المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلبل يزقزق



نادية كيلاني
01/11/2009, 11:26 AM
بلبل طفل صغير له حجرة تدخلها الشمس عند الشروق، وتستدير عنها عند الغروب.
بلبل يستمتع بالشمس كثيرا ويراها أصل الحياة، لكن هناك متعة أخرى لبلبل يتلقاها قبيل طلوع الشمس وهى زقزقة العصافير.
فعند نافذة بلبل شجرة وارفة، ذات فروع ممتدة تكاد تدخل من نافذة بلبل، ولكنها تبعث بدلا منها ظلالها لتحط على سرير بلبل، ومكتبه، وتصنع بمعاونة الشمس من جدران غرفته لوحة جميلة ذات تشكيلات بديعة.
تتغير هذه اللوحة من آن لأخر تبعا لاستدارة الشمس، وأيضا لمداعبة النسيم لأوراق الشجرة، ثم تختفى تلك اللوحة عند الغروب، وتعود من جديد مع شمس يوم جديد.
هذه الشجرة تبيت فوقها العصافير، وحينما تستيقظ، وتتمطى مع بداية شقشقة فجر جديد تبدأ فى الزقزقة والتغريد.
بلبل يطرب كثيرا لهذا الصوت البديع ويكلمها قائلا:
ما أحلاك أيتها المخلوقات الصغيرة وما أبدع صوتك.. سبحان من وهبك هذا التغريد العذب والمرح الجميل.. وأنا أيضا بلبل، ولى صوت جميل، أستطيع به أن أقلدك وأزقزق مثلك.
ثم يضحك من كلامه، ويفتح زجاج نافذته، فتدخل بعض العصافير إلى حجرته، فهى تشعر بالأمان فى حضن بلبل الذى يسرع فى احضار الحبوب من قمح وأرز، ويفرد بها كفيه، فتأتى العصافير وتقف فوق كفيه، وكتفيه وتلتقط طعامها سعيدة مزقزقة، وهو أيضا سعيد ومزقزق.
وذات يوم لم يضحك من كلامه عندما قال للعصافير« وأنا أيضا بلبل، ولى صوت جميل أستطيع به أن أقلدك وأزقزق مثلك»
هذه المرة فكر فى كلامه جديا، وبسرعة فتح النافذة، وصعد فوقها، وأمسك بفرع قوى قريب من نافذته وتعلق به، ورويدا رويدا استطاع أن يجلس عليه، ولم تفزع العصافير، أو تدهش من تصرف بلبل بل راحت تدور حوله وترحب به برفرفة، وزقزقة وصوصوة، ونغمات مبتكرة جعلته ينتشى ويبدأ فى تقليدها.
ما أن شرع بلبل فى تقليد العصافير حتى سكتت، وبدأت تخفض من زقزقتها ورفرفتها حوله حتى استقرت على فروعها صامتة منكمشة، تنظرإلى بعضها البعض وعيونها تتساءل ماذا يفعل بلبل.. ؟
ولكن بلبل لم يلحظ موقف العصافير واستمر يزقزق، ويصوصو، ويزقزق، ويصوصو، ويزقزق، ويصوصو حتى بح صوته وشعر به نشازا فسكت.
وهنا أدرك أنه كان يزقزق، ويصوصو وحده، وأن العصافير لم تستمتع بصوته، فخجل من نفسه ونزل عن الفرع فى هدوء، وأمضى اليوم فى حجرته حزينا مفكرا
وتساءل عن السبب الذى جعل العصافير تكف عن الزقزقة، رغم أنه مرّن نفسه كثيرا على تقليد صوتها، وأراد أن يسعدها كما هى تسعده.
نام على هذه الحال، ولكنه عندما استيقظ فى اليوم التالى، واستمع إلى زقزقة العصافير من جديد عادت إليه سعادته وعرف أن العصافير غير غاضبة منه، فأسرع فى فتح نافذته واحضار الحبوب.
دخلت العصافير إلى حجرته تلتقط وجبتها من كفيه، وتعاونت الشمس مع ظلال الشجرة فى رسم لوحتها البديعة على جدران غرفته فأسرع يدون فى أچندته هذه العبارة :
«إذا أردت أن تغير فى نظام الكون أفسدته»

:book:

د.محمد فتحي الحريري
22/11/2009, 01:01 AM
شـــيختي البتول الاستاذة الاديبة الكيلانية نـــاديــــا
بود وحفظ من الله تعالى
ابدعت - والله - وصدقت وبررت مولاتي :

دخلت العصافير إلى حجرته تلتقط وجبتها من كفيه، وتعاونت الشمس مع ظلال الشجرة فى رسم لوحتها البديعة على جدران غرفته فأسرع يدون فى أچندته هذه العبارة :
«إذا أردت أن تغير فى نظام الكون أفسدته»

لك الثناء الجميـــــــــــل العــطـــــر .

نادية كيلاني
25/11/2009, 11:16 AM
شـــيختي البتول الاستاذة الاديبة الكيلانية نـــاديــــا
بود وحفظ من الله تعالى
ابدعت - والله - وصدقت وبررت مولاتي :

لك الثناء الجميـــــــــــل العــطـــــر .


[COLOR="DarkOrchid"]
شكرا سيدى الفاضل مرورك الكريم

وأشياء كثيرة خلقها الله جميلة وتعمل فيها أيد البشر بالافساد والتشويه

وقانا الله شر انفسنا

تحياتى

:mh09: