المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحة الفم والأسنان (بحث)



د- صلاح الدين محمد ابوالرب
29/10/2009, 10:21 AM
صحة الفم والأسنــان في الإســـلام
بحث قدم في مؤتمر تكنولوجيا الاسنان عمان الاردن

من اعدادالدكتور صلاح الدين محمد ابو الرب



بسم الله الرحمن الرحيم

(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
(سورة التين آية 4)

خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، ثم سخر له الأرض بيئة طيبة ليعيش عليها مستمتعاً بما خلق له من الطيبات. والإستمتاع هنا بحد ذاته ليس هدفا وإنما هو وسيلة للبقاء, وإستمرار الحياة, فالإنسان يأكل إستمتاعاً بطعم الطعام، وبإحساس المضغ والقطع والبلع... لذلك نجد الإنسان يستهلك من الطعام أكثر بكثير من إحتياجه.. وكذلك نجد أن فقدان الإحساس بالطعم والرائحة تفقد الإنسان شهيته للطعام.. منة اجل ذلك نستطيع أن نقول أن الفم بما يحتويه من لسان, وأسنان, وغدد لعابية, وحلمات إحساس ,هو بوابة الحياة.. وقديماً قالوا( أن الفم مرآة الجسد إن صلح , صلح من وراءه الجسم ).... وعلمياً نستطيع تجاوزا أن نقول أن الفم هو بوابة دخول الكثير من الأمراض, وهوأيضا بوابة من بوابات الدخول الى النعيمباذن الله،او إلى جهنم حمانا الله منها.

ولكي نحمي أنفسنا يجب أن بدأ بأفواهنا, نتعلم أن نستخدمها في الحق وليس في طريق الغي والضلال, قال الله تعالى:

(يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) (سورة التوبة آية 32)

فيحق عليهم العقاب وتشهد عليهم أعضائهم...
(اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) (سورة يس آية 65)

حمانا اللــه وإياكـــم.

لقد دلنا الله تعالى على السبيل الذي نسلكه ,وكيف نتحكم بما يخرج من أفواهنا من كلام, لنصل في النهاية إلى رضاه ومغفرته..
(من كان يريد العزة لله, فلله العزة جميعاً إليه يصعد الكلم الطيب ,والعمل الصالح يرفعه, والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد, ومكر أولئك هو يبور) (آية 10 سورة فاطر)

ويقول المصطفى عليه الصلاة وأفضل التسليم:
(الكلمة الطيبة صدقة)

هذا هو طريق الحق, الذي نبدأه بواسطة الفم, ونكون من الذين يسلكون صراط الحميد

(وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط حميد)
(سورة الحج آية (24)


أما بالنسبة للصحة الجسدية فمن البديهي القول أن صحة الفم من صحة الإنسان.. وصحة الأسنان من صحة الإنسان .. وأهم طرق دخول مسببات الأمراض للجسم عن طريق الفم .. عن طريق الطعام لذلك فإننا نجد الإسلام قد إهتم بموضوع الطعام إهتماماً خاصا ً ووضع لنا قانونا يجب أن يكون إختيار طعامنا على أساسه.

(يا أيها الذين آمنو كلوا من طيبات ما رزقناكم وأشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون)
( سورة البقرة آية 172)

******
(.. يحل لهم الطيبات ويحرم علهم الخبائث ..)
(سورة الأعراف آية 157)


فالقاعدة هي أكل الطيبات والإبتعاد عن الخبائث، والخبائث ضمنا هي كل ما هو ليس بطيب... وهي مواد قد حرمها الله بنص صريح في القرآن الكريم, ونحن نحرمها أولاً وقبل كل شيء لإن الله قد حرمها والرسول قد حرمها، علمنا سبب التحريم أم لم نعلم ..
قال تعالى في سورة المائدة اية30 :

( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ...)


أما بالنسبة للشراب فالأصل هو الحلال إلا ما قد ورد في تحريمه نص.

قال تعالى :
(يا أيها الذين آمنو إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه لعلكم تفلحون)
( سورة المائدة آية 90)

وقال الرسول عليه الصلاة والسلام:

(لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها)

في موضوع التحريم في الشريعة الإسلامية, تقول القاعدة الشرعية ,أننا نبتعد عما حرم الله لإن الله قد حرمها وفقط علمنا سبب التحرم أم لم نعلم, أما البحث في ذات المادة المحرمة وما هو الخبيث فيها ما هو الا سعي للمعرفة, حتى نشكر الله تعالى على نعمه من ناحية, ولعل هذه المعرفة يهدي بها الله أحد من ناحية أخرى ، من هذا المنطلق فقد وجد الباحثون في الأطعمة المحرمة أمور كثيرة تجعل منها بحق تستحق ان تخرج من دائرة الطيبات الىزاوية مظلمة من الخبائث, ومما وصل اليه العلم الحديث من صفات خبيثة في هذه الاطعمة نورد ما وصل الينا:-


1- الخمــــــــــــر:-

قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
(كل مسكر خمر وكل خمر حرام)

وقال صلى الله عليه وسلم:
( ما أسكر كثيره فقليله حرام)

الخمر,بانواعها ومهما اختلفت مسمياتنها,هي مادة خبيثة بذاتها ، يقول الإمام إبن القيم(هي مادة مضرة للبدن, وللعقل جداً ).

وجاء في تقرير المجلس الوطني البريطاني لمكافحة الخمور( أن شرب الخمر لمدة طويلة يؤدي إلى تحلل الشخصية, وأن مدمن الخمر لا يمكن الوثوق بوعوده حتى في صحوته.)

ومما يحدثه الخمر كما تشير الدراسات العالمية:

- أمراض فقدان الشهية ونقص الفيتامينات.
- تشمع الكبد الكحولي, وهذا وفياته في فرنسا حوالي(25) ألف سنويا على سبيل المثال.
- يحدث أمراض سرطانية في الفم واللسانووفي اجزاء اخرى من الجهاز الهضمى.
- التخلف العقلي والتشوه الخلقي عند أطفال المدمنات.
- تأثيره السىء,على خلايا قشرة المخ المسؤولة عن التفكير والإرادة.

2- الميتــــــة:-

الحيوان الميت يحتبس دمه بكل رواسبه وسمومه, فيتخلل أنسجة الحيوان الميت, لتبدأ السموم عملها في خلايا ليصبح بؤرة فاسدة صالحة لعمل الجراثيم,وتبدأ أنزيمات التحلل بالعمل لتفقدها قيمتها الغذائية, هذا مع العلم انه غالباً ما يكون موت الحيوان لسبب مرضي فيكون بذلك حاملاً لمرض لا نعلم عنه, أو أن يكون الموت بسبب الشيخوخة وفي هذه تتلف أنسجة الجسم وتعجز عن أداء وظيفتها وهي بذلك لا تصلح للأكل.

3- الــــدم :-

ويشكل الدم بيئة مثالية لنمو الجراثيم، وأكله يرفع نسبة اليوريا في الجسم مما يؤثر على أنسجة الدماغ.

4- الخنـــزيـــر:-

لقد حرم الله تعالى أكل الخنزير في أربع آيات من القرآن الكريم, وأكد المفسرون والفقهاء تحريم الخنزير وجميع أجزائه, فلا يحل الإنتفاع بأي جزء من أجزائه صغر أو كبر، ونحن نمتثل لأمر الله عز وجل ظهر لنا سبب التحريم أم لم يظهر.. أما في الدراسات حول الخنزير فنقول:.. أن الخنزير من الحيوانات سريعة النمو, فتضع أنثى الخنزير ما بين عشرة إلى عشرين خنوصاً, ينمو صغير الخنزيرهذا من أقل من كيلوجرامين عند الولادة, إلى أكثر من مائة كيلوجرام خلال سبعة أشهر تقريباً ,وسبب هذا النمو السريع زيادة هرمون النمو في جسم الخنزير, وهذا يفسر إرتباط أكل لحم الخنزير بأنواع مختلفة من السرطانات.

أما بالنسبة لدهن الخنزير فإنه يوجد متداخلاً مع خلايا لحم الخنزير, خلافاً لدهن الماعز والغنم والأبقار والدجاج التي يوجد دهنها بشكل نسيج دهني شبه مستقل، وعندما يأكل الإنسان لحوم الدواجن والماشية تتحول الدهون المخزنة في جسمه إلى دهون إنسانية، أما دهن الخنزير فيترسب كما هو , وتثبت الدراسات ان دهون خنزير متى ما دخلت جسم الانسان يصعب التخلص منها.

يقول الدكتور هانس هايترسن (إن الذين يأكلون شحم الخنزير من منطقة ما من جسمه فإنها تترسب في المنطقة ذاتها عند الأكل)

ان الدراسات حول سلوك الخنزيرتبين أنه يأكل الجيف والقاذورات بشكل طبيعي ,فإن لم يجد فإنه يلجأ لفضلاته نفسه, يقول د. عدنان حلبي في(كتاب الدين والعلم وتحريم لحم الخنزير) نقلا عن د. هانس هايترسن أن الخنازير التي كانت تربى في حظائر أحد المشافي , تدافعت في أحد الأيام على الضمادات المضمخة بالقيح والصديد وأكلتها, وتوفيرا للعلف قررت إدارة ذلك المشفى أن تحعل هذه الأوساخ المليئة بالجراثيم طعاما لخنازيرها, ثم تقدم لحومها طعاما للمرضى.

وفي دراسات الامراض الوبائية ,تقول المعلومات أن الخنزير مرتع لأكثر من (450) مرضاً وبائياً, ويقوم بدور الوسيط لنقل أكثر من (50) مرضاً منها للإنسان, ويختص الخنزير بنقل 27 مرضاً للإنسان, الايكفى ذلك حول لحم الخنزير.

وفي المقابل نجد الإسلام يشدد على ضرورة حسن إختيار الغــــذاء .
"يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما رزقناكم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون"

(سورة البقرة آية 267)

هذا بالنسبة للطعام الذي يأكله الإنسان ويكون المرض في ذاته أو فيما يحمله من مواد مفسدة ... أما عن الأمراض والجراثيم التي تدخل الجسم, فهذا له علاقة وثيقة بالفم و ما ينتشر فيه من جراثيم, وبتنظيف الفم والأسنان مما يتكون فيها من جراثيم وما يتشكل من بيئة صالحة لإنتشار الكائنات الحية الدقيقة الممرضة.



تابع

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
29/10/2009, 10:23 AM
صحة الفم والاسنان ( الجزء الثاني)



إن الفم الذي يعتبر بوابة الإتصال بين داخل جسم الإنسان وبين العالم الخارجي، والمحطة الأولى والطبيعية لدخول أي مادة غذائية ...هو بالتالي بيئة جيدة لتراكم الجراثيم والكائنات الحية الدقيقة الممرضة، أن الكثير من هذه الكائنات الحية تعيش داخل افم وأفضل مكان لها بين الأسنان, لكنها لا تحدث الأمراض إلا إذا حدث خلل في مناعة جسم الإنسان, فتنشط وتصبح ممرضة مؤذية, تفسخ الطعام وتخمره فتنطلق الروائح الكريهة, وتحدث الإلتهابات في اللثة وفي الغدد الموجودة في الفم, وتؤدي في النهاية إلى تلف الأسنان,وقد تؤدى إلى سقوطها أو تشوهها فيترافق المرض في أجزاء الفم, مع سوء المظهر.

وكان من الطبيعي أن يسعى الإنسان لتنظيف فمه وأسنانه, فأنتشرت عادات غريبة لتنظيف الفم والأسنان, منها المضمضة بالبول عند الرومان وكانوا يفضلون البول الإسباني،وان تعذر فيكتفون ببول الثيران, أو مضغ قلب الثعبان أو الفار مرة شهريا من أجل نقاء الأسنان ونظافتها.

ويأتي الإسلام ويبين أهمية الفم لأنه محل دخول الطعام وبوابة لداخل الجسم وهو مظهر للكلمة الطيبة التي يدعو إليها الإسلام.
ومن الطبيعي أن الكلام المؤثر, ذاك الذي يترافق مع الرائحة الطيبة، فالكلام الطيب إن خرج من فم طيب مع رائحة طيبة إستقبلها طيب الفكر إستقبالاً طيباً وظهر مفعولها الطيب وأي خلل في ذلك يحدث خللا في المعادلة.

لقد حث الإسلام على نظافة الفم بكل محتوياته .
منها نظافة اللسان..( الكلمة الطيبة صدقة) ..( تبسمك في وجه أخيك صدقة)...

ونظافة الأدوات المستخدمة والتي تصل للفم, فنجد ان الاسلام دعى إلى تنظيف السبيلين باليد اليسرى وترك اليمنى للطعام ، ونهى الإسلام عن النفخ في الشراب ، وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس غطى وجهه بيدية أو بثوبه.

أما الأسنان هذا الجزء الهام والضروري للجسم لابد ان يكون له أمر خاص وعناية مميزة,ولعل إعجاز الخلق في أن تبدأ الأسنان اللبنية بالظهور , لتواجه التغيرات الأولية والنمو المتزايد في فم الطفل, ثم يبدأ ظهور الأسنان الدائمة, ذات اللون الجميل والمنظر المميز الذي يعطي للوجه حيويته ونشاطه وشبابه .
إن في ترتيب الأسنان الذي نعرفه آية إعجازية من قواطع إلى أنياب إلى أضراس ولكل وظيفة تتناسب مع موقعها في الفم .. حتى إن بعض العلماء حاول عند صنع الأسنان الصناعية أن يخرجوا بنظام توزيع أسنان جديد, ولكنهم مع كل محاولاتهم وتبديلهم وجدوا أنفسهم أمام آية في جمال وكمال الخلق, حيث لا يصلح إلا ذلك الترتيب الذي خلقه الله تعالى .. فسبحان الله أحسن الخالقين.

هذا الطاقم الؤلؤي الجميل,الذى قلده البشر فصنعوا للباحثات عن الجمال عقودا لؤ لؤيةتلتف حول الاعناق,وليس ببعيد عن العقد الرباني,هذا العقد يحتاج لعناية ومراقبة للحفاظ عليه, من اجل أداء وظيفته الجمالية الكلامية الغذائية ...
قال رسولالله صلى الله عليه وسلم (إن فضل الطعام الذي يبقى في الأسنان يوهن الأضراس) كذلك نجده صلى الله عليه وسلم يأمر بالتخلل بعد الطعام بين الأسنان لتكون بداية إستعمال الخيط الطبي الحديث ، يقول صلى الله عليه وسلم ( تخللوا على أثر الطعام وتمضمضوا فإنه مصحة للناب والنواجذ).

أما التعامل اليومي مع الأسنان وتنظيفها فنجد المضمضة الثلاثية في الوضوء لكل صلاة هو الغسول الأولي للفم .. ثم يأتي السواك ليتربع على عرش نظافة الأسنان قبل أن يعرف الأسنان الفرشاة والمعجون بقرون وقرون.

فمـــا هــــو الســــواك والمســـواك ؟؟؟

أن الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم كان أول من أوصى بالسواك قال عليه الصلاة والسلام ( لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )



عرف الإستياك لغة بأنه إستخدام أي شيء خشن لإزالة بقايا الطعام ولإزالة الصفرة عن الأسنان والتخلص من الرائحة الكريهة المتوالدة من بقايا الطعام بين الأسنان, فمن الممكن الإستياك بقطعة ثوب خشن أو بأغصان النخل أو الزيتون ، وعليه فإن إستعمال الفرشاة والمعجون حالياً يعتبر نوعاً من أنواع الإستياك.

أما لفظ المسواك أو السواك فقد جرى ليطلق على الفرشاة النباتية الطبيعية من شجر الأراك.. والسواك حسب السنة الشريفة مستحب في كل الأوقات , عند كل وضوء, وعند كل صلاة, وعند دخول المنزل, وقبل الطعام, وبعد الطعام, وعند النوم, وعندما يقوم المرء من نومه, وعند قراءة القرآن .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن).

يقول د. يحيى حسيب في مقاله له :
" إن ما تعلمناه سابقاً من ضرورة غسل الأسنان بالفرشاة مرتين أو ثلاثة في اليوم,أمر غير صحيح نسبياً, لأنه لا بد من غسل الأسنان بعد تناول أي طعام حتى ,ولو كان قليل وفي خلال سبع دقائق فقط ,حتى لا تصاب الأسنان بالتلوث, وبالطبع فإنه يصعب على أي إنسان فعل ذلك ولكن مع السواك فالأمر سهل ويسير".

إستخدم البابليون السواك بصورة تنظيفاولى قبل (7000) سنة ثم إستخدمها الإغريقيون والرومانيون واليهود والمصريون. وفي غرب إفريقيا يستخدمون أعواد شجرة الليمون والبرتقال, وفي أمريكا إستخدموا جذور شجرة السنا, وعند المسلمون تطور الامر ليصبح سنة يدعوا اليها الرسول عليه السلام,و إستخدم الآراك كشجرة يستخلصون من جذورها المسواك وهي التي تعرف حالياً بهذا الإسم.

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
29/10/2009, 10:24 AM
صحة الفم والاسنان ( الجزء الثالث)


أما الآراك تلك الشجرة التي يستخرج من أغصانها وبالذات من جذورها أعواد السواك تنمو في المناطق الحارة وهي شجرة صغيرة تشبه شجرة الرمان, أطرافها مغزلية ,وأوراقها لامعة, وجذوعها مجعدة, ولونها بني فاتح, تسمى علمياً ( سلفادورا براسيكا) وهي شجرة دائمة الخضرة لها ثمر عند تمام نضجها بحجم حبة الحمص, حلو المذاق حاذق, توجد على هيئة عناقيد عنبية الشكل تكون خضراء ثم تصبح حمراء ثم بنفسجية وتتحول في النهاية إلى اللون الأسود, وتسمى الثمار (الكباث).

وللآراك جذور طويلة تمتد تحت سطح الأرض وهذه التي تستعمل في السواك غالبا.

تعيش هذه الشجرة في السبخات المالحةو وتستطيع أن تعيش إذا تم ريها بماء البحر, لذلك فنجد أن إمارة أبو ظبي زرعت حوالي مليوني شجرة آراك في مساحة 100كم بإتجاه الربع الخالي..

انها شجرة تقاوم التصحر,ونستطيع أن نستغل هذه الصفة فيها, لنشر زراعتها في جميع مناطقنا, ونستخلص من أغصانها كل ما في السواك من فوائد, ومن أهمهاالسوك, إحياء لسنة المصطفى عليه السلام ،

قال صلى الله عليه وسلم :
( من أحيا سنتي عند فساد أمتي فله أجر شهيد).



قال الرازي في السواك :

(إن السواك يجفف اللسان ويطيب النكهة وينقي الدماغ ويلطف الحواس ويجلو الأسنان ويشد اللثة ).






أوردت مجلة (المجلة الألمانية الشرقية) في عددها الرابع لعام 1941 مقالاً للعالم رودات حسب ما ورد في أكثر من موقع على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) }}والعالم رودات هذا مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك يقول : " قرأت عن السواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان، وفكرت! لماذا لا يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقيقة علمية؟ ... وبدأت أبحاثي عليها فسحقتها ,وبللتها, ووضعت المسحوق المبلل على مزارع الجراثيم, فظهرت على المزارع آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين...{{

هذا ما قاله العالم رودات ... أما البحث العلمي في السنوات الأخيرة حول مادة السواك من شجر الآراك فقد خرجت علينا بالكثير من الفوائد مثل :

- يحتوي السواك على مادة حمض التنيك المضاد للتعفن، وهومطهر للثة والأسنان ويمنع نزف الدم من اللثة.
- يحتوي على بيكربونات الصوديوم وهي المادة المفضلة حالياً في تكوين معجون الأسنان والتي أوصت بها جميعة طب الأسنان الأمريكية.
- تحتوي على مادة مانعة للتسوس كما قال الدكتور (كينت كيوديل) في المؤتمر الثاني والخمسين للجمعية الدولية لأبحاث الأسنان في أمريكا.
- نسبة ليست قليلة من مادة الفلورايد.
- مادة قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها.
- مادة (السنجرين) تساعد على الفتك بالجراثيم.
- بلورات السيليكا التي تفيد في تنظيف الأسنان.
- وأكد د. طارق الخوري في مجلة Clinical Preventive Dentistry وفي مقالة عن السواك وجود مادة الكلورايد مع السيليكا وهي مهمة لتبييض الأسنان.
- وجود فيتامين ج والذي يساعد في إلتئام الجروح وتقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة.
- وجود مادة كبريتية تمنع التسوس,و توقف نمو البكتيريا كما قال البروفسور جيمس ترفر.
- ثبت إحتواء الأراك أو السواك ,على مادة تخفض من الأس الهيدروجيني للفم, وهذا من العوامل التي تؤدي إلى إعاقة نمو الجراثيم.
- كما أكدت دراسات في جامعة الملك سعود أنه تم عزل مادة من جذور الأراك لها خواص قاتلة ضد فيروس الحلأ البسيط.
- طلاء الأسنان بمسحوق الأراك يجلو الأسنان ويقويها ويصلح اللثة وينقيها من الفضلات والجراثيم.
- أما بالنسبة لثمار الآراك فهي تقوي المعدة وتخرج البلغم,و مدرة للبول.
- وعند التسوك فإن مستوى الجراثيم في الفم لا يعود لمستواه السابق إلا بعد حوالي ساعتين من إستعمال السواك من شجر الآراك.
- يتم تغيير الجزء المستعمل من السواك بمعدل كل ثلاث أو أربع أيام غير الفرشاة الي يصعب تغييرها بفترة تقل عن ثلاثة أشهر.
- يمكن إعتماد السواك كعادة جديدة بديلة عن عادة السجائر في تعامل اليد مع الفم المستمر العشوائي ... ومن الممكن إستعماله في كل مكان حتى في المسجد أما السجائر فهو الرفيق الأمثل في بيوت اللهو والملاهي وغضب الله.
- في الدول الي تزرع الدخان وتعتمد عليه, من اممكن الاتجاه لزراعة الآراك كبديل عنه لإستخلاص الفوائد الكيماوية منه ومنها معجون الأسنان,وبعض العقاقير, وفيه تشجيع لإستعماله كبديل لعادة النفخ والتدخين... أليس في الآراك طريق للتحرر من إستعمار إقتصاد الدخان.
- أليس في تجربة إمارة أبو ظبي في زراعة الآراك على أطراف الربع الخالي بداية لتحويل هذه المنطقة إلى منطقة زراعية,ان تم الانتباه والتوسع في زراعته,



لا شك أن رائحة الفم تعطي إنطباعاً عن شخصية الإنسان وعن مدى نظافته ،وبالتالى قدرته على ايصال مايجول في خاطره من افكار ,وبالعكس ذلك الذي ابتلي برائحة فم كريهه,ينفر منه الناس ويتجاهلونه.
تخيلوا معي هذه المرأة التي بليت بزوج أبخر(أي لفمه رائحة) وعيشوا معها وهي تقول:

يا حبُ والرحمنُ ان فاكـــــا أهلكنـــي فولنــــي قفاكـــا

إذا غدوتَ فأتخذ مسواكا من عرفطٍ إن لم تجد أراكا

# # # # #



اللهم علمنا بما ينفعنا، وأنفعنا بما علمتنا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

ريمه الخاني
29/10/2009, 11:04 AM
بارك الله بك دكتور وجزاك الجنة

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
29/10/2009, 07:35 PM
بارك الله بك دكتور وجزاك الجنة


شكرا على المرور ، وعلى الدعاء الجميل وادعوا الله جل وعلا ان يحسب جميع اعمالنا في سبيله وان تكون في ميزان الحسنات
تحية

كرم زعرور
07/01/2012, 11:13 PM
.. قرأتُ هذا البحثَ المفيدَ والطَّيِّبَ ،

شكراً ، أخي د. صلاح .

يُثَبَّتُ