنفسهم، وأنك لم تزل كنت مقدساً عن وصف ما دونك وذكر ما سواك، وتكون بمثل ما كنت في أزل الآزال، لا إله إلا أنت المتعالي المقتدر المقدس العليم..."(٢)


فالمشار إليه بالأسماء الحسنى ليس ذات الحقّ، فمهما أطلقنا على الله من أسماء وصفات وقلنا إنه القوي القدير أو الودود الرحيم أو العادل الكريم، فإن هذه الألفاظ ما هي إلا مشتقات أملتها علينا التجربة الإنسانية المحدودة لمعاني القوة والرحمة والعدالة والمحبة. والحقيقة إن معرفتنا لأي أمر من الأمور إنما هي معرفة محدودة وتقتصر فقط على مفهومنا الشخصي لصفات ومزايا تصوّرها لنا خبرتنا الضيقة وعقلنا المحدود.

"اعلم أن العرفان على قسمين: معرفة ذات الشيء ومعرفة صفاته، ومعرفة الذات تكون بمعرفة الصفات ليس إلا حيث إن الذات مجهولة غير معلومة، ولما كانت معرفة الأشياء بالصفات لا بالذات وهي مخلوقة محدودة، فكيف إذاً يمكن معرفة حقيقة الذات الإلهية وهي غير محدودة...

لهذا فمعرفة الله عبارة عن إدراك الصفات الإلهية وعرفانها لا إدراك الحقيقة الإلهية، ومعرفة الصفات أيضا ليست معرفة مطلقة، بل إنما تكون بقدر استطاعة الإنسان وقوّته، والحكمة عبارة عن إدراك حقائق الأشياء كما هي، أي على ما هي عليه، وذلك بقدر استطاعة الإنسان وقوته، لهذا فليس هناك سبيل للحقيقة الحادثة لإدراك كنه الذات، بل إنها فقط تدرك الصفات القديمة بقدر الطاقة البشرية، فغيب الذات الإلهية مقدس منزّه عن أن تدركه الموجودات، وكل ما يدخل تحت التصوّر إنما هو إدراكات إنسانية، فقوّة الإدراك الإنساني لا تحيط بحقيقة الذات الإلهية..."(٣)

من هذا يتّضح أن معرفة الإنسان بالله إنما تعني العلم بصفات الله وسجاياه وحَسب ولا تعني المعرفة المباشرة لحقيقة الخالق أو الذات الإلهيّة. وهذا بحد ذاته يطرح التساؤل: كيف نتوصل إلى معرفة الصفات الربّانية؟ لقد كتب حضرة بهاء الله ما معناه أن كل ما في هذا الوجود هو من صُنع الله، وكل شيء بالتالي ينمّ أو يكشف عن مزيّة من صفات خالقه. ومثال ذلك أننا نستطيع أن نستشف قدرة الله وعظم صنعه حتى ولو تأمّلنا في الحجر أو البلّور وكيفية تكوينهما يزداد إدراكنا لعظمة الله وتظهر قدرته وصفاته المهيمنة كلّما دقّقنا النظر فيما صفا من المعادن وما أُبدع خلقه وصناعته. ولمّا كان ابتعاث الله رسولاً أو مظهراً إلهيّاً هو أسمى وأرفع أشكال الخَلْق فجميع الكمالات والفيوضات والتّجليات لذات الحقّ ظاهرة في حقيقة المظاهر الإلهية، فالأسماء والصّفات والمحامد والنّعوت التي نصف بها الخالق العظيم كلها راجعة إلى هذه المظاهر المقدّسة:

"إن ما في السماوات وما في الأرض مهابط لظهور الله وصفاته... وينطبق هذا على الإنسان بصورة خاصة، فقد اختصّه الله دون غيره من الموجودات فشرّفه وميّزه... وتجلّت في الإنسان صفات الله وأسماؤه على نحو أشرف وأكمل من غيره... وأكمل الناس وأفضلهم وألطفهم هم مظاهر شمس الحقيقة، لا بل كل ما سواهم موجودون بإرادتهم، ويحيون ويتحركون بفيضهم..."(٤) (مترجم عن الفارسية)

على الرغم مما يكشف عنه الحجر وما يظهره الشجر من إبداع الخالق ودقة صنعه، فإن الكائن الواعي، أي الإنسان، وحده قادر على تصوير الصفات الإلهية وقولبتها في حياته وتصرّفاته. وبما أن المظاهر الإلهية هي بالفعل في حالة الكمال، فإن أقرب فهم كامل للمعاني العميقة لصفات الله يتجلّى في حياة البشر. فالله لا يحدّه جسد ولا تحوطه مادة، ولذا فنحن غير قادرين على رؤيته جهاراً أو مشاهدة ذاته أو شخصه. ومن ثم فإن إدراكنا القاصر ومعرفتنا المحدودة للمظاهر الإلهية هما في الحقيقة أقصى ما نستطيع الوصول إليه في محاولاتنا لعرفان الله:

"قل إن الغيب لم يكن له من هيكل ليظهر به إنّه لم يزل كان مقدّسا عمّا يُذكر ويُبصر... إن الغيب يُعرف بنفس الظهور، والظهور بكينونته لبُرهان الأعظم."(٥)


وفي قول آخر مشابه:

"ولمّا أن كانت أبواب عرفان ذات الأزل مسدودةً على وجه الممكنات لهذا باقتضاء رحمته الواسعة في قوله سبقت رحمته كل شيء ووسعت رحمتي كل شيء، قد أظهر بين الخلق جواهر قدس نُورانيّة، من عوالم الروح الروحاني على هياكل العزّ الإنساني، كي تحكي عن ذات الأزلية وساذج القدمية..."(٦) (مترجم عن الفارسية)

لعلّه من الطبيعي أن أولئك الذين تتزامن حياتهم مع فترة تبدّي المظاهر الإلهية هم الذين تتاح لهم وحدهم أكثر من غيرهم فرصة عرفان الله عن طريق التّعرف إلى مظهره الذي بعثه. ومن هذا المنطلق أوضح حضرة بهاء الله أن الصّلة الأساسية بين الفرد وربّه إنما تبقى وتدوم من خلال الآثار المقدّسة التي يخلفها لنا كل مظهر من المظاهر الإلهية. ويعتقد البهائيون بأن ما ينطق به المظهر الإلهي هو الكلمة الإلهية. وإلى هذه الكلمة يمكن للفرد أن يتوجه ويستلهمها دوماً في عمله وحياته لكي يتقرّب بها من الله ويكتسب إدراكاً أعمق ومعرفة أوسع به. فكلمة الله المكتوبة هي الأداة التي تخلق الوعي، والوسيلة التي تبعث الشعور بالله عند الفرد في حياته وشئون يومه:

"قل إن دليله نفسه ثم ظهوره ومن يعجز عن عرفانهما جعل الدليل له آياته... وأودع في كلّ نفس ما يعرف به آثار الله..."(٧)

ولهذا السبب فإن إقامة الصلاة اليومية والتأمّل في الآثار المقدّسة وتلاوتها تحتل حيّزاً هامّاً في الحياة الروحية الفردية للبهائيين. فهم يشعرون بأن هذا الانضباط الروحي هو أحد أهم العوامل وأقصر السّبل إلى التقرُّب من الله.

وخلاصة القول هي أن مفهوم الدين البهائي لله هو أن الحقيقة الإلهية ستبقى أبداً منزّهة عن الإدراك، ولكنّ صفات الله وسجاياه تنعكس متألقة في المظاهر الإلهية التي هي بمثابة المرايا التي تعكس تلك السجايا والصفات:

"وهذه المرايا القدسية ومطالع الهُويّة تحكي بتمامها عن شمس الوجود وجوهر المقصود، فمثلاً علمهم من علمه، وقدرتهم من قدرته، وسلطنتهم من سلطنته، وجمالهم من جماله، وظهورهم من ظهوره..."(٨)

وبما أن معرفتنا بأي شيء مقصورة على وعينا بالصفات المُدركة حِسّيّاً لذلك الشيء، فإن معرفة المظاهر الإلهية (بالنسبة للأناس العاديين) هي أقصى ما يمكن أن يحقّقه البشر في محاولتهم لمعرفة الله:

"...أما تجلّي الكمالات والفيوضات والصفات الإلهية فهي ساطعة لامعة من حقيقة الإنسان الكامل ويعني ذلك الفرد الفريد المظهر الكلّي الإلهي، لأنّ سائر المخلوقات اقتبست منه شعاعاً، أما المظهر الكلي فهو مرآة تلك الشمس، تظهر فيها بجميع كمالاتها وصفاتها وآثارها وآياتها، فمعرفة الحقيقة الإلهية ممتنعة محال، وأما معرفة المظاهر الإلهية فهي معرفة الحقّ، لأن الفيوضات والتجلّيات والصفات الإلهية ظاهرة فيها، إذاً لو اهتدى الإنسان لمعرفة المظاهر الإلهية فقد فاز بمعرفة الله، ولو غفل عن معرفة المظاهر المقدسة حُرم من معرفة الله، فثبت وتحقق أن المظاهر المقدسة هم مركز الفيض والآثار الكتابية والكمالات الإلهية..."(٩)

وهذه المعرفة تتأتّى وتُكتسب من الناحية العملية عن طريق الدرس والصلاة والتأمل والممارسة الفعلية القائمة على وحي كلمة الله (أي الآثار الكتابية المقدسة للمظاهر الإلهية).



الله والإيمان والخلود
إنّ هدف الحياة الدّنيويّة التي يعيشها الإنسان من منظور الدين البهائي هو أن يَجهد كلّ فرد منّا في عمله على تنمية الفضائل والصّفات الخلقيّة الكامنة في جوهر ذاته. فقد وصف حضرة بهاء الله الإنسان بأنه مَنجَم غنيّ بالجواهر التي لا تقدّر بثمن إذ يتفضّل قائلاً:

"انظر إلى الإنسان بمثابة منجم يحوي أحجاراً كريمة تخرج بالتربية جواهرُه إلى عرصة الشهود وينتفع بها العالم الإنساني."(١٠)


ولكن هذه الجواهر المكنونة أو الصفات الكامنة لا يمكن استخراجها من منجمها أو تطويرها وصقلها إلا بتوجّه الإنسان إلى الله وابتغاء مَرضاته. وعلى الرغم من أن هذه المهمّة الجسيمة تبقى من واجبات الفرد ومسئوليته وحده، فطالما بعث الله بالهداية إلى بني البشر يرشدهم كيفيّة تحقيق مسئوليتهم هذه فضلاً وكَرَماً منه على عباده. ولذا فإن المفهوم البهائي للطبيعة الإنسانية وحقيقة الروح هو في أساسه مفهوم يوحي بالخير والأمل، كما هو الحال بالنسبة لنظرة الدين البهائي إلى الحياة وهدفها وما ينتظر الإنسان من حياة بعد الموت.

يؤمن البهائيون بأن لا إله إلا الله الخالق العزيز لهذا الكون. فقد أظهر الله نفسه لبني البشر على مَرّ الأزمنة والعصور عبر سلالة من الأنبياء والرسل الذين أسّس كلٌّ منهم ديناً عظيماً. ولقد ضمّت هذه السلالة من الرسل إبراهيم وكريشنا وزرادشت وموسى وبوذا وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام. ويكشف لنا هذا التعاقب من رُسل الهداية الربّانيّة عن "خطّة إلهية" واحدة متّصلة الحلقات هدفها هداية البشر إلى عبادة الخالق العظيم وتنمية طاقاتهم الروحيّة والفكريّة والخلقيّة. فلقد كان الهدف الإلهي دائماً هو تنمية هذه الفضائل والخصال الحميدة عند كل إنسان وتمهيد الطريق أمام تقدّم الحضارة الإنسانية لتعمّ العالم أجمع. ويؤمن البهائيون بأن معرفة الإنسان الحديث لإرادة الله لم تبدأ إلاّ منذ مائة عام ونيّف على يدي حضرة بهاء الله آخر مَن ظهر من تلك السلالة المباركة من رُسُل الهداية والرّشاد.





--------------------------------------------------------------------------------
(١) بهاء الله، "منتخباتي، آثار حضرت بهاء الله"، لانكنهاين، ألمانيا، لجنة نشر آثار امري، ١٩٨٤، ص١٠-١١.
(٢) "منتخباتي" ص ١١.
(٣) "من مفاوضات عبد البهاء: محادثات على المائدة" من منشورات دار النشر البهائية في بلجيكا، ١٩٨٠، ص ١٦١-١٦٢.
(٤) "منتخباتي"، ص ١١٧-١١٨.
(٥) "منتخباتي"، ص ٣٩.
(٦) "كتاب الإيقان"، من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل، ١٩٩٧، ص ٨٢.
(٧) "منتخباتي"، ص ٧٥.
(٨) "كتاب الإيقان"، ص ٨٢-٨٣.
(٩) "من مفاوضات عبد البهاء: محادثات على المائدة"، من منشورات دار النشر البهائية في بلجيكا، ١٩٨٠، ص ١٦٢.
(١٠) مجموعة من ألواح حضرة بهاءالله (نزلت بعد الكتاب الأقدس) من منشورات دار النشر البهائية في بلجيكا ١٩٨٠ ص ١٤٢.

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
21/04/2007, 08:53 AM
سورة التغابن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6) زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
21/04/2007, 08:57 AM
سورة الملك
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
21/04/2007, 09:02 AM
سورة يس
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
21/04/2007, 09:23 AM
أن حرفا من حروف آيات الله عز وجل
لا يساويه ماتكتبون وماتسطرون وماتدعون
وأنت ممن حباهم الله بنعمة العقل حين تنظر لكلمات الله التامات في المصحف الشريف تستطيع مقارنة الحق من كل باطل وما ياتي به البشر لا يستوي بماآتي به الله العلي القدير
لا يستويان في ميزان الحق لا عند العقلاء من البشر ولا عند الله الغفور الرحيم
سورة العصر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)


سورة الإنشقاق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)

سورة البينة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)

منذر أبو هواش
21/04/2007, 11:30 AM
قال تعالى في سورة الأعراف

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
(180)
وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
(181)
وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ
(182)
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ
(183)
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
(184)
أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
(185)
مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
(186)

صدق الله العظيم

سلطان المجايري
22/04/2007, 06:37 PM
اي حد يري في نفسة الشجاعة يناظرني

منذر أبو هواش
22/04/2007, 10:38 PM
ههههههه ههههههه ههههههه
:laugh: :) :) :)

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
23/04/2007, 04:03 AM
اي حد يري في نفسة الشجاعة يناظرني

أما أكتفيت بكل ماقدمه لك الأستاذ الفاضل/ منذر أبو هواش
نحن قوم والحمد لله رب العالمين
نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله
الذين جاء ذكرهم بكتاب الله الكريم
القرآن الكريم
كتاب المسلمين
التابعين لخير خلق الله كلهمِ
عليه الصلاة والسلام
محمد رسول الله ونبيه للخلق أجمعين
خاتم الرسل وخاتم الأنبياء المرسلين
وإيمان المسلمين بالديانات السماوية السابقة لظهور الإسلام
اليهودية كما جاءت علي سيدنا موسي عليه السلام وكتابه التوراة
المسيحية كما جاءت علي سيدنا عيسي عليه السلام وكتابه الأنجيل
وفيما عدا ذلك فهو باطل ولم ولن نؤمن به وبمشيئة الله تعالي وقدرته حتي قيام الساعة
ونناظر أو لانناظر بعد كل ماقدمناه لك وأمام الأعين علي هذا المتصفح نكتفي معك بقول الله تعالي من سورة الكافرون وللمرة الأخيرة

سورة الكافرون
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) ــــــــــــ
وهناك موضوعات كثيرة يمكنك المشاركة فيها في مختلف مناحي الحياة عبر المنتديات فلا أحد يمنعك من الفصاحة والبلاغة وطرح الآراء والمداخلات وأستجلاب العلوم والفنون والترجمات واللغويات بعيداً عن المعتقدات والعقيدة لأنك هنا في جمعية متخصصة في الترجمة والمترجمين واللغة واللغويات ولك مطلق الحرية في التفاعل مع المشاركات المطروحة فلن يمنعك غير تماديك في الأنزلاق والأغراق من حديثك فيما يتعلق بأدعاءاتك التي شبعنا من مطالعاتها وكثيرا ماضحكنا وضحكنا ولم تعد لدينا القدرة علي الضحك بعد وأقرأ السورة جيدا حسب التشكيل للحروف الكريمة لآيات القرآن الحكيم ونسأل الله الهداية للحق.

منذر أبو هواش
23/04/2007, 07:03 AM
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
افضل الخلائق, وخاتم الانبياء والرسل
روى الشيخان عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثلي ومثل الانبياء كمثل قصر احسن بنيانه, ترك منه موضع لبنة فطاف النظار يتعجبون من حسن بنيانه الا موضع تلك اللبنة, فكنت انا سددت موضع اللبنة وانا خاتم النبيين" رواه ابن حبان والحاكم.

ومعجزة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هي "القرآن" العظيم , دستور البشرية الى يوم الدين, وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" (فصلت/ 42)

سلطان المجايري
23/04/2007, 06:23 PM
تقول
_(خاتم الرسل)
================================================== =====
ارجو تاتي بايه تقول خاتم الرسل
لان في هذه الامور لا يطلق الكلام علي عواهنة

سلطان المجايري
23/04/2007, 06:28 PM
تقول
(ماضحكنا وضحكنا ولم تعد لدينا القدرة علي الضحك )
----------------------------------------------------------
لله در القائل
امور يضحك السفهاء منها
ويبكي من عواقبها ا للبيب

منذر أبو هواش
23/04/2007, 08:34 PM
قال تعالى في سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19)

صدق الله العظيم

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
23/04/2007, 11:35 PM
سورة البقرة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)


هذا قول ربنا في السفهاء الكافرون المكفرون وهذا وعد ربنا ولهم موعدهم مع الله الذي لا يخلف وعده ولايخلف الميعاد ونحن عباد الله إنا لربنا لمنقلبون ولاريب ولاريبة لمن عمرت قلوبهم بصدق الإيمان وإحقاق الحق لله الواحد الجبار وفي حوارنا معك واستمراريتنا مفاز وحسنات وعد الله بها المتقين وكل حرف به ثواب ويضاعف ربي لمن يشاء .

ونخاطبك بقول الحق ومانقول إلا الصدق ونعلم قول ربنا لرسولنا الكريم
(إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

وهذا شأن الله في خلقه واللهم لاأعتراض علي حكمك وقضاؤك رب العرش العظيم
سورة الحديد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (26) ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
24/04/2007, 06:39 PM
اي حد يري في نفسة الشجاعة يناظرني

:confused: The last appeal :confused:

Mr. Sultan
Clearly you have to understand the Arabic language and Arabic dialogue
Please Do not do to spread the Baha'i here do not Espousal any person from the Muslims Christian and Jewish We asked you to the stop and will you tried to coexist with other non-religious subjects
please :hi: :hi:

سلطان المجايري
24/04/2007, 07:19 PM
you started insulting our baha'i religion in your forum so we have got to defend and show the right ideas about thebahai faith

منذر أبو هواش
24/04/2007, 08:46 PM
أحفاد مسيلمة الكذاب بيننا فماذا تقولون؟

مثلما أعلن اليهود حربهم على الإسلام، أعلن البهائيون معاداتهم للإسلام وللقرآن وللرسول. ومثلما ادعى ويدعي اليهود في هجومهم علينا أنهم يدافعون عن أنفسهم، يريد البهائيون المعادون لديننا ولعقيدتنا أن يصوروا للناس هذا العداء بأنه دفاع عن النفس.

ومنذ نشأت البهائية على يد (ميرزا علي محمد الشيرازي) الذي لقب نفسه بـ (باب الله) وهم يزعمون أن هذا الدعي أفضل من محمد (عليه الصلاة والسلام) وأن كتابهم خير من القرآن الذي نزل على محمد (عليه الصلاة والسلام)، بل وصلت الأمور بزعيمهم هذا أن ادعى الألوهية .

ليست البهائية إلا تكملة ومواصلة لما بدأه المرتد مسيلمة الكذاب من حرب على الإسلام والقرآن، يحاول صاحبهم معارضة القرآن الكريم كما فعل مسيلمة ويقول في لوحه الأول (شئون الحمراء):

(إنا قد جعلناك جليلاً للجالين، وإنا قد جعلناك نوراً للناورين، وإنا قد جعلناك عظيماً عظيماناً للعاظمين، وإنا قد جعلناك رحماناً رحيماً للراحمين، وإنا قد جعلناك تاماً تميماً للتامين، وإنا قد جعلناك كمالاً كميلاً للكاملين، وإنا قد جعلناك عظيماً عظيماناً للعاظمين، وإنا قد جعلناك عزيزاً للعازين، وإنا قد جعلناك كميلاً كمالاً للكاملين قل انا قد جعلناك كبرانا كبيرا للكابرين، قل انا قد جعلناك ظهرانا ظهيرا للظاهرين، قل ان قد جعلناك حباب حبيبا للحابين، قل انا قد جعلناك شرفانا شريفا للشارفين، قل انا قد جعلناك سليطا للسالطين، قل انا قد جعلناك ملكانا مليكا للماكلين) إلى قوله (قل: إنا قد جعلناك علياناً علياً للعالين، قل: إنا قد جعلناك بشراناً بشيراً للباشرين). (مفتاح باب الأبواب 278)

ويقول:

(قل: إنما البيت ثلاثين حرفا إن انتم تعربون، لتحسبون على عدد الميم ثم على أحسن الحسن تكتبون وتحفظون، ذلك واحد الأول انتم بالله تسكنون، ثم الثاني انتم في ارض بيت حر تبيتون، و لتلطفن كل أرضكم وكل شيء على أحسن ما انتم مقتدرون، لئلا يشهد عيني على كره أن يا عبادي فاتقون)

ويقول الدعي الكذاب:

(الألف القائمة على كل نفس التي تعالت واستعالت ودارت واستدارت وأضائت واستضائت وأفادت واستفادت وأقالت واستقالت واستـنُـتـقـط فاسـتـنـتـقـط وتبلبلت فاستـبلبلبلت وتجلجلت فاستجلجلجلت وتلألأت فاستلألألأت ونادت بأعلى صوتها إنها شجرة مباركة طيبة طابت ونمت وزكت وعلت ... نمت بنفسها من نفسها لنفسها إلى نفسها)

ويقول: (تبارك الله من شمخ مشمخ شميخ، تبارك الله من بذخ مبذخ بذيخ، تبارك الله من بدء مبتدأ بديء، تبارك الله من فخر مفتخر فخير، تبارك الله من قهر مقهر قهير، تبارك الله من غلب مغتلب غليب، تبارك الله من علم معتلم عليم) إلى قوله (وتبارك الله من وجود موجود جويد).

ويقول هذا الباب الكذاب الملعون: (أنا أفضل من محمد، كما إن قرآنى أفضل من قرآن محمد، و إذا كان محمد يقول بعجز البشر عن الإتيان بسورة من سور القرآن، فانا أقول بعجز البشر عن الإتيان بحرف من حروف قرآنى) ( مفتاح باب الأبواب ص 20) ويقول (إن البيان حجتنا على كل شيء يعجز عن آياته كل العالمين) ويقول (إن نبيكم لم يخلف بعده إلا القرآن. فهاكم كتابي (البيان) فاتلوه واقرءوه تجدوه أفصح عبارة من القرآن، و أحكامه ناسخة لأحكام القرآن) (بهائى باب ص 88).

يقول الدعي الكذاب في كتابه البيان: (إننى أنا الله الأسلط الأسلط، والأثبت الأثبت، والأغيث الأغيث، تبارك الله من سلط مستلط رفيع، تبارك الله من وزر متزر وزير، تبارك الله من حكم محتكم بديع، تبارك الله من جمل مجتمل جميل).

ثم قال في جرأة وزندقة عجيبة: (انا قيوم الأسماء مضى من ظهورى ما مضى وصبرت حتى يمحص الكل ولا يبقى إلا وجهي واعلم انه لست انأ ! بل أنا مرآة، فانه لا يرى في إلا الله) ! وفي آخر أيامه يكتب وصيته إلى خليفته صبح الأزل فيبدؤها قائلا :

(هذا كتاب من عند الله المهيمن القيوم إلى الله المهيمن القيوم. قل كل من نقطة البيان ليبدءون أن يا اسمه الوحيد، فاحفظ ما نزل في البيان و أمر به، فانك على صراط مستقيم. وهكذا أعطى نفسه الربوبية الكبرى ولخليفته صبح الأزل الربوبية الصغرى).

قال الجلبائيجانى داعية البهائية في كتابه الفرائد: (نحن لا نعتقد في الميرزا على محمد الباب إلا انه رب و اله).

تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا!!!

فيا أيها المسلمون، ويا أحفاد صحابة رسول الله:

ها هم أحفاد مسيلمة الكذاب يريدون مواصلة حرب جدهم على دينكم وعلى نبيكم فماذا أنتم فاعلون، وماذا أنتم قائلون؟

سلطان المجايري
24/04/2007, 08:57 PM
لو عندك شجاعة ناظرني

منذر أبو هواش
24/04/2007, 09:04 PM
ليس بيننا إلا السيوف :fight:

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
25/04/2007, 11:04 AM
you started insulting our baha'i religion in your forum so we have got to defend and show the right ideas about thebahai faith


People laugh when you talk now please visit your house is not due here again


People laugh when you talk now please visit your house is not due here again

أنتم أتبعتم من لاينفعكم وأخترعتم أوراقكم بمساعدة أعداء الأسلام والمسلمين وأنتم مغيبون ومحافلكم لخير دليل أمام أعينكم علي عدم صدق حرف مما لديكم ومن سقاكم ورواكم بالبهائية أنما سقاكم الضلال والزور والبهتان لأنكم تستحقون الأهانة والعقاب وبما أن المسلمون يعلمون بأن لله في خلقه شأنه فأنتم ملاقوه يوم القيامة يوم لاينفع فيه مال ولا بنون وحين تدعون من دعاكم يفرون منكم أمام نار جهنم والسعير وأنتم اللاحقون بأمر ربي وما تدارسناه بديننا يخبرنا عن مصيركم وحق قول ربي في أمثالكم.ومن إيماننا بعقيدتنا أن لا إكراه في الدين والدليل لكم وجود غير المسلمين علي وجه الأرض حتي يومنا هذا ومنهم المؤمنين بإيمانهم المنقوص ومنهم المبدلون لكلام الله ومنهم غير المؤمنين من الكفرة والملحدين والحمد لله علي نعمة الإسلام أنتم لاتعرفون قيمتها ولا تعرفون معناها الحقيقي وهذا من فضل ربي علينا ولله ملك السموات والأرض أنتم صنيعة أعدائنا أعداء الله ولن ولم ينفعكم أتباعكم لأغراضهم وسياستهم المفضوحة منذ ظهور الأسلام علي وجه الخليقة ونحن لن نتمادي ومحاورتكم بالدليل والحجج وأنتم الصم البكم العمي عن قول ربنا الحق وتتبعون كل باطل بالباطل وما نصري إلا بالله العلي العظيم فهو حسبي ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل.
وأنتم تقولون البهائية وغيركم يقول البوذية والتاميل والسيخ والهندوس وعبدة المخلوقات والجماد والأصنام ومن جعل مع الله إله آخر ومن أشرك في وحدانيته ومن أدعي أنه شعب الله المختار ومن جعل له ولداً سبحانه عما تدعون إن الله الواحد الفرض الصمد رب العرش العظيم

وأنتم ممن لاتخشع قلوبهم لذكر الله
فماذا بعد هذا الجرم العظيم ياأولي الألباب يا أصحاب العقول يا أيها الناس ياخلق الله
ختم الله علي قلوبكم وهو خير الخاتمين
وسبحان الله بحمده سبحان الله العظيم

هل تستوعب هذه الكلمات العربية الواضحة

بسام نزال
25/04/2007, 01:55 PM
اي حد يري في نفسة الشجاعة يناظرني

:laugh: :laugh: :laugh:
ومن أنت حتى نضيع فيك أوقاتنا وأعصابنا ؟؟
والله ما أنت أكثر من غبي
وربما أحمق
بل أنت سخيف
وإن كان فيك ذرة احترام لنفسك فلا تقترب من واتا ثانية.
أتدري ؟؟
لن أكلف نفسي حتى عناء (كبسة زر) لحذفك!!
:laugh: :laugh:

زاهية بنت البحر
25/04/2007, 02:08 PM
لاحول ولاقوة إلا بالله
لاحول ولاقوة إلا بالله

حسبنا الله ونعم الوكيل

بنت الشهباء
25/04/2007, 03:27 PM
أخي الكريم الفاضل
بسام نزال

قولًا واحدًا أريد أن أضيفه لمشاركتكَ النزيهة الحرّة
وهو قول الله تعالى :
{وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً }
النساء107

عامرحريز
25/04/2007, 03:58 PM
هذا الشخص الذي استنزف أعصابك أخي الفاضل لم يضع حتى صورته ، ومن شروط المنتدى أن يضع المشارك صورته حتى يتسنى له المشاركة..
:confused:

سلطان المجايري
25/04/2007, 04:50 PM
ليس بيننا إلا السيوف :fight: ======================================
نعم ليس لديك الا السيف لانك بلا حجة ولاتقوي الا علي اعمال السيف في رقاب العباد
هللك المتنطعون

منذر أبو هواش
25/04/2007, 11:21 PM
الله أعلى وأجل

الله ربنا ومحمد نبينا وحبيبنا
عليه الصلاة والسلام
والقرآن كتابنا وحجتنا
والحمد لله على نعمة الإسلام

قال تعالى

سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ

صدق الله العظيم

(الأعراف 146)